بازگشت

43ـ باب ذكر من شاهد القائم(ع) ورآه وكلمه


43ـ باب ذكر من شاهد القائم(ع) ورآه وكلمه



1 - حدثنا على بن الحسن بن الفرج(3) المؤذن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الكرخي قال: سمعت أباهارون رجلا من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضئ كأنه القمر ليلة البدر، ورأيت على سرته شعرا يجري كالخط، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختونا، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلك فقال:



___________________________________



(3) في بعض النسخ " الحسين بن الفرج "



[435]



هكذا ولد، وهكذا ولدنا، ولكنا سنمر الموسى عليه لاصابة السنة.



2 - حدثنا محمدبن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يحيى العطار قال: حدثني جعفربن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني معاوية بن حكيم، ومحمد ابن أيوب بن نوح: ومحمدبن عثمان العمري رضي الله عنه قالوا: عرض علينا أبومحمد الحسن بن علي عليهما السلام ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه ولاتتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنكم لاترونه بعد يومكم هذا(1)، قالوا: فخرجنا من عنده فمامضت إلا أيام قلائل حتي مضي أبومحمد عليه السلام.



3 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه: إني أسألك سؤال إبراهيم ربه جل جلاله حين قال له: " رب أرني كيف تحيي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي "(2) فأخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته؟ قال: نعم وله رقبة مثل ذي - وأشار بيده إلى عنقه.



4 - حدثنا على بن أحمد الدقاق، ومحمدبن محمد بن عصام الكليني، وعلى بن - عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمدبن يعقوب الكليني قال: حدثني على بن محمد قال: حدثني محمد(3) والحسن إبنا على بن إبراهيم في سنة تسع وسبعين



___________________________________



(1) يعني أكثركم، أو عن قريب، فان لظاهر أن محمدبن عثمان العمري كان يراه في أيام سفارته.



ويحتمل ايصال الكتب اليه من وراء الحجاب أوبوسائط، لكن ينافيه الخبر الاتي وكذا ماسيأتي في الباب من أنه شاهد القائم(ع) تحت رقم 9 و 10.



(2) البقرة 260 الظآهر هومحمدبن علي بن ابراهيم الهمداني روي عن أبيه عن جده عن الرضا(ع) وكان وكيل الناحية وكذلك ابنه القاسم وأبوه على وجده ابراهيم بن محمد(منهج المقال) وقيل: المراد بعلي على بن ابراهيم بن موسى بن جعفر والعلم عندالله.



والخبر رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 514 والشيخ في الغيبة ص 150



[436]



ومائتين قالا: حدثنا محمدبن علي بن عبدالرحمن العبدي - من عبد قيس - عن ضوء ابن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سر من رأي فلزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني من غير أن أستأذن، فلما دخلت وسلمت قال لي: ياأبا فلان كيف حالك؟ ثم قال لي: اقعد يافلان، ثم سألني عن رجال ونساء من أهلي، ثم قال لي: ما الذي أقدمك على؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال لي: فقال: ألزم الدار، قال فكنت في الدار مع الخدم، ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليه من غير إذن إذاكان في دار الرجال، فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لاتبرح، فلم أجسر أخرج ولاأدخل، فخرجت على جارية ومعها شئ مغطى، ثم ناداني ادخل، فدخلت ونادي الجارية فرجعت فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه، فإذا شعر نابت منو لبته إلى سرته، أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتي مضي أبومحمد عليه السلام، قال ضوء بن علي: فقلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ فقال: سنتين، قال العبدي، فقلت لضوء: كم تقدر له الآن في وقتنا؟ قال: أربعة عشر سنة، قال أبوعلى وأبوعبدالله(1): ونحن نقدر له الآن إحدي وعشرين سنة(2).



5 - حدثنا أبوطالب المظفر بن جعفربن المظفر العلوي السمر قندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال: حدثنا آدم بن محمد البلخي قال: حدثني على بن الحسن بن هارون(3) الدقاق قال: حدثنا جعفر بن محمدبن عبدالله بن القاسم بن إبراهيم بن الاشتر قال: حدثنا يعقوب بن -



___________________________________



(1) يعني بابى على: محمدبن علي بن ابراهيم.



وبأبي عبدالله: الحسن بن لي ابن ابراهيم الهمداني على ما مرتحقيقه.



(2) فبناء على ذلك يكون الصاحب عندوفاة أبيه ابن سنتين وهومخالف للمشهور.



(3) في بعض النسخ " على بن الحسين بن هارون "



[437]



منقوش(1) قال: دخلت على أبي محمدالحسن بن على عليهما السلام وهوجالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل، فقلت له: ياسيدي من صاحب هذا الامر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أوثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين(2)، في خده الايمن خال، وفي رأسه ذوابة، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي: هذا هوصاحبكم، ثم وثب فقال له: يابني ادخل إلي الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يايعقوب انظر إلى من في البيت؟ فدخلت فمارأيت أحدا.



6 - حدثنا أبوبكر محمدبن علي بن محمد بن حاتم النوفلي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالحسين عبدالله محمدبن جعفر القصباني البغدادي قال: حدثنا محمدبن - جعفر الفارسي الملقب بابن جرموز(3) قال: حدثنا محمدبن إسماعيل بن بلال بن - ميمون قال: حدثنا الازهري مسرور بن العاص(4) قال: حدثني مسلم بن الفضل قال: أتيت أبا سعيد غانم بن سعيد الهندي بالكوفة فجلست، فلما طالت مجالستي إياه سألته عن حاله، وقدكان وقع إلي شئ من خبره، فقالت: كنت ببلد الهند بمدينة - يقال لها: قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا ح(5) وحدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن علان الكليني قال: حدثني على بن قيس، عن غانم أبي سعيد الهندي ح(5) قال علان الكليني: وحدثني



___________________________________



(1) في البحار " يعقوب بن منفوس ".



(2) " درى المقلتين " المراد به شدة بياض العين أو تلالؤ جميع الحدقة، من قولهم " كوكب دري " بالهمز ودونها " معطوف الركبتين " أي كانتا مائلتين إلى القدام لعظمها وغلظهما كما أن شئن الكفين غلظهما أي يميلان إلى الغلظ والقصر.



(3) لم أجده ولاراويه ولاشيخه ولاشيخ شيخه إلى أخر السند الاول في أحد من كتب الرجال والتراجم التي كانت عندي.وفي بعض النسخ " ابن حرسون " مكان ابن " جرموز ".



(4) في بعض النسخ " الازهر

[ى]

بن مسرور بن العباس.



(5) علامة تحويل السند



[438]



جماعة، عن محمدبن محمد الاشعري، عن غانم، ثم قال: كنت عند ملك الهند(1) في قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا نقعد حول كرسى الملك وقد قرأنا التوراة والانجيل والزبور يفزع إلينا في العلم فتذاكرنا يوما محمد اصلى الله عليه واله وقلنا: نجده في كتبنا فاتفقنا على أن أخرج في طلبه وأبحث عنه، فخرجت ومعي مال فقطع على الترك وشلحوني(2) فوقعت إلى كابل وخرجت من كابل إلى بلخ والامير بها ابن أبي شور(3) فأتيته وعرفته ماخرجت له فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي، فسألتهم عن محمد صلى الله عليه وآله فقال: هونبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وآله وقدمات، فقلت: ومن كان خليفته؟ فقالوا: أبوبكر فقلت: أنسبوه لي، فنسبوه إلى قريش، فقلت: ليس هذا بنبي إن النبي الذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته وأبوولده، فقالوا للامير: إن هذا قدخرج من الشرك إلى الكفر فمربضرب عنقه، فقلت لهم: أنا متمسك بدين ولاأدعه إلا ببيان فدعا الامير الحسين بن إسكيب(4) وقال له: ياحسين ناظر الرجل، فقال: العلماء والفقهاء: حولك فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره كما أقول لك واخل به و ألطف له، فقال: فخلابي الحسين وسألته عن محمد صلى الله عليه وآله فقال: هو كما قالوه لك غير أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب وهوزوج ابنته فاطمة وأبوولده الحسن والحسين، فقلت: أشهد أ لاإله إلاالله وأنه رسول الله، وصرت إلى الامير فأسلمت فمضي بي إلى الحسين ففقهني فقلت له: إنا نجد في كتبنا أنه لايمضي خليفة إلا عن خليفة، فمن كان خليفة على عليه السلام؟ قال: الحسن ثم الحسين، ثم سمي الائمة واحدا واحداحتي



___________________________________



(1) في بعض النسخ المصححة " كنت أكون مع ملك الهند ".



(2) التشليح: التعرية.



(3) في بعض النسخ " أبي سور " وفي الكافي " داود بن العباس بن أبي

[أ]

سود ".



(4) بالسين غير المعجمة والكاف المكسورة والباء المنقطة تحتها نقطين والباء المنقطة تحتها نقطة - المروزي المقيم بسمرقند وكش قال العلامة: هومن أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام ثقة ثقة ثبت عالم متكلم مصنف الكتب وله كتب ذكرناه في كتابا الكبير(صه)



[439]



بلغ الحسن بن على بن ثم قال لي: تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه، فخرجت في الطلب قال محمدبن محمد: ووافي معنا بغداد فذكر لنا أنه كان معه رفيق قدصحبه على هذا الامر فكره بعض أخلاقه ففارقه قال: فبينما أنا يوماوقد تمسحت(1) في الصراة وأنا مفكر فيما خرجت له إذا أتاني آت وقال لي: أجب مولاك، فلم يزل يخترق بي المحال حتي أدخلني دارا وبستانا، وإذا بمولاي عليه السلام قاعد، فلما نظر إلي كلمني بالهندية وسلم علي، وأخبرني عن اسمي وسألني عن الاربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل، ثم قال لي: تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة؟ فلاتحج في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحج من قابل قال: ورمي إلي بصرة وقال: اجعل هذه في نفقتك ولاتدخل في بغداد إلي دار أحد ولا تخبر بشئ مما رأيت قال محمد: فانصرفنا من العقبة ولم يقض لنا الحج، وخرج غانم إلى خراسان وانصرف من قابل حاجا، فبعث إلينا(2) بألطاف ولم يدخل قم وحج وانصرف إلى خراسان فمات رحمه الله - بها قال محمد بن شاذان عن الكابلي(3): وقدكنت رأيته عند أبي سعيد - فدكر(4) أنه خرج من كابل مرتادا أو طالبا وأنه وجدصحة هذاالدين في الانجيل وبه اهتدي(5)



___________________________________



(1) اى توضأت وفي بعض النسخ " تمشيت " وفى بعضها " تمسيت " اى وصلت اليها في المساء.



والصراة: نهران ببغداد كبري وصغري.



وفي بعض النسخ " الفرات " مكان " الصراة ".



(2) في بعض النسخ " اليه ".



(3) الظاهر هورفيق أبي سعيد غانم.



(4) أي محمد بن شاذان، يحتمل أبا سعيد وهو بعيد.



(5) إلى هنا انتهي مافي الكافي



[440]



فحدثني محمدبن شاذان بنيسابور قال: بلغني أنه قدوصل فتر صدت له حتي لقيته فسألته عن خبره فذكر أنه لم يزل في الطلب وأنه أقام بالمدينة فكان لايذكره لاحد إلا زجره، فلقي شيخا من بني هاشم وهويحيى بن محمد العريضي فقال له: إن الذي تطلبه بصرياء.



قال: فقصدت صرياء فجئت إلى دهليز مرشوش، وطرحت نفسي على الدكان فخرج إلى غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال لي: قم من هذا المكان وانصرف فقلت: لاأفعل، فدخل الدار ثم خرج إلى وقال: ادخل فدخلت فإذا مولاي عليه السلام قاعد بوسط الدار، فلما نظر إلي سماني باسم لي لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل، وأخبرني بأشياء، فقلت له: إن نفقتي قد ذهبت فمرلي بنفقة، فقال لي: أما إنها ستذهب منك بكذبك، وأعطاني نفقة فضاع مني ماكانت معي وسلم ماأعطاني، ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا.



