بازگشت

ذکر من رآه






[ صفحه 1]



1 - غط: جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعکبري، عن أحمد بن علي الرازي [1] قال: حدثني شيخ ورد الري علي أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي فروي له حديثين في صاحب الزمان و سمعتهما منه کما سمع و أظن ذلک قبل سنة ثلاث مائة أو قريبا منها قال: حدثني علي بن إبراهيم الفدکي قال: قال الاودي: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة و أريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الکعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب، و مع هيبته متقرب إلي الناس فتکلم فلم أر أحسن من کلامه، و لا أعذب من منطقه في حسن



[ صفحه 2]



جلوسه، فذهبت اکلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: ابن رسول الله يظهر للناس في کل سنة يوما لخواصه فيحدثهم (و يحدثونه) فقلت (يا سيدي) مسترشد أتاک فأرشدني هداک الله، قال: فناولني حصاة فحولت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليک ابن رسول الله؟ فقلت: حصاة فکشفت عن يدي، فإذا أنا بسبيکة من ذهب.

فذهبت فإذا أنابه قد لحقني فقال: ثبتت عليک الحجة، و ظهر لک الحق و ذهب عنک العمي أ تعرفني؟ فقلت: أللهم لا، قال: أنا المهدي أنا قائم الزمان أنا الذي أملاها عدلا کما ملئت (ظلما و) جورا إن الارض لا تخلو من حجة و لا يبقي الناس في فترة أکثر من تيه بني إسرائيل و قد ظهر أيام خروجي فهذه أمانة في رقبتک فحدث بها إخوانک من أهل الحق. [2] .

يج/: عن الفدکي مثله.

ک: الطالقاني، عن علي بن أحمد الخديجي الکوفي. [3] عن الازدي قال:



[ صفحه 3]



بينا أنا في الطواف إلي قوله و لا يبقي الناس في فترة و هذه أمانة تحدث بها إخوانک من أهل الحق. [4] .

بيان: لعل هذا مما فيه البداء و أخبر عليه السلام بأمر حتمي معلق بشرط أو المراد بالخروج ظهور أمره لاکثر الشيعة بالسفراء، و الاظهر ما في رواية الصدوق.

2 - غط: بهذا الاسناد، عن أحمد بن علي الرازي قال: حدثني محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن خلف قال: نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعباسية علي مرحلتين من فسطاط مصر و تفرق غلماني في النزول و بقي معي في المسجد غلام أعجمي فرأيت في زاويته شيخا کثير التسبيح فلما زالت الشمس رکعت و صليت الظهر في أول وقتها، و دعوت بالطعام و سألت الشيخ أن يأکل معي فأجابني.

فلما طعمنا سألته عن اسمه و اسم أبيه و عن بلده و حرفته، فذکر أن اسمه محمد بن عبيد الله، و أنه من أهل قم و ذکر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق و ينتقل في البلدان و السواحل و أنه أوطن مکة و المدينة نحو عشرين سنة، يبحث عن الاخبار و يتتبع الآثار.

فلما کان في سنة ثلاث و تسعين و مائتين طاف بالبيت ثم صار إلي مقام إبراهيم عليه السلام فرکع فيه و غلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أرقط في حسن صورته و اعتدال قامته ثم صلي فخرج وسعي، فاتبعته و أوقع الله عز و جل في نفسي أنه صاحب الزمان عليه السلام.

فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره، فلما قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاک الله؟ فارعدت و وقفت و زال الشخص عن بصري و بقيت متحيرا.

فلما طال بي الوقوف و الحيرة انصرفت ألوم نفسي و أعذلها بانصرافي بزجرة الاسود، فخلوت بربي عز و جل أدعوه و أسأله بحق رسوله و آله عليهم السلام أن لا يخيب سعيي، و أن يظهر لي ما يثبت به قلبي و يزيد في بصري.



[ صفحه 4]



فلما کان بعد سنين زرت قبر المصطفي صلي الله عليه و اله فبينا أنا في الروضة التي بين القبر و المنبر إذ غلبتني عيني فإذا محرک يحرکني فاستيقظت فإذا أنا بالاسود فقال: ما خبرک؟ و کيف کنت؟ فقلت: أحمد الله و أذمک، فقال: لا تفعل فاني أمرت بما خاطبتک به، و قد أدرکت خيرا کثيرا فطب نفسا و ازدد من الشکر لله عز و جل علي ما أدرکت و عاينت، ما فعل فلان؟ و سمي بعض إخواني المستبصرين، فقلت: ببرقة، فقال: صدقت ففلان؟ و سمي رفيقا لي مجتهدا في العبادة، مستبصرا في الديانة، فقلت: بالاسکندرية حتي سمي لي عدة من إخواني.

ثم ذکر اسما غريبا فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، فقال: کيف تعرفه و هو رومي فيهديه الله فيخرج ناصرا من قسطنطينية ثم سألني عن رجل آخر فقلت: لا أعرفه، فقال هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام أمض إلي أصحابک، فقل لهم: نرجو أن يکون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين، و في الانتقام من الظالمين، و قد لقيت جماعة من أصحابي و أديت إليهم و أبلغتهم ما حملت و أنا منصرف و أشير عليک أن لا تتلبس بما يثقل به ظهرک، و تتعب به جسمک، و أن تحبس نفسک علي طاعة ربک، فان الامر قريب إن شاء الله.

فأمرت خازني فأحضرني خمسين دينارا و سألته قبولها فقال: يا أخي قد حرم الله علي أن آخذ منک ما أنا مستغن عنه کما أحل لي أن آخذ منک الشيء إذا احتجت إليه فقلت له: هل سمع هذا الکلام منک أحد غيري من أصحاب السلطان؟ فقال: نعم أخوک أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان و قد استأذن للحج تأميلا أن يلقي من لقيت فحج أحمد بن الحسين الهمداني في تلک السنة فقتله رکزويه بن مهرويه و افترقنا و انصرفت إلي الثغر.

ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الاصغر يقال إنه يعلم من هذا الامر فثابرت عليه حتي أنس بي و سکن إلي و وقف علي صحة عقدي فقلت له: يا ابن رسول الله بحق آبائک الطاهرين عليهم السلام لما جعلتني مثلک في العلم بهذا الامر، فقد شهد عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب



[ صفحه 5]



إياي لمذهبي و اعتقادي و أنه أغري بدمي مرارا فسلمني الله منه فقال: يا أخي اکتم ما تسمع مني، الخير في هذه الجبال، و إنما يري العجائب الذين يحملون الزاد في الليل و يقصدون به مواضع يعرفونها، و قد نهينا عن الفحص و التفتيش، فودعته و انصرفت عنه.

بيان: الفنيق الفحل المکرم من الابل لا يؤذي لکرامته علي أهله و لا يرکب، و التشبيه في العظم و الکبر، و يقال ثابر أي واظب قوله فقد شهد عندي غرضه بيان أنه مضطر في الخروج خوفا من القاسم لئلا يبطأ عليه بالخبر أو أنه من الشيعة قد عرفه بذلک المخالف و المؤالف.

3 - غط: أحمد بن عبدون، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الکاتب عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد الجعفري قال: حججت سنة ست و ثلاثمأة و جاورت بمکة تلک السنة و ما بعدها إلي سنة تسع و ثلاثمأة ثم خرجت عنها منصرفا إلي الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، و قد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل و تهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم: مم تعجب؟ ترکت صلاتک، و خالفت مذهبک، فقلت للذي يخاطبني: و ما علمک بمذهبي؟ فقال: تحب أن تري صاحب زمانک؟ قلت نعم، فأومأ إلي أحد الاربعة فقلت: إن له دلائل و علامات؟ فقال: أيما أحب إليک؟ أن تري الجمل و ما عليه صاعدا إلي السماء، أو تري المحمل صاعدا إلي السماء؟ فقلت: أيهما کان فهي دلالة، فرأيت الجمل و ما عليه يرتفع إلي السماء و کان الرجل أومأ إلي رجل به سمرة و کان لونه الذهب بين عينيه سجادة. [5] .

يج/: عن يوسف بن أحمد مثله.

4 - غط: أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد ربه الانصاري الهمداني، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأي يوم توفي و أخرجت جنازته



[ صفحه 6]



و وضعت و نحن تسعة و ثلاثون رجلا قعود ننتظر، حتي خرج علينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به فلما أن خرج قمنا هيبة له من أن نعرفه، فتقدم و قام الناس فاصطفوا خلفه، فصلي عليه و مشي، فدخل بيتا الذي خرج منه.

قال أبو عبد الله الهمداني: فلقيت بالمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بإبراهيم ابن محمد التبريزي فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء قال: فسألت الهمداني فقلت: غلام عشاري القد أو عشاري السن لانه روي أن الولادة کانت سنة ست و خمسين و مائتين و کانت غيبة أبي محمد عليه السلام سنة ستين و مائتين بعد الولادة بأربعة سنين فقال: لا أدري هکذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية و علم: عشاري القد.

بيان: يقال ما خرمت منه شيئا أي ما نقصت، و عشاري القد هو أن يکون له عشرة أشبار. [6] .

5 - غط: عنه، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: کنت حاضرا عند المستجار بمکة، و جماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يکن منهم مخلص محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث و تسعين و مائتين إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران محرم بهما و في يده نعلان.

فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، و لم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا و جلس متوسطا، و نحن حوله ثم التفت يمينا و شمالا ثم قال: أ تدرون ما کان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول:



[ صفحه 7]



أللهم إني أسألک باسمک الذي به تقوم السماء، و به تقوم الارض، و به تفرق بين الحق و الباطل، و به تجمع بين المتفرق، و به تفرق بين المجتمع، و به أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وکيل البحار، أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي من أمري فرجا (و مخرجا).

ثم نهض و دخل الطواف، فقمنا لقيامه حتي انصرف و انسينا أن نذکر أمره و أن نقول: من هو؟ وأي شيء هو؟ إلي الغد في ذلک الوقت، فخرج علينا من الطواف، فقمنا له کقيامنا بالامس و جلس في مجلسه متوسطا فنظر يمينا و شمالا و قال: أ تدرون ما کان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول: إليک رفعت الاصوات، و دعيت الدعوات، و لک عنت الوجوه، و لک خضعت الرقاب، و إليک التحاکم في الاعمال، يا خير من سئل، و يا خير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء و وعد بالاجابة، يا من قال: ادعوني أستجب لکم يا من قال: و إذا سألک عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون و يا من قال: يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو العزيز الرحيم [7] لبيک و سعديک ها أنا ذابين يديک، المسرف و أنت القائل لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا.

ثم نظر يمينا و شمالا بعد هذا الدعاء فقال: أ تدرون ما کان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشکر؟ فقلت: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول: يا من لا يزيده کثرة العطاء إلا سعة و عطاء، يا من لا ينفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات و الارض، يا من له خزائن ما دق وجل، لا يمنعک إساءتي من إحسانک، أنت تفعل بي الذي أنت أهله، فأنت أهل الجود و الکرم و العفو



[ صفحه 8]



و التجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله فاني أهل العقوبة و قد استحققتها لا حجة لي و لا عذر لي عندک، أبوء لک بذنوبي کلها، و أعترف بها کي تعفو عني و أنت أعلم بها مني أبوء لک بکل ذنب أذنبته و کل خطيئة احتملتها و کل سيئة علمتها رب اغفر (لي) و ارحم، و تجاوز عما تعلم، إنک أنت الاعزالاکرم.

و قام فدخل الطواف، فقمنا لقيامه و دعا من الغد في ذلک الوقت فقمنا لا قباله کفعلنا فيما مضي فجلس متوسطا و نظر يمينا و شمالا فقال: کان علي بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع - و أشار بيده إلي الحجر تحت الميزاب: عبيدک بفنائک، مسکينک بفنائک، فقيرک بفنائک، سائلک بفنائک، يسألک ما لا يقدر عليه غيرک.

ثم نظر يمينا و شمالا و نظر إلي محمد بن القاسم من بيننا فقال: يا محمد بن القاسم أنت علي خير إن شاء الله، و کان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ثم قام، فدخل الطواف فما بقي منا أحد إلا و قد الهم ما ذکره من الدعاء و انسينا أن نتذاکر أمره إلا في آخر يوم.

فقال لنا أبو علي المحمودي: يا قوم أ تعرفون هذا؟ هذا و الله صاحب زمانکم فقلنا: و کيف علمت يا أبا علي؟ فذکر أنه مکث سبع سنين يدعو ربه و يسأله معاينة صاحب الزمان.

قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة و إذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها؟ قلت: و من هم؟ قال: بنو هاشم، قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة، و أسناها، قلت: ممن؟ قال: ممن فلق إلهام، و أطعم الطعام، وصلي و الناس نيام، قال: فعلمت أنه علوي فأحببته علي العلوية ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر کيف مضي فسألت القوم الذين کانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا: نعم يحج معنا في کل سنة ماشيا فقلت: سبحان



[ صفحه 9]



الله و الله ما أري به أثر مشي، قال: فانصرفت إلي المزدلفة کئيبا حزينا علي فراقه و نمت من ليلتي تلک فإذا أنا برسول الله صلي الله عليه و اله فقال: يا أحمد رأيت طلبتک؟ فقلت: و من ذاک يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتک هو صاحب زمانک.

قال: فلما سمعنا ذلک منه عاتبناه (علي) أن لا يکون أعلمنا ذلک، فذکر أنه کان ينسي أمره إلي وقت ما حدثنا به.

عط: و أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفي، عن محمد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري، و ساق الحديث بطوله.

ک، أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن جعفر بن أحمد العلوي، عن علي بن أحمد العقيقي، عن أبي نعيم الانصاري الزيدي قال: کنت بمکة عند المستجار و جماعة من المقصرة، فيهم المحمودي و علان الکليني و أبو الهيثم الديناري و أبو جعفر الاحول، و کنا زهاء ثلاثين رجلا و لم يکن فيهم مخلص علمته محمد ابن القاسم العلوي العقيقي و ساق الحديث إلي آخر ما رواه الشيخ - ره - ثم قال: و حدثنا بهذا الحديث عمار بن الحسين بن إسحاق، عن أحمد بن الخضر، عن محمد بن عبد الله الاسکافي، عن سليم بن أبي نعيم الانصاري مثله، و حدثنا محمد بن محمد بن علي بن حاتم، عن عبيد الله بن محمد القصباني، عن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين عن أبي جعفر محمد بن علي المنقذي الحسني بمکة قال: کنت بالمستجار و جماعة من المقصرة فيهم المحمودي و أبو الهيثم الديناري و أبو جعفر الاحول و علان الکليني و الحسن بن وجناء و کانوا زهاء ثلاثين رجلا و ذکر مثله سواء.

دلائل الامامة للطبري: عن محمد بن هارون التلعکبري، عن أبيه مثله.

6 - غط: جماعة، عن التلعکبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل ذکر أنه من أهل قزوين لم يذکر اسمه، عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال: دخلت إلي علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام قال: يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم حججت عشرين حجة



[ صفحه 10]



کلا أطلب به عيان الامام، فلم أجد إلي ذلک سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي في الحج، فلم أعقل ليلتي حتي أصبحت فأنا مفکر في أمري أرقب الموسم ا ليلي و نهاري.

فلما کان وقت الموسم أصلحت أمري و خرجت متوجها نحو المدينة فما زلت کذلک حتي دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أجد له أثرا و لا سمعت له خبرا فأقمت مفکرا في أمري حتي خرجت من المدينة أريد مکة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما و خرجت منها متوجها نحو الغدير، و هو علي أربعة أميال من الجحفة فلما أن دخلت المسجد صليت و عفرت واجتهدت في الدعاء و ابتهلت إلي الله لهم و خرجت أريد عسفان فما زلت کذلک حتي دخلت مکة فأقمت بها أياما أطوف البيت و اعتکفت.

فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتي حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته، طائف حول البيت، فحس قلبي به، فقمت نحوه فحککته، فقال لي: من أين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق فقال لي: من أي العراق؟ قلت: من الاهواز، فقال لي: تعرف بها (ابن) الخضيب فقلت رحمه الله دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما کان أطول ليلته، و أکثر تبتله، و أغزر دمعته، أ فتعرف علي بن إبراهيم المازيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم [8] فقال: حياک الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينک و بين أبي محمد الحسن بن علي؟ فقلت: معي قال: أخرجها فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالک أن تغرغرت عيناه [9] و بکي منتحبا حتي بل أطماره ثم قال: اذن لک الآن يا ابن المازيار، صر إلي رحلک، و کن علي اهبة من أمرک، حتي إذا لبس الليل جلبابه و غمر الناس ظلامه، صر إلي شعب بني عامر! فانک ستلقاني هناک.

فصرت إلي منزلي فلما أن حسست بالوقت أصلحت رحلي و قدمت راحلتي



[ صفحه 11]



و عکمتها شديدا و حملت و صرت في متنه و أقبلت مجدا في السير حتي وردت الشعب فإذا أنا بالفتي قائم ينادي: إلي يا أبا الحسن إلي، فما زلت نحوه فلما قربت بدأني بالسلام و قال لي: سربنا يا اخ فما زال يحدثني و احدثه حتي تخرقنا جبال عرفات و سرنا إلي جبال مني، و انفجر الفجر الاول، و نحن قد توسطنا جبال الطائف.

فلما أن کان هناک أمرني بالنزول و قال لي: أنزل فصل صلاة الليل، فصليت و أمرني بالوتر فأوترت، و کانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود و التعقيب، ثم فرغ من صلاته و رکب و أمرني بالرکوب و سار و سرت معه حتي علا ذروة الطائف فقال: هل تري شيئا؟ قلت: نعم أري کثيب رمل، عليه بيت شعر، يتوقد البيت نورا فلما أن رأيته طابت نفسي فقال لي: هناک الامل و الرجاء، ثم قال: سربنا يا أخ، فسار و سرت بمسيره إلي أن انحدر من الذروة و سار في أسفله فقال: أنزل فههنا يذل کل صعب، و يخضع کل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت: فعلي من اخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام، لا يدخله إلا مؤمن و لا يخرج منه إلا مؤمن، فخليت عن زمام راحلتي، و سار و سرت معه إلي أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول و أمرني أن أقف حتي يخرج إلي ثم قال لي: ادخل هنأک السلامة فدخلت فإذا أنابه جالس قد اتشح ببردة و اتزر بأخري [10] و قد کسر بردته علي عاتقه و هو کاقحوانة ارجوان قد تکاثف عليها الندي و أصابها ألم الهوي و إذا هو کغصن بان [11] أو قضيب ريحان سمح سخي تقي نقي ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة مدورالهامة صلت الجبين أزج حاجبين، أقني الانف سهل الخدين، علي خده الايمن خال کأنه فتات مسک علي رضراضة عنبر.

فلما أن رأيته بدرته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه، و شافهني و



[ صفحه 12]



سألني عن أهل العراق فقلت: سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، و هم بين القوم أذلاء فقال لي: يا ابن المازيار لتملکونهم کما ملکوکم، و هم يومئذ أذلاء فقلت: سيدي لقد بعد الوطن و طال المطلب، فقال: يا ابن المازيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا اجاور قوما عضب الله عليهم و لهم الخزي في الدنيا و الاخرة و لهم عذاب أليم، و أمرني أن لا أسکن من الجبال إلا وعرها، و من البلاد إلا قفرها، و الله مولاکم أظهر التقية فوکلهابي فأنا في التقية إلي يوم يؤذن لي فأخرج.

فقلت: يا سيدي متي يکون هذا الامر فقال: إذا حيل بينکم و بين سبيل الکعبة، و الجتمع الشمس و القمر، و استدار بهما الکواکب والنجوم، فقلت: متي يا ابن رسول الله، (ف) قال لي: في سنة کذا و کذا تخرج دابة الارض من بين الصفا و المروة، و معه عصا موسي، و خاتم سليمان، تسوق الناس إلي المحشر.

قال: فأقمت عنده أياما و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي، و خرجت نحو منزلي، و الله لقد سرت من مکة إلي الکوفة، و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلي الله علي محمد و آله و سلم تسليما.

دلائل الامامة للطبري: عن محمد بن سهل الجلودي، عن أحمد بن محمد بن جعفر الطائي، عن محمد بن الحسن يحيي الحارثي، عن علي بن إبراهيم بن مهزيار مثله علي وجه أبسط مما وراه الشيخ و المضمون قريب.

بيان: قال الفيروزآبادي: الاقحوان بالضم: البابونج، و الارجوان بالضم الاحمر و لعل المعني أن في اللطافة کان مثل الاقحوان و في اللون کالارجوان فان الاقحوان أبيض و لا يبعد أن يکون في الاصل کاقحوانة و ارجو ان و عليهما و أصابهما أو يکون الارجوان بدل الاقحوانة فجمعهما النساخ.

و إصابة الندي تشبيه لما أصابه عليه السلام من العرق و إصابة ألم الهواء لانکسار لون الحمرة و عدم اشتدادها أو لبيان کون البياض أو الحمرة مخلوطة بالسمرة فراعي في بيان سمرته عليه السلام غاية الادب.

و قال الجزري في صفة النبي صلي الله عليه و اله: کان صلت الجبين أي واسعه و قيل: الصلت



[ صفحه 13]



الاملس و قيل: البارز.

و قال في صفته صلي الله عليه و اله: أزج الحواجب، الزجج تقويس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده، و قال الفيروز آبادي: رجل سهل الوجه قليل لحمه.

أقول: و لا يبعد أن يکون الشمس و القمر والنجوم کنايات عن الرسول و أمير المؤمنين و الائمة صلوات الله عليهم أجمعين، و يحتمل أن يکون المراد قرب الامر بقيام الساعة التي يکون فيها ذلک، و يمکن حمله علي ظاهره.

7 - غط، جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه و غيره، عن محمد بن يعقوب الکليني، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة [12] السواد قال: شهدت نسيما آنفا بسر من رأي و قد کسر باب الدار فخرج إليه و بيده طبرزين فقال: ما تصنع في داري؟ قال نسيم: إن جعفرا زعم أن أباک مضي و لا ولد له، فان کانت دارک فقد انصرفت عنک، فخرج عن الدار.

قال علي بن قيس: فقدم علينا غلام من خدام الدار فسألته عن هذا الخبر فقال: من حدثک بهذا؟ قلت: حدثني بعض جلاوزة السواد فقال لي: لا يکاد يخفي علي الناس شيء. [13] .

8 - غط: بهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسي ابن جعفر و کان أسن شيخ من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله قال: رأيته بين المسجدين و هو غلام.

شا: ابن قولويه، عن الکليني، عن علي بن محمد مثله.

بيان: لعل المراد بالمسجدين مسجدي مکة و المدينة.

9 - غط: بهذا الاسناد عن خادم لابراهيم بن عبدة النيشابوري قال: کنت



[ صفحه 14]



واقفا مع إبراهيم علي الصفا فجاء غلام [14] حتي وقف علي إبراهيم و قبض علي کتاب مناسکه و حدثه بأشياء.

شا: ابن قولويه عن الکليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان بن نعيم عن خادم لابراهيم مثله - و فيه: فجاء صاحب الامر.

10 - غط: بهذا الاسناد، عن إبراهيم بن إدريس، قال: رأيته بعد مضي أبي محمد عليه السلام حين أيفع و قبلت يديه و رأسه.

شا: ابن قولويه، عن الکليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه مثله.

بيان: أيفع الغلام: أي ارتفع - راهق العشرين.

11 - غط: بهذا الاسناد، عن أبي علي بن مطهر قال: رأيته و وصف قده.

12 - غط: أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة و هو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي و کان زيديا قال: سمعت هذه الحکاية من جماعة يروونها عن أبي - ره - أنه خرج إلي الحير قال: فلما صرت إلي الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي ثم إنه ودع و ودعت و خرجنا فجئنا إلي المشرعة فقال لي: يا باسورة أين تريد؟ فقلت: الکوفة فقال لي: مع من؟ قلت: مع الناس، قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي؟ قلت: و من معنا، فقال: ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن علي مقابر مسجد السهلة فقال لي: هو ذا منزلک: فان شئت فامض.

ثم قال لي: تمر إلي ابن الزراري علي بن يحيي فتقول له: يعطيک المال الذي عنده فقلت له: لا يدفعه إلي فقال لي: قل له: بعلامة أنه کذا و کذا دينارا و کذا و کذا درهما و هو في موضع کذا و کذا، و عليه کذا و کذا مغطي: فقلت له: و من أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن، قلت: فان لم يقبل مني و طولبت بالدلالة فقال أنا وراک، قال: فجئت إلي ابن الزراري فقلت له فدفعني، فقلت له العلامات



[ صفحه 15]



التي قال لي، و قلت له: قد قال لي: أنا وراک، فقال ليس بعد هذا شيء و قال: لم يعلم بهذا إلا الله تعالي و دفع إلي المال.

و في حديث آخر (عنه) و زاد فيه: قال أبو سورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقتي و بعيلتي فلم يزل يماشيني حتي انتهيت إلي النواويس في السحر فجلسنا ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلي ثلاث عشر رکعة، ثم قال لي: أمض إلي أبي الحسن علي بن يحيي فاقرأ عليه السلام و قل له: يقول لک الرجل: ادفع إلي أبي سورة من السبعمائة دينار التي مدفونة في موضع کذا و کذا مائة دينار، و إني مضيت من ساعتي إلي منزله فدققت الباب فقال: من هذا؟ فقلت: قولي [15] لابي الحسن: هذا أبو سورة فسمعته يقول: مالي و لابي سورة، ثم خرج إلي فسلمت عليه، و قصصت عليه الخبر فدخل و أخرج إلي مائة دينار فقبضتها فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها علي عينيه و مسح بها وجهه.

قال أحمد بن علي: و قد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري و عبد الله ابن الحسن بن بشر الخزاز و غيرهما و هو مشهور عندهم.

يج/: عن ابن أبي سورة مثله.

13 - ج، غط: روي محمد بن يعقوب رفعه عن الزهري قال: طلبت هذا الامر طلبا شاقا حتي ذهب لي فيه مال صالح فوقعت إلي العمري و خدمته و لزمته و سألته بعد ذلک عن صاحب الزمان فقال لي: ليس إلي ذلک وصول فخضعت فقال لي: بکر بالغداة، فوافيت و استقبلني و معه شاب من أحسن الناس وجها، و أطيبهم رائحة بهيئة التجار، و في کمه شيء کهيئة التجار.

فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إلي فعدلت إليه و سألته فأجابني عن کل ما أردت ثم مر ليدخل الدار و کانت من الدور التي لا نکترث لها فقال العمري: إذا أردت أن تسأل فانک لا تراه بعد ذا، فذهبت لاسأل فلم يسمع و دخل الدار، و ما کلمني بأکثر من أن قال: ملعون ملعون من أخر العشاء إلي أن



[ صفحه 16]



تشتبک النجوم [16] ملعون ملعون من أخر الغداة إلي أن تنقضي النجوم و دخل الدار.

14 - غط: أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن محمد بن جابان الدهقان، عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني قال: قرأت علي أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي قال: مولد م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ولد عليه السلام بسامرا سنة ست و خمسين و مائتين و امه صيقل و يکني أبا القاسم بهذه الکنية أوصي النبي صلي الله عليه و اله إنه قال: اسمه کاسمي و کنيته کنيتي لقبه المهدي و هو الحجة، و هو المنتظر، و هو صاحب الزمان عليه السلام.

قال إسماعيل بن علي: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام في المرضة التي مات فيها و أنا عنده إذ قال لخادمه عقيد - و کان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد و هو ربي الحسن عليه السلام فقال له: يا عقيد اغل لي ماء بمصطکي فأغلي له ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف عليه السلام.

فلما صار القدح في يديه و هم بشر به فجعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن، فترکه من يده، و قال لعقيد: ادخل البيت فانک تري صبيا ساجدا فائتني به قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أ تحري فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرک بالخروج إليه، إذ جاءت امه صقيل فأخذت بيده و أخرجته إلي أبيه الحسن عليه السلام.

قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم و إذا هو دري اللون، و في شعر رأسه قطط مفلج الاسنان فلما رآه الحسن بکي و قال: يا سيد أهل بيته اسقني الماء فاني ذاهب إلي ربي و أخذ الصبي القدح المغلي با لمصطکي بيده ثم حرک



[ صفحه 17]



شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: هيؤوني للصلاة فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة و مسح علي رأسه و قدميه فقال له أبو محمد عليه السلام: ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان، و أنت المهدي، و أنت حجة الله علي أرضه، و أنت ولدي و وصيي، و أنا ولدتک و أنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

ولدک رسول الله و أنت خاتم الائمة الطاهرين، و بشر بک رسول الله و سماک و کناک، بذلک عهد إلي أبي عن آبائک الطاهرين صلي الله علي أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد، و مات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين.

14 - غط: عنه، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من إصفهان قال: حججت في سنة إحدي و ثمانين و مائتين و کنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا فلما قدمنا مکة تقدم بعضهم فاکتري لنا دارا في زقاق بين سوق الليل و هي دار خديجة عليها السلام تسمي دار الرضا عليه السلام و فيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت علي أنها دار الرضا عليه السلام: ما تکونين من أصحاب هذه الدار؟ و لم سميت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم و هذا دار الرضا علي بن موسي عليهما السلام أسکننيها الحسن بن علي عليهما السلام فاني کنت من خدمه.

فلما سمعت ذلک منها آنست بها و أسررت الامر عن رفقائي المخالفين فکنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، و نغلق الباب و نلقي خلف الباب حجرا کبيرا کنا ندير خلف الباب فرأيت ليلة ضوء السراج في الرواق الذي کنا فيه شبيها بضوء المشعل، و رأيت الباب قد انفتح و لا أري أحدا فتحه من أهل الدار و رأيت رجلا ربعة أسمر إلي الصفرة ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة عليه قميصان و إزار رقيق قد تقنع به و في رجله نعل طاق، فصعد إلي الغرفة في الدار حيث کانت العجوز تسکن، و کانت تقول لنا: إن في الغرفة ابنته لا تدع



[ صفحه 18]



أحدا يصعد إليها فکنت أري الضوء الذي رأيته يضيئ في الرواق علي الدرجة عند صعود الرجل إلي الغرفة التي يصعدها ثم أراه في الغرفة من أن أري السراج بعينه.

و کان الذي معي يرون مثل ما أري فتوهموا أن هذا الرجل يختلف إلي ابنة العجوز و أن يکون قد تمتع بها فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة و هذا حرام لا يحل فيما زعموا و کنا نراه يدخل و يخرج و نجئ إلي الباب و إذا الحجر علي حاله التي ترکناه و کنا نغلق هذا الباب خوفا علي متاعنا و کنا لا نري أحدا يفتحه و لا يغلقه، و الرجل يدخل و يخرج و الحجر خلف الباب إلي وقت ننحيه إذا خرجنا.

فلما رأيت هذه الاسباب ضرب علي قلبي و وقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز و أحببت أن أقف علي خبر الرجل فقلت لها يا فلانة إني احب أن أسألک و افاوضک من حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا احب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لاسألک عن أمر فقالت لي مسرعة: و أنا أريد أن اسر إليک شيئا فلم يتهيأ لي ذلک من أجل من معک فقلت: ما أردت أن تقولي؟ فقالت: يقول لک و لم تذکر أحدا - لا تحاشن أصحابک و شرکاءک [17] و لا تلاحهم، فانهم أعداؤک و دارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت: أي أصحابي تعنين؟ و ظننت أنها تعني رفقائي الذين کانوا حجاجا معي، قالت: شرکاءک الذين في بلدک و في الدار معک، و کان جري بيني و بين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتي هربت و استترت بذلک السبب فوقفت علي أنها عنت أولئک.

فقلت لها: ما تکونين أنت من الرضا؟ فقالت: کنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام فلما استيقنت ذلک قلت: لاسألها عن الغائب فقلت: بالله عليک رأيته بعينک فقالت: يا أخي لم أره بعيني فاني خرجت و أختي حبلي و بشرني الحسن بن



[ صفحه 19]



علي عليهما السلام بأني سوف أراه في آخر عمري و قال لي: تکونين له کما کنت لي، و أنا اليوم منذ کذا بمصر و إنما قدمت الآن بکتابة و نفقة وجه بها إلي علي يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية و هي ثلاثون دينارا و أمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه فوقع في قلبي أن الرجل الذي کنت أراه هو هو.

فأخذت عشرة دراهم صحاحا فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد کنت خبأتها لالقيها في مقام إبراهيم عليه السلام و کنت نذرت و نويت ذلک، فدفعتها إليها و قلت في نفسي أدفعها إلي قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام و أعظم ثوابا فقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلي من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام و کان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل و إنما تدفعها إليه فأخذت الدراهم، و صعدت و بقيت ساعة ثم نزلت فقالت: يقول لک: ليس لنا فيها حق اجعلها في الموضع الذي نويت و لکن هذه الرضوية خذ منا بدلها و ألقها في المواضع الذي نويت، ففعلت و قلت في نفسي: الذي أمرت به عن الرجل.

ثم کان معي نسخة توقيع خرج إلي القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة علي إنسان قد رأي توقيعات الغائب فقالت: ناولني فاني أعرفه فأريتها النسخة و ظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ فقال: لا يمکنني أن أقرأه في هذا المکان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت صحيح و في التوقيع أبشرکم ببشري ما بشرته به (إياه) و غيره.

ثم قالت: يقول لک: إذا صليت علي نبيک کيف تصلي؟ فقلت أقول: أللهم صل علي محمد و آل محمد، و بارک علي محمد و آل محمد کأفضل ما صليت و بارکت و ترحمت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنک حميد مجيد.

فقالت: لا إذ صليت عليهم فصل عليهم کلهم وسمهم، فقلت: نعم فلما کانت من الغد نرلت و؟؟ دفتر صغير فقالت: يقول لک: إذا صليت علي النبي فصل عليه و علي أوصيائه علي هذه النسخة، فأخذتها و کنت أعمل بها و رأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم و کنت أفتح الباب و أخرج علي أثر الضوء و أنا أراه



[ صفحه 20]



أعني الضوء و لا أري أحدا حتي يدخل المسجد وأري جماعة من الرجال من بلدان شتي يأتون باب هذه الدار فبعضهم إلي العجوز رقاعا معهم، و رأيت العجوز قد دفعت إليهم کذلک الرقاع فيکلمونها و تکلمهم و لا أفهم عينهم، و رأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلي أن قدمت بغداد.

نسخة الدفتر الذي خرج: بسم الله الرحمن الرحيم أللهم صل علي محمد سيد المرسلين، و خاتم النبيين و حجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفي في الظلال، المطهر من کل آفة، البرئ من کل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجي للشفاعة، المفوض إليه دين الله.

أللهم شرف بنيانه، و عظم برهانه، و أفلح درجته، و ارفع درجته، و أضئ نوره، و بيض وجهه، و أعطه الفضل و الفضيلة، و الدرجة و الوسيلة الرفيعة و ابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الاولون و الآخرون.

وصل علي أمير المؤمنين، و وارث المرسلين، و قائد الغر المحجلين، و سيد الوصيين و حجة رب العالمين.

وصل علي الحسن بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي الحسين بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي علي بن الحسين، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي محمد بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي جعفر بن محمد إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.



[ صفحه 21]



وصل علي موسي بن جعفر إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي علي بن موسي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي محمد بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي علي بن محمد إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي الحسن بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين و حجة رب العالمين.

أللهم صل علي محمد و أهل الائمة الهادين المهديين، العلماء الصادقين الابرار المتقين، دعائم دينک، و أرکان توحيدک، و تراجمة وحيک، و حججک علي خلقک، و خلفائک في أرضک، الذين اخترتهم لنفسک، و اصطفيتهم علي عبادک و ارتضيتهم لدينک، و خصصتهم بمعرفتک، و جللتهم بکرامتک، و غشيتهم برحمتک و ربيتهم بنعمتک، و غذيتهم بحکمتک، و ألبستهم (من) نورک، و رفعتهم في ملکوتک و حففتهم بملائکتک و شرفتهم بنبيک.

أللهم صل علي محمد و عليهم صلاة کثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت و لا يسعها إلا علمک، و لا يحصيها أحد غيرک.

أللهم صل علي وليک المحيي سنتک، القائم بأمرک، الداعي إليک، الدليل عليک، و حجتک علي خلقک، و خليفتک في أرضک، و شاهدک علي عبادک.

أللهم أعز نصره، و مد في عمره، وزين الارض بطول بقائه، أللهم اکفه



[ صفحه 22]



بغي الحاسدين، و أعذه من شر اکائدين، و ازجر [18] عنه إرادة الظالمين، و خلصه من أيدي الجبارين.

أللهم أعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته وعدوه و جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، و تسر به نفسه، و بلغه أفضل أمله في الدنيا و الآخرة إنک علي کل شيء قدير أللهم جدد به ما محي من دينک، و أحي به ما بدل من کتابک، و أظهر به ما من حکمک، حتي يعود دينک به و علي يديه غضا جديدا خالصا مخلصا لا شک فيه، و لا شبهة معه، و لا باطل عنده، و لا بدعة لديه.

