6ـ باب في غيبة موسي (ع)
باب في غيبة موسي عليه السلام
12 - وأما غيبة موسى النبي عليه السلام فإنه حدثنا الحسين بن أحمدبن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبوسعيد سهل بن زياد الادمي الرازي قال: حدثنا محمد بن آدم النسائي(3)، عن أبيه آدم بن أبي إياس قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن سعيد بن جبير، عن سيد العابدين على بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء السحين بن على، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما حضرت يوسف عليه السلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمدالله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالي وتذبح الاطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طوال، ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل
___________________________________
(1) قد مر ويأتي أنه مسيرة تسعة أيام ولعله مبنى على سرعة السير عند البشارة.
(2) يوسف: 90.
(3) كذا والظاهر أنه عبيد بن آدم بن اياس العسقلاني فصحف وليس هو محمد بن آدم ابن سليمان الجهنى المصيصى الذى روى عن سعيد بن جبير.
[146]
وهم منتظرون قيام القائم أربع مائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت عليهم البلوي، وحمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، وراسلوه فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، و كانت ليلة قمراء، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما ثم قال: الحمدالله الذي لم يمتنى حتى أرانيك، فلما رأي الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا على الارض شكرا لله عزوجل، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم(1)، ثم غاب بعد ذلك، وخرج إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الاولى وكان نيفا وخمسين سنة واشتدت البلوي عليهم واستتر الفقيه فبعثوا إليه أنه لاصبرلنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحاري واستدعا هم وطيب نفوسهم(2) وأعلمهم أن الله عزوجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا بأجمعهم: الحمدالله، فأوحى لله عزوجل إليه(3) قل لهم: قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم " الحمدالله "، فقالوا: كل نعمة فمن الله، فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لايأتي بالخير إلا الله، فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا: لايصرف السوء إلا الله، فأوحى الله إليه قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم، فبينا هم كذلك إذ طلع موسى عليه السلام راكبا حمارا.
فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: مااسمك؟ فقال: موسى، قال: ابن من؟ قال: ابن عمران، قال: ابن من؟
___________________________________
(1) أي قال موسى عليه السلام: ارجو أن يعجل الله تعالى فرجكم، ولم يزد على هذا الدعاء ولم يتكلم بشئ آخر سوي ذلك ثم غاب عنهم.
(2) في بعض النسخ " وطيب قلوبهم ".
(3) أي الي الفقيه ولعله كان نبيا أو المراد الالهام كماكان لام موسى عليه السلام.
[147]
قال: ابن قاهت(1) بن لاوي بن يعقوب، قال: بماذا جئت؟ قال: جئت بالرسالة من عندالله عزوجل، فقام إليه فقبل يده، ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم، فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة.
13 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري، ومحمدبن يحيى العطار، وأحمد ابن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمدبن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن محمد الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن يوسف ابن يعقوب صلوات الله عليهما حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهم ثمانون رجلا فقال: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران عليه السلام، غلام طوال جعدآدم.فجعل الرجل من بنى إسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى.
فذكر أبان بن عثمان، عن أبى الحسين(2) عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ماخرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعي أنه موسى ابن عمران.
فبلغ فرعون أنهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام(3) وقال له كهنته و سحرته: إن هلاك دينك وقومك على يدى هذا الغلام الذي يولد العام من بني إسرائيل.
فوضع القوابل على النساء وقال: لايولد العام ولد إلا ذبح، ووضع على ام موسى قابلة فلما رأي ذلك بنوإسرائيل قالوا: إذا ذبح الغلمان واستحيي النساء هلكنا، فلم نبق، فتعالوا: لانقرب النساء، فقال عمران أبوموسى عليه السلام: بل باشروهن فان أمر الله واقع ولو كره المشركون، اللهم من حرمه فإنى الا احرمه، ومن تركه فإني لا أتركه،
___________________________________
(1) بالقاف فالهاء ثم الثاء المثلثة كمافى المعارف لابى قتيبة.
(2) في بعض النسخ " أبى الحصين ".
(3) في بعض النسخ " يرجعون به ويظنون هذا الغلام ".وأرجف القوم بالاخبار إي خاضوا فيها وافتتنوا.
[148]
ووقع على ام موسى(1) فحملت، فوضع على ام موسى قابلة تحرسها فاذا قامت قامت و إذا قعدت قعدت، فلما حملته امه وقعت عليها المحبة وكذلك حجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة: مالك يابنية تصفر ين وتذوبين؟ قال: لاتلومينى فإنى إذا ولدت اخذ ولدي فذبح، قالت: لاتخزني فإنى سوف أكتم عليك، فلم تصدقها، فلما أن ولدت إلتفت إليها وهي مقبلة فقالت: ماشاء الله، فقالت لها: ألم أقل: إنى سوف أكتم عليك، ثم حلمته فأدخلته المخدع(2) وأصلحت أمره، ثم خرجت إلى الحرس فقالت: انصرفوا - و كانوا على الباب - فإنما خرج دم منقطع فانصرفوا، فأرضعته فلما خافت عليه الصوت أوحى الله إليه أن اعملي التابوت، ثم اجعليه فيه، ثم أخرجيه ليلا فاطر حيه في نيل مصر فوضعته في التابوت، ثم دفعته في اليم، فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر، و إن الريح ضربته فانطلقت به، فلما رأته قد ذهب به الماء همت أن تصبح فربط الله على قلبها.
قال: وكانت المرأة الصالحة امرأة فرعون وهي من بني إسرائيل، قالت لفرعون: إنها أيام الربيع فأخرجنى واضرب لى قبة على شط النيل حتى أتنزه هذه الايام، فضربت لهاقبة على شط النيل إذ أقبل التابوت يريدها، فقالت: هل ترون ماأري على الماء؟ قالوا: إي والله ياسيدتنا إنا لنري شيئا، فلما دنا منها ثارت إلى الماء فتناولته بيدها وكاد الماء يغمرها حتى تصايحوا عليها فجذبته وأخرجته من الماء فأخذته فوضعته في حجرها، فاذ ا هو غلام أجمل الناس وأستر هم فوقعت عليها منه محبة، فوضعته في حجرها وقالت: هذا ابني، فقالوا: إي والله ياسيدتنا والله مالك ولد ولا للملك فاتخذي هذا ولدا، فقامت إلى فرعون وقالت: إني أصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله، قال: ومن أين هذا الغلام؟ قالت: والله ماأدري إلا أن الماء جاء به، فلم تزل به حتى رضي، فلما سمع الناس أن الملك قد تبينى ابنا لم يبق أحد من رؤوس من كان مع فرعون إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا أو تحضنه
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وباشرام موسى ".
(2) المخدع والمخدع - بالكسر والضم -: الخزانة والبيت الداخل.
[149]
فأبى أن يأخذ من امرأة منهن ثديا، قال امرأة فرعون: اطلبوا لابني ظئرا ولاتحقروا أحدا، فجعل لايقبل من امرأة منهن، فقالت ام موسى لاخته،: قصيه(1) انظري أترين له أثرا، فانطلقت حتى أتت باب الملك فقالت: قد بلغني أنكم تطلبون ظئرا وههنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم، فقالت: ادخلوها، فلما دخلت قالت لها امرأة فرعون: ممن أنت؟ قالت: من بني إسرائيل قالت: اذهبي بابنية فليس لنافيك حاجة، فقلن لها النساء: انظرى عافاك الله يقبل أول لايقبل، فقالت امرأة فرعون: أرأيتم لو قبل ها يرضى فرعون أن يكون الغلام من بني إسرائيل والمرأة من بني إسرائيل - يعنى الظئر - فلايرضى قلن: فانظري يقبل أولا يقبل، قالت امرأة فرعون: فاذهبي فادعيها، فجاء ت إلى امها وقالت: إن امرأة الملك تدعوك فدخلت عليها فدفع إليها موسى فوضعته في حجرها، ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه، فلما رأت امرأة فرعون أن ابنها قد قبل قامت إلى فرعون فقالت: إنى قد أصبت لابنى ظئرا وقد قبل منها، فقال: ممن هي؟ قالت: من بني إسرائيل قال: فرعون هذا مما لايكون أبدا، الغلام من بني إسرائيل والظئر من بني اسرائيل فلم تزل تكلمة فيه وتقول: ماتخاف من هذا الغلام؟ إنما هو ابنك ينشؤ في حجرك حتى قلبته عن رأيته ورضي.
