بازگشت

باب - 15: ما جاء في الشدة التي تكون قبل ظهور صاحب الحق (ع)


باب - 15: ما جاء في الشدة التى تكون قبل ظهور صاحب الحق عليه السلام

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفى، عن موسى بن بكر، عن بشير النبال وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن بشير بن أبى أراكة النبال - ولفظ الحديث على رواية ابن عقده - قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبى جعفر الباقر(عليه السلام) فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب، فجلست حيال الدار، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة(1) وأقبل نحوي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثه، فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة(2)، فقال: ويح هذه المرجئه إلى من يلجؤون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء، فقال: من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئا أهرق الله

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى البحار أيضا، والمظنون أن الصواب " فترك البغلة ".

(2) اريد بالمرجئة قوم اختاروا من عند أنفسهم رجلا بعد النبى صلى الله عليه وآله وجعلوه رئيسا لهم ولم يقولوا بعصتمه عن الخطأ، وأوجبوا طاعته في كل ما يقول، وانما عبر عنهم بالمرجئة لانهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الامام ليكون نصبه باختيار الامة وقد يطلق المرجئ على الحروى والقدرى.

(*)

[284]



دمه، ثم قال: يذبحهم - والذي نفسي بيده - كما يذبح القصاب شاته - وأو مأ بيده إلى حلقه - قلت: [إنهم] يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الامور فلا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق(1) - وأو مأ بيده إلى جبهته - ".

2 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: أخبرني عثمان ابن سعيد الطويل، عن أحمد بن سليمان، عن موسى بن بكر الواسطي، عن بشير النبال، قال: قدمت المدينة - وذكر مثل الحديث المتقدم إلا أنه قال: - لما قدمت المدينة قلت لابي جعفر(عليه السلام): إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الامور عفوا، ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لاحد عفوا(2) لاستقامت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذى نفسى بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته ".

3 - أخبرنا على بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى [العلوى] العباسي(3)، عن الحسن بن معاوية، عن الحسن بن محبوب، عن عيسى بن سليمان، عن المفضل بن عمر، قال: " سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) وقد ذكر القائم(عليه السلام)، فقلت: إنى لارجو أن يكون أمره في سهولة، فقال: لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق ".

___________________________________

(1) المراد بالعلق - بالتحريك -: الدم الغليظ، وهذا كناية عن ملاقات الشدائد التى توجب سيلان العرق والجراحات المسيلة للدم.(كذا في البحار).

(2) أى بدون مؤونة ومشقة، من أعطيته عفواأى من غير مسألة.

(3) تقدم في أوائل الكتاب ترجمته ومن يعنى به، وقلنا هناك: من المحتمل أن يكون العباسى تصحيف العلوى، جعله الكاتب فوق " العلوى " نسخة بدل له، وزعم الناسخ أنه من المتن فأدخله.

وأما على بن أحمد البندنيجى فالظاهر هو الذى عنونه العلامة - رحمه الله - في القسم الثانى من خلاصته وقال: على بن أحمد البندنجى أبوالحسن سكن الرملة، ضعيف متهافت لا يلتفت اليه.وكذا في القسم الثانى من رجال ابن داود، وفيه " البندليجى ".

(*)

[285]



4 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(1)، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة، أما إن ذاك إلى مدة قريبة وعافية طويلة ".

وأخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن بعض رجاله، قال: حدثني علي بن إسحاق الكندي(2) قال: حدثنا محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(3) قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول - وذكر مثله.

5 - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم(4) قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن على الكوفي، عن معمر بن خلاد قال: " ذكر القائم عند أبى الحسن الرضا(عليه السلام) فقال: أنتم اليوم أرخى بالامنكم يومئذ، قالوا: وكيف؟ قال: لو قد خرج قائمنا [(عليه السلام)] لم يكن إلا العلق والعرق والنوم على السروج، وما لباس القائم(عليه السلام) إلا الغليظ، وما طعامه إلا الجشب "(5)

___________________________________

(1) كذا، ويونس بن رباط كوفى ثقة كما في الخلاصة للعلامة - رحمه الله -.وفى البحار " يونس بن ظبيان " ههنا وفيما يأتى.

(2) في بعض النسخ " على بن اسحاق بن عمارة الكناسى " وفى البحار " على بن اسحاق بن عمار ".

(3) كذا، وفى البحار " يونس بن ظبيان ".

(4) بقرينة قوله " بقم " أن المراد بعلى بن الحسين، على بن بابويه المعروف، لكن زاد في غير موضع من هذا الكتاب بعده " المسعودى " والمظنون عندى كلمة المسعودى زيادة من بعض النساخ لتوهم كونه اياه، وعلى بن الحسين المسعودى لم يدخل بلدة قم قط، ولم ينص أحد بذلك، مضافا إلى أن محمد بن يحيى كان من مشايخ على بن بابويه دون المسعودى.

(5) الجشب - بكسر الشين -: الطعام الذي ساء الرجل أكله واشمأز منه، ومالا يطيب أكله.

(*)

[286]



6 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن على بن داود القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: " سأل نوح(عليه السلام) ربه أن ينزل على قومه العذاب، فأوحى الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت فأثمرت وأكل منها، أهلك قومه وأنزل عليهم العذاب، فغرس نوح النواة، وأخبر أصحابه بذلك، فلما بلغت النخلة وأثمرت واجتنى نوح منها وأكل وأطعم أصحابه، قالوا له: يا نبى الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه وسأل الوعد الذي وعده، فأوحى إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل وأثمر وأكل منه أنزل عليهم العذاب، فأخبر نوح(عليه السلام) أصحابه بذلك، فصاروا ثلاث فرق: فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت مع نوح، ففعل نوح ذلك حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت وأكل منها نوح وأطعم أصحابه، قالوا: يا نبى الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه، فأوحى إليه أن يغرس الغرسة الثالثة، فإذا بلغ وأثمر أهلك قومه، فأخبر أصحابه، فافترق الفرقتان ثلاث فرق(1): فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت معه، حتى فعل نوح ذلك عشر مرات، وفعل الله ذلك بأصحابه الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك، فلما كان في العاشرة جاء إليه رجال من أصحابه الخاصة المؤمنين، فقالوا: يا نبى الله فعلت بنا ماوعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبى مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بنا(2)، قال: فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح، وأدخل الخاص معه في السفينة، فنجاهم الله تعالى، ونجى نوحا معهم بعد ما صفوا وهذبوا وذهب الكدر منهم "(3).

7 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أبوسليمان أحمد بن

___________________________________

(1) في البحار ج 11 ص 340 الطبعة الحروفية " فافترقوا ثلاث فرق ".

(2) انما قالوا ذلك اعترافا بصدقه وتسليما له، لا دفعا للامر بالغرس للمرة الاخرى.

(3) ذكر هذا الخبر هنا دفعا لتوهم خلف الوعد بالتأخير، وانما التأخير للاختبار والامتحان، أو لتأخر ظرفه، أو لعدم تهيأ النفوس له، أو لمصلحة اخرى.

(*)

[287]



هوذة الباهلي(1)، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله ابن حماد الانصاري، عن المفضل بن عمر، قال: " كنت عند أبي عبدالله(عليه السلام) يالطواف فنظر إلى، وقال لي: يا مفضل مالي أراك مهموما متغير اللون؟ قال: فقلت له: جعلت فداك نظري لى بني العباس، وما في أيديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنا فيه معكم، فقال: يا مفضل أما لو كان ذلك لم يكن إلا سياسة الليل، وسباحة النهار(2)، وأكل الجشب، ولبس الخشن شبه أميرالمؤمنين(عليه السلام) وإلا فالنار(3)، فزوي ذلك عنا، فصرنا نأكل ونشر ب، وهل رأيت ظلامة جعلها الله نعمة مثل هذا؟ !(4) " 8 - أخبرنا أبوسليمان قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبدالله بن حماد،(5) عن عمرو بن شمر قال: " كنت عند أبي عبدالله(عليه السلام) في بيته والبيت غاص بأهله، فأقبل الناس يسألونه، فلا يسأل عن شئ إلا أجاب فيه،

___________________________________

(1) رواية عبدالواحد عن أبى سليمان غريب، والمؤلف روى فيما تقدم وما سيأتي عن كليهما بدون الواسطة، و عبدالواحد يروى في جميع هذا الكتاب عن محمد بن جعفر القرشى، وأبوسليمان يروى عن ابراهيم بن اسحاق.

وكأن جملة " حدثنا عبدالواحد بن يونس قال " من زيادات النساخ.

(2) قوله " الا سياسة الليل " أى سياسة الناس وتدبير أمورهم وحراستهم من شياطين الانس والجن، والسياسة: القيام على الشئ بما يصلحه على ما في النهاية الاثيرية.

وقوله " وسباحة النهار " بالباء الموحدة من قوله تعالى: " ان لك في النهار سبحا طويلا " أى تصرفا وتقلبا في المهمات والمشاغل والاهتمام بأمور الخلق وتدبير شؤونهم الاجتماعية وما يعيشون به.

(3) يعنى وان لم نكن عند ذاك كجدنا أمير المؤمنين عليه السلام في سيرته في المطعم والملبس عذبنا.

(4) قوله " فزوى ذلك عنا " أى صرف وأبعد.وقوله " فهل رأيت " تعجب منه عليه السلام في صيرورة الظلم عليهم نعمة لهم.والمراد بالظلامة ههنا الظلم.

(5) كذا.

(*)

[288]



فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو ! قلت: جعلت فداك وكيف لا أبكى وهل في هذه الامة مثلك والباب مغلق عليك والستر مرخى عليك، فقال: لا تبك يا عمرو، نأكل أكثرالطيب، ونلبس اللين، ولو كان الذي تقول لم يكن إلا أكل الجشب ولبس الخشن مثل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وإلا فمعالجة الاغلال في النار(1) ".

___________________________________

(1) المعالجة في اللغة: المزاولة والممارسة.

والمراد مصاحبة الاغلال في النار