ماروي من حديث ذي القرنين
ماروى من حديث ذي القرنين
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، عن أحمدبن محمدبن عيسى، عن على بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذاالقرنين لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله وناصح لله فنا صحه الله، أمر قومه بتقوي الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته.
2 - حدثنا أحمدبن محمدبن الحسن البزاز قال: حدثنا محمدبن - يعقوب بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمدبن إسحاق بن يسار المدني(1)، عن عمرو ابن ثابت، عن سماك بن حارث، عن رجل من بني أسد قال: سأل رجل عليا عليه السلام: أرأيت ذاالقرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب؟ قال: سخر الله له السحاب، ومدله في الاسباب، وبسط له النور، فكان الليل والنهار عليه سواء.
3 - حدثنا أحمدبن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمدبن اورمة قال: حدثني القاسم بن عروة، عن يزيد الارجني(2)، عن سعدبن طريف، عن الاصبغ ابن نباتة قال: قام ابن الكواإلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهوعلى المنبر فقال له: ياأمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبي كان أو ملك؟ وأخبرني عن قرنيه أذهب كان أوفضة؟ فقال له عليه السلام: لم
___________________________________
(1) محمدبن اسحاق هوصاحب السيرة وجده كمافي تهذيب التهذيب " يسار " ولكن ضبط في هامش السيرة لابن هشام " بشار ".
(2) يزيدبن قيس كان عامله على الري وهمدان
[394]
يكن نبيا ولاملكا ولاكان قرناه من ذهب ولافضة ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله، ونصح لله فنصحه الله، وإنما سمي ذاالقرنين لانه دعاقومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله
4 - حدثنا أبوطالب المظفرين جعفربن المظفر العلوي السمر قندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه قال: حدثني محمدبن نصير قال: حدثنا محمدبن عيسى
[ عن حماد بن عيسى ]
عن عمروبن - شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابربن عبدالله الانصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن ذاالقرنين كان عبدا صالحا جعله الله عزوجل حجة على عباده فدعاقومه إلي الله وأمرهم بتقواه، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قبل: مات أوهلك بأي وادسلك، ثم ظهر ورجع إلي قومه فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته، و إن الله عزوجل مكن لذي القرنين في الارض، وجعل له من كل شئ(1) سببا، وبلغ المغرب والمشرق، وإن الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الارض وغربها حتي لايبقي منهلا ولاموضعا من سهل ولاجبل وطئه ذوالقرنين إلا وطئه، ويظهر الله عزوجل له كنوز الارض ومعادنها، وينصره بالرعب، فيملا الارض به عدلا وقسطا كماملئت جوراوظلما ومماروي من سياق حديث ذي القرنين.
5 - حدثنا به محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيى بن سعيد البصرى قال: حدثنا محمدبن عطية قال: حدثنا عبدالله بن عمر
[ و ]
بن سعيد البصري قال: حدثنا هشام بن جعفر
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وآتاه من كل شئ "
[395]
ابن حماد، عن عبدالله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال: قرأت في بعض كتب الله عزوجل إن ذاالقرنين كان رجلا من أهل الاسكندرية وأمه عجوز من عجائزهم وليس لها ولد غيره يقال له: إسكندروس، وكان له أدب وخلق وعفة من وقت ماكن غلاما إلي أن بلغ رجلا، وكان
[ قد ]
رأي في المنام كأنه دنا من الشمس حتي أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فلماقص رؤياه على قومه سموه ذاالقرنين، فلما رأي هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته وعزفي قومه وكان أول مااجتمع عليه أمره أن قال: أسلمت لله عزوجل، ثم دعاقومه إلى الاسلام فأسلموا هيبة له، ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إلى ذلك فأمر أن يجعلوا طوله أربعمائة ذراع، وعرضه مائتي ذراع، وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا، وعلوه إلي السماء مائة ذراع، فقالوا له: ياذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ مابين الحائطين؟ فقال لهم: إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب حتي يستوي الكبس مع حيطان المسجد فاذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره(1) من الذهب والفضة، ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح من نحاس تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية، فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب، فيسارعون فيه من أجل مافيه من الذهب والفضة فبنوا المسجد وأخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف بما فيه واستغني، فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف، ثم نشرهم في البلاد، وحدث نفسه بالمسير، واجتمع إليه قومه فقالوا له: يا ذا القرنين ننشدك بالله ألا تؤثر علينا بنفسك غيرنا، فنحن أحق برؤيتك وفينا كل
___________________________________
(1) أي على قدر حاله
[396]
مسقط رأسك، وبيننا نشأت وربيت، وهذه أموالنا وأنفسنا فأنت الحاكم فيها، وهذه امك عجوز كبيرة وهي أعظم خلق الله عليك حقا، فليس ينبغي لك أن تعصيها وتخالفها، فقال لهم: والله إن القول لقولكم وإن الرأي لرأيكم ولكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره، يقاد و يدفع من خلفه، لايدري اين يؤخذ به ومايراد به ولكن هلموا يامعشر قومي فادخلوا هذا المسجد وأسلموا عن آخركم ولاتخالفوا علي فتهلكوا ثم دعادهقان(1) الاسكندرية فقال له: اعمر مسجدي وعز عني امي، فلما رأي الدهقان جزع امه وطول بكائها احتال لها ليعز يها بما أصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلاء، فصنع عيدا عظيما ثم أذن مؤذنة ياأيها الناس إن الدهقان يؤذنكم لتحضروا يوم كذا وكذا، فلماكان ذلك اليوم أذن مؤذنه اسرعوا واحذروا أن يحضر هذاالعيد إلا رجل قد عري من البلايا والمصائب، فاحتبس الناس اكلهم وقالوا: ليس فينا أحد عري من البلاء ما منا أحد إلا وقد اصيب ببلاء أو بموت حميم، فسمعت أم ذي القرنين هذا فأعجبها ولم تدرما يريد الدهقان، ثم إن الدهقان بعث مناديا ينادي فقال: ياأيها الناس إن الدهقان قد أمركم أن تحضروه يوم كذا وكذا ولايحضره إلا رجل قد ابتلي واصيب وفجع ولايحضره أحد عري من البلاء فإنه لاخير فيمن لايصيبه البلاء، فلمافعل ذلك، قال الناس: هذا رجل قدكان بخل ثم ندم فاستحيا فتدارك أمره ومحاعيبه، فلما اجتمع الناس خطبهم: فقال: ياأيها الناس إني لم أجمعكم لمادعوتكم له ولكني جمعتكم لاكلمكم في ذي القرنين وفيما فجعنابه من فقده وفراقه فاذكروا آدم
___________________________________
(1) الدهقان: رئيس القرية ومقدم أصحاب الزراعة
[397]
عليه السلام فإن الله عزوجل خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته، وأكرمه بكرامة لم يكرم بها أحد اثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا وذلك الخروج من الجنة وهي المصيبة التي لاجبرلها، ثم ابتلي إبراهيم عليه السلام من بعده بالحريق وابتلي ابنه بالذبح، ويعقوب بالحزن والبكاء، ويوسف بالرق، وأيوب بالسقم، ويحيي بالذبح، و زكريا بالقتل، وعيسى بالاسر(1) وخلقا من خلق الله كثيرا لايحصيهم إلا الله عزوجل فلما فرغ من هذا الكلام قال لهم: انطلقوا فعزوا ام الاسكندروس لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها، فلما دخلوا عليها قالوا لها: هل حضرت الجمع اليوم وسمعت الكلام؟ قالت لهم: ماخفي عني من أمركم شئ ولاسقط عني من كلامكم شئ، وماكان فيكم أحد أعظم مصيبة باسكندروس مني، ولقد صبرني الله تعالى وأرضاني وربط على قلبي، وإني لارجوأن يكون أجري على قدر ذلك، وأرجولكم من الاجر بقدر ما رزيتم من فقد أخيكم وأن تؤجروا على قدر مانويتم في مه وأرجو أن يغفر الله لي ولكم ويرحمني وإياكم، فلما رأواحسن عزائها وصبرها انصرفوا عنها وتركوها، وانطلق ذوالقرنين يسير على وجهه
___________________________________
(1) ان قلت: ان ذا القرنين كان قبل ميلاد عيسى عليه السلام بقرون فكيف يصح ذلك القول؟ وقلت ان قلنا انه بعد الميلاد فكيف يلائم قوله في آخر الخبر " وكان عدة ماسار في البلاد من يوم بعثه الله عزوجل إلى يوم قبضة الله خمسمائة عام " قلنا: الامر في أمثال هذه القصص الغير المنقولة عن المعصوم سهل وأوردها المصنف - رحمه الله - طردا للباب نظير الذيول التي تداول في عصرنا في جميع المؤلفات من المؤلفين ولعل المصنف رحمه الله أوردها لاجل المواعظ البالغة التي ذكر في آخرها ولكن اعلم انه(ره) لم يحتج بامثال هذه القصص وجلت ساحته عن الاحتجاج بها، ثم راجع في تحقيق ذى القرنين بحار الانوارج 12 ص 208 إلى 215 من الطبع الحروفي
[398]
حتي أمعن في البلاد يؤم في المغرب، وجنوده يومئذ المساكين، فأوحي الله جل جلاله إليه ياذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق مابين الخافقين من مطلع الشمس إلي مغربها، وحجتي عليهم، وهذا تأويل رؤياك فقال ذوالقرنين: ياإلهي إنك قدندبتني لامر عظيم لايقدر قدره غيرك، فأخبرني عن هذه الامة بأي قوة اكابرهم(1)؟ وبأي عدد أغلبهم، وبأية حيلة أكيدهم، وبأي صبر اقاسيهم، وبأي لسان اكلمهم، وكيف لي بأن أعرف لغاتهم، وبأي سمع أعي كلامهم، وبأي بصر أنفذهم وبأي حجة اخاصمهم، وبأي قلب أعقل عنهم، وبأي حكمة ادبر امورهم وبأي حلم اصابرهم، وبأي قسط أعدل فيهم، وبأي معرفة أفضل بينهم، وبأي علم أتقن امورهم، وبأي عقل احصيهم، وبأي جند اقاتلهم؟ فإنه ليس عندي مماذكرت شئ يارب، فقوني عليهم فإنك الرب الرحيم الذي لاتكلف نفسا إلا وسعها، ولاتحملها إلا طاقتها فأوحي الله جل جلاله إليه أني سأطوقك ماحملتك، وأشرح لك فهمك فتفقه كل شئ، وأشرح لك صدرك فتسمع كل شئ، وأطلق لسانك بكل شئ، وأفتح لك سمعك فتعي كل شئ، وأكشف لك عن بصرك فتنفذ كل شئ واحصي لك(2) فلايفوتك شئ، وأحفظ عليك فلايعزب عنك شئ، وأشد
[ لك ]
ظهرك فلايهو لك شئ وألبسك الهيبة فلايروعك شئ، وأسددلك رأيك فتصيب كل شئ، وأسخر لك جسدك فتحسن كل شئ، وأسخرلك النور والظلمة وأجعلها جندين من جنودكالنور يهديك، والظلمة تحوطك، وتحوش عليك الامم(3) من ورائك
___________________________________
(1) في بعض النسخ " اكاثرهم ".
(2) في بعض النسخ " وأحضر لك ".