7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا جعفر ابن محمدبن مالك الكوفي، عن إسحاق بن محمد الصير في، عن يحيى بن المثني العطار، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولايرونه.



8 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدبن عثمان العمري رضي الله عنه قال: سمعته يقول: والله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة فيري الناس ويعرفهم ويرونه ولايعرفونه.



9 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: سألت محمدبن عثمان العمري رضي الله عنه فقلت له: أرأيت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهويقول: " اللهم أنجزلي ماوعدتني ".



10 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: سمعت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: " اللهم انتقم لي من اعدائي "



[441]



11 - حدثنا أبوطالب المظفر بن جعفر بن المظفربن جعفربن محمدبن عبدالله بن - محمدبن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثنا جعفربن محمد بن مسعود قال: حدثنا أبوالنضر محمدبن مسعود قال: حدثناآدم بن محمد البلخي قال: حدثنا علي بن - الحسن الدقاق(1) قال: حدثني إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثتني نسيم خادمة أبي محمد عليه السلام قالت: دخلت على صاحب هذا الامر عليه السلام بعد مولده بليلة فعطست عنده قال لي: يرحمك الله قالت نسيم: ففرحت

[بذلك]

فقال لي عليه السلام: ألا ابشرك في العطاس؟ قلت: بلي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.



12 - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثني طريف أبونصر(2) قال: دخلت على صاحب الزمان عليه السلام فقال: علي بالصندل الاحمر فأتيته به، ثم قال: أتعرفني؟ قلت: نعم، فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي، فقال: ليس عن هذاسألتك، قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك فبين لي(3) قال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله عزوجل البلاء عن أهلي وشيعتي.



13 - حدثنا المظفربن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جعفربن معروف قال: كتب إلي أبو عبدالله البلخي، حدثني عبدالله السوري قال: صرت إلي بستان بني عامر، فرأيت غلمانا يلعبون في غدير ماء وفتي جالسا على مصلي واضعا كمه على فيه، فقلت: من هذا؟ فقالوا " م ح م د " ابن الحسن عليه السلام وكان في صورة أبيه عليه السلام.



14 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: كنت مع أحمدبن إسحاق عند العمري رضي الله عنه فقلت للعمري: إني أسألك عن مسألة كما قال الله عزوجل في قصة إبراهيم: " أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي ": هل رأيت صاحبي؟ فقال لي: نعم وله عنق مثل ذي - وأومأ بيديه



___________________________________



(1) في بعض النسخ " على بن لحسين الدقاق كمامر ".



(2) في بعض النسخ " أبونصير ".



(3) في بعض النسخ " فسرلي "



[442]



جميعا إلي عنقه، قال: قلت: فالاسم؟ قال: إياك أن تبحث عن هذا فان عند القوم أن هذا النسل قد انقطع.



15 - حدثنا المظفربن جعفربن المظفر العلوي العمري رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جعفربن معروف، عن أبي عبدالله البلخي، عن محمدبن صالح بن علي بن محمدبن قنبر الكبير مولى الرضا عليه السلام قال: خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد عليه السلام فقال له: ياجعفر مالك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت، ثم غاب عنه، فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره، فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار، فنازعهم وقال: هي داري لاتدفن فيها، فخرج عليه السلام فقال: ياجعفر أدارك هي؟، ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك.



16 - حدثنا محمدبن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلي الاسدي، عن أبيه، عن محمدبن أبي عبدالله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهي إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد: العمري وابنه، حاجز، والبلالي، والعطار.



ومن الكوفة: العاصمي.



ومن أهل الاهواز: محمدبن إبراهيم بن مهزيار.



ومن أهل قم: أحمدبن إسحاق.



ومن أهل همدان: محمدبن صالح.



ومن أهل الري: البسامي، والاسدي - يعني نفسه - ومن أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء.



ومن أهل نيسابور: محمدبن شاذان ومن غير الوكلاء من أهل بغداد: أبوالقاسم بن أبي حليس(1)، وأبوعبدالله الكندي، وأبوعبدالله الجنيدي، وهارون القزاز، والنيلي، وأبوالقاسم بن - دبيس(2)، وأبوعبدالله بن فروخ، ومسرور الطباخ مولي أبي الحسن عليه السلام، وأحمد ومحمد إبنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نيبخت(3)، وصاحب النواء، وصاحب



___________________________________



(1) في بعض النسخ " أبي حابس " وفي بعضها " أبي عابس ".



(2) في بعض النسخ " بن دميس " وفي بعضها " رميس " وفي بعضها " دبيش ".



(3) كذا في النسخ المصححة.وفي نسخة " بني نوبخت " وفي بعضها " صاحب الفراء " مكان " صاحب النواء "



[443]



الصرة المختومة.



ومن همدان: محمدبن كشمرد، وجعفربن حمدان، ومحمدبن هارون بن عمران.



ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمدبن اخية(1) وأبوالحسن.



ومن إصفهان ابن باذشالة(2).



ومن الصيمرة: زيدان، ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمدبن محمد، و علي بن محمد بن إسحاق، وأبوه، والحسن بن يعقوب.



ومن أهل الري، القاسم بن - موسى وابنه، وأبومحمد بن هارون.



وصاحب الحصاة، وعلي بن محمد، ومحمدبن محمد الكليني، وأبوجعفر الرفاء.



ومن قزوين: مرداس، وعلي بن أحمد ومن فاقتر(3): رجلان.



ومن شهر زور: ابن الخال.



ومن فارس: المحروج(4) ومن مرو: صاحب الالف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبوثابت.



ومن نيسابور: محمدبن شعيب ابن صالح.



ومن اليمن الفضل بن يزيد، والحسن ابنه، والجعفري، وابن الاعجمي والشمشاطي.



ومن مصر: صاحب المولودين(5)، وصاحب المال بمكة وأبور جاء.



ومن نصيبين: أبومحمدبن الوجناء ومن الاهواز الحصيني(6).



