بازگشت

في ان بالمداومة علي العبادة و الاخلاص في النية اربعين يوما،


أنه قد علم من تضاعيف تلک الحکايات أن المداومة علي العبادة، و المواظبة.

علي التضرع و الانابة، في أربعين ليلة الاربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الکوفة أو الحائر الحسيني علي مشرفه السلام أو أربعين ليلة من اي الليالي في اي محل و مکان، کما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلي الفوز بلقائه عليه السلام و مشاهدة جماله، و هذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، و لهم في ذلک حکايات کثيرة، و لم نتعرض لذکر أکثرها لعدم وصول کل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الاعمال المجربة، و عليه العلماء و الصلحاء و الاتقياء، و لم نعثر لهم علي مستند خاص و خبر مخصوص، و لعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلک من کثير من الاخبار التي يستظهر منها أن للمداومة علي عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذکر أو أکل شيء مخصوص أو ترکه في أربعين يوما تأثير في الانتقال و الترقي من درجة إلي درجة، و من حالة إلي حالة، بل في النزول کذلک، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلک الايام تأثير لا نجاح کل مهم أراده.

ففي الکافي: ما أخلص عبد الايمان بالله و في رواية ما أجمل عبد ذکر الله أربعين صباحا إلا زهده في الدنيا، و بصره داءها و دواء و أثبت الحکمة



[ صفحه 326]



في قلبه [و أنطق بها لسانه]. [1] .

و في النبوي المروي في لب اللباب للقطب الراوندي: من أخلص العبادة لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحکمة من قلبه علي لسانه. [2] .

و في أخبار کثيرة ما حاصلها: النطفة تکون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، فمن أراد أن يدعو للحلبي أن يجعل الله ما في بطنها ذکرا سويا يدعو ما بينه و بين تلک الاربعة أشهر.

و في الکافي أنه قيل للکاظم عليه السلام: إنا روينا عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: من شرب الخمر لم يحتسب له صلاته أربعين يوما إلي أن قال: إذا شرب الخمر بقي في مشاشه أربعين يوما، علي قدر انتقال خلقته، ثم قال: کذلک جميع غذاء أکله و شربه يبقي في مشاشه أربعين. [3] .

و ورد أن من ترک اللحم أربعين صباحا ساء خلقه، لان انتقال النطفة في أربعين يوما، و من أکل اللحم أربعين صباحا ساء خلقه، و من أکل الزيت و ادهن به لم يقربه الشيطان أربعين يوما، و من شرب السويق أربعين صباحا امتلات کتفاه قوة، و من أکل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه.

و في أمالي الصدوق في خبر بهلول النباش و التجاؤه إلي بعض جبال المدينة و تضرعه و إنابته أربعين يوما، و قبول توبته في يوم الاربعين، و نزول الآية فيه و ذهاب النبي صلي الله عليه و آله عنده، و قراءتها عليه، و بشارته بقبول التوبة، ثم قال صلي الله عليه و آله لاصحابه: هکذا تدارک الذنوب کما تدارکها بهلول.

و ورد ان داود عليه السلام بکي علي الخطيئة أربعين يوما.

و أحسن من الجميع شاهدا أنه تعالي جعل ميقات نبيه موسي أربعين يوما



[ صفحه 327]



و في النبوي أنه ما أکل و ما شرب و لا نام و لا اشتهي شيئا من ذلک في ذهابه و مجيئه أربعين يوما شوقا إلي ربه.

و في تفسير العسکري عليه السلام کان موسي عليه السلام يقول لبني إسرائيل: إذا فرج الله عنکم، و أهلک أعداءکم آتيکم بکتاب من عند ربکم يشمل علي أوامره و نواهيه و مواعظه و عبره و أمثاله، فلما فرج الله عنهم أمره الله عز و جل أن يأتي للميعاد و يصوم ثلاثين يوما عند أصل الجبل، إلي أن قال: فأوحي الله إليه: صم عشرا آخر و کان وعد الله أن يعطيه الکتاب بعد أربعين ليلة.

بل ورد أن النبي صلي الله عليه و آله أمر أن يهجر خديجة أربعين يوما قبل يوم بعثته.

و من الشواهد التي تناسب المقام ما روي بالاسانيد المعتبرة عن الصادق عليه السلام أنه قال: من دعا إلي الله تعالي أربعين صباحا بهذا العهد کان من أنصار قائمنا فان مات قبله، أخرجه الله من قبره و أعطاه بکل کلمة ألف حسنة، و محي عنه ألف سيئة، و هو: أللهم رب النور العظيم، الدعاء. [4] .

و في إکمال الدين في حديث حکيمة في ولادة المهدي صلوات الله عليه أنه عليه السلام لما ولد و سجد، و شهد بالتوحيد و الرسالة، و إمامة آبائه عليهم السلام قالت: فصاح أبو محمد الحسن عليه السلام فقال: يا عمة تناوليه فهاتيه، قالت: فتناولته و أتيت به نحوه فلما مثلت بين يدي أبيه و هو علي يدي، سلم علي أبيه، فتناوله الحسن عليه السلام و الطير ترفرف علي رأسه، فصاح بطير منها فقال: احمله و احفظه ورده إلينا في کل أربعين يوما فتناوله الطير و طار به في جو السماء، و اتبعه سائر الطيور فسمعت أبا محمد عليه السلام يقول: استودعک الذي استودعته أم موسي عليه السلام فبکت نرجس فقال لها: اسکتي فان الرضاع محرم عليه إلا من ثديک إلي أن قال: قالت حکيمة: فلما أن کان بعد أربعين يوما رد الغلام و وجه إلي ابن أخي فدعاني فدخلت عليه فإذا أنا بصبي يمشي بين يديه إلي أن قال: قالت حکيمة: فلم أزل اري ذلک



[ صفحه 328]



الصبي کل أربعين يوما إلي أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد عليه السلام الخبر. [5] .

و اعلم أنا قد ذکرنا في الفصل الاول من المجلد الثاني من کتابنا دار السلام أعمالا مخصوصة عند المنام للتوصل إلي رؤية النبي صلي الله عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام و الائمة عليهم السلام في المنام، و أکثرها مختص بالنبي و بعضها بالوصي صلوات الله عليهما، و لعله يجري في سائر الائمة ما جري لهما صلوات الله عليهما لبعض عمومات المنزلة، و بذلک صرح المحقق الجليل المولي زين العابدين الجرفادقاني رحمه الله في شرح المنظومة حيث قال: في شرح قوله في غايات الغسل:



و رؤية الامام في المنام

لدرک ما يقصد من مرام



أنه يدل عليه النبوي المروي في الاقبال في أعمال ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر إلي أن قال: ثم سأل الله تعالي أن يراني من ليلته يراني.

و لکن فيه مضافا إلي استهجان خروج المورد عن البيت إلا بتکلف لا يخفي أن الظاهر بل المقطوع أن نظر السيد رحمه الله إلي ما رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص عن ابي المغري عن موسي بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: من کانت له إلي الله حاجة و أراد أن يرانا، و أن يعرف موضعه، فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا، فانه يرانا و يغفر له بنا، و لا يخفي عليه موضعه، الخبر. [6] .

قوله عليه السلام: يناجي بنا اي يناجي الله تعالي بنا، و يعزم عليه و يتوسل إليه بنا أن يرينا إياه، و يعرف موضعه عندنا [7] و قيل أي يهتم برؤيتنا، و يحدث نفسه بنا، و رؤيتنا و محبتنا، فانه يراهم أو يسألنا ذلک.

و في الجنة الواقية للشيخ إبراهيم الکفعمي: رأيت في بعض کتب أصحابنا



[ صفحه 329]



أنه من أراد رؤية احد من الانبياء و الائمة عليهم السلام أو الوالدان في نومه فليقرء: و الشمس، و القدر، و الجحد، و الاخلاص، و المعوذتين ثم يقرء الاخلاص مائة مرة و يصلي علي النبي صلي الله عليه و آله مائة مرة، و ينام علي الجانب الايمن علي وضوئه فانه يري من يريده إنشاء الله تعالي، و يکلمهم بما يريد من سؤال و جواب.

و رأيت في نسخة أخري هذا بعينه أنه، يفعل ذلک سبع ليال بعد الدعاء الذي أوله: أللهم أنت الحي الذي الخ، و هذا الدعاء رواه السيد علي بن طاوس في فلاح السائل، مسندا عن بعض الائمة عليهم السلام قال: إذا أردت أن تري ميتک، فبت علي طهر، و انضجع علي يمينک، و سبح تسبيح فاطمة عليها السلام.

و قال الشيخ الطوسي في مصباحه: و من أراد رؤيا ميت في منامه فليقل [في منامه]: أللهم أنت الحي الذي لا يوصف، و الايمان يعرف منه، منک بدأت الاشياء و إليک تعود فما أقبل منها کنت ملجأه و منجاه، و ما أدبر منها لم يکن له ملجا و لا منجا منک إلا لليک، فأسألک بلا إله إلا أنت، و أسألک ببسم الله الرحمن الرحيم و بحق حبيبک محمد صلي الله عليه و آله سيد النبيين، و بحق علي خير الوصيين، و بحق فاطمة سيدة نساء العالمين، و بحق الحسن و الحسين الذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة أجمعين أن تصلي علي محمد و آله و أهل بيته، و أن تريني ميتي في الحال التي هو فيها فانک تراه إنشاء الله تعالي.

و مقتضي لطلاق صدر الخبر أن يکون للداعي إذا عمل بهذه النسخة أن يبدل آخر الدعاء بما يناسب رؤية الامام الحي و النبي الحي بل الظاهر أن يکون له ذلک إن أراد رؤية کل واحد من الانبياء و الائمة عليهم السلام حيا کان أو ميتا.

بل في کتاب تسهيل الدواء، بعد ذکر الدعاء المذکور، و ذکر مشايخنا رضوان الله عليهم أن من أراد أن يري أحدا من الانبياء أو أئمة الهدي صلوات الله عليهم فليقرء الدعاء المذکور إلي قوله أن تصلي علي محمد و آل محمد ثم يقول: أن تريني فلانا و يقرء بعده سورة و الشمس، و و الليل، و القدر، و الجحد، و الاخلاص



[ صفحه 330]



و المعوذتين، ثم يقرء مائه مرة سورة التوحيد فکل من اراده يراه و يسال عنه ما أراده، و يجيبه إنشاء الله.

و حيث بلغ بنا الکلام إلي هذا المقام، فالأَولي أن نتبرک بذکر بعض الاعمال المختصرة للغاية المذکورة، بناء علي ما احتملناه و صرح به المحقق المذکور، و هو من أعاظم العلماء الذين عاصرناهم.

فمنها ما في فلاح السائل للسيد علي بن طاوس لرؤيا أمير المؤمنين عليه السلام في المنام، قال: إذا أردت ذلک، فقل عند مضجعک أللهم إني أسألک يا من لطفه خفي، و أياديه باسطة لا تنقضي، أسألک بلطفک الخفي، الذي ما لطفت به لعبد إلا کفي، أن تريني مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام في منامي.

و حدثني بعض الصلحاء الابرار طاب ثراه أنه جربه مرارا.

و منها: ما في المصباح للکفعمي و تفسير البرهان عن کتاب خواص القرآن عن الصادق عليه السلام أن من أدمن قراءة سورة المزمل رأي النبي صلي الله عليه و آله و سأله ما يريد و أعطاه الله کل ما يريد من الخير.

و منها ما رواه الاول أن من قرأ [سورة] القدر عند زوال الشمس مائة مرة رأي النبي صلي الله عليه و آله في منامه.

و منها ما في المجلد الاول من کتاب المجموع الرائق للسيد الجليل هبة الله بن ابي محمد الموسوي المعاصر للعلامة رحمه الله أن من ادمن تلاوة سورة الجن رأي النبي صلي الله عليه و آله و سأله ما يريد.

و منها ما فيه أن من قرء سورة الکافرون نصف الليل من ليلة الجمعة، رأي النبي صلي الله عليه و آله.

و منها قراءة دعاء المجير علي طهارة سبعا عند النوم، بعد صوم سبعة أيام، رواه الکفعمي في جنته.

و منها قراءة الدعاء المعروف بالصحيفة المروي في مهج الدعوات خمس مرات علي طهارة.



