بازگشت

الجزء الثاني من كتاب كمال الدين وتمام النعمة


الجزء الثاني من كتاب كمال الدين وتمام النعمة



33ـ باب ماروي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام من النص على



القائم عليه السلام وذكر غيبته، وأنه الثاني عشر من الائمة عليهم السلام



قال(الشيخ الفقيه) أبوجعفر محمدبن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي(الفقيه) مصنف هذا الكتاب - رحمه الله -:



1 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدثنا أبي، عن أيوب بن نوح، عن محمدبن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من أقر بجميع الائمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته، فقيل له: ياابن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.



2 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله عن الحسن بن علي الزيتوني، ومحمدبن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حبة(1) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا اجتمعت



___________________________________



(1) كذا.وفى بعض النسخ " أبى الهيثم بن أبي نجية " وفى بعضها " أبي الحية " ولم أجده، ويحتمل بعيدا كونه مصحف " ابراهيم بن أبي حبة اليسع بن سعد المكى الذىعنونه الشيخ في رجال الصادق عليه السلام وقال: ضعيف.



أو كونه " الهيثم بن عروة التميمى " الكوفي الثقة.



ولفظ " أبي " من زيادات النساخ ويؤيد الثاني ذكره مع النسبة في الخبر الاتى تحت رقم 3.



[334]



ثلاثة أسماء متوالية: محمد، وعلى، والحسن، فالرابع القائم.



3 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلي محمد ابن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: أخبرنا أحمد بن هلال قال: حدثني امية ابن علي القيسي، عن أبي الهيثم التميمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا توالت ثلاثة أسماء: محمد وعلى، والحسن، كان رابعهم قائمهم.



4 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن - أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على سيدي جعفر بن محمد عليهما السلام، فقلت: ياسيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي: يا مفضل: الامام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول المنتظر " م ح م د " ابن الحسن بن علي بن محمد على بن موسى.



5 - حدثنا على بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثنا أبي، عن جدي أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمدبن سنان، وأبي على الزراد جميعا، عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبدالله جعفربن محمد الصادق عليهما السلام وإنى لجالس عنده إذ دخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وهو غلام، فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا إبراهيم أما إنه(ل‍) صاحبك من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد(فيه) آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه، سمي جده، ووارث علمه وأحكامه وفضائله،(و) معدن الامامة، ورأس الحكمة، يقتله جبار بني فلان، بعد عجائب طريقة حسدا له، ولكن الله(عزوجل) بالغ أمره ولو كره المشركون.



يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر(1) إماما مهديا، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه



___________________________________



(1) في بعض النسخ " تمام اثني عشر ".



[335]



المنتظر للثاني عشر منهم(1) كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه.



قال: فدخل رجل من موالي بني امية، فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبدالله عليه السلام إحدى عشرة مرة اريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان قابل السنة الثانية(2) دخلت عليه وهو جالس فقال: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، وبلاء طويل، وجزع وخوف، فطوبي لمن أدرك ذلك الزمان.



حسبك يا إبراهيم.



قال إبراهيم: فما رجعت بشئ أسر من هذا لقلبي ولا أقر لعيني.



6 - حدثنا محمدبن على ما جيلويه، ومحمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمدبن يحيى العطار، عن محمدبن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبدالله ابن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمدبن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزل بمكة، فقال محمدبن عمران: سمعت أبا عبدالله عليه السلا م يقول: نحن اثنا عشر مهديا(3) فقال له أبوبصير: تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبدالله عليه السلام؟ فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلك منه.



فقال أبوبصير: لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام.



وحدثنا بمثل هذا الحديث محمدبن الحديث بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبدالله بن الصلت القمي، عن عثمان بن - عيسى، عن سماعة بن مهران مثله سواء.



7 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن الحسين بن يزيد الزيات، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن ابن سماعة(4)، عن على بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر



___________________________________



(1) في بعض النسخ " المقر بالثاني عشر منهم ".



(2) كذا.



(3) في بعض النسخ " محدثا ".



(4) في بعض النسخ " على بن سماعة ".



[336]



ألف عام فهي أرواحنا.



فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال: محمدو على وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين، آخر هم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم.



8 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قا ل: حدثنا محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاتب، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال في قول الله عزوجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل "(1)، فقال عليه السلام: الآيات هم الائمة، والآية المنتظرة القائم عليه السلام فيومئذ لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام.



9 - حدثنا أحمدبن الحسن القطان،(*) وعلى بن أحمد بن محمد الدقاق، وعلى ابن عبدالله الوارق، وعبدالله محمد الصايغ، ومحمدبن أحمد الشيباني رضي ا لله عنهم قالوا: حدثنا أحمد؟؟ بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبدالله بن أبي الهذيل(2): وسألته عن الامامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الامامة؟ فقال لي: إن الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم في امور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالاحكام أخو نبي الله صلى الله عليه وآله، وخليفته على امتع ووصيه عليهم، ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة يقو الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم "(3)، وقال جل ذكره: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا



___________________________________



(1) الانعام: 158(*) لعله العطار فصحف.



(2) عبدالله بن أبي الهذيل الغنري أبوالمغيرة الكوفي عامى من التابعين يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وعبدلله بن مسعود وعماربن ياسر وخباب الارت وغيرهم من الصحابة، وكان عثمانيا توفى في ولاية خالد القسري وروايته هذا عن الصادق(ع) بعيد جدا وان أدرك أيامه كما أن رواية تميم عنه عليه السلام بواسطة واحدة لم تعهد في كتب الصدوق(ره)، واحتمال تعدد عبدالله بن أبي الهذيل أو أن القول له بعيد.والسند في البحار أيضا كما في المتن.



(3) النساء: 59.



[337]



الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون "(1) المدعو إليه بالولاية، المثبت له الامامة يوم غدير خم، بقول الرسول صلى الله عليه وآله عن الله جل جلاله: " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلي، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه ذاك على بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين وخير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين، وبعده الحسن ثم الحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله إبنا خيرة النسوان، ثم على بن الحسين، ثم محمدبن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم على بن موسى، ثم محمدبن على، ثم على بن محمد، ثم الحسن بن على، ثم ابن الحسن بن على صلوات الله عليهم إلى يومنا هذا واحد بعد واحد، إنهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله معروفون بالوصية والامامة في كل عصر وزمان، وكل وقت وأوان، وإنهم العروة الوثقى، وأئمة الهدي، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الارض ومن عليها، وإن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدي، وإنهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول صلى الله عليه وآله بالبيان، وإن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية، وإن فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الامانة إلى البر والفاجر، وطول السجود وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة، وحسن الجوار.



ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبومعاوية، عن الاعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة بمثله سواء.



1(- حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمدبن خالد، عن محمد ابن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أقرب مايكون العباد من الله عزوجل وأرضي مايكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عزوجل، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله(عنهم وبيناته) فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد مايكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا



___________________________________



(1) المائدة: 55.



[338]



افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياء ه لايرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين، ولايكون ذلك إلا على رأس شرار الناس.



11 - وبهذا الاسناد قال: قال المفضل بن عمر: سمعت الصادق جعفربن محمد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الامر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لابل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف.



12 - حدثنا على بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: من أقربا بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته.



فقلت: ياسيدي ومن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه، ولا يحل لكم تسميته.



13 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أحمدبن محمد الهمداني قال: حدثنا أبوعبدالله العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن - أيوب(1)، عن الحسن بن محمدبن سماعة، عن ثابت الصائغ(2) عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: منا اثنا عشر مهديا مضى ستة وبقى ستة، يصنع الله بالسادس ما أحب(3).



14 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمدبن محمد الهمداني قال: حدثنا أبوعبدالله العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيوب، عن



___________________________________



(1) هو الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون أبوعبدالله الكاتب وكان أبوه من أجلة أصحابنا(جش).



قال ابن الغضائري: " ضعفوه وهو عندي ثقة ولكن البحث فيمن يروي عنه ".



(2) هو ثابت بن شريح أبواسماعيل الصائغ الانباري مولى الازدثقة.



وفى النسخ " ثابت الصباغ " وفى بعضها " الصباح " وكلاهما تصحيف.



(3) في بعض النسخ " في السادس ما أحب ".



[339]



الحسن بن محمدبن سماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: منا اثنا عشر مهديا.



15 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمدبن محمد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبدالله قال: حدثني عثمان بن عيسى، عن سماعة ابن مهران قال: كنت أنا وأبوبصير ومحمدبن عمران مولى أبي جعفر في منزل بمكة فقال محمدبن عمران: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدثون(1) فقال أبوبصير: والله لقد سمعت ذلك من أبي عبدالله عليه السلام فحلف مرتين أنه سمعه منه.



16 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمدبن محمدبن عيسى، عن محمدبن خالد البرقي، عن محمدبن سنان عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أقرب مايكون العباد من الله عزوجل وأرضي مايكون عنهم إذا فقدوا حجة الله، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عزوجل ولا بيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد مايكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياؤه لايرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ماغيب عنهم حجته طرفة عين، ولايكون ذلك إلا على رأس شرار الناس.



17 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمدبن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب عن محمدبن النعمان قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: أقرب مايكون العبد إلى الله عز وجل وأرضى مايكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم، وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لاتبطل حجج الله ولابيناته فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد مايكون غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياء ه لايرتابون، ولو علم أنهم يرتابون(ل‍) ما أفقدهم حجته طرفة عين.



___________________________________



(1) في بعض النسخ " اثنا عشر مهديا ".



[340]



18 - حدثنا أبي(ومحمد الحسن) رضي الله عنهما(ما) قال(ل‍): حدثنا سعدبن - عبدالله قال: حدثنا المعلي بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور، وغيره، عن(محمد) بن - أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: في القائم سنة(1) من موسى بن عمران عليه السلام، فقلت: وما سنة(1) موسى بن عمران، فقال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه.



فقلت: وكم غاب موسى بن عمران عليه السلام عن قومه وأهله، فقال: ثماني وعشرين سنة.



19 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يحيى العطار قال: حدثنا أحمدبن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن غير واحد من أصحابنا، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " الذين يؤمنون بالغيب "(2) قال: من أقر بقيام القائم أنه حق.



20 - حدثنا على بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن أبي - عبدالله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن على بن أبي حمزة(3)، عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب " فقال: المتقون شيعة على عليه السلام، والغيب فهو الحجة الغائب.



وشاهد ذلك قول الله عزوجل: " ويقولون لو لا انزل عليه آية من ربه فقل



___________________________________



(1) في بعض النسخ " شبه ".



(2) البقرة: 2.



(3) هو على بن أبي حمزة - سالم - البطائنى بقرينة روايته عن يحيى أبي بصير، ورواية الحسين بن يزيد عنه.



وكان أحد؟؟ الواقفة، قال على بن الحسين بن فضال: انه كذاب واقفى متهم ملعون.



وقال ابن الغضائري: على بن أبي حمزة أصل الوقف وأشد الخلق عداوة للولي بعد أبي ابراهيم عليه السلام(يعني الرضا عليه السلام).



واما يحيى بن أبي القاسم فهو أبوبصير المكفوف ولعل الصواب " يحيى بن القاسم " وعلى بن أبي حمزة هو قائده



[341]



إنما الغيب لله فانتظروا إنى معكم من المنتظرين "(1).



21 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن في القائم شبه(2) من يوسف عليه السلام قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟ فقال لي: ماتنكر من ذلك هذه الامة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: " أنايوسف " فما تنكر هذه الامة أنه يكون الله عزوجل في وقت من الاوقات يريد أن يستر حجته(3)، لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر، وكان بينه وبين ولده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عزوجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه، حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا إنك لانت يوسف * قال أنا يوسف وهذا أخي "(4).



22 - حدثنا أحمد بن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال



___________________________________



(1) الاية في سورة يونس تحت رقم 20.وكما يظهر من سياق الايات المراد بالاية العذاب.



وقوله: " فانتظروا - الاية " أي فانتظروا العذاب وانى معكم كذلك.ولا ينبغي تأويل العذاب بالحجة عليه السلام.



وقوله " وشاهد ذلك " من كلام الصدوق - رحمه الله - لامن تتمة الحديث كما نص عليه العلامة المجلسي رحمه الله-.ولم يعهد في كلام أحد من المعصومين عليهم السلام نقل الشاهد لكلامهم في نظير هذا.



(2) في بعض النسخ " سنة ".



(3) في بعض النسخ " يبين حجته ".



(4) يوسف: 90 و 92.



[342]



الصادق جعفربن محمد عليهما السلام: أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم: مالله في آل محمد، ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملا ها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.



23 - حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال: حدثنا على بن محمدبن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان، عن حمدبن إسماعيل ابن بزيع، عن حيان السراج، عن السيد بن محمد الحميري - في حديث طويل - يقول فيه: قلت للصادق جعفربن محمد عليهما السلام: يا ابن رسول الله قد روى لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، أولهم أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الارض، و صاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.



24 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن - عبدالله، عن أحمدبن محمدبن عيسى، عن عثمان بن عيسى الكلابي، عن خالد بن - نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت له: ولم؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -.



ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: ما ولد، ومنهم من يقول: ولد قبل وفاة أبيه بسنتين.



غير أن الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون.



قال زرارة: فقلت: جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأى شئ أعمل قال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعآ(1): " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فانك



___________________________________



(1) في بعض النسخ " فألزم هذا الدعاء ".



[343]



إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ".



ثم قال: يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتى يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شئ دخل، فيأخذ الغلام فيقتله(1)، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم الله عزوجل فعند ذلك فتوقعوا الفرج.



وحدثنا بهذا الحديث محمدبن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلى محمد ابن همام قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال: حدثني أحمد بن هلال، عن عثمان ابن عيسى الكلابي، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام.



وحدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إن للقائم(2) غيبة قبل أن يقوم - وذكر الحديث مثله سواء -.



25 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا محمدبن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ التمار(3) قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.



26 - حدثنا إسحاق بن عيسى، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا



___________________________________



(1) في الخبر الذي مرفي ص 331 تحت رقم 16 " قتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ".ولعل هذا الغلام غيره، فتأمل.



(3) في بعض النسخ المصححة " للغلام ".



(3) كذا، وفى بعض النسخ " هانئ اليماني "، وفى الكافي " صالح بن خالد، عن يمان التمار " وفى غيبة النعماني " صالح بن محمد "، عن يمان التمار ".



[344]



سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمدبن محمد عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن - عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غيبته لم يعلم بها أحد(1).



27 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمدبن محمد عيسى، وعلى بن إسماعيل بن عيسى، عن محمدبن عمرو ابن سعيد الزيات(عن الجريري)(2) عن عبدالحميد بن أبي الديلم الطائى قال: قال(لى) أبوعبدالله عليه السلام: يا عبدالحميد بن أبي الديلم إن الله تبارك وتعالى رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين.



28 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، ومحمد ابن الحسن الصفار جميعا قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمدبن عيسى ابن عبيد قالا: حدثنا صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمدبن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة مخفتفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره وعلى عليه السلام معه وخديجة ثم أمره الله عزوجل أن يصدع بما أمربه(3) فظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وأظهر أمره.



وفى خبر آخر أنه عليه السلام كان مختفيا بمكة ثلاث سنين.



29 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن - عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، ومحمدبن يحيى العطار، وأحمدبن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمدبن الحسين بن أبي الخطاب، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيدالله بن على الحلبى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بعد ما جاء ه الوحى عن الله



___________________________________



(1) من هذا الحديث إلى خمسة أو أحاديث بعده ذكرت هنا لمناسبة الاحاديث السابقة لا مناسبة الباب وتقدم بعضها سابقا.



(2) الظاهر هو اسحاق بن جرير وتقدم الخبر ص 21 بسند آخر عن عبدالحميد أيضا.



(3) في قوله تعالى " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين "، الحجر: 94.



[345]



تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله عز وجل أن يصدع بما أمره به، فأظهرر حينئذ الدعوة.



30 - حدثنا جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا محمدبن همام قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي قال: سمعت خالي محمدبن علي يروي عن عبدالرحمن بن حماد، عن عمرو بن سالم صاحب السابري "(1) قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية " أصلها ثابت وفرعها في السماء "(2) قال: أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله وفرعها أمير المؤمنين عليه السلام، والحسن والحسين ثمرها، وتسعة من ولدالحسين أغصانها، والشيعة ورقها، والله إن الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة.



قلت: قوله عزوجل: " تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها "(2) قال: مايخرج من علم الامام إليكم في كل سنة من حج وعمرة.



31 - حدثنا على بن أحمدبن محمد بن عمران رضي الله عنه قا ل: حدثنا محمدبن عبدالله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعى، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن سنن الانبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(3).



قال أبوبصير: فقلت: ياابن رسول الله ومن ا لقائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيدة الاماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثم يظهره الله عزوجل فيفتح الله على يده مشارق الارض ومغاربها، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلى خلفه وتشرق الارض بنورربها، ولا تبقى



___________________________________



(1) في بعض النسخ " عمر بن صالح السابري "، وفى بعضها " عمربن بزيع السابري " وكلاهما تصحيف.



(2) ابراهيم: 24.



(3) القذة: ريش السهم.



[346]



في الارض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلا عبدالله فيها، ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون.



32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا على بن أبراهيم، عن أبيه عن محمد بن الفضيل،(3) عن أبيه، عن منصور قال: قا ل أبوعبدالله عليه السلام: يا منصور إن هذا الامر لايأتيكم إلا بعد(إ) يأس، لا والله(لا يأتيكم) حتى تميزوا، لا والله(لايأتيكم) حتى تمحصوا، ولا والله(لايأتيكم) حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد.



32 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمدبن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن الحسين، عن عثمان عيسى، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولم ذاك جعلت فداك؟ فقال: يخاف - وأشار بيده إلى بطنه وعنقه - ثم قال عليه السلام: وهو المنتظر الذى يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول: إذا مات أبوه مات، ولاعقب لا له.



ومنهم من يقول: قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين.لان الله عزوجل يحب أن يمتحن خلقه فعند ذلك يرتاب المبطلون.



33 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن، ومحمدبن موسى بن المتوكل، ومحمدبن على ماجيلويه، وأحمدبن يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا جعفر بن محمدبن مالك الفزاري الكوفي، عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيى بن المثني العطار، ن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا - عبدالله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولايرونه.



34 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدبن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ التمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد،



___________________________________



(1) في بعض النسخ " محمدبن الفضل ".



وفى الكافى ج 1 ص 370 " عن جعفر بن - محمد الصيقل عن أبيه عن منصور ".



وعلى أي المراد بمنصور بن الوليد الصيقل و لعل الصواب " جعفر بن محمد بن الصيقل، عن أبيه، عن منصور ".



[347]



ثم قال - هكذا بيده(1) - ثم قال:(إن) لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.



35 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، وأحمدبن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمدبن محمدبن عيسى، ومحمدبن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمدبن عبدالجبار، وعبدالله بن عامر ابن سعد الاشعري، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل ابن عمر الجعفي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إياكم والتنويه(2)، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا(3) من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات(4) أو هلك بأي وادسلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر(5) ولاينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لايدري أي من أي، قال: فبكيت، فقال(لى): مايبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لايدري أي من أي فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامر نا أبين من هذه الشمس.



36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، عن محمدبن الحسين



___________________________________



(1) أي أشاربيده، وفي معنى القول توسع.قال بثوبه أي رفعه، وبيده أي أشار.وبرجله أى مشي.



والخارط: من يضرب بيده على أعلى الغصن ثم يمدها إلى الاسفل ليسقط ورقه.



والقتاد شجرله شوك.والخبر في الكافي عن صالح بن خالد عن يمان التمار.



(2) التنويه: الرفع والتشهير والدعوة.يعنى لاتشهروا أنفسكم، أو لاتدعوا الناس إلى دينكم.



(3) التنوين على لغة بنى عامر كما قال الازهري على ما في التصريح.



(4) زاد في الكافي " قتل ".



(5) لتكفأن على بناء المجهول من المخاطب أو الغائب من قولهم كفأت الاناء اذا كببته، كناية عن اضطرابهم وتزلزلهم في الدين من شدة الفتن.(المرآة).



[348]



ابن أبي الخطاب، عن محمدبن إسماعيل بن بزيع، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن الحسين بن المختار القلانسى، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولاعلم، يتبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين(1) وإمارة من أول النهار وقتل وخلع(2) من آخر النهار.



37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، عن أحمدبن محمد ابن عيسى، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد ابن منصور، عن رجل - واسمه عمر بن عبدالعزيز - عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: إذ أصبحت وأمسيت لاترى إماما تأتم به فأحبب من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عزوجل.



38 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمدبن عيسى بن عبيد(3)، عن الحسن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عمن أثبته، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم دهرا من عمركم لاتعرفون إمامكم؟ قيل له: فإذا كان ذلك فكيف نصنع؟ قال: تمسكوا بالامر الاول حتى يستبين لكم(4).



40 - حدثنا أبي، محمدبن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمدبن الحسن الصفار، عن العباس ببن معروف، عن على بن مهزيار، عن الحسن بن - محبوب، عن حماد بن عيسى، عن إسحاق بن جرير، عن عبدالله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبدالله عليه السلام فقال: فكيف أنتم إذا صرتم في حال لاترون فيها إمام



___________________________________



(1) في بعض النسخ " اختلاف ا لسنن " وفى البحار " اختلاف السنين ".



(2) في بعض النسخ " وقطع ".



(3) في بعض النسخ " وعثمان بن عيسى ".



(4) أى تمسكوا بما تعلمون من دينكم وامامكم ولا تتزلزلوا وتتحيروا وترتدوا، أولا تؤمنوا بمن يدعي أنه الحجة حتى يستبين لكم.



[349]



هدى، ولا علما يري، ولاينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق، فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلا فكف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدركه، فإذا كان ذلك فتمسكوا بمافي أيديكم حتى يتضح لكم الامر.



41 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن بن على، عن العباس بن عامر القصباني، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يأتي على الناس زمان يصيبهم فيه سبطة(1) يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها، يعني بين مكة والمدينة، فبيناهم كذلك إذا أطلع الله عزوجل لهم نجمهم، قال: قلت: وما السبطة؟ قال: الفترة والغيبة لامامكم، قال: قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ فقال: كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم.



42 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا، حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن تفسير جابر فقال: لاتحدث به السفل فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل: " وإذا نقر في الناقور"(2) إن مناإماما مستترا فإذا أراد الله عزوجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر وأمر بأمر الله عزوجل.



43 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن بن أحمد بن الوليد(رض) قالا: حدثنا محمد بن الحسن



___________________________________



(1) في بعض النسخ " بسطة " هنا ومايأتي، وفى بعضها " شيطة " كذلك.



وفى القاموس أسبط: سكت فرقا.



وبالارض: ألصق وامتد من الضرب.



وفى نومه: غمض.وعن الامر تغابي وانبسط، ووقع فلم يقدر أن يتحرك.



وفى الكافي " بطشة ".



قوله " يأرز " بتقديم المهملة اى تنضم وتجتمع بعضه إلى بعض.وتنقيص، والحية لاذ بجحرها ورجعت اليه وثبتت في مكانها.



(2) المدثر: 9



[350]



الصفارقال: حدثنا محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمدبن عيسى بن عبيد اليقطيني جميعا عن عبد الرحممن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر على ابن أبي طالب عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قلت له: إن كان كون - لا أراني الله يومك - فبمن أئتم؟ فأومأ إلى موسى عليه السلام فقلت: فإن مضى موسى فإلى من؟ قال: إلى والده، قلت، فإن مضى ولده وترك أخا كبيرا وإبنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده، ثم قال: هكذا أبدا، قلت: فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟ قال: تقول: " اللهم إنى أتولى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي " فإن ذلك يجزيك.



44 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمدبن أبي عمير، عن جميل بن دارج، عن زرارة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فقلت له: مايصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال: يتمسكون بالامر الذى هم عليه حتى يتبين لهم.



45 - حدثنا المظفربن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود قال: حدثني أبي محمدبن مسعود قال: حدثنا أحمدبن - على بن كلثوم قال: حدثني الحسن بن علي الدقاق، عن محمدبن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمدبن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يكون بعد الحسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم.



46 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمد بن مسعود، عن أبيه محمدبن مسعود العياشي قال: حدثنا على بن محمد بن شجاع، عن محمدبن عيسى، عن يونس، عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن في صاحب هذا الامر سنن من الانبياء عليهم السلام، سنة من موسى بن عمران، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم:



[351]



فأما سنة من موسى بن عمران فخائف يترقب، وأما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، وأما سنة من يوسف فالستر يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا، يرونه ولايعرفونه، وأما سنة من محمد صلى الله عليه وآله فيهتدي بهداه ويسير بسيرته.



47 - وبهذا الاسناد، عن محمد بن مسعو د قال: حدثني جبرئيل بن أحمد(1) قال: حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: حدثني محمدبن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن أبان، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام: هل يكون الناس في حال لايعرفون الامام؟ فقال: قد كان يقال ذلك، قلت: فكيف يصنعون؟ قال: يتعلقون بالامر الاول حتى يستبين لهم الآخر.



48 - وبهذا الاسناد، عن موسى بن جعفر قال: حدثني موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في ول الله عزوجل: " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أفمن يأتيكم بماء معين "(2)، قال: أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد.



49 - وبهذا الاسناد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: حدثني الحسن بن محمد الصيرفي قال: حدثني يحيى بن المثني العطار(3)، عن عبدالله بن - بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولايرونه.



49 - وبهذا الاسناد، عن محمدبن مسعود قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد: حدثني العبيدي محمدبن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان قال:



___________________________________



(1) جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبومحمد كان مقيما بكش، كثير الرواية عن العلاء بالعراق وقم وخراسان،(منهج المقال).



(2) الملك: 30.



(3) كذا في أكثر النسخ والبحار وفى بعض النسخ " جعفر بن نجم المثني العطار "



[352]



قال أبوعبدالله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلاعلم يرى، ولا إمام هدي، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: " يا الله يارحمن يارحيم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك " فقلت: " يا الله يارحمن يارحيم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبى على دينك " قال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والابصار ولكن قل كما أقول لك: " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "(1).



50 - حدثنا محمد بن على حاتم النوفلى المعروف بالكرمانى(2) قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر(القمي) قال: حدثنا محمدبن بحر بن سهل الشيباني(3) قال: أخبرنا على بن الحارث، عن سعيد ابن منصور الجواشني(4) قال أخبرنا أحمد بن على البديلي قال: أخبرنا أبي، عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر، ؤأبوبصير، وأبان بن تغلب على مولانا أبى عبدالله الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري(5) مطوق بلاجيب، مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلي، ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلي الدموج محجريه(6) وهو



___________________________________



(1) يدل على أنه لاينبغى تغيير ألفاظ الدعاء المروي بزيادة ولو كانت ترى أحسن.



(2) كذا وهكذا في العيون ص 54 في صدر سند حديث لكن في بعض النسخ المصححة صححه بقلم أحمر بالبوفكي.



ولكن في رجال المامقاني وقاموس الرجال كمافي المتن وأحمد بن عيسى عنونه الخطيب في التاريخ ج 4 ص 280 وقال: كان، ثقة توفى في رجب 322 او 323.



(3) محمدبن بحر بن سهل من أهل سجستان، قيل: في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة(جش) وقال ابن الغضائري(كمافى صه): انه ضعيف وفى مذهبه ارتفاع.



و أما راويه أحمد بن طاهر فمهمل، وفى بعض النسخ " أحمد بن عبدالله ".



(4) على بن حارث مهمل، وسعيدبن منصور الجواشني من رؤساء الزيدية، ولم أجد أحمد على البديلى هو وأبوه مهملان والحديث غريب.



(5) المسح - بكسر الميم -: الكساء من الشعر.



(6) المحجر - كمجلس ومنبر - من العين مادار بها وبدا من البرقع.



[353]



يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت على مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الابد وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد، فما احس بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري(1) عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها، وبواقى أشدها وأنكرها(2) ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.



قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها، وتصدعت قلوبناجزعا من ذلك الخطب الهائل، والحادث الغائل(3)، وظنناأنه سمت لمكروهة قازعة(4)، أوحلت به من الدهر بائقة، فقلنا: لاأبكي الله ياابن خيرالوري عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك(5) وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟.



قال: فزفر(6) الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد عنها خوفه، و قال: ويلكم(7) نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ماكان ومايكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام، وتأملت منه مولد غائمنا وغيبة وإبطاء ه وطول عمره وبلوي المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم،



___________________________________



(1) يفتر أي يخرج بفتور وضعف.



(2) الغوابر جمع غابر: نقيض الماضي والغوابر والبواقي في قبال الدوارج والسوالف في المستثني منه، وصحف في بعض النسخ والبحار بالعوائر والتراقى وتكلف العلامة المجلسى - رحمه الله - في توجيهة، وحاصل المعني: انه مايسكن بي شئ من البلايا الماضية الا وعوض عنه من الامور الاتية بأعظم منها.



(3) الغائل: المهلك والغوائل.الدواهي.



(4) سمت لهم اى هيأ لهم وجه الكلام والرأي.



(5) استنزف الدمع: استنزله أو استخرجه كله.



(6) زفر الرجل: اخرج نفسه مع مده اياه.



والزفرة: التنفس مع مد النفس.



(7) قد يرد الويل بمعنى التعجب(النهاية).



[354]



وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التى قال الله تقدس ذكره: " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه "(1) - يعني الولاية - فأخذتني الرقة، واستولت على الاحزان فقلنا: ياابن رسول الله كرمنا وفضلنا(2) بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك.



قال: إن الله تبارك وتعالى أدار للقائم منا ثلاثة أدراها في ثلاثة من الرسل عليهم السلام قد رمولده تقدير مولد موسى عليه السلام، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السلام، وقدر إبطاه تقدير إبطاء نوح عليه السلام، وجعل له من بعدذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - دليلا على مره، فقلنا له: اكشف لنايا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.



قال عليه السلام أما مولد موسى عليه السلام فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تبارك وتعالى إياه، وكذلك بنو امية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الامراء(3) والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلى الله عليه وآله(4) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبي الله عزوجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.



وأما غيبة عيسى عليه السلام: فإن اليهود والنصاري اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله جل ذكره بقوله: " وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم "(5)، كذلك غيبة القائم فإن الامة ستنكرها لطولها، فمن قائل يهذي بأنه لم يلد، وقائل يقول: إنه



___________________________________



(1) الاسراء: 13.



(2) في بعض النسخ " وشرفنا ".



(3) في بعض النسخ " زوال ملكهم الامراء - الخ ".



(4) في بعض النسخ " في قتل اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ".



(5) النساء: 157.



[355]



يعتدي إلى ثلاثة عشر وصاعدا، وقائل يعصي الله عزوجل بقوله: إن روح القائم ينطق في هيكل غيره.



وأما إبطاء نوح عليه السلام: فانه لما استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عزوجل الروح الامين عليه السلام بسبع نويات، فقال: يانبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعادو اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه وأغرس هذه النوي فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين.



فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزها التمر عليها(1) بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا: لو كان مايدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.



ثم إن الله تبارك وتعالي لم يزل يأمره عندكل مرة بأن يغرسها مرة بعد اخري إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين، ترتد منه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه، وقال: يانوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفى(الامر والايمان) من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة، فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد أرتد من الطوائف التى كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك



___________________________________



(1) الازر: الاحاطة، والقوة، والضعف(ضد) والمؤازرة أن يقوى الزرع بعضه بعضا.



وسوق الشجر تسويقا صار ذا ساق(القاموس) يعنى تقوت وتقوي ساقها وكثرت أغصانها.



وزهو التمرة: احمرارها واصفرارها.



[356]



بأن أستخلفهم في الارض وامكن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن من لكي تخلص العبادة لى بذهاب الشك(1) من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالامن مني لهم مع ماكنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينهم وسوء سرائر هم التي كانت نتائج النفاق، وسنوح الضلالة(2) فلو أنهم تسنموا مني الملك(3) الذى اوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداء هم لنشقوا روائح صفاته ولاستحكمت سرائر نفاقهم(4) تأبدت حبال ضلالة قلوبهم، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرئاسة، والتفرد بالامر والنهي، وكيف يكون التمكين في الدين و انتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلا " فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا "(5).



قال الصادق عليه السلام: وكذلك القائم فإنه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ويصفوا الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائم عليه السلام.



قال المفضل: فقلت: ياابن رسول الله فإن(هذه) النواصب تزعم أن هذه الآية(6)



___________________________________



(1) في بعض النسخ " بذهاب الشر ك ".



(2) أي ظهورها وفى بعض النسخ " شيوخ الضلالة " وفى بعضها " شبوح الضلالة " ولعل الصواب " شيوع الضلالة".



(3) أي ركبوا الملك وفى بعض النسخ " تنسموا " من تنسم النسيم أي تشممه وفى بعض النسخ " تنسموا من الملك ".



(4) في بعض النسخ " مرائر نفاقهم " وفى بعضها " من أثر نفاقهم " ونشقه - كفرحه - شمه.



وفى بعض النسخ " تأيد حبال ظلالة قلوبهم ".



(5) هود: 40 اقتباس وفى الاية " واصنع - الاية ".



(6) أي قوله " وعدالله الذين آمنوا منكم وعمل الصالحات ليستخلفنهم - الاية "



[357]



نزلت في أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلى عليه السلام فقال: لايهدي الله قلوب الناصبة.



متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الامن(1) في الامة، وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفي عهد على عليه السلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي تثور في أيامهم، والحروب التى كانت تنشب بين الكفار وبينهم.



ثم تلا الصادق عليه السلام " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاء هم نصرنا "(2).



وأما العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - فإن الله تبارك وتعالي ما طول عمره لنبوة قدرها له، ولالكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الانبياء، ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلى إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبة مايقدر، وعلم مايكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمرفي الطول، طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمرالقائم عليه ا لسلام وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.



54 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن جعفر بن مسعود، وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمد مسعود العياشي قال: حدثني علي بن محمدبن شجاع، عن محمدبن عيسى، عن يونس ابن عبدالرحممن، عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفربن - محمد عليهما السلام في قول الله عزوجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "(3) يعنى خروج القائم المنتظر منا، ثم قال عليه السلام: يا أبا بصير طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.



___________________________________



(1) في بعض النسخ " بانتشار الامر ".



(2) يوسف: 111.



(3) الانعام: 158.



[358]



55 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمدبن مسعود العياشي، عن جعفر ابن أحمد، عن العمركي بن علي البوفكي(1)، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: طوبي لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة أصلها في دار على بن أبي طالب عليه السلام وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عزوجل، " طوبى لهم وحسن مآب "(2).



56 - حدثنا على بن أحمد بن محمدبن عمران الدقاق قال: حدثنا محمدبن - أبي عبدالله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفربن محمد عليهما السلام ياابن رسول الله إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا فقال: إنما قال: اثنا عشر مهديا، ولم يقل: إثنا عشر إماما، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا.



57 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي(3) قال: حدثنا جعفربن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال: حدثنا محمدبن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الازدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفربن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " وإذاابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "(4) ماهذه الكلمات؟



___________________________________



(1) العمركى بن على بن محمد البوفكى شيخ من أصحابنا ثقة(صه) وبوفك قرية بنيسابور، وراوية جعفربن أبي أحمدبن أيوب صحيح الحديث.



(2) الرعد: 29.



(3) حمزة بن القاسم من أحفاد أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الشهيد بطف جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث.



(4) البقرة: 124.



[359]



قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه وهو أنه قا ل: " أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على " فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم.



فقلت له: ياابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله " فأتمهن "؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماما تعسة من ولد الحسين عليهم السلام.



قال المفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل: " وجعلها كلمة باقية في عقبه "(1) قال: يعني بذلك الامامة، جعلها الله تعالي في عقب الحسين إلى يوم القيامة، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه السلام: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وأخوين فجعل الله عزوجل النبوة في صلب هارون دو ن صلب موسى عليهما السلام، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، وإن الامامة خلافة الله عزوجل في أرضه وليس لاحد أن يقول: لم جعله الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام، لان الله تبارك وتعالي هو الحكيم في أفعاله " لايسئل عما يفعل وهو يسئلون "(2)