(3) حاش الصيد: جاء من حواليه لبصرفه إلى الحبالة(القاموس)
[399]
فانطلق ذوالقرنين برسالة ربه عزوجل، وأيده الله تعالى بما وعده فمر بمغرب الشمس فلايمر بامة من الامم إلا دعاهم إلي الله عزوجل فإن أجابوه قبل منهم وإن لم يجيبوه أغشاهم الظلمة، فأظلمت مداينهم و قراهم وحصونهم وبيوتهم ومنازلهم، واغشيت أبصارهم، ودخلت في أفواههم وآنافهم وآذانهم وأجوافهم، فلايزالون فيها متحيرين حتي يستجيبوا لله عزوجل ويعجوا إليه حتي إذا بلغ مغرب الشمس وجد عندها الامة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ففعل بهم مافعل بمن مر به
[ من ]
قبلهم حتي فرغ مما بينه وبين المغرب ووجد جمعا وعددا لايحصيهم إلا الله وبأساوقوة لايطيقه إلا الله عزوجل، وألسنة ومختلفة وأهواء متشتتة وقلوبا متفرقة، ثم مشى على الظلمة ثمانية أيام وثمان ليال وأصحابه ينظرونه حتي انتهي إلي الجبل الذي هو محيط بالارض كلها فاذا هو بملك من الملائكة قابض على الجبل وهويقول: سبحان ربي من الآن إلي منتهي الدهر، سبحان ربي من أول الدنيا إلي آخرها، سبحان ربي من موضع كفي إلي عرش ربي، سبحان ربي من منتهي الظلمة إلي النور، فلما سمع ذاك ذوالقرنين خر ساجدا، فلم يرفع رأسه حتي قواه الله تعالى وأعانه على النظر إلى ذلك الملك، فقال له الملك: كيف قويت ياابن آدم على أن تبلغ إلي هذا الموضع ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك؟ قال ذوالقرنين: قواني على ذلك الذي قواك على قبض هذاالجبل وهومحيط بالارض، قال له الملك: صدقت قال له ذوالقرنين: فأخبرني عنك أيها الملك؟ قال: إني موكل بهذا الجبل وهو محيط بالارض كلها، ولولاهذا الجبل لانكفأت الارض بأهلها، وليس على وجه الارض جبل أعظم منه، وهو أول جبل أثبته الله عزوجل(1)، فرأسه ملصق بسماء الدنيا وأسفله في الارض السابعة السفلي وهومحيط بها كالحلقة، وليس على وجه الارض مدينة إلا ولها عرق ألي
___________________________________
(1) في بعض النسخ " أسمه الله عزوجل "
[400]
هذا الجبل، فاذ ا أراد الله عزوجل أن يزلزل مدينة أوحي إلي فحركت العرق الذي
[ متصل ]
إليها فزلزلها فلما أراد ذوالقرنين الرجوع قال للملك: أوصني، قال الملك: لا يهمنك رزق غد، ولاتؤخر عمل اليوم لغد، ولاتحزن على مافاتك، وعليك بالرفق، ولاتكن جبارا متكبرا ثم إن ذاالقرنين رجع إلي أصحابه، ثم عطف بهم نحو المشرق يستقرئ مابينه وبين المشرق من الامم فيفعل بهم مثل مافعل بأمم المغرب قبلهم حتي إذا فرغ
[ م ]
مابين المشرق والمغرب عطف نحو الردم الذي ذكره الله عزوجل في كتابه فإذا هو بامة " لايكادون يفقهون قولا " وإذا
[ ما ]
بينه وبين الردم مشحون من امة يقال لها: يأجوج ومأجوج أشباه البهائم يأكلون ويشربون ويتوالدون وهم ذكور وإناث، وفيهم مشابه من الناس الوجوه والاجساد والخلقة، ولكنهم قد نقصوا في الابدان نقصا شديدا وهم في طول الغلمان، ليس منهم انثي ولاذكر يجاوز طوله خمسة أشبار، وهم على مقدار واحد في الخلق والصورة، عراة حفاة لايغزلون ولا يلبسون ولايحتذون، عليهم وبركوبر الابل يواريهم ويسترهم من الحر والبرد(1)، ولكل واحد منهم اذنان أحدهما ذات شعر والاخري ذات وبر، ظاهرهما وباطنهما، ولهم مخاطب في موضع الاظفار، وأضراس و أنياب كأضراس السباع وأنيابها.
وإذا نام أحدهم افترش إحدي اذنيه و التحف بالاخري فتسعه لحافا، وهم يرزقون تنين البحر(2) في كل عام
___________________________________
(1) المروي عن أئمتنا عليهم السلام أنهم اقوام وحشية غير متمدنين، بل يعيشون كالبهائم كماجاء في تفسير العياشى عن أبي بصير عن الباقر عليه السلام قال: " لم يعلموا صنعة البيوت " وفى تفسير القمي " لم يعلموا صنعة الثياب " وعن أمير المؤمنين عليه السلام " ورد على قوم قدأ حرقهم الشمس وغيرت اجسادهم وألوانهم حتي صيرتهم كالظلمة "
(2) التنين نوع من الحيات كمال الدين - 25 -
[401]
يقذفه إليهم السحاب فيعيشون به عيشا خصبا ويصلحون عليه ويستمطرونه في إبانه(1) كما يستمطر الناس المطر في إبان المطر، وإذا قذفوا به خصبوا وسمنوا وتوالدوا وكثروا وأكلوا منه حولا كاملا إلى مثله من العام المقبل، ولايأكلون معه شيئا غيره، وهم لايحصي عددهم إلاالله عزو جل الذي خلقهم، وإذا أخطأهم التنين قحطوا وأجدبوا وجاعوا وانقطع النسل والولد، وهم يتسافدون كما تتسافد البهائم(2) على ظهر الطريق و حيث ماالتقوا، وإذا أخطأهم التنين جاعوا وساحوا في البلاد، فلايدعون شيئا أتواعليه إلا أفسدوه وأكلوه، فهم أشد فسادا فيما أتوا عليه من الارض من الجراد والبرد والآفات كلها، وإذا أقبلوا من أرض إلي أرض جلاأهلها عنها وخلوها، وليس يغلبون ولايدفعون حتى لايجد أحد من خلق الله تعالى موضعا لقدمه، ولايخلو للانسان قدر مجلسه، ولايدري أحد من خلق الله أين أولهم وآخرهم(3)، ولايستطيع أحد من خلق الله أن ينظر إليهم ولايدنو منهم نجاسة وقذرا وسوء حلية، فبهذا غلبوا ولهم حس وحنين(4)، إذا أقبلوا إلى الارض يسمع حسهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرتهم، كما يسمع حس الريح البعيدة، أوحس المطر البعيد ولهم همهمة إذا وقعوا في البلاد كهمهمة النحل إلا أنه أشد وأعلا صوتا، يملا الارض حتي لايكاد أحد أن يسمع من أجل ذلك الهميم شيئا، وإذا أقبلوا إلى أرض حاشوا وحوشها كلها وسباعها حتي لايبقي فيها شئ منها، وذلك لانهم يملؤونها مابين أقطارها ولايتخلف وراء هم من ساكن الارض شئ فيه روح إلا اجتلبوه من قبل أنهم أكثر من كل شئ،
___________________________________
(1) ابانه اي وقته.وفى بعض النسخ " في أيام المطر ".
(2) السفاد: النكاح.
(3) في بعض النسخ " كم من اولهم إلى آخرهم ".
(4) الحس والحسيس: الصوت الخفي والحنين: الصوت الجلي
[402]
فأمر هم أعجب من العجب وليس منهم أحد إلا وقدعرف متي يموت وذلك من قبل أنه لايموت منهم ذكر حتي يولد له ألف ولد ولا تموت منهم أنثى حتى تلد ألف ولد، فبذلك عرفوا آجالهم، فإذاولد ذلك الالف برزوا للموت، وتركوا طلب ماكانوا فيه من المعيشة والحياة، فهذه قصتهم من يوم خلقهم الله عزوجل إلي يوم يفنيهم ثم إنهم جعلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضا أرضا من الارضين، وأمة امة من الامم وهم إذا توجهوا لوجه لم يعدلوا عنه أبدا ولاينصرفون يمينا ولاشمالا ولايلتفتون فلما أحست تلك الامم بهم وسمعوا همهمتهم استغاثوا بذي القرنين وذو القرنين يومئذ نازلا في ناحيتهم فاجتمعوا إليه وقالوا: ياذا القرنين إنه قذ بلغنا ماآتاك الله من الملك والسلطان، وما ألبسك الله من الهيبة، وما أيدك به من جنود أهل الارض ومن النور والظلمة، وإنا جيران يأجوج ومأجوج، وليس بيننا وبينهم سوي هذه الجبال، وليس لهم إلينا طريق إلاهذين الصدفين ولوينسلون أجلوناعن بلادنا لكثرتهم حتي لا يكون لنافيها قرار، وهم خلق من خلق الله كثير فيهم مشابه من الانس وهم أشباه البهائم، يأكلون من العشب، ويفترسون الدواب والوحوش كما تفترسها السباع، ويأكلون حشرات الارض كلها من الحيات والعقارب و كل ذي روح مما خلق الله تعالى، وليس
[مما خلق الله]
