بازگشت

باب - 19: ما جاء في ذكر راية رسول الله صلي الله عليه وآله


باب - 19: ما جاء في ذكر راية رسول الله صلى الله عليه وآله

وأنه لا ينشرها بعد يوم الجمل الا القائم عليهالسلام

1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " لما التقى أمير المؤمنين(عليه السلام) وأهل البصرة نشر الراية - راية رسول الله(صلى الله عليه واله) - فزلزلت أقدامهم فما أصفرت الشمس حتى قالوا: آمنا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: " لا تقتلوا الاسرى ولا تجهزوا الجرحى(1)، ولا تتبعوا موليا، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن " ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبى عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين(عليهما السلام) وعمار بن ياسر - رضي الله عنه - فقال للحسن: يابني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدى إلا القائم صلوات الله عليه ".

2 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله يحيى بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " لايخرج القائم(عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة(2) قلت: وكم [تكملة] الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، نزل بها جبرئيل يوم بدر.

ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن

___________________________________

(1) في بعض النسخ " لا تقتلوا الاسراء، ولا تجهزوا على جريح " جهز على الجريح وأجهز عليه: شد عليه وأتم قتله.

(2) في بعض النسخ " حتى يكون في مثل الحلقة ".

(*)

[308]



أي شئ هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي(عليه السلام)، فلم تزل عند علي(عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين(عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراء ها شهرا(1) وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرعه [درع رسول الله(صلى الله عليه وآله)] السابغة(2) وسيفه [سيف رسول الله صلى الله عليه وآله)] ذوالفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدء ببني شيبة(3) فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادى مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولايعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم(عليه السلام) حتى يقرء كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراء ة من علي(عليه السلام)".

3 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبوجعفر(عليه السلام) " يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا - وأو مأ بيده إلى ناحية الكوفة - فإذا هو أشرف

___________________________________

(1) في بعض النسخ " يسير الرعب أمامها شهرا وخلفها شهرا ".

(2) في القاموس: درع سابغة أى تامة طويلة.

(3) هم أولاد شيبة بن عثمان الحجبى الذين كانوا حجبة الكعبة في الجاهلية والاسلام ومفتاح الكعبة في أيديهم وفى يوم فتح مكة كان الحاجب عثمان بن طلحة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على الباب الكعبة فقال " لا اله الا الله وحده وحده صدق وعده ونصر عبده - إلى آخر خطبته المشهورة - فقال أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له، فقال: " هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء " فالمراد ببنى شيبة حجاب الكعبة.

(*)

[309]



على نجفكم نشر راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هو نشرها أنحطت عليه ملائكة بدر، قلت: وما راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته وسايرها من نصرالله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: فمخبوة عند كم حتى يقوم القائم(عليه السلام) أم يؤتى بها؟ قال: لابل يؤتى بها(1)، قلت: من يأتيه بها؟ قال: جبرئيل(عليه السلام) ".

4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة، عليه خوخة(2) من استبرق، ويلبس درع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا لبسها انتفضت به حتى تستدير عليه، ثم يركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ بين(3) معه راية رسول الله(صلى الله عليه وآله) قلت: مخبوة أو يؤتى بها(4)؟ قال: بل يأتيه بها جبرئيل عمودها من عمد عرش الله، وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله

___________________________________

(1) مخبوء أى مستور من خبأه أى ستره وأخفاه والعرب تركت الهمزة.ويمكن أن يكون النفى للتقية لئلا يطلب منه بالجبر، أو يكون النفى على ظاهره.

(2) قال ابن سيدة في المخصص: قال صاحب العين: الخوخة: ضرب من الثياب خضر.

وفى بعض النسخ " جواحة " وفى جل النسخ " عليه خداعة " كما في البحار، وقال العلامة المجلسى لم أر لها معنى مناسبا.وروى ابن قولويه نحو الخبر في كامل الزيارات وفيه " قد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله فينتفض هو بها فتستدير عليه فغشيها بحداجة من استبرق " ونقله المجلسى وقال أيضا: لم أر لها معنى مناسبا.

وقال: لا يبعد أن يكون " خداعة " من الخدع والستر أى الثوب الذى يستر الدرع، أو يخدع الناس لكون الدرع مستورا تحته - اه‍.وعندى أن نسخة الاصل غيرمقروء ة والاختلاف نشأ من ذلك، والاصوب ما في الصلب.

(3) الادهم: الاسود، والشمراخ - بكسر الشين وسكون الميم -: غرة الفرس اذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.(الصحاح).

(4) في بعض النسخ " قلت: مخبوء ة هى أم يؤتى بها ".

(*)

[310]



يهبط بها تسعة آلاف ملك، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، فقلت له: جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث القي في النار، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، والذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه، وأربعة آلاف مسومين كانوامع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وثلاثمائة وثلاثة عشرملكا كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال(1) مع الحسين(عليه السلام) فهبطوا ألى الارض وقد قتل، فهم عند قبره شعث غبر(2) يبكونه إلى يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائم(عليه السلام) ".

5 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا أبوجعفر الهمداني، قال: حدثنا موسى بن سعدان، عن عبدالله القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " كأنى بالقائم(3)، فإذا استوى على ظهر النجف لبس درع رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) الابيض فينتفض هو بها فيستديرها عليه فيغشاها بخداعة من استبرق(4)، ويركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به أنتفاضه لا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلدهم، وينشر راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)، عمودها من عمد عرش الله(5) وسايرها من نصرالله، ما يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: أمخبو هي أم يؤتى بها؟ قال: بل يأتى بها جبرئيل(عليه السلام)، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، واعطي قوة أربعين رجلا، ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم(عليه السلام)، وينحط

___________________________________

(1) في بعض النسخ " يصعدون السماء يستأمرون في القتال ".

(2) جمع أشعث وأغبر، أى منتشر الشعور، مغبر الرؤوس لقلة تعهدهم بالدهن والاستحداد كنى بذلك عن شدة حزنهم عليه صلوات الله عليه.

(3) في بعض النسخ " كأنى انظر إلى القائم ".

(4) تقدم الكلام فيه آنفا.

(5) في بعض النسخ " عودها من عمد عرش الله ".

(*)

[311]



عليه ثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قال: فقلت: كل هؤلاء كانوا مع أحد قبله من الانبياء؟ قال: نعم وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف كانوا مع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا كانوايوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسين(عليه السلام)، فلم يؤذن لهم فرجعوا في الاستيمار فهبطوا وقد قتل الحسين(عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا مريض إلا عادوه ولا يموت [ميت] إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء ينتظرون قيام القائم(عليه السلام) ".

فصلى الله على من هذه منزلته ومرتبته ومحله من الله عزوجل، وأبعد الله من ادعى ذلك لغيره ممن لا يستحقه ولا يكون هو أهلا له، ولا مرضيا له، وأكرمنا بموالاته، وجعلنا من أنصاره وأشياعه برحمته ومنه.