بازگشت

ما خرج من توقيعاته


1 غط: أخبرنا جماعة، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال: وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي و إملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه، علي ظهر کتاب فيه جوابات و مسائل أنفذت من قم، يسأل عنها هل هي جوابات الفقية عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني، لانه حکي عنه أنه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها فکتب إليهم علي ظهر کتابهم: بسم الله الرحمن الرحيم قد وقفنا علي هذه الرقعة و ما تضمنته، فجميعه جوابنا و لا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله في حرف منه و قد کانت أشياء خرجت إليکم علي يدي أحمد بن هلال [1] و غيره من نظرائه و کان من ارتدادهم عن الاسلام مثل ما کان هذا عليهم لعنة الله و غضبه.

فاستثبت قديما في ذلک. [2] .

فخرج الجواب الا من استثبت فانه لا ضرر في خروج ما خرج علي أيديهم و أن ذلک صحيح.

و روي قديما عن بعض العلماء عليهم السلام و الصلاة أنه سئل عن مثل هذا



[ صفحه 151]



بعينه في بعض من غضب الله عليه و قال عليه السلام العلم علمنا، و لا شيء عليکم من کفر من کفر، فما صح لکم مما خرج علي يده برواية غيره من الثقات رحمهم الله، فاحمدوا الله و اقبلوه، و ما شککتم فيه أو لم يخرج إليکم في ذلک إلا علي يده فردوه إلينا لنصححه أو نبطله، و الله تقدمت أسماؤه وجل ثناؤه ولي توفيقکم، و حسيبنا في أمورنا کلها و نعم الوکيل.

و قال ابن نوح: أول من حدثنا بهذا التوقيع أبو الحسين محمد بن علي بن تمام، و ذکر أنه کتبه من ظهر الدرج الذي عند أبي الحسن بن داود، فلما قدم أبو الحسن بن داود و قرأته عليه، ذکر أن هذا الدرج بعينه کتب بها أهل قم إلي الشيخ أبي القاسم و فيه مسائل فأجابهم علي ظهره بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي و حصل الدرج عند أبي الحسن بن داود.

نسخة الدرج: مسائل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءک و أدام عزک و تأييدک، و سعادتک و سلامتک، و أتم نعمته و زاد في إحسانه إليک، و جميل مواهبه لديک و فضله عندک، و جعلني من السوء فداک، و قد مني قبلک، الناس يتنافسون في الدرجات، فمن قبلتموه کان مقبولا و من دفعتموه کان وضيعا، و الخامل من وضعتموه، و نعوذ بالله من ذلک، و ببلدنا أيدک الله جماعة من الوجوه، يتساوون و يتنافسون في المنزلة.

و ورد أيدک الله کتابک إلي جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ص، و أخرج علي بن محمد بن الحسين بن مالک المعروف بمالک بادوکة، و هو ختن ص رحمهم الله من بينهم، فاغتم بذلک و سألني أيدک الله أن أعلمک ما ناله من ذلک، فان کان من ذنب استغفر الله منه، و إن يکن ذلک عرفته ما يسکن نفسه إليه إن شاء الله.

التوقيع: لم نکاتب إلا من کاتبنا. [3] .

و قد عوتني ادام الله عزک من تفضلک ما أنت أهل أن تجريني علي العادة



[ صفحه 152]



و قبلک أعزک الله فقهاء، أنا محتاج إلي اشياء تسأل لي عنها فروي لنا عن العالم عليه السلام أنه سئل عن إمام قوم صلي بهم بعض صلاتهم و حدثت عليه حادثة کيف يعمل من خلفه فقال: يؤخر و يقدم بعضهم و يتم صلاتهم و يغتسل من مسه.

التوقيع: ليس علي من نحاه إلا غسل اليد، و إذا لم تحدث حادثة تقطع الصلاة تمم صلاته مع القوم.

و روي عن العالم عليه السلام أن من مس ميتا بحرارته غسل يده، و من مسه و قد برد فعليه الغسل، و هذا الامام في هذه الحالة لا يکون مسه إلا بحرارته و العمل من ذلک علي ما هو، و لعله ينحيه بثيابه و لا يمسه فکيف يجب عليه الغسل.

التوقيع: إذا مسه علي هذه الحال، لم يکن عليه إلا غسل يده.

و عن صلاة جعفر إذا سها في التسبيح في قيام أو قعود أو رکوع أو سجود و ذکره في حالة أخري قد صار فيها من هذه الصلاة، هل يعيد ما فاته من ذلک التسبيح في الحالة التي ذکرها أم يتجاوز في صلاته؟ التوقيع: إذا هو سها في حالة من ذلک ثم ذکر في حالة أخري قضي ما فاته في الحالة التي ذکر.

و عن المرأة يموت زوجها هل يجوز أن تخرج في جنازته أم لا؟.

التوقيع: يخرج في جنازته.

و هل يجوز لها و هي في عدتها أن تزور قبر زوزجها أم لا؟ التوقيع: تزور قبر زوجها، و لا تبيت عن بيتها.

و هل يجوز لها أن تخرج في قضأ حق يلزمها أم لا تبرح من بيتها و هي في عدتها؟ التوقيع: إذا کان حق خرجت و قضته، و إذا کانت لها حاجة لم يکن لها من ينظر فيها خرجت لها حتي تقضي، و لا تبيت عن منزلها.

و روي في ثواب القرآن في الفرائض و غيره أن العالم عليه السلام قال: عجبا لمن لم يقرأ في صلاته إنا أنزلناه في ليلة القدر کيف تقبل صلاته و روي ما زکت



[ صفحه 153]



صلاة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد.

و روي أن من قرأ في فراسضة الهمزة أعطي من الدنيا، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة، و يدع هذه السؤر التي ذکرناها؟ مع ما قد روي أنه لا تقبل الصلاة و لا تزکو إلا بهما.

التوقيع: الثواب في السورة علي ما قد روي و إذا ترک سورة مما فيها الثواب و قرأ قل هو الله أحد، و إنا أنزلناه.

لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ و ثواب السورة التي ترک، و يجوز أن يقرأ هاتين السورتين، و تکون صلاته تامة، و لکن يکون قد ترک الفضل.

و عن وداع شهر رمضان متي يکون؟ فقد اختلف فيه أصحابنا، فبعضهم يقول: يقرأ في آخر ليلة منه، و بعضهم يقول هو في آخر يوم منه إذا رأي هلال شوال.

التوقيع: العمل في شهر رمضان في لياليه، و الوداع يقع في آخر ليلة منه، فان خاف أن ينقص جعله في ليلتين.

و عن قول الله عز و جل إنه لقول رسول کريم [4] أن رسول الله صلي الله عليه و آله المعني به ذي قوة عند ذي العرش مکين ما هذه القوة مطاع ثم أمين ما هذه الطاعة، و أين هي؟ فرأيک أدام الله عزک بالتفضل علي ب مسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل و إجابتي عنها منعما، مع ما تشرحه لي من أمر محمد بن الحسين بن مالک المقدم ذکره، بما يسکن إليه و يعتد بنعمة الله عنده، و تفضل علي بدعاء جامع لي و لاخواني للدنيا و الآخرة فعلت مثابا إنشاء الله.

التوقيع: جمع الله لک و لاخوانک خير الدنيا و الآخرة.

أطال الله بقاءک، و ادام عزک، و تأييدک و کرامتک، و سعادتک و سلامتک و أتم نعمته عليک، و زاد في إحسانه إليک، و جميل مواهبه لديک، و فضله عندک و جعلني من کل سوء و مکروه فداک و قد مني قبلک الحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد و آله أجمعين.

بيان: ذکر في الاحتجاج من قوله: أطال الله بقاک إلي قوله



[ صفحه 154]



و لاخوانک خير الدنيا و الآخرة.

أقول: قوله: فاستثبت من تتمة ما کتب السائل اي کنت قديما أطلب إثبات هذه التوقيعات، هل هي منکم أولا؟ و لما کان جواب هذه الفقرة مکتوبا تحتها أفردها للاشعار بذلک.

قوله نسخة الدرج أي نسخة الکتاب المدرج المطوي، کتبه أهل قم و سألوا عن بيان صحته، فکتب عليه السلام أن جميعه صحيح، و عبر عن المعان برمز ص للمصلحة و حاصل جوابه عليه السلام أن هؤلاء کاتبوني و سألوني فأجبتهم، و هو لم يکاتبني من بينهم فلذا لم أدخله فيهم، و ليس ذل من تقصير و ذنب.

قوله: و قبلک أعزک الله خطاب للسفير المتوسط بينه و بين الامام عليه السلام، أو للامام تقية، و قول أطال الله بقاءک آخرا کلام الحميري ختم به کتابه، و سائر أجزاء الخبر شرحناها في الابواب المناسبة لها. [5] .

2 غط: من کتاب آخر فرأيک ادام الله عزک في تأمل رقعتي، و التفضل بما يسهل لاضيفه إلي سائر أياديک علي، و احتجت ادام الله عزک أن تسأل لي بعض الفقهاء عن المصلي إذا قام من التشهد الاول للرکعة الثالثة، هل يجب عليه أن يکبر؟ فان بعض أصحابنا قال: لا يجب عليه التکبير، و يجزيه أن يقول: بحول الله و قوته أقوم و أقعد.

الجواب: قال إن فيه حديثين: أما أحدهما فانه إذا انتقل من حالة إلي حالة أخري فعليه تکبير، و أما الآخر فانه روي أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فکبر ثم جلس، ثم قام، فليس عليه للقيام بعد القعود تکبير، و کذلک التشهد الاول، يجري هذا المجري، و بأيهما أخذت من جهة التسليم کان صوابا.

و عن الفص الخماهن [6] هل تجوز فيه الصلاة إذا کان في إصبعه؟



[ صفحه 155]



الجواب: فيه کراهة أن يصلي فيه، و فيه إطلاق، و العمل علي الکراهية.

و عن رجل اشتري هديا لرجل غائب عنه، و سأله أن ينحر عنه هديا بمني فلما أراد نحر الهدي نسي اسم الرجل و نحر الهدي، ثم ذکره بعد ذلک أ يجزي عن الرجل أم لا؟ الجواب: لا بأس بذلک، و قد أجزأ عن صاحبه.

و عندنا حاکة مجوس يأکلون الميتة، و لا يغتسلون من الجنابة، و ينسجون لنا ثيابا، فهل يجوز الصلاة فيها من قبل أن يغسل؟ الجواب: لا بأس بالصلاة فيها.

و عن المصلي يکون في صلاة الليل في ظلمة، فإذا سجد يغلط بالسجادة، و يضع جبهته علي مسح أو نطع [7] فإذا رفع رأسه وجد السجادة، هل يعتد بهذه السجدة أم لا يعتد بها.

الجواب: ما لم يستوجالسا فلا شيء عليه في رفع رأسه لطلب الخمرة [8] .



[ صفحه 156]



و عن المحرم يرفع الظلال هل يرفع خشب العمارية أو الکنيسة [9] و يرفع الجناحين أم لا؟ الجواب: لا شيء عليه في ترکه و جميع الخشب.

و عن المحرم يستظل من المطر بنطع أو غيره حذرا علي ثيابه و ما في محمله أن يبتل فهل يجوز ذلک.

الجواب: إذا فعل ذلک في المحمل في طريقه فعليه دم. [10] .

و الرجل يحج عن آخر، هل يحتاج أن يذکر الذي حج عنه عند عقد إحرامه أم لا؟ و هل يجب أن يذبح عمن حج عنه و عن نفسه، أم يجزيه هدي واحد؟.

الجواب: يذکره، و إن لم يفعل فلا بأس.

و هل يجوز للرجل أن يحرم في کساء خز أم لا؟.

الجواب: لا بأس بذلک و قد فعله قوم صالحون. [11] .

و هل يجوز للرجل أن يصلي و في رجله بطيط [12] لا يغطي الکعبين أم لا يجوز؟ الجواب: جائز.

و يصلي الرجل، و معه في کمه أو سراويله سکين أو مفتاح حديد، هل يجوز ذلک؟



[ صفحه 157]



الجواب: جائز.

و عن الرجل يکون مع بعض هؤلاء و متصلا بهم يحج، و يأخذ علي الجادة و لا يحرمون هؤلاء من المسلح فهل يجوز لهذا الرجل أن يؤخر إحرامه إلي ذات عرق [13] فيحرم معهم، لما يخاف من الشهرة أم لا يجوز أن يحرم إلا من المسلخ؟ الجواب: يحرم من ميقاته ثم يلبس الثياب و يلبي في نفسه، فإذا بلغ إلي ميقاتهم أظهر.

و عن لبس النعل المعطون [14] فان بعض أصحابنا يذکر أن لبسه کريه.

الجواب: جائز ذلک و لا بأس.

و عن الرجل من وکلاء الوقف يکون مستحلا لما في يده لا يرع [15] عن أخذ ماله، ربما نزلت في قرية و هو فيها أو ادخل منزله و قد حضر طعامه فيدعوني إليه، فان لم آکل من طعامه عاداني عليه، و قال: فلان لا يستحل أن يأکل من طعامنا، فهل يجوز لي أن آکل من طعامه و أتصدق بصدقة؟ و کم مقدار الصدقة؟ و إن أهدي هذا الوکيل هدية إلي رجل آخر فأحضر فيدعوني أن أنال منها و أنا أعلم أن



[ صفحه 158]



الوکيل لا يرع عن أخذ ما في يده، فهل فيه شيء إن أنا نلت منها؟ الجواب: إن کان لهذا الرجل مال أو معاش ما في يده، فک طعامه و اقبل بره و إلا فلا.

و عن الرجل يقول بالحق و يري المتعة، و يقول بالرجعة، إلا أن له أهلا موافقة له في جميع أمره، و قد عاهدها أن لا يتزوج عليها و لا يتسري [16] و قد فعل هذا منذ بضع عشرة سنة، و و في بقوله، فربما غاب عن منزله الاشهر فلا يتمتع و لا يتحرک نفسه أيضا لذلک، و يري أن وقوف من معه من أخ و ولد و غلام و و کيف و حاشية مما يقلله في أعينهم و يحب المقام علي ما هو عليه محبة لاهله و ميلا إليها، و صيانة لها و لنفسه، لا يحرم المتعة، بل يدين الله بها، فهل عليه في ترکه ذلک مأثم أم لا؟ الجواب: في ذلک يستحب له أن يطيع الله تعالي [17] ليزول عنه الحلف في المعصية [18] و لو مرة واحدة.

فان رأيت ادام الله عزک أن تسأل لي عن ذلک و تشرحه لي و تجيب في کل مسألة بما العمل به، و تقلدني المنة في ذلک جعلک الله السبب في کل خير و أجراه علي يدک فعلت مثابا إن شاء الله.

أطال الله بقاءک و ادام عزک و تأييدک و سعادتک و سلامتک و کرامتک و أتم نعمته عليک، و زاد في إحسانه إليک، و جعلني من السوء فداک، و قدمني عنک و قبلک الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد النبي و آله و سلم کثيرا.

قال ابن نوح: نسخت هذه النسخة من الدرجين القديمين اللذين فيهما الخط



[ صفحه 159]



و التوقيعات.

أقول: روي في الاحتجاج مثله إلي قوله ليزول عنه الحلف في المعصية و لو مرة واحدة.

3 ج: في کتاب آخر لمحمد بن عبد الله الحميري إلي صاحب الزمان عليه السلام من جوابات مسائله التي سأله عنها في سنة سبع و ثلاثمأة.

سأل عن المحرم يجوز أن يشد المئزر من خلفه إلي عنقه بالطول، و يرفع طرفيه إلي حقويه، و يجمعها في خاصرته و يعقدهما، و يخرج الطرفين الآخرين من بين رجليه و يرفعهما إلي خاصرته، و يشد طرفيه إلي ورکيه، فيکون مثل السراويل يستر ما هناک، فان المئزر الاول کنا نتزربه [19] إذا رکب الرجل جملة يکشف ما هناک و هذا أستر.

فأجاب عليه السلام جائز أن يتزر الانسان کيف شاء إذا لم يحدث في المئزر حدثا بمقراض و لا أبرة يخرجه به عن حد المئزر، و غرزه غرزا، و لم يعقده و لم يشد بعضه ببعض، إذا غطي سرته و رکبتيه کلاهما، فان السنة المجمع عليها بغير خلاف تغطية السرة و الرکبتين، و الا حب إلينا و الافضل لکل أحد شده علي السبيل المعروفة للناس جميعا إن شاء الله.

و سأل رحمه الله هل يجوز أن يشد عليه مکان العقد تکة؟ فأجاب عليه السلام لا يجوز شد المئزر بشيء سواه من تکة و لا غيرها.

و سأل عن التوجه للصلاة أ يقول: علي ملة إبراهيم، و دين محمد؟ فان بعض أصحابنا ذکر أنه إذا قال علي دين محمد فقد أبدع، لانا لم نجده في شيء من کتب الصلاة خلا حديثا في کتاب القاسم بن محمد عن جده الحسن بن راشد أن



[ صفحه 160]



الصادق عليه السلام قال للحسن: کيف تتوجه؟ قال: أقول لبيک و سعديک فقال له الصادق عليه السلام: ليس عن هذا أسألک کيف تقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات و الارض حنيفا مسلما؟ قال الحسن: أقوله فقال له الصادق عليه السلام: إذا قلت ذلک فقل علي ملة إبراهيم، و دين محمد، و منهاج علي بن أبي طالب و الائتمام بآل محمد حنيفا مسلما و ما أنا من المشرکين.

فأجاب عليه السلام التوجه کله ليس بفريضة و السنة المؤکدة فيه التي هي کالاجماع الذي لا خلاف فيه: وجهت وجهي للذي فطر السموات و الارض حنيفا مسلما علي ملة إبراهيم، و دين محمد، و هدي أمير المؤمنين، و ما أنا من المشرکين إن صلاتي و نسکي و محياي و مماتي لله رب العالمين، لا شريک له و بذلک أمرت و أنا من المسلمين، أللهم اجعلني من المسلمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ الحمد.

قال الفقية الذي لا يشک في علمه: الدين لمحمد، و الهداية لعلي أمير المؤمنين، لانها له و في عقبه باقية إلي يوم القيامة، فمن کان کذلک فهو من المهتدين، و من شک فلا دين له و نعوذ بالله في ذلک من الضلالة بعد الهدي.

و سأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يرد يديه علي وجهه و صدره للحديث الذي روي أن الله عز و جل أجل من أن يرد يدي عبده صفرا بل يملاها من رحمته [20] أم لا يجوز؟ فان بعض أصحابنا ذکر أنه عمل في الصلاة.

فأجاب عليه السلام رد اليدين من القنوت علي الرأس و الوجه جائز في الفرائض



[ صفحه 161]



و الذي عليه العمل فيه إذا رفع يده في قنوت الفريضة، و فرغ من الدعاء أن يرد بطن راحتيه مع صدره تلقاء رکبتيه علي تمهل، و يکبر و يرکع، و الخبر صحيح و هو في نوافل النهار و الليل، دون الفرائض، و العمل به فيها أفضل.

و سأل عن سجدة الشکر بعد الفريضة، فان بعض أصحابنا ذکر أنها بدعة فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة؟ و إن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الاربع رکعات النافلة.

فأجاب عليه السلام: سجدة الشکر من ألزم السنن و أوجبها، و لم يقل إن هذه السجدة بدعة إلا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة، و أما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب و الاختلاف في أنها بعد الثلاث أو بعد الاربع، فان فضل الدعاء و التسبيح بعد الفرائض علي الدعاء بعقيب النوافل، کفضل الفرائض علي النوافل و السجدة دعاء و تسبيح، و الافضل أن يکون بعد الفرض، فان جعلت بعد النوافل أيضا جاز.

و سأل أن لبعض إخواننا ممن نعرفه ضيعة جديدة بجنب ضيعة خراب للسلطان فيها حصة، و أکرته [21] ربما زرعوا حدودها، و تؤذيهم عمال السلطان، و يتعرض في الاکل من غلات ضيعته، و ليس لها قيمة لخرابها، و إنما هي بائرة مند عشرين سنة، و هو يتحرج من شرائها لانه يقال: إن هذه الحصة من هذه الضيعة، کانت قبضت عن الوقف قديما للسلطان، فان جاز شراؤها من السلطان، و کان ذلک صوابا کان ذلک صلاحا له، و عمارة لضيعته، و إنه يزرع هذه الحصة من القرية البائرة لفضل ماء ضيعته العامرة، و ينحسم عنه طمع أوليآء السلطان، و إن لم يجز ذلک عمل بما تأمره إن شاء الله.

فأجابه عليه السلام الضيعة لا يجوز اتياعها إلا من مالکها أو بأمره و رضا منه.

و سأل عن رجل استحل بإمرأة من حجابها، و کان يتحرز من أن يقع ولد



[ صفحه 162]



فجاءت بإبن فتحرج الرجل أن لا يقبله فقبله و هو شاک فيه، ليس يخلطه بنفسه، فان کان ممن يجب أن يخلطه بنفسه، و يجعله کسائر ولده فعل ذلک، و إن جاز أن أن يجعل له شيئا من ماله دون حقه فعل.

فأجاب عليه السلام الاستحلال بالمرأة يقع علي وجوه، و الجواب يختلف فيها، فليذکر الوجه الذي وقع الاستحلال به مشروحا ليعرف الجواب فيما يسال عنه من أمر الولد إن شاء الله.

و سأله الدعاء له، فخرج الجواب: جاد الله عليه بما هو أهله إيجابنا لحقه و رعايتنا لابيه رحمه الله، و قربه منا بما علمناه من جميل نيته، و وقفنا عليه من مخالطته المقربة له من الله التي ترضي الله عز و جل و رسوله و أولياءه عليهم السلام بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمله من کل خير عاجل و آجل، و أن يصلح له من أمر دينه و دنياه ما يحب صلاحه إنه ولي قدير. [22] .

4: و کتب إليه صلوات الله عليه أيضا في سنة ثمان و ثلاثمأة کتابا سأله فيه عن مسائل أخري، کتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءک، و أدام عزک و کرامتک، و سعادتک و سلامتک، و أتم نعمته عليک، و زاد في إحسانه إليک، و جميل مواهبه لديک، و فضله عليک، و جزيل قسمه لک، و جعلني من السوء کله فداک، و قد مني قبلک، إن قبلنا مشايخ و عجايز يصومون رجب منذ ثلاثين سنة و أکثر، و يصلون شعبان بشهر رمضان، و روي لهم بعض أصحابنا أن صومه معصية.

فأجاب: قال الفقية عليه السلام: [23] يصوم منه أياما إلي خمسة عشر يوما، ثم يقطعه إلا أن يصومه عن الثلاثة الايام الفائتة للحديث أن نعم شهر القضاء رجب.

و سأل عن رجل يکون في محمله، و الثلج کثير بقامة رجل، فيتخوف إن نزل



[ صفحه 163]



الغوص فيه، و ربما يسقط الثلج و هو علي تلک الحال، و لا يستوي له أن يلبد شيئا منه لکثرته و تهافته، هل يجوز له أن يصلي في المحمل الفريضة؟ فقد فعلنا ذلک أياما فهل علينا في ذلک إعادة أم لا؟.

فأجاب عليه السلام لا بأس به عند الضرورة و الشدة.

و سأل عن الرجل يلحق الامام و هو راکع، فيرکع معه و يحتسب تلک الرکعة، فان بعض أصحابنا قال: إن لم يسمع تکبيرة الرکوع فليس له أن يعتد بتلک الرکعة.

فأجاب عليه السلام إذا لحق مع الامام من تسبيح الرکوع تسبيحة واحدة اعتد بتلک الرکعة، و إن لم يسمع تکبيرة الرکوع.

و سأل عن رجل صلي الظهر و دخل في صلاة العصر، فلما أن صلي من صلاة العصر رکعتين استيقن أنه صلي الظهر رکعتين، کيف يصنع؟.

فأجاب عليه السلام: إن کان أحدث بين الصلاتين حادثة يقطع بها الصلاة أعاد الصلاتين، و إذا لم يکن أحدث حادثة جعل الرکعتين الاخيرتين تتمة لصلاة الظهر وصلي العصر بعد ذلک.

و سأل عن أهل الجنة، هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا؟ فأجاب عليه السلام: إن الجنة لا حمل فيها للنساء، و لا ولادة، و لا طمث، و لا نفاس، و لا شقاء بالطفولية، و فيها ما تشتهي الانفس، و تلذ الاعين [24] کما قال سبحانه، فإذا اشتهي المؤمن ولدا خلقه الله عز و جل بغير حمل و لا ولادة علي الصورة التي يريد کما خلق آدم عليه السلام عبرة.

و سأل عن رجل تزوج إمرأة بشيء معلوم إلي وقت معلوم، و بقي له عليها وقت فجعلها في حل مما بقي له عليها، و قد کانت طمثت قبل أن يجعلها في حل من أيامها بثلاثة أيام أ يجوز أن يتزوجها رجل آخر بشيء معلوم إلي وقت معلوم عند طهرها من هذه الحيضة أو يستقبل بها حيضة أخري؟



[ صفحه 164]



فأجاب عليه السلام يستقبل حيضة تلک الحيضة، لان أقل تلک العدة حيضة و طهارة تامة.

و سأل عن الابرص و المجذوم، و صاحب الفالج، هل يجوز شهادتهم؟ فقد روي لنا أنهم لا يؤمون الاصحاء؟ فأجاب عليه السلام: إن کان ما بهم حادث، جازت شهادتهم، و إن کانت ولادة لم تجز.

و سأل هل يجوز للرجل أن يتزوج ابنة إمرأته.

فأجاب عليه السلام: إن کانت ربيت في حجره فلا يجوز، و إن لم تکن ربيت في حجره و کانت أمها في حباله [25] فقد روي أنه جائز.

و سأل هل يجوز أن يتزوج بنت ابنة إمرأة ثم يتزوج جدتها بعد ذلک أم لا؟.

فأجاب عليه السلام: قد نهي عن ذلک.

و سأل عن رجل ادعي علي رجل ألف درهم، أقام بها البينة العادلة، و ادعي عليه أيضا خمسمأة درهم في صک آخر [26] و له بذلک کله بينة عادلة، و ادعي عليه ايضا بثلاث مائة درهم في صک آخر، و مائتي درهم في صک آخر، و له بذلک کله بينة عادلة، و يزعم المدعي عليه أن هذه الصکاک کلها قد دخلت في الصک الذي بألف درهم، و المدعي ينکر أن يکون کما زعم، فهل تجب عليه الالف الدرهم مرة واحدة أو يجب عليه کما يقيم البينة به؟ و ليس في الصکاک استثناء إنما هي صکاک علي وجهها؟ فأجاب عليه السلام: يؤخذ من المدعي عليه ألف درهم، و هي التي لا شبهة فيها



[ صفحه 165]



و ترد اليمين في الالف الباقي علي المدعي، فان نکل فلا حق له.

و سأل عن طين القبر، يوضع مع الميت في قبره، هل يجوز ذلک أم لا؟ فأجاب عليه السلام: يوضع مع الميت في قبره و يخلط بحنوطه إنشاء الله.

و سأل فقال روي لنا عن الصادق عليه السلام أنه کتب علي إزار إسماعيل ابنه إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله فهل يجوز لنا أن نکتب مثل ذلک بطين القبر أم غيره؟ فأجاب عليه السلام: يجوز ذلک.

و سأل هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر و هل فيه فضل؟ فأجاب عليه السلام يسبح به، فما من شيء من التسبيح أفضل منه، و من فضله أن الرجل ينسي التسبيح، و يدير السبحة فيکتب له التسبيح.

و سأل عن السجدة علي لوح من طين القبر و هل فيه فضل؟ فأجاب عليه السلام يجوز ذلک و فيه الفضل.

و سأل عن الرجل يزور قبور الائمة عليهم السلام هل يجوز أن يسجد علي القبر أم لا؟ و هل يجوز لمن صلي عند بعض قبورهم عليهم السلام أن يقوم وراء القبر و يجعل القبر قبلة أم يقوم عند رأسه أو رجليه؟ و هل يجوز أن يتقدم القبر و يصلي و يجعل القبر خلفه أم لا؟ فأجاب عليه السلام أما السجود أما السجود علي القبر فلا يجوز في نافلة و لا فريضة و لا زيارة و الذي عليه العمل، أن يضع خده الايمن علي القبر، و أما الصلاة فانها خلفه و يجعل القبر أمامه، و لا يجوز أن يصلي بين يديه، و لا عن يمينه، و لا عن يساره لان الامام عليه السلام لا يتقدم عليه، و لا يساوي.

و سأل فقال: هل يجوز للرجل إذا صلي الفريضة أو النافلة و بيده السبحة أن يديرها و هو في الصلاة.

فأجاب عليه السلام: يجوز ذلک إذا خاف السهو و الغلط.

و سأل هل يجوز أن يدير السبحة بيده اليسار إذا سبح أو لا يجوز؟ فأجاب عليه السلام: يجوز ذلک و الحمد لله.



[ صفحه 166]



و سأل فقال: روي عن الفقية في بيع الوقوف خبر مأثور إذا کان الوقف علي قوم بأعيانهم و أعقابهم فاجتمع أهل الوقف علي بيعه و کان ذلک أصلح، لهم أن يبيعوه فهل يجوز أن يشتري من بعضهم إن لم يجتمعوا کلهم علي البيع؟ أم لا يجوز إلا أن يجتمعوا کلهم علي ذلک و عن الوقف الذي لا يجوز بيعه.

فأجاب عليه السلام إذا کان الوقف علي إمام المسلمين فلا يجوز بيعه، و إن کان علي قوم من المسلمين، فليبع کل قوم ما يقدرون علي بيعه مجتمعين و متفرقين إن شاء الله. [27] .

و سأل هل يجوز للمحرم أن يصير علي إبطه المرتک أو التوتيا [28] لريح العرق أم لا يجوز؟.

فأجابه يجوز ذلک.

و سأل عن الضرير إذا اشهد في حال صحته علي شهادة ثم کف بصره و لا يري خطه فيعرفه، هل تجوز شهادته [و بالله التوفيق] [29] أم لا و إن ذکر هذا الضرير الشهادة هل يجوز أن يشهد علي شهادته أم لا يجوز؟ فأجاب عليه السلام: إذا حفظ الشهادة و حفظ الوقت جازت شهادته.

و سأل عن الرجل يوقف ضيعة أو دابة، و يشهد علي نفسه بإسم بعض وکلاء الوقف، ثم يموت هذا الوکيل أو يتغير أمره، و يتولي غيره، هل يجوز أن يشهد الشاهد لهذا الذي أقيم مقامه، إذا کان أصل الوقف لرجل واحد أم لا يجوز ذلک؟.



[ صفحه 167]



فأجاب عليه السلام: لا يجوز ذل لان الشهادة لم تقم للوکيل و إنما قامت للمالک، و قد قال الله تعالي و أقيموا الشهادة لله. [30] .

و سأل عن الرکعتين الاخراوين قد کثرت فيهما الروايات، فبعض يروي أن قراءة الحمد وحدها افضل و بعض يروي أن التسبيح فيهما افضل، فالفضل لايهما لنستعمله؟.

فأجاب عليه السلام قد نسخت قراءة أم الکتاب في هاتين الرکعتين التسبيح، و الذي نسخ التسبيح قول العالم عليه السلام کل صلاة لا قراءة فيها فهي خداج [31] إلا للعليل أو من يکثر عليه السهو، فيتخوف بطلان الصلاة عليه.

و سأل فقال: يتخذ عندنا رب الجوز [32] لوجع الحلق و البحبحة يؤخذ الجوز



[ صفحه 168]



الرطب من قبل أن ينعقد، و يدق دقا ناعما، و يعصر ماؤه، و يصفي و يطبخ علي النصف، و يترک يوما و ليلة، ثم ينصب علي النار، و يلقي علي کل ستة أرطال منه رطل عسل، و يغلي و ينزع رغوته، و يسحق من النوشادر و الشب اليماني من کل واحد نصف مثقال، و يداف بذلک إلي الماء، و يلقي فيه درهم زعفران مسحوق و يغلي و يؤخذ رغوته، و يطبخ حتي يصير مثل العسل ثخينا ثم ينزل عن النار، و يبرد و يشرب منه، فهل يجوز شربه أم لا؟.

فأجاب عليه السلام إذا کان کثيره يسکر أو يغير فقليله و کثيره حرام، و إن کان لا يسکر فهو حلال.

و سأل عن الرجل تعرض له حاجة مما لا يدري أن يفعلها أم لا؟ فيأخذ خاتمين فيکتب في أحدهما نعم افعل و في الآخر لا تفعل فيستخير الله مرارا [33] ثم يري فيهما فيخرج أحدهما فيعمل بما يخرج، فهل يجوز ذل أم لا؟ و العامل به و التارک له، أ هو [يجوز] مثل الاستخارة أم هو سوي ذلک؟ فأجاب عليه السلام الذي سنه العالم عليه السلام في هذه الاستخارة بالرقاع و الصلاة.

و سأل عن صلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام في أي أوقاتها أفضل أن تصلي فيه و هل فيها قنوت؟ و إن کان ففي اي رکعة منها؟.

فأجاب عليه السلام: أفضل أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة، ثم في أي الايام شئت، وأي وقت صليتها من ليل أو نهار، فهو جائز، و القنوت مرتان في الثانية قبل الرکوع و الرابعة.

و سأل عن الرجل ينوي إخراج شيء من ماله، و أن يدفعه إلي رجل من اخوانه، ثم يجد في أقربائه أ يصرف ذلک عمن نواه له إلي قرابته؟ فأجاب عليه السلام: يصرفه إلي أدناهما و أقربهما من مذهبه، فان ذهب إلي قول



[ صفحه 169]



العالم عليه السلام لا يقبل الله الصدقة و ذو رحم محتاج [34] فليقسم بين القرابة، و بين الذي نوي حتي يکون قد أخذ بالفضل کله.

و سأل فقال: قد اختلف أصحابنا في مهر المرأة فقال بعضهم: إذا دخل بها سقط المهر، و لا شيء لها، و قال بعضهم: هو لازم في الدنيا و الآخرة، فکيف ذلک؟ و ما الذي يجب فيه؟ فأجاب عليه السلام: إن کان عليه بالمهر کتاب فيه دين، فهو لازم له في الدنيا و الآخرة، و إن کان عليه کتاب فيه ذکر الصدقات سقط إذا دخل بها، و إن لم يکن عليه کتاب فإذا دخل بها سقط باقي الصداق. [35] .



[ صفحه 170]



و سأل فقال: روي عن صاحب العسکر عليه السلام أنه سئل عن الصلاة في الخز الذي يغش بوبر الارانب، فوقع يجوز و روي عنه أيضا أنه لا يجوز فأي الامرين نعمل به؟.

فأجاب عليه السلام: إنما حرم في هذه الاوبار و الجلود فأما الاوبار وحدها فحلال [36] و قد سئل بعض العلماء عن معني قول الصادق عليه السلام لا يصلي في الثعلب و لا في الثوب الذي يليه، فقال: إنما عني الجلود دون غيره.

و سأل فقال: نجد بإصفهان ثياب عنابية [37] علي عمل الوشي من قز و أبريسم هل تجوز الصلاة فيها أم لا؟ فأجاب عليه السلام: لا تجوز الصلاة إلا في ثوب سداه أو لحمته قطن أو کتان.

و سأل عن المسح علي الرجلين بأيهما يبدأ باليمين أو يمسح عليهما جميعا؟ فأجاب عليه السلام يمسح عليهما جميعا معا [38] فان بدأ بإحداهما قبل الاخري فلا يبتدئ إلا باليمين.

و سأل عن صلاة جعفر في السفر هل يجوز أن تتصلي أم لا؟ فأجاب عليه السلام: يجوز ذلک.

و سأل عن تسبيح فاطمة عليها السلام من سها فجاز التکبير أکثر من أربع و ثلاثين هل يرجع إلي أربع و ثلاثين أو يستأنف؟ و إذا سبح تمام سبعة و ستين هل يرجع إلي ستة و ستين أو يستأنف؟ و ما الذي يجب في ذلک؟.

فأجاب عليه السلام: إذا سها في التکبير حتي تجاوز أربع و ثلاثين عاد إلي ثلاث و ثلاثين و يبني عليها، و إذا سها في التسبيح فتجاوز سبعا و ستين تسبيحة، عاد إلي



[ صفحه 171]



ست و ستين، و بني عليها، فإذا جاز التحميد مائة فلا شيء عليه. [39] .

5 ج: و عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: خرج توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله تعالي، بعد المسائل: بسم الله الرحمن الرحيم، لا لامر الله تعقلون، و لا من أوليائه تقبلون حکمة بالغة، فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و علي عباد الله الصالحين إذا أردتم التوجه بنا إلي الله تعالي وإلينا، فقولوا کما قال الله تعالي سلام علي آل يس، السلام عليک يا داعي الله، و رباني آياته، السلام عليک يا باب الله و ديان دينه، السلام عليک يا خليفة الله و ناصر حقه، السلام عليک يا حجة الله و دليل، إرادته السلام عليک يا تالي کتاب الله و ترجمانه، السلام عليک في آناء ليلک و أطراف نهارک السلام عليک يا بقية الله في أرضه.

السلام عليک يا ميثاق الله الذي أخذه و وکده.

السلام عليک يا وعد الله الذي ضمنه.

السلام عليک أيها العلم المنصوب، و العلم المصبوب، و الغوث و الرحمة الواسعة وعد مکذوب، السلام عليک حين تقوم، السلام عليک حين تقعد، السلام عليک حين تقرأ و تبين.

السلام عليک حين تصلي و تقنت، السلام عليک حين ترکع و تسجد، السلام عليک حين تحمد و تستغفر، السلام عليک حين تهلل و تکبر، السلام عليک حين تصبح و تمسي، السلام عليک في الليل إذا يغشي و النهار إذا تجلي.

السلام عليک أيها الامام المأمون، السلام عليک أيها المقدم المأمول، السلام عليک بجوامع السلام.

أشهد موالي أني أشهدک يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له و أن محمدا عبده و رسوله، لا حبيب إلا هو و أهله، و أشهدک أن أمير المؤمنين حجته، و الحسن حجته، و الحسين حجته، و علي بن الحسين حجته، و محمد بن علي حجته، و جعفر بن محمد حجته، و موسي بن جعفر حجته، و علي بن موسي حجته



[ صفحه 172]



و محمد بن علي حجته، و علي بن محمد حجته، و الحسن بن علي حجته.

و أشهد أنک حجة الله، أنتم الاول و الآخر، و أن رجعتکم حق لا ريب فيها، يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا و أن الموت حق، و أن ناکرا و نکيرا حق.

و أشهد أن النشر و البعث حق، و أن الصراط و المرصاد حق، و الميزان و الحساب حق، و الجنة و النار حق، و الوعد و الوعيد بهما حق.

يا مولاي شقي من خالفکم، و سعد من أطاعکم، فأشهد علي ما أشهدتک عليه و أنا ولي لک، بري من عدوک، فألحق ما رضيتموه، و الباطل ما سخطتموه و المعروف ما أمرتم به، و المنکر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريک له و برسوله و بأمير المؤمنين و بکم يا مولاي أولکم و آخرکم، و نصرتي معدة لکم و مودتي خالصة لکم.

