بازگشت

الرجعة


1 خص: سعد، عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب، عن البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث [1] أنهما سمعا أبا عبد الله عليه السلام يقول: أول من تنشق الارض عن و يرجع إلي الدنيا، الحسين بن علي عليه السلام و إن الرجعة ليست بعامة، و هي خاصة لا يرجع إلا من محض الايمان محضا أو محض الشرک محضا.

2 خص: بهذا الاسناد، عن حماد، عن بکير بن أعين قال: قال لي: من لا اشک فيه يعني أبا جعفر عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و عليا سيرجعان.

3 خص: بهذا الاسناد، عن حماد، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تقولوا الجبت و الطاغوت، و لا تقولوا الرجعة، فان قالوا لکم فانکم قد کنتم



[ صفحه 40]



تقولون ذلک فقولوا: أما اليوم فلا نقول، فان رسول الله صلي الله عليه و آله قد کان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليکفوا عنه، فلا تتألفونهم بالکلام؟ بيان: اي لا تسموا الملعونين بهذين الاسمين أو لا تتعرضوا لهما بوجه.

4 خص: بهذا الاسناد عن حماد، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الامور العظام من الرجعة و أشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه، و قد قال الله عز و جل: بل کذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله. [2] .

5 خص: سعد، عن ابن يزيد، و ابن أبي الخطاب و اليقطيني و إبراهيم بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز و جل: و يوم نحشر من کل أمة فوجا [3] فقال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتي يموت و لا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتي يقتل.

6 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن الاهوازي، عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار، عن ابي بصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: ينکر أهل العراق الرجعة؟ قلت: نعم، قال: أما يقرؤن القرآن و يوم نحشر من کل أمة فوجا. [4] .

7 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن البزنطي، عن الحسين بن عمر بن يزيد عن عمر بن أبان، عن ابن بکير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: کاني بحمران بن أعين و ميسر ابن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا و المروة.

8 خص: سعد، عن ابن ابي الخطاب، عن عبد الله بن المغيرة، عمن حدثه، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز و جل: و لئن قتلتم في سبيل الله أو متم [5] فقال: يا جابر أ تدري ما سبيل الله؟ قلت: لا و الله إلا إذا



[ صفحه 41]



سمعت منک فقال: القتل في سبيل علي عليه السلام و ذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، و ليس احد يؤمن بهذه الآية إلا و له قتلة و ميتة، إنه من قتل ينشر حتي يموت، و من مات ينشر حتي يقتل.

شيء: عن ابن المغيرة مثله. [6] .

بيان: لعل آخر الخبر تفسير لآخر الآية، و هو قوله: و لئن متم أو قتلتم لالي الله تحشرون [7] بأن يکون المراد بالحشر الرجعة. [8] .

9 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن محمد بن سنان، عن ابن مسکان، عن فيض بن ابي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: و تلا هذه الآية و إذ أخذ الله ميثاق النبيين [9] الآية قال: ليؤمنن برسول الله صلي الله عليه و آله و لينصرن عليا أمير المؤمنين عليه السلام [قلت: و لينصرن أمير المؤمنين؟] [10] قال عليه السلام: نعم و الله من لدن ندم فهلم جرا، فلم يبعث الله نبيا و لا رسولا إلا رد جميعهم إلي الدنيا حتي يقاتلوا بين يدي علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.



[ صفحه 42]



شيء: عن فيض بن أبي شيبة مثله.

10 خص: سعد، عن ابن [أبي] الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مسروق، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل يا أيها المدثر قم فأنذر [11] يعني بذلک محمدا صلي الله عليه و آله و قيامه في الرجعة ينذر فيها و قوله إنها لاحدي الکبر نذيرا [12] يعني محمدا صلي الله عليه و آله نذيرا للبشر في الرجعة و في قوله إنا أرسلناک کافة للناس [13] في الرجعة.

11 خص: بهذا الاسناد، عن أبي جعفر عليه السلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه کان يقول: إن المدثر هو کائن عند الرجعة فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أحياة قبل القيامة ثم موت؟ قال: فقال له عند ذلک: نعم و الله لکفرة من الکفر بعد الرجعة أشد من کفرات قبلها.

12 خص: سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الکريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: إن إبليس قال: أنظرني إلي يوم يبعثون [14] فأبي الله ذلک عليه فقال إنک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم فإذا کان يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلي يوم الوقت المعلوم و هي آخر کرة يکرها أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: و إنها لکرات؟ قال: نعم، إنها لکرات و کرات مأمن إمام في قرن إلا و يکر معه البر و الفاجر في دهره حتي يديل الله المؤمن [من] الکافر.

فإذا کان يوم الوقت المعلوم کر أمير المؤمنين عليه السلام في أصحابه و جاء إبليس في أصحابه، و يکون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له: الروحا قريب



[ صفحه 43]



من کوفتکم، فيقتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين فکأني أنظر إلي أصحاب علي أمير المؤمنين عليه السلام قد رجعوا إلي خلفهم القهقري مائة قدم و کأني أنظر إليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.

فعند ذلک يهبط الجبار عز و جل في ظلل من الغمام، و الملائکة، و قضي الامر رسول الله صلي الله عليه و آله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقري ناکصا علي عقبيه فيقولون له أصحابه: أين تريد و قد ظفرت؟ فيقول: إني أري ما لا ترون إني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه النبي صلي الله عليه و آله فيطعنه طعنة بين کتفيه، فيکون هلاکه و هلاک جميع أشياعه، فعند ذلک يعبد الله عز و جل و لا يشرک به شيئا و يملک أمير المؤمنين عليه السلام أربعا و أربعين ألف سنة حتي يلد الرجل من شيعة علي عليه السلام ألف ولد من صلبه ذکرا و عند ذلک تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الکوفة و ما حوله له بما شاء الله.

بيان: هبوط الجبار تعالي کناية عن نزول آيات عذابه و قد مضي تأويل الآية المضمنة في هذا الخبر في کتاب التوحيد [15] و قد سبق الرواية عن الرضا عليه السلام هناک أنها هکذا نزلت إلا أن يأتيهم الله بالملائکة في ظلل من الغمام و علي هذا يمکن أن يکون الواو في قوله و الملائکة هنا زائدا من النساخ.

13 خص: بهذا الاسناد، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليهما السلام، فأما يوم القيامة فانما هو بعث إلي الجنة و بعث إلي النار.

14 خص: سعد، عن أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد الله معا، عن العباس بن عامر، عن سعيد، عن داود بن راشد، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام



[ صفحه 44]



قال: إن أول من يرجع لجارکم الحسين عليه السلام فيملک حتي تقع حاجباه علي عينيه من الکبر.

خص: سعد، عن ابن عيسي و ابن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن فضال جميعا، عن الحسن بن فضال، عن أبي المغراء [16] عن داود بن راشد مثله.

15 خص: سعد، عن أحمد بن محمد السياري، عن أحمد بن عبد الله بن قبيصة، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز و جل: يوم هم علي النار يفتنون [17] قال يکسرون في الکرة کما يکسر الذهب حتي يرجع کل شيء إلي شبهه يعني إلي حقيقته.

بيان: لعله إشارة إلي ما مر في الاخبار من المزج بين الطينتين، أو المراد افتتانهم حتي يظهر حقائهم.

16 خص: سعد، عن اليقطيني، عن القاسم، عن جده الحسن، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال: لترجعن نفوس ذهبت و ليقتصن يوم يقوم و من عذب يقتص بعذابه و من أغيظ أغاظ بغيظه و من قتل اقتص بقتله، و يرد لهم أعداؤهم معهم، حتي يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدرکوا ثأرهم، و شفوا أنفسهم، و يصير عدوهم إلي النار عذابا.

ثم يوقفون بين يدي الجبار عز و جل فيؤخذ لهم بحقوقهم.

17 خص: بهذا الاسناد عن الحسن بن راشد، عن محمد بن عبد الله بن الحسين قال: دخلت مع أبي علي أبي عبد الله عليه السلام فجري بينهما حديث فقال أبي لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الکرة؟ قال: أقول فيها ما قال الله عز و جل و ذلک أن تفسيرها [18] صار إلي رسول الله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة و عشرين ليلة قول الله



[ صفحه 45]



عز و جل تلک إذا کرة خاسرة [19] إذا رجعوا إلي الدنيا، و لم يقضوا ذحولهم فقال له أبي: يقول الله عز و جل فانما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة أي شيء أراد بهذا؟ فقال: إذا انتقم منهم و باتت [20] بقية الارواح ساهرة لا تنام و لا تموت.

بيان: الذحول جمع الذحل، و هو طلب الثأر، و لعل المعني أنهم إنما وصفوا هذه الکرة بالخاسرة، لانهم بعد أن قتلوا و عذبوا لم ينته عذابهم، بل عقوبات القيامة معدة لهم، أو أنهم لا يمکنهم تدارک ما يفعل بهم من أنواع القتل و العقاب.

قوله عليه السلام: ساهرة لعل التقدير فإذا هم بالحالة الساهرة، علي الاسناد المجازي أو في جماعة ساهرة.

قال البيضاوي: قالوا: تلک إذا کرة خاسرة ذات خسران أو خاسر أصحابنا، و المعني أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتکذيبنا بها، و هو استهزاء منهم فانما هي زجرة واحدة متعلق بمحذوف، أي لا تستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية فإذا هم بالساهرة فإذا هم أحياء علي وجه الارض، بعد ما کانوا أمواتا في بطنها و الساهرة الارض البيضاء المستوية سميت بذلک لان السراب يجري فيها، من قولهم عين ساهرة للتي تجري ماؤها و في ضدها نائمة أو لان سالکها يسهر خوفا و قيل اسم جهنم انتهي.

أقول: علي تأويله عليه السلام قولهم تلک إذا کرة خاسرة کلامهم في الرجعة علي التحقيق لا في الحياة الاولي علي الاستهزاء.

18 خص: سعد، عن جماعة من أصحابنا، عن ابن أبي عثمان و إبراهيم ابن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن ابيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل و جعلکم أنبياء و جعلکم ملوکا [21] فقال: الانبياء رسول الله



[ صفحه 46]



و إبراهيم و إسماعيل و ذريته، و الملوک الائمة عليهم السلام.

قال: فقلت: وأي ملک أعطيتم؟ فقال: ملک الجنة، و ملک الکرة.

19 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن الاهوازي و محمد البرقي، عن النضر عن يحيي الحلبي، عن المعلي أبي عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أول من يرجع إلي الدنيا، الحسين بن علي عليه السلام فيملک حتي يسقط حاجباه علي عينيه من الکبر، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: في قول الله عز وجل إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد [22] قال: نبيکم صلي الله عليه و آله راجع إليکم.

20 خص: من کتاب الواحدة روي عن محمد بن الحسن بن عبد الله الاطروش عن جعفر بن محمد البجلي، عن البرقي، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله تبارک و تعالي أحد واحد، تفرد في وحدانيته ثم تکلم بکلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلک النور محمدا صلي الله عليه و آله و خلقني و ذريتي ثم تکلم بکلمة فصارت روحا فأسکنه الله في ذلک النور، و أسکنه في أبداننا فنحن روح الله و کلماته، فينا احتج علي خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء، حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار، و لا عين تطرف، نعبده و نقدسه و نسبحه، و ذلک قبل أن يخلق الخلق و أخذ ميثاق الانبياء بالايمان و النصرة لنا، و ذلک قوله عز و جل و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتکم من کتاب و حکمة ثم جائکم رسول مصدق لما معکم لتؤمنن به و لتنصرنه [23] يعني لتؤمنن بمحمد صلي الله عليه و آله و لتنصرن وصيه، و سينصرونه جميعا.

و إن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد صلي الله عليه و آله بالنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمدا و جاهدت بين يديه، و قتلت عدوه، و وفيت لله بما أخذ علي من الميثاق و العهد، و النصرة لمحمد صلي الله عليه و آله و لم ينصرني أحد من أنبياء الله و رسله، و ذلک لما قبضهم الله إليه، و سوف ينصرونني، و يکون لي ما بين مشرقها إلي مغربها



[ صفحه 47]



و ليبعثن الله أحياء من آدم إلي محمد صلي الله عليه و آله کل نبي مرسل، يضربون بين يدي بالسيف هام الاموات و الاحياء و الثقلين جميعا.

فيا عجبا و کيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية: لبيک لبيک يا داعي الله، قد تخللوا بسکک الکوفة، قد شهروا سيوفهم علي عواتقهم ليضربون بها هام الکفرة، و جبابرتهم و أتباعهم من جبارة الاولين و الآخرين حتي ينجز الله ما وعدهم في قوله عز و جل وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا [24] أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا من عبادي ليس عندهم تقية.

و إن لي الکرة بعد الکرة، و الرجعة بعد الرجعة، و أنا صاحب الرجعات و الکرات، و صاحب الصولات و النقمات، و الدولات العجيبات [25] و أنا قرن من حديد، و أنا عبد الله و أخو رسول الله صلي الله عليه و آله.

أنا أمين الله و خازنه، و عيبة سره و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه و أنا الحاشر إلي الله، و أنا کلمة الله التي يجمع بها المفترق و يفرق بها المجتمع.

و أنا اسماء الله الحسني، و أمثاله العليا، و آياته الکبري، و أنا صاحب الجنة و النار، أسکن أهل الجنة الجنة، و أسکن أهل [النار] النار، والي تزويج أهل الجنة والي عذاب أهل النار، والي إياب الخلق جميعا، و أنا الاياب الذي يؤوب إليه کل شيء بعد القضاء، والي حساب الخلق جميعا، و أنا صاحب



[ صفحه 48]



الهبات، و أنا المؤذن علي الاعراف، [26] و أنا بارز الشمس، أنا دابة الارض، و أنا قسيم النار [27] و انا خازن الجنان و صاحب الاعراف. [28] .

و أنا أمير المؤمنين، و يعسوب المتقين، و آية السابقين، و لسان الناطقين، و خاتم الوصيين، و وارث النبيين، و خليفة رب العالمين، و صراط ربي المستقيم، و فسطاطه و الحجة علي أهل السماوات و الارضين، و ما فيهما و ما بينهما، و أنا الذي احتج الله به عليکم في ابتداء خلقکم، و أنا الشاهد يوم الدين، و أنا الذي علمت علم المنايا و البلايا و القضايا، و فصل الخطاب و الانساب، و استحفظت آيات النبيين المستخفين المستحفظين.

و أنا صاحب العصا و الميسم [29] ، و أنا الذي سخرت لي السحاب و الرعد



[ صفحه 49]



و البرق، و الظلم و الانوار، و الرياح و الجبال و البحار، والنجوم و الشمس و القمر أنا القرن الحديد [30] و أنا فاروق الامة، و أنا الهادي و أنا الذي أحصيت کل شيء عددا بعلم الله الذي أودعنيه، و بسره الذي أسرة إلي محمد صلي الله عليه و نله و أسرة النبي صلي الله عليه و آله إلي، و أنا الذي أنحلني ربي اسمه و کلمته و حکمته و علمه و فهمه.

يا معشر الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، أللهم إني أشهدک و أستعديک عليهم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، و الحمد لله متبعين أمره.

بيان: [و إذا أخذ الله قال البيضاوي قيل إنه علي ظاهره و إذا کان هذا حکم الانبياء کان الامم به أولي و قيل: معناه أنه تعالي أخذ الميثاق من النبيين و أممهم و استغني بذکرهم عن ذکر أممهم، و قيل: إضافة الميثاق إلي النبيين إضافة إلي الفاعل و المعني إذ اخذ الله الميثاق الذي واثقه الانبياء علي أممهم، و قيل: المراد أولاد النبيين علي حذف المضاف و هم بنو إسرائيل أو سماهم نبيين تهکما لانهم کانوا يقولون نحن أولي بالنبوة من محمد لانا أهل الکتاب و النبيون کانوا منا انتهي.

و قال أکثر المفسرين: النصرة البشارة للامم به و لا يخفي بعده و ما في الخبر هو ظاهر الآية].

و قال الجزري: في حديث عمرو الاسقف قال: أجدک قرنا قال: قرن مه؟ قال: قرن من حديد، القرن: بفتح القاف الحصن.

أقول: قد مر تفسير سائر أجزاء الخبر في کتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. [31] .



[ صفحه 50]



21 شيء: عن صالح بن ميثم، قال: سألت أبا جعفر عن قول الله: و له اسلم من في السموات و الارض طوعا و کرها [32] قال: ذلک حين يقول علي عليه السلام أنا أولي الناس بهذه الآية و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا و لکن أکثر الناس لا يعلمون إلي قوله کاذبين. [33] .

22 لي: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابنعيسي، عن علي بن الحکم عن عامر بن معقل، عن ابي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يابا حمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله، و لا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله، کفي بعلي أن يقاتل أهل الکرة و أن يزوج أهل الجنة.

ير: ابن عيسي مثله.

خص: سعد، عن ابن عيسي، عن علي بن النعمان، عن عامر بن معقل مثله.

23 فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن مسکان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع إلي الدنيا و ينصر أمير المؤمنين عليه السلا و هو قوله: لتؤمنن به [34] يعني برسول الله صلي الله عليه و آله و لتنصرن أمير المؤمنين.

24 فس: و إن من أهل الکتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيمة يکون عليهم شهيدا [35] فانه روي أن رسول الله صلي الله عليه و آله إذا رجع آمن به الناس کلهم.

قال: و حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري عن ابي حمزة، عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج: يا شهر! آية في کتاب الله قد أعيتني فقلت: أيها الامير أية آية هي؟ فقال: قوله: و إن من أهل الکتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و الله لاني لآمر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه، ثم



[ صفحه 51]



أرمقه بعيني فما أراه يحرک شفتيه حتي يحمل، فقلت: أصلح الله الامير ليس علي ما تأولت، قال: کيف هو؟ قلت: إن عيسي ينزل قبل يوم القيامة إلي الدنيا فلا يبقي أهل ملة يهودي و لا غيره إلا آمن به قبل موته، و يصلي خلف المهدي.

قال: ويحک أني لک هذا؟ و من أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال: جئتت و الله بها من عين صافية.

25 فس: بل کذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله [36] اي لم يأتهم تأويله کذلک کذب الذين من قبلهم قال: نزلت في الرجعة کذبوا بها أي أنها لا تکون ثم قال و منهم من يؤمن به و منهم من لا يؤمن به و ربک أعلم بالمفسدين.

26 فس: و لو أن لکل نفس ظلمت آل محمد حقهم ما في الارض جميعا لافتدت به [37] في ذلک الوقت يعني الرجعة.

27 فس: و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [38] سئل الامام أبو عبد الله عليه السلام عن قوله و يوم نحشر من کل أمة فوجا [39] قال: ما يقول الناس فيها؟ قلت: يقولون: إنها في القيامة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ا يحشر الله في القيامة من کل أمة فوجا و يترک الباقين؟ إنما ذلک في الرجعة فأما آية القيامة فهذه و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا إلي قوله موعدا.

28 فس: أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير، عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله إن له معيشة ضنکا [40] قال: هي و الله للنصاب، قال: جعلت فداک قد رأيناهم دهرهم الاطول في کفاية حتي ماتوا؟ قال: ذاک و الله في الرجعة، يأکلون العذرة.



[ صفحه 52]



خص: سعد، عن أحمد بن محمد مثله.

29 فس: قوله: و حرام علي قرية أهلکناها أنهم لا يرجعون [41] فانه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي بصير و محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله و أبي جعفر عليها السلام قالا: کل قرية أهلک الله أهله بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة، لان أحدا من أهل الاسلام لا ينکر أن الناس کلهم يرجعون إلي القيامة، من هلک و من لم يهلک، فقوله: لا يرجعون عني في الرجعة، فأما إلي القيامة يرجعون حتي يدخلوا النار.

بيان: قال الطبرسي: اختلف في معناه علي وجوه: أحدها أن لا مزيدة و المعني حرام علي قرية مهلکة بالعقوبة أن يرجعوا إلي [دار] الدنيا، و قيل: إن معناه واجب عليها أنها إذا أهلکت لا ترجع إلي دنياها، قد جاء الحرام بمعني الواجب، و ثانيها أن معناه حرام علي قرية وجدناها هالکة بالذنوب أن يتقبل منهم عمل لانهم لا يرجعون إلي التوبة، و ثالثها أن معناه حرام أن لات يرجعوا بعد الممات بل يرجعون أحياء للمجازات ثم ذکر رواية محمد بن مسلم. [42] .

30 فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انتهي رسول الله صلي الله عليه و آله إلي أمير المؤمنين عليه السلام و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه، فحرکه برجله، ثم قال: قم يا دابة الله فقال رجل من اصحابه: يا رسول الله أنسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا و الله ما هو إلا له خاصة، و هو الدابة التي ذکر الله في کتابه و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون [43] ثم قال: يا علي إذا کان آخر الزمان أخرجک الله في أحسن صورة، و معک ميسم تسم به أعداءک.

فقال الرجل لابي عبد الله عليه السلام: إن العامة يقولون: هذه الآية إنما



[ صفحه 53]



تکلمهم؟ [44] فقال أبو عبد الله: کلمهم الله في نار جهنم إنما هو تکلمهم من الکلام و الدليل علي أن هذا في الرجعة قوله و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون حتي إذا جاؤا قال أ کذبتم بآياتي و لم تحيطوا بها علما أما ذا کنتم تعملون [45] قال: الآيات أمير المؤمنين و الائمة عليهم السلام فقال الرجل لابي عبد الله عليه السلام: إن العامة تزعم أن قوله: و يوم نحشر من کل امة فوجا عني في القيامة فقال أبو عبد الله عليه السلام: فيحشر الله يوم القيامة من کل أمة فوجا و يدع الباقين لا و لکنه في الرجعة و أما آية القيامة و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا. [46] .

حدثني أبي قال: حدثني ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله و يوم نحشر من کل أمة فوجا قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتي يموت، و لا يرجع إلا من محض الايمان محضا أو محض الکفر محضا.

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان آية في کتاب الله قد أفسدت قلبي و شککتني؟ قال عمار: و آية آية هي؟ قال: قول الله و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون [47] الآية فأية دابة هذه؟ قال عمار: و الله ما أجلس و لا آکل و لا أشرب حتي أريکها.

فجاء عمار مع الرجل إلي أمير المؤمنين و هو يأکل تمرا و زبدا فقال: يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار و أقبل يأکل معه، فتعجب الرجل منه، فلما قام عمار قال الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان، حلفت أنک لا تأکل و لا تشرب و لا تجلس حتي ترينيها؟ قال عمار: قد أريتکها إن کنت تعقل.

31 فس: سيريکم آياته فتعرفونها [48] قال: أمير المؤمنين و الائمة عليهم السلام إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم و الدليل علي أن الآيات هم الائمة قول



[ صفحه 54]



أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما لله آية أعظم مني فإذا رجعوا إلي الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا.

32 فس: طسم تلک آيات الکتاب المبين ثم خاطب نبيه صلي الله عليه و آله فقال: نتلوا عليک يا محمد من نبأ موسي و فرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الارض و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة إلي قوله يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم إنه کان من المفسدين [49] أخبر الله نبيه بما نال موسي و أصحابه من فرعون من القتل و الظلم، ليکون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته من أمته.

ثم بشره بعد تعزيته أنه يتفضل عليهم بعد ذلک و يجعلهم خلفاء في الارض و أئمة علي أمته، و يردهم إلي الدنيا مع أعدائهم حتي ينتصفوا منهم، فقال: و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما و هم الذين غصبوا آل محمد حقهم و قوله منهم اي من آل محمد ما کانوا يحذرون أي من القتل و العذاب.

و لو کانت هذه الآية نزلت في موسي و فرعون لقال و نري فرعون و هامان و جنودهما منه ما کانوا يحذرون أي من موسي و لم يقل منهم.

فلما تقدم قوله و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة علمنا أن المخاطبة للنبي صلي الله عليه و آله، و ما وعد الله رسوله فانما يکون بعده و الائمة يکونون من ولده و إنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسي و بني إسرائيل و في أعدائهم بفرعون و جنوده.

فقال: إن فرعون قتل بني إسرائيل و ظلم، فأظفر الله موسي بفرعون و أصحابه حتي أهلکهم الله، و کذلک أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله اصابهم من أعدائهم القتل و الغصب، ثم يردهم الله و يرد أعداءهم إلي الدنيا حتي يقتلوهم.

و قد ضرب أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أعدائه مثلا مثل ما ضربه الله لهم في أعدائهم بفرعون و هامان، فقال: أيها الناس إن أول من بغي علي الله عز و جل



[ صفحه 55]



علي وجه الارض عناق بنت آدم عليه السلام [50] خلق الله لها عشرين أصبعا في کل اصبع منها ظفران طويلان کالمنجلين العظيمين و کان مجلسها في الارض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا کالفيل، و ذئبا کالبعير، و نسرا کالحمار، و کان ذلک في الخلق الاول فسلطهم الله عليها فقتلوها، الا و قد قتل الله فرعون و هامان، و خسف بقارون، و إنما هذا مثل لاعدائه الذين غصبوا حقه فأهلکهم الله.

ثم قال علي صلوات الله عليه علي أثر هذا المثل الذي ضربه: و قد کان لي حق حازه دوني من لم يکن له، و لم أکن أشرکه فيه، و لا توبة له إلا بکتاب منزل أو برسول مرسل، واني له بالرسالة بعد محمد صلي الله عليه و آله و لا نبي بعد محمد، فأني يتوب و هم في برزخ القيامة، غرته الاماني وغره بالله الغرور، قد أشفي علي جرف هار فانهار في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين.

و کذلک مثل القائم عليه السلام في غيبته و هربه و استتاره، مثل موسي عليه السلام خائف مستتر إلي أن يأذن الله في خروجه، و طلب حقه و قتل أعدائه، في قوله اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله علي نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق [51] و قد ضرب بالحسين بن علي صلوات الله عليهما مثلا في بني إسرائيل بادالتهم من أعدائهم حيث قال علي بن الحسين عليهما السلام لمنهال بن عمرو: أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءنا و يستحيون نساءنا. [52] .

بيان: الخبر الاخير أوردناه في أحوال الحسين عليه السلام و قوله فلما تقدم استدلال علي أن المراد بفرعون و هامان و جنوده أبو بکر و عمر و أتباعهما لان الله تعالي ذکر سابقا عليه و نريد أن نمن و هذا وعد و ظاهره عدم تحقق الموعود بعد.



[ صفحه 56]



33 فس: أبي، عن النضر، عن يحيي الحلبي، عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالد الکابلي، عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله: إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد [53] قال: يرجع إليکم نبيکم صلي الله عليه و آله.

34 فس: و لنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاکبر [54] قال: العذاب الادني عذاب الرجعة بالسيف، و معني قوله لعلهم يرجعون أي يرجعون في الرجعة حتي يعذبوا.

35 فس: فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين [55] يعني العذاب إذا نزل ببني أمية و أشياعهم في آخر الزمان.

36 فس: ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين إلي قوله من سبيل [56] قال الصادق عليه السلام: ذلک في الرجعة.

بيان: أي احد الاحيائين في الرجعة و الآخر في القيامة، و لحدي الامامتتين في الدنيا و الاخري في الرجعة، و بعض المفسرين صححوا التثنية بالاحياء في القبر للسؤال و الاماتة فيه، و منهم من حمل الاماتة الاولي علي خلقهم ميتين ککونهم نطفة.

37 فس: قال علي بن إبراهيم في قوله و يريکم آياته يعني أمير المؤمنين و الائمة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم قالوا آمنا بالله وحده و کفرنا بما کنا به مشرکين [57] أي جحدنا بما اشرکناهم فلم يک ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده و خسر هنالک الکافرون.

38 فس: و جعلها کلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون [58] يعني فانهم يرجعون يعني الائمة إلي الدنيا.



[ صفحه 57]



39 فس: فارتقب أي اصبر يوم تأتي السماء بدخان مبين [59] قال: ذلک إذا خرجوا في الرجعة من القبر تغشي الناس کلهم الظلمة فيقولوا هذا عذاب أليم ربنا اکشف عنا العذاب إنا مؤمنون فقال الله ردا عليهم أني لهم الذکري في ذلک اليوم و قد جاءهم رسول مبين أي رسول قد بين لهم ثم تولوا عنه و قالوا معلم مجنون.

قال: قالوا ذلک لما نزل الوحي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و أخذه الغشي فقالوا: هو مجنون ثم قال: إنا کاشفوا العذاب قليلا إنکم عائدون يعني إلي القيامة و لو کان قوله يوم تأتي السماء بدخان مبين في القيامة، لم يقل إنکم عائدون لانه ليس بعد الاخرة و القيامة حالة يعودون إليها ثم قال: يوم نبطش البطشة الکبري يعني في القيامة إنا منتقمون.

بيان: قال الطبرسي ره إن رسول الله صلي الله عليه و آله دعا علي قومه لما کذبوه فقال: أللهم سنينا کسني يوسف [60] فأجدبت الارض، فأصابت قريشا المجاعة و کان الرجل لما به من الجوع يري بينه و بين السماء کالدخان، و أکلوا الميتة و العظام، ثم جاؤا إلي النبي صلي الله عليه و آله فسأل الله لهم فکشف عنهم و قيل إن الدخان



[ صفحه 58]



من اشراط الساعة تدخل في مسامع الکفار و المنافقين، و هو لم يأت بعد، و إنه يأتي قبل قيام الساعة، فيدخل أسماعهم حتي أن رؤوسهم تکون کالرأس الحنيذ و يصيب المؤمن منه مثل الزکمة، و تکون الارض کلها کبيت أوقد فيه، ليس فيه خصاص، و يمکث ذلک أربعين يوما.

40 فس: قال علي بن إبراهيم في قوله يوم تشقق الارض عنهم سراعا [61] قال: في الرجعة.

41 فس: حتي إذا رأوا ما يوعدون [62] قال: القائم و أمير المؤمنين عليه السلام في الرجعة فسيعلمون من اضعف ناصرا و أقل عددا قال: هو قول أمير المؤمنين لزفر: و الله يا ابن صهاک لو لا عهد من رسول الله و کتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا و أقل عددا قال: فلما أخبرهم رسول الله ما يکون من الرجعة قالوا: متي يکون هذا؟ قال الله قل يا محمد إن أدري أ قريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا و قوله عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا إلا من ارتضي من رسول فانه يسلک من بين يديه و من خلفه رصدا قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما کان قبله من الاخبار، و ما يکون بعده من أخبار القائم عليه السلام: و الرجعه و القيامة.

42 فس: جعفر بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير في قوله فما له من قوة و لا ناصر [63] قال: ماله قوة يقوي بها علي خالقه، و لا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا، قلت: إنهم يکيدون کيدا قال: کادوا رسول الله صلي الله عليه و آله و کادوا عليا عليه السلام و کادوا فاطمة عليها السلام فقال الله يا محمد إنهم يکيدون کيدا و أکيد کيدا فمهل الکافرين يا محمد أمهلهم رويدا لو قد بعث القائم عليه السلام فينتقم لي من الجبارين و الطواغيت من قريش



[ صفحه 59]



و بني أمية و سائر الناس.

43 فس: بالاسناد المتقدم، عن أبي بصير، عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله و للآخرة خير لک من الاولي [64] قال: يعني الکرة هي الآخرة للنبي صلي الله عليه و آله قلت: قوله و لسوف يعطيک ربک فترضي قال: يعطيک من الجنة فترضي.

44 کنز: روي الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلي بريدة الاسلمي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي: يا علي إن الله أشهدک معي سبعة مواطن و ساق الحديث إلي أن قال: و الموطن السابع أنا نبقي حين لا يبقي أحد و هلاک الاحزاب بأيدينا.

45 ن: تميم القريشي، عن ابيه، عن أحمد الانصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: قال المأمون للرضا عليه السلام: يا ابا الحسن ما تقول في الرجعة، فقال عليه السلام: إنها الحق قد کانت في الامم السالفة و نطق بها القرآن، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يکون في هذه الامة کل ما کان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل، و القذة بالقذة، و قال صلي الله عليه و آله إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسي بن مريم عليهما السلام فصلي لفه، و قال صلي الله عليه و آله: إن الاسلام بدا غريبا و سيعود غريبا فطوبي للغرباء، قيل: يا رسول الله ثم يکون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلي أهله الخبر.

46 مع: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن علي الکوفي، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي قال: قال ابن الکوا لعلي صلي الله عليه: يا أمير المؤمنين أ رأيت قولک العجب کل العجب بين جمادي و رجب قال: ويحک يا أعور! هو جمع اشتات، و نشر أموات، و حصد نبات، و هنات بعد هنات، مهلکات مبيرات لست أنا و لا أنت هناک.

47 مع: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسي عن صالح بن ميثم، عن عباية الاسدي قال: سمعت أمير المؤمنين صلي الله عليه و آله



[ صفحه 60]



هو مشنکي [65] و أنا قائم عليه، لابنين بمصر منبرا، و لانقضن دمشق حجرا حجرا، و لاخرجن اليهود و النصاري من کل کور العرب و لاسوقن العرب بعصاي هذه، قال: قلت له: يا أمير المؤمنين کأنک تخبر أنک تحيي بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية دهت في مذهب يفعله رجل مني.

قال الصدوق رضي الله عنه: إن أمير المؤمنين عليه السلام اتقي عباية الاسدي في هذا الحديث و اتقي ابن الکوا في الحديث الاول لانهما کانا محتملين لاسرار آل محمد صلي الله عليه و آله.

48 کنز: محمد بن العباس، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن صالح بن مسعود، عن أبي الجارود، عمن سمع عليا عليه السلام يقول: العجب کل العجب بين جمادي و رجب فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه، فقال: ثکلتک أمک واي عجب أعجب من أموات يضربون کل عدو لله و لرسوله و لاهل بيته، و ذل تأويل هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة کما يئس الکفار من اصحاب القبور [66] فإذا اشتد القتل، قلتم: مات أو هلک أو اي واد سلک، و ذلک تأويل هذه الآية ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا. [67] .

49 فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية: و يوم نحشر من کل أمة فوجا [68] قلت: يقولون إنها في القيامة، قال: ليس کما يقولون، إن ذلک في الرجعة أ يحشر الله يوم القيامة من کل أمة فوجا و يدع الباقين؟ إنما آية القيامة قوله و حشرناهم فلم



[ صفحه 61]



نغادر منهم أحدا. [69] .

قال علي بن إبراهيم: و مما يدل علي الرجعة قوله و حرام علي قرية أهلکناها أنهم لا يرجعون [70] فقال الصادق عليه السلام: کل قرية أهلک الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فأما إلي القيامة فيرجعون، و من محض الايمان محضا و غيرهم ممن لم يهلکوا بالعذاب، و محضوا الکفر محضا يرجعون.

50 فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن مسکان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله و إذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتکم من کتاب و حکمة ثم جاءکم رسول مصدق لما معکم لتؤمنن به و لتنصرنه [71] قال: ما بعث الله نبيا من لدن آدم إلا و يرجع إلي الدنيا فينصر أمير المؤمنين، و قوله: لتؤمنن به يعني رسول الله صلي الله عليه و آله، و لتنصرنه يعني أمير المؤمنين عليه السلام.

قال علي بن إبراهيم: و مثله کثير مما وعد الله تعالي الائمة عليهم السلام من الرجعة و النصر، فقال وعد الله الذين آمنوا منکم يا معشر الائمة و عملوا الصالحات [72] إلي قوله لا يشرکون بي شيئا فهذه مما يکون إذا رجعوا إلي الدنيا، و قوله: و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض فهذا کله مما يکون في الرجعة. [73] .

51 فس: أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر قال: ذکر عند أبي جعفر عليه السلام جابر فقال: رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه أنه کان يعرف تأويل هذه الآية إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد [74] يعني الرجعة.

52 يج/: سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن فضيل، عن سعد الجلاب عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام لاصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله قال لي: يا بني إنک ستساق إلي العراق، و هي ارض قد التقي بها النبيون



[ صفحه 62]



و اوصياء النبيين، و هي أرض تدعي عمورا، وإنک تستشهد بها، و يستشهد معک جماعة من اصحابک لا يجدون ألم مس الحديد، و تلا: قلنا يا نار کوني بردا و سلاما علي إبراهيم [75] يکون الحرب بردا و سلاما عليک و عليهم.

فابشروا، فو الله لئن قتلونا فانا نرد علي نبينا، قال: ثم أمکث ما شاء الله فأکون أول من ينشق الارض عنه، فاخرج خرجة يوافق ذلک خرجة أمير المؤمنين و قيام قائمنا، ثم لنزلن علي وفد من السماء من عند الله، لم ينزلوا إلي الارض قط و لينزلن إلي جبرئيل و ميکائيل و إسرافيل، و جنود من الملائکة، و لينزلن محمد و علي و أنا وأخي و جميع من من الله عليه، في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يرکبها مخلوق، ثم ليهزن محمد لواءه و ليدفعنه إلي قائمنا مع سيفه، ثم إنا نمکث من بعد ذلک ما شاء الله، ثم إن الله يخرج من مسجد الکوفة عينا من دهن وعينا من ماء وعينا من لبن.

ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام يدفع إلي سيف رسول الله صلي الله عليه و آله، و يبعثني إلي المشرق و المغرب، فلا آتي علي عدو لله إلا أهرقت دمه و لا أدع صنما إلا أحرقته حتي أقع إلي الهند فأفتحها.

و إن دانيال و يوشع يخرجان إلي أمير المؤمنين يقولان صدق الله و رسوله و يبعث الله معهما إلي البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم و يبعث بعثا إلي الروم فيفتح الله لهم.

ثم لاقتلن کل دابة حرم الله لحمها حتي لا يکون علي وجه الارض إلا.

الطيب و أعرض علي اليهود و النصاري و سائر الملل: و لاخيرنهم بين الاسلام و السيف فمن اسلم مننت عليه، و من کره الاسلام أهرق الله دمه، و لا يبقي رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملکا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه أزواجه و منزلته في الجنة و لا يبقي علي وجه الارض أعمي و لا مقعد و لا مبتلي، إلا کشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.



[ صفحه 63]



و لينزلن البرکة من السماء إلي الارض حتي أن الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمرة، و لتأکلن ثمرة الشتاء في الصيف، و ثمرة الصيف في الشتاء، و ذلک قوله تعالي و لو أن أهل الکتاب آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم برکات من السماء و الارض و لکن کذبوا فأخذناهم بما کانوا يکسبون. [76] .

ثم إن الله ليهب لشيعتنا کرامة لا يخفي عليهم شيء في الارض و ما کان فيها حتي أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون.

خص: مما رواه لي السيد علي بن عبد الکريم بن عبد الحميد الحسني بإسناده عن سهل مثله.

إيضاح: لتقصف اي تنکسر أغصانها لکثرة ما حملت من الثمار.

53 خص: سعد، عن ابن ابي الخطاب و ابن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي [77] عن محمد بن الحسين، عن أبان بن عثمان، عن موسي الحناط قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم عليه السلام، و يوم الکرة، و يوم القيامة.

ل: العطار، عن سعد، عن ابن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي [78] عن مثني الحناط، عن ابي جعفر عليه السلام مثله.

مع: أبي: عن الحميري، عن ابن هاشم، عن ابن ابي عمير، عن المثني مثله. [79] .

54 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن



[ صفحه 64]



جميل بن دراج، عن المعلي بن خنيس و زيد الشحام، عن ابي عبد الله عليه السلام قالا: سمعناه يقول: إن أول من يکر في الرجعة الحسين بن علي عليهما السلام، و يمکث في الارض أربعين سنة حتي يسقط حاجباه علي عينيه.

55 خص: سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن ابي جعفر عليه السلام قال: ليس من مؤمن إلا و له قتلة و موتة، إنه من قتل نشر حتي يموت، و من مات نشر حتي يقتل.

ثم تلوت علي ابي جعفر عليه السلام هذه الآية کل نفس ذائقة الموت [80] فقال: و منشوره، قلت قولک و منشوره ما هو؟ فقال: هکذا أنزل بها جبرئيل علي محمد صلي الله عليه و آله کل نفس ذائفة الموت و منشوره ثم قال: ما في هذه الامة أحد بر و لا فاجر إلا و ينشر، أما المؤمنون فينشرون إلي قرة أعينهم، و أما الفجار فينشرون إلي خزي الله إياهم، ألم تسمع أن الله تعالي يقول و لنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاکبر [81] و قوله يا أيها المدثر قم فأنذر يعني بذلک محمدا صلي الله عليه و آله قيامه في الرجعة ينذر فيها، و قوله: إنها لاحدي الکبر نذيرا للبشر يعني محمدا صلي الله عليه و آله نذير للبشر في الرجعة.

و قوله هو الذي أرسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون [82] قال: يظهره الله عز و جل في الرجعة.

و قوله حتي إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد [83] هو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه إذا رجع في الرجعة.

قال جابر: قال أبو جعفر عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله عز و جل: ربما يود الذين کفروا لو کانوا مسلمين [84] قال: هو أنا إذا خرجت أنا و شيعتي



[ صفحه 65]



و خرج عثمان بن عفان و شيعته، و نقتل بني أمية، فعندها يود الذين کفروا لو کانوا مسلمين.

56 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن علي بن الحکم، عن ابن عميرة عن أبي داود، عن بريدة الاسلمي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: کيف أنت إذا استيأست أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء و أهل الارض؟ فقلت: يا رسول الله صلي الله عليه و آله بعد الموت؟ فقال: و الله إن بعد الموت هدي و إيمانا و نورا، قلت: يا رسول الله اي العمرين أطول؟ قال: الآخر بالضعف.

بيان: قوله صلي الله عليه و آله: إن بعد الموت اي بعد موت سائر الخلق لا المهدي.

57 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله عز و جل إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحيوة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد [85] قال: ذلک و الله في الرجعة أما علمت أن [في] أنبياء الله کثيرا لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة قد قتلوا و لم ينصروا فذلک في الرجعة قلت: و استمع يوم يناد المناد من مکان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلک يوم الخروج [86] قال: هي الرجعة.

فس: أحمد بن إدريس، عن ابن عيسي مثله و فيه و الائمة من بعدهم قتلوا و لم ينصروا في الدنيا.

بيان: لا يخفي أن هذا أظهر مما ذکره المفسرون: إن النصر بظهور الحجة أو الانتقام لهم من الکفر في الدنيا غالبا.

58 خص: سعد، عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسي و ابن أبي الخطاب جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة قال: کرهت أن أسأل أبا جعفر عليه السلام [في الرجعة] فاحتلت مسألة لطيفة لابلغ بها حاجتي منها فقلت: أخبرني عمن قتل مات؟ قال: لا، الموت موت، و القتل قتل، فقلت: ما أحد



[ صفحه 66]



[يقتل إلا مات، قال: فقال: يا زرارة! قول الله أصدق من] [87] قولک قد فرق بين القتل و الموت في القرآن فقال عليه السلام: أ فان مات أو قتل [88] و قال: لئن متم أو قتلتم لالي الله تحشرون [89] فليس کما قلت يا زرارة الموت موت، و القتل قتل، و قد قال الله: عز و جل إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا [90] قال: فقلت: إن الله عز و جل يقول: کل نفس ذائقة الموت [91] أ فرأيت من قتل لم يذق الموت؟ فقال: ليس من قتل بالسيف کمن مات علي فراشه، إن من قتل لا بد أن يرجع إلي الدنيا حتي يذوق الموت.

شيء: عن زرارة مثله.

59 خص: سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن الصفوان، عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في الرجعة: من مات من المؤمنين قتل، و من قتل منهم مات.

60 خص: سعد، عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسي، عن ابن محبوب عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه بلغ رسول الله صلي الله عليه و آله عن بطنين من قريش کلام تکلموا به، فقال: يري محمد أن لو قد قضي أن هذا الامر يعود في أهل بيته من بعده، فأعلم رسول الله صلي الله عليه و آله ذلک، فباح في مجمع من قريش بما کان يکتمه فقال: کيف أنتم معاشر قريش و قد کفرتم بعدي ثم رأيتموني في کتيبة من اصحابي أضرب وجوهکم و رقابکم بالسيف.

قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد قال إنشاء الله أو يکون ذلک علي ابن أبي طالب عليه السلام إنشاء الله فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: أو يکون ذلک علي بن أبي طالب عليه السلام إنشاء الله تعالي فقال جبرئيل عليه السلام: واحدة لک، و اثنتان لعلي بن أبي طالب عليه السلام، و موعدکم السلام، قال أبان: جعلت فداک و أين السلام؟ فقال عليه السلام:



[ صفحه 67]



يا أبان السلام من ظهر الکوفة.

61 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن اليقطيني، عن علي بن الحکم، عن المثني بن الوليد، عن ابي بصير، عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز و جل و من کان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي و أضل سبيلا [92] قال: في الرجعة.

شيء: عن علي الحلبي، عن ابي بصير مثله.

62 خص: بهذا الاسناد، عن علي بن الحکم، عن رفاعة، عن عبد الله بن عطا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: کنت مريضا بمني و أبي عليه السلام عندي فجاءه الغلام فقال: ههنا رهط من العراقيين يسألون الاذن عليک فقال ابي عليه السلام: أدخلهم الفسطاط و قام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحک أبي عليه السلام قد ارتفع فأنکرت و وجدت في نفسي من ضحکة و أنا في تلک الحال.

ثم عاد إلي فقال: يا أبا جعفر عساک وجدت في نفسک من ضحکي، فقلت: و ما الذي غلبک منه الضحک جعلت فداک؟ فقال: إن هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر کان مضي من آبائک و سلفک، يؤمنون به و يقرون فغلبني الضحک سرورا أن في الخلق من يؤمن به و يقر، فقلت: و ما هو جعلت فداک؟ قال: سألوني عن الاموات متي يبعثون فيقاتلون الاحياء علي الدين.

خص: سعد، عن السندي بن محمد، عن صفوان، عن رفاعة مثله.

63 خص: بالاسناد، عن علي بن الحکم، عن حنان بن سدير، عن ابيه قال: سألت أبا جعفر عن الرجعة فقال: القدرية تنکرها ثلاثا.

64 خص: سعد، عن ابن ابي الخطاب، عن وهيب بن حفص، عن ابي بصير قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت: إنا نتحدث أنعمر بن ذر لا يموت حتي يقاتل قائم آل محمد صلي الله عليه و آله فقال: إن مثل ابن ذر مثل رجل کان في بني إسرائيل يقال له: عبد ربه، و کان يدعو أصحابه إلي ضلالة، فمات فکانوا يلوذون بقبره و يتحدثون عنده: إذا خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه و يقول لهم



[ صفحه 68]



کيت و کيت.

65 خص: سعد، عن ابن هشام، عن البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لقد أسري بي ربي عز و جل فأوحي إلي من وراء حجاب ما أوحي، و کلمني بما کلم به و کان مما کلمني به أن قال: يا محمد إني أنا لا إله إلا أنا عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم إني أنا الله لا إله إلا أنا الملک القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتکبر سبحان الله عما يشرکون، إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق البارئ المصور، لي الاسماء الحسني، يسبح لي من في السموات و الارض، و أنا العزيز الحکيم.

يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الاول فلا شيء قبلي، و أنا الآخر فلا شيء بعدي، و أنا الظاهر فلا شيء دوني، و أنا الله لا إله إلا أنا بکل شيء عليم.

يا محمد! علي أول ما آخذ ميثاقه من الائمة، يا محمد! علي آخر من اقبض روحه من الائمة، و هو الدابة التي تکلمهم، يا محمد! علي أظهره علي جميع ما أو حيه إليک ليس لک أن تکتم منه شيئا، يا محمد ابطنه الذي اسررته إليک فليس ما بيني و بينک سر دونه، يا محمد علي علي، ما خلقت من حلال و حرام علي عليم به.

بيان: قوله تعالي: علي علي الاول اسم و الثاني صفة أي هو عالي الشأن أو کلاهما اسمان و خبر ان لمبتدأ محذوف، کما يقال: هو فلان إذا کان مشتهرا معروفا في الکمال.

66 خص: من کتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه أبان بن ابي عياش، و قرأ جميعه علي سيدنا علي بن الحسين عليهما السلام بحضور جماعة أعيان من الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين عليه السلام و قال: هذه أحاديثنا صحيحة قال أبان: لقيت أبا الطفيل بعد ذلک في منزله فحدثني في الرجعة عن أناس من أهل بدر و عن سلمان و المقداد و أبي بن کعب و قال



[ صفحه 69]



أبو الطفيل، فعرضت هذا الذي سمعته منهم علي علي بن ابي طالب سلام الله عليه بالکوفة فقال: هذا علم خاص لا يسع الامة جهله، ورد علمه إلي الله تعالي ثم صدقني بکل ما حدثوني و قرأ علي بذلک قراءة کثيرة فسره تفسيرا شافيا حتي صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة.

و کان مما قلت: يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض النبي صلي الله عليه و آله في الدنيا أم في الآخرة؟ فقال: بل في الدنيا، قلت: فمن الذائد عنه؟ فقال: أنا بيدي فليردنه أوليائي و ليصرفن عنه أعدائي، و في رواية أخري: و لاوردنه أوليائي و لاصرفن عنه أعدائي.

فقلت: يا أمير المؤمنين قول الله عز و جل و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون [93] ما الدابة؟ قال: يابا الطفيل أله عن هذا فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداک، قال: هي دابة تأکل الطعام، و تمشي في الاسوق، و تنکح النساء، فقلت: يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: هو زر الارض [94] الذي تسکن الارض به، قلت: يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: صديق هذه الامة و فاروقها و ربيها و ذو قرنيها قلت: يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: الذي قال الله تعالي و يتلوه شاهد منه، و الذي عنده علم الکتاب و الذي جاء بالصدق، و الذي صدق به [95] و الناس کلهم کافرون غيره.

قلت: يا أمير المؤمنين فسمه لي قال: قد سميته لک يا أبا الطفيل و الله لو



[ صفحه 70]



أدخلت علي عامة شيعتي الذين بهم أقاتل، الذين اقروا بطاعتي و سموني أمير المؤمنين و استحلوا جهاد من خالفني، فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الکتاب الذي نزل به جبرئيل عليه السلام علي محمد صلي الله عليه و آله لتفرقوا عني حتي أبقي في عصابة من الحق قليلة أنت و أشباهک من شيعتي ففزعت و قلت: يا أمير المؤمنين أنا و أشباهي متفرق عنک أو نثبت معک؟ قال: بل تثبتون.

ثم اقبل علي فقال: إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه و لا يقربه إلا ثلاثة ملک مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان، يا أبا الطفيل إن رسول الله صلي الله عليه و آله قبض فارتد الناس ضلالا وجها لا إلا من عصمه الله بنا أهل البيت.

إيضاح: قوله عليه السلام: و ربيها بکسر الراء إشارة إلي قوله تعالي و کأين من بني قاتل معه ربيون کثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استکانوا. [96] .

و قال البيضاوي: أي ربانيون علماء أتقياء عابدون لربهم و قيل: جماعات منسوب إلي الربة و هي الجماعة.

أقول: رأيت في أصل کتاب سليم بن قيس مثله.

67 شيء: عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقد تسموا بإسم ما سمي الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب، و ما جاء تأويله، قلت: جعلت فداک متي يجئ تأويله؟ قال: إذا جاءت جمع الله أمامه النبيين و المؤمنين حتي ينصروه و هو قول الله و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتکم من کتاب و حمة إلي قوله أنا معکم من الشاهدين [97] فيومئذ يدفع رسول الله صلي الله عليه و آله اللواء إلي علي بن أبي طالب عليه السلام فيکون أمير الخلائق کلهم أجمعين: يکون الخلائق کلهم تحت لوائه، و يکون هو أميرهم فهذا تأويله.



[ صفحه 71]



68 شيء: عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: کل نفس ذائقة الموت: [98] لم يذق الموت من قتل، و قال: لا بد من أن يرجع حتي يذوق الموت.

69 شيء: عن سيرين قال: کنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية و أقسموا جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت قال: يقولون: لا قيامة و لا بعث و لا نشور، فقال: کذبوا و الله إنما ذلک إذا قام القائم وکر معه المکرون، فقال أهل خلافکم: قد ظهرت دولتکم يا معشر الشيعة و هذا من کذبکم تقولون: رجع فلان و فلان لا و الله لا يبعث الله من يموت، الا تري أنهم قالوا: و أقسموا بالله جهد ايمانهم؟ کانت المشرکون أشد تعظيما للات و العزي من أن يقسموا بغيرها فقال الله: بلي وعدا عليه حقا ليبين لهم الذي يختلفون فيه و ليعلم الذين کفروا أنهم کانوا کاذبين إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له کن فيکون. [99] .

70 خص: سعد، عن ابن ابي الخطاب، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون [100] إلي آخر الآية فقال: ذلک في الميثاق ثم قرأت التائبون العابدون فقال أبو جعفر عليه السلام: لا تقرأ هکذا و لکن اقرء التائبين العابدين إلي آخر الآية.

ثم قال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلک هم الذين اشتري منهم أنفسهم و أموالهم يعني [في] الرجعة ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ما من مؤمن إلا و له ميتة و قتلة: من مات بعث حتي يقتل، و من قتل بعث حتي يموت.



[ صفحه 72]



شيء: عن أبي بصير مثله.

71 خص: سعد، عن ابن عيسي، و ابن عبد الجبار، و أحمد بن الحسن ابن فضال جميعا، عنا لحسن بن علي بن فضال، عن حميد بن المثني، عن شعيب الحذاء، عن ابي الصباح قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداک أکره أن أسميها له، فقال لي هو: عنالکرات تسألني؟ فقلت: نعم، فقال: تلک القدرة و لا ينکرها إلا القدرية، لا تنکره تلک القدرة لا تنکرها إن رسول الله صلي الله عليه و آله أتي بقناع من الجنة عليه عذق يقال له سنة، فتناولها رسول الله صلي الله عليه و آله سنة منم کان قبلکم.

بيان: قوله عليه السلام تلک القدرة أي هذه من قدرة الله تعالي، و لا ينکرها إلا القدرية من المعتزلة الذين ينکرون کثيرا من قدرة الله تعالي.

و القناع بالکسر طبق من عسب النخل، و بعث هذا کان لاعلام النبي صلي الله عليه و آله أنه يقع في أمته ما وقعت في الامم السابقة، و قد وقعت الرجعة في الامم السابقة مرات شتي.

72 خص: ح ابن عيسي، عن الحسن، عن الحسين بن علوان، عن محمد بن داود العبدي، عن الاصبغ بن نباتة أن عبد الله بن أبي بکر اليشکري قام إلي أمير المؤمنين سلام الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين إن أبا المعتمر تکلم آنفا بکلام لا يحتمله قلبي، فقال: و ما ذاک؟ قال: يزعم أنک حدثته أنک سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: إنا قد رأينا أو سمعنا برجل أکبر سنا من أبيه؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: فهذا الذي کبر عليک؟ قال: نعم فهل تؤمن أنت بهذا و تعرفه؟ فقال: نعم، ويلک يا ابن الکواء [101] افقه عني أخبرک عن ذلک إن عزيرا خرج من أهله و إمرأته في شهرها [102] و له يومئذ خمسون سنة، فلما ابتلاه الله عز و جل بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه، فرجع إلي أهله و هو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه و هو ابن مائة سنة ورد الله عزيرا [إلي] الذي کان به.



[ صفحه 73]



فقال: ما تزيد؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: سل عما بدا لک، قال: نعم إن أناسا من أصحابک يزعمون أنهم يردون بعد الموت، فقال أمير المؤمنين عليه السلام نعم تکلم بما سمعت و لا تزد في الکلام، فما قلت لهم؟ قال: قلت: لا أؤمن بشيء مما قلتم، فقا له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلک إن الله عز و جل ابتلي قوما بما کان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم إلي الدنيا ليستوفوا أرزاقهم، ثم أماتهم بعد ذلک.

قال: فکبر علي ابن الکوا و لم يهتد له فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلک تعلم أن الله عز و جل قال في کتابه و اختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا [103] فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملاء من بني إسرائيل أن ربي قد کلمني فلو أنهم سلموا ذلک له، و صدقوا به، لکان خيرا لهم، و لکنهم قالوا لموسي عليه السلام لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة قال الله عز و جل فأخذتهم الصاعقة و أنتم تنظرون ثم بعثنام من بعد موتکم لعلکم تشکرون أ تري يا ابن الکوا أن هؤلاء قد رجعوا إلي منازلهم بعد ما ماتوا؟ فقال ابن الکوا: و ما ذاک ثم أماتهم فکأنهم، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويلک أو ليس قد أخبر الله في کتابه حيث يقول: و ظللنا عليکم الغمام و أنزلنا عليکم المن و السلوي [104] فهذا بعد الموت إذ بعثهم.

و أيضا مثلهم يا ابن الکوا، الملا من بني إسرائيل حيث يقول الله عز و جل ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [105] و قوله أيضا في عزير حيث أخبر الله عز و جل فقال: أو کالذي مر علي قرية و هي خاوية علي عروشها فقا أني يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله [106] و أخذه بذلک الذنب مائة عام ثم بعثه ورده إلي الدنيا ف قال کم لبثت؟ ف قال لبثت يوما أوبعش يوم فقال بل لبثت مائة عام.



[ صفحه 74]



فلا تشکن يا ابن الکوا في قدرة الله عز و جل.

73 خص: سعد، عن ابن ابي الخطاب، عن أبي خالد القماط، عن عبد الرحمن القصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرأ هذه الآية إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم [107] فقال: هل تدري من يعني؟ فقلت: يقاتل المؤمنون فيقتلون و يقتلون، فقال: لا و لکن من قتل من المؤمنين رد حتي يموت، و من مات رد حتي يقتل، و تلک القدرة فلا تنکرها.

شيء: عن عبد الرحيم مثله.

74 خص: بهذا الاسناد، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: کان في بني إسرائيل شيء لا يکون ههنا مثله؟ فقال: لا، فقلت: فحدثني عن قول الله عز و جل ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [108] حتي نظر الناس إليهم.

ثم أماتهم من يومهم أوردهم إلي الدنيا؟ فقال: بل ردهم إلي الدنيا حتي سکنوا الدور، و أکلوا الطعام، و نکحوا النساء، و لبثوا بذلک ما شاء الله، ثم ماتوا بالآجال.

75 خص: سعد، عن ابن عيسي، عن اليقطيني، عن الحسين بن سفيان عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لعلي عليه السلام في الارض کرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتي ينتقم له من بني أمية و معاوية و آل معاوية و من شهد حربه، ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الکوفة ثلاثين ألفا و من سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصفين مثل المرة الاولي حتي يقتلهم، و لا يبقي منهم مخبرا، ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون.

ثم کرة أخري مع رسول الله صلي الله عليه و آله حتي يکون خليفة في الارض و تکون



[ صفحه 75]



الائمة عليهم السلام عماله و حتي يبعثه الله علانية، فتکون عبادته علانية في الارض کما عبد الله سرا في الارض.

ثم قال: إي و الله و أضعاف ذلک ثم عقد بيده أضعافا يعطي الله نبيه صلي الله عليه و آله ملک جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلي يوم يفنيها حتي ينجز له موعوده في کتابه کما قال و يظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون. [109] .

76 خص: سعد، عن موسي بن عمر، عن عثمان بن عيسي، عن خالد بن يحيي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: سمي رسول الله صلي الله عليه و آله أبا بکر صديقا؟ فقال: نعم إنه حيث کان معه أبو بکر في الغار قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إني لاري سفينة بني عبد المطلب تضطرب في البحر ضالة، فقال له أبو بکر: وإنک لتراها؟ قال: نعم! فقال: يا رسول الله تقدر أن ترينيها؟ فقال: ادن مني، فدنا منه فمسح يده علي عينيه ثم قال له: أنظر فنظر أبو بکر فرأي السفينة تضطرب في البحر ثم نظر إلي قصور أهل المدينة فقال في نفسه: ألان صدقت أنک ساحر فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: صديق أنت! فقلت: لم سمي عمر الفاروق؟ قال: نعم الا تري أنه قد فرق بين الحق و الباطل، و أخذ الناس بالباطل.

فقلت: فلم سمي سالما الامين؟ قال: لما أن کتبوا الکتب، و وضعوها علي يد سالم، فصار الامين، قلت: فقال: اتقوا دعوة سعد؟ قال: نعم، قلت: و کيف ذلک، قال: إن سعدا يکر فيقاتل عليا عليه السلام.

77 غط: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن علي الخزاز قال: دخل علي بن أبي حمزة علي ابي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أنت إمام؟ قال: نعم، فقال له: إني سمعت جدک جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لا يکون الامام إلا و له عقب؟ فقال: أنسيت يا شيخ أم تناسيت؟ ليس هکذا قال جعفر، إنما قال جعفر: لا يکون الامام إلا و له عقب إلا الامام الذي يخرج



[ صفحه 76]



عليه الحسين بن علي عليهما السلام فانه لا عقب له فقال له: صدقت جعلت فداک هکذا سمعت جدک يقول [110] .

78 شيء: عن رفاعة بن موسي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إن أول من يکر إلي الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام و أصحابه، و يزيد بن معاوية و أصحابه فيقتلهم حذوالقذة بالقذة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا. [111] .

79 کنز: روي الحسن بن ابي الحسن الديلمي بإسناده إلي محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل أ فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه [112] قال: الموعود علي بن ابي طالب، وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لاليائه في الآخرة.

80 جا: الکاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن إسماعيل بن أبان، عن الفضل بن الزبير، عن عمران بن ميثم، عن عباية الاسدي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: أنا سيد الشيب و في سنة من أيوب، و الله ليجمعن الله لي أهلي کما جمعوا ليعقوب.

81 کش: أبو صالح خلف بن حماد، عن سهل بن زياد، عن علي بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلام قال: کاني بعبد الله بن شريک العامري عليه عمامة سوداء و ذؤابتاها بين کتفيه، مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مکبرون و مکرون.

بيان: اللحف بالکسر أصل الجبل.

82 کش: عبد الله بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبي و لکنه قد أعطاني فيه منزلة أخري إنه يکون أول منشور في عشرة من أصحابه و منهم عبد الله بن شريک و هو صاحب لوائه.



[ صفحه 77]



خص: سعد، عن ابن عيسي، و ابن ابي الخطاب معا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي سلمة سالم بن مکرم الجمال مثله و فيه: و فيهم عبد الله ابن شريک العامري، و فيهم صاحب الراية.

83 کش: وجدت في کتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي، بخطه حدثني الحسن بن أحمد المالکي، عن جعفر بن فضيل قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت الاصبغ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس و اللحية طوالا قال له ابي: حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعته يقول علي المنبر: أنا سيد الشيب و في شبه من أيوب و ليجمعن الله لي شملي کما جمعه لايوب قال: فسمعت هذا الحديث أنا و أبي من الاصبغ بن نباتة قال: فما مضي بعد ذلک إلا قليلا حتي توفي رحمة الله عليه.

84 کش: طاهر بن عيسي، عن الشجاعي، عن الحسين بن بشار، عن داود الرقي قال: قلت له: إني قد کبرت ودق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيکم؟ فقال: و ما من هذا بد إن لم يکن في العاجلة تکون في الآجلة.

85 کش: أحمد بن محمد بن رباح، عن محمد بن عبد الله بن غالب، عن محمد ابن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن خفقة قال: قال لي أبان بن تغلب، مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر عليه السلام قال: فقلت: کيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: فمر صبيان و هم ينشدون العجب کل العجب بين جمادي و رجب فسالته عنه فقال: لقاء الاحياء بالاموات.

86 خص: وقفت علي کتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام و عليه خط السيد رضي الدين علي بن موسي بن طاووس ما صورته: هذا الکتاب ذکر کاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمکن أن يکون تأريخ کتابته بعد المائتين من الهجرة لانه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة و أربعين منالهجرة و قد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد و بعض ما فيه عن غيرهما ذکر



[ صفحه 78]



في الکتاب المشار إليه خطبة لامير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون و هي: الحمد لله الاحد المحمود الذي توحد بملکه، و علا بقدرته، أحمده علي ما عرف من سبيله، و ألهم من طاعته، و علم من مکنون حکمته، فانه محمود بکل ما يولي مشکور بکل ما يبلي، و أشهد أن قوله عدل، و حکمه فصل، و لم ينطق فيه ناطق بکان إلا کان قبل کان.

و أشهد أن محمدا عبد الله و سيد عباده، خير من أهل أولا و خير من أهل آخرا فکلما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين، لم يسهم فيه عائر و لا نکاح جاهلية.

ثم إن الله قد بعث إليکم رسولا من أنفسکم عزيز عليه ما عنتم حريص عليکم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فاتبعوا ما أنزل إليکم من ربکم و لا تتبعوا من دونه أوليآء قليلا ما تذکرون، فان الله جعل الخير أهلا، و للحق دعائم، و للطاعة عصما يعصم بهم، و يقيم من حقه فيهم، علي ارتضاء من ذلک، و جعل لها رعاة و حفظة يحفظونها بقوة و يعينون عليها، أوليآء ذلک بما ولوا من حق الله فيها.

أما بعد، فان روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع إيمان إلا به، مع کلمة الله و التصديق بها، فالکلمة من الروح و الروح من النور، و النور نور السماوات فبأيديکم سبب وصل إليکم منه إياروا اختيار، نعمة الله لا تبلغوا شکرها، خصصکم بها، و اختصکم لها، و تلک الامثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون.

فابشروا بنصر من الله عاجل، و فتح يسير يقر الله به أعينکم، و يذهب بحزنکم کفوا ما تناهي الناس عنکم، فان ذلک لا يخفي عليکم، إن لکم عند کل طاعة عونا من الله، يقول علي الالسن، و يثبت علي الافئدة، و ذلک عون الله لاوليائه يظهر في خفي نعمته لطيفا، و قد أثمرت لاهل التقوي أغصالن شجرة الحياة، و إن فرقانا من الله بين أوليائه و أعدائه، فيه شفاء للصدور، و ظهور للنور، يعز الله به أهل طاعته، و يذل به أهل معصيته.

فليعد إمرء لذلک عدته، و لا عدة له إلا بسبب بصيرة، و صدق نية



[ صفحه 79]



و تسليم سلامة أهل الخفة في الطاعة، ثقل الميزان، و الميزان بالحکمة، و الحکمة فضاء للبصر، و الشک و المعصية في النار، و ليسا منا و لا لنا و لا إلينا، قلوب المؤمنين مطوية علي الايمان إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي، و زرع فيها الحکمة، و إن لکل شيء إني [113] يبلغه لا يعجل الله بشيء حتي يبلغ إناه و منتهاه.

فاستبشروا ببشري ما بشرتم، و اعترفوا بقربان ما قرب لکم، و تنجزوا ما وعدکم، إن منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة، و يتم بها نعمه السابغة و يعطي بها الکرامة الفاضلة، من استمسک بها أخذ بحکمة، منها آتاکم الله رحمته و من رحمته نور القلوب، و وضع عنکم أوزار الذنوب، و عجل شفاء صدورکم و صلاح أمورکم، و سلام منا دائما عليکم، تعلمون به في دول الايام، و قرار الارحام، فان الله اختار لدينه أقواما انتخبهم للقيام عليه، و النصرة له، بهم ظهرت کلمة الاسلام، و أرجاء مفترض القرآن، و العمل بالطاعة في مشارق الارض و مغاربها.

ثم إن الله خصصکم بالاسلام، و استخلصکم، له لانه اسم سلامة، و جماع کرامة [114] اصطفاه الله فنهجه، و بين حججه، وارف ارفه وحده و وصفه و جعله رضي کما وصفه، و وصف أخلاقه و بين أطبقاه، و وکده ميثاقه، من ظهر و بطن ذي حلاوة و أمن، فمن ظفر بظاهره، راي عجائب مناظره في موارده و مصادره و من فطن بما بطن، رأي مکنون الفطن، و عجائب الامثال و السنن.

فظاهره أنيق، و باطنه عميق، لا تنقضي عجائبه و لا تفني غرائبه، فيه ينابيع النعم، و مصابيح الظلم، لا تفتح الخيرات إلا بمفاتحيه، و لا تنکشف الظلم إلا بمصابيحه، فيه تفصيل و توصيل، و بيان الاسمين الاعلين اللذين جمعا فاجتمعا



[ صفحه 80]



لا يصلحان إلا معا يسميان فيعرفان و يوصفان فيجتمعان قيامهما في تمام أحدهما في منازلهما، جري بهما و لهما نجوم، و علي نجومهما نجوم سواهما، تحمي حماه و ترعي مراعيه و في القرآن بيانه و حدوده و أرکانه و مواضع تقادير ما خزن بخزائنه و وزن بميزانه ميزان العدل، و حکم الفصل.

إن رعاة الدين فرقوا بين الشک و اليقين، و جاؤا بالحق المبين، قد بينوا الاسلام تبيانا و أسسوا له أساسا و أرکانا، و جاؤا علي ذلک شهودا و برهانا: من علامات و أمارات، فيها کفاء لمکتف، و شفاء لمشنف، يحمون حماه، و يرعون مرعاه، و يصونون مصونه، و يهجرون مهجوره، و يحبون محبوبه، بحکم الله وبره، و بعظيم أمره، و ذکره بما يجب أن يذکر به، يتواصلون بالولاية، و يتلاقون بحسن اللهجة و يتساقون بکأس الرؤية، و يتراعون بحسن الرعاية، بصدور برية، و أخلاق و يتساقون بکأس الرؤية، و يتراعون بحسن الرعاية، بصدور برية، و أخلاق سنية... [115] .

و بسلام رضية لا يشرب فيه الدنية، و لا تشرع فيه الغيبة.

فمن استبطن من ذلک شيئا استبطن خلقا سنيا و قطع أصله و استبدل منزله بنقصه مبرما، و استحلاله مجرما، من عهد معهود إليه، و عقد معقود عليه، بالبر و التقوي، و إيثار سبيل الهدي، علي ذلک عقد خلقهم، و آخا ألفتهم، فعليه يتحابون و به يتواصلون، فکانوا کالزرع، فانتظر أمره في قصر أيامه، و قلة مقامه في منزله حتي يستبدل منزلا ليضع منحوله، و معارف منقلبه.

فطوبي لذي قلب سليم اطاع من يهديه، و تجنب ما يرديه، فيدخل مدخل الکرامة، فأصاب سبيل السلامة سيبصر ببصره، و أطاع هادي أمره، دل أفضل الدلالة و کشف غطاء الجهالة المضلة الملهية، فمن أراد تفکرا أو تذکرا فليذکر رأيه و ليبرز بالهدي، ما لم تغلق أبوابه و تفتح أسبابه، و قبل نصيحة من نصح بخضوع و حسن خشوع، بسلامة الاسلام و دعاء التمام، و سلام بسلام، تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالايمان، و يتعارف عدل الميزان، فليقبل أمره و إکرامه بقبول



[ صفحه 81]



و ليحذر قارعة قبل حلولها.

إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملک مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة، أو صدور أمينة أو أحلام رزينة يا عجبا کل العجب بين جمادي و رجب.

فقال رجل من شرطة الخميس: ما هذا العجب يا أمير المؤمين؟ قال: و مالي لا أعجب و سبق القضاء فيکم و ما تفقهون الحديث، الا صوتات بينهن موتات، حصد نبات و نشر أموات، وا عجبا کل العجب بين جمادي و رجب.

قال ايضا رجل يا أمير المؤمنين: ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثکلت الآخر أمة واي عجب يکون أعجب منه أموات يضربون هام [116] الاحياء قال: أني يکون ذلک يا أمير المؤمنين؟.

قال: و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، کاني أنظر قد تخللوا سکک الکوفة و قد شهروا سيوفهم علي مناکبهم، يضربون کل عدو لله و لرسوله و للمؤمنين و ذلک قول الله تعالي: يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة کما يئس الکفار من اصحاب القبور. [117] .

الا يا أيها الناس! سلوني قبل أن تفقدوني إني بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الارض، أنا يعسوب الدين و غاية السابقين و لسان المتقين، و خاتم الوصيين و وارث النبيين، و خليفة رب العالمين، أنا قسيم النار، و خازن الجنان، و صاحب الحوض، و صاحب الاعراف، و ليس منا أهل البيت إمام إلا عارف بجميع أهل؟، و ذلک قول الله تبارک و تعالي إنما أنت منذر و لک قوم هاد. [118] .



[ صفحه 82]



الا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر [119] برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت و حياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الارض، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها.

فإذا استدار الفلک، قلت: مات أو هلک بأي واد سلک، فيومئذ تأويل هذه الآية ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا. [120] .

و لذلک آيات و علامات، أولهن إحصار الکوفة بالرصد و الخندق، و تخريق الزوايا في سکک الکوفة [121] و تعطيل المساجد أربعين ليلة، و تخفق رايات ثلاث حول المسجد الاکبر، يشبهن بالهدي، القاتل و المقتول في النار، و قتل کثير و موت ذريع، و قتل النفس الزکية بظهر الکوفة في سبعين، و المذبوح بين الرکن و المقام و قتل الاسبغ المظفر صبرا في بيعة الاصنام، مع کثير من شياطين الانس.

و خروج السفياني برأيه خضراء، و صليب من ذهب، أميرها رجل من کلب و اثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجها إلي مکة و المدينة، أميرها احد من بني أمية يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال علي عينه، طرفة [122] يميل



[ صفحه 83]



بالدنيا فلا ترد له راية حتي ينزل المدينة فيجمع رجالا و نساء من آل محمد صلي الله عليه و آله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الاموي.

و يبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمکة أميرهم رجل من غطفان، حتي إذا توسطوا الصفائح الابيض بالبيداء، يخسف بهم، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم، و ليکون آية لمن خلفه، فيومئذ تأويل هذه الآية و لو تري إذ فزعوا فلا فوت و أخذوا من مکان قريب [123] و يبعث السفياني مائة و ثلاثين الفا إلي الکوفة فينزلون بالروحاء و الفاروق، و موضع مريم و عيسي عليهما السلام بالقادسية و يسير منهم ثمانون ألفا حتي ينزلوا الکوفة موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة و أمير الناس جبار عنيد يقال له: الکاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له: الزوراء في خمسة آلاف من الکهنة، و يقتل علي جسرها سبعين الفا حتي يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء، و نتن الاجساد، و يسبي من الکوفة أبکارا لا يکشف عنها کف و لا قناع، حتي يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوبة و هي الغريين.

ثم يخرج من الکوفة مائة ألف بين مشرک و منافق، حتي يضربون دمشق لا يصدهم عنها صاد، و هي إرم ذات العماد، و تقبل رايات شرقي الارض ليست بقطن و لا کتان و لا حرير، مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الاکبر، يسوقها رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب، کالمسک الاذفر، يسير الرعب أمامها شهرا.

و يخلف أبناء سعد السقاء بالکوفة طالين بدماء آبائهم، و هم أبناء الفسقة حتي يهجم عليهم خيل الحسين عليه السلام يستبقان کأنهما فرسا رهان، شعث غبر أصحاب بواکي و قوارح [124] إذ يضرب أحدهم برجله باکية، يقول: لا خير في مجلس بعد



[ صفحه 84]



يومنا هذا، أللهم فإنا التائبون الخاشعون الراکعون الساجدون، فهم الابدال الذين وصفهم الله عز و جل: إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين [125] و المطهرون نظراؤهم من آل محمد صلي الله عليه و آله.

و يخرج رجل من أهل نجران راهب يستجيب الامام، فيکون أول النصاري إجابة، و يهدم صومعته و يدق صليبها، و يخرج بالموالي و ضعفاء الناس و الخيل فيسيرون إلي النخيلة بأعلام هدي، فيکون مجمع الناس جميعا من الارض کلها بالفاروق و هي محجة أمير المؤمنين و هي ما بين البرس و الفرات، فيقتل يومئذ فيما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف من اليهود و النصاري، فيقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية فما زالت تلک دعواهم حتي جعلناهم حصيدا خامدين [126] بالسيف و تحت ظل السيف.

و يخلف من بني اشهب الزاجر اللحظ في أناس من أبيه هرابا حتي يأتون سبطري عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يرکضون لا ترکضوا و ارجعوا إلي ما أترفتم فيه و مساکنکم لعلکم تسئلون [127] و مساکنهم الکنوز التي غنموا من أموال المسلمين و يأتيهم يومئذ الخسف و القذف و المسخ.

فيومئذ تأويل هذه الآية و ما هي من الظالمين ببعيد. [128] .

و ينادي مناد في [شهر] رمضان من ناحية المشرق، عند طلوع الشمس: يا أهل الهدي اجتمعوا، و ينادي من ناحية المغرب بعد ما تغيب الشمس: يا أهل الهدي اجتمعوا، و من الغد عند الظهر بعد تکور الشمس، فتکون سوداء مظلمة، و اليوم



[ صفحه 85]



الثالث بفرق بين الحق و الباطل، بخروج دابة الارض و تقبل الروم إلي قرية بساحل البحر، عند کهف الفتية، و يبعث الله الفتية من کهفهم إليهم، [منهم] رجل يقال له: مليخا و الآخر کمسلمينا و هما الشاهدان المسلمان للقائم. [129] .

فيبعث أحد الفتية إلي الروم، فيرجع بغير حاجة، و يبعث بالآخر، فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية و له أسلم من في السموات و الارض طوعا و کرها. [130] .

ثم يبعث الله من کل أمة فوجا ليريهم ما کانوا يوعدون فيومئذ تأويل هذه الآية و يوم نبعث من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون [131] و الورع خفقان افئدتهم.

و يسير الصديق الاکبر برأيه الهدي، و السيف ذي الفقار، و المخصرة [132] حتي ينزل ارض الهجرة مرتين و هي الکوفة، فيهدم مسجدها و يبنيه علي بنائه الاول، و يهدم ما دونه من دور الجبابرة، و يسير إلي البصرة حتي يشرف علي بحرها، و معه التابوت، و عصي موسي، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحرا لجيا لا يبقي فيها مسجدها کجؤجوء السفينة، علي ظهر الماء.

ثم يسير إلي حرورا حتي يحرقها و يسير من باب بني أسد حتي يزفر زفرة في ثقيف، و هم زرع فرعون، ثم يسير إلي مصر فيصعد منبره، فيخطب الناس فتستبشر الارض بالعدل، و تعطي السماء قطرها، و الشجر ثمرها، و الارض نباتها



[ صفحه 86]



و تتزين لاهلها، و تأمن الوحوش حتي ترتعي في طرق الارض کأنعامهم، و يقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلي ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية يغني الله کلا من سعته. [133] .

و تخرج لهم الارض کنوزها، و يقول القائم: کلوا هنيئا بما أسلفتم في الايام الخالية، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين، أذن لهم في الکلام فيومئذ تأويل هذه الآية و جاء ربک و الملک صفا صفا [134] فلا يقبل الله يومئذ إلا دينه الحق ألا لله الدين الخالص، فيومئذ تأويل هذه الآية أو لم يروا أنا نسوق الماء إلي الارض الجرز فنخرج به زرعا تأکل منه أنعامهم و أنفسهم افلا يبصرون و يقولون متي هذا الفتح إن کنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين کفروا إيمانهم و لا هم ينصرون فأعرض عنهم و انتظر إنهم منتظرون. [135] .

فيمکث فيما بين خروجه إلي يوم موته ثلاثمائة سنة و نيف، وعدة أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل و سبعون من الجن و مائتان و أربعة و ثلاثون منهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلي الله عليه و آله إذ هجمته مشرکو قريش فطلبوا إلي نبي الله أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و ذکروا الله کثيرا و انتصروا من بعد ما ظلموا و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون [136] و عشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الاسود و مائتان و أربعة عشر الذين کانوا بساحل البحر مما يلي عدن، فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين.

و من أفناء الناس ألفان و ثمانمأة و سبعة عشر و من الملائکة أربعون ألفا، من ذلک من المسومين ثلاثة آلاف، و من المردفين خمسة آلاف.



[ صفحه 87]



فجميع اصحابه عليه السلام سبعة و أربعون الفا و مائة و ثلاثون من ذلک تسعة رؤوس مع کل رأس من الملائکة أربعة آلاف من الجن و الانس، عدة يوم بدر، فبهم يقاتل و إياهم ينصر الله، و بهم ينتصر و بهم يقدم النصر و منهم نضرة الارض.

کتبتها کما وجدتها و فيها نقص حروف.

بيان: لم ينطق فيه ناطق بکان أي کلما عبر عنه بکان فهو لضرورة العبارة إذ کان يدل علي الزمان، و هو معري عنه.

موجود قبل حدوثه.

قوله عليه السلام: من أهل أي جعله أهلا للنبوة و الخلافة، قوله عليه السلام کلما نسج الله أي جمعهم مجازا قوله عليه السلام: لم يسهم أي لم يشرک فيه، و العائر من السهام الذي لا يدري راميه، کناية عن الزنا و اختلاط النسب، و يحتمل أنيکون مأخوذا من العار و کأنه تصحيف عاهر.

قوله عليه السلام: فان روح البصر لعل خبر إن مع کلمة الله و روح الحياة بدل من روح البصر أي روح الايمان الذي يکون مع المؤمن، و به يکون بصيرا وحيا حقيقة، لا يکون إلا مع کلمة الله، أي إمام الهدي، فالکلمة من الروح: أي معه أو هو أيضا آخذ من الروح أي روح القدس و الروح يأخذ من النور و النور هو الله تعالي کما قال الله نور السموات و الارض فبأيديکم سبب من کلمة الله وصل إليکم من الله ذلک السبب آثرکم و اختارکم و خصصکم به و هو نعمة من الله خصصکم بها لا يمکنکم أن تؤدوا شکرها.

قوله عليه السلام: يظهر أي العون أو هو تعالي، قوله عليه السلام: و إن فرقانا خبر إن إما محذوف أي بين ظاهر، أو هو قوله يعز الله أو قوله: فليعد بتأويل مقول في حقه، و المراد بالفرقان القرآن، و قوله: سلامة مبتدأ و ثقل الميزان خبره، أي سلامة من يخف في الطاعة و لا يکسل فيها، إنما يظهر عند ثقل الميزان في القيامة أو هو سبب لثقله، و يحتمل أن يکون التسليم مضافا إلي السلامة أي التسليم الموجب للسلامة و أهل مبتدأ و ثقل بالتشديد علي صيغة الجمع خبره.



[ صفحه 88]



قوله: و الميزان بالحکمة أي ثقل الميزان بالعمل إنما يکون إذا کان مقرونا بالحکمة فان عمل الجاهل لا وزن له، فتقديره: الميزان يثقل بالحکمة.

و الحکمة فضاء للبصر، اي بصر القلب يجول فيها، قوله: إني بالکسر و القصر أي وقتا، قوله: و اعترفوا بقربان ما قرب لکم أي اعترفوا و صدقوا بقرب ما أخبرکم أنه قريب منکم، قوله عليه السلام: وارف أرفه الارف کصرد جمع الآرفة و هي الحد أي حدد حدوده و بينها، ثم الظاهر أنه قد سقط کلام مشتمل علي ذکر القرآن قبل قوله من ظهر و بطن فانما ذکر بعده أوصاف القرآن و ما ذکر قبله أوصاف الاسلام، و إن أمکن أن يستفاد ذکر القرآن من الوصف و التبيين و التحديد المذکورة في وصف الاسلام لکن الظاهر علي هذا السياق أن يکون جميع ذلک أوصاف الاسلام.

و المراد بالاسمين الاعلين محمد و علي صلوات الله عليهما و لهما نجوم أي سائر أئمة الهدي، و علي نجومهما نجوم أي علي کل من تلک النجوم دلائل و براهين من الکتاب و السنة و المعجزات الدالة علي حقيتهم، و يحتمل أن يکون المراد بالاسمين الکتاب و العترة.

قوله: تحمي علي بناء المعلوم، و الفاعل النجوم.

أو علي المجهول، و علي التقديرين الضمير في حماه و مراعيه راجع إلي الاسلام و کذا الضمائر بعدهما و کان في الاصل بعد قوله و أخلاق سنية بياض.

و الطرفة بالفتح: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة و نحوها.

أقول: هکذا وجدتها في الاصل سقيمة محرفة، و قد صححت بعض أجزائها من بعض مؤلفات بعض اصحابنا، و من الاخبار الاخر، و قد اعترف صاحب الکتاب بسقمها، و مع ذلک يمکن الانفتاع بأکثر فوائدها، و لذا أوردتها، مع ما أرجو من فضله تعالي أن يتيسر نسخة يمکن تصحيحها بها، و قد سبق کثير من فقراتها في باب علامات ظهوره عليه السلام.



[ صفحه 89]



87 کا: الحسين بن محمد، و محمد بن يحيي، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: کتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام أشکو جفاء أهل واسط و حملهم علي، و کانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع بخطه: أن الله جل ذکره أخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحکم ربک، فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون. [137] .

88 فس: فإذا جاء وعد الآخرة [138] يعني القائم صلوات الله عليه و أصحابه ليسوؤا وجوهکم يعني تسود وجوههم، و ليدخلوا المسجد کما دخلوه أول مرة يعني رسول صلي الله عليه و آله و أصحابه و أمير المؤمنين عليه السلام و أصحابه.

89 فس: حتي إذا رأوا ما يوعدون [139] قال: القائم و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما.

90 شيء: عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي: ثم رددنا لکم الکرة عليهم [140] قال: خروج الحسين عليه السلام في الکرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهبة لکل بيضة وجهان إلي آخر ما مر في باب الآيات المأولة بالقائم عليه السلام.

91 شا: مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال: أنا سيد الشيب [141] و في سنة من أيوب، و سيجمع الله لي أهلي کما جمع ليعقوب شمله، و ذلک إذا استدار الفلک، و قلتم مات أو هلک. إلي آخر ما مر في باب إخبار



[ صفحه 90]



أمير المؤمنين عليه السلام [142] بالقائم عليه السلام.

92 خص: سعد، عن أحمد بن محمد، و عبد الله بن عامر بن سعد، عن محمد ابن خالد، عن الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: کان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال، فليقاتل الباکي علي دم عثمان، و الباکي علي أهل النهروان، إن من لقي الله مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله عز و جل ساخطا عليه، و لا يدرک الدجال.

فقال رجل: يا أمير المؤمنين فان مات قبل ذلک؟ قال: فيبعث من قبره حتي يؤمن به و إن رغم أنفه.

93 ع: ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان، عن عبد الرحيم القصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: أما لو قد قام قائمنا لقد ردت إليه الحميرا حتي يجلدها الحد و حتي ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها.

إلي آخر ما مر في باب سيره عليه السلام. [143] .

94 شا: روي عبد الکريم الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادي الآخرة و عشرة أيام من رجب مطرا لم تر الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين و أبدانهم في قبورهم، و کأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة، ينفضون شعورهم من التراب. [144] .

95 عم، شا: روي المفضل بن عمر، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الکوفة سبع و عشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسي عليه السلام



[ صفحه 91]



الذين کانوا يهدون بالحق و به يعدلون [145] و سبعة من أهل الکهف، و يوشع بن نون، و سلمان، و أبو دجانة الانصاري، و المقداد، و مالک الاشتر، فيکونون بين يديه أنصارا و حکاما.

شيء: عن المفضل مثله بتغيير ما و قد مر. [146] .

96 ني: أحمد بن [محمد بن سعيد] [147] عن يحيي بن زکريا، عن يوسف بن کليب، عن ابن البطائني، عن ابن حميد، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو قد خرج قائم آل محمد لنصره الله بالملائکة و أول من يتبعه محمد و علي الثاني إلي آخر ما مر.

97 غط: سعد، عن الحسن بن علي الزيتوني، و الحميري معا، عن أحمد بن هلال، عن ابن محبوب، عن الرضا عليه السلام في حديث له طويل في علامات ظهور القائم عليه السلام قال: و الصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس: هذا أمير المؤمنين، قد کر في هلاک الظالمين.

الخبر. [148] .

ني: محمد بن همام، عن أحمد بن ما بنداذ، و الحميري معا، عن أحمد بن هلال مثله.

98 غط: الفضل، عن محمد بن علي، عن جعفر بن بشير، عن خالد [بن] أبي عمارة، عن المفضل بن عمر قال: ذکرنا القائم عليه السلام و من مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام: إذا قام أتي المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا إنه



[ صفحه 92]



قد ظهر صاحبک! فان تشأ أن تلحق به فألحق، و إن تشأ أن تقيم في کرامة ربک فأقم. [149] .

99 يه: علي بن أحمد بن موسي، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد الکاتب عن محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمکي، عن موسي بن عبد الله النخعي، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام في الزيارة الجامعة و ساق الزيارة للي أن قال: و جعلني من يقتص آثارکم، و يسلک سبلکم، و يهتدي بهداکم، و يحشر في زمرتکم، و يکر في رجعتکم، و يملک في دولتکم، و يشرف في عافيتکم و يمکن في أيامکم، و تقر عينه غدا برؤيتکم.

و في زيارة الوداع و مکنني في دولتکم و أحياني في رجعتکم.

يب: عن الصدوق مثله. [150] .

100 يب: جماعة من أصحابنا، عن هارون بن موسي التلعکبري، عن محمد بن علي بن معمر، عن علي بن محمد بن مسعدة، و الحسن بن علي بن فضال عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران الجمال، عن الصادق عليه السلام في زيارة الاربعين و أشهد أني بکم مؤمن، و بايابکم موقن، بشرايع ديني و خواتيم عملي.

101 يه: قال الصادق عليه السلام: ليس منا من لم يؤمن بکرتنا و [لم] يستحل متعتنا. [151] .

102 کا: جماعة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن ابيه، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قوله تبارک و تعالي و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا و لکن أکثر الناس لا يعلمون [152] قال: فقال لي: يابا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إن المشرکين يزعمون



[ صفحه 93]



و يحلفون لرسول الله صلي الله عليه و آله أن الله لا يبعث الموتي، قال: فقال: تبا لمن قال هذا سلهم هل کان المشرکون يحلفون بالله أم باللات و العزي، قال: قلت: جعلت فداک فأوجدنيه، قال: فقاللي: يابابصير لو قدم قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع [153] سيوفهم علي عواتقهم، فيبلغ ذلک قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع القائم، فيبلغ ذلک قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أکذبکم؟ هذه دولتکم فأنتم تقولون فيها الکذب، لا و الله ما عاش هؤلاء و لا يعيشون إلي يوم القيامة، قال: فحکي الله قولهم فقال: و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت.

شيء: عن أبي بصير مثله. [154] .

أقول: روي السيد في کتاب سعد السعود من کتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام تأليف المفيد ره عن ابن أبي هراسة، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد، عن أبي بصير، عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام مثله.

103 کا: العدة عن سهل، عن ابن شمون، عن الاصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي و قضينا إلي بني إسرائيل في الکتاب لتفسدن في الارض مرتين [155] قال: قتل علي بن أبي طالب عليه السلام، و طعن الحسن عليه السلام و لتعلن علوا کبيرا قال: قتل الحسين عليه السلام فإذا جاء وعد أوليهما إذا جاء نصر دم الحسين بعثنا عليکم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا



[ صفحه 94]



خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه و کان وعدا مفعولا خروج القائم عليه السلام.

ثم رددنا لکم الکرة عليهم خروج الحسين عليه السلام في سبعين من اصحابه عليهم البيض المذهبة لکل بيضة وجهان المؤدون إلي الناس أن هذا الحسين قد خرج حتي لا يشک المؤمنون فيه، و أنه ليس بدجال و لا شيطان، و الحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت، فيکون الذي يغسله و يکفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي عليهما السلام و لا يلي الوصي إلا الوصي.

104 مصبا: روي لنا جماعة، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان قال: استأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولانا الحسين عليه السلام و سألته أن يعرفني ما أعمل عليه و ساق الحديث إلي أن قال عليه السلام في الزيارة: و أشهد الله و ملائکته و أنبياءه و رسله أني بکم مؤمن، و بايابکم موقن، بشرايع ديني، و خواتيم عملي.

105 مصبا: في زيارة العباس أني بکم مؤمن و بايابکم من الموقنين.

106 مصبا، صبا: زيارة رواها ابن عياش قال: حدثني خير بن عبد الله عن الحسين بن روح قال: زر اي المشاهد کنت بحضرتها في رجب تقول إذا دخلت و ساق الزيارة إلي أن قال: و يرجعني من حضرتکم خير مرجع إلي جناب ممرع، موسع، ودعه و مهل إلي حين الاجل، و خير مصير و محل في النعم الازل و العيش المقتبل و دوام الاکل، و شرب الرحيق و السلسبيل، و عسل و نهل، لا سأم منه و لا ملل، و رحمة الله و برکاته و تحياته، حتي العود إلي حضرتکم و الفوز في کرتکم.

107 قل، مصبا: خرج إلي أبي القاسم بن العلاء الهمداني وکيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء و ساق الدعاء إلي قوله و سيد الاسرة، الممدود بالنصرة



[ صفحه 95]



يوم الکرة المعوض من قتله أن الائمة من نسله و الشفاء في تربته و الفوز معه في أوبته، و الاوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته، حتي يدرکوا الاوتار، و يثأروا الثار، و يرضوا الجبار، و يکونوا خير أنصار إلي قوله: فنحن عائذون بقبره نشهد تربته، و ننتظر أوبته آمين رب العالمين.

108 صبا: في زيارة القائم عليه السلام في السرداب و وفقني يا رب للقيام بطاعته، و للثوي في خدمته، و المکث في دولته، و اجتناب معصيته، فان توفيتني أللهم قبل ذلک فاجعلني يا رب فيمن يکر في رجعته، و يملک في دولته، و يتمکن في أيامه، و يستظل تحت أعلامه، و يحشر في زمرته، و تقر عينه برؤيته.

109 صبا: في زيارة أخري له عليه السلام و إن أدرکني الموت قبل ظهورک فاني أتوسل بک إلي الله سبحانه أن يصلي علي محمد و آل محمد، و أن يجعل لي کرة في ظهورک، و رجعة في أيامک، لابلغ من طاعتک مرادي، و أشفي من أعدائک فؤادي.

110 صبا: في زيارة أخري: أللهم أرنا وجه وليک الميمون في حياتنا و بعد المنون، أللهم إني ادين لک بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة.

111 صبا: عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: من دعا إلي الله أربعين صباحا بهذا العهد کان من أنصار قائمنا، فان مات قبله أخرجه الله تعالي من قبره و أعطاه بکل کلمة ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة، و هو هذا.

أللهم رب النور العظيم، و [رب] الکرسي الرفيع، و رب البحر المسجور و منزل التوراة و الانجيل و الزبور، و رب الظل و الحرور، و منزل القرآن العظيم و رب الملائکة المقربين، و الانبياء و المرسلين.

أللهم إني أسألک بوجهک الکريم، و بنور وجهک المنير، و ملکک القديم يا حي يا قيوم أسألک باسمک الذي أشرقت به السماوات و الارضون [156] يا حي



[ صفحه 96]



قبل کل حي، لا إله إلا أنت.

أللهم بلغ مولانا الامام الهادي المهدي القائم بأمرک صلوات الله عليه و علي آبائه الطاهرين عن المؤمنين و المؤمنات، في مشارق الارض و مغاربها، سهلها و جبلها برها و بحرها، عني و عن والدي من الصلوات زنة عرش الله و مداد کلماته، و ما أحصاه علمه، و أحاط به کتابه.

أللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا و ما عشت من أيامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي، لا أحول عنها، و لا أزول أبدا، أللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه، و المسارعين إليه في قضأ حوائجه، و المحامين عنه و السابقين إلي إرادته، و المستشهدين بين يديه.

أللهم إن حال بيني و بينه الموت الذي جعلته علي عبادک حتما، فأخرجني من قبري، مؤتزرا کفني، شاهرا سيفي، مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي، في الحاضر و البادي.

أللهم أرني الطلعة الرشيدة، و الغرة الحميدة، و اکحل ناظري بنظرة مني إليه، و عجل فرجه، و سهل مخرجه، و أوسع منهجه، و اسلک بي محجته، فانفذ أمره، و اشدد أزره، و اعمر أللهم به بلادک، و أحي به عبادک، فانک قلت و قولک الحق: ظهر الفساد في البر و البحر بما کسبت أيدي الناس. [157] .

فأظهر أللهم لنا وليک، و ابن بنت نبيک المسمي بإسم رسولک حتي لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزقه، و يحق الحق و يحققه، و اجعله أللهم مفزعا لمظلوم عبادک، و ناصر لمن لا يجد له ناصرا غيرک، و مجددا لما عطل من أحکام کتابک و مشيدا لما ورد من إعلام دينک و سنن نبيک صلي الله عليه و آله و اجعله ممن حصنته من بأس المعتدين.

أللهم و سر نبيک محمدا صلي الله عليه و نله برؤيته، و من تبعه علي دعوته، و ارحم استکانتنا بعده، أللهم اکشف هذه الغمة عن الامة بحضوره، و عجل لنا ظهوره، إنهم يرونه



[ صفحه 97]



بعيدا و نراه قريبا، العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان، برحمتک يا أرحم الراحمين.

ثم تضرب علي فخذک الايمن بيدک ثلاث مرات و تقول: العجل يا مولاي يا صاحب الزمان ثلاثا.

112 صبا: روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من أراد أن يزور قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و الائمة صلوات الله عليهم من بعيد، فليقل و ساق الزيارة إلي قوله إني من القائلين بفضلکم، مقر برجعتکم لا أنکمر لله قدرة، و لا أزعم إلا ما شاء الله.

أقول: أکثر هذه الاخبار المتعلقة بالزيارات و الادعية مذکورة في کتب الزيارات التي عندنا من الشهيد و المفيد و غيرهما و في کتابنا العتيق و في کتاب زوائد الفوائد لولد السيد علي بن طاوس.

113 کا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام في حديث طويل في صفة قبض روح المؤمن [158] قال: ثم يزور آل محمد في جنان رضوي فيأکل معم من طعامهم، و يشرب معهم من شرابهم، و يتحدث معهم في مجالسهم، حتي يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا [159] فعند ذلک يرتاب المبطلون و يضمحل المحلون، و قليل ما يکونون، هلکت المحاضير، و نجا المقربون.

من أجل ذلک، قال رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي عليه السلام: أنت أخي و ميعاد ما بيني و بينک وادي السلام.

بيان: قال الفيروز آبادي: رجل محل منتهک للحرام أو لا يري للشهر الحرام حرمة انتهي المقربون بفتح الراء أي الذين لا يستعجلون هم المقربون و أهل التسليم، أو بکسر الراء اي الذين يقولون الفرج قريب و لا يستبطؤنه.



[ صفحه 98]



روي الشيخ حسن بن سليمان في کتاب المحتضر من کتاب القائم للفضل بن شاذان، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن سنان مثله.

114 و عن الکتاب المذکور، عن الفضل، عن صالح بن حمزة، عن الحسن ابن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا الفاروق الاکبر، و صاحب الميسم، و أنا صاحب النشر الاول، و النشر الآخر، و صاحب الکرات، و دولة الدول، و علي يدي يتم موعد الله و تکمل کلمته، وبي يکمل الدين.

أقول: تمامه في أبواب علمهم عليهم السلام.

115 مل: الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن سعدان بن مسلم قائد أبي بصير قال: حدثني بعض اصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام إلي قوله: و نصرتي لکم معدة، حتي يحکم الله، و يبعثکم فمعکم معکم لا مع عدوکم، إني من المؤمنين برجعتکم، لا أنکر لله قدرة، و لا أکذب له مشية، و لا أزعم أن ما شاء لا يکون.

116 مل: أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسن العسکري و محمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادق عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام و نصرتي لکم معدة، حتي يحييکم الله لدينه و يبعثکم، و أشهد أنکم الحجة، و بکم ترجي الرحمة، فمعکم معکم لا مع عدوکم، إني [بإيا] بکم من المؤمنين، لا أنکر لله قدرة و لا أکذب منه بمشية.

ثم قال: أللهم صل علي أمير المؤمنين عبدک وأخي رسولک إلي أن قال: أللهم أتمم به کلماتک، و أنجز به وعدک، و أهلک به عدوک، و اکتبنا في أوليائه و أحبائه أللهم اجعلنا شيعة و أنصارا و أعوانا علي طاعتک، و طاعة رسولک، و ما وکلت به و استخلفته عليه، يا رب العالمين.

117 مل: أبي و جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيي العطار، و حدثني محمد بن مت الجوهري جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن علي بن حسان



[ صفحه 99]



عن عروة ابن أخي شعيب العقرقوفي، عمن ذکره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت عند قبر الحسين عليه السلام و يجزيک عند قبر کل إمام، و ساق إلي قوله: أللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيک، و ابعثه مقاما محمودا تنتصر به لدينک، و تقتل به عدوک، فانک وعدته، و أنت الرب الذي لا تخلف الميعاد و کذلک تقول عند قبور کل الائمة عليهم السلام.

118 قل: يستحب أن يدعي في يوم دحو الارض بهذا الدعاء و ساقه إلي قوله: و ابعثنا في کرته حتي نکون في زمانه من أعوانه.

119 فس: قتل الانسان ما أکفره [160] قال: هو أمير المؤمنين قال: ما أکفره اي ماذا فعل و أذنب حتي قتلوه ثم قال من اي شيء خلقه، من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره قال يسر له طريق الخير ثم أماته فأقبره، ثم إذا شاء أنشره قال: في الرجعة، کلا لما يقض ما أمره اي لم يقض أمير المؤمنين ما قد أمره، و سيرجع حتي يقضي ما أمره.

أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن ابن ابي نصر، عن جميل ابن دراج، عن ابي سلمة، عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله قتل الانسان ما أکفره قال: نعم، نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ما أکفره يعني بقتلکم إياه، ثم نسب أمير المؤمنين عليه السلام فنسب خلقه و ما أکرمه الله به، فقال: من اي شيء خلقه يقول: من طينة الانبياء خلقه، فقدره للخير ثم السبيل يسره يعني سبيل الهدي ثم أماته ميتة الانبياء ثم إذا شاء أنشره [قلت: ما قوله ثم إذا شاء أنشره؟] أنشره؟] [161] قال: يمکث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره.

کنز: محمد بن العباس، عن أحمد بإدريس مثله.

بيان: قوله ما أکفره في خبر ابي سلمة يحتمل أن يکون ضميره راجعا إلي أمير المؤمنين عليه السلام بأن يکون استفهاما إنکاريا کما مر في الخبر السابق



[ صفحه 100]



و يحتمل أن يکون راجعا إلي القاتل بقرينة المقام فيکون علي التعجب أي ما أکفر قاتله، و يؤيد الاول الخبر الاول، و يؤيد الثاني أن في رواية محمد بن العباس يعني قاتله بقتله إياه.

120 کنز: محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الحميد، عن مفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت علي علي بن ابي طالب عليه السلام يوما فقال: أنا دابة الارض. [162] .

أقول: قد سبق في باب علامات ظهوره عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال بعد ذکر قتل الدجال: الا إن بعد ذلک الطامة الکبري، قلنا: و ما ذاک يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابة [من] الارض، من عند الصفا، معها خاتم سليمان و عصا موسي، تضع الخاتم علي وجه کل مؤمن فنطبع فيه: هذا مؤمن حقا و يضعه علي وجه کل کافر فيکتب فيه: هذا کافر حقا إلي آخر ما مر. [163] .

121 غط: الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام [يقول:]: و الله ليملکن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا، قلت: متي يکون ذلک؟ قال: بعد القائم قلت: و کم يقوم القائم في عالمه؟ قال: تسعة عشر سنة ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين و دماء أصحابه فيقتل و يسبي حتي يخرج السفاح. [164] .

بيان: الظاهر أن المراد بالمنتصر الحسين، و بالسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهما کما سيأتي. [165] .

122 ختص: عمرو بن ثابت، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:



[ صفحه 101]



و الله ليملکن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلاث مائة سنة و يزداد تسعا قال: فقلت: فمتي يکون ذلک؟ قال: فقال: بعد موت القائم عليه السلام قلت له: و کم يقوم القائم في عالمه حتي يموت؟ قال: فقال: تسعة عشر من يوم قيامه إلي يوم موته قال: قلت له: فيکون بعد موته الهرج؟ قال: نعم خمسين سنة، ثم يخرج المنتصر إلي الدنيا فيطلب بدمه و دماء أصحابه، فيقتل و يسبي، حتي يقال: لو کان هذا من ذرية الانبياء، ما قتل الناس کل هذا القتل؟ فيجتمع عليه الناس أبيضهم و أسودهم فيکثرون عليه حتي يلجؤه إلي حرم الله، فإذا اشتد البلاء عليه، و قتل المنتصر خرج السفاح من الدنيا غضبا للمنتصر، فيقتل کل عدو لنا.

و هل تدري من المنتصر و السفاح يا جابر؟ المنتصر الحسين بن علي، و السفاح علي بن ابي طالب عليه السلام. [166] .

123 کا: محمد بن يحيي و أحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن الحسن، عن علي ابن حسان، عن أبي عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لقد أعطيت ألست: علم المنايا و البلايا [و الوصايا] [167] و فصل الخطاب، و إني لصاحب الکرات، و دولة الدول، و إني لصاحب العصا و الميسم، و الدابة التي تکلم الناس.

ير: عن علي بن حسان مثله.

124 کا: محمد بن مهران، عن محمد بن علي، و محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: کان أمير المؤمنين صلوات الله عليه کثيرا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة و النار، و أنا الفاروق الاکبر و أنا صاحب العصا و الميسم الخبر. [168] .

کا: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن محمد بن جمهور، عن محمد بن سنان مثله.



[ صفحه 102]



کا: علي بن محمد، و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي، عن سعيد الاعرج، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. [169] .

125 يب: کا: علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن بريد بن معاوية عن أبي عبد الله عليه السلام [قال]: و الله لا تذهب الايام و الليالي حتي يحيي الله الموتي، و يميت الاحياء، و يرد الحق إلي أهله، و يقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه إلي آخر ما أو رداه في کتاب الزکاة. [170] .

126 فس: و وصينا الانسان بوالديه [171] إنما عني الحسن و الحسين عليهما السلام ثم عطف علي الحسين فقال: حملته أمه کرها و وضعته کرها و ذلک أن الله أخبر رسول الله و بشره بالحسين قبل حمله، و أن الامامة يکون في ولده إلي يوم القيامة.

ثم أخبره بما يصيبه من القتل و المصيبة في نفسه و ولده، ثم عوضه بأن جعل الامامة في عقبه، و أعلمه أنه يقتل ثم يرده إلي الدنيا، و ينصره حتي يقتل أعداءه و يملکه الارض، و هو قوله: و نريد أن نمن علي الذين اسضعفوا في الارض الآية [172] و قوله و لقد کتبنا في الزبور الآية [173] فبشر الله نبيه صلي الله عليه و آله أن أهل بيتک يملکون الارض، و يرجعون إليها، و يقتلون أعداءهم، فأخبر رسول الله صلي الله عليه و آله فاطمة عليها السلام بخبر الحسين عليه السلام و قتله، فحملته کرها.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذکر فيحمله کرها أي إنها اغتمت و کرهت لما أخبرت بقتله، و وضعته کرها لما علمت من ذلک، و کان بين الحسن و الحسين عليهما السلام طهر واحد، و کان الحسين عليه السلام في بطن أمه ستة أشهر و فصاله أربعة و عشرون شهرا، و هو قول الله و حمله و فصاله ثلاثون شهرا.



[ صفحه 103]



127 فس: قوله و إن للذين ظلموا [174] آل محمد حقهم عذابا دون دون ذلک قال: عذاب الرجعة بالسيف.

128 فس: إذا تتلي عليهم آياتنا قال: اي الثاني أساطير الاولين أي أکاذيب الاولين سنسمه علي الخرطوم [175] قال في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين و يرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه، کما توسم البهائم علي الخراطيم: الانف و الشفتان.

129 فس: قوله تعالي: قم فأنذر [176] قال: هو قيامه في الرجعة ينذر فيها.

130 خص: مما رواه لي السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني رواه بطريقه عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلي أحمد بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام عن الرجعة أحق هي؟ قال: نعم فقيل له: من أول من يخرج؟ قال: الحسين يخرج علي أثر القائم عليهما السلام، قلت: و معه الناس کلهم؟ قال: لا بل کما ذکر الله تعالي في کتابه يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا [177] قوم بعد قوم.

و عنه عليه السلام: و يقبل الحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه، و معه سبعون نبيا کما بعثوا مع موسي بن عمران، فيدفع إليه القائم عليه السلام الخاتم، فيکون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله و کفنه و حنوطه و يواريه في حفرته.

و عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: و الله ليملکن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة، و يزداد تسعا، قلت: متي يکون ذلک؟ قال: بعد القائم عليه السلام، قلت: و کم يقوم القائم في عالمه؟ قال: تسع عشرة سنة



[ صفحه 104]



ثم يخرج المنتصر إلي الدنيا و هو الحسين عليه السلام، فيطلب بدمه و دم أصحابه، فيقتل و يسبي حتي يخرج السفاح و هو أمير المؤمنين عليه السلام.

و رويت عنه أيضا بطريقه إلي أسد بن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال حين سئل عن اليوم الذي ذکر الله مقداره في القرآن في يوم کان مقداره خمسين ألف سنة [178] و هي کرة رسول الله صلي الله عليه و آله فيکون ملکه في کرته خمسين ألف سنة و يملک أمير المؤمنين في کرته أربعة و أربعين ألف سنة.

بيان: أقول: عندي کتاب الانوار المضيئة تصنيف الشيخ علي بن عبد الحميد و الاخبار موجودة فيه، و روي ايضا باسناده، عن الفضل بن شاذان، باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا ظهر القائم و دخل الکوفة بعث الله تعالي من ظهر الکوفة سبعين ألف صديق، فيکونون في أصحابه و أنصاره.

131 خص: من کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان تصنيف السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الکريم الحسني يرفعه إلي علي بن مهزيار قال: کنت نائما في مرقدي إذ رأيت فيما يري النائم قائلا يقول: حج السنة فانک تلقي صاحب الزمان، و ذکر الحديث بطوله [179] ثم قال: يا ابن مهزيار إنه إذا فقد الصين و تحرک المغربي، و سار العباسي، و بويع السفياني، يؤذن لولي الله، فأخرج بين الصفا و المروة، في ثلاثمائة و ثلاثة عشر فأجئ إلي الکوفة، فأهدم مسجدها، و أبنيه علي بنائه الاول و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة.

و أحج بالناس حجة الاسلام، و اجئ إلي يثرب، فأهدم الحجرة، و أخرج من بها و هما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع و آمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الاولي، فينادي مناد الفتنة من السماء يا سماء انبذي، و يا أرض خذي! فيومئذ لا يبقي علي وجه الارض إلا مؤمن قد أخلص



[ صفحه 105]



قلبه للايمان.

قلت: يا سيدي ما يکون بعد ذلک؟ قال: الکرة الکرة الرجعة، ثم تلا هذه الآية ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا. [180] .

أقول: و رأيت في أصل کتابه مثله.

132 مل: محمد بن جعفر الرزاز، عن ابن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن ابن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن بريد العجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله أخبرني عن إسماعيل الذي ذکره الله في کتابه حيث يقول: و اذکر في الکتاب إسماعيل إنه کان صادق الوعد و کان رسولا نبيا [181] أ کان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام فان الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم، فقال عليه السلام: إن إسماعيل مات قبل إبراهيم، و إن إبراهيم کان حجة لله قائما صاحب شريعة، فإلي من أرسل إسماعيل إذا.

قلت: فمن کان جعلت فداک؟ قال: ذاک إسماعيل بن حزقيل النبي عليه السلام بعثه الله إلي قومه فکذبوه و قتلوه و سلخوا فروة وجهه، فغضب الله له عليهم فوجه إليه سطاطائيل ملک العذاب، فقال له: يا إسماعيل أنا سطاطائيل ملک العذاب وجهني رب العزة إليک، لا نساب قومک بأنواع العذاب کما شئت، فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلک يا سطاطائيل.

فأوحي الله إليه: فما حاجتک يا إسماعيل؟ فقال إسماعيل: يا رب إنک أخذت الميثاق لنفسک بالربوبية، و لمحمد بالنبوة، و لاوصيائه بالولاية، و أخبرت خلقک بما تفعل أمته بالحسين بن علي عليهما السلام من بعد نبيها، وإنک وعدت الحسين أن تکره إلي الدنيا، حتي ينتقم بنفسه ممن فعل ذلک به، فحاجتي إليک يا رب أن تکرني إلي الدنيا حتي أنتقم ممن فعل ذلک بي ما فعل، کما تکر الحسين.

فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلک فهو يکر مع الحسين بن علي عليهما السلام.



[ صفحه 106]



133 مل: الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن ابي عبيدة البزاز، عن حريز قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداک ما أقل بقاءکم أهل البيت و أقرب آجالکم بعضها من بعض، مع حاجة هذا الخلق إليکم؟ فقال: إن لکل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضي ما فيها مما أمر به، عرف أن أجله قد حضر، و أتاه النبي ينعي إليه نفسه، و أخبره بما له عند الله.

و إن الحسين صلوات الله عليه قرأ صحيفته التي أعطيها و فسر له ما يأتي و ما يبقي و بقي منها اشياء لم تنقض، فخرج إلي القتال و کانت تلک الامور التي بقيت أن الملائکة سألت الله في نصرته فأذن لهم فمکثت تستعد للقتال و تتأهب لذلک حتي قتل، فنزلت و قد انقطعت مدته، و قتل صلوات الله عليه.

فقالت الملائکة: يا رب أذنت لنا في الانحدار، و أذنت لنا في نصرته، فانحدرنا و قد قبضته؟ فأوحي الله تبارک و تعالي إليهم أن ألزموا قبته حتي ترونه قد خرج فانصروه، و ابکوا عليه و علي ما فاتکم من نصرته، و إنکم خصصتم بنصرته و البکاء عليه، فبکت الملائکة تقربا و جزعا علي ما فاتهم من نصرته، فإذا خرج صلوات الله عليه يکونون أنصاره. [182] .

134 کنز، محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد بن مالک، عن القاسم بن إسماعيل، عن علي بن خالد العاقولي، عن عبد الکريم الخثعمي، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله تعالي يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة [183] قال: الراجفة الحسين بن علي عليهما السلام، و الرادفة علي بن أبي طالب عليه السلام، و أول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليهما السلام في خمسة و سبعين الفا و هو قوله



[ صفحه 107]



تعالي إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحيوة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار [184] فر: أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، و فيه في خمسة و تسعين ألفا. [185] .

يل، فض: عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.

135 خص: من کتاب التنزيل و التحريف، أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن نجيح اليماني قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم [186] قال: النعيم الذي أنعم الله عليکم بمحمد و آل محمد صلي الله عليه و عليهم.

و في قوله تعالي لو تعلمون علم اليقين قال: المعاينة و في قوله تعالي کلا سوف تعلمون قال: مرة بالکرة و أخري يوم القيامة.

136 جش: کانت لمؤمن الطاق مع ابي حنيفة حکايات کثيرة فمنها أنه قال له يوما: يابا جعفر! تقول بالرجعة؟ فقال: نعم، فقال له: أقرضني من کيسک هذا خمسمأة دينار، فإذا عدت أنا و أنت رددتها إليک، فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لي أنک تعود إنسانا، و إني أخاف أن تعود قردا فلا أتمکن من استرجاع.

ما أخذت.

ج: مثله بتغيير ما.

137 خص: من کتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي: روي حديثا عن أمير المؤمنين عليه السلام منه: قيل له: فما ذو القرنين؟ قال عليه السلام: رجل بعثه الله إلي قومه فکذبوه و ضربوه علي قرنه فمات، ثم أحياه الله، ثم بعثه إلي قومه فکذبوه و ضربوه علي قرنه الآخر فمات، ثم أحياه الله، فهو ذو القرنين، لانه ضربت قرناه.



[ صفحه 108]



و في حديث آخر و فيکم مثله يريد نفسه [187] .

و منه أيضا حدثنا عبد الله بن أسيد الکندي و کان من شرطة الخميس، عن أبيه قال: إني لجالس مع الناس عند علي عليه السلام إذ جاء ابن معز و ابن نعج معهما عبد الله ابن وهب، قد جعلا في حلقه ثوبا يجرانه فقالا: يا أمير المؤمنين اقتله و لا تداهن الکذابين، قال: ادنه فدنا فقال لهما: فما يقول؟ قالا: يزعم أنک دابة الارض وأنک تضرب علي هذا قبيل هذا يعنون رأسه إلي لحيته فقال: ما يقول هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين حدثتهم حديثا حدثنيه عمار بن ياسر، قال: اترکوه، فقد روي عن غيره يا ابن أم السوداء، إنک تبقر الحديث بقرا، خلوا سبيل الرجل فان يک کاذبا فعليه کذبه و إن يک صادقا يصيبني الذي يقول.

و منه ايضا عن عباية قال: سمعت عليا عليه السلام يقول أنا سيد الشيب و في سنة من أيوب.

لان أيوب ابتلي ثم عافاه الله من بلواه، و آتاه أهله، و مثلهم معهم، کما حکي الله سبحانه فروي أنه أحيا له أهله الذين قد ماتوا و کشف ضره، و قد صح عنهم صلوات الله عليهم السلام أنه: کل ما کان في بني إسرائيل يکون في هذه الامة مثله حذوا النعل بالنعل، و القذة بالقذة، و قد قال: إن فيه عليه السلام شبهه.

و قوله [188] و الله ليجمعن الله لي أهلي کما جمعوا ليعقوب عليه السلام فان يعقوب فرق بينه و بين أهله برهة من الزمان ثم جمعوا له.

فقد حلف عليه السلام أن الله سبحانه و تعالي سيجمع له ولده کما جمعهم ليعقوب و قد کان اجتماع يعقوب بولده في دار الدنيا فيکون أمير المؤمنين عليه السلام کذلک في الدنيا يجمعون له في رجعته عليه السلام و ولده الائمة عليهم السلام، و هم المنصوصون علي



[ صفحه 109]



رجعتهم في أحاديثهم الصحيحة الصريحة و العاقبة للمتقين [189] و هم المتقون.

138 خص: و من کتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي و آله صلوات الله عليه و عليهم تأليف ابي عبد الله محمد بن العباس بن مروان، و علي هذا الکتاب خط السيد رضي الدين علي بن موسي بن طاووس ما صورته: قال النجاشي في کتاب الفهرست، ما هذا لفظه: محمد بن العباس ثقة ثقة في أصحابنا عين سديد، له کتاب المقنع ف ي الفقة، کتاب الدواجن، و قال جماعة من اصحابنا أنه لم يصنف في معناه مثله. [190] .

رواية علي بن موسي بن موسي بن طاووس عن فخار بن معد العلوي و غيره عن شاذان بن جبرئيل عن رجاله و منه قوله عز و جل إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعنقاهم لها خاضعين. [191] .

1 حدثنا علي بن عبد الله بن اسد، عن إبراهيم بن محمد، عن أحمد بن معمر الاسدي، عن محمد بن فضل، عن الکلبي [192] عن ابي صالح، عن ابن عباس في قوله عز و جل إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين.

قال: هذه نزلت فينا و في بني أمية: يکون لنا عليهم دولة فتذل أعناقهم لنا بعد صعوبة، و هو ان بعد عز.

2 حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن بعض اصحابنا، عن ابي بصير، عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز و جل: إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: تخضع لها رقاب بني أمية قال: ذلک بارز عند زوال الشمس، قال: و ذلک علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، يبرز عند زوال الشمس علي رؤوس الناس ساعة حتي يبرز وجهه يعرف الناس حسبه و نسبه.



[ صفحه 110]



ثم قال: أما إني بني أمية ليخبين الرجل منهم إلي جنب شجرة فتقول: هذا رجل من بني أمية فاقتلوه.

3 حدثنا محمد بن [العباس، عن] جعفر بن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن محمد الزيات، عن محمد يعني ابن الجنيد، عن مفضل بن صالح، عن جابر، عن ابي عبد الله الجدلي قال: دخلت علي علي عليه السلام يوما فقال: أنا دابة الارض.

4 حدثنا علي بن أحمد بن حاتم، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، عن خالد بن مخلد، عن عبد الکريم بن يعقوب الجعفي، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا أحدثک ثلاثا قبل أن يدخل علي و عليک داخل؟ [قلت: بلي! فقال]: أنا عبد الله، أنا دابة الارض صدقها وعد لها و أخو نبيها و أنا عبد الله.

الا أخبرک بأنف المهدي و عينه؟ قال: قلت: نعم، فضرب بيده إلي صدره فقال: أنا. [193] .

5 حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح، عن الحسين بن الحسن القاشي، عن علي بن الحکم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن ابي داود عن ابي عبد الله الجدلي قال: دخلت علي علي عليه السلام فقال: أحدثک بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل، قال: قلت: افعل جعلت فداک، قال: أتعرف أنف المهدي و عينه؟ قال: قلت: أنت يا أمير المؤمنين قال: و حاجبا الضلالة [194] تبدو مخازيهما في آخر الزمان؟ قال: قلت: أظن و الله يا أمير المؤمنين أنهما فلان و فلان فقال: الدابة و ما الدابة عدلها و صدقها و موقع بعثها، و الله مهلک من ظلمها و ذکر الحديث.

6 حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسن السلمي، عن أيوب بن



[ صفحه 111]



نوح، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية قال: أتي رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال: حدثني عن الدابة قال: و ما تريد منها؟ قال: أحببت أن أعلم علمها، قال: هي دابة مؤمنة تقرا القرآن و تؤمن بالرحمان و تأکل الطعام، و تمشي في الاسواق.

7 حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن صفوان مثله و زاد في آخره قال: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: هو علي ثکلتک أمک.

8 حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير القرشي، عن يعقوب بن شعيب، عن عمرن بن ميثم أن عباية حدثه أنه کان عند أمير المؤمنين عليه السلام [و هو] يقول: حدثني أخي أنه ختم ألف نبي و إني ختمت ألف وصي و إني کلفت ما لم يکلفوا، و إني لاعلم ألف کلمة ما يعلمها غيري و غير محمد صلي الله عليه و آله مأمنها کلمة إلا مفتاح ألف باب بعد ما تعلمون منها کلمة واحدة، أنکم تقرؤن منها آية واحدة في القرآآ و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم أن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون [195] و ما تدرونها من؟ 9 حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن محمد ابن إسحاق الحضرمي، عن أحمد بن مستنير، عن جعفر بن عثمان و هو عمه قال: حدثني صباح المزني و محمد بن کثير بن بشير بن عميرة الازدي قالا: حدثنا عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي قال: کنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام خامس خمسة و ذکر نحوه.

10 حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، عن عبد الله بن أيوب المخزومي عن يحيي بن أبي بکير، عن أبي حريز، عن علي بن زيد بن جذعان، عن خالد بن أوس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: تخرج دابة الارض و معها عصي موسي عليه السلام و خاتم سليمان عليه السلام تجلو وجه المؤمن بعصا موسي عليه السلام و تسم وجه الکافر بخاتم سليمان عليه السلام.



[ صفحه 112]



11 حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقية، عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: دخلت علي أمير المؤمنين عليه السلام و هو يأکل خبزا و خلا و زيتا فقلت: يا أمير المؤمنين قال الله عز و جل و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم [196] فما هذه الدابة؟ قال: هي دابة تأکل خبزا و خلا و زيتا.

12 حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسي [197] ، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن الفضل بن الزبير، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال لي معاوية: يا معشر الشيعة تزعمون أن عليا عليه السلام دابة الارض؟ فقلت: نحن نقول، و اليهود تقول، فأرسل إلي رأس الجالوت فقال: ويحک تجدون دابة الارض عندم [مکتوبة]؟ فقال: نعم، فقال: ما هي؟ فقال: رجل، فقال: أ تدري ما اسمه؟ قال: نعم، اسمه أليا قال: فالتفت إلي فقال: ويحک يا أصبغ! ما أقرب أليا من عليا. [198] .

13 حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن ابي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اي شيء يقول الناس في هذه الآية و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم فقال: هو أمير المؤمنين عليه السلام.

14 حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح، عن الحسين بن الحسن، عن علي الحکم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سيابة و يعقوب بن شعيب، عن صالح ابن ميثم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: حدثني! قال: فقال: أما سمعت الحديث



[ صفحه 113]



من أبيک؟ قلت: لا، کنت صغيرا، قال: قلت: فأقول فان اصبت قلت: نعم، و إن أخطأت رددتني عن الخطاء قال: ما اشد شرطک قال: قلت فأقول، فإن أصبت سکت و إن أخطأت رددتني، قال: هذا أهون علي.

قلت: تزعم أن عليا عليه السلام دابة الارض.

15 حدثنا حميد بن زياد، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيک، عن عيسي بن هشام، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن صالح بن ميثم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: حدثني، قال: أ ليس قد سمعت [أباک]؟ قلت: هلک أبي و أنا صبي قال: قلت: فأقول فان اصبت سکت و إن أخطأت رددتني عن الخطاء قال: هذا أهون، قال: قلت: فاني أزعم أن عليا دابة الارض، قال: و سکت.

قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: و أراک و الله ستقول إن عليا راجع إلينا و قرأ إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد [199] قال: قلت: و الله قد جعلتها فيما أريد أن أسألک عنها فنسيتها، فقال أبو جعفر عليه السلام: أفلا أخبرک بما هو أعظم من هذا؟ و ما أرسلناک إلا کافة للناس بشيرا و نذيرا [200] لا تبقي أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و أشار بيده إلي آفاق الارض.

16 حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن إبراهيم ابن عبد الحميد، عن أبان الاحمر رفعه إلي أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد.

فقال أبو جعفر عليه السلام: ما أحسب نبيکم صلي الله عليه و آله إلا سبطلع عليکم إطلاعة.

17 حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، عن الحسن بن علي بن مروان، عن سعيد ابن عمار، عن أبي مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد قال: فقال لي: لا و الله لا تنقضي الدنيا



[ صفحه 114]



و لا تذهب يجتمع رسول الله صلي الله عليه و آله و علي بالثوية فيلتقيان و يبنيان بالثوية مسجدا له اثنا عشر ألف باب.

يعني موضعا بالکوفة.

حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن أبي مريم الانصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام و ذکر مثله.

قوله و لنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاکبر. [201] .

18 حدثنا الحسين بن محمد [202] عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العذاب الادني دون العذاب الاکبر الرجعة.

حدثنا الحسين بن محمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العذاب الادني دابة الارض.

19 حدثنا هاشم بن [أبي] خلف، عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيي بن سلمة ابن کهيل، عن أبيه، عن سلمة بن کهيل، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال في خطبة خطبها في حجة الوداع، لاقتلن العمالقة في کتيبة فقال له جبرئيل عليه السلام: أو علي، قال: أو علي بن أبي طالب عليه السلام.

20 محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عمن ذکره، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن جعفر بن محمد، عن کرام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لو کان الناس رجلين لکان أحدهما الامام عليه السلام، و قال: إن آخر من يموت الامام عليه السلام لئلا يحتج أحد علي الله أنه ترکه بغير حجة [لله] عليه. [203] .



[ صفحه 115]



المراد بالامام هنا الذي هو آخر من يموت: الحسين عليه السلام. [204] .

لان الحجة تقوم علي الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه صلي الله عليه و آله [205] علي ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدم من أن الحسين بن علي عليهما السلام هو الذي يغسل المهدي ويحکم بعده في الدنيا ما شاء الله، و يجب علي من يقر لآل محمد صلي الله عليه و عليهم بالامامة و فرض الطاعة، أن يسلم إليهم فيما يقولون، و لا يرد شيئا من حديثهم المروي عنهم إذا لم يخالف الکتاب و السنة.

21 محمد بنعلي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن علي بن أحمد بن موسي الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت للصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله سمعت من أبيک أنه قال: يکون بعد القائم عليه السلام اثنا عشر إماما، فقال: قد قال اثنا عشر مهديا و لم يقل اثنا عشر إماما و لکنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلي موالاتنا و معرفة حقنا.

أعلم هداک الله بهداه أن علم آل محمد ليس فيه اختلاف، بل بعضه يصدق بعضا و قد روينا أحاديث عنهم صلوات عليهم جمة في رجعة الائمة الاثني عشر فکأنه عليه السلام عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص الذي خص الله سبحانه من شاء من خاصته، و تکرم به علي من أراد من بريته، کما قال سبحانه و تعالي ذلک فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم [206] فأوله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينکر قلبه فيکفر.

فقد روي في الحديث عنهم عليهم السلام: ما کل ما يعلم يقال، و لا کل ما يقال حان وقته، و لا کل ما حان وقته حضر أهله، و روي أيضا: لا تقولوا الجبت و الطاغوت و تقولوا الرجعة، فان قالوا: قد کنتم تقولون؟ قولوا الآن لا نقول، و هذا من باب



[ صفحه 116]



التقية التي تعبد الله بها عباده في زمن الاوصياء.

22 و من کتاب البشارة للسيد رضي الدين علي بن طاووس: وجدت في کتاب تأليف جعفر بن محمد بن مالک الکوفي باسناده إلي حمران قال: عمر الدنيا مائة ألف سنة لسائر الناس عشرون ألف سنة و ثمانون ألف سنة لآل محمد عليه و عليهم السلام.

قال السيد رضي الدين رحمه الله: و أعتقد أنني وجدت في کتاب طهرين عبد الله أبسط من هذه الرواية.

أقول: إلي هنا کان مأخوذا من کتاب الحسن بن سليمان و قد روي في کتاب کنز الفوائد الاخبار التي رواها عن محمد بن العباس بإسناده عنه. [207] .

139 خص: من کتاب المشيخة للحسن بن محبوب باسنادي المتصل إليه عن محمد بن سالم، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل [208] قال عليه السلام: هو خاص لاقوام في الرجعة بعد الموت، و يجري في القيامة فبعدا للقوم الظالمين.

140 مل: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن ابي المفضل، عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه قال: کاني بسرير من نور قد وضع و قد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء، مکللة بالجوهر، و کأني بالحسين عليه السلام جالسا علي ذلک السرير، و حوله تسعون ألف قبة خضراء، و کأني بالمؤمنين يزورونه و يسلمون عليه.

فيقول الله عز و جل لهم: أوليائي سلوني! فطالما أوذيتم و ذللتم و اضطهدتم فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا قضيتها لکم، فيکون أکلهم و شربهم من الجنة، فهذه و الله الکرامة.

بيان: سؤال حوائج الدنيا يدل علي أن هذا في الرجعة إذ هي لا تسأل



[ صفحه 117]



في الآخرة.

141 غط، ج: فيما کتب الحميري إلي القائم عليه السلام عن الرجل يقول بالحق و يري المتعة، و يقول بالرجعة إلي آخر ما سيأتي في توقيعاته عليه السلام.

142 ج: فيما خرج من الناحية إلي محمد الحميري علي ما سيأتي: أشهد أنک حجة الله أنتم الاول و الآخر، و أن رجعتکم حق لا ريب فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا. [209] .

143 من کتاب علل الشرائع: لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و کانت عندنا منه نسخة قديمة قال: أخبر الله تعالي نبيه صلي الله عليه و آله في کتابه ما يصيب أهل بيته بعده: من القتل و الغصب و البلاء، ثم يردهم إلي الدنيا و يقتلون أعداءهم و يملکهم الارض، و هو قوله تعالي و لقد کتبنا في الزبور من بعد الذکر أن الارض يرثها عبادي الصالحون [210] و قوله وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات الآية. [211] .

144 و في رسالة سعد بن عبد الله في أنواع آيات القرآن برواية ابن قولويه و کانت نسخة قديمة منها عندنا قال أبو جعفر عليه السلام: نزل جبرئيل بهذه الآية هکذا فإن للظالمين آل محمد حقهم عذابا دون ذلک و لکن أکثر الناس لا يعلمون [212] يعني عذابا في الرجعة.

145 قب: قال الرضا عليه السلام: في قوله تعالي أخرجنا لهم دابة من الارض تکلمهم قال علي عليه السلام. [213] .

146 قب: أبو عبد الله الجدلي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا دابة الارض. [214] .



[ صفحه 118]



147 شيء: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: أموات أحياء يعني کفار مؤمنين و أما قوله و ما يشعرون أيان يبعثون [215] فانه يعني أنهم لا يؤمنون و أنهم يشرکون إلهکم إله واحد فانه کما قال الله و أما قوله: و الذين لا يؤمنون فانه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق.

شيء: عن ابي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.

148 فر: عبد الرحمن بن محمد العلوي معنعنا، عن ابن عباس في قوله تعالي و النهار إذا جليها [216] قال يعني الائمة منا أهل البيت يملکون الارض في آخر الزمان فيملؤنها عدلا و قسطا.

149 تفسير النعماني: فيما رواه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: و أما الرد علي من أنکر الرجعة فقول الله عز و جل و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون [217] أي إلي الدنيا فأما معني حشر الآخرة فقوله عز وجل و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [218] و قوله سبحانه: و حرام علي قرية أهلکناها أنهم لا يرجعون في الرجعة فأما في القيامة، فهم يرجعون.

و مثل قوله تعالي و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتکم من کتاب و حکمة ثم جاءکم رسول مصدق لما معکم لتؤمننم به و لتنصرنه [219] و هذا لا يکون إلا في الرجعة.



[ صفحه 119]



و مثله ما خاطب الله به الائمة، و وعدهم من النصر و الانتقام من أعدائهم فقال سبحانه: وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات إلي قوله لا يشرکون بي شيئا [220] و هذا إنما يکون إذا رجعوا إلي الدنيا.

و مثل قوله تعالي و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين [221] و قوله سبحانه إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد [222] أي رجعة الدنيا.

و مثله قوله: ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [223] و قوله عز و جل و اختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا [224] فردهم الله تعالي بعد الموت إلي الدنيا و شربوا و نکحوا و مثله خبر العزيز.

150 ير: عبد الله بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن بعض من رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين إني لصاحب العصا و الميسم الخبر. [225] .

151 ير: أحمد بن محمد و عبد الله بن عامر، عن ابن سنان، عن المفصل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين، أنا صاحب العصا و الميسم. [226] .

152 ير: أبو الفضل العلوي، عن سعد بن عيسي، عن إبراهيم بن الحکم ابن ظهير، عن أبيه، عن شريک بن عبد الله، عن عبد الاعلي، عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أنا صاحب الميسم، و أنا الفاروق الاکبر، و أنا صاحب الکرات، و دولة الدول الخبر. [227] .



[ صفحه 120]



153 قب: عن الباقر عليه السلام في شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام علي يدي تقوم الساعة قال: يعني الرجعة قبل القيامة، ينصر الله بي و بذريتي المؤمنين [228] .

154 فس: جعفر بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي، عن ابن البطائني، عن أبيه عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي إنهم يکيدون کيدا [229] قال: کادوا رسول الله صلي الله عليه و آله و کادوا عليا عليه السلام و کادوا فاطمة عليها السلام فقال الله: يا محمد إنهم يکيدون کيدا و أکيد کيدا فمهل الکافرين يا محمد أمهلهم رويدا لو قد بعث القائم عليه السلام فينتقم لي من الجبارين و الطواغيت من قريش و بني أمية و سائر الناس.

155 کنز: محمد بن العباس، عن علي بن محمد، عن أبي جميلة، عن الحلبي و رواه ايضا، عن علي بن الحکم، عن أبان بن عثمان، عن الفضل بن العباس، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها قال: في الرجعة و لا يخاف عقباها [230] قال: لا يخاف من مثلها إذا رجع.

أقول: قد مضي تمامه و شرحه في باب غرائب التأويل فيهم عليهم السلام.

156 کنز: في تفسير أهل البيت عليهم السلام قال: حدثنا بعض اصحابنا عن محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن نجيح قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام قوله عز و جل کلا سوف تعلمون ثم کلا سوف تعلمون [231] قال يعني مرة في الکرة و مرة أخري يوم القيامة.

157 کنز: روي مرفوعا بالاسناد إلي محمد بن خالد، عن ابن سماعة، عن عبد الله القاسم، عن محمد بن يحيي، عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلک اليوم الذي کانوا يوعدون [232] قال: يعني يوم خروج القائم عليه السلام.



[ صفحه 121]



158 کش: قال أحمد بن علي بن کلثوم: کان أحکم بن بشار إذا ذکر عنده الرجعة فأنکرها فنقول أحد المکذبين.

159 کش: أحمد بن علي القمي، عن إدريس بن أيوب، عن الحسين ابن سعيد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جابر يعلم قول الله عز و جل إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد. [233] .

160 کش: بهذا الاسناد، عن الحسين، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم و زرارة قالا: سألنا ابا جعفر عليه السلام عن أحاديث نرواها عن جابر، فقلنا: مالنا و لجابر؟ فقال: بلغ من إيمان جابر أنه کان يقرأ هذه الآية إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد.

کش: بهذا الاسناد: عن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن ابن أذينة عن زرارة مثله.

161 کتاب صفات الشيعة للصدوق: عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ابي عبد الله البرقي بإسناده، عن الصادق عليه السلام قال: من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمنم و ذکر منها الايمان بالرجعة.

و روي أيضا فيه، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام قال: من أقر بتوحيد الله و ساق الکلام إلي أن قال: و أقر بالرجعة و المتعتين، و آمن بالمعراج و المسألة في القبر، و الحوض و الشفاعة، و خلق الجنة و النار، و الصراط و الميزان، و البعث و النشور، و الجزاء و الحساب، فهو مؤمن حقا و هو من شيعتنا أهل البيت.



[ صفحه 122]



(تذييل) أعلم يا أخي! أني لا أظنک ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت لک في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الاعصار، و اشتهرت بينهم کالشمس في رابعة النهار، حتي نظموها في أشعارهم، و احتجوا بها علي المخالفين في جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم في ذلک، و أثبتوه في کتبهم و أسفارهم.

منهم الرازي و النيسابوري و غيرهما و قد مر کلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الامامية في ذلک [234] و لو لا مخافة التطويل من طائل لاوردت کثيرا من کلماتهم في ذلک.

و کيف يشک مؤمن بحقية الائمة الاطهار عليهم السلام فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح، رواها نيف و أربعون من الثقات العظام، و العلماء الاعلام، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم کثقة الاسلام الکليني، و الصدوق محمد ابن بابويه، و الشيخ ابي جعفر الطوسي، و السيد المرتضي، و النجاشي، و الکشي و العياشي، و علي بن إبراهيم، و سليم الهلالي، و الشيخ المفيد، و الکراجکي و النعماني، و الصفار، و سعد بن عبد الله، و ابن قولويه، و علي بن محمد الحميد و السيد علي بن طاووس، و ولده صاحب کتاب زوائد الفوائد، و محمد بن علي بن



[ صفحه 123]



إبراهيم، و فرات بن إبراهيم، و مؤلف کتاب التنزيل و التحريف، و أبي الفضل الطبرسي، و إبراهيم بن محمد الثقفي، و محمد بن العباس بن مروان، و البرقي و ابن شهر آشوب، و الحسن بن سليمان.

و القطب الراوندي، و العلامة الحلي و السيد بهاء الدين علي بن عبد الکريم، و أحمد بن داود بن سعيد، و الحسن بن علي بن أبي حمزة، و الفضل بن شاذان، و الشيخ الشهيد محمد بن مکي، و الحسين بن حمدان، و الحسن بن محمد بن جمهور العمي مؤلف کتاب الواحدة، و الحسن ابن محبوب، و جعفر بن محمد بن مالک الکوفي، و طهر بن عبد الله، و شاذان بن جبرئيل، و صاحب کتاب الفضائل، و مؤلف کتاب العتيق، و مؤلف کتاب الخطب و غيرهم من مؤلفي الکتب التي عندنا، و لم نعرف مولفه علي التعيين، و لذا لم ننسب الاخبار إليهم، و إن کان بعضها موجودا فيها.

و إذا لم يکن مثل هذا متواترا ففي اي شيء يمکن دعوي التواتر، مع ما روته کافة الشيعة خلفا عن سلف.

و ظني أن من يشک في أمثالها فهو شاک في أئمة الدين، و لا يمکنه إظهار ذلک من بين المؤمنين، فيحتال في تخريب الملة القويمة، بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين، و تشکيکات الملحدين يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو کره المشرکون.

و لنذکر لمزيد التشييد و التأکيد اسماء بعض من تعرض لتأسيس هذا المدعي و صنف فيه أو احتج علي المنکرين، أو خاصم المخالفين.

سوي ما ظهر مما قدمنا في ضمن الاخبار، و الله الموفق.

فمنهم أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني، قال الشيخ في الفهرست: له کتاب المتعة و الرجعة.

و منهم الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، وعد النجاشي من جملة کتبه کتاب الرجعة.

و منهم الفضل بن شاذان النيسابوري، ذکر الشيخ في الفهرست و النجاشي



[ صفحه 124]



أن له کتابا في إثبات الرجعة.

و منهم الصدوق محمد بن علي بن بابويه، فانه عد النجاشي من کتبه کتاب الرجعة.

و منهم محمد بن مسود العياشي ذکر الشيخ و النجاشي في الفهرست کتابه في الرجعة.

و منهم الحسن بن سليمان علي ما روينا عنه الاخبار. [235] .

و أما سائر الاصحاب فانهم ذکروها فيما صنفوا في الغيبة، و لم يفردوا لها رسالة و أکثر اصحاب الکتب من اصحابنا أفردوا کتابا في الغيبة، و قد عرفت سابقا من روي ذلک من عظماء الاصحاب و أکابر المحدثين الذين ليس في جلالتهم شک و لا ارتياب.

و قال العلامة رحمه الله في خلاصة الرجال، في ترجمة ميسر بن عبد العزيز: و قال العقيقي: أثني عليه آل محمد، و هو ممن يجاهد في الرجعة انتهي.

أقول: قيل: المعني أنه يرجع بعد موته مع القائم عليه السلام، و يجاهد معه و الاظهر عندي أن المعني أنه کان يجادل مع المخالفين و يحتج عليهم في حقية الرجعة.

و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي: في قوله تعالي و إذا وقع القول عليهم [236] اي وجب العذاب و الوعيد عليهم، و قيل معناه: إذا صاروا بحيث لا يفلح أحد منهم و لا أحد بسببهم، و قيل: إذا غضب الله عليهم، و قيل: إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة، أخرجنا لهم دابة من الارض تخرج بين الصفا و المروة، فتخبر المؤمن بأنه مؤمن، و الکافر بأنه کافر، و عند ذلک يرتفع التکليف، و لا تقبل التوبة



[ صفحه 125]



و هو علم من إعلام الساعة، و قيل: لا يبقي مؤمن إلا مسحته، و لا يبقي منافق إلا خطمته تخرج ليلة جمع، و الناس يسيرون إلي مني عن ابن عمر.

و روي محمد بن کعب القرظي قال: سئل علي صلوات الرحمن عليه عن الدابة فقال: أما و الهل ما لها ذنب و إن لها للحية.

و في هذا إشارة إلي أنها من الانس.

و روي عن ابن عباس أنها دابة من دواب الارض لها زغب و ريش، و لها اربع قوائم.

و عن حذيفة عن النبي صلي الله عليه و آله قال: دابة الارض طولها ستون ذراعا لا يدرکها طالب، و لا يفوتها هارب، فتسم المؤمن بين عينيه، فتکتب بين عينيه مؤمن و تسم الکافر بين عينيه فتکتب بين عينيه کافر و معها عصا موسي، و خاتم سليمان عليهما السلام فتجلو وجه المؤمن بالعصا، و تحطم أنف الکافر بالخاتم، حتي يقال: يا مؤمن و يا کافر.

و روي عن النبي صلي الله عليه و آله أنه يکون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجا بأقصي المدينة، فيفشو ذکرها في البادية، و لا يدخل ذکرها القرية، يعني مکة ثم تمکث زمانا طويلا، ثم تخرج خرجه أخري قريبا من مکة، فيفشو ذکرها في البادية، و يدخل ذکرها القرية، يعني مکة.

ثم صار الناس يوما في أعظم المساجد علي الله حرمة، و أکرمها علي الله، يعني المسجد الحرام، لم ترعهم [237] إلا و هي في ناحية المسجد، تدنوا [و ترغو] [238] ما بين الرکن الاسود إلي باب بني مخزوم، عن يمين الخارج، في وسط من ذلک فيرفض الناس عنها، و تثبت لها عصابة عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم



[ صفحه 126]



تنفض رأسها من التراب فمرت بهم، فجلت عن وجوههم، حتي ترکتها کأنها الکوکب الدري ثم ولت في الارض لا يدرکها طالب، و لا يعجزها هارب.

حتي أن الرجل يقوم فيتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي؟ فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه، فيتجاور الناس في ديارهم و يصطحبون في أسفارهم، و يشترکون في الاموال يعرف المؤمن من الکافر، فيقال للمؤمن يا مؤمن و للکافر يا کافر. [239] .

و روي عن وهب أنه قال: وجهها وجه رجل، و سائر خلقها خلق الطير، و مثل ذلک لا يعرف إلا من النبوات الالهية.

و قوله تکلمهم أي تکلمهم بما يسوءهم و هو أنهم يصيرون إلي النار بلسان يفهمونه.

و قيل تحدثهم بأن هذا مؤمن و هذا کافر، و قيل: بان تقول لهم: إن الناس کانوا بآياتنا لا يوقنون، و هو الظاهر.

و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون أي يدفعون، و قيل يحبس أولهم علي آخرهم.

و استدل بهذه الآية علي صحة الرجعة، من ذهب إلي ذلک من الامامية بأن قال: دخول من في الکلام يوجب التبعيض، فدل ذلک علي أن اليوم المشار إليه يحشر فيه قوم دون قوم، و ليس ذلک صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه: و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا. [240] .

و قد تظاهرت الاخبار عن الائمة الهدي من آل محمد عليه و عليهم السلام بأن الله سيعيد عند قيام القائم قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته، ليفوزوا بثواب نصرته و معونته، و يبتهجوا بظهور دولته، و يعيد ايضا قوما من أعدائه لينتقم منهم



[ صفحه 127]



و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل، علي أيدي شيعته، و ليبتلوا بالذل و الخزي، بما يشاهدون من علو کلمته.

و لا يمتري عاقل أن هذا مقدور لله تعالي مستحيل في نفسه، و قد فعل الله ذلک في الامم الخالية، و نطق القرآن بذلک في عدة مواضع مثل قصة عزير و غيره علي ما فسرناه في موضعه، و صح عن النبي صلي الله عليه و نله قوله سيکون في أمتي کل ما کان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، و القذة بالقذة حتي لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه.

علي أن جماعة من العلماء تأولوا ما ورد من الاخبار في الرجعة علي رجوع الدولة و الامر و النهي، دون رجوع الاشخاص لما ظنوا أن الرجعة تنافي التکليف و ليس کذلک، لانه ليس فيها ما يلجئ إلي فعل الواجب، و الامتناع من القبيح، و التکليف يصح معها کما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة کفلق البحر، و قلب العصا ثعبانا و ما أشبه ذلک.

و لان الرجعة لم يثبت بظواهر الاخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها و إنما المعول في ذلک علي إجماع الشيعة الامامية و إن کانت الاخبار تعضده و تؤيده انتهي.

أقول: استدل الشيخ في تفسيره التبيان ايضا علي مذهب القائلين بالرجعة و إنما ذکرنا هذا الکلام بطوله لکثرة فوائده، و ليعلم أقوال المخالفين في الدابة و أنه يظهر من أخبارهم أيضا أن الدابة تکون صاحب العصا و الميسم، و قد رووا ذلک في جميع کتبهم، و ليعلم المراد مما استفيض عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه ذکر في المواطن الکثيرة، أنا صاحب العصا و الميسم.

و روي الزمخشري في الکشاف أنها تخرج من الصفا، و معها عصا موسي و خاتم سليمان، فتضرب المؤمن في مسجده، أو فيما بين عينيه بعصا موسي، فتنکت نکتة بيضاء فتفشو تلک النکتة في وجهه حتي يضيئ لها وجهه کأنه کوکب دري و تکتب بين عينيه مؤمن، و تنکت الکافر بالخاتم في أنفه فتفشو النکتة حتي يسود



[ صفحه 128]



لها وجهه و تکب بين عينيه کافر.

ثم قال: و قرئ تکلمهم من الکلم و هو الجرح.

و المراد به الوسم بالعصا و الخاتم، و يجوز أن يستدل بالتخفيف علي أن المراد بالتکليم التجريح انتهي.

و قال الصدوق رحمه الله في رسالة العقائد: عتقادنا في الرجعة أنها حق و قد قال الله عز و جل: ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [241] کان هؤلاء سبعين ألف بيت، و کان يقع فيهم الطاعون کل سنة، فيخرج الاغنياء لقوتهم، و يبقي الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون، و يکثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما اصابنا الطاعون.

و يقول الذين خرجوا: لو أقمنا لاصابنا کما اصابهم.

فأجمعوا علي أن يخرجوا جميعا من ديارهم، إذا کان وقت الطاعون فخرجوا بأج معهم فنزلوا علي شط بحر، فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله: موتوا! فماتوا جميعا فکنستهم المارة عن الطريق، فبقوا بذکل ما شاء الله تعالي.

ثم مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا، فقال: لو شئت يا رب لاحييتهم فيعمروا بلادک، و يلدوا عبادک، و عبدوک مع من يعبدک، فأوحي الله تعالي إليه: أ فتحب أن أح ييهم لک؟ قال: نعم، فأحياهم الله له، و بعثهم معه، فهؤلاء ماتوا و رجعوا إلي الدنيا ثم ماتوا بآجالهم.

و قال الله عز و جل أو کالذي مر علي قرية و هي خاوية علي عروشها قال أني يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال کم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلي طعامک و شرابک لم يتسنه و انظر إلي حمارک و لنجعلک آية للناس و انظر إلي العطام کيف ننشرها ثم نکسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله علي کل شيء قدير [242] فهذا مات مائة سنة و رجع إلي الدنيا و بقي فيها، ثم مات بأجله و هو عزير.



[ صفحه 129]



و قال الله تعالي في قصة المختارين من قوم موسي لميقات ربه ثم بعثناکم من بعد موتکم لعلکم تشکرون [243] ذلک.

لما سمعوا کلام الله قالوا لا نصدق حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة [244] بظلمهم فماتوا فقال موسي عليه السلام يا رب ما أقول ببني إسرائيل إذا رجعت إليهم؟ فأحياهم الله له، فرجعوا إلي الدنيا فأکلوا و شربوا و نکحوا النساء، و ولد لهم الاولاد ثم ماتوا بآجالهم.

و قال الله عز و جل لعيسي عليه السلام و إذ تحيي الموتي باذني [245] و جميع الموتي الذين أحياهم عيسي عليه السلام بإذن الله، رجعوا إلي الدنيا و بقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم.

و أصحاب الکهف لبثوا في کهفهم ثلاث مائة سنين و ازدادوا تسعا [246] ثم بعثهم الله فرجعوا إلي الدنيا ليسألوا بينهم و قصتهم معروفة.

فان قال قائل: إن الله عز و جل قال و تحسبهم أيقاظا و هم رقود قيل له: فانهم کانوا موتي و قد قال الله عز و جل قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون [247] و إن قالوا کذلک فانهم کانوا موتي و مثل هذا کثير.

إن الرجعة کانت في الامم السالفة، و قال النبي صلي الله عليه و آله: يکون في هذه الامة مثل ما يکون في الامم السالفة حذو النعل بالنعل، و القذة بالقذة، فيجب علي هذا الاصل أن يکون في هذه الامة رجعة.



[ صفحه 130]



و قد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسي بن مريم فصلي خلفه و نزوله إلي الارض رجوعه إلي الدنيا بعد موته لان الله تعالي قال: إني متوفيک و رافعک إلي. [248] .

و قال عز و جل و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [249] و قال عز و جل و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا [250] فاليوم الذي يحشر فيه الجميع اليوم الذي يحشر فيه فوج.

و قال الله عز و جل و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا و لکن أکثر الناس لا يعلمون [251] يعني في الرجعة و ذلک أنه يقول: ليبين لهم الذي يختلفون فيه و التبيين يکون في الدنيا لا في الآخرة و سأجرد في الرجعة کتابا أبين فيها کيفيتها، و الدلالة علي صحة کونها إن شاء الله.

و القول بالتناسخ باطل، و من دان بالتناسخ فهو کافر، لان في التناسخ إبطال الجنة و النار.

و قال الشيخ المفيد في أجوبة المسائل العکبرية حين سئل عن قوله تعالي إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحيوة الدنيا [252] و أجاب بوجوه فقال: و قد قالت الامامية: إن الله تعالي ينجز الوعد بالنصر للاولياء قبل الآخرة عند قيام القائم و الکرة التي وعد بها المؤمنين في العاقبة.

و روي قدس الله روحه في کتاب الفصول عن الحارث بن عبد الله الربعي أنه قال: کنت جالسا في مجلس المنصور، و هو بالجسر الاکبر، و سوار القاضي عنده و السيد الحميري ينشده: إن الاله الذي لا شيء ء يشبهه آتاکم الملک للدنيا و للدين آتاکم الله ملکا لا زوال له حتي يقاد إليکم صاحب الصين و صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترک محبوس علي هون



[ صفحه 131]



حتي أتي علي القصيدة و المنصور مسرور، فقال سوار: إن هذا و الله يا أمير المؤمنين يعطيک بلسانه ما ليس في قلبه، و الله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيرکم، و إنه لينطوي علي عداوتکم، فقال السيد: و الله إنه لکاذب، و إنني في مدحتک لصادق، و إنه حمله الحسد إذ رآک علي هذه الحال، و إن انقطاعي إليکم و مودتي لکم أهل البيت لمعرق فينا من أبوي، و إن هذا و قومه لاعداؤکم في الجاهلية و الاسلام، و قد أنزل الله عز و جل علي نبيه صلي الله عليه و آله في أهل بيت هذا: إن الذين ينادونک من وراء الحجرات أکثرهم لا يعقلون. [253] .

فقال المنصور: صدقت فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة، و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة فيهما، فقال السيد: أما قوله إني أقول بالرجعة، فاني أقول بذلک علي ما قال الله تعالي و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون [254] و قد قال في موضع آخر و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [255] فعلمنا أن ههنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص، و قال سبحانه ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل [256] و قال تعالي فأماته الله مائة عام ثم بعثه [257] و قال تعالي ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [258] فهذا کتاب الله.

و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يحشر المتکبرون في صورة الذر يوم القيامة و قال صلي الله عليه و آله: لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا و يکون في أمتي مثله، حتي الخسف و المسخ و القذف، و قال حذيفة: و الله ما أبعد أن يمسخ الله عز و جل کثيرا من هذه الامة قردة و خنازير.

فالرجعة التي أذهب إليها ما نطق به القرآآ، و جاءت به السنة، و إني



[ صفحه 132]



لاعتقد أن الله عز و جل يرد هذا يعني سوارا إلي الدنيا کلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فانه و الله متجبر متکبر کافر.

قال: فضحک المنصور و أنشأ السيد يقول: جاثيت.



سوارا أبا شملة

عند الامام الحاکم العادل



إلي آخر الابيات.

و قال رحمه الله في الکتاب المذکور: سأل بعض المعتزلة شيخا من أصحابنا الامامية، و أنا حاضر في مجلس فيهم جماعة کثيرة من أهل النظر و المتفقهة، فقال له: إذا کان من قولک أن الله عز و جل يرد الاموات إلي دار الدنيا قبل الآخرة عند القائم، ليشفي المؤمنين کما زعمتم من الکافرين، و ينتقم لهم منهم کما فعل ببني إسرائيل فيما ذکرتموه، حيث تتعلقون بقوله تعالي: ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا [259] فخبرني ما الذي يؤمنک أن يتوب يزيد و شمر و عبد الرحمن بن ملجم، و يرجعوا عن کفرهم و ضلالهم و يصيروا في تلک الحال إلي طاعة الامام، فيجب عليک ولاتهم، و القطع بالثواب لهم، و هذا نقض مذاهب الشيعة.

فقال الشيخ المسؤل: القول بالرجعة إنما قلته من طريق التوقيف، و ليس للنظر فيه مجال، و أنا لا أجيب عن هذا السوأل لانه لا نص عندي فيه، و ليس يجوز لي أن أتکلف من جهة النص الجواب فشنع السائل و جماعة المعتزلة عليه بالعجز و الانقطاع.

فقال الشيخ أيده الله فأقول أنا: إن عن هذا السوأل جوابين أحدهما أن العقل لا يمنع من وقوع الايمان ممن ذکره السائل، لانه يکون إذ ذاک قادرا عليه و متمکنا منه، و لکن السمع الوارد عن أئمة الهدي عليهم السلام بالقطع عليهم بالخلود في النار، و التدين بلعنهم و البراءة منهم إلي آخر الزمان منع من الشک في حالهم، و أوجب القطع علي سوء اختيارهم فجروا في هذا



[ صفحه 133]



الباب مجري فرعون و هامان و قارون، و مجري من قطع الله عز و جل علي خلوده في النار، ودل القطع علي أنهم لا يختارون أبدا الايمان ممن قال الله تعالي و لو أننا نزلنا إليهم الملائکة و کلمهم الموتي و حشرنا عليهم کل شيء قبلا ما کانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله [260] يريد إلا أن يلجئهم الله و الذين قال الله تعالي فيهم إن شر الدواب عند الله الصم البکم الذين لا يعقلون و لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون. [261] .

ثم قال جل قائلا في تفصيلهم و هو يوجه القول إلي إبليس لاملان جهنم منک و ممن تبعک منهم أجمعين [262] و قوله تعالي و إن عليک لعنتي إلي يوم الدين [263] و قوله تعالي تبت يدا ابي لهب و تب ما أغني عنه ماله و ما کسب سيصلي نارا ذات لهب فقطع بالنار عليه و أمن من انتقاله إلي ما يوجب له الثواب، و إذا کان الامر علي ما وصفناه، بطل ما توهمتموه علي هذا الجواب.

و الجواب الآخر أن الله سبحانه إذا رد الکافرين في الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة، وجروا في ذلک مجري فرعون لما أدرکه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين قال الله سبحانه له الآن و قد عصيت قبل و کنت من المفسدين [264] فرد الله عليه إيمانه و لم ينفعه في تلک الحال ندمه و اقلاعه، و کأهل الآخرة الذين لا يقبل الله لهم توبة و لا ينفعهم ندم لانهم کالملجئين إذ ذاک إلي الفعل، و لان الحکمة تمنع من قبول التوبة أبدا، و يوجب اختصاص بعض الاوقات بقبولها دون بعض.

و هذا هو الجواب الصحيح، علي مذهب أهل الامامة، و قد جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد صلي الله عليه و آله فروي عنهم في قوله تعالي يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون [265] فقالوا: إن هذه الآية هو القائم عليه السلام فإذا ظهر لم يقبل توبة



[ صفحه 134]



المخالف، و هذا يسقط ما اعتمده السائل.

سؤال: فان قالوا: في هذا الجواب ما أنکرتم أن يکون الله تعالي علي ما أصلتموه قد أغري عباده بالعصيان، و أباحهم الهرج و المرج و الطغيان، لانهم إذا کانوا يقدرون علي الکفر و أنواع الضلال، و قد يئسوا من قبول التوبة لم يدعهم داع إلي الکف عما في طباعهم، و لا انزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلي النفع العاجل و من وصف الله تبارک و تعالي باغراء خلقه بالمعاصي، و إباحتهم الذنوب، فقد أعظم الفرية عليه.

جواب: قيل لهم: ليس الامر علي ما ظننتموه، و ذل أنا لدواعي لهم إلي المعاصي ترتفع إذ ذاک، و لا يحصل لهم داع إلي قبيح علي وجه من الوجوه و لا سبب من الاسباب لانهم يکونون قد علموا بما سلف لهم من العذاب وقت الرجعة علي خلاف أئمتهم عليهم السلام و يعلمون في الحال أنهم معذبون علي ما سبق لهم من العصيان و أنهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب، و لا يکون لهم عند ذلک طبع يدعوهم إلي ما يتزايد عليهم به العذاب، بل يتوفر لهم دواعي الطباع و الخواطر، کلها إلي إظهار الطاعة، و الانتقال عن العصيان.

و ان لزمنا هذا السوأل لزم جميع أهل الاسلام مثله في أهل الآخرة و حالهم في إبطال توبتهم و کون ندمهم مقبول، فمهما أجاب الموحدون لمن ألزمهم ذلک فهو جوابنا بعينه.

سؤال آخر: و إن سألوا علي المذهب الاول و الجواب المتقدم، فقالوا: کيف يتوهم من القوم الاقامة علي العناد، و الاصرار علي الخلاف، و قد عاينوا فيما تزعمون عقاب القبور، وحل بهم عند الرجعة العذاب علي ما تزعمون أنهم مقيمون عليه، و کيف يصح أن يدعوهم الدواعي إلي ذلک، و يخطر لهم في فعله الخواطر ما أنکرتم أن تکونوا في هذه الدعوي مکابرين.

جواب: قيل لهم: يصح ذلک علي مذهب من أجاب بما حکيناه من أصحابنا بأن يقول: ان جميع ما عددتموه لا يمنع من دخول البهة عليهم في استحسان



[ صفحه 135]



الخلاف، لان القوم يظنون أنهم إنما بعثوا بعد الموت تکرمة لهم، و ليلوا الدنيا کما کانوا، و يظنون أن ما اعتقدوه في العذاب السالف لهم کان غلطا منهم، و إذا حل بهم العقاب ثانية توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلک ليس من طريق الاستحقاق، و أنه من الله تعالي، لکنه کما يکون الدول، و کما حل بالانبياء عليهم السلام.

و لاصحاب هذا الجواب أن يقولوا ليس ما ذکرناه في هذا الباب بأعجب من کفر قوم موسي عليه السلام و عبادتهم العجل، و قد شاهدوا منه الآيات، و عاينوا ما حل بفرعون و ملائه علي الخلاف، و لا هو بأعجب من اقامة أهل الشرک علي خلاف رسول الله صلي الله عليه و آله و هم يعلمون عجزهم عن مثل ما أتي به من القرآآ، و يشهدون معجزاته و آياته عليه السلام و يجدون مخبرات أخباره علي حقائقها من قوله تعالي سيهزم الجمع و يولون الدبر [266] و قوله عز و جل: لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله آمنين [267] و قوله عز و جل: ألم غلبت الروم في أدني الارض و هم من بعد غلبهم سيغلبون [268] و ما حل بهم من العقاب بسيفه عليه السلام و هلاک کل من توعده بالهلاک، هذا و فيمن أظهر الايمان به المنافقون ينضافون في خلافه إلي أهل الشرک و الضلال.

علي أن هذا السوأل، لا يسوغ لاصحاب المعارف من المعتزلة، لانهم يزعمون أن أکثر المخالفين علي الانبياء کانوا من أهل العناد و أن جمهور المظهرين الجهل بالله تعالي يعرفونه علي الحقيقة، و يعرفون أنبياءه و صدقهم، و لکنهم في الخلاف علي اللجاجة و العناد، فلا يمتنع أن يکون الحکم في الرجعة و أهلها علي هذا الوصف الذي حکيناه و قد قال الله تعالي: و لو تري إذ وقفوا علي النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نکذب بآيات ربنا و نکون من المؤمنين بل بدا لهم ما کانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لکاذبون. [269] .



[ صفحه 136]



فأخبر سبحانه أن أهل العقاب لو ردهم إلي الدنيا لعادوا إلي الکفر و العناد مع ما شاهدوا في القبور و في المحشر من الاهوال و ما ذواقوا من أليم العذاب.

و قال رحمه الله في الارشاد عند ذکر علامات ظهور القائم عليه السلام: و أموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا إلي الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون.

و في المسائل السروية أنه سئل الشيخ قدس الله روحه عما يروي عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في الرجعة، و ما معني قوله: ليس منا من لم يقل بمتعتنا و يؤمن برجعتنا [270] أ هي حشر في الدنيا مخصوص للمؤمن أو لغيره من الظلمة الجبارين قبل يوم القيامة.

فکتب الشيخ رحمه الله بعد الجواب عن المتعة و أما قوله عليه السلام من لم يقل برجعتنا فليس منا فانما أراد بذلک ما يختصه من القول به في أن الله تعالي يحشر قوما من أمة محمد صلي الله عليه و آله بعد موتهم قبل يوم القيامة، و هذا مذهب يختص به آل محمد صلي الله عليه و آله، و القرآن شاهد به، قال الله عز و جل في ذکر الحشر الاکبر يوم القيامة: و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [271] و قال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة: و يوم نحشر من کل أمة فوجا ممن يکذب بآياتنا فهم يوزعون [272] فأخبر أن الحشر حشران: عام و خاص.



[ صفحه 137]



و قال سبحانه مخبرا عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الاکبر ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل [273] و للعامة في هذه الآية تأويل مردود، و هو أن قالوا: إن المعني بقوله ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين أنه خلقهم أمواتا، ثم أماتهم بعد الحياة، و هذا باطل لا يستمر علي لسان العرب، لان الفعل لا يدخل إلا علي من کان بغير الصفة التي انطوي اللفظ علي معناها، و من خلقه الله أمواتا لا يقال أماته، و إنما يقال ذلک فيمن طرء عليه الموت بعد الحياة، کذلک لا يقال أحيا الله ميتا إلا أن يکون قد کان قبل إحيائه ميتا [274] و هذا بين لمن تأمله.

و قد زعم بعضهم أن المراد بقوله ربنا أمتنا اثنتين الموتة التي تکون بعد حياتهم في القبور لل مسألة فتکون الاولي قبل الاقبار، و الثانية بعده، و هذا أيضا باطل من وجه آخر و هو أن الحياة لل مسألة ليست للتکليف فيندم الانسان علي ما فاته في حاله، و ندم القوم علي ما فاتهم في حياتهم المرتين يدل علي أنه لم يرد حياة المسألة لکنة أراد حياة الرجعة، التي تکون لتکليفهم الندم علي تفريطهم، فلا يفعلون ذلک فيندمون يوم العرض علي ما فاتهم من ذلک. [275] .

فصل: و الرجعة عندنا يختص بمن محض الايمان و محض الکفر، دون من سوي هذين الفريقين، فإذا أراد الله تعالي علي ما ذکرناه أوهم الشياطين أعداء الله عز و جل أنهم إنما ردوا إلي الدنيا لطغيانهم علي الله، فيزدادوا عتوا، فينتقم الله تعالي



[ صفحه 138]



منهم بأوليائه المؤمنين، و يجعل لهم الکرة عليهم، فلا يبقي منهم إلا من هو مغموم بالعذاب، و النقمة و العقاب، و تصفو الارض من الطغاة، و يکون الدين لله تعالي.

و الرجعة إنما هي لممحضي الايمان من أهل الملة، و ممحضي النفاق منهم دون من سلف من الامم الخالية.

فصل: و قد قال قوم من المخالفين لنا: کيف يعود کفار الملة بعد الموت إلي طغيانهم و قد عاينوا عذاب الله تعالي في البرزخ، و تيقنوا بذلک أنهم مبطلون، فقلت لهم: ليس ذلک بأعجب من الکفار الذين يشاهدون في البرزخ ما يحل بهم من العذاب و يعلمونه ضرورة، بعد الموافقة لهم و الاحتجاج عليهم بضلالهم في الدنيا فيقولون: يا ليتنا نرد و لا نکذب بآيات ربنا و نکون من المؤمنين [276] فقال الله عز و جل بل بدا لهم ما کانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لکاذبون فلم يبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة يتعلق بها فيما ذکرناه و المنة لله.

و قال السيد الشريف المرتضي رضي الله عنه و حشره مع آبائه الطاهرين في أجوبة المسائل التي وردت عليه من بلد الري حيث سألوا عن حقيقة الرجعة، لان شذاذ الامامية يذهبون إلي أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم عليه السلام من دون رجوع أجسامهم: الجواب: أعلم أن الذي تذهب الشيعة الامامية إليه أن الله تعالي يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي عليه السلام قوما ممن کان قد تقدم موته من شيعته، ليفوزوا بثواب نصرته و معونته، و مشاهدة دولته، و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق، و علو کلمة أهله.

و الدلالة علي صحة هذا المذهب أن الذي ذهبوا إليه مما لا شبهة علي عاقل في أنه مقدور لله تعالي، مستحيل في نفسه، فانا نري کثيرا من مخالفينا ينکرون الرجعة إنکار من يراها مستحيلة مقدورة، و إذا ثبت جواز الرجعة



[ صفحه 139]



و دخولها تحت المقدور، فالطريق إلي إثباتهاإجماع الامامية علي وقوعها، فانهم لا يختلفون في ذلک، و إجماعهم قد بينا في مواضع من کتبنا أنه حجة لدخول قول الامام عليه السلام فيه، و ما يشتمل علي قول المعصوم من الاقوال، لا بد فيه من کونه صوابا.

و قد بينا أن الرجعة لا تنافي التکليف و أن الدواعي مترددة معنا حين لا يظن ظان أن تکليف من يعاد باطل، و ذکرنا أن التکليف کما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة، و الآيات القاهرة، فکذلک مع الرجعة، فانه ليس في جميع ذلک ملجئ إلي فعل الواجب، و الامتناع من فعل القبيح.

فأما من تأول الرجعة في أصحابنا علي أن معناها رجوع الدولة و الامر و النهي، من دون رجوع الاشخاص و إحياء الاموات، فان قوما من الشيعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة، و بيان جوازها، و أنها تنافي التکليف، عولوا علي هذا التأويل للاخبار الواردة بالرجعة.

و هذا منهم صحيح، لان الرجعة لم تثبت بظواهر الاخبار المنقولة فيطرق التأويلات عليها، فکيف يثبت ما هو مقطوع علي صحته بأخبار الآحاد التي لا توجب العلم و إنما المعول في إثبات الرجعة علي إجماع الامامية علي معناها بأن الله تعالي يحيي أمواتا عند قيام القائم عليه السلام من أوليائه و أعدائه علي ما بيناه فکيف يطرق التأويل علي ما هو معلوم فالمعني محتمل انتهي.

و قال السيد ابن طاوس نور الله ضريحه في کتاب الطرائف: روي مسلم في صحيحه في أوائل الجزء الاول باسناده إلي الجراح بن مليح قال: سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث، عن ابي جعفر محمد الباقر عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و آله ترکوها کلها [277] ثم ذکر مسلم في صحيحه باسناده إلي محمد بن عمر الرازي قال: سمعت



[ صفحه 140]



حريزا يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أکتب عنه لانه کان يؤمن بالرجعة.

ثم قال: أنظر رحمک الله کيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم صلي الله عليه و آله برواية ابي جعفر عليه السلام الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسک بهم.

ثم و إن أکثر المسلمين أو کلهم قد رووا إحياء الاموات في الدنيا و حديث إحياء الله تعالي الاموات في القبور لل مسألة، و قمد تقدمت روايتهم عن أصحاب الکهف و هذا کتابهم يتضمن ألم تر إلي الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم [278] و السبعون الذين اصابتهم الصاعقة مع موسي عليه السلام و حديث العزير عليه السلام و من أحياه عيسي بن مريم عليهما السلام و حديث جريج الذي أجمع علي صحته ايضا و حديث الذين يحييهم الله تعالي في القبور لل مسألة.

فأي فرق بين هؤلاء و بين ما رواه أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم من الرجعة واي ذنب کان لجابر في ذلک حتي يسقط حديثه.

و قال رحمه الله أيضا في کتاب سعد السعود قال: الشيخ في تفسيره التبيان عند قوله تعالي ثم بعثناکم من بعد موتکم لعلکم تشکرون [279] استدل بهذه الآية قوم من اصحابنا علي جواز الرجعة، فان استدل بها علي جوازها کان صحيحا لان من منع منه و أحاله فالقرآن يکذبه، و إن استدل به علي وجوب الرجعة و حصولها فلا.

ثم قال السيد رحمه الله أعلم أن الذين قال رسول الله صلي الله عليه و آله فيهم أني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا علي الحوض لا يختلفون في إحياء الله جل جلاله قوما بعد مماتهم في الحياة الدنيا من هذه الامة تصديقا لما روي المخالف و المؤالف عن صاحب النبوة صلي الله عليه و آله: أما المخالف فروي الحيمدي في الجمع بين الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله لتتبعن سنن من قبلکم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتي



[ صفحه 141]



لو دخلوا جحر ضب لتعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود و النصاري؟ قال: فمن. [280] .

و روي الزمخشري في الکشاف عن حذيفة: أنتم أشبه الامم سمتا ببني إسرائيل لترکبن طريقهم حذو النعل بالنعل، و القذة بالقذة، حتي أني لا أدري أ تعبدون العجل أم لا؟.

قال السيد: فإذا کانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الامم الماضية، و بني إسرائيل و اليهود، فقد نطق القرآن الشريف و الاخبار المتواترة أن خلقا من الامم الماضية و اليهود لما قالوا: لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة فأماتهم الله ثم أحياهم فيکون علي هذا في أمتنا من يحييهم الله في الحياة الدنيا.

و رأيت في أخبارهم زيادة علي ما تقوله الشيعة من الاشارة إلي أن مولانا عليا يعود إلي الدنيا بعد ضرب ابن ملجم و بعد وفاته کما رجع ذو القرنين: فمنها ما ذکره الزمخشري في الکشاف في حديث ذي القرنين، و عن علي عليه السلام سخر له السحاب و مدت له الاسباب و بسط له النور.

و سئل عنه فقال: أحب الله فأحبه و سال ابن الکوا ما ذو القرنين؟ أملک أم نبي فقال: ليس بملک و لا نبي لکن کان عبدا صالحا ضرب علي قرنه [الايمن] في طاعة الله فمات، ثم بعثه الله فضرب علي قرنه الايسر فمات، فبعثه الله و سمي ذا القرنين و فيکم مثله.

و رأيت أيضا في کتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين أنهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن و بعد الدفن، و تکلموا و تحدثوا ثم ماتوا، فمن ذلک ما رواه الحاکم النيسابوري في تأريخه في حديث حسام بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، و کان قاضي نسابور، دخل عليه رجل فقيل له: إن عند هذا حديثا عجبا فقال: يا هذا ما هو؟ فقال: أعلم أني کنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت إمرأة فذهبت لاعرف قبرها فصليت عليها، فلما جن الليل قال: ذهبت لانبش عنها و ضربت يدي إلي کفنها لاسلبها، فقالت: سبحان الله رجل من أهل الجنة تسلب



[ صفحه 142]



إمرأة من أهل الجنة؟ ثم قالت: ألم تعلم أنک ممن صليت علي و أن الله عز و جل قد غفر لمن صلي علي.

قال السيد: فإذا کان هذا قد رووه و دونوه عن نباش القبور فهلا کان لعلماء أهل البيت عليهم السلام اسوة به، ولاي حال تقابل روايتهم عليهم السلام بالنفور، و هذه المرأة المذکورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور؟ و الرجعة التي يعتقدها علماؤنا و أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم تکون من جملة آيات النبي صلي الله عليه و آله و معجزاته، ولاي حال تکون منزلته عند الجمهور دون موسي و عيسي و دانيال؟ و قد أحيي الله جل جلاله علي أيديهم أمواتا کثيرة بغير خلاف عند العلماء لهذه الامور.

[162 أقول: و روي الشيخ حسن بن سليمان في کتاب المحتضر مما رواه من کتاب السيد الجليل حسن بن کبش مما أخذه من کتاب المقتضب بإسناده عن سلمان الفارسي قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله يوما فلما نظر إلي قال: يا سلمان إن الله عز و جل لم يبعث نبيا و لا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا قال: قلت: يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الکتابين، قال: يا سلمان فهل علمت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدي؟ فقلت: الله و رسوله أعلم.

قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره و دعاني فأطعته، و خلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه، و خلق من نوري و نور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، و خلق مني و من علي و فاطمة، الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعا فسمانا الله عز و جل بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود، و أنا محمد، و الله العلي و هذا علي، و الله فاطر و هذه فاطمة، و الله ذو الاحسان و هذه الحسن، و الله المحسن و هذا الحسين.

ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الله عز و جل سماء مبنية و أرضا مدحية، أو هواء أو ماء أو ملکا أو بشرا، و کنا بعلمه أنوارا نسبحه و نسمع له و نطيع.

فقال سلمان: قلت يا رسول الله بأبي أنت و أمي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم و اقتدي بهم: فوالي وليهم، و تبرأ من عدوهم



[ صفحه 143]



فهو و الله منا، يرد حيث نرد، و يسکن حيث نسکن، قلت: يا رسول الله فهل يکون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان، قلت: يا رسول الله فأني لي بهم؟ قال: قد عرفت إلي الحسين، قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين و الآخرين من النبيين و المرسلين، ثم جعفر ابن ممد لسان الله الصادق، ثم موسي بن جعفر الکاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي ابن موسي الرضا لامر الله، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلي الله، ثمالحسن بن علي الصامت الامين علي دين الله، ثم [م ح م د] سماه باسمه ابن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله.

قال سلمان: فبکيت ثم قلت: يا رسول الله فأني لسلمان لادراکهم؟ قال: يا سلمان إنک مدرکهم و أمثالک و من تولاهم حقيقة المعرفة قال سلمان: فشکرت الله کثيرا ثم قلت: يا رسول الله إني مؤجل إلي عهدهم؟ قال: يا سلمان اقرأ فإذا جاء وعد أوليهما بعثنا عليکم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار و کان وعدا مفعولا ثم رددنا لکم الکرة عليهم و أمددناکم بأموال و بنين و جعلناکم أکثر نفيرا. [281] .

قال سلمان: فاشتد بکائي و شوقي و قلت: يا رسول الله بعهد منک؟ فقال: إي و الذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني و لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين، و تسعة أئمة و کل من هو منا و مظلوم فينا إي و الله يا سلمان ثم ليحضرن إبليس و جنوده و کل من محض الايمان [محضا] و محض الکفر محضا حتي يؤخذ بالقصاص و الاوتار و الثارات و لا يظلم ربک أحدا و نحن تأويل هذه الاية و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانوا يحذرون. [282] .

قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و ما يالي سلمان متي لقي الموت أو لقيه.



[ صفحه 144]



أقول: رواه ابن عياش في المقتضب عن أحمد بن محمد بن جعفر الصولي عن عبد الرحمن بن صالح، عن الحسين بن حميد بن الربيع، عن الاعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن شاذان، عن سلمان و ذکر مثله.

ثم قال ابن عياش: سألت أبا بکر بن محمد بن عمر الجعابي، عن محمد بن خلف الطاطري قال: هو محمد بن خلف بن موهب الطاطري ثقة مأمون و طاطر سيف من أسياف البحر تنسج فيها ثياب تسمي الطاطرية کانت تنسب إليها.

و روي أيضا عن صالح بن الحسين النوفلي قال: أنشدني أبو سهل النوشجاني لابيه مصعب بن وهب:



فان تسألاني ما الذي أنا دائن

به فالذي أبديه مثل الذي أخفي



ادين بأن الله لا شيء غيره

قوي عزيز بارئ الخلق من ضعف



و أن رسول الله أفضل مرسل

به بشر الماضون في محکم الصحف



و أن عليا بعده أحد عشر

من الله وعد ليس في ذاک من خلف



أئمتنا الهادون بعد محمد

لهم صفوودي ما حييت لهم أصفي



ثمانية منهم مضوا لسبيلهم

و أربعة يرجون للعدد الموف



ولي ثقة بالرجعة الحق مثل ما

وثقت برجع الطرف مني إلي الطرف



و وجدت بخط بعض الاعلام نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه قال: روي الصفواني في کتابه بإسناده قال: سئل الرضا عليه السلام عن تفسير أمتنا اثنتين الآية [283] قال: و الله ما هذه الآية إلا في الکرة].



[ صفحه 145]




پاورقي

[1] هو محمد بن مقلاس أو مقلاص الاسدي الکوفي أبو إسماعيل يعرف بإبن أبي زينب البراد کان يبيع الابراد من اصحاب ابي عبد الله الصادق عليه السلام، کان مستقيم الطريقة، ثم انحرف و تحول غاليا فأحدث القول بالوهية أبي عبد الله عليه السلام و أنه رسول منه، و قد کان يقول بأن الائمة عليهم السلام أنبياء، يعرف أصحابه بالخطابية.

و مما أحدث أنه کانيقول وقت فضيلة المغرب من بعد سقوط الشفق، و الحال أن سقوط الشفق آخر وقت الفضيلة بإجماع المسلمين، تري تفصيل ذلک في الوسائل أبواب المواقيت باب 18.

لکنه قد روي اصحابنا عنه أحاديث کثيرة في حال استقامته، و هکذا قبلوا ما لم يختص بروايته في حال الانحراف قال الشيخ في المدة: فما يختص الغلاة بروايته، فان کانوا ممن عرف لهم حال استقامة و حال غلو، عمل بما رووه في حال الاستقامة، و ترک ما رووه في حال غلوهم، و لاجل ذلک عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب محمد بن ابي زينب في حال استقامته.

[2] يونس: 39.

[3] النمل: 83.

[4] النمل: 83.

[5] آل عمران: 157.

[6] تفسير العياشي ج 1 ص 20.

[7] آل عمران: 158.

[8] بل المراد أن الترديد في قوله لئن قتلتم في سبيل الله، أو متم ليس باعتبار التحليل إلي کل فرد، بمعني أن بعضکم يقتل في سبيل الله، و بعضکم يموت، کما فهمه العامة، بل باعتبار الحياتين: ففي احداهما تقتلون في سبيل الله أو في سبيل الله و في الاخري تموتون، و هي الرجعة.

و لما کان القتل في سبيل الله خاصا ببعض هذه المقتولين، کرر القول عاما فقال في آخر الاية و لئن متم أو قتلتم لالي الله تحشرون، و في تقديم الموت علي القتل تارة و تأخيره اخري دلالة علي أن هذه الرجعة ثابتة، فإذا قتل، رجع حتي يموت، و إذا مات رجع حتي يقتل فتدبر.

[9] آل عمران: 81.

[10] ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع، أضفناه طبقا لتفسير العياشي ج 1 ص 181.

فراجع.

[11] المدثر: 1 و 2.

[12] المدثر: 36.

[13] يريد معني قوله تعالي: و ما أرسلناک الا کافة للناس بشيرا و نذيرا السبأ: 28 لا لفظه، فانه لا توجد في القرآن آية بهذا اللفظ.

[14] الاعراف: 15 و 16.

[15] راجع ج 3 ص 319 من الطبعة الحديثة، فنقل عن الطبرسي في قوله تعالي هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام البقرة: 210، أنه قال: أي هل ينتظر هؤلاء المکذبون بآيات الله الا أن يأتيهم أمر الله، أو عذاب الله، في ستر من السحاب و قيل معناه ما ينتظرون الا أن يأتيهم جلائل آيات الله أنه ذکر نفسه تفخيما للايات.

[16] عنونه ابن داود في القسم الاول و ضبطه بالغين المعجمة و الراء ممدود، مفتوح الميم، و اسمه حميد بالتصغير بن المثني العجلي مولاهم الکوفي الصيرفي، من أصحاب ابي عبد الله و أبي الحسن عليهما السلام.

ثقة ثقة.

[17] الذاريات: 13.

[18] يعني تفسير الکرة.

[19] النازعات: 12.

[20] في الاصل المطبوع: ماتت و هو تصحيف ظاهر.

[21] يريد معني قوله: اذکروا نعمة الله عليکم اذ جعل فيکم أنبياء و جعلکم ملوکا المائدة: 20.

[22] القصص: 85.

[23] آل عمران: 81.

[24] النور: 55.

[25] قوله عليه السلام أنا صاحب الرجعات و الکرات أي الرجعات إلي الدنيا و الدولة: الغلبة، أي أنا صاحب الغلبة علي أهل الغلبة في الحروب، أو المعني أنه کان دولة کل ذي دولة من الانبياء و الاوصياء بسبب أنوارنا، أو کان غلبتهم علي الاعادي بالتوسل بنا کما دلت عليه الاخبار الکثيرة، أو المعني أن لي علم کل کرة، و علم کل دولة، منه رحمه الله.

[26] روي الصدوق في المعاني ص 59 باسناده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين بالکوفة منصرفه من النهروان و ذکر الخطبة إلي أن قال فيها: و أنا المؤذن في الدنيا و الاخرة قال الله عز و جل فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله علي الظالمين أنا ذلک الموذن و قال و أذان من الله و رسوله فأنا ذلک الاذان.

[27] هذا هو الصحيح، و ما يقوله المولدون: هو قسيم النار و الجنة، فمعني ثابت في اللغة، فان قسيم انما هو بمعني مقاسم قال في الاساس: و هو قسيمي: مقاسمي، و في حديث علي عليه السلام: أنا قسيم النار يعني أنه يقول للنار: هذا الکافر لک و هذا المؤمن لي.

لکن المولدين يطلقون القسيم و يريدون به معني مقسم، کما قال شاعرهم: علي حبه جنة قسيم النار و الجنة وصي المصطفي حقا امام الانس و الجنة.

[28] اشارة إلي قوله تعالي و علي الاعراف رجال يعرفون کلا بسيماهم فقد روي في المجمع عن الحاکم الحسکاني باسناده رفعه إلي الاصبغ بن نباتة قال: کنت جالسا عند علي عليه السلام فأتاه ابن الکواء فسأله عن هذه الاية فقال: ويحک يا بن الکواء نحن نقف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأخدلناه الجنة، و من أبغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار.

[29] اشارة إلي انه صلوات الله عليه دابة الارض، و قد روي الطبرسي في تفسيره ج 7 ص 347 و الزمخشري في الکشاف ج 2 ص 370 عن حذيفة، عن النبي صلي الله عليه و آله قال: ابة الارض طولها ستون ذراعا لا يدرکها طالب، و لا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه و تکتب مؤمن و تسم الکافر بين عينيه و تکتب کافر و معها عصا موسي و خاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا و تختم أنف الکافر بالخاتم، حتي يقال: يا مؤمن و يا کافر.

[30] شبه عليه السلام نفسه بالحصن من الحديد لمناعته و رزانته و حمايته للخلق، منه رحمه الله.

[31] راجع ج 39 ص 335 من الطبعة الحديثة: باب ما بين من مناقب نفسه القدسية.

[32] آل عمران: 83.

[33] النحل: 38 و 39 و الحديث في المصدر ج 1 ص 183.

[34] آل عمران: 81.

[35] النساء: 158.

[36] يونس: 39.

[37] يونس: 54.

[38] الکهف: 48.

[39] النمل: 83.

[40] طه: 124.

[41] الانبياء: 95.

[42] نقله ملخصا راجع ص 63، من تفسير مجمع البيان.

[43] النمل: 82 و الحديث في المصدر ص 479 و 480.

[44] يريد أنها من الکلم بمعني الجرح.

[45] النمل: 83 و 84.

[46] الکهف: 48.

[47] النمل: 82.

[48] النمل: 93.

[49] القصص: 61.

[50] تري مثل هذا الحديث في أصول الکافي ج 2 ص 327 باب البغي و صدر الحديث: أيها الناس أن البغي يقود اصحابه إلي النار و ان أول من بغي علي الله الخ.

[51] الحج: 39.

[52] اشارة إلي قوله تعالي في القصص: 4: ان فرعون علا في الارض و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم انه کان من المفسدين.

[53] القصص: 85.

[54] السجدة: 21.

[55] الصافات: 177.

[56] المؤمن: 11.

[57] المؤمن: 84 و 85.

[58] الزخرف: 28.

[59] الدخان: 1410.

[60] ذکره الطبرسي في ج 8 ص 62 بهذا اللفظ، و الصحيح أللهم سنين کسني يوسف و بعده أللهم اشدد وطأتک علي مضر و قد روي مثل ذلک في الدر المنثور ج 6 ص 28 و هکذا رواه البخاري في صحيحه ج 3 ص 183 في تفسير سورة الدخان و لفظه أللهم اعني عليهم بسيع کسبع يوسف و رواه أبو داود في سننه ج 1 ص 333 باب القنوت في الصلاة و لفظه: أللهم اشدد وطأتک علي مضر، أللهم اجعلها عليهم سنين کسني يوسف.

و کيف کان الحديث متفق عليه کما في مشکاة المصابيح ص 113، و لکن يبقي شيء و هو أن مکة واد ذي زرع، و انما قريش أهل تجارة: رحله الشتاء و الصيف، فکيف يتصور فيهم أنه أجدبت الارض، الا أن يجدب أراضي متجرهم و هي الشام و اليمن و الطائف بدعائه صلوات الله علي قريش! فتدبر.

[61] ق: 44.

[62] الجن: 24.

[63] الطارق: 10 و بعده: 1715.

[64] الضحي: 4 و 5.

[65] في المصدر المطبوع ص 406 مسجل و جعل مشتمل و مشتکي بدلا في الهامش، و لعل الصححي متکئ من الاتکاء، بقرينة قوله بعده: و أنا قائم عليه.

[66] الممتحنة: 13.

[67] أسري: 6.

[68] النمل: 83.

[69] الکهف: 48.

[70] الانبياء: 95.

[71] آل عمران 81.

[72] النور: 55.

[73] القصص: 5.

[74] القصص: 85.

[75] الانبياء: 69.

[76] الاعراف: 96.

[77] لعله أحمد بن الحسن بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم الميثمي، واقفي لکنه روي عن الرضا عليه السلام و هو علي کل حال ثقة صحيح الحديث معتمد عليه له کتاب نوادر، روي عنه يعقوب بن يزيد و غيره، راجع النجاشي ص 57.

[78] هو محمد بن الحسن بن زياد الميثمي الاسدي مولاهم أبو جعفر ثقة عين من أصحاب الرضا عليه السلام له کتاب روي عنه يعقوب بن يزيد.

راجع النجاشي ص 281.

[79] معاني الاخبار ص 366.

[80] آل عمران.

185، الانبياء: 35، العنکبوت: 57.

[81] السجدة: 21.

[82] براءة: 34.

[83] المؤمنون: 77.

[84] الحجر: 2.

[85] المؤمن: 51.

[86] ق: 41.

[87] ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع راجع العياشي ج 2 ص 112.

[88] آل عمران: 144.

[89] آل عمران: 157.

[90] براءة: 112.

[91] الانبياء: 35.

[92] أسري: 72، و الحديث في العياشي ج 2 ص 306.

[93] النمل: 82.

[94] في الاصل المطبوع: رب الارض، و هو تصحيف ظاهر، و المراد بالزر ما به قوام الشيء يقال: هو زر الدين، أي قوامه.

قال الجزري: في حديث أبي ذر، قال يصف عليا و انه لعالم الارض وزرها الذي تسکن اليه اي قوامها، و أصله من زر القلب، و هو عظيم صغير يکون قوام القلب به و أخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان.

[95] اشارة إلي قوله تعالي في هود: 7، الرعد: 45، الزمر: 33.

[96] آل عمران: 146.

[97] آل عمران: 81، و الحديث في العياشي ج 1 ص 181.

[98] آل عمران: 185.

راجع تفسير العياشي ج 1 ص 210.

[99] النحل: 38.

و الحديث في تفسير العياشي ج 2 ص 260 و استظهر في الهامش أن سيرين في سند الحديث مصحف عن السري و هو مشترک بين جمع من اصحاب الصادق عليه السلام.

[100] براءة: 112 و 113.

وتري الحديث في العياشي ج 2 ص 113.

[101] کنية عبد الله ابن أبي بکر اليشکري، کان من الخوارج.

[102] أي کانت حاملا و هي في شهر ولادتها، من قولهم أشهرت المرأة: دخلت في شهر ولادتها.

[103] الاعراف: 155.

[104] البقرة: 5755.

[105] البقرة: 243.

[106] البقرة: 259.

[107] براءة: 112، و الحديث في العياشي ج 2 ص 114.

[108] البقرة: 243.

[109] براءة: 34.

[110] المصدر ص 144.

[111] أسري: 6 و الحديث في تفسير العياشي ج 2 ص 282.

[112] القصص: 61.

[113] اني بکسر الهمزة مقصورا بمعني الساعة، أو هو بمعني أوان الادراک و البلوغ لکل شيء ينتظر إدارکه و بلوغه تقول: انتظرنا اني الطعام اي إدراکه.

[114] جماع کل شيء کرمان مجتمعه و رأسه، و جماع الثمر تجمع براعيمه في موضع واحد علي حمله.

[115] کان في الاصل بياضا علي ما سيذکره المصنف رحمه الله.

[116] هام بتخفيف الميم علي وزن سام و هکذا هامات، جمع هامة: رأس کل شيء، فما في الاصل المطبوع يضربون هوام الاحياء تصحيف، فان هوام الذي هو جمع هامة انما هو بتضعيف الميم من همم و لا يقع إلي علي المخوف من الاحناش مما له سم کالحية، فجمعه الهوام، وزان عامة و عوام، و خاصة و خواص.

فلا تغفل.

[117] الممتحنة: 13.

[118] الرعد: 8.

[119] في الاصل المطبوع قبل أن تشرع و هو تصحيف، و قد مر نظيره مرارا، و تراه في نهج البلاغة باب الخطب و الاوامر تحت الرقم 187.

[120] أسري: 6.

[121] يقال: خرق البناء و في البناء: فتح نافذة فيه، و المخترق بالفتح الممر و المنفذ، و المراد بتخريق الزوايا جعل مختبأ في السکک ليستتروا فيها من العدو، فيتمکنوا من الهجوم عليهم غفلة.

[122] الطرفة بالفتح نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة و غيرها قاله الجوهري، يقال: طرف عينه: لطمه بيده أو أصابها بشيء فدمعت، و قد طرفت عينه: مجهولا فهي مطروفة، و الاسم الطرفة.

و لکن قد مر في ج 52 ص 273 تحت الرقم 167 أن علي عينه ظفرة فراجع.

[123] السبأ: 51.

[124] البواکي: جمع باکية، والقوارح: جمع قارحة من به قرح في قلبه من الحزن وکأن التاء جيئ بها للمبالغة لا للتأنيث و لذلک يقول بعده: اذ يضرب أحدهم برجله باکية و قد مر في ج 52 ص 274 و فيه: أصلاب نواطي و أقداح.

[125] : البقرة: 222.

[126] الانبياء: 15.

[127] الانبياء: 12.

[128] هود: 82.

[129] قد مر في باب علامات ظهوره عليه السلام، شطر من هذا الحديث من کتاب سرور أهل الايمان، من قوله: ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني إلي هنا، و النسختان کلتاهما مصحفتان و لا بأس بمقابلتهما راجع ج 52 ص 275272.

[130] آل عمران: 83.

[131] النمل: 83.

و الصحيح و يوم نحشر.

[132] المخصرة: شيء کالسوط، و ما يتوکأ عليه کالعصا، و ما يأخذه الملک بيده يشير به إذا خاطب و الخطيب إذا خطب.

[133] النساء: 129.

[134] الفجر: 22.

[135] السجدة: 2927.

[136] الشعراء: 227.

[137] يس: 51، و الحديث في روضة الکافي ص 247.

[138] أسري: 5 و قد مر في ج 51 ص 46.

[139] مريم: 75.

[140] أسري: 5، و قد مر في ج 51 ص 56، و تراه في المصدر ج 2 ص 281.

[141] الشيب بالکسر علي القياس، و شيب بضمتين علي خلاف القياس جمع أشيب: الرجل الذي أبيض شعره.

[142] في الاصل المطبوع: باب اخبار النبي و هو سهو ظاهر تري الحديث بتمامه في ج 51 ص 111، و المصدر ص 138.

[143] راجع ج 52 ص 314، و تراه في المصدر ج 2 ص 267، أخرجه في باب نوادر العلل تحت الرقم 10.

[144] تراه في الارشاد ص 342.

[145] اشارة إلي قوله تعالي في الاعراف: 159: و من قوم موسي امة يهدون بالحق و به يعدلون، راجع الارشاد ص 344.

[146] مر في ج 52 ص 346 باب سيره و أخلاقه تحت الرقم 92، و تراه في تفسير العياشي ج 2 ص 32.

[147] في الاصل المطبوع: أحمد بن عبيد و هو تصحيف، راجع ج 52 ص 348 باب سيره و أخلاقه تحت الرقم 99 و الحديث مختصر.

[148] غيبة الشيخ ص 283، النعماني ص 94 و قد مر في ج 52 ص 289.

[149] المصدر ص 291.

[150] فقيه من لا يحضره الفقية: ص 309 الطبعة الحديثة و التهذيب ج 2 ص 34.

[151] الفقية ص 429.

[152] النحل: 41، و الحديث في روضة الکافي ص 51.

[153] و في العياشي قبائع سيوفهم فهو جمع قبيعة، قال الشارح نقلا عن معاجم اللغة: قبيعة السيف: ما علي طرف مقبضه من فضة أو حديد و يقال: ما أحسن قبائع سيوفهم.

لکنها لا يناسب المقام فاما أن يکون قباع بالباء الموحدة مأخوذا من قولهم قبع الرجل في قميصه: أدخل رأسه فيه، فيکون القباع بمعني الغلاف و الغمد، أو هو قناع بالنون و هو أيضا الغشاء و ما يتستر به.

فتحرر.

[154] راجع المصدر ج 2 ص 259.

[155] أسري 4 و الحديث في روضة الکافي ص 206.

[156] و في بعض نسخ العهد زيادة: و باسمک الذي يصلح به الاولون و الاخرون، يا حي قبل کل حي، و يا حي بعد کل حي، و يا حي حين لا حي، يا محيي الموتي و مميت الاحياء يا حي لا إله إلا أنت الخ.

[157] الروم: 41.

[158] تراه في کتاب الجنائز باب التعزي ج 3 ص 131.

[159] من التلبية، اي يرجعون إلي الدنيا و يلبون دعوة قائم آل محمد جماعة جماعة.

[160] عبس: 17.

[161] راجع تفسير القمي: 712، و ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع.

[162] أخرجه المصنف في ج 39 ص 243 من الطبعة الحديثة.

[163] راجع ج 52 ص 194.

[164] المصدر ص 300 و هو آخر کتاب الغيبة.

[165] (يأتي في الحديث الذي بعده، و هکذا في ص 103 تحت الرقم 130.

[166] تراه في الاختصاص ص 257 و 258.

[167] راجع أصول الکافي ج 1 ص 198 بصائر الدرجات ص 53 و الحديث مختصر.

[168] أصول الکافي ج 1 ص 196 و فيه: أحمد بن مهران، في صدر السند.

[169] راجع الکافي ج 1 ص 197.

[170] راجع الکافي ج 3 ص 538 التهذيب ج 1 ص 376.

باب أدب المصدق.

[171] الاحقاف: 15.

[172] القصص: 5.

[173] الانبياء: 105.

[174] الطور: 47.

[175] القلم: 15.

[176] المدثر: 2.

[177] النبأ: 18.

[178] المعارج: 4.

[179] قد مر الحديث بطوله في باب ذکر من رآه برواية کمال الدين تحت الرقم 28 و 32 و لم يکن فيهما ذکر هذه العلامات راجع ج 52 ص 32 و 42.

[180] أسري: 6.

[181] مريم: 54.

[182] تراه في الباب 27 من کتاب المزار لابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و رواه الکليني في أصول الکافي ج 1 ص 283، و لم يخرجه المصنف.

[183] النازعات: 6.

[184] غافر: 51 و 52.

[185] تراه في المصدر ص 203.

[186] التکاثر: 8 و ما بعده: 5 و 4، علي الترتيب.

[187] روي مثل ذلک الصدوق في العلل ج 1 ص 37 باب العلة التي من أجلها سمي ذو القرنين ذا القرنين.

[188] ما جعلناه بين العلامتين.. هو متن قوله عليه السلام برواية عباية بن ربعي و ما سواه کالشرح له.

[189] الاعراف: 128.

[190] راجع النجاشي ص 294.

[191] الشعراء: 4.

[192] في الاصل المطبوع: الکليني و هو تصحيف ظاهر.

[193] و أخرجه المصنف رحمه الله في الباب 86 من کتاب تأريخ أمير المؤمنين عليه السلام تحت الرقم 32 عن کنز و بينهما اختلاف سندا و متنا راجع البحار ج 39 ص 243 من الطبعة الحديثة.

[194] هذا هو الظاهر، و في الاصل المطبوع: و حاجب الضلالة بالافراد و هو تصحيف.

[195] النمل: 82.

[196] النمل: 82، و الحديث أخرجه في البرهان ج 3 ص 310.

[197] في الاصل المطبوع الحسين بن عيسي و هو تصحيف و الحديث منقول بلفظه و سنده في البحار ج 39 ص 244 من الطبعة الحديثة.

[198] راجع البرهان ج 3 ص: 310.

[199] القصص: 85.

[200] السبأ: 28.

[201] السجدة: 21.

[202] کذا في الاصل المطبوع و مثله في السند الاتي، و قد مر تحت الرقم 2 و 7 و 12 و 13 و 16: الحسين بن أحمد فتحرر.

[203] رواه في الکافي ج 1 ص 180.

[204] هذا هو الظاهر، و في الاصل المطبوع: آخر من يموت الجنس و هو تصحيف ظاهر.

[205] يعني دون المهدي عليه السلام.

[206] الجمعة: 4.

[207] و قد أخرجها الحر العاملي في کتابه الايقاظ من الهجمة بالبرهان علي الرجعة الباب العاشر تحت الرقم 165-148 راجع ص 381-387.

[208] غافر: 11.

[209] الانعام: 158.

[210] الانبياء: 105.

[211] النور: 55.

[212] الطور: 47 و الاية هکذا: و ان للذين ظلموا عذابا دون ذلک و لکن أکثر الناس لا يعلمون، و قد مر نظيره عن تفسير علي بن إبراهيم تحت الرقم 127.

[213] النمل: 82.

[214] راجع المصدر ج 1 ص 579 من طبعته القديمة.

[215] النحل: 21.

و الحديث في العياشي ج 2 ص 257.

[216] الشمس: 3، و الحديث في المصدر ص 212 و فيه: أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراساني معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عز و جل و الشمس و ضحاها يعني رسول الله صلي الله عليه و آله و القمر إذا تلاها يعني أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و النهار إذا جلاها يعني الائمة منا أهل البيت الحديث و بعده: المعين لهم کمعين موسي علي فرعون و المعين عليهم کمعين فرعون علي موسي.

و أما الحديث الذي رواه عن ابن عباس فليس يناسب هذا الباب، فراجع.

[217] النمل: 83.

[218] الکهف: 48.

[219] آل عمران: 81.

[220] النور: 55.

[221] القصص: 6.

[222] القصص: 85.

[223] البقرة: 243.

[224] الاعراف: 155.

[225] تراه في المصدر ص 53 وأع خرجه المصنف في ج 39 ص 343 من الطبعة الحديثة.

[226] رواه في بصائر الدرجات ص 54، في خبر طويل، و مثله في أصول الکافي ج 1 ص 197، فما في الاصل المطبوع من رمز سن لهذا الحديث فهو سهو.

[227] أخرجه المصنف رضوان الله عليه في تأريخ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الباب 90 تحت الرقم 17.

[228] مناقب آل أبي طالب الطبعة القديمة ج 1 ص 514، و أخرجه المؤلف في ج 39 ص 349 من الطبعة الحديثة و فيه ينصر الله في ذريتي المؤمنين و هو تصحيف.

[229] الطارق، 1715.

[230] الشمس: 14 و 15.

[231] التکاثر: 3 و 4.

[232] المعارج: 44.

[233] القصص: 85، أقول: يريد عليه السلام أن جابرا يعلم تأويل هذه الآية و أنها تصدق في الرجعة.

[234] قال ابن ابي الحديد في شرح قوله عليه السلام فيغريه الله ببني أمية حتي يجعلهم حطاما: ان قيل: من هذا الرجل الموعود؟ قيل أما الامامية فيزعمون أنه امامهم الثاني عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجس، و أما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لام ولد، و ليس بموجود ألان.

فان قيل: فمن يکون من بني أمية في ذلک الوقت موجودا حتي يقول عليه السلام في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم؟ قيل أما الامامية، فيقولون بالرجعة، و يزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني أمية و غيرهم إذا ظهر امامهم المنتظر، و أنه يقطع أيدي أقوام و أرجلهم، و يسمل عيون بعضهم، و يصلب قوما آخرين، و ينتقم من أعداء آل محمد عليهم السلام المتقدمين و المتأخرين، الکلام.

راجع ج 51 ص 121.

من طبعتنا هذه.

[235] کما ألف المحدث الخبير، المحقق العلامة النحرير الشيخ محمد بن الحسن الحرالعاملي کتابا ضخما کبيرا في ذلک، سماه الايقاظ من الهجعة، بالبرهان علي الرجعة و طبع أخيرا فقد استوفي فيه.

[236] النمل: 82، نقله عن مجمع البيان ج 7 ص 235233.

ملخصا.

[237] راع منه، يروع: فزع، فهو روع ککتف و رائع، و فلانا أفزعه لازم متعد و ارفض من الارفضاض بمعني تفرق، يقال: ارفض الناس عنه، و من حوله، اي تفرقوا.

[238] في الاصل المطبوع تدنو کذا.

و في المصدر تدنو و تدنو و ما في الصلب هو الظاهر المطابق لنسخة الدر المنثور.

[239] أخرجه الطيالسي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الحاکم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد الغفاري کما في الدر المنثور ج 5 ص 116.

وتري فيها سائر ما رواه الطبرسي رحمه الله.

[240] الکهف: 47.

[241] البقرة: 243.

[242] البقرة: 259.

[243] البقرة: 56.

[244] مأخوذ من قوله تعالي في سورة البقرة: 55 و النساء: 153.

[245] اشارة إلي قوله تعالي و اذ تخرج الموتي باذني في المائدة: 110.

[246] الکهف: 25.

[247] يس: 52، و مراده أن لفظ الرقود لا يختص بالنوم، بل هو عام يشمل الموت کما في هذه الاية.

[248] آل عمران: 55.

[249] الکهف: 47.

[250] النمل: 83.

[251] النحل: 38.

[252] غافر: 51.

[253] الحجرات: 4.

[254] النمل: 83.

[255] الکهف: 47.

[256] غافر 11.

[257] البقرة: 259.

[258] البقرة: 243.

[259] أسري: 6.

[260] الانعام: 111.

[261] الانفال: 22 و 23.

[262] ص: 85.

[263] ص: 78.

[264] يونس: 90 و 91.

[265] الانعام: 158.

[266] القمر: 45.

[267] الفتح: 27.

[268] الروم: 2.

[269] الانعام: 27 و 28.

[270] رواه الصدوق مرسلا في الفقية ج 2 ص 148 کما مر في ص 92 من هذا المجلد تحت الرقم 101 و لفظه: ليس منا من لم يؤمن بکرتنا، و [لم] يستحل متعتنا، و رواه في الهداية علي ما في المستدرک ج 2 ص 587 و لفظه ليس منا من لم يؤمن برجعتنا و لم يستحل متعتنا.

قال الشيخ الحر العاملي في کتابه الايقاظ من الهجعة ص 300 في معني الخبر: هذا الضمير للمتکلم و معه غيره يعني ما في قوله عليه السلام: کرتنا و رجعتنا دال بطريق الحقيقة علي دخول الصادق عليه السلام في الرجعة، و معه جماعة من أهل العصمة عليهم السلام أو الجميع، و لا خلاف في وجوب الحمل علي الحقيقة مع عدم القرينة انتهي.

[271] الکهف: 47.

[272] النمل: 83.

[273] غافر: 11.

[274] هذا هو الظاهر، کما صححه و نقله الحر العاملي في کتابه الايقاظ من الهجعة ص 59، و في الاصل المطبوع: بعد احيائه ميتا، و له وجه بعيد ظاهر.

[275] و وجه آخر، و هو أن الظاهر من قولهم تسوية الحياتين من حيث الابتلاء و صحة الاختبار و الامتحان، و أنهم أذنبوا في کلتا الحياتين، و لذلک قالوا: فاعترفنا بذنوبنا بعد اشارتهم إلي الحياتين، و لو کان أحد الحياتين في القبر لل مسألة لم يکن لها دخل في مقام الاعتراف.

[276] الانعام: 27 و 28.

[277] راجع صحيح مسلم ج 1 ص 13 و 14، باب وجوب الرواية عن الثقات و ترک الکذابين، و لفظه: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي صلي الله عليه و آله کلها و روي عن زهير و سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي يقول: عندي خمسون ألف حديث عن النبي صلي الله عليه و آله.

[278] البقرة: 243.

[279] البقرة: 56.

[280] أخرجه في مشکاة المصابيح ص 458 و قال: متفق عليه.

[281] أسري: 5.

[282] القصص: 6.

[283] المؤمن: 11.