أللهم نور بنوره کل ظلمة، وهد برکنه کل بدعة، و أهدم بعزته کل ضلالة، و اقصم به کل جبار، و اخمد بسيفه [19] کل نار، و أهلک بعدله کل جائر و أجر حکمه علي کل حکم، و أذل بسلطانه کل سلطان.

أللهم أذل کل من ناواه، و أهلک کل من عاداه، و امکر بمن کاده، و استأصل بمن جحد حقه و استهان بأمره، وسعي في إطفاء نوره، و أراد إخماد ذکره.

أللهم صل علي محمد المصطفي، و علي المرتضي، و فاطمة الزهراء، الحسن الرضا، و الحسين المصطفي، و جميع الاوصياء، و مصابيح الدجي، و أعلام الهدي و منار التقي، و العروة الوثقي، و الحبل المتين، و الصراط المستقيم، وصل علي وليک و ولاة عهده، و الائمة من ولده، و مد في أعمارهم، و زد في آجالهم و بلغهم أقصي آمالهم دينا و دينا و آخرة إنک علي کل شيء قدير.

دلائل الامامة للطبري: قال: نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري قال: حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاساني عن الحسين بن محمد، عن يعقوب بن يوسف مثله.

بيان: رجل ربعة أي لا طويل و لا قصير، قوله: إلي الصفرة ما هو أي مائل



[ صفحه 23]



إلي الصفرة و ما هو بأصفر قوله في نعل طاق أي من أن يلبس تحته شيئا من جورب و نحوه قوله ضرب علي قلبي أي اغمي علي و أغفلت أن أعرف أن هذه الامور ينبغي أن يکون من إعجازه، من قوله تعالي فضربنا علي آذانهم أي حجابا، و يحتمل أن يکون کناية عن تزلزل القلب و اضطرابه، و الفتنة هنا الشک. [20] .

15 - ما: أبو محمد الفهام قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة و کان لا يدخل المشهد و يزور من وراء الشباک، فقال لي: جئت يوم عاشورا نصف نهار ظهر و الشمس تغلي و الطريق خال من أحد و أنا فزع من الدعار [21] و من أهل البلد الجفاة إلي أن بلغت الحائط الذي أمضي منه إلي البستان.

فمددت عيني و إذا برجل جالس علي الباب ظهره إلي کأنه ينظر في دفتر فقال لي: إلي أين يابا الطيب؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر ابن الرضا فقلت: هذا حسين قد جاء يزور أخاه قلت: يا سيدي أمضي أزور من الشباک و أجيئک فأقضي حقک، قال: و لم لا تدخل يابا الطيب؟ فقلت له: الدار لها مالک لا أدخلها من إذنه فقال: يابا الطيب تکون مولانا رقا و توالينا حقا و نمنعک تدخل الدار، ادخل يابا الطيب فقلت: أمضي اسلم إليه و لا أقبل منه، فجئت إلي الباب و ليس عليه أحد فتعسر بي فبادرت إلي عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب فدخلت.

فکنا نقول: أ ليس کنت لا تدخل الدار؟ فقال: أما أنا فقد أذنوا لي و بقيتم أنتم.

16 - ک: علي بن عبد الله الوراق، عن سعد، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام و أنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده



[ صفحه 24]



فقال لي مبتدءا: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارک و تعالي لم يخل الارض منذ خلق آدم و لا تخلو إلي يوم القيامة من حجة الله علي خلقه (به) يدفع البلاء عن أهل الارض، و به ينزل الغيث، و به يخرج برکات الارض.

قال: فقلت يا ابن رسول الله فمن الامام و الخليفة بعدک؟ فنهض عليه السلام فدخل البيت ثم خرج و علي عاتقه غلام کأن وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق لو لا کرامتک علي الله و علي حججه، ما عرضت عليک ابني هذا إنه سمي رسول الله صلي الله عليه و اله و کنية الذي يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر عليه السلام و مثله کمثل ذي القرنين، و الله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من التهلکة إلا من يثبته الله علي القول بإمامته، و وفقه للدعاء بتعجيل فرجه.

قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي هل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بقية الله في أرضه، و المنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق.

قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا فلما کان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما أنعمت علي فما السنة الجارية فيه، من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد فقلت له: يا ابن رسول الله و إن غيبته لتطول؟ قال: إي و ربي حتي يرجع عن هذا الامر أکثر القائلين به، فلا يبقي إلا من أخذ الله عهده بولايتنا و کتب في قلبه الايمان و أيده بروح منه.

يا أحمد بن إسحاق! هذا أمر من أمر الله، و سر من سر الله و غيب من غيب الله، فخذ ما آتيتک و اکتمه، و کن من الشاکرين، تکن غدا في عليين.

قال الصدوق رحمه الله: لم أسمع هذا الحديث إلا من علي بن عبد الله الوراق و وجدته مثبتا بخطه فسألته عنه فرواه لي (قراءة) عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن إسحاق رضي الله عنه کما ذکرته. [22] .



[ صفحه 25]



17 - ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسين بن هارون، عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم عن يعقوب بن منفوس [23] قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام و هو جالس علي دکان في الدار و عن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له: سيدي من صاحب هذا الامر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلک، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الکفين، معطوف الرکبتين، في خده الايمن خال و في رأسه ذوابة، فجلس علي فخذ أبي محمد عليه السلام فقال: هذا صاحبکم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل إلي الوقت المعلوم، فدخل البيت و أنا أنظر إليه ثم قال لي: يا يعقوب أنظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا.

إيضاح: قوله دري المقلتين المراد به شدة بياض العين أو تلالؤ جميع الحدقة من قولهم کوکب درئ بالهمز و دونها قوله: معطوف الرکبتين أي کانتا مائلتين إلي القدام لعظمهما و غلظهما کما أن شثن الکفين غلظهما.

18 - ک: علي بن الحسن بن الفرج. [24] عن محمد بن الحسن الکرخي قال: سمعت أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزمان عليه السلام و وجهه يضيئ کأنه القمر ليلة البدر، و رأيت علي سرته شعرا يجري کالخط و کشفت الثوب عنه فوجدته مختونا فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلک، فقال: هکذا ولد، و هکذا ولدنا و لکنا سنمر الموسي لاصابة السنة.

غط: جماعة عن الصدوق مثله.

19 - ک: ما جيلويه، عن محمد العطار، عن جعفر الفزاري، عن معاوية بن



[ صفحه 26]



حکيم [25] و محمد بن أيوب بن نوح و محمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ابنه و نحن في منزله و کنا أربعين رجلا فقال: هذا إمامکم من بعدي و خليفتي عليکم أطيعوا و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في إديانکم، أما إنکم لا ترونه بعد يومکم هذا.

قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتي مضي أبو محمد عليه السلام.

بيان: قوله عليه السلام: أما إنکم لا ترونه أي أکثر کم أو عن قريب فان الظاهر أن محمد بن عثمان کان يراه في أيام سفارته، و هو الظاهر من الخبر الآتي مع أنه يحتمل أن يکون في أيام سفارته، تصل إليه الکتب من وراء حجاب أو بوسائط و ما أخبر به في الخبر الآتي يکون إخبارا عن هذه المرة لکنهما بعيدان.

20 - ک: ابن الوليد، عن الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه: إني أسألک سؤال إبراهيم ربه عز و جل حين قال: رب أرني کيف تحيي الموتي قال أو لم تؤمن قال بلي و لکن ليطمئن قلبي [26] أخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته؟ قال: نعم و له رقبة مثل ذي و أشار بيده إلي عنقه.

21 - ک: الدقاق و ابن عصام و الوراق جميعا عن الکليني، عن علي بن محمد عن محمد و الحسين ابني علي بن إبراهيم [27] في سنة تسع و سبعين و مائتين قالا: حدثنا محمد ابن علي بن عبد الرحمن العبدي، - من عبد قيس - عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سر من رأي فلزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني من أن أستأدن فلما دخلت و سلمت قال لي: يا أبا فلان کيف حالک؟ ثم قال لي: أقعد يا فلان ثم سألني عن رجال و نساء من أهلي ثم قال لي: ما الذي أقدمک؟ قلت: رغبة في خدمتک قال: فقال لي: ألزم الدار قال: فکنت في الدار مع



[ صفحه 27]



الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق و کنت أدخل من إذن إذا کان في دار الرجال.

فدخلت عليه يوما في دار الرجال فسمعت حرکة في البيت فناداني: مکانک لا تبرح! فلم أجسر أدخل و لا أخرج، فخرجت علي جارية و معها شيء مغطي ثم ناداني: ادخل فدخلت و نادي الجارية فرجعت فقال لها: اکشفي عما معک، فکشفت عن غلام أبيض حسن الوجه و کشف عن بطنه فإذا شعرات من لبته إلي سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبکم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلک حتي مضي أبو محمد صلوات الله عليه.

قال ضوء بن علي: فقلت للفارسي: کم کنت تقدر له من العمر؟ قال: سنتين قال العبدي: قلت لضوء: کم تقدر له في وقتنا الآن؟ قال: أربع عشرة سنة قال أبو علي و أبو عبد الله: و نحن نقدر له الآن إحدي و عشرين سنة.

غط: الکليني مثله. [28] .

22 - ک: محمد بن علي بن محمد بن حاتم، عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن محمد ابن جعفر الفارسي، عن محمد بن إسماعيل بن بلال، عن الازهري مسرور بن العاص عن مسلم بن الفضل قال: أتيت أبا سعيد غانم بن سعيد الهندي بالکوفة فجلست فلما طالت مجالستي إياه سألته عن حاله و قد کان وقع إلي شيء من خبره، فقال: کنت من بلد الهند بمدينه يقال لها: قشمير الداخلة و نحن أربعون رجلا.

و حدثنا أبي، عن سعد، عن علان الکليني، عن علي بن قيس، عن غانم بن سعيد الهندي. [29] .

قال علان: و حدثني جماعة، عن محمد بن محمد الاشعري، عن غانم قال: کنت أکون مع ملک الهند في قشمير الداخلة، و نحن أربعون رجلا نقعد حول کرسي الملک، قد قرأنا التوراة، و الانجيل، و الزبور، و يفزع إلينا في العلم



[ صفحه 28]



فتذاکرنا يوما محمدا صلي الله عليه و آله و قلنا نجده في کتبنا فاتفقنا علي أن أخرج في طلبه و أبحث عنه.

فخرجت و معي مال فقطع علي الترک و شلحوني فوقعت إلي کابل و خرجت من کابل إلي بلخ، و الامير بها ابن أبي شور [30] فأتيته و عرفته ما خرجت له، فجمع الفقهاء و العلماء لمناظرتي فسألتهم عن محمد صلي الله عليه و اله فقالوا: هو نبينا محمد بن عبد الله و قد مات فقلت: انسبوه لي، فنسبوه إلي قريش فقلت: ليس هذا بشيء و من کان خليفته؟ قالوا: أبو بکر فقلت: إن الذي نجد في کتبنا خليفته ابن عمه و زوج ابنته و أبو ولده فقالوا للامير: إن هذا قد خرج من الشرک إلي الکفر، فمر بضرب عنقه فقلت لهم: أنا متمسک بدين لا أدعه إلا ببيان.

فدعا الامير الحسين بن اشکيب و قال له: يا حسين ناظر الرجل، فقال: العلماء و الفقهاء حولک، فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره کما أقول لک: و أخل به و الطف به فقال: فخلابي الحسين فسألته عن محمد صلي الله عليه و اله فقال: هو کما قالوه لک أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام و هو زوج ابنته فاطمة و أبو ولده الحسن و الحسين، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و صرت إلي الامير فأسلمت، فمضي بي إلي الحسين ففقهني.

فقلت له: إنا نجد في کتبنا أنه لا يمضي خليفة إلا عن خليفة فمن کان خليفة علي؟ قال: الحسن ثم الحسين ثم سمي الائمة حتي بلغ إلي الحسن ثم قال لي: تحتاج أن تطلب خليفة الحسن و تسأل عنه فخرجت في الطلب.

قال محمد بن محمد: و وافي معنا بغداد فذکر لنا أنه کان معه رفيق قد صحبه علي هذا الامر فکره بعض أخلاقه فقارقه قال: فبينا أنا يوما و قد مشيت في الصراة [31] و أنا مکفر فيما خرجت له إذا أتاني آت فقال لي: أجب مولاک فلم يزل يخترق بي المحال حتي أدخلني دارا و بستانا و إذا بمولاي عليه السلام جالس فلما نظر إلي کلمني



[ صفحه 29]



بالهندية و سلم علي و أحبرني باسمي و سألني عن الاربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل ثم قال لي: تريد الحج مع أهل قم في هذا السنة فلا تحج في هذه السنة و انصرف إلي خراسان و حج من قابل، قال: و رمي إلي بصرة و قال: اجعل هذه في نفقتک و لا تدخل في بغداد دار أحد و لا تخبر بشيء مما رأيت.

قال محمد: فانصرفت من العقبة و لم يقض لنا الحج و خرج غانم إلي خراسان و انصرف من قابل حاجا فبعث إليه بألطاف و لم يدخل قم و حج و انصرف إلي خراسان فمات رحمه الله. [32] .

قال محمد بن شاذان عن الکابلي: و قد کنت رأيته عند أبي سعيد فذکر أنه خرج من کابل مرتادا و طالبا و أنه وجد صحة هذا الدين في الانجيل و به اهتدي.

فحدثني محمد بن شاذان بنيشابور قال: بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتي لقيته فسألته عن خبره فذکر أنه لم يزل في الطلب و أنه أقام بالمدينة فکان لا يذکره لاحد إلا زجره فلقي شيخا من بني هاشم و هو يحيي بن محمد العريضي فقال له: إن الذي تطلبه بصرياء.

قال: فقصدت صرياء وجئت إلي دهليز مرشوش و طرحت نفسي علي الدکان فخرج إلي غلام أسود فزجرني و انتهرني و قال: قم من هذا المکان و انصرف فقلت: لا أفعل فدخل الدار ثم خرج إلي و قال: ادخل فدخلت فإذا مولاي عليه السلام قاعد وسط الدار، فلما نظر إلي سماني بإسم لم يعرفه أحد إلا أهلي بکابل و أخبرني بأشياء فقلت له إن نفقتي ذهبت فمر لي بنفقة، فقال لي: أما إنها ستذهب بکذبک و أعطاني نفقة فضاع مني ما کان معي، و سلم ما أعطاني ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا.

بيان: التشليح التعرية و الصراة بالفتح نهر بالعراق أي کنت أمشي في شاطئها و في بعض النسخ تمسحت أي توضأت [33] و في بعضها تمسيت أي



[ صفحه 30]



وصلت إليها مساء قوله فذکر أي محمد بن شاذان، و يحتمل أبا سعيد و هو بعيد قوله إنه قد وصل يعني أبا سعيد.

23 - ک: ابن متوکل، عن الحميري قال: سألت محمد بن عثمان العمري فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول: أللهم أنجرلي ما وعدتني.

و بهذا الاسناد عن محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه قال: رأيته صلي الله عليه متعلقا بأستار الکعبة في المستجار و هو يقول: أللهم انتقم من أعدائي.

غط: جماعة، عن الصدوق، عن أبيه و ابن المتوکل و ابن الوليد جميعا عن الحميري مثل الخبرين.

24 - ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثتني نسيم خادم أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام (قالت) دخلت علي صاحب الامر عليه السلام بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال لي: يرحمک الله، قالت نسيم: ففرحت فقال لي عليه السلام: ألا أبشرک في العطاس؟ قلت: بلي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.

25 - ک: بهذا الاسناد عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثني طريف أبو نصر قال: دخلت علي صاحب الزمان فقال: علي بالصندل الاحمر فأتيته ثم قال: أ تعرفني؟ فقلت نعم، قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي و ابن سيدي، فقال: ليس عن هذا سألتک، قال طريف: فقلت جعلت فداک فسر لي قال: أنا خاتم الاوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي و شيعتي.

غط: علان عن طريف أبي نصر الخادم مثله.

دعوات الراوندي: عن طريف مثله.

26 - ک: محمد بن محمد الخزاعي، عن عن أبي علي الاسدي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عبد الله الکوفي أنه ذکر عدد من انتهي إليه ممن وقف علي معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه و رآه من الوکلاء ببغداد: العمري، و ابنه، و حاجز



[ صفحه 31]



و البلالي، و العطار، و من الکوفة: العاصمي، و من الاهواز: محمد بن إبراهيم ابن مهزيار، و من أهل قم: أحمد بن إسحاق، و من أهل همذان: محمد بن صالح، و من أهل الري: البسامي [34] و الاسدي يعني نفسه، و من أهل آذربايجان: القاسم بن العلاء و من نيشابور: محمد بن شاذان.

و من الوکلاء من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حابس، و أبو عبد الله الکندي و أبو عبد الله الجنيدي، و هارون القزاز، و النيلي، و أبو القاسم بن دبيس، و أبو عبد الله ابن فروخ، و مسرور الطباخ مولي أبي الحسن عليه السلام، و أحمد و محمد ابنا الحسن و إسحاق الکاتب، من بني نيبخت [35] ، و صاحب الفراء، و صاحب الصرة المختومة.

و من همذان محمد بن کشمرد، و جعفر بن حمدان، و محمد بن هارون بن عمران و من الدينور: حسن بن هارون، و أحمد ابن أخيه و أبو الحسن، و من إصفهان: ابن باداشاکة، و من الصيمرة: زيدان و من قم: الحسن بن نضر، و محمد بن محمد، و علي ابن محمد بن إسحاق، و أبوه، و الحسن بن يعقوب، و من أهل الري: القاسم بن موسي و ابنه، و أبو محمد بن هارون، و صاحب الحصاة، و علي بن محمد، و محمد بن محمد الکليني، و أبو جعفر الرفا، و من قزوين مرداس، و علي بن أحمد، و من قابس: رجلان و من شهر زور: ابن الخال، و من فارس: المجروح، و من مرو: صاحب الالف دينار و صاحب المال و الرقعة البيضاء و أبو ثابت، و من نيشابور: محمد بن شعيب بن صالح، و من اليمن: الفضل بن يزيد، و الحسن ابنه، و الجعفري، و ابن الاعجمي، و الشمشاطي، و من مصر: صاحب المولودين، و صاحب المال بمکة، و أبو رجا، و من نصيبين: أبو محمد ابن الوجناء، و من الاهواز: الحصيني.