17 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي قال: حدثنا أبومحمد الحسن بن وجناء النصيبي قال: كنت ساجدا تحت الميزات في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال: قم ياحسن بن وجناء، قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول: إنها من أبناء أربعين فمافوقها، فمشت بين يدي وأنا لاأسألها عن شئ حتي



___________________________________



(1) في بعض النسخ " أحمد " أخوه ".



(2) في بعض النسخ " ابن پادشاكة ".



(3) في بعض النسخ " قابس " وفي بعض النسخ " قائن ".



(4) في بعض النسخ " المحووج ".



(5) في بعض النسخ المصححة " صاحبا المولودين " ولعل المراد من سيجئ ذكرهما في باب ذكر التوقيعات.



(6) في بعض النسخ المصححة " الخصيبي " وفي بعضها " الحضيني "



[444]



أتت بي إلي دار خديجة عليها السلام وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي، فصعدت الجارية وجاء ني النداء: اصعد ياحسن، فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان عليه السلام: ياحسن أتراك خفيت على والله مامن وقت في حجك إلا وأنا معك فيه، ثم جعل يعد علي أوقاتي، فوقعت

[مغشيا]

على وجهي، فحسست بيد قد وقعت علي فقمت، فقال لي: ياحسن الزم دار جعفربن محمد عليهما السلام، ولايهمنك طعامك ولاشرابك ولا ما يستر عورتك، ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه فقال: بهذا فادع، وهكذا صل علي، ولاتعطه إلا محقي أولياني فإن الله جل جلاله موفقك فقلت: يامولاي لاأراك بعدها؟ فقال: ياحسن إذا شاء الله، قال فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفربن محمد عليهما السلام فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أولنوم أولوقت الافطار، وأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيا مملوء ا ماء و رغيفا على رأسه وعليه ماتشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف، وإني لادخل الماء بالنهار فأرش البيت وأدع الكوز فارغا فاوتي بالطعام(1) ولاحاجة لى إليه فاصدق به ليلا كيلا يعلم بي من معي.



18 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالقاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي قال: حدثنا الازدي(2) قال: بينما أنا في الطواف قد طفت ستا وأنا اريد أن اطوف السابع فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة و شاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلى الناس يتكلم فلم أرأحسن من كلامه ولاأعذب من نطقه وحسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذاابن رسول الله يظهر في كل سنة يوما لخواصه يحدثهم، فقلت: ياسيدي مستر شدا أتيتك فأرشدني هداك الله، فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه: ماالذي دفع إليك؟ فقلت: وكشفت عنها فإذا أنا بسبيكة



___________________________________



(1) في بعض النسخ " وأواني الطعام ".



(2) مضطرب، ففي(غط) عن على بن ابراهيم الفدكي، عن الاودي "



[445]



ذهب، فذهبت فإذا أنا به عليه السلام قد لحقني فقال: لي ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق وذهب عنك العمي، أتعرفني؟ فقلت: لافقال عليه السلام: أنا المهدي

[و]

أنا قائم الزمان، أنا الذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، إن الارض لاتخلو من حجة ولايبقي الناس في فترة وهذه أمانة لاتحدث بها إلا إخوانك من أهل الحق.



19 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار(1) قال: قدمت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فبحثت عن أخبار آل أبي محمدالحسن بن علي الاخير عليهما السلام فلم أقع على شئ منها فرحك منهاإلي مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذتراء ى لي فتي أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسم في، فعدت إليه مؤملا منه عرفان ماقصدت له، فلما قربت منه سلمت، فأحسن الاجابة، ثم قال: من أي البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قلت: من الاهواز، فقال: مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفربن حمدان الحصيني(2)، قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه ماكان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بك يا أباإسحاق مافعلت بالعلامة التي وشجت(3) بينك وبين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقال: ماأردت سواه، فأخرجته إليه، فلما نظر إليه استعبر وقبله، ثم قرأ كتابته فكانت " ياالله يامحمد ياعلي " ثم، قال: بأبي يدا طالما جلت فيها(4)



___________________________________



(1) سيجئ نحو هذه الحكاية عن محمدبن على بن مهزيار عن أبيه واستشكل فيهما لتقدم زمانهما عن عصر الغيبة.



(2) في بعض النسخ المصححة " الخصيبي ".



(3) في النهاية في حديث على عليه السلام " ووشج بينها وبين أزواجها " إي خلط وألف يقال: وشج الله بينهما توشيجا.



(4) يعني بابي فديت يد أبي محمد العسكري عليه السلام التي طالما جلت أيها الخاتم فيها وفى بعض النسخ " بأبي بنان طالما جلت فيها "



[446]



وتراخي بنافنون الاحاديث(1) - إلي أن قال لي -: ياأبا إسحاق أخبرني عن عظيم ماتوخيت بعدالحج؟ قلت: وأبيك ماتوخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه، قال: سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله؟ قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهما السلام شيئا؟ قال لي: وأيم الله إني لاعرف الضوء بجبين(2) محمدوموسى ابني الحسن ابن على عليهم السلام ثم أني لرسولهما إليك قاصدا لانبائك أمرهمافإن أحببت لقاء هما و الاكتحال بالتبرك بهما فارتحل معي إلي الطائف وليكن ذلك في خفية من رجالك واكتتام قال إبراهيم: فشخصت معه إلي الطائف أتخلل رملة فرملة حتي أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر، قد أشرفت على أكمة رمل تتلالؤتلك البقاع منها تلالؤ ا، فبدرني إلى الاذن، ودخل مسلما عليهما وأعلمهما بمكاني فخرج علي أحدهما وهو الاكبر سنا " م ح م د " ابن الحسن عليهما السلام وهو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدين، أقني الالف، أشم أروع كأنه غصن بان، وكان صفحة غرته كوكب دري، بخده الايمن خال كأنه فتاة مسك على بياض الفضة وإذا برأسه وفرة سحماء(3) سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت مارأت العيون أقصد منه ولاأعرف حسنا وسكينة وحياء



___________________________________



(1) كذا في جميع النسخ " ووقع في نسخة العلامة المجلسى(ره) في البحار تصحيف.



(2) في البحار " الضريحين " وقال في بيانه: البعيدين عن الناس.



وقال: قال الجوهري: الضريح: البعيد - الخ.



والصريح: الخالص والمراد خالص النسب، وفي بعض النسخ " الضويحين " تثنية الضويحة مصغر الضاحة بمعني البصر والعين والتصغير للمحبة فالمعني البصرين اوالعينين المحبوبين، لكنه بعيد لما سيجئ تحت رقم 23 " اتعرف الصريحين قلت، نعم، قال: ومن هما؟ قلت محمد وموسى ".



(3) الناصع الخالص.



والبلجة: نقاوه ما بين الحاجبين، يقال: رجل أبلج بين البلج اذالم يكن مقرونا.



والمسنون: المملس ورجل مسنون الوجه اذاكان في وجهه و أنفه طول والشمم: ارتفاع في قصبة الانف مع استواء أعلاه، فان كان فيها احديداب فهو



[447]



فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه، فقال لي: مرحبا بك يا أباإسحاق لقدكانت الايام تعدني وشك لقائك والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار وتراخي المزار(1)، تتخيل لي صورتك حتى كانا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، وخيال المشاهدة، وأنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ماقيض من التلاقي ورفه من وكربة التنازع(2) والاستشراف عن أحوالها متقدمها ومتأخرها فقلت: بأبي أنت وامي مازلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام فاستغلق علي ذلك حتي من الله على بمن أرشدني إليك ودلني عليك، والشكر لله على ماأوزعني(3) فيك من كريم اليد والطول، ثم نسب نفسه وأخاه موسى(4) واعتزل بي ناحية، ثم قال: إن أبي عليه السلام عهد إلي أن لاأوطن من الارض إلا أخفاها وأقصاها إسرارا لامري، وتحصينا لمحلي لمكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الامم الضوال، فنبذني إلى عالية الرمال، وجبت صرائم الارض(5) ينظرني الغاية التي عندها يحل الامر وينجلي الهلع(6) القني.



والوفرة: الشعرة الي شحمة الاذن والسحماء: السوداء.



وشعر سبط أي مترسل غيرجعد، والسمت: هيئة أهل الخير(الصحاح)



___________________________________



(1) الوشك - بالفتح والضم -: السرعة.



والمعاتب المراضي من قولهم " استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني وتشاحط الدار: تباعدها.



(2) التقييض: التيسير والتسهيل، والتنازع: التساوق من قولهم نازعت النفس إلى كذا أي اشتاقت.



وفي بعض النسخ " التنارح " أي التباعد.



(3) أي الهمني.



(4) هذاخلاف ماأجمعت عليه الشيعة الامامية من أنه ليس لابى محمد ولد الاالقائم عليه وعلى آبائه السلام.



فتأمل.



(5) العالية " كل: ماكان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلى تهامة العالية، وماكان دون ذلك السافلة.



(المراصد) و " جبت صرائم الارض " أي قطعت ودرت مانصرم من معظم الرمل يعني الاراضي المحصود زرعها.



وفي بعض النسخ " خبت " بالخاء المعجمة - وهو المطمئن من الارض فيه رمل.



(6) الهلع: الجزع



[448]



وكان عليه السلام أنبط لي(1) من خزائن الحكم، وكوامن العلوم ما أن أشعت إليك(2) منه جزء أغناك عن الجملة

[واعلم]

ياأبا إسحاق إنه قال عليه السلام: يابني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلاحجة يستعلي بها، وإمام يؤتم به، و يقتدي بسبيل سنته ومنها ج قصده، وأرجو يابني أن تكون أحد من أعدالله لنشر الحق ووطئ الباطل(3) وإعلاء الدين، وإطفاء الضلال، فعليك يابني بلزوم خوافي الارض، وتتبع أقاصيها، فإن لكل ولي لاولياء الله عزوجل عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة اولي الالحاد والعناد فلايوحشنك ذلك واعلم إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليك(4) مثل الطير إلي أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة(5)، وهم عندالله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة(6)، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا(7) ليشملهم باتساع العز



___________________________________



(1) أنبط الحفار: بلغ الماء.



ونبج الماء: نبع والمراد أظهر وأمشى.



(2) في بعض النسخ " أشعب " اى افرق وأجزء.



(3) في بعض النسخ " وطى الباطل ".



(4) نزع - كركع - أي مشتاقون اليك.



وقد يقرء " ترع " بالتحريك والترع - محركة -: الاسراع إلى الشي والامتلاء.



في القاموس: ترع - كفرح - فهوترع، وفلان اقتحم الامور مرحا ونشاطا فهو تريع ولعل المختار أنسب كمافي البحار، لكن في بعض النسخ المصححة " ان قلوب أهل الطاعة والاخلاص تترع أشد ترعا اليك من الطير.



الخ ".



(5) أي يدخلون في امور هي مظان المذلة أو يطلعون ويخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها.



(6) في بعض النسخ " بررة أغراء " باعجام العين واهمال الراء جمع الاغر من غر الاماجد وغر المحجلين.



وفى بعض النسخ " بأنفس مخبلة محتاجة " والخبل: فساد العقل والمختار هوالصواب.



(7) الضيم الظلم كمال الدين - 28 -



[449]



في دار القرار، وجبلهم(1) على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسني، وكرامة حسن العقبى فاقتبس يابني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبه إن شاء الله(2)، وكأنك يابني بتأييد نصر الله

[و]

قد آن، وتيسير الفلج وعلو الكعب

[و]

قدحان(3)، وكأنك بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك(4) مابين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء(5) يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، وتصافق الاكف على جنبات الحجر الاسود(6)، تلوذ بفنائك من ملابراهم الله من طهارة الولاة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة



___________________________________



(1) أي خلقهم وفطرهم.



(2) أي اصبر على المكاره والبلايا ومايرد عليك منها حتي تفوز بدرك ماصنع الله اليك ومعروفه لديك في ارجاع المكاره وصرفها عنك واستشعر العزفي ماينوبك اى أضمر العز والنصرة والغلبة في قلبك لاجل الغيبة من خوفك عن الناس، واصبر وانتظر الفرج فيما أصابك من هذه النوائب.أواعلم وأيقن بأن ماينوبك من البلايا والمحن هوسبب لعزك وقربك وسعادتك.



