باب - 5: ماروي فيمن ادعي الامامة ومن زعم أنه امام وليس بامام
باب - 5: ماروى فيمن ادعى الامامة ومن زعم أنه امام وليس بامام
*(وأن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت) *
1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل المنقري، قال: أخبرني شيخ بمصر يقال له: الحسين بن أحمد المقرئ، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام) " في قول الله عزوجل " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة [أليس في جهنم مثوى للمتكبرين] "(1) قال: من زعم أنه إمام وليس بإمام ".
2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الاشعري، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن زرارة، عن مرزبان القمي، عن عمران الاشعري، عن جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من زعم أنه إمام وليس بإمام، ومن زعم في أمام حق
___________________________________
(1) الاية في سورة الزمر: 60، وهى عامة في جميع افراد الكذب على الله سبحانه، وما في الخبر تعيين أحد أفراده أو مصداقه الاجلى.
(*)
[112]
أنه ليس بإمام وهو إمام، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا ".
3 - وحدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبى - داود المسترق، عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم(1): من ادعى من الله إمامة ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا ".
4 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبومحمد القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، قال: حدثنا عبدالله بن جبلة، عن الحكم ابن أيمن، عن محمد بن تمام قال: " قلت لابي عبدالله(عليه السلام): إن فلانا يقرئك السلام ويقول لك: اضمن لي الشفاعة، فقال: أمن موالينا؟ قلت: نعم قال: أمره ارفع من ذلك، قال: قلت: إنه رجل يوالي عليا ولم يعرف من بعده من الاوصياء، قال: ضال، قلت: أقر بالائمة جميعا وجحد الآخر، قال: هو كمن أقر بعيسى وجحد بمحمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أو أقر بمحمد وجحد بعيسى نعوذ بالله من جحد حجة من حججه ".
فاليحذر من قرأهذا الحديث وبلغه هذا الكتاب أن يجحد إماما من الائمة أو يهلك نفسه بالدخول في حال تكون منزلته فيها منزلة من جحد محمدا أوعيسى صلى الله عليهما - نبوتهما.(2).
5 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال من كتابه، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي، عن أبي المغرا(3)
___________________________________
(1) قوله " لا يكلمهم " كناية عما يلزمهم من السخط والعضب وليس المراد حقيقة نفى الكلام.
و " لا يزكيهم " أى لا يطهرهم من دنس الذنوب والاوزار بالمغفرة بل يعاقبهم على أعمالهم السيئة، أو المراد أنه لا يثنى عليهم ولا يحكم بأنهم أزكياء أو لا يسميهم زكيا أولا يزكى أعمالهم الصالحة ولا ينميها، أولا يستحسنها ولا يثنى عليها.
(2) " فليحذر " من كلام المؤلف كما هو الظاهر.
(3) يعنى حميد بن المثنى العجلى الصيرفى وهو ثقة، وثقة الصدوق والنجاشى والعلامة رحمهم الله، وأبى سلام في بعض النسخ " أبى سالم " وفى الكافي كما في المتن.
(*)
[113]
عن أبي سلام، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام) أنه قال: قول الله عزوجل " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " قال: من زعم أنه إمام وليس بإمام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا ".
6 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، قال: حدثنا عبدالله بن جبلة، عن عمران بن قطر(1)، عن زيد الشحام قال: " سألت أبا عبدالله(عليه السلام) هل كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعرف الائمة(عليهم السلام)؟ قال: قد كان نوح(عليه السلام) يعرفهم، الشاهد لى ذلك قول الله عزوجل " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى "(2) قال: شرع لكم من الدين يا معشر الشيعة ما وصى به نوحا ".
7 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن أبى خالد المكفوف(3)
___________________________________
(1) عمران بن قطر عنونه النجاشى وقال: روى عن أبى عبدالله عليه السلام كتابه.
(2) الشورى: 13 وبقية الاية " أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ".
قوله " شرع لكم من الدين " أى شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد عليهما السلام ومن بينهما من أرباب الشرايع وهو الاصل المشترك فيما بينهم المفسر بقوله " أن أقيموا الدين " وهو الايمان بما يجب تصديقه والاعتقاد به.
" ولاتتفرقوا فيه " أى لا تختلفوا في هذا الامر المشترك بين الجميع، فان اللام في " الدين " للعهد أى أقيموا هذا الدين المشروع لكم.فالمعنى أن هذا الدين المشروع لكم هوالذى وصى به نوحا(ع) ومحمدا صلى الله عليه وآله ومن بينهما من أرباب الشرايع الالهية من التوحيد والحشر والولاية ونحوها مما لا تختلف الشرايع فيه بقرينة قوله " ولا تتفرقوا فيه " فما كنتم مكلفين به من الاعتقاد هو الذى كلف به نوح(ع).
(3) لم أجده بهذا العنوان في كتب الرجال، والظاهر بقرينة قوله " عن بعض أصحابه " أن له أصلا أو كتابا، والمكفوف هو الذى ذهب بصره، وجاء في فهرستالشيخ - رحمه الله - بعنوان " عمرو بن خالد الاعشى " وقال: له كتاب، ثم ذكر طريقه اليه، وقال السيد التفرشى في الكنى: أبوخالد كنية لجماعة وذكر منهم عمرو بن خالد هذا.
[114]
عن بعض أصحابه قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " ينبغى لمن ادعى هذا الامر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية، قلت: وما هذا البرهان الذي يأتى في العلانية، قال: يحل حلال الله ويحرم حرام الله، ويكون له ظاهر يصدق باطنه "(1).
8 - وأخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلى قال: حدثني محمد بن جعفر القرشى المعروف بالرزاز الكوفى(2) قال: حدثنى محمد بن الحسين بن أبي - الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبى سلام، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) في قوله " يوم القيامة ترى الذى كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " قال: من قال: إني إمام وليس بإمام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا، قلت: وإن كان من ولد على ابن أبى طالب(عليه السلام)؟ قال: وإن كان من ولد علي بن أبى طالب "(3).
وحدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبى سلام، عن سورة بن كليب، عن أبى جعفر(عليه السلام) مثله سواء.
9 - وأخبرنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسينى، عن الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبى جعفر الباقر(عليه السلام) أنه قال: " كل راية ترفع قبل راية القائم(عليه السلام) صاحبها طاغوت ".
10 - وأخبرنا عبدالواحد، عن ابن رباح قال: حدثنا أحمد بن على الحميري، قال: حدثنى الحسن بن أيوب، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن أبان، عن
___________________________________
(1) الظاهر كون الخبر أجنبيا عن الباب لان المراد بالامر التشيع لا الامامة.
(2) تقدم ذكره في الباب الرابع ذيل الخبر الثاني وقلنا: ان المراد به أبوالحسين الاسدى.
(3) لعل السؤال ثانيا لرفع توهم كون المراد بالعلوى من ينتسب اليه عليه السلام من مواليه أو شيعته.
(*)
[115]
الفضيل(1) قال: قال أبو [عبدالله] جعفر(عليه السلام): " من ادعى مقامنا - يعني الامامة(2) - فهو كافر أو قال: مشرك ".
11 - وأخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي(3)، قال: حدثنا محمد بن على الكوفي، عن علي ابن الحسين، عن ابن مسكان، عن مالك بن أعين الجهني، قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: " كل راية ترفع قبل قيام القائم(عليه السلام) صاحبها طاغوت ".
12 - وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن مسكان، عن مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: " كل راية ترفع - أو قال: تخرج - قبل قيام القائم(عليه السلام) صاحبها طاغوت ".
13 - وأخبرنا على بن أحمد، عن عبيدالله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) يقول: " من خرج يدعو الناس وفيهم من هو أفضل منه فهو ضال مبتدع(4).
[ومن ادعى الامامة من الله وليس بإمام فهو كافر] ".
فماذا يكون الآن ليت شعري حال من ادعى إمامة إمام ليس من الله ولا منصوصا عليه ولا هو من أهل الامامة، ولا هو موضعا لها بعد قولهم(عليهم السلام): ثلاثة لا ينظر الله إليهم: وهم من ادعى أنه إمام وليس بإمام، ومن جحد إمامة امام حق، ومن
___________________________________
(1) في بعض النسخ " عن أبى الفضل قال: قال أبوجعفر عليه السلام ".
(2) في بعض النسخ " من ادعى مقاما ليس له - يعنى الامامة - ".
(3) في بعض النسخ " محمد بن الحسن الرازى " وفى بعضها " محمد بن الحسين الرازى " وتقدم الكلام فيه.
(4) الخبر ذكر في البحار إلى هنا، والبقية في هامش بعض النسخ.
وقوله " يدعو الناس " أى إلى نفسه بالامامة لهم.
(*)
[116]
زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
وبعد إيجابهم على مدعي هذه المنزلة والمرتبة و على من يدعيها له الكفر والشرك.
نعوذ بالله منهما ومن العمى ولكن الناس إنما أتوا من قلة الرواية والدراية عن أهل البيت المطهرين الهادين، نسأل الله عز و جل الزيادة من فضله، وأن لا يقطع عنا مواد إحسانه وعلمه، ونقول - كما أدب الله عزوجل نبيه في كتابه -:ربنا زدنا علما، واجعل ما مننت به علينا مستقرا ثابتا، ولا تجعله مستودعا مستعارا برحمتك وطولك.