[ صفحه 331]



و منها ما رواه الکفعمي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من قرء سورة القدر بعد صلاة الزوال و قبل الظهر، إحدي و عشرين مرة، لم يمت حتي يري النبي صلي الله عليه و آله.

و منها ما في بعض المجاميع المعتبرة أن من أراد أن يري سيد البريات في المنام فليصل رکعتين بعد صلاة العشاء بأي سورة أراد، ثم يقرء هذا الدعاء مائة مرة بسم الله الرحمن الرحيم يا نور النور، يا مدبر الامور، بلغ مني روح محمد و أرواح آل محمد تحية و سلاما.

و منها ما في جنة الکفعمي عن کتاب خواص القرآن أنه من قرء ليلة الجمعة بعد صلاة يصليها من الليل الکوثر ألف مرة، وصلي علي محمد و آل محمد ألف مرة رأي النبي صلي الله عليه و آله في نومه.

تلک عشرة کاملة و باقي الاعمال و الاوراد و الصلوات يطلب من کتابنا المذکور فان فيه ما تشتهيه الانفس و تلذ الاعين. [8] .

و لنختم هذه المقالة الشريفة بذکر ندبة أنشأها السيد السند الصالح الصفي إمام شعراء العراق، بل سيد الشعراء في الندب و المراثي علي الاطلاق، السيد حيدر ابن السيد سليمان الحلي، المؤيد من عند الملک العلي، و قد جمع أيده الله تعالي بين فصاحة اللسان، و بلاغة البيان، و شدة التقوي، و قوة الايمان، بحيث لو راه احد لا يتوهم في حقه القدرة علي النظم، فکيف بأعلي مراتبه.

أنشأها بأمر سيد الفقهاء السيد المهدي القزويني النزيل في الحلة في السنة التي صار عمر باشا واليا علي أهل العراق، و شدد عليهم، و أمر بتحرير النفوس لاجراء القرعة، واخذ العسکر من أهل القري و الامصار سواء الشريف فيه و الوضيع و العالم فيه و الجاهل، و العلوي فيه و غيره، و الغني فيه و الفقير، فاشتد عليهم الامر و عظم البلاء، و ضاقت الارض، و منعت السماء، فأنشأ السيد هذه الندبة المشجية فرأي واحد من صلحاء المجاورين في النجف الاشرف الحجة المنتظر عليه السلام فقال



[ صفحه 332]



له ما معناه: قد أقلقني السيد حيدر قل له: لا يؤذيني فان الامر ليس بيدي و رفع الله عنهم القرعة في أيامه و بعده بسنين، و هي هذه:



يا غمرة من لنا بمعبرها

موارد الموت دون مصدرها



يطفح موج البلا الخطير بها

فيغرق العقل في تصورها



و شدة عندها انتهت عظما

شدائد الدهر مع تکثرها



ضاقت و لم يأتها مفرجها

فجاشت النفس من تحيرها



الآن رجس الضلالة استغرق

الارض فضجت إلي مطهرها



و ملة الله غيرت فغدت

تصرخ لله من مغيرها



من مخبري و النفوس عاتبة

ماذا يؤدي لسان مخبرها



لم صاحب الامر عن رعيته

أغضي فغضت بجور أکفرها



ما عذره نصب عينه أخذت

شيعته و هو بين أظهرها



يا غيرة الله لا قرار علي

رکوب فحشائها و منکرها



سيفک و الضرب إن شيعتکم

قد بلغ السيف حز منحرها



مات الهدي سيدي فقم و أمت

شمس ضحاها بليل عيثرها [9] .



و اترک منايا العدي بأنفسهم

تکثر في الروع من تعثرها



لم يشف من هذه الصدور سوي

کسرک صدر القنا بموغرها [10] .



و هذه الصحف محو سيفک للا

عمار منهم امحي لا سطرها [11] .



فالنطف اليوم تشتکي و هي في الا

رحام منها إلي مصورها



فالله يا ابن النبي في فئة

ما ذخرت غيرکم لمحشرها



ماذا لاعدائها تقول إذا

لم تنجها اليوم من مدمرها





[ صفحه 333]





اشقة البعد دونک اعترضت

أم حججت منک عين مبصرها



فهاک قلب قلوبنا ترها

تفطرت فيک من تنضرها



کم سهرت أعين و ليس سوي

انتظارها غوثکم بمسهرها



أين الحفيظ العليم للفئة

المضاعة الحق عند افخرها



تغضي و أنت الاب الرحيم لها

ما هکذا الظن في ابن أطهرها



إن لم تغثها لجرم أکبرها

فارحم لها ضعف جرم أصغرها



کيف رقاب من الجحيم بکم

حررها الله في تبصرها



ترضي بأن تسترقها عصب

لم تله عن نأيها و مزهرها



إن ترض يا صاحب الزمان بها

و دام للقوم فعل منکرها



ماتت شعار الايمان و اندفنت

ما بين خمر العدي و ميسرها



أبعد بها خطة تزاد لها

لا قرب الله دار مؤثرها



الموت خير من الحياة بها

لو تملک النفس من تخيرها



ما غر أعداءنا بربهم

و هو مليئ بقصم أظهرها



مهلا فلله من بريته

عوائد جل قدر أيسرها



فدعوة الناس إن تکن حجبت

لانها ساء فعل أکثرها



فرب جري حشي لواحدها!

شکت إلي الله في تصورها



توشک أنفاسها و قد صعدت

أن تحرق القوم في تسعرها



و له أيد الله تعالي ندبة أخري تجري في هذا المجري، تورث في العين قذي، و في القلب شجي:



أ قائم بيت الهدي الطاهر

کم الصبر فت حشي الصابر



و کم يتظلم دين الا

له إليک من النفر الجائر



يمد يدا تشتکي ضعفها

لطبک في نبضها الفاتر



تري منک ناصره غائبا

و شرک العدي حاضر الناصر



فنوسع سمعک عتبا يکاد

يثيرک قبل ندا الآمر





[ صفحه 334]





نهزک لا مؤثرا للقعود

علي وثبة الاسد الخادر



و نوقض عزمک لا بائتا

بمقلة من ليس بالساهر



و نعلم أنک عما تروم

لم يک باعک بالقاصر



و لم تخش من قاهر حيث ما

سوي الله فوقک من قاهر



و لا بد من أن نري الظالمين

بسيفک مقطوعة الدابر



بيوم به ليس تبقي ضباک

علي دارع الشرک و الحاسر



و لو کنت تملک أمر النهوض

أخذت له أهبة الثائر



و إنا و إن ضر ستنا الخطوب

لنعطيک جهد رضي العاذر



و لکن نري ليس عند الاله

أکبر من جاهک الوافر



فلو نسأل الله تعجيله

ظهورک في الزمن الحاضر



لوافتک دعوته في الظهور

بأسرع من لمحة الناظر



فثقف عدلک من ديننا

قنا عجمتها يد الاطر



و سکن أمنک منا حشي

غدت بين خافقتي طائر



إلام و حتي م تشکو العقام

لسيفک أم الوغي العاقر



و لم تتلظي عطاش السيوف

إلي ورد ماء الطلي الهامر [12] .



أما لقعودک من آخر

أثرها فديتک من ثائر



وقدها يميت ضحي المشرقين

بظلمة قسطلها المائر



يردن بمن لا يغير الحمام

أو درک الوتر بالصادر



و کل فتي حنيت ضلعه

علي قلب ليث شري هامر [13] .



يحدثه اسمر حاذق

بزجر عقاب الوغا الکاسر



بأن له أن يسر مستميتا

لطعن العدي أوبة الظافر



فيغدو أخف لضم الرماح

منه لضم المها العاطر





[ صفحه 335]





أولئک آل الوغي الملبسون

عدوهم ذلة الصاغر



هم صفوة المجد من هاشم

و خالصة الحسب الفاخر



کواکب منک بليل الکفاح

تحف بنيرها الباهر



لهم أنت قطب وغي ثابت

و هم لک کالفلک الدائر



ظماء الجياد و لکنهم

رؤا المثقف و الباتر



کماة تلقب أرماحهم

برضاعة الکبد الواغر



و تسمي سيوفهم الماضيات

لدي الروع بالاجل الحاضر



فان سددوا السمر حکوا السماء

و سدوا الفضاء علي الطائر



و إن جردوا البيض فالصافنات

تعوم ببحر دم زاخر



فثمة طعن قنا لا تقيل

أسنتها عثرة الغادر



و ضرب يؤلف بين النفوس

و بين الردي ألفة القاهر



الا أين أنت أيا طالبا

بماضي الذحول و بالغا بر



و أين المعد لمحو الضلال

و تجديد رسم الهدي الداثر



و ناشر راية دين الاله

و ناعش جد التقي العاثر



و يابن العلي ورثوا کابرا

حميد المآثر عن کابر



و مدحهم مفخر المادحين

و ذکرهم شرف الذاکر



و من عاقدوا الحرب أن لا تنام

عن السيف عنهم يد الشاهر



تدارک بسيفک وتر الهدي

فقد أمکنتک طلي الواتر



کفي أسفا أن يمر الزمان

و لست بناه و لا آمر



و أن ليس أعيننا تستضئ

بمصباح طلعتک الزاهر



علي أن فينا اشتياقا إليک

کشوق الربا للحيا الماطر



عليک إمام الهدي غرما

غدا البر تلقي من الفاخر



لک الله حلمک غر النعام

فأنساهم بطشة القادر





[ صفحه 336]





و طول انتظارک فت القلوب

و اغضي الجفون علي عائر



فکم ينحت الهم احشاء نا

و کم تستطيل يد الجائر



و کم نصب عينک يا ابن النبي

نساط بقدر البلا الفاتر



و کم نحن في کهوات الخطوب

نناديک من فمها الفاغر



و لم تک منا عيون الرجا

ء بغيرک معقودة الناظر



أصبرا علي مثل حز المدي

و نفحة جمر الغضا الساغر



أصبرا و هذي تيوس الضلال

قد أمنت شفرة الجازر



أصبرا و سرب العدي واقع

يروح و يغدو بلا ذاعر



نري سيف أولهم منتضي

علي ها منا بيد الاخر



به تعرق اللحم منا و فيه

تشظي العظام يد الکاسر



و فيه يسوموننا خطة

بها ليس يرضي سوي الکافر



فنشکو اليهم و لا يعطفون

کشکوي العقيرة للعاقر



و حين البطان التقت حلقتاه

و لم نر للبغي من زاجر [14] .



عججنا اليک من الظالمين

عجيج الجمال من الناحر



تمت الرسالة الشريفة بيد مؤلفها العبد المذنب المسييء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في عصر يوم الاحد الثالث عشر من شوال المکرم سنة 1302 في بلدة سر من رأي حامدا مصليا مستغفرا، اللهم وفقه و کل المؤلفين و البانين للخير بحق محمد و آله.


پاورقي

[1] الکافي ج 2 ص 16 باب الاخلاص الرقم 6.

[2] و أخرجه السيوطي في الجامع الصغير عن حلية الاولياء کما في السراج المنير ج 3 ص 323.

[3] الکافي ج 6 ص 402.

[4] أخرجه المجلسي رحمه الله في باب الرجعة تحت الرقم 111 عن مصباح الزائر راجع ص 95 من هذا المجلد الذي بين يديک.

[5] أخرجه المجلسي رحمه الله في باب ولادته و أحوال أمه عليه السلام راجع ج 51 ص 14، کمال الدين ج 2 ص 102.

[6] راجع الاختصاص ص 90.

[7] في نسخة الاختصاص المطبوع: و أن يعرف موضعه عند الله.

[8] يريد کتابه دار السلام فراجع.

[9] العيثر و هکذا العثير التراب و العجاج، و ما قلبت من تراب بأطراف سابع رجلک إذا مشيت لا يري للقدم أثر غيره.



و قد عيثر القوم: إذا اثاروا العيثر.

[10] أوغر صدره: أحماه من الغيظ و أوقده.

[11] امحي بتشديد الميم اصله: انمحي فادغم النون في الميم.

[12] الهامر: الهاطل السيال.

[13] من قولهم همر الفرس الارض: ضربها بحوافره شديدا.

[14] البطان للقتب: الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير و يقال: «التقت حلقتا البطان» للامر اذا اشتد، و هو بمنزلة التصدير للرحل.