27 - ک: الطالقاني: عن علي ابن أحمد الکوفي، عن سليمان بن إبراهيم



[ صفحه 32]



الرقي، عن الحسن بن وجناء النصيبي قال: کنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع و خمسين حجة بعد العتمة و أنا أتضرع في الدعاء إذ حرکني محرک فقال: قم يا حسن بن وجناء قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول إنها من أبناء أربعين فما فوقها فمشت بين يدي و أنا لا أسألها عن شيء حتي أتت بي دار خديجة صلوات الله عليها و فيها بيت بابه في وسط الحائط، و له درجه ساج يرتقي إليه.

فصعدت الجارية و جاءني النداء: اصعد يا حسن! فصعدت فوقفت بالباب و قال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن أتراک خفيت علي؟ و الله ما من وقت في حجک إلا و أنا معک فيه ثم جعل يعد علي أوقاتي فوقعت (مغشيا) علي وجهي فحسست بيده قد وقعت علي، فقمت فقال لي: يا حسن ألزم بالمدينة دار جعفر بن محمد، و لا يهمنک طعامک و شرابک، و لا ما يستر عورتک ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج و صلاة عليه، فقال: فبهذا فادع، و هکذا صل علي، و لا تطعه إلا محقي أوليائي فان الله جل جلاله موفقک فقلت: مولاي لا أراک بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء الله.

قال: فانصرفت من حجتي و لزمت دار جعفر بن محمد عليهما السلام فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار، فأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيا مملوءا ماء و رغيفا علي رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآکل ذلک فهو کفاية لي و کسوة الشتاء في وقت الشتاء و کسوة الصيف في وقت الصيف، واني لادخل الماء بالنهار فأرش البيت و أدع الکوز فارغا و اوتي [36] بالطعام و لا حاجة لي إليه فاصدق به ليلا لئلا يعلم بي من معي.

28 - ک: ابن متوکل، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال: قدمت مدينة الرسول و آله، فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاخير عليه السلام فلم أقع علي شيء منها فرحلت منها إلي مکة مستبحثا عن ذلک، فبينا أنا في الطواف إذ تراءي لي فتي أسمر اللون، رائع الحسن جميل المخيلة، يطيل التوسم في فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له.



[ صفحه 33]



فلما قربت منه سلمت فأحسن الاجابة، ثم قال: من أي البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق؟ قال: من أي العراق؟ قلت: من الاهواز قال: مرحبا بلقائک هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي؟ قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه، ما کان أطول ليله و أجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟ قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بک يا أبا إسحاق ما فعلت العلامة التي وشجت بينک و بين أبي محمد صلوات الله عليه؟ فقلت: لعلک تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ قال: ما أردت سواه، فأخرجته فلما نظر إليه استعبر و قبله، ثم قرأ کتابته (و کانت:) [37] يا الله يا محمد يا علي ثم قال: بأبي يدا طال ما جلت فيها. [38] .

و تراخي [39] بنا فنون الاحاديث إلي أن قال لي: يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج؟ قلت: و أبيک ما توخيت إلا ما سأستعلمک مکنونه، قال:



[ صفحه 34]



سل عما شئت فاني شارح لک إن شاء الله قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله و سلامه عليه شيئا؟ قال: و أيم الله إني لاعرف الضوء في جبين محمد و موسي ابني الحسن بن علي صلوات الله عليهما واني لرسولهما إليک قاصدا لانبائک أمرهما فان أحببت لقاءهما و الاکتحال بالتبرک بهما فارحل معي إلي الطائف و ليکن ذلک في خفية من رجالک و اکتنام.

قال إبراهيم: فشخصت معه إلي الطائف أتخلل رملة فرملة حتي أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت علي أکمة رمل يتلالا تلک البقاع منها تلالوءا فبدرني إلي الاذن و دخل مسلما عليهما و أعلمهما بمکاني.

فخرج علي أحدهما و هو الاکبر سنا م ح م د ابن الحسن صلوات الله عليه و هو غلام أمرد ناصع اللون واضح الجبين، أبلج الحاجب مسنون الخد (ين) أقني الانف، أشم أروع کأنه غصن بان، وکأن صفحة غرته کوکب دري بخده الايمن خال، کأنه فتاتة مسک علي بياض الفضة، فإذا براسه وفرة سحماء سبطة، تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، و لا أعرف حسنا و سکينة و حياء.

فلما مثل لي أسرعت إلي تلقيه فأکببت عليه ألثم کل جارحة منه، فقال لي: مرحبا بک يابا إسحاق لقد کانت الايام تعدني و شک لقائک، و المعاتب بيني و بينک علي تشاحط الدار و تراخي المزار، تتخليل لي صورتک، حتي کأن لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، و خيال المشاهدة، و أنا أحمد الله ربي ولي الحمد علي ما قيض من التلاقي و رفه من کربة التنازع و الاستشراف.

ثم سألني عن إخواني متقدمها و متأخرها فقلت: بأبي أنت و أمي ما زلت أفحص عن أمرک بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام فاستغلق علي ذلک حتي من الله علي بمن أرشدني إليک، و دلني عليک، و الشکر لله علي ما أوزعني فيک من کريم اليد و الطول ثم نسب نفسه وأخاه موسي و اعتزل في ناحية.

ثم قال: إن أبي صلي الله عليه عهد إلي أن لا اوطن من الارض إلا



[ صفحه 35]



أخفاها و أقصاها أسرارا لامري و تحصينا لمحلي من مکائد أهل الضلال، و المردة من أحداث الامم الضوال فنبذني إلي عالية الرمال، وجبت صرائم الارض تنظرني الغاية التي عندها يحل الامر، و ينجلي الهلع، و کان صلوات الله عليه أنبط لي من خزائن الحکم، و کوامن العلوم، ما إن أشعت إليک منه جزاءا أغناک عن الجملة.

أعلم يابا إسحاق إنه قال صلوات الله عليه: يا بني إن الله جل ثناؤه لم يکن ليخلي إطباق أرضه، و أهل الجد في طاعته و عبادته، بلا حجة يستعلي بها و إمام يؤتم به، و يقتدي بسبل سنته، و منهاج قصده، و أرجو يا بني أن تکون أحد من أعده الله لنشر الحق، وطي الباطل، و إعلاء الدين و إطفاء الضلال، فعليک يا بني بلزوم خوافي الارض، و تتبع أقاصيها فان لکل ولي من أوليآء الله عز وجل عدوا مقارعا، و ضدا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه و خلافه اولي الالحاد و العناد، فلا يوحشنک ذلک.

و اعلم أن قلوب أهل الطاعة و الاخلاص نزع إليک مثل الطير إذا أمت أو کارها، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة و الاستکانة، و هم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام.

استنبط و الدين فوازروه علي مجاهدة الاضداد، خصهم الله باحتمال الضيم، ليشملهم باتساع العز في دار القرار، و جبلهم علي خلائق الصبر، لتکون لهم العاقبة الحسني، و کرامة حسن العقبي.

فاقتبس يا بني نور البصر علي موارد أمورک، تفز بدرک الصنع في مصادرها و استشعر العز فيما ينوبک تحظ بما تحمد عليه إنشاء الله.

فکأنک يا بني بتأييد نصر الله قد آن، و تيسير الفلح و علو الکعب قد حان، و کأنک بالرايات الصفر، و الاعلام البيض، تخفق علي أثناء أعطافک، ما بين الحطيم و زمزم.

و کأنک بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليک تناظم الدر في مثاني العقود، و تصافق الاکف علي جنبات الحجر الاسود.



[ صفحه 36]



تلوذ بفنائک من ملا برأهم الله من طهارة الولاء، و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائکهم للدين خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحق و أهله.

فإذا اشتدت أرکانهم، و تقومت أعمادهم، قدت بمکاثفتهم [40] طبقات الامم إذ تبعتک في ظلال شجرة دوحة بسقت أفنان غصونها علي حافات بحيرة الطبرية فعندها يتلالا صبح الحق، و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم الله بک الطغيان، و يعيد معالم الايمان، و يظهر بک أسقام الآفاق و سلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليک نهوضا، و نواسط الوحش لو تجد نحوک مجازا.

تهتز بک أطراف الدنيا بهجة، و تهزبک أغصان العز، نضرة و تستقر بواني العز في قرارها، و تؤوب شوارد الدين إلي أو کارها، يتهاطل عليک سحائب الظفر فتخنق کل عدو، و تنصر کل ولي، فلا يبقي علي وجه الارض جبار قاسط، و لا جاحد غامط، و لا شأني مبغض و لا معاند کاشح، و من يتوکل علي الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره (قد جعل الله لکل شيء قدرا).

ثم قال: يا أبا إسحاق ليکن مجلسي هذا عندک مکتوما إلا عن أهل الصدق و الاخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لک أمارات الظهور و التمکين، فلا تبطئ بإخوانک عنا، و بأهل المسارعة إلي منار اليقين، و ضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إنشاء الله.

قال إبراهيم بن مهزيار: فمکثت عنده حينا أقتبس ما أوري من موضحات الاعلام و نيرات الاحکام، و أروي بنات الصدور من نضارة ما ذخره الله في طبائعه من الطائف الحکمة، و طرائف فواضل القسم حتي خفت إضاعة مخلفي بالاهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته في القفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه، من التوحش



[ صفحه 37]



لفرقته والتجزع للظعن عن محاله، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يکون ذخرا عند الله لي و لعقبي وقرا بني إنشاء الله.

فلما أزف ارتحالي و تهيأ اعتزام نفسي، غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد و عرضت عليه ما لا کان معي يزيد علي خمسين ألف درهم، و سألته أن يتفضل بالامر بقبوله مني فابتسم و قال: يا أبا إسحاق استعن به علي منصرفک، فان الشقة قذفة و فلوات الارض أمامک جمة، و لا تحزن لاعراضنا عنه، فانا قد أحدثنا لک شکره و نشره، و أربضناه عندنا بالتذکرة و قبول المنة فتبارک الله لک فيما خولک، و أدام لک ما نولک و کتب لک أحسن ثواب المحسنين، و أکرم آثار الطائعين، فان الفضل له و منه.

و أسأل الله أن يردک إلي أصحابک بأوفر الحظ من سامة لا لا و بة، و أکناف الغبطة، بلين المنصرف، و لا أوعث الله لک سبيلا و لا حير لک دليلا، و استودعه نفسک وديعة لا تضيع و لا تزول بمنه و لطفه إنشاء الله.

يا إسحاق إن الله قنعنا بعوائد إحسانه، و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الاولياء، إلا عن الاخلاص في النية، و إمحاض النصيحة، و المحافظة علي ما هو أتقي و أبقي و أرفع ذکرا.

قال: فأقفلت عنه، حامدا لله عز و جل علي ما هداني و أرشدني، عالما بأن الله لم يکن ليعطل أرضه، و لا يخليها من حجة واضحة و إمام قائم، و ألقيت هذا الخبر ا المأثور، و النسب المشهور، توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما من الله و عز و جل به من إنشاء الذرية الطيبة، و التربة الزکية، و قصدت أداء الامانة و التسليم لما استبان، ليضاعف الله عز و جل الملة الهادية، و الطريقة المرضية قوة عزم، و تأييد نية، و شد أزر، و اعتقاد عصمة، و الله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

إيضاح: الرائع من يعجبک بحسنه و جهارة منظره کالاروع قاله



[ صفحه 38]



الفيروز آبادي: و قال: الرجل الحسن المخيلة بما يتخيل فيه [41] و قوله: وشجت من باب التفعيل علي بناء المعلوم أو المجهول أو المعلوم من المجرد أي صارت وسيلة للارتباط بينک و بينه عليه السلام، قال الفيروز آبادي: الوشيج اشتباک القرابة، و الواشجه: الرحم المشتبکة، و قد وشجت بک قرابته تشج، و و شجها الله تو شيجا و و شج محمله: شبکه بقد و نحوه لئلا يسقط منه شيء.

قوله: طال ما جلت فيها هو من الجولان، و يقال: خبن الطعام [42] أي غيبه و خبأه للشدة أي افدي بنفسي يدا طال ما کنت أجول فيما يصدر عنها من أجوبه مسائلي کناية عن کثرتها وترا أي کنت متفردا بذلک لاختصاصي به عليه السلام فکنت أخزن منها فنون العلوم ليوم أحتاج إليها و في بعض النسخ اجبت مکان جلت فلفظة في تعليلية.

و الناصع الخالص و البلجة نقاوة ما بين الحاجبين، يقال: رجل أبلج بين البلج إذا لم يکن مقرونا، و قال الجوهري: المسنون المملس، و رجل مسنون الوجه إذا کان في وجهه و أنفه طول، و قال: الشمم ارتفاع في قصبة الانف مع استواء أعلاه، فان کان فيها احد يداب فهو القنا و قال: الوفرة الشعرة إلي شحمة الاذن و السحماء السوداء و شعر سبط بکسر ا لباء و فتحها أي مترسل جعد و السمت هيئة أهل الخير و الوشک بالفتح و الضم السرعة و المعاتب المراضي، من قولهم: استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني و تشاحط الدار تباعدها.

قوله عليه السلام: قيض أي يسر و التنازع التشاوق من قولهم نازعت النفس إلي کذا اشتاقت، و قال الجوهري العالية ما فوق نجد إلي أرض تهامة و إلي



[ صفحه 39]



ما وراء مکة، و هي الحجاز.

قوله: وجبت صرائم الارض يقال: جبت البلاد أي قطعتها و درت فيها و الصريمة ما انصرم من معظم الرمل و الارض المحصود زرعها و في بعض النسخ خبت بالخاء المعجمة و هو المطمئن من الارض فيه رمل و الهلع الجزع و نبط الماء نبع و أنبط الحفار بلغ الماء.

قوله عليه السلام: نزع کرکع أي مشتاقون.

قوله عليه السلام: يطلعون بمخائل الذلة أي يدخلون في امور هي مظان المذلة أو يطلعون و يخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها قوله عليه السلام: بدرک أي اصبر فيما يرد عليک من المکاره و البلايا حتي تفوز بالوصول إلي صنع الله إليک، و معروفه لديک، في إرجاعها و صرفها عنک.

قوله عليه السلام: و استشعر العز يقال: استشعر خوفا أي أضمره أي أعلم في نفسک أن ما ينوبک من البلايا سبب لعزک قوله عليه السلام: تحظ من الحظوة المنزلة و القرب و السعادة، و في بعض النسخ تحط من الاحاطة و علو الکعب کناية عن العز و الغلبة، و قال الفيروز آبادي: الکعب الشرف و المجد قوله عليه السلام: علي أثناء أعطافک قال الفيروز آبادي: ثني الشيء رد بعضه علي بعض و أثناء الشيء قواه و طاقاته واحدها ثني بالکسر و العطاف بالکسر الرداء و المراد بالاعطاف جوانبها.

قوله عليه السلام: في مثاني العقود أي العقود المثنية المعقودة التي لا يتطرق إليها التبدد أو في موضع ثنيها فانها في تلک المواضع أجمع و أکثف و القد القطع و تقدد القوم تقرقوا.

قوله عليه السلام: بمکاثفتهم أي اجتماعهم و في بعض النسخ بمکاشفتهم أي محاربتهم.

قوله عليه السلام: إذ تبعتک أي بايعک و تابعک هؤلاء المؤمنون [43] و الدوحة



[ صفحه 40]



الشجرة العظيمة، و بسق النخل بسوقا أي طال، قوله عليه السلام: أسقام الآفاق أي يظهر بک أن أهل الآفاق کانو أسقام روحانية، و أن رفقاءک کانوا سالمين منها فلذا آمنوا بک. [44] .

قوله عليه السلام: بواني العز أي أساسها مجازا فان البواني قوائم الناقة أو الخصال التي تبني العز و تؤسسها.

و شرد البعير: نفر فهو شارد، قوله غامط أي حاقر للحق و أهله بطر بالنعمة و أوري استخرج النار بالزند و بنات الصدور الافکار و المسائل و المعارف التي تنشأ فيها و القفول الرجوع من السفر والتجزع بالزاء المعجمة إظهار الجزع أو شدته أو بالمهملة من قولهم جرعة غصص الغيظ فتجرعه أي کظمه و الظعن السير و الاعتزام العزم أو لزوم القصد في المشي و في بعض النسخ الاغترام بالغين المجمعة و الراء المهملة من الغرامة کأنه يغرم نفسه بسوء صنيعه في مفارقة مولاه و الشقة بالضم السفر البعيد و فلاة قذف بفتحتين و ضمتين أي بعيدة ذکره الجوهري و ربضت الشاة: أقامت في مربضها فأربضها غيرها و الاکناف إما مصدر أکنفه أي صانه و حفظه و أعانه و أحاطه، أو جمع الکنف محرکة و هو الحرز و الستر و الجانب و الظل و الناحية، و وعث الطريق تعسر سلوکه، و الوعثاء: المشقة.

29 - ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن معروف قال: کتب إلي أبو عبد الله البلخي، حدثني عبد الله السوري قال: صرت إلي بستان بني عامر فرأيت غلمانا يلعبون في غدير ماء و فتي جالسا علي مصلي واضعا کمه علي فيه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: م ح م د بن الحسن و کان في صورة أبيه عليه السلام.

30 - ک: سمعنا شيخا من أصحاب الحديث يقال له: أحمد بن فارس الاديب يقول: سمعت بهمذان حکاية حکيتها کما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي و لم أجد إلي مخالفته سبيلا، و قد کتبتها و عهدتها إلي من حکاها، و ذلک أن بمهذان ناسا يعرفون ببني راشد، و هم کلهم يتشيعون، و مذهبهم مذهب أهل الامامة.



[ صفحه 41]



فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همذان، فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا و سمتا: إن سبب ذلک أن جدنا الذي ننسب إليه خرج حاجا فقال: إنه لما صدر من الحج و ساروا منازل في البادية، قال فنشطت في النزول و المشي، فمشيت طويلا حتي أعييت و تعبت و قلت في نفسي: أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس و لم أر أحدا فتوحشت و لم أر طريقا و لا أثرا فتوکلت علي الله عز و جل و قلت: أسير حيث وجهني.

و مشيت طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة کأنها قريبة عهد بغيث و إذا تربتها أطيب تربة و نظرت في سواء تلک الارض إلي قصر يلوح کأنه سيف فقلت: يا ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده و لم أسمع به، فقصدته.

فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلمت عليها فردا علي ردا جميلا و قالا: اجلس فقد أراد الله بک خيرا، و قام أحدهما فدخل و احتبس بعيد ثم خرج فقال: قم فادخل، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بنائه و لا أضوء منه و تقدم الخادم إلي ستر علي بيت فرفعة ثم قال لي: ادخل فدخلت البيت فإذا فتي جالس في وسط البيت، و قد علق علي رأسه من السقف سيف طويل تکاد ظبتهه تمس رأسه، و الفتي بدر يلوح في ظلام فسلمت فرد السلام بألطف الکلام و أحسنه.

ثم قال لي: أ تدري من أنا؟ فقلت: لا و الله، فقال: أنا القائم من آل محمد صلي الله عليه و اله أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف - و أشار إليه - فأملا الارض عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما، فسقطت علي وجهي و تعفرت فقال: لا تفعل ارفع رأسک أنت فلان من مدينة بالجبل يقل لها همذان، قلت: صدقت يا سيدي و مولاي قال: فتحب أن تؤوب إلي أهلک؟ قلت: نعم يا سيدي و ابشرهم بما أتاح الله عزو جل لي، فأومأ إلي الخادم فأخذ بيدي و ناولني صرة، و خرج و مشي معي خطوات فنظرت إلي ظلال و أشجار و منارة مسجد فقال: أتعرف هذا البلد؟ قلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأستاباد و هي تشبهها، قال: فقال: هذه أستاباد أمض راشدا فالتفت فلم أره و دخلت أستاباد و إذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا فوردت همذان



[ صفحه 42]



و جمعت أهلي و بشرتهم أتاح الله لي و يسره عز و جل، و لم نزل بخير ما بقي معنا من تلک الدنانير.

بيان: قوله: في سواء تلک الارض أي وسطها و ظبة السيف بالضم مخففا طرفه و لعل أستاباد هي التي تعرف اليوم بأسدآباد. [45] .

أقول: روي الراوندي مثل تلک القصة عن جماعة سمعوها منهم.

31 - ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن معروف عن أبي عبد الله البلخي، عن محمد بن صالح، عن علي بن محمد بن قنبر الکبير مولي الرضا عليه السلام قال: خرج صاحب الزمان عليه السلام علي جعفر الکذاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث عند مضي أبي محمد عليه السلام فقال له: يا جعفر مالک تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه، فطلب جعفر بعد ذلک في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة ام الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم و قال: هي داري لا تدفن فيها فخزج عليه السلام فقال له، يا جعفر دارک هي؟ ثم غاب فلم يره بعد ذلک.

32 - ک: حدثنا أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في کتاب أبي رضي الله عنه حدثنا محمد بن أحمد الطوال، عن أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمد بن علي بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن مهزيار [46] يقول: کنت نائما في مرقدي إذ رأيت فيما



[ صفحه 43]



يري النائم قائلا يقول لي: حج في هذه السنة فانک تلقي صاحب زمانک.

قال علي بن مهزيار: فانتبهت فرحا مسرورا فما زلت في صلاتي حتي انفجر عمود الصبح و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاج فوجدت رفقة تريد الخروج فبادرت مع أول من خرج، فما زلت کذلک حتي خرجوا و خرجت بخروجهم أريد الکوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي و سلمت متاعي إلي ثقات إخواني و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام فما زلت کذلک فلم أجد أثرا و لا سمعت خبرا و خرجت في أول من خرج أريد المدينة.

فلما دخلتها لم أتمالک أن نزلت عن راحلتي و سلمت رحلي إلي ثقات إخواني و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الاثر فلا خبرا سمعت، و لا أثرا وجدت، فلم أزل کذلک إلي أن نفر الناس إلي مکة: و خرجت مع من خرج حتي وافيت مکة، و نزلت و استوثقت من رحلي، و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا.

فما زلت بين الاياس و الرجاء متفکرا في أمري، و عاتبا علي نفسي، و قد جن الليل و أردت أن يخلو لي وجه الکعبة لاطوف بها و أسأل الله أن يعرفني أملي فيها، فبينا أنا کذلک و قد خلالي وجه الکعبة إذ قمت إلي الطواف فإذا أنا بفتي مليح الوجه، طيب الروح مترد [47] ببردة متشح بأخري، و قد عطف بردائه علي



[ صفحه 44]



عاتقه، فحرکته فالتفت إلي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من الاهواز.

فقال: أتعرف بها ابن الخضيب؟ فقلت: رحمه الله دعي فأجاب.

فقال: رحمه الله فلقد کان بالنهار صائما و بالليل قائما، و للقرآن تاليا، و لنا مواليا.

أتعرف بها علي بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي بن مهزيار فقال: أهلا و سهلا بک يا أبا الحسن أتعرف الضريحين؟ [48] قلت: نعم، قال: و من هما؟ قلت: محمد و موسي، قال: و ما فعلت العلامة التي بينک و بين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: معي، قال: أخرجها إلي، فأخرجت إليه خاتما حسنا علي فصه محمد و علي فلما رآه بکي بکاء طويلا و هو يقول: رحمک الله يا أبا محمد فلقد کنت إماما عادلا ابن أئمة أبا إمام أسکنک الله الفردوس الاعلي مع آبائک.

ثم قال يا أبا الحسن صر إلي رحلک، و کن علي اهبة السفر، حتي إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان، فألحق بنا فانک تري مناک.

قال ابن مهزيار: فانصرفت إلي رحلي أطيل الفکر حتي إذا هجم الوقت فقمت إلي رحلي فأصلحته، و قدمت راحلتي فحملتها، و صرت في متنها حتي لحقت الشعب، فإذا أنا بالفتي هناک يقول: أهلا و سهلا يا أبا الحسن طوبي لک فقد أذن لک، فسار و سرت بسيره حتي جاز بي عرفات و مني، و صرت في أسفل ذروة الطائف فقال لي: يا أبا الحسن أنزل و خذ في اهبة الصلاة فنزل و نزلت حتي إذا فرغ من صلاته و فرغت، ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر و أوجز فأوجزت فيها و سلم و عفر وجهه في التراب ثم رکب و أمرني بالرکوب ثم سار و سرت بسيره حتي علا الذروة.

فقال: المح هل تري شيئا، فلمحت فرأيت بقعة نزهة کثيرة العشب و الکلاء فقلت: يا سيدي أري بقعة کثيرة العشب و الکلاء فقال لي: هل في أعلاها شيء؟ فلمحت فإذا أنا بکثيب رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أري کذا و کذا فقال لي: يا ابن مهزيار! طب نفسا وقر عينا فان هناک



[ صفحه 45]



أمل کل مؤمل.

ثم قال لي: انطلق بنا فسار و سرت حتي صار في أسفل الذروة ثم قال لي: أنزل فههنا يذل کل صعب، فنزل و نزلت حتي قال لي: يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة، فقلت: علي من اخلفها و ليس ههنا أحد؟ فقال: إن هذا حرم لا يدخله إلا ولي و لا يخرج منه إلا ولي: فخليت عن الراحلة و سار و سرت معه فلما دنا من الخبأ سبقني و قال لي: هناک إلي، أن يؤذن لک، فما کان إلا هنيئة فخرج إلي و هو يقول: طوبي لک فقد أعطيت سؤلک.

قال: فدخلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس علي نمط عليه نطع أدم أحمر متکئ علي مسورة أدم، فسلمت فرد علي السلام و لمحته فرأيت وجها مثل فلقة قمر لا بالخرق و لا بالنزق، و لا بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقني الانف، سهل الخدين علي خده الايمن خال فلما أنا بصرت به، حار عقلي في نعته وصفته فقال لي: يا ابن مهزيار کيف خلفت إخوانک بالعراق؟ قلت: في ضنک عيش و هناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم الله أني يؤفکون کاني بالقوم و قد قتلوا في ديارهم و أخذهم أمر ربهم ليلا أو نهارا.

فقلت: متي يکون ذلک يا ابن رسول الله؟ فقال: إذا حيل بينکم و بين سبيل الکعبة بأقوام لا خلاق لهم و الله و رسوله منهم برآء، و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة کأعمدة اللجين تتلالا نورا و يخرج الشروسي من أرمنية و آذربيجان يريد وراء الري الجبل الاسود، المتلاحم بالجبل الاحمر، لزيق جبال طالقان فتکون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير و يهرم منها الکبير و يظهر القتل بينهما.

فعندها توقهوا خروجه إلي الزوراء فلا يلبث بها حتي يوافي ماهان ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها ثم يخرج إلي کوفان، فتکون بينهم وقعة



[ صفحه 46]



من النجف إلي الحيرة إلي الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يکون بوار الفئتين و علي الله حصاد الباقين ثم تلا بسم الله الرحمن الرحيم أتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا کأن لم تغن بالامس [49] فقلت: سيدي يا ابن رسول الله ما الامر؟ قال: نحن أمر الله عزو جل و جنوده، قلت سيدي يا ابن رسول الله! حان الوقت؟ قال: و اقتربت الساعة و انشق القمر.

بيان: قوله أتعرف الضريحين أي البعيدين عن الناس قال الجوهري: الضريح: البعيد، و لا يبعد أن يکون بالصاد المهملة فان الصريح: الرجل الخالص النسب.

و النمط ضرب من السبط و لا يبعد أن يکون معرب نمد و المسورة متکاء من أدم و الدعج سواد العين و قيل شدة سواد العين في شدة بياضها و الهناة الشرور و الفساد و الشدائد العظام، و الشيصبان اسم الشيطان أي بني العباس الذين هم شرک شيطان.

و الصيلم الامر الشديد، و وقعة صيلمة: مستأصلة و ماهان الدينور و نهاوند و قوله: متي يکون ذلک يحتمل أن يکون سؤالا عن قيامه عليه السلام و خروجه و لو کان سؤالا عن انقراض بني العباس فجوابه عليه السلام محمول علي ما هو غرضه الاصلي من ظهور دولتهم عليهم السلام.

ثم أعلم أن اختلاف أسماء رواة هذه القصة [50] يحتمل أن يکون اشتباها من الرواة أو يکون وقع لهم جميعا هذه الوقائع المتشابهة، و الاظهر أن علي بن مهزيار هو علي بن إبراهيم بن مهزيار نسب إلي جده و هو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور إذ يبعد إدراکه لهذا الزمان و يؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلي جده إن لم يسقط الابن بين الکنية و الاسم.



[ صفحه 47]



و أما خبر إبراهيم فيحتمل الاتحاد و التعدد و إن کان الاتحاد أظهر باشتباه النساخ و الرواة، و العجب أن محمد بن أبي عبد الله عد فيما مضي محمد بن إبراهيم بن مهزيار ممن رآه عليه السلام و لم يعد أحدا من هؤلاء.

[51] ثم أعلم أن اشتمال هذه الاخبار علي أن له عليه السلام أخا مسمي بموسي غريب.

33 - ک: علي بن الحسن بن علي بن محمد العلوي قال: سمعت أبا الحسن ابن و جنا يقول: حدثنا أبي، عن جده أنه کان في دار الحسن بن علي عليهما السلام قال: فکبستنا الخيل و فيهم جعفر بن علي (بن محمد) [52] الکذاب و اشتغلوا بالنهب و الغارة، و کانت همتي في مولاي القائم عليه السلام قال: فإذا به قد أقبل و خرج عليهم من الباب و أنا أنظر إليه و هو عليه السلام ابن ست سنين فلم يره أحد حتي غاب.

34 - ک: أحمد بن الحسين بن عبد الله، عن (الحسين بن) زيد بن عبد الله البغدادي، عن علي بن سنان الموصلي، عن أبيه قال: لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسکري عليه السلام وفد من قم و الجبال وفود بالاموال التي کانت تحمل علي الرسم، و لم يکن عندهم خبر وفاته عليه السلام فلما أن وصلوا إلي سر من رأي سألوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام فقيل لهم: إنه قد فقد، قالوا: فمن وارثه؟ قالوا: أخوه جعفر بن علي فسألوا عنه، فقيل لهم: قد خرج متنزها و رکب زورقا في الدجلة يشرب و معه المغنون.

قال: فتشاور القوم و قالوا: ليست هذه صفات الامام، و قال بعضهم لبعض: أمضوا بنا لنرد هذه الاموال علي أصحابها فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتي ينصرف هذا الرجل و نختبر أمره علي الصحة.



[ صفحه 48]



قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه، و قالوا: يا سيدنا نحن قوم من أهل قم، و معنا جماعة من الشيعة و غيرها و کنا نحمل إلي سيدنا أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السلام الاموال فقال: و أين هي؟ قالوا: معنا قال: احملوها إلي، قالوا: إن لهذه الاموال خبرا طريفا فقال: و ما هو؟ قالوا: إن هذه الاموال تجمع و يکون فيها من عامة الشيعة الدينار و الديناران، ثم يجعلونها في کيس و يختمون عليها و کنا إذا وردنا بالمال قال سيدنا أبو محمد عليه السلام: جملة المال کذا و کذا دينارا: من فلان کذا، و من فلان کذا، حتي يأتي علي أسماء الناس کلهم و يقول ما علي الخواتيم من نقش فقال جعفر: کذبتم تقولون علي أخي ما لم يفعله هذا علم الغيب.

قال: فلما سمع القوم کلام جعفر جعل ينظر بعضهم إلي بعض فقال لهم: احملوا هذا المال إلي فقالوا: إنا قوم مستأجرون، وکلاء لارباب المال، و لا نسلم المال إلا بالعلامات التي کنا نعرفها من سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فان کنت الامام فبرهن لنا و إلا رددناها إلي أصحابها يرون فيها رأيهم.

قال: فدخل جعفر علي الخليفة، و کان بسر من رأي فاستعدي عليهم، فلما حضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلي جعفر قالوا: أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون، وکلاء لارباب هذه الاموال، و هي (وداعة ا) لجماعة أمرونا أن لا نسلمها إلا بعلامة و دلالة و قد جرت بهذا العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام.

فقال الخليفة: و ما الدلالة التي کانت لابي محمد؟ قال القوم: کان يصف الدنانير و أصحابها و الاموال و کم هي؟ فإذا فعل ذلک سلمناها إليه و قد وفدنا عليه مرارا فکانت هذه علامتنا منه و دلالتنا، و قد مات، فان يکن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما کان يقيم أخوه و إلا رددناها إلي أصحابها.

فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم کذابون يکذبون علي أخي و هذا علم الغيب، فقال الخليفة: القوم رسل و ما علي الرسول إلا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر و لم يحر جوابا فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلي من



[ صفحه 49]



يبدرقنا حتي نخرج من هذه البلدة قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها.

فلما أن خرجوا من البلد، خرج عليهم غلام أحسن الناس وجها کأنه خادم فنادي يا فلان بن فلان! و يا فلان بن فلان! أجيبوا مولاکم! قال: فقالوا له: أنت مولانا؟ قال: معاذ الله أنا عبد مولاکم فسيروا إليه.

قالوا: فسرنا معه حتي دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام فإذا ولده القائم عليه السلام قاعد علي سرير کأنه فلقة القمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال: جملة المال کذا و کذا دينارا: حمل فلان کذا، و فلان کذا، و لم يزل يصف حتي وصف الجميع ثم وصف ثيابنا و رحالنا، و ما کان معنا من الدواب فخررنا سجدا لله عز و جل شکرا لما عرفنا و قبلنا الارض بين يديه ثم سألناه عما أردنا فأجاب فحملنا إليه الاموال و أمرنا القائم أن لا نحمل إلي سر من رأي بعدها شيئا فانه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الاموال و يخرج من عنده التوقيعات.

قال: فانصرفنا من عنده و دفع إلي أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط و الکفن، و قال له: أعظم الله أجرک في نفسک، قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همذان حتي توفي رحمه الله و کان بعد ذلک تحمل الاموال إلي بغداد إلي النواب المنصوبين، و يخرج من عندهم التوقيعات.

قال الصدوق رحمه الله: هذا الخبر يدل علي أن الخليفة کان يعرف هذا الامر کيف هو و أين موضعه؟ فلهذا کف عن القوم و عما معهم من الاموال، و دفع جعفر الکذاب عنهم، و لم يأمرهم بتسليمها إليه، إلا أنه کان يحب أن يخفي هذا الامر و لا يظهر، لئلا يهتدي إليه الناس فيعرفونه.

و قد کان جعفر حمل إلي الخليفة [53] عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن -



[ صفحه 50]



علي عليهما السلام فقال له: يا أمير المؤمنين تعجل لي مرتبة أخي و منزلته؟ فقال الخليفة: أعلم أن منزلة أخيک لم تکن بنا إنما کانت بالله عز و جل، نحن کنا نجتهد في حط منزلته، و الوضع منه، و کان الله عز و جل يأبي إلا أن يزيده کل يوم رفعة بما کان فيه من الصيانة، و حسن السمت، و العلم و العبادة، فان کنت عند شيعة أخيک بمنزلته فلا حاجة بک إلينا، و إن لم تکن عندهم بمنزلته، و لم يکن فيک ما في أخيک لم نغن عنک في ذلک شيئا. [54] .

35 - غط: جعفر بن محمد بن مالک، عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن أحمد الانصاري قال: وجه قوم من المفوضة و المقصرة کامل بن إبراهيم المدني إلي أبي محمد عليه السلام قال کامل: فقلت في نفسي أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي و قال بمقالتي، قال: فلما دخلت علي سيدي أبي محمد عليه السلام نظرت إلي ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي: ولي الله و حجته يلبس الناعم من الثياب، و يأمرنا نحن بمواساة الاخوان، و ينهانا عن لبس مثله.

فقال متبسما: يا کامل و حسر (عن) ذراعيه، فإذا مسح أسود خشن علي جلده فقال: هذا لله و هذا لکم، فسلمت و جلست إلي باب عليه ستر مرخي، فجاءت الريح فکشفت طرفه فإذا أنا بفتي کأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها.

فقال لي يا کامل بن إبراهيم، فاقشعررت من ذلک و الهمت أن قلت: لبيک يا سيدي فقال: جئت إلي ولي الله و حجته و بابه تسأله هل يدخل الجنة



[ صفحه 51]



إلا من عرف معرفتک و قال بمقالتک؟ فقلت: إي و الله، قال: إذن و الله يقل داخلها و الله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية قلت: يا سيدي و من هم؟ قال: قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه و لا يدرون ما حقه و فضله.

ثم سکت عليه السلام عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة کذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله، فإذا شاء شئنا، و الله يقول: و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله.

ثم رجع الستر إلي حالته فلم أستطع کشفه فنظر إلي أبو محمد عليه السلام متبسما فقال: يا کامل ما جلوسک و قد أنبأک بحاجتک الحجة من بعدي فقمت و خرجت و لم اعاينه بعد ذلک قال أبو نعيم: فلقيت کاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به.

غط: أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ، عن الحسن بن و جنا قال: سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الانصاري و ذکر مثله.

[55] دلائل الامامة للطبري: عن محمد بن هارون التلعکبري، عن أبيه عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد مثله.

بيان: يحتمل أن يکون المراد بالحقية المستضعفين من المخالفين أو من الشيعة أو الاعم و سيأتي تحقيق القول في ذلک في کتاب الايمان و الکفر.

36 - غط: محمد بن يعقوب، عن أحمد بن النضر، عن القنبري من ولد قنبر الکبير مولي أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: جري حديث جعفر فشتمه فقلت: فليس غيره فهل رأيته؟ قال: لم أره و لکن رآه غيري، قلت: و من رآه قال: رآه جعفر مرتين و له حديث: و حدث عن رشيق صاحب المادراي قال: بعث إلينا المعتضد و نحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يرکب کل واحد منا فرسا و يجنب آخر و نخرج مخففين لا يکون معنا قليل و لا کثير إلا علي السرج مصلي و قال لنا: الحقوا بسامرة و وصف لنا محلة و دارا و قال: إذا أتيتموها تجدوا علي الباب خادما أسود، فاکبسوا الدار



[ صفحه 52]



و من رأيتم فيها فائتوني برأسه.

فوافينا سامرة فوجدنا الامر کما وصفه و في الدهليز خادم أسود و في يده تکة ينسجها فسألناه عن الدار و من فيها، فقال: صاحبها فو الله ما التفت إلينا و قل اکتراثه بنا فکبسنا الدار کما أمرنا، فوجدنا دارا سرية، و مقابل الدار ستر ما نظرت قط إلي أنبل منه، کأن الايدي رفعت عنه في ذلک الوقت، و لم يکن في الدار أحد.

فرفعنا الستر فإذا بيت کبير کأن بحرا فيه و في أقصي البيت حصير قد علمنا أنه علي الماء، و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي، فلم يلتفت إلينا و لا إلي شيء من أسبابنا، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطي البيت فغرق في الماء، و ما زال يضطرب حتي مددت يدي إليه فخلصته و أخرجته و غشي عليه، و بقي ساعة، و عاد صاحبي الثاني إلي فعل ذلک الفعل فناله مثل ذلک و بقيت مبهوتا.

فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلي الله و إليک، فو الله ما علمت کيف الخبر و لا إلي من أجيئ و أنا تائب إلي الله فما التفت إلي شيء مما قلنا، و ما انفتل عما کان فيه، فهالنا ذلک و انصرفنا عنه، و قد کان المعتضد ينتظرنا و قد تقدم إلي الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت کان.

فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر فحکينا له ما رأينا فقال: ويحکم لقيکم أحد قبلي و جري منکم إلي أحد سبب أو قول؟ قلنا: لا فقال: أنا نفي [56] من جدي و حلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته.

37 - يج/: عن رشيق صاحب المادراي مثله، و قال في موضع آخر ثم بعثوا عسکرا أکثر فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا



[ صفحه 53]



علي بابه، و حفظوه حتي لا يصعد و لا يخرج و أميرهم قائم حتي يصلي العسکر کلهم، فخرج (من) السکة التي علي باب السرداب و مر عليهم فلما غاب قال الامير: أنزلوا عليه، فقالوا: أ ليس هو مر عليک؟ فقال: ما رأيت قال: و لم ترکتموه؟ قالوا: إنا حسبنا أنک تراه.

38 - نجم: قد أدرکت في وقتي جماعة يذکرون أنهم شاهدوا المهدي صلوات الله عليه و فيهم من حملوا عنه رقاعا و رسائل عرضت عليه.

فمن ذلک ما عرفت صدق ما حدثني به، و لم يأذن في تسميته، فذکر أنه کان قد سأل الله تعالي أن يتفضل عليه بمشاهدة المهدي سلام الله عليه، فرأي في منامه أنه شاهده في وقت أشار إليه.

قال: فلما جاء الوقت کان بمشهد مولانا موسي بن جعفر عليهما السلام فسمع صوتا قد عرفه قبل ذلک الوقت، و هو يزور مولانا الجواد عليه السلام فامتنع هذا السائل من التهجم عليه، و دخل فوقف عند رجلي ضريح مولانا الکاظم عليه السلام فخرج من اعتقد أنه هو المهدي عليه السلام و معه رفيق له و شاهده و لم يخاطبه في شيء لوجوب التأدب بين يديه.

و من ذلک ما حدثني به الرشيد أبو العباس بن ميمون الواسطي و نحن مصعدون إلي سامرا [57] قال: لما توجه الشيخ يعني جدي ورام بن أبي فراس



[ صفحه 54]



قدس الله روحه من الحلة متألما من المغازي و أقام بالمشهد المقدس بمقابر قريش شهرين إلا سبعة أيام قال: فتوجهت من واسط إلي سر من رأي و کان البرد شديدا فاجتمعت مع الشيخ بالمشهد الکاظمي و عرفته عزمي علي الزيارة فقال لي: أريد أنفذ [58] إليک رقعة تشدها في تکة لباسک - فشددتها أنافي لباسي - فإذا وصلت إلي القبة الشريفة، و يکون دخولک في أول الليل و لم يبق عندک أحد، و کنت آخر من يخرج فاجعل الرقعة عند القبة فإذا جئت بکرة و لم تجد الرقعة فلا تقل لاحد شيئا.

قال: ففعلت ما أمرني وجئت بکرة فلم أجد الرقعة و انحدرت إلي أهلي و کان الشيخ قد سبقني إلي أهله علي اختياره فلما جئت في أوان الزيارة و لقيته في منزله بالحلة قال لي: تلک الحاجة انقضت.

قال أبو العباس: و لم أحدث بهذا الحديث قبلک أحدا منذ توفي الشيخ إلي الآن و کان له منذ مات ثلاثون سنة تقريبا.

و من ذلک ما عرفته ممن تحققت صدقه فيما ذکره، قال کنت قد سألت مولانا المهدي صلوات الله عليه أن يأذن لي في أن أکون ممن يشرف بصحبته و خدمته، في وقت غيبته، اسوة بمن يخدمه من عبيده و خاصته، و لم إطلع علي هذا المراد أحدا من العباد، فحضر عندي هذا الرشيد أبو العباس الواسطي المقدم ذکره يوم الخميس تاسع عشرين رجب سنة خمس و ثلاثين و ستمأة، و قال لي ابتداء من نفسه: قد قالوا لک ما قصدنا إلا الشفقة عليک، فان کنت توطن نفسک علي الصبر حصل المراد، فقلت له: عمن تقول هذا؟ فقال: عن مولانا المهدي صلوات الله عليه.

و من ذلک ما عرفته ممن حققت حديثه و صدقته أنه قال: کتبت إلي مولانا المهدي صلوات الله عليه و علي آبائه الطاهرين کتابا يتضمن عدة مهمات، و سألت جوابه بقلمه الشريف عنها.

و حملته معي إلي السرداب الشريف بسر من رأي فجعلت



[ صفحه 55]



الکتاب في السرداب ثم خفت عليه فأخذته معي و کانت ليلة جمعة و انفردت في بعض حجر مشهد المقدس.

قال فلما قارب نصف الليل دخل خادم مسرعا فقال: أعطني الکتاب! أللهم قال - و يقال الشک من الراوي - فجلست لا تطهر للصلاة و أبطأت لذلک فخرجت فلم أجد الخادم و لا المخدوم، و کان المراد من إيراد هذا الحديث أنه عليه السلام إطلع علي کتاب ما اطلعت عليه أحدا من البشر و أنه نفذ خادمه ملتمسه، فکان ذلک آية لله تعالي و معجزة له عليه السلام يعرف ذلک من نظر.

39 - نبه: حدثني السيد الاجل علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني، عن علي بن علي بن نما، قال: حدثنا الحسن بن علي بن حمزة الاقساسي في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي قال: کان بالکوفة شيخ قصار، و کان موسوما بالزهد منخرطا في سلک السياحة متبتلا للعبادة مقتضيا للآثار الصالحه فاتفق يوما أنني کنت بمجلس والدي، و کان هذا الشيخ يحدثه و هو مقبل عليه.

قال: کنت ذات ليلة بمسجد جعفي و هو مسجد قديم في ظاهر الکوفة و قد انتصف الليل و أنا بمفردي فيه للخلوة و العبادة إذا أقبل علي ثلاثة أشخاص، فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته، جلس أحدهم ثم مسح الارض بيده يمنة و يسرة و خضخض الماء، و نبع فأسبغ الوضوء منه، ثم أشار إلي الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء فتوضئا ثم تقدم فصلي بهما إماما فصليت معهم مؤتما به.

فلما سلم و قضي صلاته بهرني حاله، و استعظمت فعله من إنباع الماء فسألت الشخص الذي کان منهما علي يميني عن الرجل فقلت له: من هذا؟ فقال لي هذا صاحب الامر ولد الحسن، فدنوت منه و قبلت يديه، و قلت له: يا ابن رسول الله ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو علي الحق؟ فقال: لا و ربما اهتدي إلا أنه لا يموت حتي يراني.

فاستطرفنا هذا الحديث.

فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر و لم يسمع أنه لقيه فلما اجتمعت



[ صفحه 56]



بالشيخ الزاهد ابن بادية أذکرته بالحکاية التي کان ذکرها، و قلت له مثل الراد عليه أ ليس کنت ذکرت أن هذا الشريف لا يموت حتي يري صاحب الامر الذي أشرت أليه؟ فقال لي: و من أين علمت أنه لم يره؟ ثم إنني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة و تقاوضنا أحاديث والده فقال: إنا کنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي و هو في مرضه الذي مات فيه، و قد سقطت قوته و خفت صوته، و الابواب مغلقة علينا إذ دخل علينا شخص هبناه، و استطرفنا دخوله، و ذهلنا عن سؤاله، فجلس إلي جنب والدي و جعل يحدثه مليا و والدي يبکي ثم نهض.

فلما غاب عن أعيننا تحامل والدي و قال: أجلسوني فأجلسناه و فتح عينيه و قال: أين الشخص الذي کان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث أتي فقال: اطلبوه فذهبنا في أثره فوجدنا الابواب مغلقة و لم نجد له أثرا فعدنا إليه فأخبرناه بحاله و أنا لم نجده، و سألناه عنه، فقال: هذا صاحب الامر ثم عاد إلي ثقله في المرض و اغمي عليه.

40 - يج/: روي عن أبي الحسن المسترق الضرير قال: کنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاکرنا أمر الناحية [59] قال: کنت ازري عليها إلي أن حضر المجلس عمي الحسين يوما فأخذت أتکلم في ذلک فقال: يا بني قد کنت أقول بمقالتک هذه إلي أن ندبت لولاية قم، حين استصعبت علي السلطان، و کان کل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها فسلم إلي جيش و خرجت نحوها.

فلما بلغت إلي ناحية طرز [60] خرجت إلي الصيد ففاتتني طريدة فأتبعتها و



[ صفحه 57]



أو غلت في أثرها حتي بلغت إلي نهر فسرت فيه و کلما أسير يتسع النهر، فبينما أنا کذلک إذ طلع علي فارس تحته شهباء و هو متعمم بعمامة خز خضراء، لا يري منه سوي عينيه، و في رجله خفان حمراوان، فقال لي يا حسين و لا هو أمرني و لا کناني [61] ، فقلت: ماذا تريد؟ قال: لم تزري علي الناحية، و لم تمنع أصحابي خمس مالک؟ و کنت الرجل الوقور الذي لا يخاف شيئا فارعدت و تهيبته و قلت له: أفعل يا سيدي ما تأمر به.

فقال: إذا مضيت إلي الموضع الذي أنت متوجه إليه فدخلته عفوا و کسبت ما کسبت فيه، تحمل خمسه إلي مستحقه فقلت: السمع و الطاعة فقال: أمض راشدا.

و لوي عنان دابته و انصرف فلم أدر أي طريق سلک و طلبته يمينا و شمالا فخفي علي أمره و ازددت رعبا و انکففت راجعا إلي عسکري و تناسيت الحديت.

فلما بلغت قم و عندي أني أريد محاربة القوم، خرج الي أهلها و قالوا: کنا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا فأما إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا بينک ادخل البلد فدبرها کما تري، فأقمت فيها زمانا و کسبت أموالا زائدة علي ما کنت أتوقع ثم وشي القواد بي إلي السلطان، و حسدت علي طول مقامي و کثرة ما اکتسبت، فعزلت و رجعت إلي بغداد، فابتدأت بدار السلطان و سلمت و أقبلت إلي منزلي و جاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري فتخطي الناس حتي اتکأ علي تکأتي فاغتظت من ذلک، و لم يزل قاعدا ما يبرح، و الناس داخلون و خارجون و أنا أزداد غيظا، فلما تصرم المجلس، دنا إلي و قال: بيني و بينک سر فاسمعه فقلت، قل فقال: صاحب الشهباء و النهر يقول: قد وفينا بما وعدنا فذکرت الحديث و ارتعت ذلک و قلت: السمع و الطاعة، فقمت فأخذت بيده ففتحت الخزائن فلم يزل يخمسها إلي خمس شيئا کنت قد أنسيته مما کنت قد جمعته و انصرف، و لم أشک بعد ذلک و تحققت الامر، فأنا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما کان



[ صفحه 58]



اعترضني من شک.

بيان: الطرد بالتحريک مزاولة الصيد، و الطريدة ما طردت من صيد و غيره و الايغال السير السريع و الامعان فيه، قوله فدخلته عفوا أي (من) محاربة و مشقة قال الجزري فيه أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس أي السهل المتيسر و قال الفأرة آبادي: أعطيته عفوا أي بغير مسألة.

41 - يج/: روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين للحج و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلي مکانه من البيت، کان أکبر همي من ينصب الحجر؟ لانه مضي في أثناء الکتب قصة أخذه و (أنه) إنما ينصبه في مکانه الحجة في الزمان کما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين في مکانه و استقر، فاعتللت علة صعبة خفت منها علي نفسي و لم يتهيأ لي ما قصدته فاستنبت المعروف بإبن هشام و أعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري و هل يکون الموتة في هذه العلة أم لا و قلت: همي إيصال هذه الرقعة إلي واضع الحجر في مکانه و أخذ جوابه و إنما أندبک لهذا، قال فقال المعروف بإبن هشام: لما حصلت بمکة و عزم علي إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمکنت معها من الکون بحيث أري واضع الحجر في مکانه فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فکلما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله و وضعه في مکانه فاستقام کأنه لم يزل عنه، و علت لذلک الاصوات فانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مکاني أتبعه و أدفع الناس عني يمينا و شمالا حتي ظن بي الاختلاط في العقل، و الناس يفرجون لي و عيني لا تفارقه حتي انقطع عن الناس فکنت أسرع الشد خلفه و هو يمشي علي تؤده السير و لا أدرکه.

فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف و التفت إلي فقال: هات ما معک فناولته الرقعة فقال من أن ينظر إليها: قل له: لا خوف عليک في هذه العلة و يکون ما لا بد بعد ثلاثين سنة، قال: فوقع علي الدمع حتي لم اطق حراکا و ترکني و انصرف.



[ صفحه 59]



قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة فلما کان سنة سبع و ستين اعتل أبو القاسم و أخذ ينظر في أمره و تحصيل جهازه إلي قبره، فکتب وصيته و استعمل الجد في ذلک، فقيل له: ما هذا الخوف؟ و نرجو أن يتفضل الله بالسلامة فما عليک بمخوفة فقال: هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته.

بيان: في سنة سبع و ثلاثين أي بعد ثلاثمائة ترک المئات لوضوحها اختصارا و ابن قولويه أستاذ المفيد و قال الشيخ في الرجال: مات سنة ثمان و ستين و ثلاثمأة و کان وفاته في أوائل الثمان، فلم يعتبر في هذا الخبر الکسر لقلته، مع أن إسقاط ما هو أقل من النصف شائع في الحساب. [62] .

42 - يج/: روي أن أبا محمد الدعلجي کان له ولدان و کان من أخيار أصحابنا و کان قد سمع الاحاديث و کان أحد ولديه علي الطريقة المستقيمة و هو أبو الحسن کان يغسل الاموات و ولد آخر يسلک مسالک الاحداث في الاجرام، و دفع إلي أبي محمد حجة يحج بها عن صاحب الزمان عليه السلام و کان ذلک عادة الشيعة وقتئذ.

فدفع شيئا منها إلي ابنه المذکور بالفساد و خرج إلي الحج فلما عاد حکي أنه کان واقفا بالموقف فرأي إلي جانبه شابا حسن الوجه أسمر اللون، بذؤابتين مقبلا علي شأنه في الابتهال و الدعاء و التضرع، و حسن العمل فلما قرب نفر الناس التفت إلي فقال: يا شيخ أما تستحيي؟ فقلت: من أي شيء يا سيدي، قال: يدفع إليک حجة عمن تعلم فتدفع منها إلي فاسق يشرب الخمر، يوشک أن تذهب عينک هذه - و أومأ إلي عيني - و أما من ذلک إلي الآن علي وجل و مخافة.

و سمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلک قال: فما مضي عليه أربعون يوما بعد مورده حتي خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت.

43 - يج/: روي عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض إخوانه من أهل المدائن قال: کنت مع رفيق لي حاجا فإذا شاب قاعد، عليه إزار و رداء، فقومنا هما مائة و خمسين دينارا و في رجله نعل صفراء ما عليها غبار و لا أثر السفر، فدنا منه



[ صفحه 60]



سائل فتناول من الارض شيئا فأعطاه فأکثر السائل الدعاء و قام الشاب و ذهب و غاب.

فدنونا من السائل فقلنا: ما أعطاک؟ قال: آتاني حصاة من ذهب، قدرناها عشرين مثقالا، فقلت لصاحبي: مولانا معنا و لا نعرفه، اذهب بنا في طلبه فطلبنا الموقف کله فلم نقدر عليه، فرجعنا و سألنا من کان حوله، فقالوا شاب علوي من المدينة يحج في کل سنة ماشيا.

44 - يج/: روي عن جعفر بن حمدان، عن حسن بن حسين قال: کنت في الطواف فشککت فيما بيني و بين نفسي في الطواف فإذا شاب قد استقبلني حسن الوجه فقال: طف أسبوعا آخر.

45 - شا: ابن قولويه، عن الکليني، عن علي بن محمد، عن حمدان القلانسي قال: قلت لابي عمرو العمري رحمة الله عليه، قد مضي أبو محمد؟ فقال لي: قد مضي و لکن قد خلف فيکم من رقبته مثل هذه و أشار بيده.

و عن علي بن محمد، عن فتح مولي الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذکر أنه رآه و وصف لي قده.

46 - شا: بالاسناد، عن علي بن محمد، (عن محمد علي بن إبراهيم) [63] عن أبي عبد الله بن صالح أنه رآه بحذاء الحجر و الناس يتجاذبون عليه و هو يقول: ما بهذا امروا.