والغب: المآل والعاقبة.



وفي بعض النسخ " بما تحمد عليه ".



(3) علو الكعب كناية عن الغلبة والعز والشرف.



(4) اثناء الشئ: قواه وطاقاته، والمراد بالاعطاف جوانبها.



والحفق: الاضطراب وخفقت الراية تحرك واضطرب.



(5) في الكنز " تصافي " باهمديگر دوستي پاك وخالص داشتن " يعني الود الخالص وفى بعض النسخ " تصادف ".



(6) أي العقود المثنية المعقودة التي لايتطرق اليها التبدد أوفي موضع ثنيها فانها في تلك المواضع أجمع وأكثف والتصافق ضرب اليد على اليد عند البيعة من صفقت له بالبيع أي ضربت بيدي على يده والجنبات: الاطراف



[450]



عرائكهم للدين(1)، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم(2) يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم، وتقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم(3) طبقات الامم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعبت أفنان غصونها على حافاة بحيرة الطبرية(4) فعندها يتلالؤ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بك استقامة الآفاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواشط الوحش لوتجد نحوك مجازا، تهتزبك(5) أطراف الدنيا بهجة، وتنشر عليك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين(6) إلى إوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو، وتنصر كل ولي، فلايبقي على وجه الارض جبار قاسط ولاجاحد غامط، ولاشانئ مبغض، ولامعاند كاشح(7)، ومن يتوكل على الله فهو



___________________________________



(1) العرائك جمع عريكة وهي الطبيعة، وكذا الضرائب جمع ضريبة وهي الطبيعة أيضا والسيف وحده.



(2) العيدان - بالفتح - الطوال من النخل.



(3) فد يفد - كفر يفر -: عداوركض.



والمكانفة: المعاونة.



والاعماد: جمع عمود من غير قياس(4) " اذتبعتك " أى بايعك وتابعك هؤلاء المؤمنون.



والدوحة: الشجرة العظيمة و الافنان: الاغصان.



وفي بعض النسخ " بسقت أفنان غصونها " وبسق النخل بسوقا: طال و الحافاة: الجوانب.



(5) الناشط: الثور الوحشي يخرج من أرض إلى أرض.



وتهتز: إي تنحرك.



(6) بواني الحق: أساسها.



وفي بعض النسخ " بواني العز " أي الخصال التي تبني العز وتؤسسها وآب يؤوب أوبا فهوآب أي راجع وشرد البعير أي نفر فهو شارد و الوكر: عش الطائر، جمعها أوكار وتهاطل السحاب أى تتابع بالمطر.



(7) الغامط: الحاقر للحق، وغمط العافية لم يشكرها، وغمط أهله بطر بالنعمة والشانئ العائب.



والكاشح: الذي يضمر لك العداوة



[451]



حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ثم قال: يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلا عن أهل التصديق والاخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور والتمكن فلاتبطئ بإخوانك عنا وباهر المسارعة(1) إلى منار اليقين وضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء الله قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس مااؤدي إليهم(2) من موضحات الاعلام ونيرات الاحكام، وأروي نبات الصدور من نضارة ما ادخره الله في طبائعه من لطائف الحكم وطرائف فواضل القسم حتي خفت إضاعة مخلفي بالاهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول، وأعلمته عظيم ماأصدر به عنه من التوحش لفرقته والتجرع للظعن عن محاله(3)، فأذن وأردفني من صالح دعائه مايكون ذخرا عندالله ولعقبي وقرابتي إن شاء الله فلما أزف ارتحالي(4) وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا ومجددا للعهد وعرضت عليه مالاكان معي يزيد على خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضل بالامر بقبوله مني، فابتسم وقال: يا أباإسحاق استعن به على منصرفك فإن الشقة قذفة وفلوات الارض أمامك جمة(5) ولاتحزن لاعراضنا عنه، فإنا قد أحدثنا لك شكره



___________________________________



(1) في هامش بعض النسخ عن المحكم لابن سيدة " بهر عليه أي غلبه وفاق على غيره في العلم والمسارعة انتهي وفي بعض النسخ " ناهز المسارعة " وفى البحار " باهل المسارعة " ثم اعلم أن هذه الجملة يتضمن بقاء ابراهيم بن مهزيار إلى يوم خروجه ولايخفي مافيه.



(2) يعني أؤدي إلى اخواني وقوله " اليهم " ليس في بعض النسخ.



(3) القفول: الرجوع من السفر والظعن: السير والارتحال.



(4) أي دنارجعتي.



والاعتزام: العزم، أو لزوم القصد في المشي.



وقد يقرء " الاغترام " بالغين المعجمة والراء المهملة من الغرامة كانه يغرم نفسه بسوء صنيعه في مفارقة مولاه.



(5) الشقة - بالضم والكسر -: البعد والناحية يقصدها المسافر، والسفر البعيد و المشقة(القاموس).



وفلاة قذف محركة، وبضمتين وكصبور - أي بعيدة.



والجمة بفتح الجيم وضمها -: معظم الشئ أو الكثير منه



[452]



ونشره وربضناه عندنا بالتذكرة وقبول المنة فبارك الله فيما خولك وأدام مانولك(1) وكتب لك أحسن ثواب المحسنين وأكرم آثار الطائعين، فإن الفضل له ومنه، وأسأل الله أن يردك إلى أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الاوبة وأكناف الغبطة بلين المنصرف ولاأوعث الله لك سبيلا(2)، ولاحيرلك دليلا، وأستودعه نفسك وديعة لاتضيع ولاتزول بمنه ولطفه إن شاء الله يا أبااسحاق: قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الاولياء لنا عن الاخلاص في النية، وإمحاض النصيحة، والمحافظة على ماهو أنقي و أتقي وأرفع ذكرا(3) قال: فأقفلت عنه(4) حامدا لله عزوجل على ماهداني وأرشدني، عالما بأن الله لم يكن ليعطل أرضه ولايخليها من حجة واضحة، وإمام قائم، وألقيت(5) هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفا لهم ما من الله عزوجل به من إنشاء الذرية الطيبة والتربة الزكية، وقصدت أداء الامانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عزوجل الملة والهادية، والطريقة المستقيمة المرضية(6) قوة عزم وتأييد نية، وشدة أزر، واعتقاد عصمة، والله يهدي من يشاء



___________________________________



(1) ربضت الشاة: أقامت في ربضها.