جل جلاله خلق ينموا نماهم وزيادتهم فلانشك أنهم يملؤون الارض ويجلون أهلها منها ويفسدون فيها، ونحن نخشى كل وقت أن يطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين، وقد آتاك الله عزوجل من الحيلة والقوة مالم يؤت أحدامن العالمين " فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا * قال مامكني في ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما * آتوني زبر الحديد "
[403]
قالوا: ومن أين لنامن الحديد والنحاس مايسع هذاالعمل الذي تريد أن تعمل قال: إني سأدلكم على معدن الحديد والنحاس، فضرب لهم في جبلين حتي فتقهما فاستخرج لهم منهما معدنين من الحديد و النحاس، قالوا: فبأي قوة نقطع الحديد والنحاس؟ فاستخرج لهم معدنا آخر من تحت الارض يقال لها: السامور وهوأشد بياضا من الثلج(5) وليس شئ منه يوضع على شئ إلاذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها - وبه قطع سليمان بن داود عليه السلام أساطين بيت المقدس وصخوره جاء ت بها الشياطين من تلك المعادن - فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به فأوقدوا على الحديد حتي صنعوا منه زبرا مثال الصخور، فجعل حجارته من حديد، ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة، ثم بني وقاس مابين الصدفين فوجده ثلاثة أميال فحفر له أساسا حتي كادأن يبلغ الماء وجعل عرضد ميلا وجعل حشوه زبر الحديد، وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس واخري من حديد حتي ساوي الردم بطول الصدفين، فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد، فيأجوج ومأجوج ينتابونه في كل سنة مرة، وذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتي إذا وقعوا إلي ذلك الردم حبسهم، فرجعوا يسيحون في بلادهم، فلايزالون كذلك حتي تقرب الساعة وتجيئ أشراطها فإذا جاء أشراطها وهوقيام القائم عليه السلام فتحه الله عزوجل لهم، وذلك قوله عزوجل " حتي إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون "(1) فلما فرغ ذوالقرنين من عمل السد انطلق على وجهه، فبينما هو يسير وجنوده إذمر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتي انصرف من
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وهو أشدشئ بياضا " والسامور: الالماس المعروف اليوم كمافي بحر الجواهر ولايذب شيئا بل قطعة.
(2) الكهف: 94 و 95
[404]
صلاته فقال له ذوالقرنين: كيف لم يروعك ماحضرك من الجنود؟ قال: كنت اناجي من هو أكثر جنودا منك وأعز سلطانا وأشد قوة، ولو صرفت وجهي إليك ماأدركت حاجتي قبله.
فقال له ذوالقرنين: فهل لك أن تنطلق معي فاواسيك بنفسي وأستعين بك على بعض اموري؟ قال: نعم إن ضمنت لي أربعا(1): نعيما لايزول، وصحة لاسقم فيها، وشبابا لاهرم فيه، وحياة لاموت فيها.
فقال له ذوالقرنين: أي مخلوق يقدر على هذه الخصال؟ فقال الشيخ: فاني مع من يقدر على هذه الخصال(2) ويملكها وإياك ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين: أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله تعالى قائمين، وعن شيئين جاريين، وشيئين مختلفين، وشيئين متباغضين؟ فقال ذوالقرنين: أما الشيئان القائمان فالسماء والارض، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة، فقال: انطلق فإنك عالم فانطلق ذوالقرنين يسير في البلاد حتي مر بشيخ يقلب جماجم الموتي فوقف عليه بجنوده فقال له: أخبرني أيها الشيخ لاي شئ تقلب هذه الجاجم؟ قال: لاعرف الشريف عن الوضيع فماعرفت، فإني لاقلبها منذ عشرين سنة، فانطلق ذوالقرنين وتركه وقال: ماأراك عنيت بهذا أحدا غيري فبينما هويسير إذ وقع إلي الامة العالمة الذين هم من قوم موسى الذين " يهدون بالحق وبه يعدلون " فوجد امة مقسطة عادلة يقسمون
___________________________________
(1) في بعض النسخ " أربع خصال ".
