بازگشت

4 - فصل وأما ظهور المعجزات الدالة علي صحة إمامته في زمان الغيبة


فصل وأما ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامته في زمان الغيبة

فهي أكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها:

239 - أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمد عليه السلام، وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة، وخرجت معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا.

فقال: يا بني ردني(ردني)(1) فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات.

فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي(2) بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط، ولا أخبر أحدا، فإن وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته وإلا تصدقت به.

فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برسول معه

___________________________________

(1) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " يوصى.

(*)

[282]



رقعة فيها: يا محمد معك كذا(وكذا)(1) في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي(2) رأس، فاغتممت.

فخرج(3) إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله(4).

240 - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن الفضل بن يزيد(5) اليماني قال: كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويته مفسرا(6).

241 - وبهذا الاسناد، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال: وردت

___________________________________

(1) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(2) في البحار ونسخة " ف " لي.

(3) في نسخة " ف " وخرج.

(4) عنه البحار: 51 / 310 ح 31 و 32 وعن إرشاد المفيد: 351 بإسناده عن الكليني.

وفي إثبات الهداة: 3 / 658 ح 4 عنهما وعن الكافي: 1 / 581 ح 5 وإعلام الورى: 417 - عن محمد بن يعقوب - وكشف الغمة: 2 / 450 - نقلا من الارشاد - والخرائج: 1 / 462 ح 7 باختلاف.

وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 115 عن المفيد باختلاف.

وفي البحار المذكور: 364 ح 12 عن الخرائج.

وفي مدينة المعاجز: 600 ح 25 عن محمد بن يعقوب.

ورواه في تقريب المعارف: 192 عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار مثله.

والحضيني في هدايته: 90 عن محمد بن جمهور عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار باختلاف يسير.

(5) في البحار ونسخ " أ، ح، ف، م " زيد.

(6) عنه البحار: 51 / 311 ح 33.

وفي إثبات الهداة: 3 / 661 ذح 12 عنه وعن الكافي: 1 / 521 ضمن ح 13 عن الحسن بن الفضل وإعلام الورى: 420 والخرائج: 2 / 704 ذح 21 وإرشاد المفيد: 353 - بإسناده عن الحسن بن الفضل - وكشف الغمة: 2 / 453 - نقلا من الارشاد - وعن كمال الدين: 490 قطعة من ح 13 بإسناده عن الحسن بن الفضل اليماني نحوه.

وأخرجه في البحار: 51 / 329 قطعة من ح 52 عن الكمال.

وفي مدينة المعاجز: 611 ح 78 عن عيون المعجزات: 146 نحوه.

ورواه في تقريب المعارف: 194 عن الحسن بن الفضل مثله.

(*)

[283]



الجبل وأنا لا أقول بالامامة، أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبدالملك(1)، فأوصى إلي في علته أن يدفع الشهري(2) السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن لم أدفع الشهري إلى إذ كوتكين نالني منه استخفاف، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي، ولم أطلع عليه(3) أحدا، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري السمند والسيف والمنطقة(4).

242 - وبهذا الاسناد، عن علي، عمن حدثه قال: ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره(في)(5) اليوم السابع، فورد لا تفعل، فمات اليوم السابع أو الثامن، ثم كتبت بموته فورد سيخلف الله غيره وتسميه أحمد ومن بعد أحمد جعفر، فجاء كما قال(6).

243 - وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر

___________________________________

(1) في الكافي والارشاد: يزيد بن عبدالله.

(2) الشهرية بالكسر ضرب من البراذين(قاموس) والسمند: الفرس.

(3) في نسخة " ف " عليها ولفظ عليه ليس في نسخة " م ".

(4) عنه البحار: 51 / 311 ح 34 وعن إرشاد المفيد: 354 بإسناده عن الكليني.

وفي إثبات الهداة: 3 / 662 ح 15 عنهما وعن الكافي 1 / 522 ح 16 وكشف الغمة: 2 / 454 نقلا من الارشاد وإعلام الورى: 420.

وأخرجه في مدينة المعاجز: 602 ح 36 عن محمد بن يعقوب.

ورواه في الخرائج: 1 / 464 ح 9 عن بدر غلام أحمد بن الحسن مثله وفي الصراط المستقيم: 2 / 211 عن بدر غلام أحمد بن الحسن مختصرا وفي عيون المعجزات: 144 مفصلا باختلاف.

وفي تقريب المعارف: 195 عن بدر غلام أحمد بن الحسن.

والحضيني في هدايته: 90 مع زيادة في آخره.

(5) ليس في نسخ " أ، ف، م " والبحار.

(6) عنه البحار: 51 / 308 صدر ح 24 وعن إرشاد المفيد: 355 - بإسناده عن الكليني باختلاف.

وفي إثبات الهداة: 3 / 662 ح 16 عنهما وعن الكافي 1 / 522 صدر ح 17 والخرائج: 2 / 704 ح 21 أبي جعفر مثله وكشف الغمة: 2 / 455 نقلا من الارشاد.

وأخرجه في البحار المذكور ص 328 قطعة من ح 51 عن كمال الدين: 489 - بإسناده عن محمد بن صالح، عن أبي جعفر باختلاف - ودلائل الامامة: 288 بإسناده عن أبي جعفر أيضا وفرج المهموم: 244 عن أبي جعفر الطبري والشيخ أبي العباس الحميري.

(*)

[284]



قال: كتب علي بن زياد الصيمري يلتمس كفنا، فكتب إليه: إنك تحتاج [إليه](1) في سنة ثمانين.

فمات في سنة ثمانين، وبعث إليه بالكفن قبل موته(2).

244 - محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحير(3).

فلما كان بعد أشهر، دعا الوزير الباقطاني فقال له: إلق بني الفرات والبرسيين(4) وقل لهم لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض(5) عليه(6).

___________________________________

(1) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(2) عنه البحار: 51 / 312 ح 35.

وفي إثبات الهداة: 3 / 664 ح 26 عنه وعن الكافي: 1 / 524 ح 27 وإرشاد المفيد: 356 - باسناده عن الكليني - وإعلام الورى: 421 عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: 2 / 456 نقلا من الارشاد.

وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 500 والاثبات المذكور: 694 ح 116 عن الخرائج: 1 / 463 ح 8، وفي المستجاد: 541 عن الارشاد.

وفي مدينة المعاجز: 602 ح 47 عن الكافي، وفي ص 611 ح 81 عن عيون المعجزات: 146 باختلاف يسير.

وفي الصراط المستقيم: 2 / 247 ح 12 عن الارشاد مختصرا ورواه في تقريب المعارف: 196 عن عيسى بن نصر.

وفي ثاقب المناقب: 257 عن أبي عقيل عيسى بن نصر.

وفي الصراط المستقيم: 2 / 211 ح 8 عن علي بن زياد مختصرا.

(3) كذا في نسخ، ويحتمل أن يكون رسم خط للحائر كالحرث والقسم في الحارث والقاسم، وفي القاموس في معاني الحائر قال: وكربلا كالحير أو موضع بها وفي الخرائج: قبر الحسين عليه السلام.

(4) في البحار بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات كان من وزراء بني العباس، وهو الذي صحح طريق الخطبة الشقشقية.ويحتمل أن يكون المراد النازلين بشط الفرات.وبرس قرية بين الحلة والكوفة.

والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين عليهما السلام " انتهى ".

(5) في نسخ " أ، ف، م " فيقص عليه.

(6) عنه البحار: 51 / 312 ح 36. وفي إثبات الهداة: 3 / 665 ح 30 عنه وعن الكافي 1 / 525 ح 31 وإرشاد المفيد: 356 - باسناده عن الكليني - والخرائج: 1 / 465 ح 10 وإعلام الورى: 421 وتقريب المعارف: 197 ومدينة المعاجز: 603 ح 51 عن محمد بن يعقوب وكشف الغمة: 2 / 456 نقلا من الارشاد.

وأخرجه في المستجاد: 542 عن الارشاد.

