لقاء السيد محمد الاوي و روايته لنوع من الاستخارة بالسبحة
العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الصلاح قال: نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقية سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله عن السيد رضي الدين محمد الآوي الحسيني عن صاحب الامر عليه السلام و هو أن يقرء فاتحة الکتاب عشر مرات و أقله ثلاث مرات، و الادون منه مرة، ثم يقرء إنا أنزلناه عشر مرات ثم يقرء هذا الدعاء ثلاث مرات: أللهم إني استخيرک لعلمک بعواقب الامور
[ صفحه 272]
و أستشيرک لحسن ظني بک في المأمول و المحذور، أللهم إن کان الامر الفلاني قد نيطت بالبرکة أعجازه و بواديه، و حفت بالکرامة أيامه و لياليه، فخر لي فيه خيرة ترد شموسه ذلولا، تقعض أيامه سرورا.
أللهم إما أمر فأئتمر و إما نهي فانتهي أللهم اني استخيرک برحمتک خيرة في عافية.
ثم يقبض علي قطعة من السبحة، و يضمر حاجته، و يخرج إن کان عدد تلک القطعة زوجا فهو افعل و إن کان فردا لا تفعل، أو بالعکس.
قال الکفعمي رحمه الله: نيطت تعلقت، و ناط الشيء تعلق، و هذا منوط بک اي متعلق، والانواط المعاليق، و نيط فلان بکذا أي تعلق قال الشاعر: و أنت زنيم نيط في آل هاشم کما نيط خلف الراکب القدح الفرد و أعجاز الشيء آخره، و بواديه أوله.
و مفتتح الامر و مبتداه، و مهله و عنفوانه، و أوائله و موارده و بدائهه و بواديه نظائر و شوافعه و تواليه و أعقابه و مصادره و رواجعه و مصائره و عواقبه و أعجازه نظائر، و قوله شموسه أي صعوبته و رجل شموس: اي صعب الخلق، و لا تقل: شموص بالصاد، و أشمس الفرس منع ظهره، و الذلول ضد الصعوبة، و تقعض اي ترد و تعطف، و قعضت العود عطفته و تقعص بالصاد تصحيف و العين مفتوحة لانه إذا کانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق کان الاغلب فتحها في المضارع.
قال في البحار: و في کثير من النسخ بالصاد المهملة، و لعله مبالغة في السرور و هذا شائع في العرب و العجم، يقال لمن اصابه سرور عظيم: مات سرورا أو يکون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور، و التعبير به لان أيام السرور سريعة الانقضاء، فان القعص الموت سريعا فعلي هذا يمکن أن يقرء علي بناء المعلوم و المجهول، و أيامه بالرفع و النصب معا.
قال الشهيد رحمه الله في الذکري: و منها الاستخارة بالعدد و لم يکن هذه مشهورة في العصور الماضية، قبل زمان السيد الکبير العابد رضي الدين ممد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدس الغروي رضي الله عنه، و قد رويناها عنه و جميع
[ صفحه 273]
مروياته عن عدة من مشايخنا، عن الشيخ الکبير الفاضل جمال الدين ابن المطهر عن السيد الرضي، عن صاحب الامر عليه السلام و تقدم عنه رحمه الله حکاية أخري.
و هذه الحکاية ذکرها المحقق الکاظميني في مسألة الاجماع في بعض وجوهه في عداد من تلقي عن الحجة عليه السلام في غيبته الکبري بعض الاحکام سماعا أو مکاتبة.