بازگشت

51ـ باب حديث عبيد بن شرية(1) الجرهمي


51ـ باب حديث عبيد بن شرية(1) الجرهمي



1 - وحدثنا أبوسعيد عبدالله بن محمدبن عبدالوهاب السجزي قال: وجدت في كتاب لاخي أبي الحسن بحظه يقول: سمعت بعض أهل العلم وممن قرأ الكتب وسمع الاخبار أن عبيد بن شرية الجرهمي وهو معروف عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فأدرك النبي صلى الله عليه وآله وحسن إسلامه وعمر بعد ماقبض النبي صلى الله عليه وآله حتي قدم علي معاوية في أيام تغلبه وملكه، فقال له معاوية: أخبرني ياعبيد عمار رأيت وسمعت ومن أدركت



______________________________



(1) في بعض النسخ " عبيدبن شريد " وهو تصحيف



[548]



وكيف رأيت الدهر؟ فقال: أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا، ونهارا يشبه نهارا، ومولودا يولد، وميتا يموت، ولم أدرك أهل زمان إلاوهم يذمون زمانهم، وأدركت من قدعاش ألف سنة فحدثني عمن كان قبله قدعاش ألفي سنة(1) وأما ماسمعت فإنه حدثني ملك من ملوك حمير أن بعض الملوك التبايعة(2) ممن قد دانت له البلاد، وكان يقال له: ذوسرح كان أعطي الملك في عنفوان شبابه، وكان حسن السيرة في أهل مملكته، سخيافيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة، وكان كثيرا يخرج في خاصته إلي الصيد والنزهة، فخرج يوما في بعض متنزهه فأتي على حيتين إحديهما بيضاء كأنها سبيكة فضة والاخري سوداء كأنها حممة(3) وهما تقتتلان وقد غلبت السوداء على البيضاء، فكادت تأتي على نفسها، فأمر الملك بالسوداء فقتلت، وأمر بالبيضاء فاحتملت حتي انتهي بها إلي عين من ماء نقي عليها شجرة فأمر فصب الماء عليها وسقيت حتي رجعت إليها نفسها، فأفاقت فخلي سبيلها فانسابت الحية فمضت لسبيلها، ومكث الملك يومئذ في متصيده ونزهته فلما أمسي رجع إلي منزله وجلس على سريره في موضع لايصل إليه حاجب ولاأحد، فبينا هوكذلك إذ رآي شابا أخذ بعضادتي الباب وبه من الشباب والجمال شئ لايوصف، فسلم عليه، فذعر منه الملك فقال له: من أنت؟ ومن أذن لك في الدخول إلي في هذا الموضع الذي لايصل إلي فيه حاجب ولاغيره؟ فقال له الفتي: لاترع أيها الملك إني لست بأنسي ولكني فتي من الجن أتيتك لاجازيك ببلائك الحسن الجميل عندي، قال الملك: وما بلائي عندك؟ قال: أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا والاسود الذي قتلته وخلصتني منه كان غلاما لنا



______________________________



(1) راجع مكالمته مع معاوية كتاب " المعمرون لابي حاتم السجستاني ص 50.



(2) ملوك التبايعة هم بنو حمير كانوا باليمن، وانما سموا تبابعة لانه يتبع بعضهم بعضا، كلما هلك واحد منهم قام بعده واحد آخر ولم يكونوا يسمون الملك منهم بتبع حتي يملك اليمن.



(3) الحمم: الرماد والفحم وكل ما احترق من النار، الواحدة حممة.



(الصحاح)



[549]



تمرد علينا، وقد قتل من أهل بيتي عدة، كان إذا خلا بواحد منا قتله، فقتلت عدوي وأحييتني فجئتك لاكافيك ببلائك عندي، ونحن أيها الملك الجن لاالجن قال له الملك: وما الفرق بين الجن والجن، ثم انقطع الحديث من الاصل الذي كتبته فلم يكن هناك تمامه