[285]



وأما ما ظهر من جهته عليه السلام من التوقيعات فكثيرة نذكر طرفا منها.

245 - أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي(1) القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان(2) الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق(3) به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموه(4) بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الضلالة(5) والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساء نا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا.

يا هؤلاء ! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون(6)؟ أو ما سمعتم الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي

___________________________________

(1) في البحار ونسخة " ف " الحسين بن محمد القمي.

(2) في البحار: زبيان الطلحي.

(3) في نسخة " ف " الموثق.

(4) في البحار واعلموا.

(5) في نسخة " أ، ف، م " من الضلال.

(6) كذا في نسخ الاصل والبحار والاحتجاج، والظاهر " تنتكسون " يقال: انتكس أي وقع على رأسه، وانقلب على رأسه حتى جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره(من حاشية البحار).

(*)

[286]



الامر منكم) *(1)؟ أوما علمتم ما جاء ت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن(2) الماضين والباقين منهم عليهم السلام؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى أن ظهر الماضي عليه السلام، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون.

وإن الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالى لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين(3) منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب.

فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل(4) الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.

وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداء ة(5) عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالك

___________________________________

(1) النساء: 59.

(2) في نسخ " أ، ف، م " على.

(3) في نسخة " ف " ابتهر وفي البحار ونسختي " أ، م " تبهر.

(4) في البحار، الظالم العتل جعفر الكذاب، ويحتمل خليفة ذلك الزمان، " انتهى ".

والعتل بضمتين مشدودة اللام الاكول المنيع الجافي الغليظ(القاموس).

(5) يقال: أردأه: أهلكه، كقوله: تنادوا فقالوا أردت الخيل نائبا(حاشية البحار).

(*)

[287]



والاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(1).

246 - وبهذا الاسناد، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي رضي الله عنه، عن سعد بن عبدالله الاشعري قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، أنه جاء ه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه(2)، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها.

قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه، وتكرر الخطأ فيه، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على(3) إحسانه إلينا، وفضله علينا، أبى الله عزوجل للحق إلا إتماما(4)، وللباطل إلا زهوقا، وهو شاهد علي بما أذكره، ولي عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمة، وسأبين لكم جملة(5) تكتفون بها إن شاء الله تعالى.

___________________________________

(1) عنه البحار: 53 / 178 ح 9 وعن الاحتجاج: 466.

وفي إثبات الهداة: 1 / 124 ح 199 مختصرا.

وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 118 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى علي بن محمد الرازي.

وفي الصراط المستقيم: 2 / 235 عن عثمان بن سعيد العمري مختصرا.

(2) في البحار: أبيه.

(3) في نسختي " أ، ف " في إحسانه.

(4) في نسخة " ف " تماما.

(5) في البحار: ذمة بدل " جملة ".

(*)

[288]



يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا، ولا أهملهم سدى، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتابا، وبعث إليهم ملائكة يأتين(1) بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة.

فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله، وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ، ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، وتمم به نعمته، وختم به أنبياء ه، وأرسله إلى الناس كافة، وأظهر من صدقه ما أظهر، وبين من آياته وعلاماته ما بين.

ثم قبضه صلى الله عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا، وجعل الامر [من](2) بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلى الاوصياء من ولده واحدا واحدا، أحيى بهم دينه، وأتم بهم نوره، وجعل بينهم وبين إخوانهم(3) وبني عمهم والادنين فالادنين من ذوي أرحامهم فرقانا(4) بينا يعرف به الحجة من المحجوج، والامام من المأموم.

بأن عصمهم من الذنوب، وبرأهم من العيوب، وطهرهم من الدنس، ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سره، وأيدهم بالدلائل، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عزوجل كل أحد، ولما عرف الحق من الباطل، ولا العالم من الجاهل.

___________________________________

(1) في نسخ " أ، ف، م " بائن.

(2) من نسخ " أ، ف، م ".

(3) في نسخ " أ، ف، م " إخوتهم.

(4) في نسخ " أ، ف، م " فرقا.

(*)

[289]



وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه، أبفقه في دين الله؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب الشعوذة(1)، ولعل خبره قد تأدى إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أو بدلالة فليذكرها.

قال الله عزوجل في كتابه: *(بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) *(2).

فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره(3) ونقصانه، والله حسيبه.

حفظ الله الحق على أهله، وأقره في مستقره، وقد أبى الله عزوجل أن تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق، واضمحل الباطل، وانحسر عنكم، وإلى الله أرغب في

___________________________________

(1) قال في القاموس: الشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه، أصله في رأي العين.

(2) الاحقاف: 1 - 6.

(3) العوار: بالفتح وقد يضم: العيب.

(*)

[290]



الكفاية، وجميل الصنع والولاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد(1).

247 - وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري(وغيرهما)(2) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كنابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولينا صاحب الدار عليه السلام(3).

أما ما سألت عنه أرشد الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام(4).

وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف على نبينا وآله وعليه السلام(5).

وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب(6).

وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع، فما آتانا الله خير مما آتاكم.

___________________________________

(1) عنه البحار: 53 / 193 ح 21 وفي نور الثقلين: 5 / 7 ح 4 مختصرا وفي البحار: 50 / 228 ح 3 عنه وعن الاحتجاج: 468 باختلاف يسير وقطعة منه في إثبات الهداة: 1 / 550 ح 377.

وأخرجه في البحار: 25 / 181 ح 4 ومعادن الحكمة: 2 / 275 عن الاحتجاج.

ويأتي الاشارة إلى هذا الحديث في ح 321.

(2) ليس في نسخة " ف ".

(3) في نسخ " أ، ف، م " والبحار: صاحب الزمان عليه السلام.

(4) من أوله إلى هنا في نور الثقلين: 2 / 368 ح 138.

(5) من أوله إلى هنا في البحار: 50 / 227 ح 1 عن الاحتجاج: 469 - 470.

(6) من قوله " وأما الفقاع " إلى هنا في البحار: 79 / 166 ح 2 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: 470.

وأخرجه في البحار: 66 / 482 ح 2 والوسائل: 17 / 291 ح 15 عنه وعن كمال الدين: 484.

وشلماب، شلمابة: شربة تتخذ من مطبوخ الشلجم.

(*)

[291]



وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عزوجل، كذب(1) الوقاتون(2).

وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل، فكفر وتكذيب وضلال(3).

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله(عليكم)(4)(5).

وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي(6).

وأما محمد بن علي بن مهزيار الاهوازي فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه.

وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام(7).

وأما محمد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شعيتنا أهل البيت.

وأما أبوالخطاب محمد بن(أبي)(8) زينب الاجدع [فإنه](9) ملعون

___________________________________

(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وكذب.

(2) من قوله: " وأما ظهور الفرج " إلى هنا في البحار: 52 / 111 ح 19 عن الاحتجاج: 470.

(3) من قوله: " وأما من زعم " إلى هنا في إثبات الهداة: 3 / 757 صدر ح 42 عن كتابنا هذا.

وأخرجه في البحار: 44 / 271 ح 3 والعوالم: 17 / 518 ح 3 عن الاحتجاج: 470.

(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(5) من قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلى هنا في البحار: 2 / 90 ح 13 والعوالم: 3 / 410 ح 10 عن الاحتجاج: 470.

(6) من قوله: " وأما محمد بن عثمان " إلى هنا في البحار: 51 / 349 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج: 470.

ومن قوله: " وأما الحوادث الواقعة " إلى هنا في الوسائل: 18 / 101 ح 9 عن كتابنا هذا وعن الاحتجاج والكمال: 484 - 485.

(7) من قوله: " وأما ما وصلتنا " إلى هنا في الوسائل: 12 / 86 ح 3 عن الكمال: 485.

(8) ليس في نسخة " ف ".

(9) من البحار.

(*)

[292]



وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم وإني منهم برئ وآبائي عليهم السلام منهم براء(1).

وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران.

وأما الخمس(2) فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث(3).

وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله على ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا في صلة الشاكين.

وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) *(4) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي(5).

وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الابصار السحاب، وإني لامان أهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء، فاغلقوا [أبواب](6) السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم، وأكثروا

___________________________________

(1) من قوله: " وأما أبوالخطاب " إلى هنا في إثبات الهداة: 3 / 757 ذح 42 ومستدرك الوسائل: 12 / 316 ح 23 عن كتابنا هذا وعن الكمال: 485.

وأخرجه في البحار: 47 / 334 ح 2 عن الاحتجاج: 470.

(2) تحقيق ما أحل من الخمس للشيعة في زمان الغيبة يطلب من الكتب الفقهية وفيه روايات وأقوال، والاظهر والاشهر أن المراد بهذا الخبر وأمثاله إباحة الخمس في المناكح للشيعة في زمان الغيبة لتطيب ولادتهم دون الخمس في غيرها فإن الخمس في غيرها واجب في زمان الغيبة أيضا والله العالم.

(3) من قوله: " وأما المتلبسون " إلى هنا في البحار: 96 / 184 ح 1 عن الاحتجاج.

وفي الوسائل: 6 / 383 ح 16 عن الكمال: 485 والاحتجاج.

(4) المائدة: 101.

(5) من قوله: " وأما علة ما وقع من الغيبة " إلى هنا في نور الثقلين: 1 / 682 ح 408 عن كمال الدين: 485.

(6) من البحار.

(*)

[293]



الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى(1).

248 - وأخبرنا الحسين بن إبراهيم(2)، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح(3)، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب(4) قال: حدثني أبوالحسن أحمد بن محمد بن تربك(5) الرهاوي، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أو قال أبوالحسن(علي بن)(6) أحمد الدلال القمي قال: إختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض إلى الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا؟ فقال قوم هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل وقال آخرون بل الله تعالى أقدر الائمة على ذلك وفوضه إليهم فخلقوا ورزقوا وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا.

___________________________________

(1) عنه البحار: 53 / 180 ح 10 وعن الاحتجاج: 469 عن الكليني وكمال الدين: 483 ح 4 عن ابن عصام عن الكليني باختلاف.

وفي منتخب الانوار المضيئة: 122 والخرائج: 3 / 1113 ح 30 عن ابن بابويه وفي كشف الغمة: 2 / 531 عن إعلام الورى.

وفي البحار: 78 / 380 ح 1 عن الدرة الباهرة: 47 مختصرا.

وأورده في إعلام الورى: 423 عن محمد بن يعقوب مثله.

(2) هو أما الحسين بن إبراهيم القزويني الذين ذكره الشيخ في ترجمة الحسين بن أبي غندر أو الحسين بن إبراهيم القمي المعروف بابن الخياط: فاضل، جليل من رجال الخاصة الذي ذكره العلامة في إجازته الكبيرة لبني زهرة وكناه بأبي عبدالله.

ويأتي في ح 335 بعنوان الحسين بن إبراهيم القمي.

(3) قال النجاشي: أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح السيرافي: نزيل البصرة، كان ثقة في حديثه، متقنا لما يرويه، فقيها، بصيرا بالحديث والرواية، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه.

(4) قال النجاشي: هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب أبونصر المعروف بابن برينة، كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، سمع حديثا كثيرا.

(5) في نسختي " ف، م " تريك.

(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(*)

[294]



فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح(1) لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الامر عجل الله فرجه، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: " إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال في جسم، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، وأما(2) الائمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم "(3).

249 - وبهذا الاسناد، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي(4) رحمه الله، وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أنه حمل إلى أبي [جعفر](5) رضي الله عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه إلى صاحب الامر عليه السلام من قم ونواحيها.

فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف، قال له أبوجعفر: قد بقي شئ مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شئ يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شئ فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك.

فمضى الرجل، فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره

___________________________________

(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " ليوضح.

(2) في نسخ " أ، ف، م " فأما.

(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 757 ح 43 وعن الاحتجاج: 471 نحوه.

وأخرجه في البحار: 25 / 329 ح 4 وإثبات الهداة: 3 / 763 ح 65 عن الاحتجاج.

(4) الظاهر أنه أبوالحسن بن كبرياء النوبختي الآتي ذكره في ح 348.

وفي إثبات الهداة ونسخ " أ، ف، م " أبوالحسن بن زكريا النوبختي.

(5) من نسخ " أ، ف، م " والبحار.

(*)

[295]



من كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي(وقد حملته)(1) إلى حضرتك، فقال له أبوجعفر: فإنه يقال: لك الثوبان السردانيان(2) اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل، فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله(3) وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر(فأخبره)(4).

فقال له أبوجعفر يقال لك: إمض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن، فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما(5) في جانبه، فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر، ومضى لوجهه إلى الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه، فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء(بهما)(6) إلى أبي جعفر، فسلمهما(7) إليه وقال له: لقد نسيتهما(8) لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون ذلك أحفظ لهما.

وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبوجعفر عن عجيب الامر الذي لا يقف إليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما أنفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد

___________________________________

(1) في البحار: إلا وقد حملت إليك.

(2) السردانية جزيرة كبيرة ببحر المغرب(قاله في القاموس).

ولعل الثواب السرداني منسوب إلى هذه الجزيرة.

(3) في نسخ " أ، ف، م " إلا وفتشه وحمله.

(4) ليس في نسخة " ف ".

(5) في نسخة " ف " وإنهما.

(6) ليس في نسخة " ف ".

(7) في نسخة " ف " وسلمهما.

(8) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أنسيتهما.

(*)

[296]



من يثقون به، ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب، لان الامر كان حادا(جدا)(1) في زمان المعتضد، والسيف يقطر دما كما يقال: وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن، وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله، وإنما يقال: إمض إلى موضع كذا وكذا، فسلم ما معك(من)(2) غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب، لئلا يوقف على ما تحمله منه(3).

250 - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي الكوفي رضي الله عنه أنه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمد بن عثمان العمري قدس سره: وأما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس: إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشئ أفضل من الصلاة(4) فصلها وارغم [أنف](5) الشيطان(6).

251 - [و](7) قال أبوجعفر بن بابويه في الخبر الذي روي(8) فيمن أفطر

___________________________________

(1) ليس في البحار.

(2) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 686 ح 97 والبحار: 51 / 316 ح 38.

(4) في البحار: بشئ مثل الصلاة، وفي نسخة " ف " فصليها بدل " فصلها ".

(5) من البحار.

(6) أخرجه في البحار: 53 / 182 ح 11 وج 83 / 146 ح 1 عن الاحتجاج: 479 وكمال الدين: 520 قطعة من ح 49 وفي الوسائل: 3 / 172 ح 8 عنهما وعن الفقيه: 1 / 498 ح 1427 والتهذيب: 2 / 175 ح 155 والاستبصار: 1 / 291 ح 1.

(7) من نسخ " أ، ح، ف، م ".

(8) رواه إبن عيسى في نوادره: 67 ح 140 وعنه الوسائل: 7 / 32 ح 13 وعن التهذيب: 4 / 208 ح 11 والاستبصار: 2 / 97 ح 6. وفي الوسائل المذكور ص 36 ح 2 عن التهذيبين ولكن في الوسائل " أو " بدل " و ".

وفي البحار: 96 / 281 ح 7 عن النوادر.

[297]



يوما في(1) شهر رمضان متعمدا أن عليه ثلاث كفارات: فإني أفتي به فيمن أفطر بجماع محرم عليه أو بطعام محرم عليه، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الاسدي(2) فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر بن عثمان العمري رضي الله عنه(3).

252 - أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون، عن أبي علي محمد بن همام، قال أبوعلي: وعلى خاتم أبي جعفر السمان رضي الله عنه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فسألته عنه فقال: حدثني أبومحمد يعني صاحب العسكر عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام(أنهم)(4) قالوا: كان لفاطمة عليها السلام خاتم فصه عقيق، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن عليه السلام، فلما حضرته الوفاة دفعه إلى الحسين عليه السلام.

قال الحسين عليه السلام فاشتهيت أن أنقش عليه شيئا، فرأيت في النوم المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام، فقلت له: يا روح الله ما أنقش على خاتمي هذا؟ قال: انقش عليه لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فإنه أول التوراة وآخر الانجيل(5).

253 - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام(6) قال: حدثنا، علي بن محمد الكليني، قال: كتب محمد بن زياد

___________________________________

(1) في نسخ " أ، ف، م " من.

(2) هو محمد بن جعفر بن عون الاسدي.

(3) الفقيه: 2 / 118 ذح 1892 وعنه الوسائل: 7 / 36 ح 3.

وأخرجه في البحار: 96 / 280 ح 4 عن الاحتجاج: 480 نقلا عن ابن بابويه.

(4) ليس في نسخة " ف " وكذا في نسختي " أ، م ".

(5) لم نجد له تخريجات.

(6) قال النجاشي: الحسن بن حمزة بن علي بن عبد(عبيد) الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بنعلي بن أبي طالب عليهم السلام، أبومحمد الطبري يعرف بالمرعش(المرعشي) كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنة 356 ومات سنة 358، له كتب منها كتاب في الغيبة كتاب جامع.

[298]



الصيمري يسأل صاحب الزمان عجل الله فرجه كفنا يتيمن بما يكون من عنده، فورد إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين فمات رحمه الله في [هذا](1) الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر(2).

254 - وأخبرني جماعة، عن أحمد بن محمد بن عياش(3)، قال حدثني ابن مروان الكوفي(4)، قال: حدثني ابن أبي سورة قال: كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر، فلما انتهيت [إلى](5) المسناة جلست إليها مستريحا، ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي: هل لك في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي، فأعلمته أني مضيق لا شئ معي ولا في يدي، فالتفت إلي فقال لي: إذا دخلت الكوفة فائت [دار](6) أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه، فإنه سيخرج إليك(7) وفي يده دم الاضحية، فقل له: يقال لك إعط هذا الرجل

___________________________________

(1) من نسخ " أ، ف، م ".

(2) عنه البحار: 51 / 317 ح 39 وعن فرج المهموم: 244 باسناده إلى الطبري ودلائل الامامة: 285 باسناده إلى علي بن محمد السمري.

وفي إثبات الهداة: 3 / 677 ح 73 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: 501 ح 26 عن علي بن محمد الصيمري نحوه وفي ص 701 ح 140 عن دلائل الامامة.

وأخرجه في البحار المذكور: 335 ح 59 ومنتخب الانوار المضيئة: 127 عن الكمال.

وتقدم نحو هذا الخبر في ح 243 بسند آخر عن علي بن زياد الصيمري، ولا يبعد تعدد القضية.

(3) قال النجاشي: أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري، أبوعبدالله، كان سمع الحديث فأكثر، واضطرب في آخر عمره.

وعنونه الشيخ أيضا في فهرسته ورجاله وقال: مات سنة 401.

(4) هو أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان الآتي ذكره في ح 255.

(5) من البحار وتبصرة الولي.

(6) من البحار وتبصرة الولي.

(7) في المصدر: عليك.

(*)

[299]



الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني ومضى لوجهه لا أدري أين سلك.

ودخلت الكوفة فقصدت [دار](1) أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري(2)، فقرعت [عليه](3) بابه كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الاضحية فقلت له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال: سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت(4).

255 - وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان(5)، قال: حدثني أبوعيسى محمد بن علي الجعفري وأبوالحسين محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا أبوسورة - قال أبو غالب: وقد رأيت ابنا لابي سورة، وكان أبوسورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين.

قال أبوسورة: خرجت إلى قبر أبي عبدالله عليه السلام أريد يوم عرفة فعرفت(6) يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد، وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي(7)، فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى(8) شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت

___________________________________

(1، 2) من البحار وتبصرة الولي.

(3) قال النجاشي: محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبوطاهر الزراري حسن الطريقة، ثقة عين، وله إلى مولانا أبي محمد عليه السلام مسائل والجوابات مات في سنة: 301 وكان مولده سنة: 237.

(4) عنه البحار: 51 / 318 ح 40 وإثبات الهداة: 3 / 687 ح 98 وتبصرة الولي ح 71.

(5) هو محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبوعبدالله البغدادي نزيل الكوفة، روى عن عبدالله بن ناجية وحامد بن شعيب(العبر: 2 / 150).

(6) عرفت من باب التفعيل، أي أدركت عرفة عند قبره عليه السلام.

(7) في البحار: مسيفي.

(8) في نسخ " أ، ف، م " على.

(*)

[300]



طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر.

قال أبوسورة: ثم أسفت على فراقه فاتبعته فقال لي: تعال فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي(1) على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري فيخرج إليك(2) من منزله وفي يده الدم من الاضحية(3) فقل له: شاب من صفته كذا يقول: لك صرة فيها عشرون دينارا جاء ك بها بعض إخوانك فخذها منه.

قال أبوسورة: فصرت إلى أبي طاهر [بن](4) الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته، فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت.

قال أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان - وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية - حدثت بهذا الحديث أبا الحسن(5) محمد بن عبيدالله العلوي ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق جاء ني رجل شاب فتوسمت(6) في وجهه سمة فانصرف(7) الناس كلهم، وقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض إخوانه ببغداد فقلت له: معك راحلة فقال: نعم في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئ بها، ووجهت معه غلاما فأحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك، وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال: فقلت له على أي طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى

___________________________________

(1) في الخرائج: الغري.

(2) في البحار والخرائج: فسيخرج.

(3) في نسختي " أ، ف " دم الاضحية.

(4) من البحار.

(5) في البحار وتبصرة الولي: أبا الحسين.

(6) توسمت في وجهه الخير أي تفرست(البحار).

وفي نسخ " أ، ف، م " فتأسمت.

(7) في نسخة " ف " والبحار: فصرفت الناس.

(*)

[301]



هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط(واتبع الراحلة)(1) فأركب إلى الخلف عليه السلام إلى المغرب.

قال أبوالحسن(2) محمد بن عبيدالله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتى نزل النجف وغاب عن عيني.

قال: أبوعبدالله محمد بن زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي(3) - وهو(من)(4) أحد مشايخ الحشوية - بهذين الحديثين فقال: هذا(5) حق جاء ني منذ سنيات ابن أخت أبي بكر [بن](6) النخالي العطار - وهو صوفي يصحب الصوفية - فقلت من أنت(7) وأين كنت؟ فقال لي: أنا مسافر(منذ)(8) سبع عشرة سنة، فقلت له: فأيش(9) أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت في الاسكندرية(10) في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له(أو)(11) غرفة فيصلي خلف الامام

___________________________________

(1) ليس في نسخة " ف " وفي البحار: وأبتع الراحلة.

(2) في البحار: أبوالحسين.

(3) في نسخ " أ، ف، م " وتبصرة الولي: التميمي، والظاهر أنه أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم المحدث، أبوبكر الكوفي.

قال في ميزان الاعتدال: مات في أول سنة 357.

وقال في تذكرة الحفاظ: رقم 852 الحافظ المسند الشيعي، أحمد بن محمد...محدث الكوفة، جمع في الحط على الصحابة وكان يترفض.وتوفي سنة 352 وقيل 351.

(4) ليس في نسخة " ف ".

(5) في نسخة " ف " هو.

(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(7) في البحار ونسخة " ف " أين.

(8) ليس في نسخ " ف، أ، م ".

(9) لغة عامية بمعنى " أي شئ " وكأنها مخففة من ذلك.

(10) في البحار ونسخ " أ، ف، م " بالاسكندرية.

(11) ليس في البحار