بازگشت

ماروي من حديث الخضر (ع)(2)


ماروي من حديث الخضر عليه السلام(2)



1 حدثني محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيى البصري قال: حدثنا محمدبن عطية قال: حدثنا هشام ابن جعفر، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان(3) قال: قرأت في بعض كتب الله عزوجل أن ذاالقرنين كان عبدا صالحا جعله الله حجة على عباده ولم يجعله نبيا، فمكن الله له في الارض وآتاه من كل شئ سببا، فوصفت له عين الحياة وقيل له: من شرب منها لم يمت حتي يسمع الصيحة وإنه خرج في طلبها حتي انتهي إلي موضع فيه ثلاثمائة وستون عينا و



___________________________________



(2) ذكر المصنف هذاالفصل والذي بعده استطر دادا بين باب أخبار أبي محمد العسكري عليه السلام ولذا جعلناه ممتازا عن أخبار الباب.



(3) عبدالله بن سليمان مشترك بين خمسة ولم يوثق أحد منهم والخبر - كماترى مقطوع أي غير مروي عن المعصوم عليه السلام



[386]



كان الخضر على مقدمته(1)، وكان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا، وأعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا، وقال لهم: ليغسل كل رجل منكم حوته عند كل عين، فانطلق الخضر عليه السلام إلى عين من تلك العيون فلما غس الحوت في الماء حيي وانساب في الماء فلما رأي الخضر عليه السلام ذلك علم أنه قدظفر بماء الحياة فرمي بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه فرجع كل واحد منهم إلي ذي القرنين و معه حوته، ورجع الخضر وليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له: أشربت من ذلك الماء؟ قال: نعم، قال: أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذا العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الابصار إلي النفخ في الصور.



2 - حدثنا علي بن أحمدبن عبدالله بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثنا أبي، عن جده أحمدبن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمدبن أبي عمير، عن حمزة بن حمران وغيره، عن الصادق جعفربن محمد عليهما السلام قال: خرج أبو جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام(2) بالمدينة فتضجر واتكأ على جدار



___________________________________



(1) يعني علي مقدمة عسكر ذى القرنين وهوغريب لان الخضر اذاكان معاصرا لموسى عليه السلام فكان على التقريب 1500 عام قبل الميلاد، وذو القرنين سواء كان اسكندر أو كورش كان بعدموسى عليه السلام بقرون كثيرة، فان اسكندر في عام 330 قبل الميلاد وكورش 550 قبل الميلاد فلعل المراد بذي القرنين رجل آخر غيرهما هذا، وقدنقل ابن قتيبة في معارفه عن وهب بن منبه قال: " ذوالقرنين هورجل من الاسكندرية اسمه الاسكندروس وكان حلم حلما رأى فيه أنه دنامن الشمس حتي أخذ بقرنيها في شرقها وغربها، فقص رؤياه على قومه، فسموه ذا - القرنين وكان في الفترة بعدعيسى عليه السلام.انتهي.وعلى أي حال تاريخ ذى القرنين والخضر في غاية تشويه والوهم والاضطراب ونحن لانقول في حقهما الاماقاله القرآن اوماوافقه من الاخبار ونترك الزوائد لاهلها.



(2) وهم الراوي، وانماهو على بن الحسين عليهما السلام فاشتبه عليه كماقال -



[387]



من جدرانها متفكرا إذأقبل إليه رجل فقال له، ياأباجعفر على م حزنك؟ على الدنيا فرزق

[ الله عزوجل ]

حاضر يشترك فيه البر والفاجر: أم على الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قادر قال، أبوجعفر عليه السلام: ما على هذا حزني إنما حزني على فتنة ابن الزبير، فقال له الرجل: فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه، أم هل رأيت أحداتوكل على الله فلم يكفه؟ وهل رأيت أحدا استجار الله فلم يجره(1)؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: لا، فولي الرجل، فقيل: من هوذاك؟ فقال أبوجعفر: هذاهو الخضر عليه السلام قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: جاء هذا الحديث هكذا، وقدروي في خبر آخر أن ذلك كان مع علي بن الحسين عليهما السلام .



3- حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعدبن عبدالله، و المصنف رحمه الله، وذلك لانه كانت فتنة ابن الزبير في سنة ثلاث وستين وهوبمكة وأخرج أهل المدينة عامل يزيد " عثمان بن محمدبن أبي سفيان " ومروان بن الحكم وسائر بني أمية من المدينة باشارة ابن الزبير وهوبمكة فوجه يزيدبن معاوية مسلم بن عقبة في جيش عظيم لقتال ابن الزبير، فساربهم حتي نزل المدينة فقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام - وهي وقعة الحرة المعروفة - ثم سار مسلم بن عقبة إلى مكة قاصدا قتال عبدالله بن الزبير فتوفي بالطريق ولم يصل، فدفن بقديد وولى الجيش الحصين بن نمير السكوني، فمضي بالجيش وحاصروا عبدالله بن الزبير وأحرقت الكعبة حتي انهدم جدارها وسقط سقفها وأتاهم الخبر بموت يزيد فانكفئوا راجعين إلى الشام.



وبويع ابن الزبير على الخلافة سنة خمس وستين وبني الكعبة وبايعة أهل البصرة والكوفة وقتل في أيام الحجاج سنة 73 هذا، ثم اعلم أن أبا جعفر محمدبن على الباقر عليهما السلام في ايام ابن الزبير ابن ست عشرة سنة، وفي وقعة الحرة ابن سبع أوثمان سنين.



فكيف يلائم هذامع مافي المتن بل كان ذلك مع على بن الحسين عليهما السلام لان فتنة ابن الزبير وخروجه وهدم البيت وبناء ه الكعبة وقتله كلها في أيام السجاد عليه السلام



___________________________________



(1) في بعض النسخ " استخار الله فلم يخره "



[388]



عبدالله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا أحمدبن محمدبن عيسى، عن محمد ابن خالد البرقي، عن أحمد بن زيد النيسابوري قال: حدثني عمربن - إبراهيم الهاشمي، عن عبدالملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لماكان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام إرتج الموضع بالبكاء(1)، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وآله فجاء رجل باك وهومسرع(2) مسترجع، وهويقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتي وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين فقال: رحمك الله ياأبا الحسن كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم من الله عزوجل، وأعظمهم عناء(3)، وأحوطهم على رسوله صلى الله عليه وآله وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله، وأشبههم به هديا ونطقا وسمتا وفعلا(4)، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله صلى الله عليه وآله وعن المسلمين خيرا، قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منها ج رسول الله صلى الله عليه وآله إذهم أصحابه، كنت خليفته حقا لم تنازع ولم تضرع(5) برغم المنافقين، و غيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وضغن الفاسقين فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا(6)، ومضيت بنور الله إذوقفوا، ولو اتبعوك لهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم



___________________________________



(1) ارتجع أي اضطرب.



(2) في بعض النسخ " متضرع ".



(3) " " " " أعظمهم غني " و " أحوطهم " أى أشدهم حياطة وحفظا وصيانة وتعهدا.



(4) الهدي: الطريقة والسيرة والسمت: هيئة أهل الخير وفي نسخة " خلفا " مكان " نطقا ".



(5) أي تذل في بعض النسخ " تصرع " بالصاد المهملة.



(6) التعتعة: التردد في الكلام من حصر أوعي



[389]



قوتا(1) وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالامور كنت والله للدين يعسوبا

[ أولا حين تفرق الناس وآخرا حين فشلوا ]

وكنت بالمؤمنين أبا رحيما، إذصاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ماعنه ضعفوا، وحفظت ماأضاعوا، ورعيت ماأهملوا، وشمرت إذ خنعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذجزعوا، وأدركت إذ تخلفوا، ونالوا بك مالم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا، وللمؤمنين غيثا وخصبا، فطرت والله بنعمائها، وفزت بحبائها، وأحرزت سوابقها(2) وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك(3)، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك

[ ولم تخن(4) ]

كنت كالجبل

[ الذي ]

لاتحركه العواصف، ولاتزيله القواصف، و كنت كما قال النبي صلى الله عليه وآله: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله عزوجل متواضعا في نفسك، عظيما عندالله عزوجل، كبيرا في الارض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولالقائل فيك مغمز، ولالاحد فيك مطمع، ولالاحد عندك هوادة(5)، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز



___________________________________



(1) في الكافي " أعلاهم قنوتا " وفي بعض نسخه " قدما ".



(2) في هامش بعض النسخ الجديدة " سوابغها " والظاهر هوالصواب بقرينة النعماء والحباء.



ولكن " بنعمائها " في بعض النسخ " بعنانها " و " حبائها " في بعض النسخ " بجنانها ".



(3) في بعض النسخ " لم يفلل حدك ".



(4) في بعض نسخ الكافي " لم تخر " من الخرور وهوالسقوط.



(5) المهمز: العيب والوقيعة والمغمز: المطعن والعيب أيضا والهوادة: اللين والرفق والرخصة والمحاباة اى لاتأخذك عند وجوب حدالله على أحد محاباة ورفق



[390]



حتي تأخذ له بحقة، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتي تأخذمنه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت(1)، وقدنهج السبيل، وسهل العسير، وأطفئت النيران(2) واعتدل بك الدين، وظهر أمرالله ولوكره الكافرون، وقوي بك الايمان، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام فإنالله وإنا إليه راجعون.



رضينا من الله عزوجل قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا وحصنا

[وقنة راسيا ]

وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه ولاحرمنا أجرك ولاأضلنا بعدك.



وسكت القوم حتي انقضي كلامه وبكي وأبكي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم طلبوه فلم يصادفوه.



4 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه محمدبن مسعود، عن جعفربن أحمد، عن الحسن بن على بن فضال قال: سمعت؟ أباالحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام قول: إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهوحي لايموت حتي ينفخ في الصور، وأنه ليأتينا(3) فيسلم فنسمع صوته ولانري شخصه، وإنه ليحضر حيث ماذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع



___________________________________



(1) كذا في النسخ وفى الكافي أيضا لكن في أكثر النسخ " وعزم فأقلعت ".



(2) في بعض النسخ " وأطفئت بك النار ".



(3) في بعض النسخ " ليلقانا "



[391]



المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنابه في غيبته ويصل به وحدته 5 - وبهذا الاسناد قال: قال أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لماقبض رسول الله صلى الله عليه وآله جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قدسجي بثوبه فقال: السلام عليكم ياأهل بيت محمد " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيمة"، إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل فائت، فتوكلوا عليه، وثقوا به، و أستغفر الله لي ولكم فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا أخي الخضر عليه السلام جاء يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله 6 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمدبن محمد الهمداني قال: حدثنا على بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: لماقبض رسول الله صلى الله عليه وآله أتاهم آت فوقف على باب البيت فعزاهم به، وأهل البيت يسمعون كلامه ولايرونه فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: هذا هو الخضر عليه السلام أتاكم يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله وكان اسم الخضر(1) خضرويه بن قابيل بن آدم عليه السلام، ويقال له: خضرون أيضا ويقال له: جعدا، وإنه إنماسى الخضر لانه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء فسمي الخضر لذلك وهوأطول الادميين عمرا، والصحيح أن اسمه بليا(2) بن ملكان بن عامر بن أرفخشذ بن سام بن -



___________________________________



(1) من كلام المصنف(ره).



(2) في معافي الاخبار " تاليا "



[392]



نوح(1) وقد أخرجت الخبر في ذلك مسندا في كتاب " علل الشرائع والاحكام والاسباب " 7 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أبوأحمد عبدالله بن أحمد بن محمدبن عيسى قال: حدثنا على بن سعيد بن - بشير قال: حدثنا ابن كاسب قال: حدثنا عبدالله بن ميمون المكي قال: حدثنا جعفربن محمد، عن أبيه، عن على بن الحسين عليهم السلام - في حديث طويل - يقول في آخره: لماتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وجاء ت التعزية جاء هم آت يسمعون حسه(2) ولايرون شخصه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيمة " إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فان المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: هل تدرون من هذا؟

[ قالوا: لا، قال: ]

هذاهو الخضر عليه السلام قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن أكثر المخالفين يسلمون لناحديث الخضر عليه السلام ويعتقدون فيه أنه غائب عن الابصار، وأنه حيث ذكر حضر، ولاينكرون طول حياته، ولايحملون حديثه على عقولهم ويدفعون كون القائم عليه السلام وطول حياته في غيبته، وعندهم أن قدرة الله عزوجل تتناول إبقاء ه إلى يوم النفخ في الصور، وإبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته، وأنها لاتتناول إبقاء حجة الله على عباده مدة طويلة في غيبته مع ورود الاخبار الصحيحة بالنص عليه بعينه



___________________________________



(1) كذا، وفى المعارف لابن قتيبة " بليا بن ملكان بن فالغ بن عامر بن شالخ بن - ارفخشذبن سام بن نوح ".



(2) يعني صوته وفى بعض النسخ " صوته "(في بعض النسخ " بغيبته "



[393]



واسمه ونسبه عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام