بازگشت

الدعاء في غيبة القائم (ع)


الدعاء في غيبة القائم عليه السلام



43 - حدثنا أبومحمد الحسين بن أحمد المكتب قال: حدثنا أبوعلي بن همام بهذا الدعاء، وذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك(1)، اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن دينك، اللهم لاتمتني ميتة جاهلية، ولا تزغ قلبي بعد إذهديتني، اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك صلوات الله عليه وآله حتي واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن و الحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين، اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك، ولين قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي أمرك الذى سترته عن خلقك، فبإذنك غاب عن بريتك، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له بإظهار أمره وكشف ستره، فصبرني على ذلك حتي لااحب تعجيل ماأخرت ولاتأخير ماعجلت، ولاأكشف عما سترته، ولا أبحث عما كتمته، ولاانازعك في تدبيرك، ولاأقول: لم وكيف؟ ومابال ولي الامر(2) لايظهر؟ وقد امتلات الارض من الجور؟ وأفوض اموري كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذا لامرك مع علمي بأن لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشيئة والارادة والحول والقوة، فافعل ذلك بى وبجميع المؤمنين حتي ننظر إلي وليك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يارب مشاهده، وثبت



______________________________



(1) في بعض النسخ " رسولك " وكذا مايأتي.



(2) في بعض النسخ " ولي أمر الله " كمال الدين - 32 -



[513]



قواعده، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته، وأقمنا بخدمته، وتوفنا على ملته، واحشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لايضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك اللهم ومدفي عمره، وزدفي أجله وأعنه على ما أوليته واسترعيته، وزد في كرامتك له فانه الهادي والمهتدي والقائم المهدي، الطاهر التقي النقي الزكي والرضي المرضي، الصابر المجتهد الشكور اللهم ولاتسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته وانقطاع خبره عنا، ولاتنسنا ذكره وانتظاره والايمان وقوة اليقين في ظهوره والدعاء له والصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه، ويكون يقيننافي ذلك كيقيننافي قيام رسولك صلواتك عليه وآله، وماجاء به من وحيك وتنزيلك، وقو قلوبنا على الايمان به حتي تسلك بنا علي يده منها ج الهدي والحجة العظمي، والطريقة الوسطى، وقونا على طاعته، وثبتنا على متابعته(1) واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره، والراضين بفعله(2) ولاتسلبنا ذلك في حياتنا ولاعند وفاتنا حتي تتوفانا ونحن على ذلك غير شاكين ولا ناكثين ولامرتابين ولامكذبين اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمر على من(3) نصب له وكذب به، وأظهر به الحق، وأمت به الباطل(4)، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل، وانعش به البلاد.(5)، واقتل به جبابرة الكفر، واقصم به رؤوس



______________________________



(1) في بعض النسخ " لى مطايعته " وفي بعضها " على مشايعته ".



(2) في بعض النسخ " راغبين بعفله ".



(3) في بعض النسخ " دمدم على من " ودمدم عليه أي أهلكه.



(4) في بعض النسخ " به الجور ".



(5) نعشه الله أي رفعه، وانتعش العاثر: نهض من عثرته



[514]



الضلالة، وذلل به الجبارين والكافرين، وأبر(1) به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها حتي لاتدع منهم ديارا ولاتبقي لهم آثارا، وتطهر منهم بلادك، واشف منهم صدور عبادك، و جدد به ما امتحي من دينك(2)، وأصلح به مابدل من حكمك، وغير من سنتك حتي يعود دينك به وعلي يديه غضا(3) جديدا صحيحا لاعوج فيه ولابدعة معه حتي تطفئ بعدله نيران الكافرين، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصرة نبيك، واصطفيته بعلمك، وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب، وأطلعته على الغيوب، وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين، وعلى شيعتهم المنتجبين، وبلغهم من آمالهم أفضل مايأملون، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة حتي لانريد به غيرك ولانطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا، وغيبة ولينا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن(بنا)، وتظاهر الاعداء(علينا)، وكثرة عدونا، وقلة عددنا اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه(4)، وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك، وقتل أعدائك في بلادك حتي لاتدع للجور يارب دعامة إلا قصمتها ولابنية إلا أفنيتها، ولاقوة إلا أوهنتها، ولاركنا إلا هددته(5) ولاحدا إلا فللته، ولاسلاحا إلا أكللته(6) ولاراية إلا



___________________________________



(1) أباره أي أهلكه، والمبير: المهلك.



وفى عض النسخ " أفن ".



(2) أي مازال وذهب منه.



(3) الغض: الطرى.



(4) في بعض النسخ " وبصبر منك تيسره ".



(5) الهدة: الهدم والكسر.



(6) الحد: السيف والفل: الكسر والثلمة.



ومايقال بالفارسية(كندشدن وكند كردن) والكلل - بفتح الكاف - بمعناه



[515]



نكستها، ولاشجاعا إلا قتلته، ولاجيشا إلا خذلته، وارمهم يارب بحجرك الدامغ، واضربهم بسيفك القاطع، وببأسك الذي لاترده عن القوم المجرمين، وعذب أعداء ك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك وججتك في أرضك هول عدوه وكدمن كاده، وامكر من مكربه، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء ا، واقطع عنه مادتهم، وارعب له قلوبهم، وزلزل له أقدامهم، وخذهم جهرة وبغتة، وشدد عليهم عقابك، واخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، وأسكنهم أسفل نارك، وأحط بهم أشد عذابك و، وأصلهم نارا واحش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارك، فإنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأذلوا عبادك اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لاظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة(1)، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق، وأقم به الحدود المعطلة والاحكام المهملة حتي لايبقي حق إلا ظهر، ولاعدل إلا زهر، و اجعلنا يارب من أعوانه ومقوي سلطانه(2) والمؤتمرين لامره، والراضين بفعله، و المسلمين لاحكامه، وممن لاحاجة له به إلي التقية من خلقك، أنت يارب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذادعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف يارب الضر عن وليك، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ولاتجعلني من خصماء آل محمد، ولاتجعلني من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فإني أعوذبك من ذلك فأعذني، وأستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين "



______________________________



(1) الوغرة - بالتسكين -: شدة توقد الحر.وفي صدر على وغر أي ضغن والضعن الحقد والعداوة.



(2) في بعض النسخ " وممن يقوى بسلطانه "



[516]



44 - حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته: " بسم الله الرحمن الرحيم ياعلي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت مابينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولاتوص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية(1) فلاظهور إلابعد إذن الله عزوجل وذلك بعدطول الامد وقسوة القلوب، وامتلاء الارض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألافمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصحية فهو كاذب مفتر، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهويجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه.



ومضي رضي الله عنه، فهذا آخر كلام سمع منه.



45 - حدثنا أبوجعفر محمدبن علي بن أحمدبن بزرج بن عبدالله بن منصوربن - يونس بن برزج صاحب الصادق عليه السلام قال: سمعت محمدبن الحسن الصيرفي الدورقي(2) المقيم بأرض بلخ يقول: أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ماكان معي من الذهب سبائك وماكان معي من الفضة نقار وكان قد دفع ذلك المال إلي لاسلمه من الشيخ(3) أبي القاسم الحسين بن روح - قدس الله روحه - قال: فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت اميز تلك السبائك والنقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال: فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك والنقر مرة أخري اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثا قيل - أوقال: ثلاثة وتسعون



______________________________



(1) في بعض النسخ " الغيبة التامة ".



(2) في بعض النسخ " الدوري ".



(3) في النسخ " ذلك المال اليه لتسليمه إلى الشيخ "



[517]



مثقالا - قال فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أباالقاسم الحسين بن روح - قدس الله روحه - وسلمت إليه ماكان معي من السبائك والنقر، فمد يده من بين(تلك) السبائك إلي السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمي بهاإلي وقال لي: ليست هذه السبيكة لنا وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلي مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى ههنا فلاتراني قال: فرجعت إلي سرخس ونزلت حيث كنت نزلت، فوجدت السبيكة تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش، فأخذت السبيكة وانصرفت إلي بلدي، فلماكان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام وقدكان الشيخ أبوالقاسم الحسين ابن روح رضي الله عنه مضي، ولقيت أبالحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فسلمت السبيكة إليه.



46 - وحدثنا أبوجعفر محمدبن علي بن أحمد البرزجي قال: رأيت بسرمن رأي رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبوجعفر اسمه وكنت اصلي فلما سلمت قال لي: أنت قمي أورازي؟ فقلت: أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: أتعرف دار موسى بن عيسي التي بالكوفة؟ فقلت: نعم، فقال: أنا من ولده قال: كان لي أب وله أخوان وكان أخبر الاخوين ذامال ولم يكن للصغير مال، فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستمائة دينار، فقال الاخ الكبير: أدخل على الحسن بن علي ابن محمد بن الرضا عليهم السلام وأسأله أن يلطف للصغير لعله يردمالي فانه حلو الكلام، فلما كان وقت السحر بدالي في الدخول علي الحسن بن علي بن محمدبن الرضا عليهم السلام قلت: أدخل على أشناس التركي صاحب السلطان(1) فأشكوإليه، قال: فدخلت على أشناس التركي وبين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاء ني رسول الحسن بن علي



___________________________________



(1) في بعض النسخ " حاحب السطان "



[518]



عليهما السلام فقال لي: أجب، فقمت معه فلما دخلت على الحسن بن علي عليهما السلام قال لي: كان لك إلينا أول الليل حاجة، ثم بدالك عنها وقت السحر، إذهب فان الكيس الذي اخذ من مالك قدرد ولاتشك أخاك وأحسن إليه وأعطه فإن لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلاما يخبره بوجود الكيس قال أبوجعفر البزرجي: فلما كان من الغد حملني الهاشمي إلي منزله وأضافني ثم صارح بجارية وقال: ياغزال - أويازلال فإذا أنا بجارية مسنة فقال لها: يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل والمولود، فقالت: كان لنا طفل وجع، فقالت لي مولاتي: امضي إلي دار الحسن بن علي عليهما السلام فقولي لحكيمة: تعطينا شئ نستشفي به لمولودنا هذا، فلما مضيت وقلت كما قال لي مولاي قالت حكيمة(1): ايتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة - تعني ابن الحسن بن علي عليهما السلام - فأتيت بميل فدفعته إلي وحملته إلي مولاتي فكحلت به المولود فعوفي، وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه قال أبوجعفر البزرجي: فلقيت في مسجد الكوفة أباالحسن بن برهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن هذا الهاشمي فقال: قدحدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية كماذكرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولانقصان.



47 - حدثنا الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال: كنت ببخاري، فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا وأمرني أن اسلمها بمدينة السلام إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح - قدس الله روحه - فحملتها معي فلما بلغت آمويه(2) ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك ولم أعلم بذلك حتي دخلت مدينة السلام، فأخرجت السبائك لاسلمها فوجدتها قدنقصت واحدة فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها وأضفتها إلي التسع السبائك



______________________________



(1) في بعض النسخ المصححة " فدخلت عليها وسألتها ذلك فقالت حكيمة - الخ ".



(2) ويقال: أمويه - بالفتح وتشديد الميم وسكون الواو وفتح الياء - وهي آمل المعروف: مدينة بطبرستان



[519]



ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح - قدس الله روحه - ووضعت السبائك بين يديه فقال لي: خذتلك السبيكة التي اشتريتها - وأشار إليها بيده - وقال: إن السبيكة التي ضيعتها قدوصلت إلينا وهوذاهي، ثم أخرج إلي تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني بآمويه فنظرت إليها فعرفتها قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا عليه السلام من هو؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبوالقاسم الحسين بن روح وأشار إليها فدخلت عليه وأنا عنده، فقالت له أيها الشيخ أي شئ معي؟ فقال: مامعك فألقيه في الدجلة ثم ائتيني حتي اخبرك، قال: فذهبت المرأة وحملت ماكان معها فألقته في الدجلة، ثم رجعت ودخلت إلي أبي القاسم الروحي - قدس الله روحه - فقال أبوالقاسم لمملوكة له: اخرجي إلي الحق، فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في الدجلة اخبرك بمافيها أو تخبريني؟ فقال له: بل أخبرني أنت، فقال: في هذه الحقة زوج سوار ذهب، وحلقة كبيرة فيها جوهرة، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر، وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق فكان الامر كماذكر، لم يغادر منه شيئا.



ثم فتح الحقة فعرض علي مافيها فنظرت المرأة إليه، فقالت: هذاالذي حملته بعينه ورميت به في الدجلة: فغشي علي وعلى المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة.



ثم قال الحسين لي بعد ماحدثني بهذا الحديث: أشهد عندالله عزوجل يوم القيامة بماحدثت به أنه كماذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه، وحلف بالائمة الاثني عشر صلوات الله عليهم لقد صدق فيما حدث به وما زاد فيه ومانقص منه.



48 - حدثنا أبوالفرج محمدبن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال: حدثنا أبوالحسن محمدبن أحمد الداودي(1)، عن أبيه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين ابن روح - قدس الله روحه - فسأله رجل ما معني قول العباس للنبي صلى الله عليه وآله: " إن



______________________________



(1) كذا وهكذا في معاني الاخبار ص 285 وفى بعض النسخ " البروذاني "



[520]



عمك أباطالب قد أسلم بحساب الجمل - وعقد بيده ثلاثة وستين -(1) " فقال: عني بذلك إله أحد جواد وتفسير ذلك أن الالف واحد، واللام ثلاثون، والهاء خمسة، والالف واحد، والحاء ثمانية، والدال أربعة، والجيم ثلاثة، والواو ستة، والالف واحد، والدال أربعة، فذلك ثلاثة وستون.



