3 - فصل وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه (ع)...
فصل وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه عليه السلام...
وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد
فأكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها:
223 - أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي قال: حدثني شيخ ورد الري على أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي، فروى له حديثين في صاحب الزمان عليه السلام وسمعتهما منه كما سمع، وأظن ذلك قبل سنة ثلاثمائة أو قريبا منها، قال: حدثني علي بن إبراهيم الفدكي قال: قال الاودي(1).
بينا أنا في الطواف قد طفت ستة وأريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب، ومع هيبته متقرب إلى الناس، فتكلم فلم أر أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه، فيحدثهم ! ويحدثونه، فقلت: مسترشد أتاك فأرشدني هداك الله.
قال: فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه ما الذي دفع
___________________________________
(1) في الكمال والخرائج: الازدي، وهو أحمد بن الحسين بن عبدالملك، أبوجعفر الازدي(الاودي) كوفي، ثقة(رجال النجاشي، فهرست الشيخ).
(*)
[254]
إليك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقلت: حصاة فكشفت عن يدي، فإذا أنا بسبيكة من ذهب، [فذهبت](1) وإذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق، وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت: اللهم لا.
فقال:(أنا)(2) المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي أملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا، إن الارض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيام خروجي، فهذه أمانة في رقبتك فحدث(3) بها إخوانك من أهل الحق(4).
224 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن خلف، قال: نزلنا مسجدا في المنزل: المعروف بالعباسية، - على مرحلتين من فسطاط مصر - وتفرق غلماني في النزول وبقي معي في المسجد غلام أعجمي [فرأيت](5) في زاويته شيخا كثير التسبيح فلما زالت الشمس ركعت [وسجدت](6) وصليت الظهر في أول وقتها، ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأكل معي(فأجابني)(7).
فلما طعمنا سألت(8) عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته
___________________________________
(1) من البحار، وفيه: فإذا بدل " وإذا ".
(2) ليس في الاصل.
(3) في نسخ " أ، ف "، م " تحدث.
(4) عنه البحار: 52 / 1 ح 1 وعن الخرائج: 2 / 784 ح 110 عن علي بن إبراهيم الفدكي وكمال الدين: 444 ح 18 بإسناده عن الازدي باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 670 ح 39 عن كتابنا هذا وعن الكمال وإعلام الورى: 421 نقلا عن ابن بابويه.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 573 وتبصرة الولي: ح 45 عن الكمال، وفي فرج المهموم: 258 عن الخرائج.
(5) من البحار ونسخ " أ، ح، ف، م ".
(6) من نسخة " ف ".
(7) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(8) في البحار ونسخ " أ، ف، م " سألته.
(*)
[255]
(ومقصده)(1)، فذكر أن اسمه محمد بن عبدالله(2)، وأنه من أهل قم، وذكر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق ويتنقل في البلدان والسواحل، وأنه أوطن مكة والمدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الاخبار ويتبع الآثار.
فلما كان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ثم صار إلى مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته، ثم صلى فخرج وسعى، فاتبعته وأوقع الله عزوجل في نفسي أنه صاحب الزمان عليه السلام.
فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره فلما قربت منه إذ أنا بأسود(3) مثل الفنيق(4) قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاك الله؟ فأرعدت ووقفت، وزال الشخص عن بصري وبقيت متحيرا.
فلما طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي(5) بزجرة الاسود، فخلوت بربي عزوجل أدعوه وأسأله بحق رسوله وآله عليهم السلام أن لا يخيب سعيي وأن يظهر لي ما يثبت بن قلبي ويزيد في بصري.
فلما كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلى الله عليه وآله فبينا أنا(أصلي)(6) في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني فإذا محرك يحركني فاستيقظت فإذا أنا بالاسود فقال: ما خبرك؟ وكيف كنت؟ فقلت: الحمد لله(7) وأذمك فقال: لا تفعل فإني أمرت بما خاطبتك به، وقد أدركت خيرا كثيرا،
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) في البحار: عبيدالله.
(3) إذ أنا بأسود: أي برجل أسود.
(4) الفنيق: بالفاء والنون، الفحل الكريم من الابل لا يؤذى لكرامته على أهله ولا يركب، والتشبيه في العظم والكبر(البحار).
(5) في نسخ " أ، ف، م " في انصرافي.
(6) ليس في البحار.
(7) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أحمد الله.
(*)
[256]
فطب نفسا وازدد من الشكر لله عزوجل ما أدركت وعاينت، ما فعل فلان؟ وسمى بعض إخواني المستبصرين فقلت: ببرقة، فقال: صدقت ففلان؟ وسمى رفيقا لي مجتهدا في العبادة، مستبصرا في الديانة، فقلت: بالاسكندرية، حتى سمى لي عدة من إخواني.
