بازگشت

الغيبة


الغيبة

تأليف: الشيخ الطوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله، ووفقنا للتمسك بدينه والانقياد لسبيله، ولم يجعلنا من الجاحدين لنعمته، المنكرين لطوله وفضله ومن الذين * (إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) *(1) وصلى الله على سيد أنبيائه وخاتم أصفيائه(2) محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، النجوم الزاهرة، والاعلام الظاهرة، الذين نتمسك بولايتهم، ونتعلق بعرى حبلهم، ونرجو الفوز بالتمسك بهم، وسلم تسليما.

أما بعد فإني مجيب إلى ما رسمه الشيخ الجليل، أطال الله بقاء ه من إملاء كلام في غيبة صاحب الزمان، وسبب غيبته، والعلة التي لاجلها طالت غيبته، وامتداد(3) استتاره، مع شدة الحاجة إليه وانتشار الحيل، ووقوع الهرج والمرج، وكثرة الفساد في الارض، وظهوره في البر والبحر، ولم لم يظهر: وما المانع منه، وما المحوج إليه، والجواب عن كل ما يسأل في(4) ذلك من شبه المخالفين، ومطاعن المعاندين.

________________________________

(1) المجادلة: 19.

(2) في نسخة " ن " أوصيائه.

(3) في نسختي " أ، م " امتد.

(4) في نسخة " ن " عن.

(*)

[2]



وأنا مجيب إلى ما سأله، وممتثل ما رسمه، مع ضيق الوقت، وشعث الفكر، وعوائق الزمان.

وصوارف الحدثان، وأتكلم بجمل يزول(1) معها الريب وتنحسم به الشبه ولا أطول الكلام فيه (فيمل، فإن كتبي في(2)) الامامة وكتب شيوخنا مبسوطة في هذا المعنى في غاية الاستقصاء، وأتكلم عن [كل](3) ما يسأل في هذا الباب من الاسئولة(4) المختلفة، وأردف ذلك بطرف من الاخبار الدالة على صحة ما نذكره، ليكون ذلك تأكيدا لما نذكره، وتأنيسا للمتمسكين بالاخبار، والمتعلقين بظواهر(5) الاحوال، فإن كثيرا من الناس يخفى عليهم الكلام اللطيف الذي يتعلق بهذا الباب، وربما لم يتبينه(6)، وأجعل للفريقين طريقا إلى ما نختاره ونلتمسه، ومن الله تعالى أستمد المعونة والتوفيق، فهما المرجوان من جهته، والمطلوبان من قبله، وهو حسبي ونعم الوكيل.

________________________________

(1) في نسخة " ن " فصل.

(2) في نسخة " ن " فيما فصل.

(3) في نسخة " أ، ف، م ".

(4) في الاصل: الاسئلة.

(5) في الاصل ونسخة " ح "، بظاهر.

(6) في نسختي " ح، ن " لم يتنب