بازگشت

شکوي رجل من زائري الاعاجم عن الخادم الکليددار في مشهد سامراء


حدثني العالم الجليل، و المولي النبيل العدل الثقة الرضي المرضي الآميرزا إسماعيل السلماسي و هو من أوثق أهل العلم و الفضل و أئمة الجماعة في مشهد الکاظم عليه السلام عن والده العالم العليم المتقدم ذکره المولي زين العابدين السلماسي



[ صفحه 295]



أو عن أخيه الثقة الصالح الاکبر منه في السن الآميرزا محمد باقر رحمه الله قال سلمه الله و الترديد لتطاول الزمان لان سماعي لهذه الحکاية يقرب من خمسين سنة قال: قال والدي: مما ذکر من الکرامات للائمة الطاهرين عليهم السلام في سر من رأي في المائة الثانية، و الظاهر أنه أواخر المائة أو في أوائل المائة الثالثة بعد الالف من الهجرة أنه جاء رجل من الاعاظم إلي زيارة العسکريين عليهما السلام و ذلک في زمن الصيف و شدة الحر، و قد قصد الزيارة في وقت کان الکليد دار في الرواق و مغلقا أبواب الحرم، و متهيئا للنوم، عند الشباک الغربي.

فلما أحس بمجيئ الزوار، فتح الباب و أراد أن يزوره فقال له الزائر: خذ هذا الدينار و اترکني حتي أزور بتوجه و حضور فامتنع المزور و قال: لا أخرم القاعدة فدفع إليه الدينار الثاني و الثالث فلما رأي المزور کثرة الدنانير ازداد امتناعا و منع الزائر من الدخول إلي الحرم الشريف ورد إليه الدنانير.

فتوجه الزائر إلي الحرم و قال بانکسار: بأبي أنتما و أمي أردت زيارتکما بخضوع و خشوع، و قد اطلعتما علي منعه إياي، فأخرجه المزور، و غلق الابواب ظنا منه أنه يرجع إليه و يعطيه بکل ما يقدر عليه، و توجه إلي الطرف الشرقي قاصدا السلوک إلي الشباک الذي في الطرف الغربي.

فلما وصل إلي الرکن و أراد الانحراف إلي طرف الشباک، رأي ثلاثة أشخاص مقبلين صافين إلا أن أحدهم متقدم علي الذي في جنبه بيسير و کذا الثاني ممن يليه، و کان الثالث هو أصغرهم و في يده قطعة رمح و في رأسه سنان فبهت المزور عند رؤيتهم، فتوجه صاحب الرمح إليه و قد امتلا غيظا و احمرت عيناه من الغضب، و حرک الرمح مريدا طعنه قائلا: يا ملعون بن الملعون کأنه جاء إلي دارک أو إلي زيارتک فمنعته؟.

فعند ذلک توجه إليه أکبرهم مشيرا بکفه مانعا له قائلا: جارک ارفق بجارک فأمسک صاحب الرمح، ثم هاج غضبه ثانيا محرکا للرمح قائلا ما قاله أولا فأشار إليه الاکبر أيضا کما فعل، فأمسک صاحب الرمح.



[ صفحه 296]



و في المرة الثالثة لم يشعر المزور أن سقط مغشيا عليه، و لم يفق إلا في اليوم الثاني أو الثالث و هو في داره أتوا به أقاربه، بعد أن فتحوا الباب عند المساء لما رأوه مغلقا، فوجدوه کذلک و هم حوله باکون فقص عليهم ما جري بينه و بين الزائر و الاشخاص و صاح ادرکوني بالماء فقد احترقت و هلکت، فأخذوا يصبون عليه الماء، و هو يستغيث إلي أن کشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهم منه قد اسود و هو يقول قد طعنني صاحب القطعة.

فعند ذلک اشخصوه إلي بغداد، و عرضون علي الاطباء، فعجز الاطباء من علاجه فذهبوا به إلي البصرة و عرضوه علي الطبيب الافرنجي فتحير في علاجه لانه جس يده [1] فما أحس بما يدل علي سوء المزاج و ما رأي ورما و مادة في الموضع المذکور فقال: مبتدئا: إني أظن أن هذا الشخص قد اساء الادب مع بعض الاولياء فاشتد بهذا البلاء، فلما يئسوا من العلاج رجعوا به إلي بغداد فمات في الرجوع إما في الطريق أو في بغداد و الظاهر أن اسم هذا الخبيث کان حسانا.


پاورقي

[1] يقال: جس الشيء يجس بالضم مسه بيده ليتعرفه.

و المراد أنه أخذ نبضه فلم يجد اختلالا في الدم يکون سببا لاحتراقه و النها به.