بازگشت

22ـ باب اتصال الوصية من لدن آدم (ع) وأن الارض لاتخلوا


22ـ باب اتصال الوصية من لدن آدم عليه السلام وأن الارض لاتخلوا



من حجة لله عزوجل على خلقه إلى يوم القيامة



1 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا أحمدبن محمدبن عيسى، ومحمدبن الحسين بن أبي الخطاب، والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل بن سليمان بن دوال -

دوز(1)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيد النبين ووصيي



___________________________________



(1) مقاتل بن سليمان الازدي الخراساني أبوالحسن البلخي نزيل مرو، يقال له: ابن دوال دوز عامى بتري اختلفوا في شأنه فبعضهم رفعوه فوق مقامه وبجلوه وقالوا: " ماعلم مقاتل بن سليمان في علم الناس الاكالبحر الاخضر في سائر البحور "، وبعضهم كذبوه وهجروه و رموه بالتجسيم ففى تهذيب التهذيب عن أحمد بن سيار المروزى قال: " مقاتل متهم متروك الحديث مهجور القول، سمعت اسحاق ابراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس فقال: حدثنا أبوالنضر - يعني الكلبي - قال: فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي: والله ماحدقته قط بهذا، ثم دنا منه فقال له: يا أبا الحسن أنا أبوالنضر وماحدثتك بهذا قط، فقال مقاتل: اسكت يا أبا النضر فان تزيين الحديث لناانما هو بالرجال ".



وفيه قال أبواليمان: قام مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عمادون العرش حتى أخبركم به، فقال له يوسف السمتي: من حلق رأس آدم اول ما حج؟ قال: لا أدري.



وفيه أيضا عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه قال: سألت مقاتل عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الاخر، فقلت: بأبها آخذ؟ بأيها شئت، وقال ابن معين: انه(يعنى مقاتل) ليس بثقة وقال عمروبن على: متروك الحديث كذاب.



وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه.



وقال النسائي: كذاب.



وفى موضع آخر، الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وعدمنهم مقاتل بن سليمان راجع تهذيب التهذيب ج 10 ص 279.



وعنونه العلامة - قدس سره - في قسم الضعفاء وقال: مقاتل بن سليمان من أصحاب الباقر عليه السلام بتري قاله الشيخ الطوسى - رحمه الله - والكشي.



وقال البرقي.انه عامى



[212]



سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الاوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله عزوجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي الله عزوجل إليه أني أكرمت الانبياء بالنبوة ثم اخترت خلفى فجعلت خيارهم الاوصياء، فقال آدم عليه السلام: يارب فاجعل وصيي خير الاوصياء، فأوحى الله عزوجل إليه: ياآدم أوص إلى شيث وهو هبة الله بن آدم، فأوصى آدم إلى شيث وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهوابن نزلة الحوراء(1) التي أنزلها الله عزوجل على آدم من الجنة فزوجها شيثا، وأوصى شبان إلى ابنه مجلث، وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا، وأوصى غثميشا إلى اخنوخ وهو إدريس النبى عليه السلام، وأوصى إدريس إلى ناخور ورفعها ناخور إلى نوح عليه السلام، وأوصى نوح إلي سام، وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا، وأوصى برعيثاشا إلى يافت، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى جفيسة(2) وأوصى جفيسة، إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثرياء، وأوصى بثرياء

إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى داود(3) وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى



___________________________________



(1) في بعض النسخ " هو ابن له من الحوراء ".



(2) في بعض النسخ والفقيه " جفسية ".



(3) مضطرب لان بين يوشع بن نون وداود عليهما السلام ازيد من ثلاثمائة عام فان خروج بنى إسرائيل من مصر في عام 1500 قبل الميلاد، وكان داود عليه السلام في 1000 قبل الميلاد فكيف يوصى يوشع إلى داود.



والبلاء من مقاتل بن سليمان العامي البتري.



[213]



آصف بن برخيا إلى زكريا، ودفعها زكرياإلى عيسى بن مريم عليه السلام وأوصى عيسى إلى شمعون ابن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا(1) وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلى بردة وأنا أدفعها إليك يا على وأنت تدفعها إلى وصيتك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك، واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الارض بعدك، ولتكفرن بك الامة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار، والنا ر مثوي للكافرين.



2 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمدبن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال: عن أبيه، عن محمد بن - الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمدبن على الباقر عليهما السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام أن لايقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك وتعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما(2) " فلما أكل آدم من الشجرة اهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأما، وولد له قابيل واخته توأما، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل

صاحب زرع فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه مالم ينفق، وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عزوجل: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر - الاية "(3) وكان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبني لها بيتا وهو أول من بني للنار البيوت، وقال: لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني، ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه قد تقبل قربان هابيل



___________________________________



(1) وهذا أيضا خلاف ما وقع وانما قتل يحيى في أيام عيسى عليه السلام على التحقيق.



(2) طه: 115.



(3) المائدة: 27.



[214]



ولم يتقبل قربانك فإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل، فلما رجع إلى آدم عليه السلام قال له: ياقابيل أين هابيل؟ فقال: ماأدري ومابعثتني له راعيا فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال: لعنت من أرض كماقبلت دم هابيل، فبكي آدم على هابيل أربعين ليلة، ثم إن آدم عليه السلام سأل: ربه عزوجل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لان الله عزوجل وهبه له فأحبه آدم حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم عليه السلام واستكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه آن يا آدم إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله فإني لن أقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتى ويكون نحاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح، وذكر آدم عليه ا لسلام وقال: إن الله تعالى باعث نبيا اسمه نوح وإنه يدعو إلى الله عزوجل فيكذبوه فيقتلهم الله بالطوفان، وكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء كلهم أنبياء الله، وأوصى آدم إلى هبة الله: أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فإنه ينجو من الغرق.



ثم إن آدم عليه السلام لما مرض المرضة التي قبض فيها أرسل إلى هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملا ئكة فأقرئه منى السلام وقل له: ياجبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة، ففعل فقال له جبرئيل: يا هبة الله إن أباك قد قبض وما نزلت إلا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد أباه قد قبض، فأراه جبرئيل عليه السلام كيف يغسله، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله: يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل عليه السلام: يا هبة الله إن الله أمرنا أن نسجد لابيك في الجنة فليس لنا أن نؤم أحدا من ولده، فتقدم هبة الله فصلى على آدم وجبرئيل خلفه وحزب من الملائكة وكبر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل فرفع من ذلك خمسا وعشرون تكبيرة والسنة فينا ا ليوم خمس تكبيرات، وقد كان صلى الله عليه وآله يكبر على أهل بدر سبعا وتسعا.



ثم أن هبة الله لما دفن آدم أباه أتاه قابيل فقال له: ياهبة الله إنى قد رأيت آدم أبي



[215]



خصك من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل.



فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بماعندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا عليه السلام قد بشربه أبوهم آدم، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم وصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدلهم، فيتعاهدون بعث نوح عليه السلام في زمانه الذي بعث فيه، وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمداصلى الله عليه وآله وإنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهوقول الله عزوجل " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه - الآية(1) " وكان مابين آدم ونوح من الانبياء مستخفين ومستعلنين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من ا لانبياء وهو قول الله عزوجل " ورسلا قد قصصنا هم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك(2) " يعنى من لم يسمهم من المستخفين كماسمي المستعلنين من الانبياء فمكث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد ولكنه قدم على قوم مكذبين للانبياء الذين كانوا بينه و بين آدم وذلك قوله تبارك وتعالى: " كذبت قوم نوح المرسلين "(3) يعني من كان بينه وبين آدم إلى آن ينتهي أيامه أوحى الله عزوجل إليه يانوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند سام فإني لن أقطعها من بيوتات الانبياء الذين بينك وبين آدم ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني، وتعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بين.



___________________________________



(1) هود: 25، المؤمنون: 230.



(2) النساء: 164.



(3) الشعراء: 105



[216]



قبض النبي إلى خروج النبي الآخر، وليس بعد سام إلا هود، فكان مابين نوح وهود من الانبياء مستخفين ومستعلنين، وقال نوح: إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود وإنه يدعو قومه إلى الله عزوجل فيكذبونه، وإن الله عزوجل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فإن الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية عندرأس كل سنة، ويكون يوم عيدلهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الاكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشرهم به أبوهم نوح فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فنجوا من عذاب الريح، وهو قول الله عزوجل: " وإلى عاد أخاهم هودا "(1) وقوله " كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون "(2) وقال عزوجل: " ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب "(3) وقوله: " ووهبناله إسحق ويعقوب كلا هدينا(لنجعلها في أهل بيته) ونوحا هدينا من قبل "(4) لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرية الانبياء من كان من قبل إبراهيم لابراهيم عليه ا لسلام، وكان بين هود وإبراهيم من الانبياء عشرة أنبياء وهوقوله عزوجل: " وما قوم لوط منكم ببعيد "(5) وقوله: " فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي("(2) وقول إبراهيم " إني ذاهب إلى ربي) سيهدين "(7) وقوله عزوجل: " وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوا ذلكم خير لكم "(8) فجرى بين كل نبي ونبي عشرة آباء وتسعة آباء وثمانية آباء كلهم أنبياء، وجرى لكل نبي ماجري لنوح وكماجري لآدم وهود و صالح وشعيب وإبراهيم عليه السلام حتى انتهي إلى يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، ثم صارت بعد يوسف في الاسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى بن عمران و كان بين يوسف وموسى عليهما السلام عشرة من الانبياء فأرسل الله عزوجل موسى وهارون



___________________________________



(1) الاعراف: 65.



(2) الشعراء: 123.



(3) البقرة: 127.



(4) الانعام: 84.



(5) هود: 89.



(6) العنكبوت: 26.



(7) الصافات: 98.



(8) العنكبوت: 16.



[217]



إلى فرعون وهامان وقارون، ثم أرسل الله عزوجل الرسل تتري " كلما جاء امة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلنا هم أحاديث "(1) وكانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبين وثلاثة وأربعة حتى أنه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا و يقوم سوق قتلهم في آخر النهار، فلما أنزلت التوراة على موسى بن عمران عليه السلام تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله.



وكان بين يوسف وموسي عليهما السلام من الانبياء عشرة، وكان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون وهو فتاه الذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه(2) فلم تزل الانبياء عليهم ا لسلام تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وذلك قولمه: " يجدونه " يعني اليهود والنصاري " مكتوبا " يعني صفة محمد واسمع " عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر "(3) وهو قول الله عزوجل يحكي عن عيسى بن مريم " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد "(4) فبشر موسى وعيسى عليهما السلام بمحمد صلى الله عليه وآله كمابشرت الانبياء بعضهم بعضا حتى بلغت محمدا صلى الله عليه وآله، فلما قضي محمد صلى الله عليه وآله نبوته واستكملت أيامه أوحي الله عزوجل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن - أبي طالب عليه السلام فإني لن أقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، وذلك قوله عزوجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم "(5) فان الله تبارك وتعالى لم يجعل.



___________________________________



(1) المؤمنون: 44.



(2) في سورة الكهف: 60 " اذقال موسى لفقيه لاأبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ".



(3) الاعراف: 157.



(4) الصف: 6.



(5) آل عمران: 33.



[218]



العلم جهلا، ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولابني مرسل ولكنه أرسل رسولا من ملائكة إلى نبيه فقال له كذا وكذا، وأمره بمايجب، ونهاه عما ينكر، فقص عليه ماقبله وماخلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياء ه وأصفياء ه من الآباء والاخوان بالذرية التى بعضها من بعض، فذلك قوله عزوجل: " فقد آيتنا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " فأما الكتاب فالنبوة وأما الحكمة فهم الحكماء من الانبياء والاصفياء من الصفوة، وكل هؤلاء من الذرية التى بعضها من بعض الذين جعل الله عزوجل فيهم النبوة وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا، فهم العلماء وولاة الامر وأهل استنباط العلم والهداة فهذا بيان الفضل في الرسل والانبياء والحكماء وأئمة الهدي والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله وأهل استنباط علم الله وأهل آثار علم الله عزوجل من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الانبياء من الال والاخوان والذرية من بيوتات الانبياء فمن علم بعملهم وانتهي إلى أمرهم نجا بنصرهم، و من وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الانبياء فقد خالف أمر الله عزوجل وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى، وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله(2) وزاغوا عن وصية الله وطاعته فلم يصنعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا أتباعهم فلا تكون(3) لهم يوم القيامة حجة إنما الحجة في آل إبراهيم لقول الله عزوجل: " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينا هم ملكا عظيما " فالحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء حتى تقوم الساعة لان كتاب الله ينطق بذلك ووصية الله جرت في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على الناس فقال: " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "(4) وهي بيوتات الانبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدي، فهذا بيان عروة الايمان التي بها نجا من نجاقبلكم وبها ينجو من اتبع الائمة، وقد قال الله



___________________________________



(1) النساء: 54.



(2) الزيغ: الميل عن الحق.وفي بعض النسخ " فقد كذبوا..".



(3) " في بعض النسخ " ولم تكن ".



(4) النور: 36



[219]



تبارك وتعالى في كتابه " ونوحا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب و يوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسمعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم(ذلك هدي الله يهدي به من يشاء من عبادة ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بهاقوما ليسوا بها بكافرين "(1) فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من الآباء والاخوان و الذرية وهو قول الله عزوجل في كتابه: " فإن يكفربها(امتك) فقد ولكنا " أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا ولا اضيع الايمان الذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على امتك(2) وولاة من بعدك وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذ ب ولا اثم ولاوزر ولا بطر ولا رياء، فهذا تبيان مابينه الله عزوجل من أمر هذه الامة بعدنبيها صلى الله عليه وآله، إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه وجعل لهم أجر الموددة و أجري لهم الولاية وجعلهم أوصياء ه وأحباء ه وأئمته بعد في امته(3)، فاعتبروا أيها الناس فيما قلت وتفكروا حيث وضع الله عزوجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته، فإياه فتعلموا، وبه فاستمسكوا تنجوا، وتكون لكم به حجة يوم القيامة والفوز، فإنهم صلة مابينكم وبين ربكم ولاتصل الولاية إلى الله عزوجل إلا بهم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يكرمه ولا يعذبه، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقا على الله أن يذله ويعذبه(4).



وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فإنه ارسل إلى من في الارض



___________________________________



(1) الانعام 84 إلى 90.



(2) في بعض النسخ " بعدك علماة امتك " وفي بعضها " بعدك علماء عنك وولاة - الخ ".



(3) في بعض النسخ " وحججه ثابتة بعده في امته ".



(4) هنا تمام الخبر كمافي روضة الكافي تحت رقم 92، والظاهر أن الباقي من كلام المؤلف أخذه من الاخبار.



[220]



بنبوة عامة ورسالة عامة، وأما هو فإنه ارسل إلى عاد بنبوة خاصة، وأما صالح فإنه ارسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لاتكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة(1) وأما شعيب فإنه ارسل إلى مدين وهي لاتكمل أربعين بيتا، وأما إبراهيم نبوته بكوثى ربا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أول أمره، ثم هاجر منها وليست بهجرة قتال، وذلك قوله عزوجل: " إنى مهاجر إلى ربي سيهدين "(2) فكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، وأما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم، وأما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي بها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، و الرؤيا التي رأي يوسف الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فكانت نبوته في أرض مصر بدؤها، ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل الاسباط اثني عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى مصر وحدها، ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرون منهم من قصة الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله ومنهم من لم يقصه على محمد، ثم إن الله عزوجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته ببيت المقدس وكان من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستسر في بقية أهله منذرفع الله عزوجل عيسى عليه السلام وأرسل الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والانس عامة وكان خاتم الانبياء، وكان من بعده الاثنا عشر الاوصياء، منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا، ومنهم من بقي، فهذا أمر النبوة و الرسالة، فكل نبي ارسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة وكان الاوصياء الذين بعد النبي صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى عليه السلام، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على سنة المسيح عليه السلام، فهذا تبيان السنة وأمثال الاوصياء بعد الانبياء عليهم السلام.



3 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهماقالا: حدثنا سعدبن عبدالله،



___________________________________



(1) أي بيوتا صغيرة.



(2) سهو من المؤلف أو الراوي وفي المصحف " اني ذاهب " أو بدون " سيهدين ".



[221]



عن محمدبن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الاول - يعني موسى بن جعفر عليهما السلام - قال: ماترك الله عزوجل الارض بغير إمام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي به إلي الله عزوجل وهو الحجة على العباد من تركه ضل(1) ومن لزمه نجا حقا على الله عزوجل.



4 - حدثنا أحمد بن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن - عبدالله قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني

عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لم تخل الارض منذ كانت من حجة عالم يحيى فيها ما يميتون من الحق، ثم تلى هذه الآية " يريدون ليطفئوا نور الله بأفهواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"(1).



5 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن محمدبن خالد البرقي، عن خلفك بن حماد عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.



6 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحيمري، عن محمدبن الحسين، عن علي بن أسباط، عن سليم مولى طربال، عن إسحاق ابن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الارض لم تخل إلا وفيها عالم كيما إن زاد المسلمون شيئا ردهم إلى الحق وإن نقصوا شيئا تممه لهم.



7 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي قال: حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن في كل خلف من امتي عدلا من أهل بيتي وينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وإن أئمتكم قادتكم إلى الله عزوجل فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم.



___________________________________



(1) في بعض النسخ " هلك ".



[222]



8 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحيمري قال: حدثنا محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن حمادبن عثمان عن أبي بصر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " قال: الائمة من ولد على وفاطمة عليهما السلام إلى أن تقوم الساعة.



9 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن - على العسكري عليهم السلام فقال: يا أحمد ماكان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك و الارتياب؟ فقلت له: ياسيدي لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأد ولا غلام

بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال: احمد الله على ذلك يا أحمد أما علمتم أن الارض لاتخلو من حجة وأنا ذلك الحجة - أوقال: أنا الحجة -.



10 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام إلى بعض رجاله في عرض كلام له: مامني أحدا من آبائي عليهم السلام بمامنيت به من شك هذه العصابة في، فإن كان هذا الامر أمرا اعتقد تموه ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع، وإن كان متصلا ما اتصلت امور الله عزوجل فما معنى هذا الشك؟ !.



11 حدثنا أبي، ومحمد بن االحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر جميعا، عن محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عبدالله بن بكير، عن عمروبن الاشعث قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أترون الامر إلينا نضعه حيث نشاء؟ ! كلا والله إنه لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل فرجل حتى ينتهي إلى صاحبه.



12 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار عن علي بن حديد، عن على بن النعمان، و(الحسن بن على) الوشاء جميعا، عن الحسن بن



[223]



أبي حمزة الثمالي، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول: لن تخلوالارض إلا وفيها رجل منا يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال قد زادوا، وإذا نقصوا منه قال قد نقصوا، وإذا جاؤوا به صدقهم، ولولم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل.



قال عبدالحميد بن عواض الطائي: بالله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من أبي جعفر عليه السلام، بالله الذي لاإله إلا هو لسمعته منه.



13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدا لله، وعبدالله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن النضربن سويد، عن عاصم

ابن حميد، وفضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمدبن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام عالم هذه الامة والعلم يتوارث وليس يهلك منا أحدا إلا ترك من أهل بيته من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.



14 - وبهذا الاسناد، عن على بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن ربعى، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله وأبا جعفر عليهما السلام يقولان: إن العلم الذي(ا) هبط مع آدم لم يرفع، والعلم يتوارث وكل شئ من العلم وآثار الرسل والانبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل، وإن عليا عليه السلام عالم هذه الامة وإنه لم يمت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.



15 - وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الارض لاتترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام ومايحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس، قلت: جعلت فداك علم ما ذا؟ قال: وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام.



16 - وبهذا الاسناد، عن على بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: هل تكون الارض إلا وفيها إمام؟ قال: لاتكون إلا وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه.



17 - وبهذا الاسناد، عن على بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: تكون



[224]



الارض بغير إمام قال: لا، قلت: أفيكون إماما ن في وقت واحد؟ قال: لا إلا وأحدهما صامت، قلت: فالامام يعرف الامام الذي من بعده؟ قال: نعم، قال: قلت: القائم إمام قال: نعم إمام بن إمام قداؤتم به قبل ذلك.



18 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا قالا: حدثنا محمدبن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: لم يترك الله عزوجل الارض بغير عالم يحتاج الناس إليه ولايحتاج إليهم بعلم الحلال والحرام قلت: جعلت فداك بماذا يعلم؟ قال: بوراثة من رسول الله، ومن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما.



19 - وبهذا الاسناد، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

سمعته يقول: إن العلم الذي انزل من آدم عليه السلام لم يرفع ومامات منا عالم إلا ورث علمه(من بعده) إن الارض لاتبقى بغير عالم.



20 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمدبن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن محمدبن إسماعيل القرشي، عمن حدثه، عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه أبى رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن جبرئيل عليه السلام نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك - ملوك الارض - قبلي وخبر من بعث قبلي من الانبياء والرسل - وهو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه(1) - قال: لما ملك أشج بن أشجان(2) وكان يسمي



___________________________________



(1) السند مشتمل على مجاهيل سوي مافيه من الارسال.والمتن كماتري متضمن على ماهو خلاف الاعتبار، ولم يضمن المؤلف في هذا الكتاب صحة جميع مايرويه كما ضمن في الفقيه فقال فيه: " ولم أقصد قصد المصنفين في ايراد جميع مارووه بل قصدت إلى ايراد ما أفتي به وأحكم بصحته ".



ويفهم منه أنه - رحمه الله - قصد في غير الفقيه ايراد جميع مارروه صح عنده أولم يصح، ولم يحتج الا بالصحاح منها.



(2) معرب " أشك بن أشكان ".



[225]



الكيس و(كان قد) ملك مائتين وستا وستين سنة، ففى سنة إحدي وخمسين من ملكه بعث الله عزوجل عيسى بن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الانبياء قبله وزاده الانجيل وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى

كتابه وحكمته وإلى الايمان بالله ورسوله فأبي أكثرهم إلا طغيانا وكفرا، فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا، لم يزدهم ذلك إلا طغيانا وكفرا، فأتي بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عندالله ثلاثا وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الارض حيا وادعى بعضهم أنهم

قتلوه وصلبوه، وماكان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وإنما شبه لهم وماقدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لقوله عزوجل: " إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا "(1) فلم يقدروا على قتله وصلبه لانهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله تعالى: " ولكن رفعه الله إليه"(2) بعد أن توفاه عليه السلام فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نورالله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفة على المؤمنين ففعل ذلك فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عزوجل ويحتذي بجميع مقال عيسى عليه السلام في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الكفار، فمن أطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا(3) ثم قبض شمعون وملك عند ذلك أردشير بن بابكان أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وفي ثماني سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا عليهما السلام فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام وعند ذلك ملك بختنصر مائة سنة وسبعا و



___________________________________



(1) آل عمران: 49.



(2) كذا في جميع النسخ.



وفى المصحف " بل رفعه اله اليه " النساء: 156.



(3) في أكثر التواريخ وبعض الروايات كان قتل يحيى قتل قبل عروج عيسى(ع).



[226]



ثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا(1) وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان، وفي سبع وأربعين سنة من ملكه بعث الله عزوجل العزيز نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عزوجل أهلها ثم بعثهم له، وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير، وكانوا مؤمنين وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وإيمانهم وأحبهم على ذلك وواخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا، ثم أتاهم فوجدهم صرعى موتى فحزن عليهم وقال: " أني يحيي هذ ه الله بعد موتها "(2) تعجبا منه حيث أصابهم وقدماتوا أجمعين في يوم واحد فأماته الله عزوجل عند ذلك مائة عام فلبث مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة ألف مقاتل، ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بختنصر، وملك بعده مهرقيه بن بختنصر ست عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال وحفرله جبا في الارض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين فألقى عليهم النيران فلما رأي أن النار ليست تقربهم ولاتحرقهم استودعهم الجب وفيه الاسد والسباع وعذبهم بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله عزوجل منه وهم الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز فقال عزوجل: " قتل أصحاب الاخدود * النار ذات الوقود "(3) فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نورالله وحكمته مكيخابن دانيال ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام وملك بعده بهرام ستا وعشرين سنة، وولى أمر الله مكيخابن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلك الزمان ولا أن ينطقوا به وعند ذلك ملك بهرام ابن بهرام سبع سنين وفي زمانه انقطت الرسل فكانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مكيخا ابن دانيال وأصحابه المؤمنون، فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نورالله وحكمته ابنه أنشوبن مكيخا وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله



___________________________________



(1) استيلاء بختنصر على بيت المقدس كان في سنة 576 قبل الميلاد وملك اردشير بابكان في المائة الثالثة بعد الميلاد.فتأمل.



(2) البقرة: 259.



(3) البروج: 4 و 5.



[227]



عليها أربعمائة وثمانين سنة وأولياء الله يؤمئذ في الارض ذرية أنشو بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عزوجل فعند ذلك ملك سابوربن

هرمز اثنين وسبعين سنة وهو أول من عقد التاج ولبسه، وولي أمر الله عزوجل يؤمئذ أنشو بن مكيخا، وملك بعد ذلك أردشير أخو سابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم، وولى أمر الله يومئذ في الارض دسيخا بن أنشو بن أنشو بن مكيخا، وملك بعده يزدجر د بن سابور إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر و تسعة عشر يوما، وولى أمر الله يومئذ في الارض دسيخا عليه السلام، فلما أراد الله عزوجل أن يقبض دسيخا أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وتفصيل حكمته نسطورس ابن دسيخا ففعل فعند ذلك ملك بهرام جور ستا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشريوما، وولى أمر الله يومئذ في الارض نسطورس بن دسيخا وعند ذلك ملك يزدجرد بن بهرام ثماني وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما، وولى أمر الله يومئذ في الارض نسطورس بن دسيخا، وعند ذلك ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا وعشرين سنة، وولى أمر الله يومئذ نسطورس بن دسيخا وأصحابه المؤمنون فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه إليه أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وحكمته وكتبه مرعيدا وعند ذلك ملك بلاش ابن فيروز أربع سنين، وولى أمر الله عزوجل مرعيدا، وملك بعده قبادبن فيروزى ثلاثا وأربعين سنة وملك بعد جاماسف أخو قباد ستا وأربعين سنة، وولى أمر الله يومئذ في أمر الله يومئذ مرعيدا عليه السلام وأصحابه وشيعته المؤمنون، فلما أراد الله عزوجل أن يقبض مرعيدا أو حى إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته بحيري الراهب ففعل فعند ذلك ملك هرمز بن كسرى ثماني وثلاثين سنة وولى أمر الله يومئذ بحيرى و أصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون وعند ذلك ملك كسري بن هرمز ابرويز، ولى أمر الله يومئذ في الارض بحيري حتى إذا طالت المدة وانقطعت الوحى واستخف بالنعم واستوجب الغير ودرس الدين وتركت الصلاة واقتربت الساعة وكثرت الفرق



[228]



وصار الناس في حيرة وظلمة وأديان مختلفة وامور متشتة وسبل ملتبسة ومضت تلك القرون كلها فمضى صدر منها على منهاج نبيها عليه السلام وبدل آخرون نعمة الله كفرا، وطاعته عدوانا فعند ذلك استخلص الله عزوجل لنبوته ورسالته من الشجرة المشرفة الطيبة والجرثومة المثمرة(1) التى اصطفاها الله عزوجل في سابق علمه ونافذ قول قبل ابتداء خلقه، وجعلها منتهى خيرته، وغاية صفوته ومعدن خاصته محمد صلى الله عليه وآله(2) اختصه بالنبوة واصطفاه بالرسالة وأظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء، ويعطي في الحق جزيل العطاء، ويحارب أعداء رب الارض والسماء، وجمع عند ذلك ربنا تبارك و

تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله عليم الماضين وزاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربى مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فيه خبر الماضين وعلم الباقين.



21 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدبن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن على الخزارز

عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا أبا حمزة إن الارض لن تخلو إلا وفيها مناعالم زاد الناس قال قد زادوا، وإن

نقصوا قال قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يري في ولده من يعلم مثله علمه.



22 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهماقالا: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن عبدالله الغفاري(3)، عن جعفر بن إبراهيم، والحسين بن زيد جميعا، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لايزال في ولدي مأمون مأمول.



23 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن يعقوب يزيد، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول:



___________________________________



(1) في بعض النسخ " الجرثومة المتخيرة ".



(2) الخبر مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وصدور هذه الجمل عنه صلى الله عليه وآله في حق نفسه بعيد جدا.



(3) هو عبدالله بن ابراهيم الغفاري راوي جعفربن ابراهيم الجعفري الهاشمي.



[229]



إن الارض لاتخلومن أن يكون فيها إمام منا.



24 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمد بن المسلي، عن عبدالله بن سليمان العامري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما زالت الارض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله عزوجل، ولاينقطع الحجة من الارض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة، فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئك شرار(من) خلق الله، وهم الذين تقوم عليهم القيامة.



25 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني محمدبن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبن نصر، عن عقبة بن جعفر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد، فقال: يا عقبة ابن جعفر إن صاحب هذا الامر لايموت حتى يري ولده من بعده.



26 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدبن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله أجل وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام عدل.



27 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن - الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن محمدبن الحسين ابن أبي الخطاب، عن على بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني ويقول لي: ألستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موته جاهلية؟ فأقول له: بلى، فيقول لي: قد مضى أبوجعفر فمن إمامكم اليوم؟ فاكره جعلت فداك أن أقول له: جعفر فأقول له: أئمتى أبوجعفر فمن إمامكم اليوم؟ فاكره جعلت فداك أن أقول له: جعفر فأقول له: أئمتى آل محمد، فيقول لي: ما أراك صنعت شيئا، فقال عليه السلام: ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله وهل يدري سالم مامنزلة الامام، إن منزلة الامام أعظم مما يذهب اليه سالم والناس



[23]



أجمعون، وإنه لن يهلك منا إماما قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه، وإنه لم يمنع الله عزوجل ما أعطي داود أن أعطى سليمان أفضل منه.



28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر(قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر)(1)، عن عثمان بن أسلم، عن ذريع، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: والله ماترك الله عزوجل الارض قط منذ قبض آدم إلا و فيها إمام يهتدي به إلى الله عزوجل وهوحجة الله على العباد، من تركه هلك ومن

لزمه نجا، حقا على الله(عزوجل).



حدثناأبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر، عن محمدبن عيسى، عن جعفر بن بشير، وصفوان بن يحيى جميعا، عن ذريع، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله سواء.



29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمدبن عيسى،(2)، عن ابن محبوب، عن ا لعلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لاتبقى الارض يوما واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الامة.



30 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله ابن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أوكان الثاني الحجة.



31 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحمير ي، عن محمدبن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن عبدالرحمن بن سليمان عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، عن الحارث بن نوفل قال: قال على عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: يارسول الله أمنا الهداة أم من غيرنا؟ قال: بل منا الهداة(إلى الله) إلى يوم



___________________________________



(1) مابين القوسين كان في بعض النسخ دون بعض، وفى نسخة جعله بدل " عبدالله بن جعفر ".



(2) في بعض النسخ " عن عبدالله بن محمد بن عيسى ".



[231]



القيامة، بنا استنقذهم الله عزو جل من ضلالة الشر، وبنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة، وبنا يصحبون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا فتح الله.



32 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمدبن عيسى بن عبيد،

عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، وصفوان بن يحيى جميعا، عن المعلي بن -

عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام هل: كان الناس إلا وفيهم من قد امروا بطاعته منذكان نوح عليه السلام؟ قال: لم يزل كذلك ولكن أكثرهم لايؤمنون.



33 - حدثنا أحمدبن محمدبن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله

قال: حدثنا محمدبن عيسى بن عبيد، عن محمدبن إسماعيل يبن بزيع، عن منصور بن يونس عن جليس له، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت في قول الله عزوجل: " كل شئ هالك يإلا وجهه "(1) قال: يا فلان فيهلك كل شئ ويبقى وجه الله عزوجل؟ والله اعظم من أن يوصف ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتي الله منه، ولن يزال في عباد الله ماكانت له فيهم روبة، قلت: وما الروبة؟ قال: الحاجة، فإذا لم يكن له فيهم روبة رفعنا الله فصنع ما أحب.



34 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن الحسن الصفار، عن محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن عمربن أبان، عن ضريس الكناسي، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " كل شئ هالك إلا وجهه " قال: نحن الوجه الذي يؤتي الله عزوجل منه.