ثم ذكر اسما غريبا فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، فقال: كيف تعرفه وهو رومي؟ فيهديه(1) الله فيخرج ناصرا من قسطنطينية، ثم سألني عن رجل آخر فقلت: لا أعرفه، فقال: هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام إمض إلى أصحابك فقل لهم: نرجوا أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين وفي الانتقام من الظالمين، ولقد لقيت جماعة من أصحابي وأديت إليهم وأبلغتهم ما حملت وأنا منصرف وأشير عليك أن لا تتلبس بما يثقل به ظهرك، ويتعب(2) به جسمك وأن تحبس نفسك على طاعة ربك، فإن الامر قريب إن شاء الله تعالى.فأمرت خازني فأحضر لي(3) خمسين دينارا وسألته قبولها فقال: يا أخي قد حرم الله علي أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه كما أحل لي أن آخذ منك الشئ إذا إحتجت إليه فقلت له: هل سمع هذا الكلام منك أحد غيري من أصحاب السلطان؟ قال: نعم(أخوك)(4) أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان، وقد استأذن للحج تأميلا أن يلقى من لقيت، فحج أحمد بن الحسين الهمداني رحمه الله في تلك السنة فقتله ذكرويه بن مهرويه، وافترقنا وانصرفت إلى الثغر.
ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر(5) من ولد الحسين
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " يهديه الله.
(2) في البحار: تتعب.
(3) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فأحضرني.
(4) ليس في الاصل.
(5) هو طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله الاعرج بن الحسين الاصغر ابن الامام علي بن الحسين عليهما السلام.
قال الفخري في أنساب الطالبيين ص 58: طاهر أبوالقاسم العالي المحدث بالمدينة شيخ الحجاز، وهو بطن.
(*)
[257]
الاصغر(1)، يقال إنه يعلم من هذا الامر شيئا فثابرت عليه حتى أنس بي، وسكن لي(2) ووقف على صحة عقيدتي، فقلت له: يا بن رسول الله بحق آبائك الطاهرين عليهم السلام لما جعلتني مثلك في العلم بهذا الامر، فقد شهد(3) عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبدالله بن سليمان بن وهب(4) إياي لمذهبي واعتقادي وأنه أغرى بدمي مرارا فسلمني الله منه.
فقال: يا أخي اكتم ما تسمع مني الخبر في هذه الجبال، وإنما يرى العجائب الذين(5) يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها، وقد نهينا عن الفحص والتفتيش، فودعته وانصرفت عنه(6).
225 - وأخبرني أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الكاتب، عن أبي عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد(محمد خ ل)(7) الجعفري قال، حججت سنة ست وثلاثمائة، وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة، ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت
___________________________________
(1) الحسين الاصغر: عده الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام قائلا: أخو الباقر وعم الصادق عليهما السلام.تابعي، مدني، مات سنة " 157 ".
وقال المفيد - رحمه الله - في الارشاد: كان فاضلا ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام، وعمته فاطمة بنت الحسين، وأخيه أبي جعفر عليهما السلام.
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " إلي.
(3) أي قد حضر عندي من تعرفه بالوثاقة مخبرا بقصد القاسم إياي لمذهبي " وفي البحار " غرضه بيان أنه مضطر في الخروج خوفا من القاسم لئلا يبطأ عليه بالخبر أو أنه من الشيعة قد عرفه بذلك المخالف والمؤالف " انتهى ".
(4) في البحار: القاسم بن عبيدالله وفي نسخ " أ، ف، م " القاسم بن عبيدالله بن سليمان وهب، وفي نسخة " ح " القاسم بن عبدالله(عبيدالله خ ل).
(5) في نسخ " أ، ف، م " ترى العجائب الذي.
(6) عنه البحار: 52 / 3 ح 2 وتبصرة الولي ح 62.
وقطعة منه في الايقاظ من الهجعة: 270 ح 76.
(7) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[258]
من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم: مم تعجب؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك.
فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي؟ فقال: تحب أن ترى صاحب زمانك؟ قلت نعم، فأومأ إلى أحد الاربعة، فقلت(له)(1): إن له دلائل وعلامات فقال: أيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة، وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة(2).
226 - أحمد بن علي، الرازي، عن محمد بن علي(3)، عن محمد بن عبد ربه الانصاري(4) الهمداني، عن أحمد بن عبدالله الهاشمي من ولد العباس قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى يوم توفي، وأخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود ننتظر، حتى خرج إلينا(5) غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به.
فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا
___________________________________
(1) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 52 / 5 ح 3 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 93 وتبصرة الولي: ح 63 وعن الخرائج: 1 / 466 ح 13.
وقطعة منه في الايقاظ من الهجعة: 355 ح 97.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 611 ح 83 عن الخرائج.
ورواه في ثاقب المناقب: 270 عن يوسف بن أحمد الجعفري مختصرا.
(3) هو محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكين بن بندار بن داد مهر بن فرح زاد بن مياذرماه بن شهريار الاصغر، قاله النجاشي، ثم قال: وكان لقب سكين بسبب إعظامهم له وكان ثقة، عينا، صحيح الاعتقاد، جيد التصنيف.
وعنونه الشيخ في الفهرست إلى أن قال: وأخبرنا أيضا جماعة، عن التلعكبري عنه.
(4) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام، قائلا: محمد بن عبد ربه الانصاري، أجاز التلعكبري جميع حديثه.
(5) في البحار ونسخة " ف " علينا وكذا في نسختي " أ، م ".
(*)
[259]
خلفه، فصلى عليه ومشى، فدخل بيتا غير الذي خرج منه.
قال أبوعبدالله الهمداني فلقيت بالمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن محمد التبريزي، فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم(1) منه شئ، قال: فسألت الهمداني فقلت: غلام عشاري القد أو عشاري السن لانه روي أن الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين وكانت غيبة(2) أبي محمد عليه السلام سنة ستة ومائتين بعد الولادة بأربع سنين.
فقال: لا أدري هكذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم: عشاري القد(3).
227 - عنه، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار(بمكة)(4) وجماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران(فاحتج)(5) محرم بهما، وفي يده نعلان.
فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا وجلس متوسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ [قلنا: وما كان يقول؟](6) قال: كان يقول:
___________________________________
(1) في البحار: يقال ما خرمت منه شيئا أي ما نقصت، وعشاري القد هو أن يكون له عشرة أشبار.
(2) المراد بغيبته وفاته عليه السلام، وكانت في تلك السنة كما صرحت به التواريخ والروايات، وفي تلك السنة وقعت الغيبة الكبرى.
(3) عنه البحار: 52 / 5 ح 4 وتبصرة الولي: ح 64.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) ليس في البحار.
(6) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[260]
" اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا ".
ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف وأنسينا أن نذكره أمره، وأن نقول من هو؟ وأي شئ هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت فخرج علينا من الطواف، فقمنا له كقيامنا(1) بالامس، وجلس في مجلسه متوسطا، فنظر يمينا وشمالا وقال(2): أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا وما كان يقول؟ قال: كان يقول: " إليك رفعت الاصوات [ودعيت الدعوات ولك](3) عنت الوجوه، ولك وضعت(4) الرقاب، وإليك التحاكم في الاعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة، يا من قال: " ادعوني استجب لكم " يا من قال: " إذا(5) سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " ويا من قال: " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور(6) الرحيم " لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين يديك المسرف، وأنت القائل " لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ".
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء - فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " كقيامنا له بالامس.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فقال.
(3) من البحار.
(4) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وخضعت.
(5) في البحار ونسخة " ف " وإذا.
(6) في البحار: هو العزيز.
(*)
[261]
عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا(1): وما كان يقول؟ قال: كان يقول: " يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد(2) خزائنه، يا من له خزائن السماوات والارض، يا من له خزائن ما دق وجل لا تمنعك(3) إساء تي من إحسانك، أنت تفعل بي الذي أنت أهله،(فإنك)(4) أنت أهل الكرم والجود، والعفو والتجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله، فإني أهل العقوبة وقد استحققتها، لا حجة(لي)(5) ولا عذر لي عندك، أبوء لك بذنوبي كلها وأعترف بها كي تعفو عني، وأنت أعلم بها مني، أبوء لك بكل ذنب أذنبته، وكل خطيئة احتملتها، وكل سيئة عملتها، رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الاعز الاكرم ".
وقام ودخل(6) الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال: كان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب -.
" عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه غيرك ".
ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا، فقال: يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله تعالى - وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر - ثم قام ودخل(7) الطواف فما بقي منا أحد إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فقلت.
(2) في البحار ونسخة " ح " لا ينفذ.
(3) في البحار ونسخة " ح " لا يمنعك.
(4) ليس في البحار ونسخ " أ، ف، م " وفي البحار: فأنت أهل الجود والكرم.
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فدخل.
(7) في البحار ونسخ " أ، ح، ف، م " فدخل.
(*)
[262]
أن نتذاكر أمر إلا في آخر يوم.
فقال لنا أبوعلي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم، فقلنا: وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان عليه السلام.
قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها، قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها، قلت: ومن هم؟ قال: بنو هاشم، قلت: [و](1) من أي بنو هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة وأسناها، قلت: ممن قال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى والناس نيام.
قال: فعلمت أنه علوي فأحببته على العلوية، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا(2): نعم يحج معنا في كل سنة ماشيا، فقلت: سبحان الله(والله)(3) ما أرى به أثر مشي قال: فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، ونمت من ليلتي(4) تلك، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أحمد(5) رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك(و)(6) هو صاحب زمانك.
قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنه كان ينسى أمره إلى وقت ما حدثنا به.
وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي
___________________________________
(1) من نسخة " ف ".
(2) في نسخة " ف " فقالوا.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) في نسخ " أ، ف، م " في ليلتي.
(5) في الاصل يا أبا أحمد.
(6) ليس في البحار.
(*)
[263]
محمد بن همام، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن محمد بن جعفر بن عبدالله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري وساق الحديث بطوله(1).
228 - وأخبرنا جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل - ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه - عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال: دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي(2) فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال(3): يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجة كلا أطلب به عيان الامام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم ! قد أذن الله لي في الحج، فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت، فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي ونهاري.
فلما كان(4) وقت الموسم أصلحت أمري، وخرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أجد له أثرا ولا سمعت له خبرا، فأقمت مفكرا في أمري حتى خرجت من المدينة أريد مكة، فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير، وهو
___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 6 ح 5 وعن كمال الدين: 470 ح 24 بأسانيد مختلفة باختلاف ودلائل الامامة: 298 بإسناده عن التلعكبري.
وأخرجه في ج 94 / 187 ح 2 عن الكمال وعن العتيق الغروي نحوه، وفي تبصرة الولي ح 50 عن ابن بابويه.
وفي ج 95 / 157 ح 7 ذكر دعاء " اللهم إني أسألك "، ومن قوله " إليك رفعت " إلى قوله عليه السلام " جميعا " في البحار: 86 / 27 ح 21 عن كتابنا هذا وعن الكمال ومصباح المتهجد: 51 والبلد الامين: 12 وجنة الامان: 24.
وفي مستدرك الوسائل: 5 / 70 ح 3 عن كتابنا هذا والكمال ودلائل الامامة كما في البحار: 86.
ورواه في نزهة الناظر: 147 بإسناده عن التلعكبري.
وفي فلاح السائل: 179 بإسناده إلى أبي جعفر الطوسي.
(2) في نسخ " أ، ف، م " بالاهواز.
(3) في البحار: قال.
(4) في نسختي " ف، ح " كان(حان خ ل) وفي نسختي " أ، م " حان.
(*)
[264]
على أربعة أميال من الجحفة، فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم، وخرجت أريد عسفان، فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت وأعتكفت(1).
فبينا أنا ليلة في الطواف، إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته(2) طائف حول البيت، فحس قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي من أين الرجل؟ فقلت: من أهل [العراق فقال: من أي](3) العراق؟ قلت: من الاهواز.
فقال لي: تعرف(4) بها الخصيب(5)؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار(6)؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم.
فقال: حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقلت: معي قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت(7) عيناه(بالدموع)(8) وبكى منتحبا حتى بل أطماره، ثم قال: أذن لك الآن يا بن مازيار، صر إلى رحلك وكن على أهبة من أمرك، حتى إذا لبس الليل جلبابه، وغمر الناس ظلامه، سر(9) إلى شعب بني عامر ! فإنك ستلقاني هناك فسرت(10) إلى منزلي.
___________________________________
(1) في نسخة " ف " اعتكف.
(2) في نسختي " ف، م " مشيه.
(3) من نسخ " أ، ف، م " والبحار وفيه: فقال لي من أي.
(4) في نسخ " أ، ف، م " أتعرف.
(5) في البحار [ابن] الخضيب.
(6) ينبئ كلامه هذا أن مهزيار أصله مازيار فتحرر.
(7) يقال: تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع.
(8) ليس في البحار.
(9) في البحار: صر.
(10) في البحار: فصرت.
(*)
[265]
فلما أن أحسست(1) بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي وعكمته(2) شديدا، وحملت وصرت في متنه وأقبلت مجدا في السير حتى وردت الشعب، فإذا أنا بالفتى قائم ينادي يا أبا الحسن إلي، فما زلت(3) نحوه، فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي: سر بنا يا أخ فما زال يحدثني وأحدثه حتى تخرقنا(4) جبال عرفات، وسرنا إلى جبال منى، وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف.
فلما أن كان هناك أمرني بالنزول وقال لي: إنزل فصل صلاة الليل، فصليت، وأمرني بالوتر فأوترت، وكانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود والتعقيب، ثم فرغ من صلاته وركب، وأمرني بالركوب وسار وسرت معه حتى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا.
فلما أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الامل والرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ فسار وسرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة وسار في أسفله، فقال: إنزل فها هنا يذل كل صعب، ويخضع كل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام، لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج(5) منه إلا مؤمن، فخليت من(6) زمام راحلتي، وسار وسرت معه إلى أن دنا من باب الخباء، فسبقني بالدخول وأمرني أن أقف حتى يخرج إلي.
ثم قال لي: أدخل هنأك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخرى، وقد كسر بردته على عاتقه، وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف
___________________________________
(1) في البحار: حسست.
(2) الضمير راجع إلى الراحلة والراحلة تؤنث وتذكر وفي البحار: عكمتها.
(3) فما زلت نحوه: أي أنحو نحوه.
(4) تخرقنا: بالخاء المعجمة والراء المشددة أي قطعنا.
(5) في الاصل: ولا يخرجه.
(6) في البحار: عن زمام.
(*)
[266]
عليها الندى، وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الانف، سهل الخدين، على خده الايمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق، فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، وهم بين القوم أذلاء فقال لي: يا بن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء، فقلت، سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب، فقال: يا بن المازيار(أبي)(1) أبومحمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم(ولعنهم)(2) ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلى عفرها(3)، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت يا سيدي متى يكون هذا الامر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر(4) واستدار بهما(5) الكواكب والنجوم، فقلت متى يا بن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض(من)(6) بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر.
قال، فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي
___________________________________
(1) ليس في نسختي " ف، م ".
(2) ليس في البحار.
(3) في نسخة " ف " أقفرها وفي البحار: ونسختي " أ، م " قفرها.
(4) لعل المراد قرب الامر بقيام الساعة التي يكون فيها اجتماع الشمس والقمر، ولا يبعد أن يكون الشمس والقمر والنجوم كنايات عن الرسول وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين.ويمكن الحمل على ظاهره(البحار).
(5) في نسخة " ف " بها.
(6) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)
[267]
وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(1).
229 - وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وغيره، عن محمد بن يعقوب الكليني(2)، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد(3).
قال شهدت نسيما(4) آنفا بسر من رأى، وقد كسر باب الدار فخرج إليه وبيده طبرزين، فقال ما تصنع في داري؟.
قال(نسيم)(5): إن جعفرا زعم أن أباك مضى ولا ولد له، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك، فخرج عن الدار.
قال علي بن قيس: فقدم علينا غلام من خدام الدار فسألته عن هذا الخبر، فقال: من حدثك بهذا؟ قلت(6): حدثني بعض جلاوزة السواد، فقال لي: لا يكاد يخفى على الناس شئ(7).
___________________________________
(1) عنه تبصرة الولي ح 65، وفي البحار: 52 / 9 ح 6 عنه وعن دلائل الامامة: 296 بإسناده عن علي بن إبراهيم بن مهزيار نحوه مختصرا.
وأخرجه في تبصرة الولي: ح 60 عن دلائل الامامة.
وقطعة منه في نور الثقلين: 4 / 96 ح 10 وج 5 / 461 ح 4.
وقطعة منه أيضا في الايقاظ من الهجعة: 355 ح 97 بسند ح 224 المتقدم.
(2) الكافي: 1 / 331 ح 11 وعنه تبصرة الولي: ح 31.
(3) جلاوزة: جمع جلواز بكسر الجيم، بمعنى الشرطي وأعوان العمال من فراش ونحوه، والسواد هو سواد الكوفة والعراق وسائر البلاد وبساتينها وقراها، وغلب إطلاق السواد على سود الكوفة وبغداد.
(4) قوله شهدت نسيما: هكذا في نسخ الكتاب والبحار نقلا منه، ولكن في الكافي سيما بدون نون بدل نسيما في هذا المقام، وفي قوله قال نسيم، وكذا في شرح المولى محمد صالح المازندراني والمولى خليل القزويني، قال الاول أنه - أي سيما - من عبيد جعفر الكذاب، وقال الثاني أنه واحد من معتمدي الخليفة(انتهى).
(5) ليس في نسخة " ف ".
(6) في نسخة " ف " فقلت.
(7) عنه البحار: 52 / 13 ح 7.
(*)
[268]
230 - وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام(1) - وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال: رأيته بين المسجدين(2) وهو غلام(3).
231 - وبهذا الاسناد، عن خادم لابراهيم بن عبدة النيسابوري(4) قال: كنت واقفا مع إبراهيم على الصفا فجاء غلام(5) حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدثه بأشياء(6).
232 - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن إدريس(7) قال: رأيته بعد مضي أبي محمد عليه السلام حين أيفع(8) وقبلت يديه ورأسه(9).
___________________________________
(1) هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام.
(2) قال في البحار: لعل المراد بالمسجدين، مسجدا: مكة والمدينة.
(3) عنه البحار: 52 / 13 ح 8 وعن إرشاد المفيد: 350 بإسناده عن الكليني.
وأخرجه في إعلام الورى: 396 وتبصرة الولي: ح 22 و 101 عن الكافي: 1 / 330 ح 2.
وفي كشف الغمة: 2 / 449 والمستجاد: 529 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
(4) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام قائلا: إبراهيم بن عبدة النيسابوري.
وورد في التوقيع الذي خرج لاسحاق بن إسماعيل: وأنت رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن عبدة - وفقه الله - أن يعمل بما ورد عليه في كتابي إلى أن قال: وعلي إبراهيم بن عبدة سلام الله ورحمته وعليك يا إسحاق(رجال الكشي ترجمة إسحاق بن إسماعيل).
(5) في الكافي: فجاء عليه السلام وهو الاظهر.
(6) عنه البحار: 52 / 13 ح 19 وعن إرشاد المفيد: 35 بإسناده عن الكليني.
وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 530 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
وفي تبصرة الولي: ح 24 و 105 عن الكافي: 1 / 331 ح 6.
وفي إعلام الورى: 397 عن محمد بن يعقوب.
(7) عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الهادي عليه السلام.
(8) أيفع الغلام إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم(مجمع البحرين).
(9) عنه البحار: 52 / 14 ح 10 وعن إرشاد المفيد: 350 - بإسناده عن الكليني - الكافي: 1 / 331 ح 8. وأخرجه في إعلام الورى: 397 وتبصرة الولي ح 28 و 107 عن محمد بن يعقوب.
وفي كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 531 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن الارشاد.
(*)
[269]
233 - وبهذا الاسناد، عن أبي علي بن مطهر(1) قال: رأيته ووصف قده(2).
234 - أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة - وهو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي وكان زيديا - قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله أنه خرج إلى الحير قال: فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا، فجئنا إلى المشرعة.
فقال لي: يا با سورة أين تريد؟ فقلت: الكوفة، فقال لي: مع من؟ قلت مع الناس، قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي، قلت: ومن معنا؟ فقال: ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك، فإن شئت فامض.
ثم قال لي: تمر إلى ابن الزراري(3) علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له لا يدفعه إلي، فقال لي: قل له: بعلامة أنه كذا وكذا دينارا وكذا وكذا درهما، وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا مغطى، فقلت له: ومن أنت؟ قال(4): أنا محمد بنالحسن(5)، قلت: فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة؟ فقال: أنا وراك، قال: فجئت إلى ابن الزراري(6) فقلت له: فدفعني، فقلت
___________________________________
(1) عده البرقي في رجاله من أصحاب الهادي عليه السلام قائلا: أحمد بن محمد بن مطهر، ووصفه الصدوق في مشيخة الفقيه بصاحب أبي محمد عليه السلام.
(2) عنه البحار: 52 / 14 ح 11.
وأخرجه في تبصرة الولي: ح 23 و 104 عن الكافي: 1 / 331 ح 5 وفي كشف الغمة: 2 / 450 والمستجاد: 530 والصراط المستقيم: 2 / 240 عن إرشاد المفيد: 350.
بإسناده عن الكليني باختلاف.
(3) في نسخ " أ، ف، م " ابن الدراري.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فقال.
(5) أي المهدي عليه السلام.
(6) في نسخ " أ، ف، م " ابن الدراري.
(*)
[270]
له: [العلامات التي قال لي وقلت له:](1) قد قال لي: أنا وراك، فقال: ليس بعد هذا شئ، وقال لم يعلم بهذا إلا الله تعالى ودفع إلي المال(2).
235 - وفي حديث آخر عنه وزاد فيه: قال أبوسورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي(3) وبعيلتي، فلم يزل يماشيني حتى انتهينا إلى النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، ثم قال(لي)(4): امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى، فاقرأ عليه السلام وقل له: يقول لك الرجل إدفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار.
وإني مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقال:(5) من هذا؟ فقلت قولي لابي الحسن: هذا أبوسورة، فسمعته يقول: ما لي ولابي سورة، ثم خرج إلي فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر، فدخل وأخرج إلي مائة دينار فقبضتها، فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه.
قال أحمد بن علي: وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبدالله بن الحسن بن بشر الخزاز وغيرهما، وهو مشهور عندهم(6).
___________________________________
(1) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه تبصرة الولي ح 66.
وفي البحار: 52 / 14 ح 12 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 94 عنه وعن الخرائج: 1 / 471 مختصرا.
وأخرجه في مدينة المعاجز: 613 ح 91 عن الخرائج.
(3) في نسخة " ف " بصنعتي وفي نسخة " ح " بضيعتي(بضيقي خ ل) وفي البحار: بضيقتي.
(4) ليس في نسخة " ف ".
(5) لعل هنا سقطا والصحيح فقالت جارية من هذا.
(6) عنه تبصرة الولي: ح 67 وفي البحار: 52 / 15 ذح 12 وإثبات الهداة: 3 / 684 ح 95 عنه وعن الخرائج: 1 / 471 ذح 15 مختصرا.
وأخرجه في منتخب الانور المضيئة: 161 عن الخرائج.
(*)
[271]
236 - وروى محمد بن يعقوب رفعه، عن الزهري قال: طلبت هذا الامر طلبا شاقا حتى ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان عليه السلام، فقال لي: ليس إلى ذلك وصول، فخضعت فقال لي: بكر بالغداة، فوافيت(1) فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها، وأطيبهم رائحة بهيئة التجار، وفي كمه شئ كهيئة التجار.
فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إلي(2)، فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت، ثم مر ليدخل الدار - وكانت من الدور التي لا يكترث(3) لها - فقال العمري إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا، فذهبت لاسأل فلم يسمع ودخل الدار، وما كلمني بأكثر من أن قال: ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم(4)، ملعون معلون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم(5) ودخل الدار(6).
237 - أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن محمد بن خاقان(7) الدهقان، عن أبي سليمان داد بن غسان(8) البحراني قال: قرأت على
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " فوافقت وفي البحار: واستقبلني.
(2) أي أومأ إلي أنه الحجة عليه السلام.
(3) لا يكترث لها أي لا يعبأ ولا يبالي بها(من حاشية نسخة الاصل).
(4) لعل لفظ " العشاء " مصحف والصحيح " المغرب " وذلك لان وقته المسنون يبتدئ من سقوط الحمرة إلى سقوط الشفق المساوق لاشتباك النجوم، فمن أخر صلاة المغرب عن اشتباك النجوم خالف السنة.
(5) المراد إلى أن تغيب النجوم.
(6) عنه تبصرة الولي ح 68.
وفي البحار: 52 / 15 ح 13 عنه وعن الاحتجاج: 479 وأخرجه في الوسائل: 3 / 147 ح 7 عن الاحتجاج نحوه.
ورواه في منتخب الانوار المضيئة: 142 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى الزهراني باختلاف يسير.
