بازگشت

تشرف الشيخ الشهيد الي لقائه في سفره من دمشق الي مصر


بغية المريد في الکشف عن أحوال الشهيد للشيخ الفاضل الاجل تلميذه محمد ابن علي بن الحسن العودي قال في ضمن وقائع سفر الشهيد رحمه الله من دمشق إلي مصر ما لفظه: و اتفق له في الطريق ألطاف إلهية، و کرامات جلية حکي لنا بعضها.

منها ما أخبرني به ليلة الاربعاء عاشر ربيع الاول سنة ستين و تسعمأة أنه في الرملة مضي إلي مسجدها المعروف بالجامع الابيض لزيارة الانبياء و الذين في الغار وحده، فوجد الباب مقفولا و ليس في المسيجد أحد، فوضع يده علي القفل و جذبه فانفتح فنزل إلي الغار، و اشتغل بالصلاة و الدعاء، و حصل له إقبال علي الله



[ صفحه 297]



بحيث ذهل عن انتقال القافلة، فوجدها قد ارتحلت، و لم يبق منها أحد فبقي متحيرا في أمره مفکرا في اللحاق مع عجزه عن المشي و أخذ أسبابه و مخافته و أخذ يمشي علي أثرها وحده فمشي حتي أعياه التعب، فلم يلحقها، و لم يرها من البعد، فبينما هو في هذا المضيق إذ أقبل عليه رجل لاحق به و هو راکب بغلا، فلما وصل إليه قال له: ارکب خلفي فردفه و مضي کالبرق، فما کان إلا قليلا حتي لحق به القافلة و أنزله و قال له: اذهب إلي رفقتک، و دخل هو في القافلة قال: فتحريته مدة الطريق أني أراه ثانيا فما رأيته أصلا و لا قبل ذلک.