(2) في بعض النسخ " فان معي من يقدر عليها "
[405]
بالسوية، ويحكمون بالعدل، ويتواسون ويتراحمون، حالهم واحدة، و كلمتهم واحدة، وقلوبهم مؤتلفة، وطريقتهم مستقيمة، وسيرتهم جميلة، وقبور موتاهم في أفنيتهم وعلى أبواب دورهم وبيوتهم، وليس لبيوتهم أبواب وليس عليهم امراء، وليس بينهم قضاة، وليس فيهم أغنياء ولاملوك ولا أشراف ولا يتفاوتون ولا يتفاضلون ولايختلفون ولا يتنازعون ولايستبون ولايقتتلون، ولاتصيبهم الآفات فلما رأي ذلك من أمرهم ملئ منهم عجبا، فقال: أيها القوم أخبروني خبركم فإني قددرت الارض شرقها وغربها وبرها وبحرها و سهلها وجبلها ونورها وظلمتها فلم ألق مثلكم(1)، فأخبروني مابال قبور موتاكم على أفنيتكم وعلى أبواب بيوتكم؟ قالوا: فعلنا ذلك عمدا لئلا ننسى الموت، ولايخرج ذكره من قلوبنا قال: فمابال بيوتكم ليس عليها أبواب؟ فقالوا: لانه ليس فينالص ولاظنين(2)، وليس فينا إلا الامين، قال: فما بالكم ليس عليكم امراء؟ قالوا: لاننا لانتظالم، قال: فمابالكم ليس بينكم حكام؟ قالوا: لاننا لانختصم، قال: فمابالكم ليس فيكم ملوك؟ قالوا: لاننا لانتكاثر، قال: فمابالكم ليس فيكم أشراف؟ قالوا: لاننا لانتنافس، قال: فمابالكم لاتتفاضلون ولا تتفاوتون، قالوا: من قبل أنا متواسون متراحمون، قال: فما بالكم لاتتنازعون ولاتختلفون؟ قالوا: من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا، قال: فما بالكم لاتستبون ولاتقتتلون؟ قالوا: من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم، وسسنا أنفسنا بالحلم، قال: فمابالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة؟ قالوا: من قبل أنا لا
___________________________________
(1) في بعض النسخ " فلم أرمثلكم ".
(2) في بعض النسخ " ليس فينا لص ولاخائن "
[406]
نتكاذب ولانتخادع، ولايغتاب بعضنا بعضا، قال: فأخبروني لم ليس فيكم مسكين ولافقير؟ قالوا: من قبل أنا نقسم بالسوية، قال: فما بالكم ليس فيكم فظ ولاغليظ؟ قالوا: من قبل الذل والتواضع، قال: فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا؟ قالوا: من قبل أنانتعاطي الحق ونحكم بالعدل، قال: فمابالكم لاتقحطون؟ قالوا: من قبل أنا لانغفل عن الاستغفار، قال: فمابالكم لاتحزنون؟ قالوا: من قبل أنا وطنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزينا أنفسنا(1)، قال: فمابالكم لاتصيبكم الآفات؟ قالوا من قبل أنا لانتوكل على غير الله
[جل جلاله]
ولا نستمطر بالانواء(2) والنجوم، قال: فحدثوني أيها القوم أهكذا وجدتم آباء كم يفعلون؟ قالوا: وجدنا آباء نا يرحمون مسكينهم، ويواسون فقيرهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلي من أساء إليهم، ويستغفرون لمسبئهم، ويصلون أرحامهم، ويؤدون أماناتهم، ويصدقون ولايكذبون، فأصلح الله بذلك أمرهم فأقام عندهم ذوالقرنين حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر، وكان قد بلغه السن، وأدركه الكبر، وكان عدة ماسار في البلاد من يوم بعثه الله عزوجل إلى يوم قبضه الله خمسمائة عام
___________________________________
(1) عزى تعزية - الرجل -: سلاء.
(2) النوء: النجم جمعة أنواء.
والانواء ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر وتطلع اخري مقابلها ذلك الوقت في الشرق فتنقضى جميعها مع انقضاء السنة وكانت العرب ترعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه اليها، فيقولون: مطرنا بنوء كذا.
وانما سمي نوء ا لانه اذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق.وينوء نوء اأي نهض وطلع(النهاية)
[407]
رجعنا إلى ذكر روى عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام بالنص على ابنه القائم صاحب الزمان عليه السلام 2 - حدثنا أبوطالب المظفربن جعفربن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه محمدبن مسعود العياشي قال: حدثنا آدم ابن محمد البلخي(1) قال: حدثني علي بن الحسين(2) بن هارون الدقاق قال: حدثنا جعفربن محمد بن عبدالله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الاشتر قال: حدثني يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهوجالس على دكان في الدار، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل، فقلت له:
[يا]
سيدي من صاحب هذاالامر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي(3) له عشر أوثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، في خذه الايمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي: هذا صاحبكم، ثم وثب فقال له: يابني ادخل إلي الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يايعقوب انظر من في البيت، فدخلت فما رأيت أحدا(4)
3 - حدثنا على بن عبدالله الوراق قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أنه خرج من أبي محمد عليه السلام توقيع: " زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذاالنسل وقدكذب الله عزوجل قولهم والحمد الله "
___________________________________
(1) هوآدم بن محمد القلانسى من أهل بلخ، يقول بالتفويض(صه).
(2) في بعض النسخ " على بن الحسن ".
(3) في الدر النثير والنهاية غلام خماسى: طوله خمسة أشبار والانثي خماسية، ولا يقال: سداسي ولاسباعي ولاغير الخمسة.
(4) سيأتي الحديث في باب من شاهد القائم عليه السلام بهذا السند أيضا
[408]
4 - حدثنا محمدبن محمدبن عصام رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يعقوب الكليني قال: حدثني علان الرازي قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد عليه السلام قال: ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي.
5 - حدثنا أبوطالب المظفربن جعفربن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا أحمدبن علي بن كلثوم قال: حدثنا علي بن أحمد الرازي قال: خرج بعض إخواني من أهل الري مرتادا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فبينما هوفي مسجد الكوفة مغموما متفكرا فيما خرج له يبحث حصا المسجد بيده فظهرت له حصاة فيها مكتوب محمد، قال الرجل: فنظرت إلي الحصاة فاذا فيها كتابة ثابتة(1) مخلوقة غير منقوشة.
6 - حدثنا أحمدبن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن جعفربن محمدبن مالك الفزاري قال: حدثني محمدبن أحمد المدائني، عن أبي غانم(2) قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول: في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي.
ففيها قبض أبومحمد عليه السلام وتفرقت الشيعة وأنصاره، فمنهم من انتمي إلي جعفر(3) ومنهم من تاه و
[منهم من]
شك، ومنهم من وقف على تحيره، ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عزوجل.
7 - حدثنا المظفرين جعفربن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود العياشى، عن أبيه، عن أحمدبن علي بن كلثوم، عن علي بن أحمد الرازي، عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال: سمعت أبا الحسن بن علي
___________________________________
(1) في بعض النسخ " ناتئة " ونتأينتؤ نتوء ا خرج من موضعه.
وتنفخ وبعضوورم هوناتئ.
(2) كذا، وفي بعض النسخ والبحار أيضا " أبي حاتم " وفي هامش بعض المخطوط عن حاشية رجال الميرزا " أبوغانم لاأعرفه روى خبرا عنه عيسى بن مهران في باب ضمان النفوس من كتاب قصاص التهذيب ".
(3) انتمي اى انتسب وفى بعض النسخ " آل " وتاه يتيه اذاتحير وضل
[409]
العسكري عليهما السلام يقول: الحمدالله الذي لم يخرجني من الدنياحتي أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخلقا، ويحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهره فيملا الارض عدلا وقسطا كماملئت جورا وظلما.
8 - حدثنا أحمدبن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن - عبدالله قال: حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: سمعت أبا محمد الحسن ابن علي عليهما السلام يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني، أما إن المقر بالائمة بعدرسول الله صلى الله عليه وآله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله، والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله كمن أنكر جميع أنبياء الله لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا.
أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عزوجل.
9 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثني أبوعلي بن - همام قال: سمعت محمدبن عثمان العمري - قدس الله روحه - يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبومحمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: " أن الارض لاتخلو من حجة لله على خلقه إلي يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " فقال عليه السلام: إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: ياابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك؟ فقال ابني محمد، هو الامام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلي الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوف