بازگشت

29ـ باب ما أخبر به الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من وقوع


29ـ باب ما أخبر به الحسن بن على بن أبي طالب عليهما السلام من وقوع



الغيبة بالقائم عليه السلام وأنه الثاني عشر من الائمة عليهم السلام



1 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري، ومحمدبن يحيى العطار، وأحمدبن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمدبن أبي عبدالله البرقي قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبى جعفر الثاني محمدبن على عليهما السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه السحن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه، وأمير المؤمنين عليه السلام متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث



[314]



مسائل إن أخبرتني بهن(1) علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في أخرتهم، وإن تكن الاخري علمت أنك وهم شرع سواء.



فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدالك؟ فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسي؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء(2) إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها(3) جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك لريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها(3) جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت مايبعث.



وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان: فإن قلب الرجل في حق، وعلى الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب(4) وذكر الرجل ماكان نسيه، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ماكان ذكر.



وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فان الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم(5) خرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن و



___________________________________



(1) في بعض النسخ " ان أجبتني فيهن ".



(2) في بعض النسخ " معلقة في الهواء ".



(3) في بعض النسخ " على صاحبها ".



(4) في بعض النسخ " ممايلى القلب " مكان " فأضاء القلب ".



(5) في بعض النسخ " وانسكبت تلك النطفة فوقعت في جوف الرحم ".



[315]



عروق غير هادئة وبدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها(1) على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الاعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الرجل أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولم أزل أشهدبها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته(بعده) - وأشار(بيده) إلى أمير المؤمنين عليه السلام - ولم أزل أشهدبها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن عليه السلام - وأشهد أن الحسين ابن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمدبن علي أنه القائم بأمر على بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمدبن علي أنه القائم بأمر على بن موسى، وأشهد على على بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر على بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لايكني ولايسمي حتى يظهر أمره فيملا الارض(2) عدلا كما مئلت جورا، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضي.



فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره قال: فماكان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فمادريت أين أخذ من أرض الله(3) فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت: الله ورسوله و أمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام.



2 - حدثنا المظفرين بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفربن محمدبن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسى



___________________________________



(1) في بعض النسخ " في وقت اضطرابها ".



(2) في بعض النسخ " فيملاها ".



(3) في بعض النسخ " من الارض ".



[316]



ابن جعفر البغدادي قا ل: حدثني الحسن بن محمد الصيرفي، عن حنان بن سدرير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصا قال: لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل على الناس، فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: ويحكم ماتدرون ماعملت والله الذى عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أننى إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله على؟ قالوا: بلي، قال: أما علمتم أن الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عندالله تعالى ذكره حكمة وصوابا، أما علمتم أنه مامنا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه، فإن الله عزوجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير.