18ـ باب خبر يوسف اليهودي بالنبي ص وبصفاته وعلاماته
18ـ باب خبر يوسف اليهودي بالنبي " ص " وبصفاته وعلاماته
39 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ال: لما بلغ عبدالله بن عبدالمطلب زوجه عبد - المطلب آمنة بنت وهب الزهري فلما تزوج بها حملت برسول الله صلى الله عليه وآله فروي عنها أنها قالت: لما حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني مايصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كان آت أتاني فقال لي: قد حملت بخير الانام، فلما حان وقت الولادة خف على ذلك حتى وضعته، وهو يتقي الارض بيده وركبتيه، وسمعت قائلا يقول: وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شركل باغ وحاسد.
" فولد رسول الله صلى الله عليه وآله عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت(1) من ربيع الاول يوم الاثنين ".
فقالت آمنة: لماسقط إلى الارض اتقى الارض اتقى الارض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السماء، وخرج منى نور أضاء مابين السماء والارض، ورميت الشياطين بالنجوم و حجبوا عن السماء، ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء، ففزعوا لذلك، و قالوا: هذا قيام الساعة، فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك، وكان شيخا كبيرا مجربا، فقال: انظرواإلى هذا النجوم التى تهتدوا بها في البر والبحر، فإن
___________________________________
(1) كذا.
ولعله يكون " بقيت " فصحف وهذا من كلام المصنف.
[197]
كانت قد زالت فهو قيام الساعة وإن كانت هذه ثابته فهو لامر قد حدث.
وأبصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه أنهم قد منعوا من السماء ورموا بالشهب، فقال: الطلبوا فإن أمرا قد حدث، فجالوا في الدنيا ورجعوا وقالوا: لم نر شيئا، أنا لهذا، فخرق مابين المشرق والمغرب فلما انتهي إلى الحرم وجد الحرم محفوفا بالملائكة، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل عليه السلام فقال: اخسأ ياملعون، فجاء من قبل حراء فصار مثل الصرد قال: يا جبرئيل ماهذا؟ قال: هذا نبي قد ولد وهوخبر الانبياء، قال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي امته؟ قال: بلي، قال: قد رضيت.
قال: وكان بمكة يهودي يقال له: يوسف فلما رأي النجوم يقذف بها وتتحرك قال: هذا نبي قد ولد في هذه الليلة وهوالذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد - وهو آخر الانبياء - رجمعت الشياطن وحجبوا عن السماء، فلما أصبح جاء إلي نادي قريش فقال: يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لاقال: أخطأتم والتوراة ولد إذا بفلسطين وهو آخر الانبياء وأفضلهم، فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل منهم أهله بماقال اليهودي فقالوا: لقد ولد لعبدالله بن عبدالمطلب ابن في هذه الليلة، فأخبروا بذلك يوسف اليهودي فقال لهم: قبل أن أسألكم أو بعده؟ قالوا: قبل ذلك، قال: فاعرضوه على، فمشوا إلى باب آمنة فقالوا: اخرجى ابنك ينظرإليه هذا اليهودي، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه، وكشف عن كتفيه فرأي شامة سوداء بين كتفيه وعليها شعرات، فلما نظر إليه وقع على الارض مغشيا عليه، فتعجب منه قريش وضحكوا منه فقال: أتضحكون يامعشر قريش، هذا نبي السيف ليبيرنكم(1) وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الابد، وتفرق الناس ويتحدثون بخبر اليهودي ونشأ رسول الله صلى الله عليه وآله في اليوم كماينشأ غيره في الجمعة وينشأ في الجمعة غيره في الشهر.
___________________________________
(1) أي ليهلكنكم.
وفي بعض النسخ " ليتبرنكم ".