بازگشت

رؤية الرجل الصالح الحاج عبد الواعظ جمرة نار کبيرة في مقام ال


حدثني العالم الجليل، و الفاضل النبيل، مصباح المتقين، وزين المجاهدين السيد الايد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجعاعتعلي الموسوي الرضوي الجفي المعروف بالهدني سلمه الله تعالي و هو من العلماء المتقين، و کان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين عليه السلام و له خبرة و بصيرة بأغلب العلوم



[ صفحه 244]



المتداولة، و هو الآن من مجاوري بلدتنا الشريفة عمرها الله تعالي بوجود الابرار و الصلحاء.

قال: کان رجل صالح يسمي الحاج عبد الواعظ کان کثير التردد إلي مسجد السهلة و الکوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي المقدم ذکره قال: و کان عالما بالمقدمات و علم القراءة و بعض علم الجفر، و عنده ملکة الاجتهاد المطلق إلا أنه مشغول عن الاستنباط لاکثر من قدر حاجته بمعيشة العيال، و کان يقرء المراثي و يؤم الجماعة، و کان صدوقا خيرا معتمدا، عن الشيخ مهدي الزربجاوي قال: کنت في مسجد الکوفة، فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلي النجف بعد نصف الليل ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لاجل ذلک أيضا.

فلما انتهينا إلي قريب من البئر التي في نصف الطريق لاح لي اسد علي قارعة الطريق، و البرية خالية من الناس ليس فيها إلا أنا و هذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالک؟ فقلت: هذا الاسد، فقال: أمش و لا تبال به، فقلت: کيف يکون ذلک؟ فاصر علي فأبيت فقال لي: إذا رأيتني وصلت إليه و وقفت بحذائه و لم يضرني، أ فتجوز الطريق و تمشي؟ فقلت نعم، فتقدمني إلي الاسد حتي وضع يده علي ناصيته، فلما رأيت ذلک أسرعت في مشيي حتي جزتهما و أنا مرعوب ثم لحق بي و بقي الاسد في مکانه.

قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر و کنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القاري مصنف الکتب الثلاثة الکبير و المتوسط و الصغير، و مؤلف کتاب التعزية، جمع فيه تفصيل قضية کربلا من بدئها إلي ختامها بترتيب حسن و أحاديث منتخبة إلي مسجد السهلة و کان في تلک الاوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة، و الطريق بينه و بين مسجد الکوفة کان صعبا أيضا ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الاصلاح.

فلما صلينا تحية مقام المهدي عليه السلام نسي خالي سبيله و تتنه، فذکر ذلک بعد ما خرجنا و صرنا في باب المسجد فبعثني إليها.



[ صفحه 245]



فلما دخلت وقت العشاء إلي المقام فتناولت ذلک، وجدت جمرة نار کبيرة تلهب في وسط المقام، فخرجت مرعوبا منها فرآني خالي علي هيئة الرعب، فقال لي: ما بالک؟ فأخبرته بالجمرة، فقاللي سنصل إلي مسجد الکوفة، و نسأل العبد الصالح عنها، فانه کثير التردد إلي هذا المقام، و لا يخلو من أن يکون له علم بها.

فلما سأله خالي عنها قال: کثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي عليه السلام من بين المقامات و الزوايا.