وربضه بالمكان تربيضا ثبته فيه، والدواب: آواها في المريض.



وخوله الشئ: أعطاه اياه متفضلا، أو ملكه اياه، ونوله تنويلا: أعطاه نوالا، ونوله معروفه أعطاه اياه.



(2) الاوبة: الرجوع، والاكناف امابكسر الهمزة مصدر أكنفه أي صانه وحفظه وأعانه وأحاطه، وأو بفتحها جمع الكنف - محركه - وهوالحرز والستر والجانب والظلل والناحية ووعث الطريق: تعسر سلوكه، والوعث: الطريق العسر، والوعثاء: المشقة.



(3) في بعض النسخ " ماهو أبقي وأتقي وأرفع ذكرا ".



(4) أي رجعت عنه، وفى بعض النسخ " فأقلعت عنه " أي تركته.



(5) في بعض النسخ " وألفت ".



(6) في بعض النسخ " والطبقة المرضية " مكان والطريقة - الخ "



[453]



إلى صراط مستقيم.



20 - وسمعنا شيخا(1) من أصحاب الحديث يقال له: أحمدبن فارس الاديب يقول: سمعت بهمدان حكاية حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي ولم أجد إلى مخالفته سبيلا، وقد كتبتها وعهدتها على من حكاها: وذلك أن بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد وهم كلهم يتشيعون ومذهبهم مذهب أهل الامامة، فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همدان؟ فقال لي شيخ منهم - رأيت فيه صلاحا - وسمتا - : إن سبب ذلك أن جدنا الذي ننتسب إليه خرج حاجا فقال: إنه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال: فنشطت في النزول والمشئ فمشيت طويلا حتي أعييت ونعست فقلت في نفسي: أنام نومة تريحني، فإذا جاء أواخر القافلة قمت: قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس ولم أر أحدا فتوحشت ولم أرطريقا ولاأثرا، فتوكلت على الله عزوجل وقلت: أسير حيث وجهني، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضراء كأنها قريبة عهد من غيث، وإذا تربتها أطيب تربة، ونظرت في سواء تلك الارض(2) إلى قصر يلوح كأنه سيف، فقلت: ليت شعري ماهذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به فقصدته، فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلمت عليهما فردا ردا جميلا وقالا: اجلس فقد أراد الله بك خيرا، فقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد، ثم خرج فقال: قم فادخل، فدخلت قصرا لم أربناء أحسن من بنائه ولاأضوء منه، فتقدم الخادم إلي ستر على بيت فرفعه، ثم قال لي: ادخل، فدخلت البيت فإذا فتي جالس في وسط البيت وقدعلق فوق رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمس رأسه(3)، والفتي(كأنه) بدر يلوح في ظلام، فسلمت فرد السلام بألطف كلام و



___________________________________



(1) في هامش بعض النسخ والبحار كذا " القصة مذكورة في كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان، عن أحوال صاحب الزمان " تأليف السيد على بن عبدالحميد.



(2) أي وسطها.



(3) ظبة السيف - بالضم مخففا -: طرفه، وحدالسيف والسنان



[454]



أحسنه، ثم قال لي: أتدري من أنا؟ فقلت: لاوالله، فقال: أنا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله أنا الذي اخرج في آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - فأملا الارض قسطا وعدلا كماملئت جورا وظلما فسقطت على وجهي، وتعفرت، فقال: لاتفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها: همدان، فقلت: صدقت ياسيدي ومولاي، قال: فتحب أن تؤوب إلى أهلك؟ فقلت: نعم ياسيدي وابشرهم بما أتاح الله عزوجل لي، فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرة وخرج ومشى معي خطوات، فنظرت إلى طلال وأشجار ومنارة مسجد فقال: أتعرف هذالبلد؟ فقلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباذ وهي تشبهها، قال: فقال: هذه أسد آباذ إمض راشدا، فالتفت فلم أره.



فدخلت أسد آباذ وإذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسره الله عزوجل لي ولم نزل بخير مابقي معنا من تلك الدنانير.



21 - حدثنا محمدبن علي بن محمدبن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال: حدثنا أبوالعباس أحمدبن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمدبن طاهر القمي قال: حدثنا محمدبن بحربن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمدبن مسرور(1)، عن سعدبن عبدالله القمي قال: كنت إمرء ا لهجا بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها، كلفا باستظهار مايصح لي من حقائقها، مغرما(2) بحفظ مشتبهها



___________________________________



(1) رجال السند بعضهم مجهول الحال وبعضهم مهمل، والمتن متضمن لغرائب بعيد صدروها عن المعصوم عليه السلام: ويشتمل على احكام تخالف ماصح عنهم عليهم السلام، مضافا إلى أن الواسطة بين الصدوق وسعدبن عبدالله في جميع كتبه واحدة ابوه أومحمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد كماهو المحقق عند من تتبع كتبه ومشيخته وهنابين المؤلف وسعد خمس وسائط.وقد رواه الطبري في الدلائل بثلاث وسائط هم غير ماهنا.



(2) " لهجا " أي حريصا " كلفا " أي مولعا " مغرما " أى محبا مشتاقا



[455]



ومسغلقها: شحيحا على ما أظفر به من معضلاتها(1) ومشكلاتها، متعصبا لمذهب الامامية راغبا عن الامن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم والتعدي إلى التباغض والتشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، كاشفا عن مثالب أئمتهم، هتا كالحجب قادتهم، إلى أن بليت بأشد النواصب منازعة، وأطولهم مخاصمة، وأكثرهم جدلا، وأشنعهم سؤالا وأثبتهم على الباطل قدما فقال ذات يوم - وأنا اناظره -: تبا لك ولاصحابك ياسعد إنكم معاشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والانصار بالطعن عليهما، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وإمامتهما، هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته، أما علمتم أن رسول الله ماأخرجه مع نفسه إلي الغار إلاعلما منه أن الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد لامر التأويل والملقي إليه أزمة الامة، وعليه المعول في شعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وإقامة الحدود، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الشرك(2)، وكما أشفق على نبوته أشفق على خلافته، إذليس من حكم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة إلى مكان يستخفي فيه، ولما رأينا النبي متوجها إلى الانجحار ولم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لناقصد رسول الله بأبي بكر للغار للعلة التي شرحناها، وإنما أبات عليا على فراشه لمالم يكن يكترث به، ولم يحفل به لاستثقاله(3)، ولعلمه بأنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها قال سعد: فأوردت عليه أجوبة شتي، فمازال يعقب(4) كل واحدمنها بالنقض والرد على، ثم قال:، ياسعد ودونكها اخرى بمثلها تخطم أنوف الروافض(5) ألستم



___________________________________



(1) في بعض النسخ " معاضلها ".



(2) تسريب الجيوش: بعثها قطعة قطعة.



(3) أكترث له أي ماأبالي.وماحفله وماحفل به أي مابالي به ولاأهتم له.



(4) في بعض النسخ " يقصد ".



(5) خطمه إي ضرب أنفه



[456]



تزعمون أن الصديق المبرأ من دنس الشكوك والفارق المحامي عن بيضة الاسلام كانا يسران النفاق، واستدللتم بليلة العقبة، أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعا أو كرها؟ قال سعد: فاحتلت لدفع هذه المسألة عني خوفا من الالزام وحذرا من أني إن أقررت له بطوعهما(1) للاسلام احتج بأن بدء النفاق ونشأ في القلب لايكون إلا عند هبوب روائح القهر والغلبة، وإظهار البأس الشديد في حمل المرء على من ليس ينقاد إليه قلبه نحوقول الله تعالى " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنابما كنابه مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا "(2) وإن قلت: أسلما كرها كان يقصدني بالطعن إذلم تكن ثمة سيوف منتضاة(3) كانت تريهما البأس قال سعد: فصدرت عنه مزورا(4) قدانتفخت أحشائي من الغضب وتقطع كبدي من الكرب وكنت قد اتخذت طومارا وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا على أن أسال عنها خبير أهل بلدي أحمدبن إسحاق صاحب مولانا أبي - محمد عليه السلام فارتحلت خلفه وقدكان خرج قاصدا نحومولانا بسر من رأى فلحقته في بعض المنازل فلما تصافحنا قال: بخير لحاقك بي، قلت: الشوق ثم العادة في الاسولة قال: قدتكافينا على هذه الخطة الواحدة، فقد برح بي القرم(5) إلي لقاء مولانا أبي محمد عليه السلام وأنا اريد أن أساله عن معاضل في التأويل ومشاكل في التنزل فدونكها الصحبة المباركة



___________________________________



(1) في بعض النسخ " بطواعيتهما.



(2) المؤمن 85.



(3) انتضي السيف: سله.



(4) الازورار عن الشئ: العدول عنه.



(5) الخطة - بالضم - شبه القصة والامر والجهل(ق) يعني تساوينا على هذه الحالة أي العادة في الاسولة في القصة الواحدة في الامر الواحد وبرح به الامر تبريحا، وتباريح الشوق: توهجه والقرم - محركة -: شدة شهوة اللحم وكثر استعمالها حتى قيل في الشوق إلى الحبيب والمراد هنا شده الشوق.وفى بعض النسخ " برح بى الشوق "



[457]



فإنها تقف بك على ضفة بحر(1) لاتنقضي عجائبه، ولاتفني غرائبه، وهوإمامنا فوردنا سر من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا فاستأذنا فخرج علينا الآذن بالدخول عليه وكان على عاتق أحمدبن إسحاق جرات قدغطاه بكساء طبري فيه مائة وستون صرة من الدنانير والدراهم، على كل صرة منها ختم صاحبها قال سعد: فماشبهت وجه مولانا أبي محمد عليه السلام حين غشينا نوروجهه إلاببدر قد استوفي من لياليه أربعا بعدعشر، وعلى فخذه الايمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، على رأسه فرق بين وفرتين كأنه ألف بين واوين، وبين يدي مولانا رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركبة عليها، قدكان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة، وبيده قلم إذا أراد أن يسطربه على البياض شيئا قبض الغلام على أصابعه، فكان مولانا يد حرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها كيلا يصده عن كتابة ماأراد(2) فسلمنا عليه فألطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس فلما فرغ من كتبة البياض الذي كان بيده، أخرج أحمدبن إسحاق جرابه من طى كسائه فوضعه بين يديه فنظر الهادي عليه السلام(3) إلى الغلام وقال له: يابني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك، فقال: يا



___________________________________



(1) ضفة البحر: ساحله وفى بعض النسخ " ثقف بك ".



(2) قال في هامش البحار الطبع الحروفي كذا: " فيه غرابة من حيث قبض النلام عليه السلام على أصابع أبيه أبي محمد عليه السلام.



وهكذا وجود رمانة من ذهب يلعب بها لئلا يصده عن الكتابة، وقد روى في الكافي ج 1 ص 311 عن صفوان الجمال قال: " سألت أباعبدالله عليه السلام عن صاحب هذا الامر فقال: ان صاحب هذاالامر لايلهو ولايلعب.



وأقيل أبوالحسن موسى وهوصغير ومعه عناق مكية وهويقول لها: اسجدي لبك فأخذه أبوعبدالله عليه السلام وضمه اليه، وقال: بابى وامي من لايلهو ولايلعب " انتهي أقول: في طريق هذه الرواية معلي بن محمد البصري قال العلامة - رحمه الله - في حقه: مضطرب الحديث والمذهب وكذا النجاشى وقال: ابن الغضائري نعرف حديثه وننكره، يروي عن الضعفاء ويجوز أن يخرج شاهدا راجع جامع الرواة.



(3) كذا ولعله مصحف " عن مولاي عليه السلام