باب - 7: ما روي فيمن شك في واحد من الائمة
باب - 7 ما روى فيمن شك في واحد من الائمة
أو بات ليلة لا يعرف فيها امامه، أو دان الله عزوجل بغير امام منه.
1 - حدثنا أحمد بن نصر بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع، وعشرين ومائتين قال: حدثنا يحيى بن عبدالله(3) قال: قال لي أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): " يا يحيى بن عبدالله من بات ليلة لا يعرف فيها إمامه مات ميتة جاهلية".
2 - حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الاشعري وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين ابن عبدالملك(4) ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني(5) قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن
___________________________________
(1) و(2) تقدما في الباب الاسبق ص 105.
(3) يعنى به يحيى بن عبدالله بن محض صاحب الديلم.
(4) سعدان بن اسحاق لم أجده بهذا العنوان، وأحمد بن الحسين بن عبدالملك معنون في رجالنا بعنوان أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبوجعفر الاودى - أو الازدى - كوفى ثقة مرجوع اليه.راجع فهرست الشيخ ورجال النجاشى.
(5) كذا ذكر في تاريخ بغداد في مشايخ ابن عقدة ولم أعثر على ترجمة له، وفي كفاية الاثر ص 14 في طريق له محمد بن أحمد الصفوانى.
[128]
محبوب الزراد، عن على بن رئاب، عن محمد بن مسلم الثقفى قال: سمعت أباجعفر محمد بن على الباقر(عليهما السلام) يقول: " [كل] من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله تعالى فسعيه غير مقبول(1) وهو ضال متحير، والله شانئ لاعماله(2) ومثله كمثل شاة من الانعام ضلت عن راعيها أو قطيعها، فتاهت ذاهبة وجائية(3)، وحارث يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إليها(4)، واغترت بها، فباتت معها في ربضتها(5)، فلما أصبحت وساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة(6) تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بسرح غنم [آخر] مع راعيها، فحنت إليها، واغترت بها، فصاح بها راعى القطيع أيتها الشاة الضالة المتحيرة الحقى براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة قد ضللت عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة لا راعى لها يرشدها إلى مرعاها، أو يردها إلى مربضها، فبينما هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وهكذا والله يا ابن مسلم من أصبح من هذه الامة لا إمام له من الله عزوجل أصبح تائها متحيرا، ضالا، إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الحق وأتباعهم هم الذين على دين الله، وإن أئمة الجور لمعزولون عن دين الله وعن الحق،
___________________________________
(1) لان العبادات التى لا تكون من وجه الذى أمر الله تعالى به لا تقرب صاحبه إلى الكمال والسعادة ولا إلى مقام قرب الرب تبارك وتعالى، بل تصير سببا للاعجاب والغرور وهما مبعدان عن الرب تعالى.
(2) أى مبغض لها، والشنأة: البغض.
(3) القطيع: طائفة من الغنم.وقوله " ذاهبة وجائية " أى متحيرة يومها.
(4) الحنين: الشوق، وحن اليه أى اشتاق.
(5) الربض - محركة -: مأوى الغنم.
(6) هجم عليه هجوما: انتهى اليه بغتة، أو دخل بلا روية واذن، أى دخلت في السعى والتعب بلا روية.
(*)
[129]
فقد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التى يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ وذلك هو الضلال البعيد ".(1) حدثنا علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسى، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد، عن عبدالله بن بكير وجميل بن دراج جميعا عن محمد بن مسلم، عن أبى جعفر(عليه السلام) بمثله في لفظه.
3 - وبالاسناد الاول عن ابن محبوب، عن أبى أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قلت له: " أرأيت من جحد إماما منكم ما حاله؟ فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام، لان الامام من الله، ودينه [من] دين الله، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله [تعالى] مما قال ".
4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا على بن سيف بن عميرة، قال: حدثنا أبان ابن عثمان، عن حمران بن أعين قال: " سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن الائمة، فقال: من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات ".
[5 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن ابن جمهور عن صفوان، عن ابن مسكان قال: " سألت الشيخ [عليه السلام](2) عن الائمة(عليهم السلام)، قال: من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات "].(3).
6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن(4) من كتابه
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وذلك هو الخسران المبين ".
(2) يعنى به الصادق عليه السلام كما نص عليه في كمال الدين وبعض نسخ الكتاب، ويمكن أن يكون المراد موسى بن جعفر عليهما السلام كما استظهره العلامة المجلسى رحمه الله وعبر عنه بهذا خوفا ان يرفع ذلك إلى الوالى.
وفى النسخ بدون لفظ " عليه السلام ".
(3) هذا الخبر ليس في بعض النسخ لكن نقله العلامة المجلسى عن المؤلف في البحار.
(4) هو على بن الحسن بن فضال المعروف.
(*)
[130]
قال: حدثنا العباس بن عامر، عن عبدالملك بن عتبة، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليه "(1).
7 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنى عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبى نصر، عن أبى الحسن(عليه السلام) في قوله تعالى " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله "(2) قال: " يعنى من اتخذ دينه رأيه، بغير إمام من أئمة الهدى ".
8 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله(3)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " من أشرك مع إمام إمامته من عندالله من ليست إمامته من الله كان مشركا ".
9 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن محمد بن مسلم قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام): رجل قال لى: اعرف الآخر من الائمة ولا يضرك ألا تعرف الاول، قال: فقال: لعن الله هذا، فإني ابغضه ولا أعرفه، وهل عرف الآخر إلا بالاول(4) ".
10 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد،
___________________________________
(1) قال في النهاية: " قد تكرر في الحديث ذكر الجاهلية وهى الحال التى كانت عليها العرب قبل الاسلام من الجهل بالله ورسوله وشرايع الدين، والمفاخرة بالانساب، و الكبر والتجبر وغير ذلك - " انتهى.فالمعنى أنه مات على ما مات عليه الكفار من الضلال و الجهل والعمى.وفى بعض النسخ " لا يعرف امام زمانه ".
(2) القصص: 50.
(3) في الكافى " عن طلحة بن زيد " بدل " عن بعض رجاله ".
(4) قال العلامة المجلسى - رحمه الله - قوله: لا أعرفه " أى بالتشيع أو مطلقا، وهو كناية عن عدم التشيع لانهم يعرفون شيعتهم، ويحتمل أن يكون جملة حالية أى ابغضه مع انى لا اعرفه.وقوله " هل عرف " على المعلوم او المجهول استفهام انكارى، والمعنى انه انما يعرف الاخر بنص الاول عليه فكيف يعرف امامة الاخر بدون معرفة الاول وامامته.
(*)
[131]
عن الحسين بن سعيد، عن أبى وهب، عن محمد بن مصنور قال: " سألته - يعني أبا عبدالله(عليه السلام) - عن قول الله عزوجل: " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباء نا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون(1) " قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شئ من هذه المحارم؟ فقلت: لا، قال: فما هذه الفاحشة التى يدعون أن الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم و وليه، قال: فإن هذا في أولياء أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم وأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب و سمى ذلك منهم فاحشة ".
11 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أبى وهب، عن محمد بن منصور قال: " سألت عبدا صالحا سلام الله عليه(2) عن قول الله عزوجل: " إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن "(3) قال: فقال: إن القرآن له ظاهر وباطن(4) فجميع ما حرم الله في القرآن فهو حرام على ظاهره كما هو في الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب فهو حلال وهو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق "(5) 12 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت، عن جابر قال: " سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن قول الله عزوجل " ومن الناس من يتخذون من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله "(6) قال:
___________________________________
(1) الاعراف: 27.
(2) يعنى به موسى بن جعفر عليهما السلام.
(3) الاعراف: 31.
(4) في الكاف " ان القرآن له ظهر وبطن ".
(5) الكافى ج 1 ص 374 مع اختلاف ما في آخره.
(6) البقرة: 160.