35 - حدثنا محمدبن الحسن رضي ا لله عنه قال: حدثنا محمدبن الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، جميعا قالوا: حدثنا محمدبن عيسى بن - عبيد قال: حدثنا أبوالقاسم الهاشمي قال: حدثني عبيد بن نفيس الانصاري قال:



___________________________________



(1) القصص: 88



[232]



أخبرنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله بصحيفة من السماء لم ينزل الله تبارك وتعالى من السماء كتابا مثلها قط قبلها ولابعدها، مختوما فيه خواتيم من ذهب فقال له: يا محمدبن هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك، قال: ياجبرئيل ومن النجيب من أهلي؟ قال: على بن أبي طالب مره إذا توفيت أن يفك خاتما منها ويعمل بمافيه، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فك على عليه السلام خاتما، ثم عمل بما فيه ماتعداه، ثم دفع الصحيفة إلى الحسن بن علي عليهما السلام ففك خاتما وعمل بمافيه ماتعداه، ثم دفعها إلى الحسين بن علي عليهما السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة لاشهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عزوجل فعمل بمافيه ماتعداه، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أطرق واصمت

وألزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائك ولاتخافن أحدا إلا الله فإنك في حرز الله وضمانه(1) وأمر بدفعها فدفعها إلى من بعده ويدفعها من بعده إلى من بعده إلى يوم القيامة.



36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جفعر الحميري قال: حدثنا الحسن بن علي الزيتوني، عن ابن هلال، عن خلف بن حماد، عن ابن - مسكان، عن محمدبن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.



37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر قال: حدثنا محمد ابن الحسين، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن هارون بن حمزة الغنوي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: هل كان الناس إلا وفيهم من قد امروا بطاعته منذكان نوح عليه السلام؟ قال: لم يزالوا كذلك ولكن أكثرهم لايؤمنون.



38 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله



___________________________________



(1) في بعض النسخ " في حرز من الله وأمان ".



[233]



ابن جعفر جميعا، عن محمدبن الحسين، عن محمدبن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لو لم يكن في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة ولو ذهب أحدهما بقي الحجة.



39 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري قال: حدثنا أحمدبن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي قال: قال أبوجعفر عليه السلام: ليس تبقى الارض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة الله على الناس، ولم تبق منذ خلق الله عزوجل آدم عليه السلام وأسكنه الارض.



40 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله ابن جعفر الحميري جميعا، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن - خداش البصري(1)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأله رجل فقال: تخلو الارض ساعة لا يكون فيها إمام؟ قال: لاتخلوا الارض من الحق.



41 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن - محمدبن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي يعفور أنه سأل أبا عبدالله عليه السلام هل تترك الارض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فيكون إمامان؟ قال: لا إلا وأحد هما صامت.



42 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن -

عبدالله، عن أحمد بن محمدبن عيسى، عن العباس بن معروف، عن إبراهيم بن مهزيار، عن



___________________________________



(1) خداش - بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة والشين المعجمة - هو أبو - خداش المهري - بفتح الميم واسكان الهاء وبعدها راء مهلمة، نسبتها إلى مهر محلة بالبصرة كذا في الخلاصة، وفى الايضاح أبوخداش المهري منسوب إلى مهرة قبيلة من طي انتهي.



ويوافقه كتب اللغة.



وقال ابن داود: مهرة بفتح الميم وسكون الهاء قبيلة من طي.



وقال الشيخ في رجاله مهرة محلة بالبصرة.



ويؤيد قول الشيخ مافى المتن ان لم نقل بتصحيف المهري بالبصري في نسخ الكتاب.



[234]



أخيه على بن مهزيار، عن الحسن بن بشار الواسطي قال: قال الحسين بن خالد للرضا عليه السلام، وأنا حاضر: أتخلو الارض من إمام؟ فقال: لا.



43 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمدبن عيسى، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله أجل وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام عدل.



44 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا العباس بن الفضل المقري قال: حدثنا محمدبن على بن منصور(1) قال: حدثنا عمروبن عون قال: حدثنا خالد، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي الضحى(2)، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي(أهل بيتي) فإنهما لن يفترقا حتى بردا على الحوض.



45 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال: حدثنا العباس بن الفضل عن أبي رزعة، عن كثيربن يحيى أبي مالك، عن أبي عوانة، عن الاعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيدبن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن، ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقاحتى يردا على الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى مؤمن ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال:



___________________________________



(1) كذا ولم أجده ولعله محمدبن على بن ميمون العطار الذي ذكر في التهذيب من جملة رواة عمروبن عون الواسطي البزار الحافظ وأما راويه العباس بن الفضل فلم أظفر به.



(2) هو مسلم بن صبيح الهمداني مولاهم الكوفي العطار ذكره ابن حبان في الثقات وراويه الحسن بن عبيدالله الظاهر هو النخعى ابوعروة الكوفي الذي ذكر من جملة رواة أبى الضحى العطار.



يروي عنه خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن الطحان المتوفي 225 راجع تهذيب التهذيب ج 1 ص 132 وج 2 ص 292 وج 3 ص 100 وفى بعض النسخ " حسن ابن عبدالله " والظاهر إنه تصحيف