بازگشت

15ـ باب ذكر ماحكاه خالدبن اسيد بن أبي العيص، وطليق بن سفيان بن امية


15ـ باب ذكر ماحكاه خالدبن اسيد بن أبي العيص، وطليق بن سفيان بن امية



عن كبير الرهبان في طريق الشام من معرفته بأمر النبي صلى الله عليه وآله



36 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلى بن أحمدبن محمد، ومحمدبن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبدالله بن محمد قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهيثم بن عمرو المزنى(1)، عن عمه، عن يعلي النسابة قال: خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص، وطليق بن سفيان بن امية تجارا إلى الشام سنة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فيها فكانا معه، وكان يحكيان أنهما رأيا في مسيره وركوبه ممايصنع الوحش والطير، فلما توسطنا سوق بصري إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغير الاولوان كأن على



___________________________________



(1) تقدم الكلام فيه ص 182.



[189]



وجوههم الزعفران ترى منهم الرعدة فقالوا: نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه ههنا قريب في الكنيسة العظمي، فقلنا: مالنا ولكم؟ فقالوا: ليس يضركم من هذا شئ ولعلنا نكرمكم، وظنوا أن واحد منا محمد فذهبنا معهم حتى دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البينان فإذا كبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته، وقد نشر كتابا في يديه، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الكتاب مرة فقال لاصحابه: ما صنعتم شيئا لم تأتوني بالذي اريد، وهو الآن ههنا.



ثم قال لنا: من أنتم؟ فقلنا: رهط من قريش، فقال: من أي قريش؟ فقلنا من بنى عبد شمس، فقال لنا: معكم غيركم؟ فقلنا: نعم شاب من بني هاشم نسميه يتيم بنى عبدالمطلب، فوالله لقد نخرنخره(1) كادأن يغشي عليه، ثم وثب فقال: أوه هلكت النصرانية والمسيح، ثم قام واتكأ على صليب من صلبانه وهو مفكر وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة، فقال لنا: فيخف عليكم أن ترونيه؟ فقلنا له: نعم فجاء معنا فإذا نحن بمحمد صلى الله عليه وآله قائم في سوق بصرى، والله لكأنا لم نروجهه إلا يومئذ كأن هلالا يتلالا من وجهه، وقد ربح الكثير واشتري الكثير، فأردنا أن نقول للقس هوهذا؟ فإذا هو قد سبقنا فقال: هوهو، قد عرفته والمسيح، فدنا منه وقبل رأسه وقال له: أنت المقدس، ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته، فأخذالنبي صلى الله عليه وآله يخبره فسمعناه يقول: لئن أدركت زمانك لاعطين السيف حقه، ثم قال لنا: أتعلمون مامعه؟ معه الحياة والموت، من تعلق به حيي طويلا، ومن زاغ عنه مات موتا لايحيى بعده أبدا، هو هذا الذي معه الذبح الاعظم(2)، ثم قبل رأسه ورجع راجعا.



___________________________________



(1) نخر الانسان: مد الصوت والنفس في خباشيمه.



(2) في بعض النسخ " الربح الاعظم ".