بازگشت

تشرف العلامة الحلي بخدمته في المنام و معجزته في استنساخ کتاب


السيد الشهيد القاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين في ترجمة آية الله العلامة الحلي قدس سره أن من جملة مقاماته العالية، أنه اشتهر عند أهل الايمان أن بعض علماء أهل السنة ممن تتلمذ [1] عليه العلامة في بعض الفنون ألف کتابا في رد الامامية، و يقرء للناس في مجالسه و يضلهم، و کان لا يعطيه أحدا خوفا من أن يرده أحد من الامامية، فاحتال رحمه الله في تحصيل هذا الکتاب إلي أن جعل تتلمذه عليه وسيلة لاخذه الکتاب منه عارية، فالتجأ الرجل و استحيي من رده و قال: إني آليت علي نفسي أن لا أعطيه أحدا أزيد من ليلة، فاغتنم الفرصة في هذا المقدار من الزمان، فأخذه منه و أتي به إلي بيته لينقل منه ما تيسر منه.

فلما اشتغل بکتابته و انتصف الليل، غلبه النوم، فحضر الحجة عليه السلام و قال: ولني الکتاب و خذ في نومک فانتبه العلامة و قد تم الکتاب باعجازه عليه السلام. [2] .

و ظاهر عبارته يوهم أن الملاقاة و المکالمة کان في اليقظة و هو بعيد و الظاهر أنه في المنام و الله العالم.



[ صفحه 253]




پاورقي

[1] هذا هو الصحيح، يقال: تلمذ له و تتلمذ: صار تلميذا له، و التلميذ المتعلم و الخادم، و عن بعضهم هو الشخص الذي يسلم نفسه لمعلم ليعلمه صنعته سواء کانت علما أو غيره فيخدمه مدة حتي يتعلمها منه، و أما ما في الاصل المطبوع تلمذ بتشديد الميم فهو من الاغلاط المشهورة.

[2] و رأيت هذه الحکاية في مجموعة کبيرة، من جمع الفاضل الالمعي علي بن إبراهيم المازندراني و بخطه، و کان معصاصرا للشيخ البهائي رحمه الله، هکذا: الشيخ الجليل جمال الدين الحلي، کان علامة الزمان إلي أن قال: و قد قبل: انه کان يطلب من بعض الافاضل کتابا لينتسخه، و هو کان يأبي عليه، و کان کتابا کبيرا جدا، فاتفق أن أخذه منه شرطا: بأن لا يبقي عنده ليلة واحدة، و هذا کتاب لا يمکن نسخه الا في سنة أو أکثر.

فآلي به الشيخ رحمه الله، و شرع في کتابته في تلک فکتب منه صفحات و مله و إذا برجل دخل عليه من الباب بصفة أهل الحجاز، فسلم و جلس، ثم قال: أيها الشيخ أنت مصطر لي الاوراق و أنا أکتب.

فکان الشيخ يمصطر له الورق و ذلک الرجل يکتب و کان لا يلحق المصطر بسرعة کتابته فلما نقر ديک الصباح و صاح، و إذا الکتاب بأسره مکتوب تماما.

و قد قيل: ان الشيخ لما مل الکتابة نام فانتبه فرأي الکتاب مکتوبا، و الله أعلم منه رحمه الله.