49 - حدثنا محمدبن أحمد الشيباني، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق، والحسين ابن إبراهيم بن أحمدبن هشام المؤدب، وعلي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبوالحسين محمدبن جعفر الاسدي رضي الله عنه قال: كان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمدبن عثمان - قدس الله روحه - في جواب مسائلي إلي صاحب الزمان عليه السلام: " أما ماسألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها فلئن كان كما يقولون إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان فما أرغم أنف الشيطان أفضل من الصلاة، فصلها وأرغم أنف الشيطان(2) وأما ماسألت عنه من أمر الوقف على ناحيتنا ومايجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه، فكل مالم يسلم فصاحبه فيه بالخيار، وكل ماسلم فلاخيار فيه لصاحبه، إحتاج إليه صاحبه أو لم يحتج، افتقر إليه أو استغني عنه وأما ماسألت عنه من أمر من يستحل مافي يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا، فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: " المستحل من عترتي ماحرم الله ملعون على لساني ولسان كل



______________________________



(1) راجع تفصيل ذلك هامش معاني الاخبار ص 285.



(2) اعلم أن العامة لايجوزون الصلاة بعد فريضة الغداة الي طلوع الفجر وبعد العصر إلى المغرب وزعموا ان النبي صلى الله عليه وآله نهي عنها في هذين الوقتين.راجع تحقيق الكلام هامش كتاب الخصال طبع مكتبتنا ص 70



[521]



نبي " فمن ظلمنا كان من جملة الظالمين، وكان لعنة الله عليه لقوله تعالى: " ألا لعنة الله على الظالمين " وأما سألت عنه من أمر المولود الذي تنبت غلفته بعد ما يختن هل يختن مرة اخري؟ فإنه يجب أن يقطع غلفته فإن الارض تضج إلي الله عزوجل من بول الاغلف أربعين صباحا(1) وأما ماسألت عنه من أمر المصلي والنار والصورة والسراج بين يديه هل تجوز صلاته فإن الناس اختلفوا في ذلك قبلك، فإنه جائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الاصنام أو عبدة النيران أن يصلي والنار والصورة والسراج بين يديه، ولايجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة الاصنام والنيران وأما ماسألت عنه من أمر الضياع التي لناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها و أداء الخراج منها وصرف مايفضل من دخلها إلي الناحية احتسابا للاجر وتقربا إلينا(2) فلايحل لاحد أن يتصرف من مال غيره بغير إذنه فكيف يحل ذلك في مالنا، من فعل شيئا من ذلك من غير أمرنا فقد استحل منا ماحرم عليه، ومن أكل من أموالنا شيئا فإنما يأكل في بطنه نارا وسيصلي سعيرا وأما ماسألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لنا حيتنا ضيعة ويسلمها من قيم يقوم بها ويعمرها ويؤدي من دخلها وخراجها ومؤونتها ويجعل مايبقي من الدخل لنا حيتنا، فإن ذلك جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها، إنما لايجوز ذلك لغيره وأما ماسألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمربها المار فيتناول منه ويأكله هل يجوز ذلك له؟ فإنه يحل له أكله ويحرم عليه حمله.



50 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن بن أحمدبن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله، عن أحمدبن محمدبن عيسى، عن محمدبن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة



______________________________



(1) الاغلف بالغين المعجمة، والاقلف بالقاف بمعني وهوالصبي الذي لم يختن.



(2) في بعض النسخ " اليكم "



[522]



عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحك الله ماأيسر مايدخل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهما - ونحن اليتيم قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: معني اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع، فسمي النبي صلى الله عليه وآله بهذا المعني يتيما، وكذلك كل إمام بعده يتيم بهذا المعني، والآية في أكل أموال اليتامي ظلما فيهم نزلت، وجرت من بعدهم في سائر الايتام، والدرة اليتيمة إنما سميت يتيمة لانها منقطعة القرين.



51 - حدثنا أبوجعفر محمدبن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلي ابن أبي الحسين الاسدي، عن أبيه رضي الله عنه قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمدبن عثمان العمري - قدس الله روحه - إبتداء لم يتقدمه سؤال " بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما " قال أبوالحسين الاسدي رضي الله عنه: فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له.