(*)
[132]
هم والله أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذى جعله الله للناس إماما، ولذلك قال: " ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب.
وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرء منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار "(1) ثم قال أبوجعفر(عليه السلام): هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم "(2).
13 - وبه(3) عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبى جعفر(عليه السلام) قال: " قال الله عزوجل: لا عذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل إمام جائر(4) ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية(5)، ولاعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أعمالها(6) ظالمة مسيئة ".
14 - وبه عن ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي، عن عبدالله بن أبى يعفور قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام): إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون(7) فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق؟ قال: فاستوى أبوعبدالله(عليه السلام) جالسا وأقبل علي كالمغضب(8) ثم قال: لادين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على
___________________________________
(1) البقرة: 161 إلى 163.وقوله " ترى " على قراء ة نافع وابن عامر.
(2) في الكافى ج 1 ص 374 وفيه " أئمة الظلمة وأشياعهم ".
(3) يعنى بهذا الاسناد.
(4) قوله " في الاسلام " نعت لرعية أى في ظاهر الاسلام.وقوله " دانت " أى اعتقدت واتخذها دينا له.و " كل امام جائر " أى أى امام جائر.
(5) أى بارة محسنة ومحرزة ومجتنبة عن المعاصى.
(6) كذا، وفى الكافى " في أنفسها " أى لا يتجاوز ظلمهم إلى غيرهم.
(7) في بعض النسخ " لا يتوالونكم ويتوالون " والمعنى واحد.
(8) كذا، وفى الكافى " كالغضبان ".
(*)
[133]
من دان بولاية إمام عادل من الله(1)، قلت: لا دين لاولئك، ولا عتب على هؤلاء؟ ! قال: نعم لا دين لاولئك، ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: أما تسمع لقول الله عزو جل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم ض من الظلمات إلى النور " يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، ثم قال: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فأي نور يكون للكافر فيخرج منه، إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام، فلما تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فقال: " أولئك أصحاب النارهم فيها خالدون "(2).
15 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " إن الله لا يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام ليس من الله، وإن كانت في أعمالها بسرة تقية، وإن الله يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام من الله، وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة ".
16 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا أحمد بن على الحميري، قال: حدثنى الحسن بن أيوب، عن عبدالكريم ابن عمرو الخثعمي، عن عبدالله بن أبى يعفور قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام): رجل يتولاكم، ويبرء من عدوكم، ويحلل حلالكم، ويحرم حرامكم، ويزعم أن الامر فيكم، لم يخرج منكم إلى غيركم إلا أنه يقول: إنهم قد اختلفوا فيما بينهم
___________________________________
(1) العتب - بالفتح -: الغضب والملامة، و - بفتحتين -: الامر الكريه.ولعل المعنى أنه لا عتب عليهم لان ذلك وقع من جهة عدم مبسوطية يد مربيهم الذى هو من عند الله تعالى، ومبسوطية يد من ليس له هذا الشأن.ولادين لاولئك لانهم يؤيدون الباطل وينصرونه، ويخذلون الحق ويتركونه.فصاروا بذلك سببا أصليا لاطفاء نور الحق واشاعة الباطل، و ترك الناس في تيه الضلال وشناعة الاعمال، وظلمات العصيان والطغيان.
(2) البقرة: 250.
(*)
[134]
وهم الائمة القادة، فإذا اجتمعوا على رجل فقالوا: هذا، قلنا: هذا فقال(عليه السلام): إن مات على هذا فقدمات ميتة جاهلية ".
17 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا أبوجعفر الهمداني، قال: حدثني موسى بن سعدان، عن محمد بن سنان [عن عمار بن مروان] عن سماعة بن مهران قال: " قلت لابي عبدالله(عليه السلام): رجل يتوالى عليا، ويتبرأ من عدوه ويقول كل شئ يقول، إلا أنه يقول: إنهم قد اختلفوا بينهم وهم الائمة القادة، فلست أدري ايهم الامام، فاذا اجتمعوا على رجل أخذت بقوله، وقد عرفت أن الامر فيهم.
قال: إن مات هذا على ذلك مات ميتة جاهلية، ثم قال: للقرآن تأويل يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، فإذا جاء تأويل شئ منه وقع، فمنه ما قد جاء، ومنه ما لم يجئ "(1).
18 - وأخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا علي ابن الحسين بن بابويه، قال ": حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي - الخطاب، عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " من دان الله بغير سماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى العناء(2)، ومن ادعى سماعا(3) من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك به(4)، وذلك الباب هو
___________________________________
(1) قال العلامة المجلسى رحمه الله: لعل المعنى أن مانعلمه من بطون القرآن و تأويلاته لابد من وقوع كل منها في وقته، فمن ذلك اجتماع الناس على امام واحد في زمان القائم(ع) وليس هذا أوانه، أو أنه دل القرآن على عدم خلو الزمان من الامام، ولابد من وقوع ذلك فمنهم من مضى ومنهم من يأتى.
(2) التيه - بالتاء المثناة الفوقانية، ثم الياء المثناة التحتانية، بالكسر والفتح -: الصلف والكبر والضلال والحيرة، فهو مفعول ثان لالزمه، و " إلى العناء " بمعنى مع العناء، أو ضمن الفعل معنى الوصول ونحوه، وفى بعض النسخ " الزمه الله البتة إلى العناء أى قطعا، ويقال بتة والبتة لكل امر لا رجعة فيه.
(3) اى على وجه الاذعان والتصديق، أو جوز ذلك السماع والعمل به.
(4) المراد شرك الطاعة كما في قوله عزوجل: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ".
(*)
[135]
الامين المأمون على سر الله المكنون "(1).
حدثنا محمد بن يعقوب الكلينى، عن بعض رجاله، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن مالك بن عامر، عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " من دان بغير سماع من صادق - وذكر مثله سواء ".
19 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان في شعبان سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن حمران بن أعين أنه قال: " وصفت لابي عبدالله(عليه السلام) رجلا يتوالى أميرالمؤمنين(عليه السلام) ويتبرأ من عدوه، ويقول كل شى ء يقول، إلا أنه يقول: إنهم اختلفوا فيما بينهم وهم الائمة القادة، ولست أدري أيهم الامام، وإذا اجتمعوا على رجل واحد أخذنا بقوله، وقد عرفت أن الامر فيهم - رحمهم الله جميعا -.
فقال: إن مات هذا مات ميتة جاهلية ".
وعن علي بن سيف، عن أخيه الحسين، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبدالله(عليه السلام) مثله.
فليتأمل متأمل من ذوي الالباب والعقول والمعتقدين لولاية الائمة من أهل البيت(عليهم السلام) هذا المنقول عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أبى جعفر الباقر وأبى عبدالله(عليهما السلام) فيمن شك في واحد من الائمة(عليهم السلام) أو بات ليلة لا يعرف فيها إمامه، ونسبتهم إيا إلى الكفر والنفاق والشرك، وأنه إن مات على ذلك مات ميتة جاهلية، نعوذ بالله منها، وقولهم " إن من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات ".
ولينظر ناظر بمن يأتم ولا تغوية الاباطيل والزخارف، ويميل به الهوى عن طريق الحق، فإن من مال به الهوى هوى وانكسر انكسارا لا انجبار له، و ليعلم من يقلد دينه، ومن يكون سفيره بينه وبين خالقه.
فإنه واحد ومن سواه شياطين مبطلون مغرون فاتنون كمال قال الله عزوجل " شياطين الانس والجن
___________________________________
(1) أى ليس هو كل من يدعى الامامة بل هو العالم المخبر عن الغيوب المكنونة.
(*)
[136]
يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "(1) أعاذنا الله وإخواننا من الزيغ عن الحق، والنكوب عن الهدى، والاقتحام في غمرات الضلالة والردى بإحسانه إنه كان بالمؤمنين رحيما.