(7) في البحار: عبيدالله بن محمد بن جابان، وفي نسخة " ح " جابان.
(خاقان خ ل) وفي نسختي " أ، ف " حانان.
(8) في الاصل: عنان.
(*)
[272]
أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي(1) [قال:](2) مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ولد عليه السلام بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، أمه صقيل ويكنى أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " اسمه كاسمي(3) وكنيته كنيتي "، لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان عليه السلام.
قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام في المرضة التى مات فيها وأنا(4) عنده، إذ قال لخادمه عقيد - وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربى الحسن عليه السلام - فقال [له](5) يا عقيد إغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له ثم جاء ت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام.
فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام، فتركه من يده، وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به.
قال أبوسهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك
___________________________________
(1) قال النجاشي: إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم، له جلالة في الدنيا يجري مجرى الوزراء.وعنونه الشيخ في الفهرست وكناه بأبي سهل.
(2) من البحار ونسختي " ف، م ".
(3) في نسخ " أ، ف، م " إسمه إسمي.
(4) في نسخ " أ، ف، م " فأنا.
(5) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(*)
[273]
بالخروج إليه، إذا جاء ت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام.
قال أبوسهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه(1) الحسن عليه السلام بكى وقال: يا سيد أهل بيته إسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: هيئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه.
فقال له أبومحمد عليه السلام: إبشر يا بني فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على(2) أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولدك رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت خاتم [الاوصياء](3) الائمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله صلى الله عليه وآله، وسماك وكناك، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت، ربنا إنه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين(4).
238 - عنه، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني - في منصرفه من إصفهان - قال: حججت في سنة إحدى وثمانين
___________________________________
(1) في نسخة " ف " فلما رأى.
(2) في نسخة " ف " في أرضه.
(3) من نسخ " أ، ف، م ".
(4) عنه البحار: 52 / 16 ح 14 وتبصرة الولي: ح 69 والعوالم: 15 الجزء 3 / 297 ح 2.
وفي إثبات الهداة: 3 / 415 ح 55 مختصرا، وفي ص 509 ح 325 صدره وذيله.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 142 عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى إسماعيل بن علي باختلاف يسير.
(*)
[274]
ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا.
فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا دارا في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة عليها السلام تسمى دار الرضا عليه السلام، وفيها عجوز سمراء فسألتها - لما وقفت على أنها دار الرضا عليه السلام - ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سميت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى عليهما السلام، أسكنيها(1) الحسن بن علي عليهما السلام، فإني كنت من خدمه.
فلما سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الامر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، ونغلق الباب ونلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنا ندير خلف الباب.
فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل، ورأيت الباب قد انفتح ولا أرى أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة(2) أسمر إلى الصفرة(3) ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنع به وفي رجله نعل طاق(4) فصعد إلى الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن، وكانت تقول لنا: إن في الغرفة ابنة(5) لا تدع أحدا يصعد إليها، فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضئ في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها، ثم أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين(6) معي يرون مثل ما
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أسكننيها.
(2) رجل ربعة أي معتدل القامة لا طويل ولا قصير.
(3) أي يميل إليها، وما هو قليل اللحم أي متوسط بين الهزل والسمن وقيل: إن(ما هو) من تتمة سابقه، و " إلى الصفرة ما هو " بمعنى يميل إليها قليلا وما هو بأصفر وهو تعبير شائع(من حاشية الاصل).
(4) أي من غير أن يلبس معه شيئا من جورب ونحوه(البحار).
(5) في البحار: إبنته.
(6) في البحار: الذي.
(*)
[275]
أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل(1) يختلف إلى إبنة العجوز، وأن يكون قد تمتع بها فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة، وهذا حرام لا يحل فيما زعموا، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجئ(2) إلى الباب وإذا الحجر على حاله الذي(3) تركناه، وكنا نغلق هذا الباب خوفا على متاعنا، وكنا لا نرى أحدا يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى وقت ننحيه إذا خرجنا.
فلما رأيت هذه الاسباب ضرب على قلبي ووقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لاسألك عن أمر، فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك، فقلت ما أردت أن تقولي؟ فقالت: يقول(4) لك - ولم تذكر أحدا - لا تخاشن(5) أصحابك وشركاء ك ولا تلاحهم(6)، فإنهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول، فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت أي أصحابي تعنين؟ فظننت(7) أنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجا معي قالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتى هربت واستترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك، فقلت لها ما تكونين أنت من الرضا؟.
___________________________________
(1) في البحار: أن هذا الرجل.
(2) في نسخ " أ، ف، م " يجئ.
(3) في البحار: التي.
(4) في نسخة " ف " يقول: أي المولى سلام الله عليه، وكذا نسخة " أ ".
(5) خاشنه ضد لاينه وفي البحار: لا تحاشن وحاشن بمعنى شاتم.
(6) الملاحات: المنازعة والمعادات.
(7) في نسختي " أ، ف " والبحار: وظننت.
(*)
[276]
فقالت كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام، فلما استيقنت ذلك قلت: لاسألنها(1) عن الغائب عليه السلام، فقلت: بالله عليك رأيته(2) بعينك، فقالت: يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلى وبشرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه(3) في آخر عمري، وقال لي: تكونين له كما كنت لي، وأنا اليوم منذ كذا بمصر(4) وإنما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجه بها إلي على يدي(5) رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه(6) فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو.
فأخذت عشرة دراهم صحاحا، فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لالقيها في مقام إبراهيم عليه السلام، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام وأعظم ثوابا، فقلت لها: إدفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام، وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل، وإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت، فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حق إجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منا(7) بدلها وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي: الذي أمرت به عن الرجل.
ثم كان معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب، فقالت ناولني
___________________________________
(1) في البحار ونسخة " ف " لاسألها.
(2) في نسختي " أ، ف " رأيتيه.
(3) في نسخ " أ، ف، م " أره.
(4) في نسخة " ح " بمصر(بمصبر خ ل).
(5) في البحار ونسخة " ف " على يد رجل.
(6) إلى هنا إنتهى كلام المرأة وقوله " فوقع في قلبي " الخ من كلام يوسف بن يعقوب الراوي.
(7) في نسخ " أ، ف، م " منها.
(*)
[277]
فإني أعرفها(1)، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ فقالت: لا يمكنني أن أقرأ(2) في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت: صحيح وفي التوقيع أبشركم ببشرى ما بشرت به(إياه)(3) وغيره.
ثم قالت: يقول لك إذا صليت على نبيك صلى الله عليه وآله.
كيف تصلي(عليه)(4)؟ فقلت أقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
فقال(5) لا إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم وسمهم، فقلت(6): نعم، فلما كانت من الغد نزلت ومعها دفتر صغير، فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة، فأخذتها وكنت أعمل بها، ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم.
وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه - أعني الضوء - ولا أرى أحد حتى يدخل المسجد، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم، ورأيت(7) العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع فيكلمونها وتكلمهم ولا أفهم عنهم(8)، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد.
نسخة الدفتر الذي خرج: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم
___________________________________
(1) في البحار ونسخ " أ، ف، م " أعرفه.
(2) في البحار: لا يمكنني أن أقرأه.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م " وفي البحار: ما بشرته به.
(4) ليس في البحار.
(5) في البحار: فقالت.
(6) في نخسة " ف " قلت.
(7) في نسخة " ف " فرأيت.
(8) في البحار: عينهم وفي نسخة " ح " عينهم(عنهم خ ل).
(*)
[278]
النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله.
اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج(1) حجته وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة، والدرجة والوسيلة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الاولون والآخرون.
وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين وحجة رب العالمين.
وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
___________________________________
(1) في البحار: أفلح.
(*)
[279]
وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.
وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.
اللهم صل على محمد وأهل بيته الائمة الهادين المهديين العلماء الصادقين، الابرار المتقين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفاء ك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم نورك، ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك.
اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.
اللهم صل على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك.
اللهم أعز نصره، ومد في عمره، وزين الارض بطول بقائه.
اللهم اكفه بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائدين، وادحر(1) عنه إرادة الظالمين.
وتخلصه(2) من أيدي الجبارين.
اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير.
اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا، خالصا مخلصا لا
___________________________________
(1) في البحار: وازجر وكلاهما بمعنى الطرد.
(2) في البحار: وخلصه.
(*)
[280]
شك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه.
اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، وأهدم بعزته كل ضلالة، واقصم(1) به كل جبار، واخمد بسيفه(2) كل نار، وأهلك بعدله كل جبار(3)، وأجر حكمه على كل حكم وأذل لسلطانه(4) كل سلطان.
اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده، واستأصل من(5) جحد حقه، واستهان بأمره، وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء،(و)(6) الحسن الرضا، والحسين المصطفى، وجميع الاوصياء، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده، والائمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد(7) في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم [دينا](8)، دنيا وآخرة إنك على كل شئ قدير(9).
___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " أقصر.
(2) في نسخ " أ، ف، م " بنوره.
(3) في البحار: جائر.
(4) في البحار ونسخ " أ، ف، م " بسلطانه.
(5) في نسخة " ف " كل من، وفي البحار بمن.
(6) ليس في البحار.
(7) في البحار ونسخ " أ، ف، م " وزد.
(8) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(9) عنه تبصرة الولي ح 70، وفي العوالم: 15 الجزء 3 / 299 ح 2 مختصرا.
وفي البحار: 52 / 17 ح 14 عنه وعن دلائل الامامة: 300 - 304 بإسناده عن الحسين بن محمد.
وقطعة منه في مستدرك الوسائل: 16 / 89 ح 1 عن كتابنا هذا وعن بعض كتب قدماء الاصحاب.
وفي إثبات الهداة: 3 / 685 ح 96 عن كتابنا هذا ملخصا.
وأخرجه في البحار: 94 / 78 ح 2 عن جمال الاسبوع: 494 - بإسناده إلى الشيخ الطوسي - وعن العتيق الغروي.
وفي مدينة المعاجز: 608 ح 69 عن دلائل الامامة