فنشأ موسى عليه السلام في آل فرعون وكتمت امه خبره ؤاخته والقابلة، حتى هلكت امه والقابلة التي قبلته، فنشأ عليه السلام لايعلم به بنو إسرائيل قال: وكانت بنو - إسرائيل تطلبه وتسأل عنه فيعمى عليهم خبره، قال: فبلغ فرعون أنهم يطلبونه ويسألون عنه، فأرسل إليهم فزاد في العذاب عليهم، وفرق بينهم ونهاهم عن الاخبر به والسؤال عنه، قال: فخرجت بنو إسرائيل ذات ليلة مقمرة إلى شيخ لهم عنده عليم فقالوا: قدكنا نستريح إلى الاحاديث فحتى متى وإلى متى نحن في هذا البلاء؟ قال: والله إنكم لاتزالون فيه حتى يجيئ الله تعالى ذكره بغلام من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طوال جعد فبيناهم كذلك إذأقبل موسى يسير على بغلة حتى وقف عليهم، فرفع الشيخ
___________________________________
(1) يعنى اتبعيه، يقال: قص الاثر واقتصه اذا تبعه.
[150]
رأسه فعرفه بالصفة فقال له: ما اسمك يرحمك الله؟ قال: موسى، قال: ابن من؟ قال: ابن - عمران، قال: فوثب إليه الشيخ فأخذ بيده فقبلها وثاروا إلى رجله فقبلوها فعرفهم وعرفوه واتخذ شيعة.
فمكث بعد ذلك ماشاء الله، ثم خرج فدخل مدينة لفرعون فيها رجل من شيعته يقاتل رجلا من ال فرعون من القبط، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه القبطي فوكزه موسى فقضي عليه، وكان موسى عليه السلام قد اعطى بسطة في الجسم وشدة في البطش، فذكره الناس وشاع أمره، وقالوا: إن موسى قتل رجلا من آل فرعون فأصبح في المدينة خائفا يترقب فلما أصبحوا من الغد إذا الرجل الذي استنصره بالامس يستصرخه على آخر، فقال له موسى: إنك لغوي مبين، بالامس رجل واليوم رجل " فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدولهما قال ياموسى أتريد أن تقتلني كماقتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وماتريد أن تكون من المصليحن * وجاء رجل من أقصصى المدينة يسعى قال ياموسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب "(1) فخرج من مصر بغير ظهر(2) ولادابة ولا خادم، تخفضه أرض وترفعه اخرى حتى انتهى إلى أرض مدين، فانتهى إلى أصل شجرة فنزل فإذا تحتها بئر وإذا عندها امة من الناس يسقون، وإذا جاريتان ضعيفتان، وإذا معهما غنيمة لهما، قال: ماخطبكما قالتا: أبونا شيخ كبير ونحن جاريتان ضعيفتان لانقدر أن نزاحم الرجال فإذا سقى الناس سقينا، فرحمهما موسى عليه السلام فأخذ دلوهما وقال لهما: قد ما غنمكما فسقى لهما، ثم رجعتا بكرة قبل الناس، ثم تولى موسى إلى الشجرة فجلس تحتها، " فقال رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير " - فروي أنه قال ذلك وهو محتاج إلى شق تمرة - فلما رجعتا إلى أبيهما قال: ما أعجلكما في هذه الساعة؟ قالتا: وجدنارجلا صالحا رحمنا فسقي لنا، فقال لاحديهما إذهبي فادعيه لى فجاء ته تمشي
___________________________________
(1) راجع سورة القصص 14 إلى 20.
(2) أي بلارفيق ومعين أو بغير زاد وراحلة.
[151]
على استحياء قالت إن أبي طريق يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا.
فروي أن موسى عليه السلام قال لها: وجهني إلى الطريق وامشي خلفي فإنا بنو يعقوب لاننظر في أعجاز النساء " فلما جاء ه وقص عليه القصص قال: لاتخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحديهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين * قال إني اريد أن أنكحت إحدي ابنتي هاتين على أن تأجرنى ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك ".فروي أنه قضى أتمهما لان الانبياء عليهم السلام لايأخذون إلا بالفضل والتمام.
فلما قضي موسى الاجل وسار بأهله نحوبيت المقدس أخطأ عن الطريق ليلا فرأي نارا فقال لاهله: امكثوا إنى آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو بخبر من الطريق، فلما انتهى إلى النار إذا شجرة تضطرم(1) من أسفلها إلى أعلاها، فلما دنا منها تأخرت عنه فرجع وأوجس في نفسه خيفة، ثم دنت منه الشجرة فنودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنى أنا الله رب العالمين، وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبر اولم يعقب فاذا حية مثل الجذع لاسنانها(2) صرير يخرج منها مثل لهب النار، فولى موسى مدبرا فقال له ربه عزوجل: ارجع فرجع وهو يرتعد وركبتاه تصطكان، فقال: يا إلهى هذا الكلام الذي أسمع كلامك؟ قال: نعم فلا تخف، فوقع عليه الامان فوضع رجله على ذنبها، ثم تناول لحييها فإذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا، وقيل له: اخلع نعليك انك بالواد المقدس طوي.فروى أنه أمر بخلعهما لانهما كانتا من جلد حمارميت.
(وروي في قوله عزوجل " فاخلع نعليك " أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك وخوفك من فرعون).
ثم أرسله الله عزوجل إلى فرعون وملائه بآيتين بيده والعصا.
فروي عن الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: كن لما لاترجوا أرجى منك لما ترجو، فإن موسى
___________________________________
(1) الضرام: اشتعال النار واضطرمت النار اذا التهبت.
(الصحاح).
(2) في بعض النسخ " لانيابها ".
والجذع من الدواب الشاب الفتى فمن الابل ما دخل في السنة الخامسة ومن البقر والمعز مافى الثانية ومن الضأن ماتمت له سنة.
[152]
ابن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لاهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبى فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى عليه السلام في ليلة، وهكذا يفعل الله تبارك وتعالى بالقائم الثاني عشر من الائمة عليهم السلام، يصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى عليه السلام ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور.
14 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور، وغيره، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: في القائم عليه السلام سنة من موسى بن عمران عليه السلام فقلت: وما سنته من موسى بن عمران؟ قال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه، فقلت: وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟ فقال: ثمانى وعشرين سنة.
15 - وحدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن عبدالله بن منصور قال: حدثنا محمدبن هارون الهاشمي قال: حدثنا أحمدبن عيسى قال: حدثنا أبوالحسين أحمد بن سليمان الرهاوي(1) قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، عن أبيه محمد، عن أبيه أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي منا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة.وفي رواية اخري يصلحه الله في ليلة.
16 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبدالله ابن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود(2)، عن أبي بصيرقال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياء، سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم
___________________________________
(1) الظاهر ه أحمد بن سليمان بن عبدالملك بن أبي شيبة الجزري أبوالحسين الرهاوي الحافظ المعنون في تهذيب التهذيب فقيه صدوق.والرهاوي بضم الراء المهملة كمافى الخلاصة.
(2) يعنى المنقري.
[153]
أجمعين، فأما من موسى فخائف يترقب، وأما من يوسف فالسجن، وأما من عيسى فيقال له: إنه مات ولم يمت، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالسيف.