بازگشت

8ـ باب بشارة عيسي بن مريم (ع) بالنبي محمد المصطفي


باب بشارة عيسى بن مريم عليه السلام بالنبي محمد المصطفى



صلى الله عليه وآله



18 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق الطالقانى رضي الله عنه قال: حدثنا أبوأحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري بالبصرة قال: حدثنا محمدبن عطية الشامي قال: حدثنا عبدالله بن عمر وبن سعيد البصري قال: حدثنا هشام بن - جعفر، عن حماد بن عبدالله بن سليمان(1) وكان قارئا للكتب قال: قرأت في الانجيل: ياعيسى جد في أمري ولاتهزل، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر الكبر البتول أنت من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين فإياى فاعبد، وعلى فتوكل، خذ الكتاب بقوة، فسر لاهل سوريا بالسريانية، بلغ من بين يديك إنى أنا الله الدائم الذي لا أزل، صدقوا النبي الامي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة وهي القضيب -، الانجيل العينين، الصلت الجبين، الواضح الخدين، الاقنى الانف(2) مفلج الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة(3)



___________________________________



(1) كذا والصواب " حدثنا هشام بن سنبر أبوعبدالله، عن حماد بن أبي سليمان ".



(2) المدرعة - كمكنسة -: ثوب كالدراعة ولاتكون الامن صوف.



والهروة: العصا.وفى القاموس النجل - بالتحريك -: سعة العين فهو أنجل.



والصلت الجبين أي واسعة وأقنى الانف: محدبه أي ارتفع وسط قصبة أنفه وضاق منخراه.



(3) مفلج الثنايا أي منفرجها.



وقوله " كأن الذهب يجري في تراقيه، التراقي جمع الترقوه وهو العظم الذى بين ثغرة النحر والعاتق ولعله كناية عن حمرة ترقوته.



والمسربة بضم الراء: مادق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف.



[160]



شثن الكف والقدم(1) إذا التفت التفت جمعيا، وإذا مشى فكأنما يتقلع من الصخر، وينحدر من صبب(2) وإذا جاء مع القوم بذهم(3)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك تنفح منه، لم يرقبله مثله ولابعده، طيب الريح، نكاح للنساء، ذوالنسل القليل إنما نسله من مباركة(4) لهابيت في الجنة، لاضحب فيه ولانصب(5)، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا امك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الاسلام، وأنا السلام.



فطوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه.



قال عيسى: يارب وماطوبي؟ قال: شجرة يفي الجنة أنا غرستها بيدي تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم(6) برده برد كافور، وطعمه طعم الزنجبيل من شرب من تلك العين شربة لايظمأ بعدها أبدا.



فقال عيسى عليه السلام: اللهم اسقنى منها، قال: حرام ياعيسى على البشر أن تشر بوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الامم أن يشربوا منها حتى تشرب منها امة ذلك النبي، ياعيسى أرفعك إلى ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من امه ذلك النبى العجائب ولتعينهم على اللعين الدجال أهبطك في وقت الصلاة لتصلى معهم، إنهم امة مرحومة.



وكانت للمسيح عليه السلام(7) غيبات يسيح فيها في الارض، فلايعرف قومه وشيعته خبره، ثم ظهر فأوصى إلى شمعون بن حمون عليه السلام فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده



___________________________________



شثن الكفين أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر.



وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلاقصر يمدح في الرجال لانه أشد لقبضهم ويذم في النساء.



(النهاية).



(2) اى يرفع رجليه من الارض رفعا بينا بقوة دون احتشام، لاكمن يمشى اختياطا ويقارب خطاه لان ذلك من مشى النساء والصبب ماانحدر من الارض أو الطريق.



(3) في النهاية في الحديث " بذا العالمين " اى سبقهم وغلبهم.



(4) يعنى الزهراء سلام الله عليها.



(5) الصخب - بالتحريك -: الضجة والصياح والجلبة.



والنصب: التعب والداء.



(6) اسم عين في الجنة ويقال: هو أرفع شراب أهلها.



تسنمهم من فوقهم.



(7) من كلام المصنف.



[161]



واشتدت الطلب، وعظمت البلوي، ودرس الدين، وضيعت الحقوق، واميتت الفروض والسنن، وذهب الناس يمينا وشمالا لايعرفون أيا من أي، فكانت الغيبة مائتين و خمسين سنة.



19 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله جميعا، عن أيوب بن نوح، عن عبدالله بن المغيرة، عن سعدبن أبي خلف، عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: بقي الناس بعد عيسى بن مريم عليه السلام خمسين ومائتي سنة بلا حجة ظاهرة.



20 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا محمدبن يحيى العطار، عن يعقوب ابن يزيد، عن محمدبن أبي عمير، عن سعدبن أبي خلف، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان بين عيسى وبين محمد عليهما السلام خمسمائة عام منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا متمسكين بدين عيسى عليه السلام، قتل: فماكانوا؟ قال: كانوا مؤمنين، ثم قال عليه السلام: ولايكون الارض إلا وفيها عالم.



وكان ممن ضرب في الارض لطلب الحجة سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم، ومن فقيه إلى، ويبحث عن الاسرار ويستدل بالاخبار منتظرا لقيام القائم يسيد الاولين والآخرين محمد صلى الله عليه وآله أربعمائة سنة حتى بشر بولادته، فلما أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي.