بازگشت

تشرف رجل آخر صادق اللهجة بخدمته


و قال اصلح الله باله: و أخبر الشيخ باقرالمزبور عن رجل صادق اللهجة کان حلاقا و له أب کبير مسن، و هو لا يقصر في خدمته، حتي أنه يحمل له الابريق إلي الخلاء، و يقف ينتظره حتي يخرج فيأخذه منه و لا يفارق خدمته إلا ليلة



[ صفحه 246]



الاربعاء فانه يمضي إلي مسجد السهلة ثم ترک الرواح إلي المسجد، فسألته عن سبب ذلک، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلما کانت الاخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلي قريب المغرب فمشيت وحدي و صار الليل، و بقيت أمشي حتي بقي ثلث الطريق، و کانت الليلة مقمرة.

فرأيت أعرابيا علي فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهي الي کلمني بلسان البدو من العرب، و سألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة، فقال: معک شيء من المأکول؟ فقلت: لا، فقال: أدخل يدک في جيبک.

هذا نقل بالمعني و أما اللفظ دورک يدک لجيبک فقلت: ليس فيه شيء فکرر علي القول بزجر حتي أدخلت يدي في جيبي، فوجدت فيه زبيبا کنت اشتريته لطفل عندي، و نسيته فبقي في جيبي.

ثم قال لي الاعرابي: أوصيک بالعود، أوصيک بالعود، أوصيک بالعود و العود في لسانهم اسم للاب المسن، ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي عليه السلام و أنه لا يرضي بمفارقتي لابي حتي في ليلة الاربعاء فلم أعد.