آمين آمين.

الدعاء عقيب هذا القول: أللهم إني أسألک أن تصلي علي محمد نبي رحمتک، و کلمة نورک، و أن تملا قلبي نور اليقين، و صدري نور الايمان، و فکري نور الثبات، و عزمي نور العلم و قوتي نور العمل، و لساني نور الصدق، و ديني نور البصائر من عندک، و بصري نور الضياء، و سمعي نور الحکمة، و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله عليهم السلام حتي ألقاک و قد وفيت بعهدک و ميثاقک، فتغشيني رحمتک يا ولي يا حميد.

أللهم صل علي محمد بن الحسن حجتک في أرضک، و خليفتک في بلادک و الداعي إلي سبيلک، و القائم بقسطک، و السائر بأمرک، ولي المؤمنين، و بوار الکافرين، و مجلي الظلمة، و منير الحق، و الناطق بالحکمة و الصدق، و کلمتک التامة في أرضک، المرتقب الخائف، و الولي الناصح، سفينة النجاة، و علم الهدي و نور أبصار الوري، و خير من تقمص و ارتدي، و مجلي الغمات، الذي يملا الارض عدلا و قسطا کما ملئت ظلما وجورا إنک علي کل شيء قدير.

أللهم صل علي وليک و ابن أوليائک، الذين فرضت طاعتهم، و أوجبت



[ صفحه 173]



حقهم، و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا.

أللهم أنصره و انتصر به لدينک، و انصر به أولياءک و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم.

أللهم أعذه من شر کل باغ و طاغ، و من شر جميع خلقک، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، و احرسه و امنعه من أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولک و آل رسولک، و أظهر به العدل، و أيده بالنصر، و انصر ناصريه و اخذل خاذليه، و اقصم به جبابرة الکفر، و اقتل به الکفار و المنافقين، و جميع الملحدين، حيث کانوا من مشارق الارض و مغاربها برها و بحرها، و املا به الارض عدلا، و أظهر به دين نبيک محمد، و اجعلني أللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته، و أرني في آل محمد عليهم السلام ما يأملون، و في عدوهم ما يحذرون، إله الحق آمين، يا ذا الجلال و الاکرام يا ارحم الراحمين.

أقول: قال مؤلف المزار الکبير: حدثنا الشيخ الاجل الفقية العالم أبو محمد عربي بن مسافر العبادي رضي الله عنه قراءة عليه بداره بالحلة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث و سبعين و خمسمأة، و حدثني الشيخ العفيف أبو البقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون رحمه الله قراءة عليه أيضا بالحلة قالا جميعا: حدثنا الشيخ الامين أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، في الطرز الکبير الذي عند رأس الامام عليه السلام في العشر الاواخر من ذي الحجة سنة تسع و ثلاثين و خمسمأة قال: حدثنا الشيخ الاجل المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذکور علي صاحبه أفضل السلام في الطرز المذکور في العشر الاواخر من ذي القعدة سنة تسع و خمسمأة.

قال: حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه، عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن أشناس البزاز، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيي القمي قال: حدثنا محمد بن علي بن زنجويه القمي قال:



[ صفحه 174]



حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري.

قال أبو علي الحسن بن أشناس: و أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره و أجاز له جميع ما رواه أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل و الصلاة و التوجه أوله: بسم الله الرحمن الرحيم لا لامر الله تعقلون و ذکر نحوا مما مر مع اختلاف أوردناه في کتاب المزار في باب زيارة القائم عليه السلام، و إنما أوردنا سنده ههنا ليعلم أسانيد تلک التوقيعات.

6 أقول: ثم قال في الکتاب المذکور: قال أبو علي الحسن بن اشناس: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي، عن حمزة بن محمد بن الحسن بن شبيب، عن أحمد بن إبراهيم قال: شکوت إلي أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلي رؤية مولانا عليه السلام فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم، فقال لي: شکر الله لک شوقک، و أراک وجهه في يسر و عافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فان أيام الغيبة يشتاق إليه، و لا يسأل الاجتماع معه، انه عزائم الله، و التسليم لها أولي و لکن توجه إليه بالزيارة، فأما کيف يعمل و ما أملاه عند محمد بن علي فانسخوه من عنده و هو التوجه إلي الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة رکعة تقرأ قل هو الله أحد في جميعها رکعتين رکعتين ثم تصلي علي محمد و آله، و تقول قول الله جل اسمه: سلام علي آل ياسين، ذلک هو الفضل المبين من عند الله، و الله ذو الفضل العظيم، إمامه من يهديه صراطه المستقيم، قد آتاکم الله الله خلافته يا آل ياسين.

و ذکرنا في الزيارة [40] وصلي الله علي سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين.

7 ج: ذکر کتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله و رعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر و أربعمأة علي الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه و نور ضريحه، ذکر موصله أنه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته: للاخ السديد، و الولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن



[ صفحه 175]



النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ علي العباد.

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، سلام عليک أيها المولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فانا نحمد إليک الله الذي لا إله إلا هو، و نسأله الصلاة علي سيدنا و مولانا نبينا محمد و آله الطاهرين و نعلمک ادام الله توفيقک لنصرة الحق و أجزل مثوبتک علي نطقک عنا بالصدق، أنه قد أذن لنا في تشريفک بالمکاتبة و تکليفک ما تؤديه عنا إلي موالينا قبلک، أعزهم الله بطاعته، و کفاهم المهم برعايته لهم و حراسته.

فقف أمدک الله بعونه علي أعدائه المارقين من دينه، علي ما نذکره، و اعمل في تأديته إلي من تسکن إليه بما نرسمه إن شاء الله، نحن و إن کنا ثاوين بمکاننا النأئي عن مساکن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالي لنا من الصلاح، و لشيعتنا المؤمنين في ذلک، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا يحيط علمنا بأنبائکم، و لا يعزب عنا شيء من أخبارکم، و معرفتنا بالزلل الذي أصابکم، مذجنح کثير منکم إلي ما کان السلف الصالح عنه شاسعا، و نبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم کأنهم لا يعلمون.

إنا مهملين لمراعاتکم، و لا ناسين لذکرکم، و لو لا ذلک لنزل بکم اللاواء و اصطلمکم الاعداء، فاتقوا الله جل جلاله، و ظاهرونا علي انتياشکم من فتنة قد أنافت عليکم، يهلک فيها من حم أجله، و يحمي عليه من أدرک أمله، و هي إمارة لازوف حرکتنا و مباثتکم بأمرنا و نهينا، و الله متم نوره و لو کره المشرکون.

اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية تهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفية، و سلک في الطعن منها السبل الرضية، إذا حل جمادي الاولي من سنتکم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه و استيقظوا من رقدتکم لما يکون من الذي يليه، سنظهر لکم من السماء آية جلية و من الارض مثلها بالسوية، و يحدث في أرض الشرق ما يحزن و يقلق، و يغلب من بعد علي العراق طوائف عن الاسلام مراق، يضيق بسوء فعالهم علي أهله



[ صفحه 176]



الارزاق.

ثم تتفرج الغمة من بعده، ببوار طاغوت من الاشرار، يسر بهلاکه المتقون الاخيار، و يتفق لمريدي الحج من الآفاق، ما يأملونه علي توفير غلبة منهم و اتفاق، و لنا في تيسير حجهم علي الاختيار منهم و الوفاق، شأن يظهر علي نظام و اتساق.

فيعمل کل امرئ منکم ما يقرب به من محبتنا و ليتجنب ما يدنيه من کراهيتنا، وسخطنا، فان امرءا يبغته فجأة حين لا تنفعه توبة، و لا ينجيه من عقابنا ندم علي حوبة، و الله يلهمک الرشد، و يلطف لکم بالتوفيق برحمته.

نسخة التوقيع باليد العليا علي صاحبها السلام: هذا کتابنا إليک أيها الاخ الولي، و المخلص في ودنا الصفي، و الناصر لنا الوفي، حرسک الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به و لا تظهر علي خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا، واد ما فيه إلي ما تسکن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه إنشاء الله، وصلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

إيضاح: الشاسع البعيد و الانتياش التناول و حم علي بناء المجهول أي قدر، و يحمي علي بناء المعلوم أو المجهول من الحماية و الدفع، و تقول: حششت النار أحشها إذا أوقدتها.

8 ج: ورد عليه کتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و أربعمأة نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلي ملهم الحق و دليله.

بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليک أيها الناصر للحق الداعي إلي کلمة الصدق، فانا نحمد الله إليک الذي لا إله إلا هو، إلهنا وإله آبائنا الاولين و نسأله الصلاة علي نبينا و سيدنا و مولانا محمد خاتم النبيين و علي أهل بيته الطيبين الطاهرين.

و بعد: فقد کنا نظرنا مناجاتک عصمک الله بالسبب الذي وهبه لک من أوليائه و حرسک من کيد أعدائه، و شفعنا ذلک الآن من مستقر لنا، ينصب في شمراخ



[ صفحه 177]



من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل ألجأ إليه السباريت من الايمان، و يوشک أن يکون هبوطنا منه إلي صحصح من بعد من الدهر، و لا تطاول من الزمان، و يأتيک نبأ منا بما يتجد دلنا من حال، فتعرف بذلک ما تعتمده من الزلفة إلينا بالاعمال و الله موفقک لذلک برحمته.

فلتکن حرسک الله بعينه التي لا تنام أن تقابل بذلک، ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين و تبتهج لدمارها المؤمنون، و يحزن لذلک المجرمون.

و آية حرکتنا من هذه اللوثة [41] حادثة بالحرم المعظم، من رجس منافق مذمم، مستحل للدم المحرم، يعمد بکيده أهل الايمان، و لا يبلغ بذلک غرضه من الظلم لهم و العدوان، لاننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملک الارض و السماء، فليطمئن بذلک من أولياءنا القلوب و ليثقوا بالکفاية منه، و إن راعتهم بهم الخطوب، و العاقبة لجميل صنع الله سبحانه تکون حميدة لهم، ما اجتنبوا المنهي عنه من الدنوب.

و نحن نعهد إليک أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيدک الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقي ربه من إخوانک في الدين و خرج عليه بما هو مستحقه [42] کان آمنا من الفتنة المظلة [43] ، و محنها المظلمة المضلة، و من بخل منهم بما أعاره الله من نعمته، علي من أمره بصلته، فانه يکون خاسرا بذلک لاولاه و آخرته، و لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، علي اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، و لتعجلت لهم، سعادة بمشاهدتنا، علي حق المعرفة و صدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نکرهه، و لا نؤثره منهم، و الله المستعان، و هو حسبنا و نعم الوکيل



[ صفحه 178]



و صلواته علي سيدنا البشير النذير، محمد و آله الطاهرين و سلم.

و کتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمأة.

نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله علي صاحبها، هذا کتابنا إليک أيها الولي الملهم للحق العلي باملائنا وخط ثقتنا فأخفه عن کل أحد، و اطوه و اجعل له نسخة يطلع عليها من تسکن إلي أمانته من أوليائنا، شملهم الله ببرکتنا [و دعائنا] إن شاء الله، و الحمد لله و الصلاة علي سيدنا محمد و آله الطاهرين.

توضيح: الشمراخ راس الجبل، و في العبارة تصحيف و لعله کان هکذا و شفعنا لک الآن أي لنجح حاجتک التي طلبت في مستقر لنا أي مخيم تنصب لنا في رأس جبل من مفازة بهماء أي مجهولة والغماليل جمع الغملول بالضم و هو الوادي أو الشجر أو کل مجتمع أظلم و تراکم من شجر أوغمام أو ظلمة و السباريت جمع السبروت بالضم، و هو القفر لانبات فيه، و الفقير و لعل الاخير أنسب و أبسلت فلانا أسلمته للهلکة و اللوثة بالضم الاسترخاء و البطوء و کانت النسخ سقيمة أوردناه کما وجدنا.

التوقيع الذي خرج فيمن ارتاب فيه صلوات الله عليه

9 ج: عن الشيخ الموثق أبي عمر العامري رحمة الله عليه قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني و جماعة من الشيعة في الخلف فذکر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضي و لا خلف له ثم إنهم کتبوا في ذلک کتابا و أنفذوه إلي الناحية، و أعلموا بما تشاجروا فيه، فورد جواب کتابهم بخطه صلي الله عليه و علي آبائه: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله و إياکم من الفتن، و وهب لنا و لکم روح اليقين، و أجارنا و إياکم من سوء المنقلب، إنه أنهي إلي ارتياب جماعة منکم في الدين، و ما دخلهم من الشک و الحيرة في ولاة أمرهم، فغمنا ذلک لکم لا لنا و سأونا [44] فيکم لا فينا، لان الله معنا فلا فاقة بنا إلي غيره، و الحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، و نحن صنائع ربنا، و الخلق بعد صنائعنا.



[ صفحه 179]



يا هؤلاء ما لکم في الريب تترددون و في الحيرة تنعکسون [45] أو ما سمعتم الله عز و جل يقول: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الامر منکم [46] أو ما علمتم ما جاءت به الآثار مما يکون و يحدث في أئمتکم علي الماضين و الباقين منهم عليهم السلام؟ أو ما رأيتم کيف جعل الله لکم معاقل تأوون إليها، و أعلاما تهتدون بها من لدن آدم إلي أن ظهر الماضي عليه السلام کلما غاب علم بد اعلم، و إذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله أبطل دينه، و قطع السبب بينه و بين خلقه، کلا ما کان ذلک و لا يکون، حتي تقوم الساعة، و يظهر امر الله و هم کارهون.

و إن الماضي عليه السلام مضي سعيدا فقيدا علي منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل وفينا وصيته و علمه، و من هو خلفه، و من يسد مسده، و لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، و لا يدعيه دوننا إلا جاحد کافر، و لو لا أن أمر الله لا يغلب، و سره لا يظهر و لا يعلن، لظهر لکم من حقنا ما تبهر [47] منه عقولکم، و يزيل شکوککم، لکنه ما شاء الله کان، و لکل أجل کتاب.

فاتقوا الله، و سلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار، کما کان منا الايراد، و لا تحاولوا کشف ما غطي عنکم، و لا تميلوا عن اليمين، و تعدلوا إلي اليسار، و اجعلوا قصدکم إلينا بالمودة علي السنة الواضحة، فقد نصحت لکم و الله شاهد علي و عليکم، و لو لا ما عندنا من محبة صلاحکم و رحمتکم، و الاشفاق عليکم، لکنا عن مخاطبتکم في شغل مما قد امتحنا من منازعة الظالم العتل الضال المتابع في غيه، المضاد لربه، المدعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.



[ صفحه 180]



و في ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله لي أسوة حسنة، و سيردي الجاهل رداءة عمله [48] و سيعلم الکافر لمن عقبي الدار، عصمنا الله و إياکم من المهالک و الاسواء، و الآفات و العاهات کلها برحمته فانه ولي ذلک، و القادر علي ما يشاء، و کان لنا و لکم وليا و حافظا و السلام علي جميع الاوصياء و الاولياء و المؤمنين، و رحمة الله و برکاته وصلي الله علي محمد النبي و سلم تسليما.

غط: جماعة، عن التلعکبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين ابن محمد القمي، عن محمد بن علي بن زبيان الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، عن علي بن إبراهيم الرازي قال: حدثني الشيخ الموثوق به بمدينه السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم إلي آخر الخبر. [49] .

بيان: الصنيعة من تصطنعه و تختار لنفسک، و الظالم العتل جعفر الکذاب، و يحتمل خليفة ذلک الزمان.

10 ج: محمد بن يعقوب الکليني، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي کتابا قد سألت فيه عن مسائل أشکلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: أما ما سألت عنه أرشدک الله و ثبتک من أمر المنکرين لي من أهل بيتنا و بني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عز و جل و بين أحد قرابة، من أنکرني فليس مني و سبيله سبيل ابن نوح، و أما سبيل عمي جعفر و ولده، فسبيل اخوة يوسف عليه السلام و أما الفقاع فشربه حرام و لا بأس بالشلماب [50] و أما أموالکم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، و من شاء فليقطع فما آتانا الله خير مما آتاکم.



[ صفحه 181]



و أما ظهور الفرج فانه إلي الله و کذب الوقاتون.

و أما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل، فکفر و تکذيب و ضلال.

و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا فانهم حجتي عليکم و أنا حجة الله عليکم.

و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فانه ثقتي و کتابه کتابي.

و أما محمد بن علي بن مهزيار الاهوازي فسيصلح الله قلبه، و يزيل عنه شکه.

و أما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب و طهر، و ثمن المغنية حرام.

و أما محمد بن شاذان بن نعيم فانه رجل من شيعتنا أهل البيت.

و أما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الاجدع فانه ملعون و أصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فاني منهم بري و آبائي عليهم السلام منهم برآء.

و أما المتلبسون بأموالنا فمن استحل شيئا منها فأکله فانما يأکل النيران.

و أما الخمس فقد ابيح لشيعتنا و جعلوا منه في حل إلي وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم و لا تخبث.

و أما ندامة قوم شکوا في دين الله علي ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال و لا حاجة لنا إلي صلة الشاکين.

و أما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز و جل يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء إن تبد لکم تسؤکم [51] إنه لم يکن أحد من آبائي إلا و قد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه و إني أخرج حين أخرج و لا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي.

و أما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب، و إني لامان لاهل الارض کما أن النجوم أمان لاهل السماء، فاغلقوا أبواب السوأل عمالا يعنيکم و لا تتکلفوا علم ما قد کفيتم و أکثروا الدعاء بتعجيل



[ صفحه 182]



الفرج، فان ذلک فرجکم، و السلام عليک يا إسحاق بن يعقوب و علي من اتبع الهدي.

غط: جماعة، عن ابن قولويه و أبي غالب الزراري و غيرهما عن الکليني عن إسحاق بن يعقوب مثله.

ک: ابن عصام عن الکليني، عن إسحاق بن يعقوب مثله.

11 ج: عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال: کان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه في جواب مسائلي إلي صاحب الزمان عليه السلام: أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس و عند غروبها، فلئن کان کما يقولون إن الشمس تطلع من بين قرني شيطان، و تغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشيء مثل الصلاة، فصلها و ارغم أنف الشيطان.

و أما ما سألت عنه من أمر الوقف علي ناحيتنا و ما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه، فکل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار، و کلما سلم فلا خيار لصاحبه فيه احتاج أو لم يحتج، افتقر إليه أو استغني عنه.

و أما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا أو يتصرف فيه تصرفه في ماله من أمرنا، فمن فعل ذلک فهو ملعون و نحن خصماؤه يوم القيامة و قد قال النبي صلي الله عليه و آله: المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون علي لساني و لسان کل نبي مجاب، فمن ظلمنا کان في جملة الظالمين لنا و کانت لعنة الله عليه، لقوله عز و جل ألا لعنة الله علي الظالمين. [52] .

و أما ما سألت عنه من أمر المولود الذي نبتت قلفته [53] بعد ما يختن، هل يختن مرة أخري؟ فانه يجب أن تقطع قلفته [مرة أخري] فان الارض تضج إلي الله عز و جل من بول الاغلف أربعين صباحا.



[ صفحه 183]



و أما ما سألت عنه من أمر المصلي، و النار و الصورة و السراج بين يديه هل تجوز صلاته؟ فان الناس اختلفوا في ذلک قبلک؟ فانه جائز لمن لم يکن من أولاد عبدة الاوثان و النيران، يصلي و الصورة و السراج بين يديه، و لا يجوز ذلک لمن کان من أولاد عبدة الاوثان و النيران.

و أما ما سألت عنه من أمر الضياع التي لناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها و أداء الخراج منها، و صرف ما يفضل من دخلها إلي الناحية، احتسابا للاجر، و تقربا إليکم، فلا يحل لاحد أن يتصرف في مال غيره بغيبر إذنه، فکيف يحل ذلک في مالنا، من فعل شيئا من ذلک بغير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه، و من أکل من أموالنا شيئا فانما يأکل في بطنه نارا و سيصلي سعيرا.

و أما ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لناحيتنا ضيعة، و يسلمها من قيم يقوم بها و يعمرها، و يؤدي من دخلها خراجها و مؤنتها، و يجعل ما يبقي من الدخل لناحيتنا، فان ذلک جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها إنما لا يجوز ذلک لغيره.

و أما ما سألت عنه من الثمار من أموالنا يمر به المار، فيتناول منه و يأکل هل يحل له ذلک؟ فانه يحل له أکله، و يحرم عليه حمله.

ک: محمد بن أحمد الشيباني، و علي بن أحمد بن محمد الدقاق، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن أحمد بن هشام، و علي بن عبد الله الوراق جميعا، عن محمد بن جعفر الاسدي مثله. [54] .

12 ک: أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي ابن أبي الحسين الاسدي، عن أبيه قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد ابن عثمان العمري قدس الله روحه ابتداءا لم يتقدمه سؤال: بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله و الملائکة و الناس أجمعين علي من استحل من أموالنا درهما.



[ صفحه 184]



قال أبو الحسين الاسدي رضي الله عنه: فوقع في نفسي أن ذلک فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أکل منه مستحل له.

و قلت في نفسي: إن ذلک في جميع من استحل محرما فأي فضل في ذلک للحجة عليه السلام علي غيره، قال: فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلک في التوقيع فوجدته قد انقلب إلي ما کان في نفسي.

بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله و الملائکة و الناس أجمعين علي من أکل من مالنا درهما حراما.

قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رحمه الله: أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الاسدي هذا التوقيع حتي نظرنا فيه و قرأناه.

ج: عن أبي الحسين الاسدي مثله. [55] .

13 ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي و حيدر بن محمد، عن العياشي، عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسين الدقاق، و إبراهيم بن محمد معا، عن علي بن عاصم الکوفي قال: خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه السلام: ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس. [56] .

14 ک: محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: سمعت أبا علي محمد بن همام يقول: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: خرج توقيع بخطه أعرفه: من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله، و کتبت أسأله عن ظهور الفرج فخرج في التوقيع: کذب الوقاتون.

15 ک: أبي و ابن الوليد معا، عن الحميري، عن محمد بن صالح الهمداني قال: کتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام إن أهل بيتي يؤذونني و يقرعونني بالحديث المروي عن آبائک عليهم السلام أنهم قالوا: قوامنا و خدامنا شرار خلق الله فکتب عليه السلام



[ صفحه 185]



ويحکم أما قرأتم قول الله عز و جل و جعلنا بينهم و بين القري التي بارکنا فيها قري ظاهرة [57] و نحن و الله القري التي بارک الله فيها و أنتم القري الظاهرة.

قال عبد الله بن جعفر: و حدثني بهذا الحديث علي بن محمد الکليني، عن محمد ابن صالح، عن صاحب الزمان عليه السلام.

16 ک: ابن الوليد، عن سعد، عن علان، عن محمد بن جبرئيل، عن إبراهيم و محمد ابني الفرج، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شاکا مرتادا فخرج إليه: قل للمهزيار قد فهمنا ما حکيته عن موالينا بناحيتکم، فقل لهم أما سمعتم الله عز و جل يقول: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الامر منکم [58] هل أمر إلا بما هو کائن إلي يوم القيامة أو لم تروا أن الله عز و جل جعل لهم معاقل يأوون إليها و أعلاما يهتدون بها من لدن آدم إلي أن ظهر الماضي صلوات الله عليه کلما غاب علم بدا علم، و إذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله عز و جل إليه، ظننتم أن الله قد قطع السبب بينه و بين خلقه، کلا ما کان ذلک، و لا يکون حتي تقوم الساعة، و يظهر أمر الله و هم کارهون.

يا محمد بن إبراهيم لا يدخلک الشک فيما قدمت له فان الله لا يخلي الارض من حجة، أ ليس قال لک أبوک قبل وفاته أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندي فلما أبطأ ذلک عليه، و خاف الشيخ علي نفسه الوحا [59] قال لک: عيرها علي نفسک و أخرج إليک کيسا کبيرا و عندک بالحضرة ثلاثة أکياس و صرة فيها دنانير مختلفة النقد، فعيرتها و ختم الشيخ عليها بخاتمه، و قال لک اختم مع خاتمي فان أعش فأنا أحق بها، و إن أمت فاتق الله في نفسک أولا ثم في فخلصني، و کن عند ظني بک.

أخرج رحمک الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا و هي



[ صفحه 186]



بضعة عشر دينارا و استرد من قبلک فان الزمان اصعب ما کان، و حسبنا الله و نعم الوکيل. [60] .

17 ک: قال الحسين بن إسماعيل الکندي: کتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل: استحللت بجارية و شرطت عليها أن لا أطلب ولدها و لم ألزمها منزلي، فلما أتي لذلک مدة قالت لي: قد حبلت، فقلت لها: کيف و لا أعلم أني طلبت منک الولد، ثم غبت و انصرفت، و قد أتت بولد ذکر، فلم أنکره و لا قطعت عنها الاجراء و النفقة، ولي ضيعة قد کنت قبل أن تصير إلي هذه المرأة سبلتها علي وصاياي، و علي سائر ولدي، علي أن الامر في الزيادة و النقصان منه إلي أيام حياتي، و قد أتت هذه بهذا الولد، فلم ألحقه في الوقت المتقدم المؤبد و أوصيت إن حدث بي الموت أن يجري عليه ما دام صغيرا، فإذا کبر أعطي من هذه الضيعة جملة مائتي دينار مؤبد، و لا يکون له و لا لعقبه بعد إعطائه ذلک في الوقف شيء فرأيک أعزک الله في إرشادي فيما عملته، و في هذا الولد بما أمتثله و الدعاء لي بالعافية و خير الدنيا و الآخرة.

جوابها أما الرجل الذي استحل بالجارية و شرط عليها أن لا يطلب ولدها فسبحان من لا شريک له في قدرته شرط علي الجارية [61] شرط علي الله عز و جل؟ هذا ما لا يؤمن أن يکون، و حيث عرض في هذا الشک، و ليس يعرف الوقت الذي أتاها فيه، فليس ذلک بموجب لبراءة في ولده، و أما إعطاء المائتي دينار و إخراجه من الوقف، فالمال ماله فعل فيه ما أراد.

قال أبو الحسين: حسب الحساب [قبل المولود] فجاء الولد مستويا.

و قال: وجدت في نسخة أبي الحسن الهمداني: أتاني أبقاک الله کتابک الذي



[ صفحه 187]



أنفذته، و روي هذا التوقيع الحسن بن علي بن إبراهيم عن الشاري.

بيان: شرط علي الجارية مبتدأ و شرط علي الله خبر أو هما فعلان، و الاول استفهام إنکاري و قوله قال أبو الحسين، إلي آخره کأنه إشاره إلي توقيعات أخر إجمالا. [62] .

18 ک: أبو محمد الحسن بن أحمد المکتب قال: حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء و ذکر أن الشيخ قدس الله روحه أملاه عليه، و أمره أن يدعو به، و هو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام: أللهم عرفني نفسک فانک إن لم تعرفني نفسک لم أعرف رسولک، أللهم عرفني رسولک، فانک إن لم تعرفني رسولک، لم أعرف حجتک، أللهم عرفني حجتک فانک إن لم تعرفني حجتک: ضللت عن ديني.

أللهم لا تمتني ميتة جاهلية، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، أللهم فکما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرک بعد رسولک، صلواتک عليه و آله، حتي واليت ولاة أمرک أمير المؤمنين، و الحسن و الحسين، و عليا و محمدا و جعفرا و موسي و عليا و محمدا و عليا و الحسن و الحجة القائم المهدي صلواتک عليهم أجمعين أللهم فثبتني علي دينک، و استعملني بطاعتک، ولين قلبي لولي أمرک و عافني مما امتحنت به خلقک، و ثبتني علي طاعة ولي أمرک الذي سترته عن خلقک فباذنک غاب عن بريتک، و أمرک ينتظر، و أنت العالم معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليک في الاذن له، بإظهار أمره و کشف سره، و صبرني علي ذلک حتي لا أحب تعجيل ما أخرت، و لا تأخير ما عجلت، و لا أکشف عما سترته و لا أبحث عما کتمته، و لا أنازعک في تدبيرک، و لا أقول لم و کيف؟ و ما بال ولي أمر الله لا يظهر؟ و قد امتلات الارض من الجور، و أفوض أموري کلها إليک.

أللهم إني أسألک أن تريني ولي أمرک ظاهرا نافذا لامرک، مع علمي بأن



[ صفحه 188]



لک السلطان، و القدرة و البرهان، و الحجة و المشية، و الارادة و الحول و القوة فافعل ذلک بي و بجميع المؤمنين حتي ننظر إلي وليک ظاهر المقالة، واضح الدلالة هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا رب مشاهده، و ثبت قواعده و اجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته، و أقمنا بخدمته، و توفنا علي ملته، و احشرنا في زمرته.

أللهم أعذه من شر جميع ما خلقت و برأت و ذرأت و أنشأت و صورت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته، بحفظک الذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولک و وصي رسولک.

أللهم و مد في عمره، و زد في أجله، و أعنه علي ما أوليته و استرعيته، و زد في کرامتک له، فانه الهادي المهدي، القائم المهتدي، الطاهر، التقي، النقي الزکي، الرضي، المرضي، الصابر، المجتهد، الشکور.

أللهم و لا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته، و انقطاع خبره عنا، و لا تنسنا ذکره و انتظاره و الايمان به، و قوة اليقين في ظهوره، و الدعاء له و الصلاة عليه حتي لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره و قيامه، و يکون يقيننا في ذلک کيقيننا في قيام رسول الله صلي الله عليه و آله، و ما جاء به من وحيک و تنزيلک، قو قلوبنا علي الايمان به حتي تسلک بنا علي يده منهاج الهدي، و المحجة العظمي، و الطريقة الوسطي، و قونا علي طاعته، و ثبتنا علي مشايعته، و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره، و الراضين بفعله و لا تسلبنا ذلک في حياتنا، و لا عند وفاتنا، حتي تتوفانا، و نحن علي ذلک شاکين و لا ناکثين و لا مرتابين و لا مکذبين.

أللهم عجل فرجه، و أيده بالنصر، و انصر ناصريه، و اخذل خاذليه، و دمدم علي من نصب له و کذب به، و أظهر به الحق و أمت به الجور، و استنفذ به عبادک المؤمنين من الذل، و انعش به البلاد، و اقتل به الجبابرة الکفرة، و اقصم به رؤوس الضلالة، و دلل به الجبارين و الکافرين، و أبر به المنافقين و الناکثين، و جميع المخالفين و الملحدين، في مشارق الارض و مغاربها، و بحرها وبرها، و سهلها



[ صفحه 189]



و جبلها، حتي لا تدع منهم ديارا، و لا تبقي لهم آثارا، و تطهر منهم بلادک.

و اشف منهم صدور عبادک، و جدد به ما امتحامن دينک، و أصلح به ما بدل من حکمک، و غير من سنتک، حتي يعود دينک به و علي يده غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه، و لا بدعة معه، حتي تطفئ بعدله نيران الکافرين، فانه عبدک الذي استخلصته لنفسک، و ارتضته لنصرة دينک، و اصطفيته بعلمک، و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب، و أطلعته علي الغيوب، و أنعمت عليه، و طهرته من الرجس، و نقيته من الدنس.

أللهم فصل عليه و علي آبائه الائمة الطاهرين، و علي شيعتهم المنتجبين و بلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون، و اجعل ذلک منا خالصا من کل شک و شبهة و رياء و سمعة، حتي لا نريد به غيرک، و لا نطلب به إلا وجهک.

أللهم إنا نشکو إليک فقد نبينا، و غيبة ولينا، و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن [بنا]، و تظاهر الاعداء، و کثرة عدونا، و قلة عددنا.

أللهم فأفرج ذلک بفتح منک تعجله و بصبر منک تيسره، و إمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين.

أللهم إنا نسألک أن تأذن لوليک في إظهار عدلک في عبادک و قتل أعدائک في بلادک حتي لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها و لا بنية [63] إلا أفنيتها و لا قوة إلا أوهنتها، و لا رکنا إلا هددته، و لا حدا إلا فللته، و لا سلاحا إلا کللته، و لا راية إلا نکستها، و لا شجاعا إلا قتلته، و لا حيا [64] إلا خذلته.

أرمهم يا رب بحجرک الدامغ، و اضربهم بسيفک القاطع، و ببأسک الذي لا يرد عن القوم المجرمين، و عذب أعداءک و أعداء دينک و أعداء رسولک، بيد وليک و أيدي عبادک المؤمنين.

أللهم أکف وليک و حجتک في أرضک هول عدوه، وکد من کاده، و امکر



[ صفحه 190]



بمن مکر به، و اجعل دائرة السوء علي من أراد به سوءا، و اقطع عنه مادتهم و أرعب به قلوبهم، و زلزل له أقدامهم، و خذهم جهرة و بغتة.

شدد عليهم عقابک، و أخزهم في عبادک، و العنهم في بلادک، و أسکنهم أسفل نارک، و أحط بهم أشد عذابک، وأصلهم نارا، و احش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارک، فانهم أضاعوا الصلاة و أتبعوا الشهوات، و أذلوا عبادک.

أللهم و أحي بوليک القرآن، و أرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، و أحي به القلوب الميتة، و اشف به الصدور الوغرة، و اجمع به الاهواء المختلفة علي الحق وأقم به الحدود المعطلة، و الاحکام المهملة، حتي لا يبقي حق إلا ظهر، و لا عدل إلا زهر، و اجعلنا يا رب من أعوانه، و ممن يقوي سلطانه، و المؤتمرين لامره و الراضبين بفعله، و المسلمين لاحکامه، و ممن لا حاجة به إلي التقية من خلقک.

أنت يا رب الذي تکشف السوء، و تجيب المضطر إذا دعاک، و تنجي من الکرب العظيم، فاکشف الضر عن وليک، و اجعله خليفتک في أرضک کما ضمنت له.

أللهم و لا تجعلنا من خصماء آل محمد، و لا تجعلنا من أعداء آل محمد، و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ علي آل محمد، فاني أعوذ بک من ذلک، فأعذني و أستجير بک فأجرني.

أللهم صل علي محمد و آل محمد، و اجعلني بهم فائزا عندک في الدنيا و الآخرة و من المقربين.

19 ک: توقيع منه عليه السلام کان خرج إلي العمري و ابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه: وجدته مثبتا بخط سعد بن عبد الله رضي الله عنه.

وفقکما الله لطاعته، و ثبتکما علي دينه، و أسعدکما بمرضاته، انتهي إلينا ما ذکرتما أنالميثمي أخبرکما عن المختار، و مناظرته من لقي، و احتجاجه بأن لا خلف جعفر بن علي، و تصديقه إياه، و فهمت جميع ما کتبتما به مما قال أصحابکما عنه، و أنا أعوذ بالله من العمي بعد الجلاء، و من الضلالة بعد الهدي



[ صفحه 191]



و من موبقات الاعمال، و مرديات الفتن، فانه عز و جل يقول: ألم أحسب الناس أن يترکوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون. [65] .

کيف يتساقطون في الفتنة، و يترددون في الحيرة، و يأخذون يمينا و شمالا فارقوا دينهم أم ارتابوا، أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة و الاخبار الصحيحة، أو علموا ذلک فتناسوا، أما تعلمون أن الارض لا تخلو من حجة إما ظاهرا، و إما مغمورا، أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلي الله عليه و آله واحدا بعد واحد إلي أن أفضي الامر بأمر الله عز و جل إلي الماضي يعني الحسن ابن علي صلوات الله عليه، فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي إلي الحق و إلي طريق مستقيم.

کان نورا ساطعا و قمرا زهراء، اختار الله عز و جل له ما عنده، فمضي علي منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، علي عهد عهده، و وصية أوصي بها إلي وصي ستره الله عز و جل بأمره إلي غاية، و أخفي مکانه بمشيته، للقضاء السابق و القدر النافذ، وفينا موضعه، و لنا فضله، و لو قد أذن الله عز و جل فيما قد منعه و أزال عنه ما قد جري به من حکمه، لاراهم الحق ظاهرا بأحسن حلية، و أبين دلالة، و أوضح علامة، و لا بان عن نفسه، و قام بحجته، و لکن أقدار الله عز و جل لا تغالب، و إرادته لا ترد، و توفيقه لا يسبق.

فليدعوا عنهم اتباع الهوي، و ليقيموا علي أصلهم الذي کانوا عليه، و لا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، و لا يکشفوا ستر الله عز و جل فيندموا، و ليعلموا أن الحق معنا وفينا، لا يقول ذلک سوانا إلا کذاب مفتر، و لا يدعيه غيرنا إلا ضال غوي فليقتصروا منا علي هذه الجملة دون التفسير، و يقنعوا من ذلک بالتعريض دون التصريح، إنشاء الله.

20 ک: محمد بن المظفر المصري، عن محمد بن أحمد الداودي [66] ، عن



[ صفحه 192]



ابيه قال: کنت عند أبي القاسم [الحسين] بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معني قول العباس للنبي صلي الله عليه و آله: إن عمک أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل، و عقد بيده ثلاثة و ستين [67] قال عني بذلک إله أحد جواد و تفسير ذلک أن الالف واحد و اللام ثلاثون، و الهاء خمسة، و الا الف واحد، و الحاء ثمانية، و الدال أربعة و الجيم ثلاثة، و الواو ستة، و الالف واحد، و الدال أربعة، فذلک ثلاثة و ستون.



[ صفحه 193]



21 غط: جماعة، عن التلعکبري، عن أحمد بن علي، عن الاسدي عن سعد، عن أحمد بن إسحاق رحمة الله عليه أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي کتب إليه کتابا يعرفه فيه نفسه و يعلمه أنه القيم بعد أبيه، و أن عنده من علم الحلال و الحرام ما يحتاج إليه و غير ذلک من العلوم کلها.

قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الکتاب کتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام و صيرت کتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلک: بسم الله الرحمن الرحيم أتاني کتابک أبقاک الله، و الکتاب الذي أنفذته درجه، و أحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه علي اختلاف ألفاظه، و تکرر الخطاء فيه، و لو تدبرته لوقفت علي بعض ما وقفت عليه منه، و الحمد لله رب العالمين حمدا لا شريک له علي إحسانه إلينا و فضله علينا، أبي الله عز و جل للحق إلا إتماما و للباطل إلا زهوقا، و هو شاهد علي بما اذکره، ولي عليکم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه، و يسألنا عما نحن فيه مختلفون، إنه لم يجعل لصاحب الکتاب علي المکتوب إليه، و لا عليک و لا علي احد منا لخلق جميعا إمامة مفترضة، و لا طاعة و لا ذمة، و سأبين لکم ذمة تکتفون بها إن شاء الله.



[ صفحه 194]



يا هذا يرحمک الله إن الله تعالي لم يخلق الخلق عبثا و لا أهملهم سدي، بل خلقهم بقدرته، و جعل لهم أسماعا و أبصارا و قلوبا و ألبابا، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين و منذرين: يأمرونهم بطاعته، و ينهونهم عن معصيته، و يعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم و دينهم، و أنزل عليهم کتابا، و بعث إليهم ملائکة يأتين بينهم و بين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، و ما آتاهم من الدلائل الظاهرة و البراهين الباهرة، و الآيات الغالبة.

فمنهم من جعل النار عليه بردا و سلاما و اتخذه خليلا، و منهم من کلمه تکليما و جعل عصاه ثعبانا مبينا، و منهم من أحيا الموتي باذن الله و أبرء الاکمه و الابرص باذن الله، و منهم من علمه منطق الطير و أوتي من کل شيء، ثم بعث محمدا صلي الله عليه و آله رحمة للعالمين، و تمم به نعمته، و ختم به أنبياءه، و أرسله إلي الناس کافة، و أظهر من صدقه ما أظهر [و بين] من آياته و علاماته ما بين.

ثم قبضه صلي الله عليه و آله حميدا فقيدا سعيدا، و جعل الامر بعده إلي أخيه و ابن عمه و وصيه و وارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلي الاوصياء من ولده واحدا واحدا: أحيا بهم دينه، و أتم بهم نوره، و جعل بينهم و بين إخوانهم و بني عمهم و الادنين فالاذنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج، و الامام من



[ صفحه 195]



المأموم، بأن عصمهم من الذنوب، و برأهم من العيوب، و طهرهم من الدنس و نزههم من اللبس، و جعلهم خزان علمه، و مستودع حکمته، و موضع سره، و أيدهم بالدلائل، و لو لا ذلک لکان الناس علي سواء، و لا دعي أمر الله عز و جل کل أحد و لما عرف الحق من الباطل، و لا العالم من الجاهل.

و قد ادعي هذا المبطل المفتري علي الله الکذب بما ادعاه، فلا أدري بآية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه، أبفقه في دين الله؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام و لا يفرق بين خطاء و صواب، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل، و لا محکما من متشابه، و لا يعرف حد الصلاة و وقتها، أم بورع فالله شهيد علي ترکه الصلاة الفرض أربعين يوما يزعم ذلک لطلب الشعوذة، و لعل خبره قد تأدي إليکم، و هاتيک ظروف مسکره منصوبة، و أثار عصيانه لله عز و جل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أم بدلالة فليذکرها.



[ صفحه 196]



قال الله عز و جل في کتابه: بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الکتاب من الله العزيز الحکيم ما خلقنا السموات و الارض و ما بينهما إلا بالحق و أجل مسمي و الذين کفروا عما أنذروا معرضون قل أ رأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرک في السموات أئتوني بکتاب من قبل هذا أو إمارة من علم إنکنتم صادقين و من أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلي يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون و إذا حشر الناس کانوا لهم أعداء و کانوا بعبادتهم کافرين. [68] .

فالتمس تولي الله توفيقک من هذا الظالم، ما ذکرت لک، و امتحنه و سله عن آية من کتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها، و ما يجب فيها، لتعلم حاله و مقداره، و يظهر لک عواره و نقصانه، و الله حسيبه.

حفظ الله الحق علي أهله، و أقره في مستقره، و قد أبي الله عز و جل أن يکون [الامام] في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام و إذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق، و اضمحل الباطل،، و انحسر عنکم، و إلي الله أرغب في الکفاية، و جميل الصنع و الولاية، و حسبنا الله و نعم الوکيل، وصلي الله علي محمد و آل محمد. [69] .

بيان: الشعوذة خفة في اليد و أخذ کالسحر يري الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين ذکره الفيروز آبادي و العوار بالفتح و قد يضم: العيب.

22 غط: جماعة، عن الصدوق عن عمار بن الحسين بن إسحاق، عن أحمد ابن الحسن بن ابي صالح الخجندي و کان قد ألح في الفحص و الطلب، و سار في البلاد.

و کتب علي يد الشيخ أبي القاسم بن روح قدس الله روحه إلي الصاحب عليه السلام يشکو تعلق قلبه، و اشتغاله بالفحص و الطلب، و يسأل الجواب بما تسکن إليه نفسه و يکشف له عما يعمل عليه، قال: فخرج إلي توقيع نسخته: من بحث فقد طلب، و من طلب فقد دل، و من دل فقد أشاط، و من أشاط



[ صفحه 197]



فقد أشرک. [70] .

قال: فکففت عن الطلب، و سکنت نفسي، وعدت إلي وطني مسرورا و الحمد لله.

23 يج/: روي عن أحمد بن ابي روح، قال: خرجت إلي بغداد في مال لابي الحسن الخضر بن محمد لاوصله و أمرني أن أدفعه إلي أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فأمرني أن أدفعه إلي غيره، و أمرني أن أسال الدعاء للعلة التي هو فيها و أسأله عن الوبر يحل لبسه؟ فدخلت بغداد، و صرت إلي العمري، فأبي أن يأخذ المال و قال: صر إلي ابي جعفر محمد بن أحمد و أدفع إليه فانه أمره بأن يأخذه، و قد خرج الذي طلبت فجئت إلي أبي جعفر فأوصلته إليه، فأخرج إلي رقعة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، سألت الدعاء عن العلة التي تجدها، وهب الله لک العافية، و دفع عنک الآفات، و صرف عنک بعض ما تجده من الحرارة، و عافاک و صح جسمک، و سألت ما يحل أن يصلي فيه من الوبر و السمور و السنجاب و الفنک و الدلق و الحواصل، فأما السمور و الثعالب فحرام عليک و علي غيرک الصلاة فيه و يحل لک جلود المأکول من اللحم إذا لم يکن فيه غيره، و إن لم يکن لک ما تصلي فيه، فالحواصل جائز لک أنتصلي فيه، الفرا متاع الغنم، ما لم يذبح بأرمنية يذبحه النصاري علي الصليب، فجائز لک أن تلبسه إذا ذبحه أخ لک [أو مخالف تثق به]. [71] .

إلي هنا انتهي ما أردت إيراده في کتاب الغيبة و أرجو من فضله تعالي أن يجعلني من أنصار حجته، و القائم بدينه، و من أعوانه و الشهداء تحت لوائه، و أن يقرعيني و عيون والدي و إخواني و أصحابي و عشا يري و جميع المؤمنين برؤيته، و أن يکحل



[ صفحه 198]



عيوننا بغبار مواکب أصحابه، فانه المرجو لکل خير و فضل.

التمس ممن ينظر في کتابي أن يترحم علي و يدعو بالمغفرة لي في حياتي و بعد موتي، و الحمد لله أولا و آخرا وصلي الله علي محمد و أهل بيته الطاهرين و کتب بيمناته الجانية، مؤلفه أحقر عباد الله الغني محمد باقر بن محمد تقي، عفي عنهما بالنبي و آله الاکرمين، في شهر رجب الاصب من شهور سنة ثمان و سبعين بعد الالف من الهجرة النبوية.



[ صفحه 199]



(جنة المأوي) في ذکر من فاز بلقاء الحجة عليه السلام أو معجزته في الغيبة الکبري لمؤلفه العلامة الحاج ميرزا حسين النوري قدس سره النوري



[ صفحه 200]




پاورقي

[1] هذا هو الظاهر و هو أبو جعفر العبرتائي مر ترجمته في ج 51 ص 380 باب ذکر المذمومين الذين ادعوا البابية، و في الاصل المطبوع و هکذا المصدر ص 243، أحمد ابن بلال و هو تصحيف أو خلط بأبي طاهر محمد بن علي بن بلال من المذمومين أيضا.

فراجع.

[2] سيجئ من المصنف رضوان الله عليه أنها من تتمة ما کتب السائل: اي کنت قديما أطلب إثبات هذه التوقيعات، هل هي منکم أولا؟.

لکن الظاهر انه قد سقط صدر هذا السوأل، و أنها سؤال آخر، لا من تتمة السوأل الاول.

[3] الظاهر من نسخة الدرج أنها کانت متضمنة لسؤالات مختلفة، فکتب جواب کل منها في هامشه، و لذلک أفرزنا السوأل عن الجواب کما تري.

[4] التکوير: 2119.

[5] يعني أبوابها المناسبة في کتب الفقة.

[6] هذا هو الصحيح، کما فسره المصنف رحمه الله في کتاب الصلاة، و نقله بهذا اللفظ الشيخ الحرالعاملي في الوسائل ب 32 من أبواب المصلي تحت الرقم 11.

و خماهن و يقال خماهان حجر صلب في غاية الصلابة أغبر يضرب إلي الحمرة و قيل انه نوع من الحديد يسمي بالعربية الحجر الحديدي و الصندل الحديدي، و قيل: انه حجر أبلق يصنع منه الفصوص (برهان قاطع) و في الاصل المطبوع و هکذا بعض نسخ التوقيع الحماني و هو تصحيف.

[7] المسح بالکسر البلاس يقعد عليه، و النطع کذلک: البساط من الاديم.

[8] الخمرة بالضم حصيرة صغيرة قدر ما يسجد عليها المصلي، کانت تعمل من سعف النخف، روي أبو داود في سننه ج 1 ص 152 باب الصلاة علي الخمرة حديثا واحدا و هو أنه صلي الله عليه و آله کان يصلي علي الخمرة، و الظاهر من روايات الباب أن السجود علي الارض فريضة و علي الخمرة سنة، أي سنة سنها رسول الله صلي الله عليه و آله و عمل بها و عليها کان عمل أئمتنا عليهم السلام، راجع الکافي ج 3: 330 باب ما يسجد عليه و ما يکره.

[9] الکنيسة شبه هودج: يغرز في المحمل أو في الرحل قضبان و يلقي عليه ثوب يستظل به الراکب و يستتر به و الجمع کنائس.

[10] في الاصل المطبوع يحج عن أجر و في المصدر ص 248 يحج عن اجرة و کلاهما تصحيف.

[11] يعني الائمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، راجع الوسائل ب 8 من أبواب لباس المصلي.

[12] البطيط: راس الخف بلا ساق، قاله الفيروز آبادي، أقول: و ينطبق الکلمة علي النعال التي يلبسها العلماء في زماننا هذا.

[13] ميقات أهل العراق: وادي العقيق و أفضله المسلخ، ثم غمرة، ثم ذات عرق و هو آخر الوادي و هو الميقات الاضطراري، لکنه ميقات أهل السنة قال ابن قدامة في المغني ج 3 ص 257: فأما ذات عرق فميقات أهل المشرق في قول أکثر أهل العلم و هو مذهب مالک و أبي ثور و أصحاب الرأي و قال ابن عبد الله: أجمع أهل العلم علي أن إحرام العراق من ذات عرق إحرام من الميقات، و روي عن انس أنه کان يحرم من العقيق و استحسنه الشافعي و قد روي ابن عباس أن النبي صلي الله عليه و آله وقت لاهل المشرق العقيق انتهي.

[14] يقال: عطن الجلد کفرح و انعطن: وضع في الدباغ و ترک فأفسد و أنتن، أو نضح عليه الماء فدفنه، فاسترخي شعره لينتف، فهو معطون.

قاله الفيروز آبادي.

[15] من الورع: و هو التقوي و الکف عن المعاصي و الشبهات، ضبطه في القاموس کورث و و جل و وضع و کرم.

[16] تسري فلان: اتخذ سرية، و يقال: تسررأيضا علي الابدال، کما يقال: تظنن و تظني، و السرية: الامة التي أنزلتها بيتا و الجمع سراري بتشديد الياء و ربما خففت في الشعر و اشتقاقها قيل من السر، و قيل من السرور.

[17] في المصدر ص 250: الحلف علي المعرفة و في بعض النسخ الخلف.

[18] في نسخة الاحتجاج: أن يطيع الله تعالي بالمتعة.

[19] أصله تأتزر به، فانه من الازر، لکن المولدين کثيرا ما يبدلون الهمزة و يدغمونها في التاء فيقولون اتزر، يتزر، و قد جري جواب السوأل علي تلک اللغة.

قال الفيروز آبادي: ائتزر به و تأزر به، و لا تقل: اتزر و قد جاء في بعض الاحاديث و لعله من تحريف الرواة.

[20] روي الکليني في کتاب الدعاء من أصول الکافي ج 2 ص 471 عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أبرز عبد يده إلي الله العزيز الجبار الا استحيي الله عز و جل أن يردها صفرا حتي يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدکم فلا يرد يده حتي يمسح وجهه و رأسه.

و روي مثله الصدوق في الفقية ج 1 ص 107، و کما تري الحديث ظاهر في الدعاء في الصلوات.

[21] قال الجوهري: الاکرة: جمع أکار بالتشديد کأنه جمع آکر في التقدير و هو الحراث الحفار.

[22] تراه في الاحتجاج ص 248 و 249.

[23] القائل هو أبو القاسم بن روح النوبختي وکيل الناحية و سفيرها، و مراده بالفقيه هو القائم المهدي عليه السلام.

[24] راجع الزخرف: 71.

[25] هذا هو الصحيح کما نقله الحر العاملي في کتاب النکاح ب 18 من أبواب ما يحرم بالمصاهرة تحت الرقم 7.

و في المصدر في عياله و في الاصل المطبوع من عياله.

و معني قوله عليه السلام و کانت أمها في حباله اي لم تکن تحته.

[26] صک: معرب شک بالفارسية، و هو کتاب الاقرار بالمال أو غيره.

[27] أخرجه الحر العاملي في الوسائل کتاب الوقوف و الصدقات الباب السادس تحت الرقم 9، و قال: ظاهر الجواب هنا عدم تأييد الوقف، فيرجع وصية أو ميراثا.

[28] المرتک: المرتج: و هو ما يعالج به ذفر الابط، و قيل: هو المراداسنج (معرب مر دار سنک) يتخذ للمراهم، و التوتيا: حجر يکتحل به و انما يعالج به الابط لانه يسد سيلان العرق.

[29] المصدر خال عن ذلک، و الانسب أن يکون بعد قوله جازت شهادته.

و قد مر نظيره في قوله يجوز ذلک، و الحمد لله.

[30] الطلاق: 2.

[31] الخداج النقصان، يريد أن ترک القراءة في أي رکعة من الصلاة نقصان فيها و ذلک لان کل صلاة هي مرکب من رکعة أو رکعات فکما تقرء في الرکعة الاولي و هکذا الثانية لئلا تکون خداجا فهکذا في الثالثة و الرابعة، و إلي هذا ذهب من قال بوجوب القراءة في الاخيرتين حال الاختيار، و أن التسبيح انما هو للمأموم، حيث لا يسمع قراءة الامام.

و أما الحديث و لفظه کل صلاة لم يقرء فيها فاتحة الکتاب فهي خداج فقد روي عن النبي صلي الله عليه و آله کما نقله السيد الرضي في المجازات النبوية ص 70 و رواه أبو داود في سننه ج 1 ص 188، و أخرجه السيوطي في الجامع الصغير عن مسند أحمد و سنن الکبري للبيهقي.

فمع أن المصطلح عند الاصحاب أنهم يطلقون العالم علي الامام الکاظم عليه السلام لکن يظهر من التوقيع أنه يطلق العالم و يضيف اليه الاحاديث المروية عن الرسول الاکرم رعاية للتقية، و سيجيء مثل ذل عند قوله لا يقبل الله الصدقة و ذو رحم محتاج.

[32] الرب: المطبوخ من الفواکة، و البحبحة: البحة، أو الصحيح: البحجة کذبحة داء في الاحنجرة يورث خشونة و غلظة في الصوت، و الشب بالفتح و التشديد حجارة بيض، و منها زرق، وکلها من الزاج، و أجوده اليماني، و الدوف: الخلط، و کثيرا ما يستعمل في معالجة الاودية.

[33] اي يدعو الله و يطلب منه خيرته، فيقول: استخيرک أللهم خيرة في عافية أو نحو ذلک.

[34] رواه في الاختصاص ص 219 باسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام و لفظه سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: ابدء بمن تعول: أمک و أباک و أختک و أخاک ثم أدناه فأدناک، و قال: لا صدقه و ذو رحم محتاج أخرجه المصنف في البحار ج 20 ص 39، و أخرجه النوري في المستدرک ج 1 ص 536، و أخرجه بمضمونه السيوطي في الجامع الصغير عن النسائي و الطير اني في معجمه الکبير، علي ما في السراج المنير ج 1 ص 22.

[35] تراه في الوسائل باب؟ من أبواب المهور تحت الرقم 16، و فيه الاحاديث المثبتة للمهر، و النافية لها، و ظاهرها و ظاهر هذا الحديث أن ذلک حين المنازعة و طرح الدعوي علي الزوج لا أن الدخول يسقط المهر، فان ثبوته مفروغ عنه مسلم بالضرورة من الدين و لم يکن ليسأل عنه أحد.

و وجه الحديث أنه قد کانت العادة في تلک الازمان طبقا لقوله تعالي و آتوا النساء صدقاتهن نحلة و قوله: و آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا و تبعا لسنة رسوله صلي الله عليه و آله، حيث کان يبعث بالمهر إليهن قبل الدخول، أن يدفع الازواج مهورهن حين الزواج قبل الدخول، و کان هذه السيرة ظاهر حالهم.

فلو ادعت بعد الدخول أن المهر تمامه أو بعضه باق علي ذمة الزوج، و لم يکن لها صک أو بينة، أسقط الحاکم ادعاءها المهر، حيث ان الدخول يشعر بظاهر الحال و السيرة الجارية عند المسلمين حتي ألان علي ان الزوج قد دفع إليها المهر.

[36] أخرجه الحر العاملي باب 10 من أبواب لباس المصلي تحت الرقم 15، و قال: لعل التحريم في الجلود مخصوص بالارانب و الرخصة في وبرها محمولة علي التقية.

[37] في المصدر ص 252 عتابية و في الوسائل ب 13، الرقم 8 ثياب فيها عتابيه.

[38] لقوله تعالي: فامسحوا برؤسکم و أرجلکم فجمع بين الرجلين.

[39] راجع المصدر ص 249.

[40] اشارة ما ذکره مؤلف المزار قبل ذلک من دعاء الندبة، فراجع.

[41] اللوثة: الشرو الدنس، و في بعض النسخ: اللوبة: و هي الحرة من الارض ذات الحجارة السود کاللابة، و في بعضها اللزبة، و هي الشدة و القحط.

[42] في نسخة الاحتجاج: و خرج مما عليه إلي مستحقيه.

[43] و يحتمل أن تکون بالمهملة المطلة و کلاهما بمعني المشرفة.

[44] مصدر بمعني السوء علي القلب المکاني يقال سأوت فلانا: اي سؤته.

[45] کذا في الاصل المطبوع و هکذا المصدر و الظاهر تنتکسون يقال: انتکس: أي وقع علي رأسه و انقلب علي رأسه حتي جعل أسفله أعلاه، و مقدمه مؤخره.

[46] النساء: 59.

[47] في غيبة الشيخ: تبين منه عقولکم.

[48] يقال: أرداه: أهلکه، کقوله: تنادوا فقالوا أردت الخيل نائيا.

[49] تراه في غيبة الشيخ ص 184 و 185، و الاحتجاج ص 253.

[50] کذا في الاصل المطبوع و هکذا المصدر و نسخة الشيخ في الغيبة ص 188، قال في البرهان ما معناه: شلمابج هو ماء الشلجم يطبخ و يعصر و في نسخة کمال الدين ج 2 ص 160 سلمک و هو نبت.

[51] المائدة: 101.

[52] هود: 18.

[53] القلفة و هکذا الغلفة و الغرلة: الجليدة التي يقطعها الخاتن من عضوا لا تناسل.

[54] راجع کمال الدين ج 2 ص 198، الاحتجاج ص 268.

[55] راجع کمال الدين ج 2 ص 201، الاحتجاج ص 286.

[56] المصدر ج 2 ص 159 باب التوقيعات الواردة عن القائم عليه السلام.

تحت الرقم 1، و ما يأتي بعده تحت الرقم 3.

[57] السبأ: 18.

و الحديث في المصدر ج 2 ص 159.

[58] النساء: 59.

[59] الوحا: السرعة و البدار، يعني أنه خاف علي نفسه الموت سريعا.

[60] راجع المصدر ج 2 ص 164.

[61] کذا في الاصل المطبوع و هکذا المصدر ج 2 ص 176، و سيجيء بيانه من المصنف قدس سره لکن الظاهر سقوط الضمير و کون الاصل شرطه علي الجارية شرط علي الله بعنوان الاخبار و الاعلام.

[62] بل هو من تتمة أمر ذلک الرجل الذي استحل بالجارية، و معناه أنه حسب ذلک الرج حسابه التقديري، قبل المولود، فجاء الولد مستويا لتقديره، فعرف أن الولد ولده.

[63] في المصدر ج 2 ص 192: و لا بقية الا أفنيتها و هو أنسب.

[64] في المصدر: و لا جيشا الا خذلته.

[65] العنکبوت: 2.

و الحديث في المصدر ج 2 ص 189.

[66] کذا في المصدر ج 2 ص 198 و هکذا معاني الاخبار ص 286 و قد أخرجه المصنف رضوان الله عليه في الباب الثالث من تأريخ أمير المؤمنين تحت الرقم 19 عن کمال الدين و معاني الاخبار معا، تراه في ج 35 ص 78 من الطبعة الحديثة، و في الاصل المطبوع محمد بن أحمد الروزاني فتحرر.

[67] قال المصنف رضوان الله عليه في حل الخبر: لعل المعني أن أبا طالب أظهر اسلامه للنبي صلي الله عليه و آله أو لغيره بحسبا العقود، بأن أظهر الالفل أولا بما يدل علي الواحد، ثم اللام بما يدل علي الثلاثين و هکذا، و ذلک لانه کان يتتقي من قريش کما عرفت.

ثم قال: و قد قيل في حل أصل الخبر وجوه اخر: منها أنه أشار بأصبعه المسيحة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله فان عقد الخنصر و البنصر و عقد الابهام علي الوسطي يدل علي الثلاث و الستين علي اصطلاح أهل العقود، و کان المراد بحساب الجمل هذا، و الدليل علي ما ذکرته ما ورد في رواية شعبة، عن قتادة، عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة، و هو انه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و بکي و قال: يا محمد اني أخرج من الدنيا و مالي غم الاغمک إلي أن قال يا عم! انک تخاف علي أذي اعادي، و لا تخاف علي نفسک عذاب ربي؟، فضحک أبو طالب و قال: يا محمد دعوتني و کنت قدما أمينا، و عقد بيده علي ثلاث و ستين: عقد الخنصر و البنصر، و عقد الابهام علي أصبعه الوسطي، و أشار بأصبعه المسسبحة: يقول: لا اله الا الله محمد رسول الله إلي آخر ما نقله في ج 35 ص 79.

فراجع.

أقول: أما حساب العقود فهو علي ما نقله صديقنا الفاضل الغفاري في ذيل الحديث (معاني الاخبار ص 286) أن صورة الثلاثة و الستين علي القاعدة الممهدة التي وضعها العلماء المتقدمون: ان يثني الخنصر و البنصر و الوسطي و هي الثلاثة جاريا علي منهج المتعارف من الناس في عد الواحد إلي الثلاثة، لکن بوضع الانامل في هذه العقود قريبة من أصولها و أن يوضع لستين بإبهام اليمني علي باطن العقدة الثانية من السبابة کما يفعله الرماة.

و مخلص هذه القاعدة التي ذکرها القدماء هو أنالخنصر و البنصر و الوسطي لعقد الاحاد فقط، و المسبحة و الابهام للاعشار فقط، فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، و الاثنين أن تضمه مع البنصر، و الثلاث أن تضمها مع الوسطي، و الاربعة نشر الخنصر و ترک البنصر و الوسطي مضمومتين، و الخمسة نشر البنصر مع الخنصر و ترک الوسطي مضمومة، و الستة نشر جميع الاصابع و ضم البنصر، و السبعة أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا و الثمانية ضم الخنصر و البنصر فوقها، و التسعة ضم الوسطي إليهما، و هذه تسع صور جمعتها أصابع الخنصر و البنصر و الوسطي بالنسبة إلي عد الاحاد.

و أما الاعشار: فالمسبحة و الابهام، فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الابهام من جنبها، و العشرون وضع راس الابهام بين المسبحة و الوسطي، و الثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الابهام، و الاربعون أن تضع الابهام معکوفة الرأس إلي ظاهر الکف و الخمسون أن تضع الابهام علي باطن الکف معکوفة الانمله ملصقة بالکف، و الستون أن تنشر الابهام و تضم إلي جانب الکف أصل المسبحة، و السبعون عکف باطن المسبحة علي باطن راس الابهام، و الثمانون ضم الابهام و عکف باطن المسبحة علي ظاهر أنملة الابهام المضمومة، و التسعون ضم المسبحة إلي أصل الابهام و وضع الابهام عليها.

و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الاحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذکورة و اما المئات فهي عقد اصابع الاحاد من اليد اليسري فالمائة کالواحد و المائتان کالاثنين و هکذا إلي التسعمائة.

و أما الالوف و هي عقد اصابع عشرات منها، فالالف کالعشر والالفان کالعشرين إلي التسعة آلاف.

و کيف کان، المعول في ايمان أبي طالب علي ذبه عن رسول الله صلي الله عليه و آله طيلة حياته و أشعاره المستفيضة المصرحة بأنه کان مؤمنا في قلبه و لکنه لم يظهره لئلا يسقط عن أنظار قريش، فيفوته الذب عنه و لذلک قال: لو لا الملامة أو حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاک مبينا و اما ايمانه بحساب الجمل و ان کان ورد من طرقنا أيضا، لکن الاصل في ذلک ما رواه شعبة، عن قتادة، عن الحسن کما عرفت، و الحسين بن الروح النوبختي انما فسر الحديث المرسل، لا.

علي أنه لو کان يتقي الملامة أو السبة أو المعرة کما في رواية أخري کان ذلک حين يتطاول علي قريش بالذب عنه صلي الله عليه و آله و أما عند الممات، فلا وجه للتقية أبدا، فلم أسلم بحساب الحمل و لم يظهر اسلامه صريحا، و لو صح الحديث مع غرابته لم يفد في المقام شيئا فانه ليس بأصرح من قوله: ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا کموسي خط في أول الکتب.

[68] الاحقاف: 61.

[69] راجع غيبة الشيخ ص 185.

و الذي يأتي بعده ص 211.

[70] أشاط دمه و و بدمه: أذهبه، أو عمل في هلاکه، أو عرضه للقتل.

[71] راجع المستدرک باب 3 من أبواب لباس المصلي تحت الرقم 1.