47 - شا: بالاسناد عن أبي عبد الله بن صالح و أحمد بن النضر، عن القنبري قال: جري حديث جعفر بن علي فذمه فقلت: ليس غيره؟ قال: بلي قلت: فهل رأيته؟ قال: لم أره: و لکن غيري رآه، قلت: من غيرک؟ قال: قد رآه جعفر مرتين (و له حديث).

48 - شا: بالاسناد، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الکوفي، عن جعفر المکفوف، عن عمرو الاهوازي قال: أرانيه أبو محمد و قال: هذا صاحبکم.

49 - شا: ابن قولويه، عن الکليني، عن محمد بن يحيي، عن الحسن بن



[ صفحه 61]



علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن أبي نصر طريف الخادم أنه رآه. [64] .

50 - مهج: کنت أنا بسر من رأي فسمعت سحرا دعاء القائم عليه السلام فحفظت منه من الدعاء لمن ذکره الاحياء و الاموات: و أبقهم أو قال: و أحيحهم في عزنا و ملکنا أو سلطاننا و دولتنا و کان ذلک في ليلة الاربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمأة.

51 - کشف: و أنا أذکر من ذلک قصتين قرب عهدهما من زماني و حدثني بهما جماعة ممن ثقات إخواني.

کان في البلاد الحلية شخص يقال له: إسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل مات في زماني و ما رأيته، حکي لي ولده شمس الدين قال: حکي لي والدي أنه خرج فيه و هو شاب علي فخذه الايسر توثة [65] مقدار قبضة الانسان و کانت في کل ربيع تتشقق و يخرج منها دم و قيح و يقطعه ألمها عن کثير من أشغاله و کان مقيما بهرقل فحضر إلي الحلة يوما و دخل إلي مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاووس رحمه الله و شکا إليه ما يجده، و قال: أريد أن اداويها فأحضر له أطباء الحلة و أراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الاکحل، و علاجها خطر و متي قطعت خيف أن ينقع العرق فيموت.

فقال له السعيد رضي الدين قدس الله روحه: أنا متوجه إلي بغداد و ربما کان أطباؤها أعرف و أحذق من هؤلاء، فأصحبني فأصعد معه و أحضر الاطباء فقالوا کما قال أولئک فضاق صدره، فقال له السعيد: إن الشرع قد فسح لک في الصلاة في هذه الثياب، و عليک الاجتهاد في الاحتراس، و لا تغرر بنفسک، فالله تعالي قد نهي عن ذلک و رسوله.

فقال له والدي: إذا کان الامر هکذا و قد حصلت في بغداد فأتوجه إلي



[ صفحه 62]



زيارة المشهد الشريف بسر من رأي علي مشرفه السلام ثم أنحدر إلي أهلي فحسن له ذلک، فترک ثيابه و نفقته عند السعيد رضي الدين و توجه.

قال: فلما دخلت المشهد وزرت الائمة عليهم السلام نزلت السرداب و استغثت بالله تعالي و بالامام عليه السلام و قطعت بعض الليل في السرداب و بقيت في المشهد إلي الخميس ثم مضيت إلي دجلة، و اغتسلت و لبست ثوبا نظيفا و ملات إبريقا کان معي و صعدت أريد المشهد فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السؤر و کان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم، فحسبتهم منهم، فالتقينا فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط و کل واحد منهم متقلد بسيف و شيخا منقبا بيده رمح و الآخر متقلد بسيف و عليه فرجية ملونة فوق السيف، و هو متحنک بعذبته.

فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق، و وضع کعب رمحه في الارض و وقف الشابان عن يسار الطريق و بقي صاحب الفرجية علي الطريق مقابل والدي ثم سلموا عليه فرد عليهم السلام، فقال له صاحب الفرجية: أنت غدا تروح إلي أهلک؟ فقال له: نعم فقال له: تقدم حتي أبصر ما يوجعک؟ قال: فکرهت ملامستهم و قلت: أهل البادية ما يکادون يحترزون من النجاسة و أنا قد خرجت من الماء و قميصي مبلول.

ثم إني مع ذلک تقدمت إليه فلزمني بيدي و مدني إليه و جعل يلمس جانبي من کتفي إلي أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده فأوجعني ثم استوي في سرج فرسه کما کان، فقال لي الشيخ: أفلحت يا أسماعيل! فتعجبت من معرفته باسمي فقلت: أفلحنا و أفلحتم إنشاء الله.

قال: فقال: هذا هو الامام قال: فتقدمت إليه فاحتضنته و قبلت فخذه ثم إنه ساق و أنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع فقلت: لا افارقک أبدا فقال: المصلحة رجوعک فأعدت عليه مثل القول الاول فقال الشيخ: يا إسماعيل ما تستحيي؟ يقول لک الامام مرتين: ارجع و تخالفه فجهني بهذا القول فوقفت فتقدم خطوات و التفت إلي و قال: إذا وصلت ببغداد فلا بد أن يطلبک أبو جعفر يعني الخليفة المستنصر فإذا



[ صفحه 63]



حضرت عنده و أعطاک شيئا فلا تأخذه و قل لولدنا الرضي ليکتب لک إلي علي بن عوض فانني اوصيه يعطيک الذي تريد.

ثم سار و أصحابه معه فلم أزل قائما أبصرهم حتي بعدوا و حصل عندي أسف لمفارقته، فقعدت إلي الارض ساعة ثم مشيت إلي المشهد فاجتمع القوام حولي و قالوا نري وجهک متغيرا أوجعک شيء؟ قلت: لا، قالوا: خاصمک أحد؟ قلت: لا ليس عندي مما تقولون خبر، لکن أسالکم هل عرفتم الفرسان الذين کانوا عندکم؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم، فقلت: بل هو الامام عليه السلام فقالوا: الامام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت هو صاحب الفرجية، فقالوا: أريته المرض الذي فيک، فقلت هو قبضه بيده، و أوجعني.

ثم کشفت رجلي فلم أر لذلک المرض أثرا فتداخلني الشک من الدهش فأخرجت رجلي الاخري فلم أر شيئا فانطبق الناس علي و مزقوا قميصي فأدخلني القوام خزانة و منعوا الناس عني، و کان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة و سأل عن الخبر فعرفوه فجاء إلي الخزانة و سألني عن اسمي و سألني: منذ کم خرجت من بغداد؟ فعرفته أني خرجت في أول الاسبوع فمشي عني و بت في المشهد و صليت الصبح و خرجت و خرج الناس معي إلي أن بعدت عن المشهد و رجعوا عني.

و وصلت إلي أواني [66] فبت بها و بکرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين علي القنطرة العتيقة يسألون کل من ورد عليهم عن اسمه و نسبه و أين کان؟ فسألوني عن اسمي و من أين جئت فعرفتهم فاجتمعوا علي و مزقوا ثيابي و لم يبق لي في روحي حکم.

و کان ناظر بين النهرين کتب إلي بغداد و عرفهم الحال ثم حملوني إلي بغداد، و ازدحم الناس علي و کادوا يقتلونني من کثرة الزحام، و کان الوزير القمي قد طلب السعيد رضي الدين و تقدم أن يعرفه صحة هذا الخبر.



[ صفحه 64]



قال: فخرج رضي الدين و معه جماعة فوافينا باب النوبي فرد أصحابه الناس عني فلما رآني قال: أعنک يقولون؟ قلت: نعم، فنزل عن دابته و کشف فخذي فلم ير شيئا فغشي عليه ساعة و أخذ بيدي و أدخلني علي الوزير، و هو يبکي و يقول يا مولانا هذا أخي و أقرب الناس إلي قلبي.

فسألني الوزير عن القصة فحکيت له فأحضر الاطباء الذين أشرفوا عليها و أمرهم بمداواتها، فقالوا ما دواؤها إلا القطع بالحديد و متي قطعها مات، فقال لهم الوزير: فبتقدير أن يقطع و لا يموت في کم تبرأ؟ فقالوا: في شهرين و يبقي في مکانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر فسألهم الوزير متي رأيتموه قالوا: منذ عشرة أيام فکشف الوزير عن الفخذ الذي کان فيه الالم و هي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا.

فصاح أحد الحکماء: هذا عمل المسيح فقال الوزير: حيث لم يکن عملکم فنحن نعرف من عملها.

ثم إنه احضر عند الخليفة المستنصر فسأله عن القصة فعرفه بها کما جري فتقدم له بألف دينار فلما حضرت قال: خذ هذه فأنفقها فقال: ما أجسر آخذ منه حبة واحدة، فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا؟ قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا فبکي الخليفة، و تکدر و خرج من عنده و لم يأخذ شيئا.

قال علي بن عيسي عفي الله عنه: کنت في بعض الايام أحکي هذه القصة لجماعة عندي و کان هذا شمس الدين محمد ولده عندي و أنا لا أعرفه فلما انقضت الحکاية قال: أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق و قلت له: هل رأيت فخذه و هي مريضة؟ فقال: لا لاني أصبو عن ذلک و لکني رأيتها بعد ما صلحت و لا أثر فيها و قد نبت في موضعها شعر.

و سألت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشير العلوي الموسوي، و نجم الدين حيدر بن الايسر رحمهما الله تعالي و کانا من أعيان الناس و سراتهم و ذوي الهيئات منهم و کانا صديقين لي و عزيزين عندي فأخبراني بصحة القصة و أنهما رأياها في حال



[ صفحه 65]



مرضها و حال صحتها.

و حکي لي ولده هذا أنه کان بعد ذلک شديد الحزن لفراقه عليه السلام حتي أنه جاء إلي بغداد و أقام بها في فصل الشتاء و کان کل أيام يزور سامرا و يعود إلي بغداد فزارها في تلک السنة أربعين مرة طمعا أن يعود له الوقت الذي مضي، أو يقضي له الحظ بما قضي، و من الذي أعطاه دهره الرضا، أو ساعده بمطالبه صرف القضا، فمات رحمه الله بحسرته و انتقل إلي الآخرة بغصته و الله يتولاه و إيانا برحمته بمنه و کرامته.

و حکي لي السيد باقي بن عطوة الحسني أن أباه عطوة کان آدر [67] و کان زيدي المذهب و کان ينکر علي بنية الميل إلي مذهب الامامية و يقول: لا اصدقکم و لا أقول بمذهبکم، حتي يجئ صاحبکم، يعني المهدي عليه السلام فيبرؤني من هذا المرض، و تکرر هذا القول منه.

فبينا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الآخرة إذا أبونا يصيح و يستغيث بنا فأتيناه سراعا فقال: الحقوا صاحبکم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نرأحدا فعدنا إليه و سألناه فقال: إنه دخل إلي شخص و قال: يا عطوة فقلت: من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيک قد جئت لا برئک مما بک ثم مد يده فعصر قروتي و مشي و مددت يدي فلم أر لها أثرا.

قال لي ولده: و بقي مثل الغزال ليس به قلبة، و اشتهرت هذه القصة و سألت عنها ابنه فأخبر عنها فأقر بها.

و الاخبار عنه عليه السلام في هذا الباب کثيرة و أنه رآه جماعة قد انقطعوا في طريق الحجاز و غيرها، فخلصهم و أوصلهم إلي حيث أرادوا، و لو لا التطويل لذکرت منها جملة، و لکن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني کاف.

بيان: التوثة لم أرها في اللغة و يحتمل أن يکون اللوثة بمعني الجرح



[ صفحه 66]



و الاسترخاء، و عذبه کل شيء بالتحريک: طرفه، و يقال جهه أي رده قبيحا، قوله لاني أصبو عن ذلک أي کان يمنعني شرة الصبا عن التوجه إلي ذلک أو کنت طفلا لا أعقل ذلک، قال الجوهري: صبا يصبو صبوة أي مال إلي الجهل و الفتوة و قال: القروة أن يعظم جلد البيضتين لريح فيه أو ماء أو لنزول الامعاء، و قال قولهم ما به قلبة أي ليست به علة.

أقول: روي المفيد و الشهيد و مؤلف المزار الکبير رحمهم الله في مزاراتهم بأسانيدهم عن علي بن محمد بن عبد الرحمن التستري قال: مررت ببني رؤاس فقال لي بعض إخواني: لو ملت بنا إلي مسجد صعصعة فصلينا فيه فإن هذا رجب و يستحب فيه زيارة هذه المواضع المشرفة التي وطئها الموالي بأقدامهم وصلوا فيها، و مسجد صعصعة منها.

قال: فملت معه إلي المسجد و إذا ناقة معقلة مرحلة قد انيخت بباب المسجد فدخلنا و إذا برجل عليه ثياب الحجاز و عمة کعمتهم قاعد يدعو بهذا الدعاء فحفظته أنا و صاحبي ثم سجد طويلا و قام فرکب الراحلة و ذهب، فقال لي صاحبي تراه الخضر فما بالنا لا نکلمه کأنما أمسک علي ألسنتنا فخرجنا فلقينا ابن أبي رواد الرواسي فقال: من أين أقبلتما؟ قلنا: من مسجد صعصعة و أخبرناه بالخبر، فقال: هذا الراکب يأتي مسجد صعصعة في اليومين و الثلاثة لا يتکلم قلنا: من هو؟ قال: فمن تريانه أنتما؟ قلنا: نظنه الخضر عليه السلام فقال: فأنا و الله لا أراه إلا من الخضر محتاج إلي رؤيته، فنصرفا راشدين! فقال لي صاحبي: هو و الله صاحب الزمان.

52 - کا: علي بن محمد، عن أبي محمد الوجنائي أنه أخبره عمن رآه عليه السلام خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام و هو يقول: أللهم إنک تعلم أنها أحب البقاع [68] لو لا الطرد أو کلام نحو هذا.

بيان: لعل المراد بالحادث وفاة أبي محمد عليه السلام و الضمير في أنها راجع إلي سامراء.



[ صفحه 67]



53 - ک: حدثنا أبو الأَديان [69] قال: کنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أحمل کتبه إلي الامصار فدخلت إليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه، فکتب معي کتبا و قال: تمضي بها إلي المدائن فانک ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل إلي سر من رأي يوم الخامس عشر، و تسمع الواعية في داري و تجدني علي المغتسل.

قال أبو الأَديان: فقلت: يا سيدي فإذا کان ذلک فمن؟ قال: من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم بعدي فقلت: زدني فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت: زدني فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان، و خرجت بالکتب إلي المدائن و أخذت جواباتها و دخلت سر من رأي يوم الخامس عشر کما قال لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره و إذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، و الشيعة حوله يعزونه، و يهنؤنه، فقلت في نفسي: إن يکن هذا الامام، فقد حالت [70] الامامة لاني کنت أعرفه بشرب النبيذ و يقامر في الجوسق و يلعب بالطنبور.

فتقدمت فعزيت و هنيت فلم يسألني عن شيء، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد کفن أخوک فقم للصلاة عليه، فدخل جعفر بن علي و الشيعة من حوله يقدمهم السمان و الحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بمسلة.

فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه علي نعشه مکفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه فلما هم بالتکبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ رداء جعفر بن علي و قال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة علي أبي، فتأخر جعفر و قد اربد وجهه فتقدم الصبي فصلي



[ صفحه 68]



عليه، و دفن إلي جانب قبر أبيه عليهما السلام.

ثم قال: يا بصري هات جوابات الکتب التي معک، فدفعتها إليه و قلت في نفسي: هذه اثنتان بقي الهميان ثم خرجت إلي جعفر بن علي و هو يزفر، فقال له: حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي؟ - ليقيم عليه الحجة - فقال: و الله رأيته قط و لا عرفته.

فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي صلوات الله عليه فعرفوا موته فقالوا: فمن (نعزي)؟ فأشار الناس إلي جعفر بن علي فسلموا عليه و عزوه و هنؤه و قالوا: معنا کتب و مال فتقول ممن الکتب و کم المال؟ فقام، ينفض أثوابه، و يقول: يريدون منا أن نعلم الغيب قال: فخرج الخادم فقال: معکم کتب فلان و فلان، و هميان فيه ألف دينار عشرة دنانير منها مطلسة [71] فدفعوا الکتب و المال و قالوا: الذي وجه بک لاجل ذلک هو الامام.

فدخل جعفر بن علي علي المعتمد و کشف له ذلک فوجه المعتمد خدمه فقبضوا علي صقيل الجارية و طالبوها بالصبي فأنکرته و ادعت حملا بها لتغطي علي حال الصبي فسلمت إلي ابن أبي الشوارب القاضي و بغتهم موت عبيد الله بن يحيي بن خاقان فجأة و خروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلک عن الجارية فخرجت عن أيديهم و الحمد لله رب العالمين لا شريک له.

بيان: الجوسق القصر و جبذ أي جذب و في النهاية اربد وجهه أي تغير إلي الغبرة و قيل الربدة لون بين السواد و الغبرة.

54 - أقول: و روي في بعض تأليفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان، عن أبي محمد عيسي بن مهدي الجوهري قال: خرجت في سنة ثمان و ستين و مائتين إلي الحج و کان قصدي المدينة حيث صح عندنا أن صاحب الزمان قد ظهر فاعتللت و قد خرجنا من فيد [72] فتعلقت نفسي بشهوة السمک و التمر، فلما وردت المدينة و لقيت بها



[ صفحه 69]



إخواننا، بشروني بظهوره عليه السلام بصابر.

فصرت إلي صابر فلما أشرفت علي الوادي رأيت عنيزات عجافا فدخلت القصر فوقفت أرقب الامر إلي أن صليت العشائين و أنا أدعو و أتضرع و أسأل فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسي بن مهدي الجوهري ادخل، فکبرت و هللت و أکثرت من حمد الله عز و جل و الثناء عليه.

فلما صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم إليها فأجلسني عليها، و قال لي: مولاک يأمرک أن تأکل ما اشتهيت في علتک و أنت خارج من فيد فقلت: حسبي بهذا برهانا فکيف آکل و لم أر سيدي و مولاي؟ فصاح: يا عيسي کل من طعامک فانک تراني.

فجلست علي المائدة فنظرت فإذا عليها سمک حار يفور و تمر إلي جانبه أشبه التمور بتمورنا، و بجانب التمر لبن فقلت في نفسي: عليل و سمک و تمر و لبن فصاح بي: يا عيسي أ تشک في أمرنا؟ أ فأنت أعلم بما ينفعک و يضرک؟ فبکيت و استغفرت الله تعالي و أکلت من الجميع، و کلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا فأکلت منه کثيرا حتي استحييت فصاح بي: لا تستحي يا عيسي فانه من طعام الجنة لم تصنعه يد مخلوق: فأکلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أکله.

فقلت: يا مولاي حسبي فصاح: أقبل إلي فقلت في نفسي: آتي مولاي و لم اغسل يدي، فصاح بي: يا عيسي و هل لما أکلت غمر؟ فشممت يدي و إذا هي أعطر من المسک و الکافور، فدنوت منه عليه السلام فبدا لي نور غشي بصري، و رهبت حتي ظننت أن عقلي قد اختلط، فقال لي: يا عيسي ما کان لک أن تراني لو لا المکذبون القائلون بأين هو؟ و متي کان؟ و أين ولد؟ و من رآه؟ و ما الذي خرج إليکم منه؟ و بأي شيء نبأکم؟ وأي معجز أتاکم؟ أما و الله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه و قدموا عليه، و کادوه و قتلوه، و کذلک آبائي عليهم السلام و لم يصدقوهم و نسبوهم إلي السحر و خدمة الجن إلي ما تبين.



[ صفحه 70]



يا عيسي فخبر أولياءنا ما رأيت، و إياک أن تخبر عدونا فتسلبه، فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات فقال: لو لم يثبتک الله ما رأيتني، و امض بنجحک راشدا فخرجت أکثر حمد الله و شکرا.

55 - أقول: روي السيد علي بن عبد الحميد في کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان عند ذکر من رأي القائم عليه السلام قال: فمن ذلک ما اشتهر و ذاع، و ملا البقاع، و شهد بالعيان أبناء الزمان، و هو قصة أبو راجح الحمامي بالحلة و قد حکي ذلک جماعة من الاعيان الاماثل و أهل الصدق الافاضل.

منهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالي قال: کان الحاکم بالحلة شخصا يدعي مرجان الصغير، فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة، فأحضره و أمر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلکا علي جميع بدنه، حتي أنه ضرب علي وجهه فسقطت ثناياه و اخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد [73] ، و خرق أنفه، و وضع فيه شرکة من الشعر و شد فيها حبلا و سلمه إلي جماعة من أصحابه و أمرهم أن يدور و ابه أزقة الحلة، و الضرب يأخذ من جميع جوانبه، حتي سقط إلي الارض و عاين الهلاک.

فاخبر الحاکم بذلک، فأمر بقتله، فقال الحاضرون: إنه شيخ کبير، و قد حصل له ما يکفيه، و هو ميت لما به فاترکه و هو يموت حتف أنفه، و لا تتقلد بدمه و بالغوا في ذلک حتي أمر بتخليته و قد انتفخ وجهه و لسانه، فنقله أهله في الموت و لم يشک أحد أنه يموت من ليلته.

فلما کان من الغد غدا عليه الناس فإذا هو قائم يصلي علي أتم حالة، و قد عادت ثناياه التي سقطت کما کانت، و اندملت جراحاته، و لم يبق لها أثر و الشجة قد زالت من وجهه.

فعجب الناس من حاله و ساءلوه عن أمره فقال: إني لما عاينت الموت، و لم



[ صفحه 71]



يبق لي لسان أسأل الله تعالي به فکنت أسأله بقلبي و استغثت إلي سيدي و مولاي صاحب الزمان عليه السلام فلما جن علي الليل فإذا بالدار قد امتلأَت نورا و إذا بمولاي صاحب الزمان، قد أمر يده الشريفة علي وجهي و قال لي: أخرج وکد علي عيالک، فقد عافاک الله تعالي، فأصبحت کما ترون.

و حکي الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذکور قال: و أقسم بالله تعالي إن هذا أبو راجح کان ضعيفا جدا، ضعيف الترکيب، أصفر اللون، شين الوجه مقرض اللحية، و کنت دائما أدخل الحمام الذي هو فيه و کنت دائما أراه علي هذه الحالة و هذا الشکل فلما أصبحت کنت ممن دخل عليه، فرأيته و قد اشتدت قوته و انتصبت قامته، و طالت لحيته، و أحمر وجهه، و عاد کأنه ابن عشرين سنة و لم يزل علي ذلک حتي أدرکته الوفاة.

و لما شاع هذا الخبر و ذا ع طلبه الحاکم و أحضره عنده و قد کان رآه بالامس علي تلک الحالة و هو الآن علي ضدها کما وصفناه، و لم ير بجراحاته أثرا و ثناياه قد عادت فداخل الحاکم في ذلک رعب عظيم، و کان يجلس في مقام الامام عليه السلام في الحلة، و يعطي ظهره القبلة الشريفة، فصار بعد ذلک يجلس و يستقبلها، و عاد يتلطف بأهل الحلة، و يتجاوز عن مسيئهم، و يحسن إلي محسنهم، و لم ينففه ذلک بل لم يلبث في ذلک إلا قليلا حتي مات.

و من ذلک ما حدثني الشيخ المحترم العامل الفاضل شمس الدين محمد بن قارون المذکور قال: کان من أصحاب السلاطين المعمر بن شمس يسمي مذور، يضمن القرية المعروفة ببرس، و وقف العلويين، و کان له نائب يقال له: ابن الخطيب و غلام يتولي نفقاته يدعي عثمان، و کان ابن الخطيب من أهل الصلاح و الايمان بالضد من عثمان و کانا دائما يتجادلان.

فاتفق أنهما حضرا في مقام إبراهيم الخليل عليه السلام بمحضر جماعة من الرعية و العوام فقال ابن الخطيب لعثمان: يا عثمان الآن اتضح الحق و استبان أنا أکتب علي يدي من أتولاه، و هم علي و الحسن و الحسين، و اکتب أنت من تتولاه أبو بکر



[ صفحه 72]



و عمر و عثمان، ثم تشد يدي و يدک، فأيهما احترقت يده بالنار کان علي الباطل، و من سلمت يده کان علي الحق.

فنکل عثمان، و أبي أن يفعل، فأخذ الحاضرون من الرعية و العوام بالعياط عليه.

هذا و کانت ام عثمان مشرفة عليهم تسمع کلامهم فلما رأت ذلک لعنت الحضور الذين کانوا يعطون علي ولدها عثمان و شتمتهم و تهددت و بالغت في ذلک فعميت في الحال فلما أحست بذلک نادت إلي رفائقها فصعدن إليها فإذا هي صحيحة العينين، لکن لا تري شيئا، فقادوها و أنزلوها، و مضوا بها إلي الحلة و شاع خبرها بين أصحابها و قرائبها و ترائبها فأحضروا لها الاطباء من بغداد و الحلة، فلم يقدروا لها علي شيء.

فقال لها نسوة مؤمنات کن أخدانها، إن الذي أعماک هو القائم عليه السلام فان تشيعتي و توليتي و تبر أتي [74] ضمنا لک العافية علي الله تعالي، و بدون هذا لا يمکنک الخلاص، فأذعنت لذلک و رضيت به، فلما کانت ليلة الجمعة حملنا حتي أدخلنها القبة الشريفة في مقام صاحب الزمان عليه السلام و بتن بأجمعهن في باب القبة.

فلما کان ربع الليل فإذا هي قد خرجت عليهن و قد ذهب العمي عنها، و هي تقعدهن واحدة بعد واحدة و تصف ثيابهن و حليهن، فسررن بذلک، و حمدن الله تعالي علي حسن العافية، و قلن لها: کيف کان ذلک؟.

فقالت: لما جعلتنني في القبة و خرجتن عني أحسست بيد قد وضعت علي يدي و قائل يقول: اخرجي قد عافاک الله تعالي فانکشف العمي عني و رأيت القبة قد امتلات نورا و رأيت الرجل فقلت له: من أنت يا سيدي؟ فقال: محمد بن الحسن ثم غاب عني فقمن و خرجن إلي بيوتهن و تشيع ولدها عثمان و حسن اعتقاده و اعتقاد امه المذکورة و اشتهرت القصة بين أولئک الاقوام و من سمع هذا الکلام و



[ صفحه 73]



اعتقد وجود الامام عليه السلام و کان ذلک في سنة أبع و أربعين و سبعمأة.

و من ذلک بتاريخ صفر لسنة سبعمأة و تسع و خمسين حکي لي المولي الاجل الامجد، العالم الفاضل، القدوة الکامل، المحقق المدقق، مجمع الفضائل، و مرجع الافاضل، افتخار العلماء في العالمين، کمال الملة و الدين، عبد الرحمن ابن العماني، و کتب بخطه الکريم، عندي ما صورته: قال العبد الفقير إلي رحمة الله تعالي عبد الرحمن بن إبراهيم القبائقي: إني کنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالي أن المولي الکبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الاجل الاوحد الفقية القاري نجم الدين جعفر بن الزهدري کان به فالج، فعالجته جدته لابيه بعد موت أبيه بکل علاج للفالج، فلم يبرأ.

فأشار عليها بعض الاطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ و قيل لها: ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام لعل الله تعالي يعافيه و يبرئه.

ففعلت و بيتته تحتها و إن صاحب الزمان عليه السلام أقامه و أزال عنه الفالج.

ثم بعد ذلک حصل بيني و بينه صحبة حتي کنا لم نکد نفترق، و کان له دار المعشرة، يجتمع فيها وجوه أهل الحلة و شبابهم و أولاد الاماثل منهم، فاستحکيته عن هذه الحکاية، فقال لي: إني کنت مفلوجا و عجز الاطباء عني و حکي لي ما کنت أسمعه مستفاضا في الحلة من قضيته و أن الحجة صاحب الزمان عليه السلام قال لي و قد أباتتني جدتي تحت القبة: قم! فقلت: يا سيدي لا أقدر علي القيام منذ سنتي فقال: قم باذن الله تعالي و أعانني علي القيام، فقمت و زال عني الفالج و انطبق علي الناس حتي کادوا يقتلونني و أخذوا ما کان علي من الثياب تقطيعا و تنتيفا يتبرکون فيها و کساني الناس من ثيابهم، و رحت إلي البيت، و ليس بي أثر الفالج، و بعثت إلي الناس ثيابهم، و کنت أسمعه يحکي ذلک للناس و لمن يستحکيه مرارا حتي مات رحمه الله.

و من ذلک ما أخبرني من أثق به و هو خبر مشهور عند أکثر أهل المشهد



[ صفحه 74]



الشريف الغروي سلم الله تعالي علي مشرفه، ما صورته: أن الدار الذي هي الآن سنة سبعمأة و تسع و ثمانين أنا ساکنها کانت لرجل من أهل الخير و الصلاح يدعي حسين المدلل، و به يعرف ساباط المدلل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة، و هو مشهور بالمشهد الشريف الغروي عليه السلام، و کان الرجل له عيال و أطفال.

فأصابه فالج فمکث مدة لا يقدر علي القيام و أنما يرفعه عياله عند حاجته و ضروراته، و مکث علي ذلک مدة مديدة، فدخل علي عياله و أهله بذلک شدة شديدة و احتاجوا إلي الناس و اشتد عليهم الناس.

فلما کان سنة عشرين و سبع مائة هجرية في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله فانتبهوا في الدار فإذا الدار و السطح قد امتلا نورا يأخذ بالابصار فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إن الامام عليه السلام جاءني و قال لي قم يا حسين فقلت: يا سيدي أ تراني أقدر علي القيام فأخذ بيدي و أقامني فذهب ما بي و ها أنا صحيح علي أتم ما ينبغي و قال لي: هذا الساباط در بي إلي زيارة جدي عليه السلام فأغلقه في کل ليلة فقلت: سمعا و طاعة لله و لک يا مولاي.

فقام الرجل و خرج إلي الحضرة الشريفة الغروية و زار الامام عليه السلام و حمد الله تعالي علي ما حصل له من الانعام و صار هذا الساباط المذکور إلي الآن ينذر له عند الضرورات فلا يکاد يخيب ناذره من المراد ببرکات الامام القائم عليه السلام.

و من ذلک ما حدثني الشيخ الصالح الخير العالم الفاضل شمس الدين محمد بن قارون المذکور سابقا أن رجلا يقال له: النجم و يلقب الاسود في القرية المعروفة بدقوسا علي الفرات العظمي و کان من أهل الخير و الصلاح و کان له زوجة تدعي بفاطمة خيرة صالحة و لها ولدان ابن يدعي عليا و ابنة تدعي زينب فأصاب الرجل و زوجته العمي و بقيا علي حالة ضعيفة و کان ذلک في سنة اثني عشر و سبعمأة و بقيا علي ذلک مدة مديدة.

فلما کان في بعض الليل أحسست المرأة بيد تمر علي وجهها و قائل يقول:



[ صفحه 75]



قد أذهب الله عنک العمي فقومي إلي زوجک أبي علي فلا تقصرين في خدمته ففتحت عينيها فإذا الدار قد امتلات نورا و علمت أنه القائم عليه السلام.

و من ذلک ما نقله عن بعض أصحابنا الصالحين من خطه المبارک ما صورته: عن محيي الدين الاربلي أنه حضر عند أبيه و معه رجل فنعس فوقعت عمامته عن رأسه فبدت في رأسه ضربة هائلة فسأله عنها فقال له: هي من صفين، فقيل له: و کيف ذلک و وقعة صفين قديمة، فقال: کنت مسافرا إلي مصر فصاحبني إنسان من غزة [75] فلما کنا في بعض الطريق تذاکرنا وقعة صفين.

- فقال لي الرجل: لو کنت في أيام صفين لرويت سيفي من علي و أصحابه، فقلت: لو کنت في أيام صفين لرويت سيفي من معاوية و أصحابه و ها أنا و أنت من أصحاب علي عليه السلام و معاوية لعنه الله فاعترکنا عرکة عظيمة، و اضطربنا فما أحسست بنفسي إلا مرميا لما بي.

فبينما أنا (کذلک) و إذا بإنسان يوقظني بطرف رمحه، ففتحت عيني فنزل إلي و مسح الضربة فتلاءمت فقال: البث هنا ثم غاب قليلا و عاد و معه رأس مخاصمي مقطوعا و الدواب معه، فقال لي: هذا رأس عدوک، و أنت نصرتنا فنصرناک، و لينصرن الله من نصره، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان يعني صاحب الامر عليه السلام ثم قال لي: و إذا سئلت عن هذه الضربة، فقل ضربتها في صفين.

و من ذلک ما صحت لي روايته عن السيد الزاهد الفاضل رضي الملة و الحق و الدين علي بن محمد بن جعفر بن طاووس الحسني في کتابه المسمي بربيع الالباب قال: روي لنا حسن بن محمد بن القاسم، قال کنت أنا و شخص من ناحية الکوفة يقال له: عمار، مرة علي الطريق الحمالية من سواد الکوفة فتذاکرنا أمر القائم من آل محمد صلي الله عليه و اله فقال لي: يا حسن أحدثک بحديث عجيب؟ فقلت له: هات ما عندک.

قال جاءت قافلة من طيئ يکتالون من عندنا من الکوفة و کان فيهم رجل وسيم، و هو زعيم القافلة، فقلت لمن حضر: هات الميزان من دار العلوي فقال



[ صفحه 76]



البدوي، و عندکم هنا علوي؟ فقلت: يا سبحان الله معظم الکوفة علويون، فقال البدوي: العلوي و الله ترکته ورائي في البرية في بعض البلدان فقلت: فکيف خبره؟ قال: فررنا في نحو ثلاث مائة فارس أو دونها.

فبقينا ثلاثة أيام بلا زاد و اشتد بنا الجوع.

فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السهم علي بعض الخيل بأکلها فاجتمع رأينا علي ذلک، و رمينا فوقع علي فرسي فغلطتهم، و قلت: ما أقنع فعدنا بسهم آخر فوقع عليها أيضا فلم أقبل و قلت: نرمي بثالث فرمينا فوقع عليها أيضا و کانت عندي تساوي ألف دينار و هي أحب إلي من ولدي.

فقلت: دعوني أتزود من فرسي بمشوار فالي اليوم ما أجد لها غاية فرکضتها إلي رابية بعيدة منا قدر فرسخ فمررت بجارية تحطب تحت الرابية، فقلت: يا جارية من أنت و من أهلک؟ قالت: أنا لرجل علوي في هذا الوادي و مضت من عندي فرفعت مئزري علي رمحي و أقبلت إلي أصحابي فقلت لهم: أبشروا بالخير! الناس منکم قريب في هذا الوادي.

فمضينا فإذا بخيمة في وسط الوادي فطلع إلينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يکون من الرجال، ذوابته إلي سرته، و هو يضحک و يجيئنا بالتحية فقلت له: يا وجه العرب العطش، فنادي يا جارية هاتي من عندک الماء فجاءت الجارية و معها قد حان فيهما ماء فتناول منهما قدحا و وضع يده فيه و ناولنا إياه و کذلک فعل بالآخر فشربنا عن أقصانا من القدحين و رجعتا علينا و ما نقصت القدحان.

فلما روينا قلنا له: الجوع يا وجه العرب فرجع بنفسه و دخل الخيمة و أخرج بيده منسفة [76] فيها زاد، و وضعه و قد وضع يده فيه و قال: يجئ منکم عشرة عشرة فأکلنا جميعا من تلک المنسفة، و الله يا فلان ما تغيرت و لا نقصت، فقلنا: نريد الطريق الفلاني فقال: هاذاک دربکم و أومأ لنا إلي معلم و مضينا.

فلما بعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم عن أهلکم لکسب و المکسب قد



[ صفحه 77]



حصل لکم فنهي بعضنا بعضا و أمر بعضنا به ثم اجتمع رأينا علي أخذهم، فرجعنا فلما رآنا راجعين شد وسطه بمنطقة و أخذ سيفا فتقلد به و أخذ رمحه و رکب فرسا أشهب، و التقانا و قال: لا تکون أنفسکم القبيحة دبرت لکم القبيح؟! فقلنا: هو کما ظننت، و رددنا عليه ردا قبيحا، فزعق بزعقات [77] فما رأينا إلا من دخل قلبه الرعب و ولينا من بين يديه منهزمين، فخط خطة بيننا و بينه و قال: و حق جدي رسول الله لا يعبرنها أحد منکم إلا ضربت عنقه فرجعنا و الله عنه بالرغم منا، هاذاک العلوي هو حقا هو و الله لا ما هو مثل هؤلاء.

هذا آخر ما أخرجناه من کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان.

بيان: الشرکة حبالة الصيد و المراد بها هنا الحبل والتعيط الجلبة و الصياح و المشوار المخبر و المنظر، و ما أبقت الدابة من علفها و المکان تعرض فيه الدواب.

(کتاب الفهرست للشيخ منتجب الدين: قال: الثائر بالله المهدي ابن الثائر بالله الحسيني الجيلي کان زيديا و ادعي إمامة الزيدية و خرج بجيلان ثم استبصر و صار إماميا و له رواية الاحاديث، و ادعي أنه شاهد صاحب الامر و کان يروي عنه أشياء.

و قال: أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن أبي القاسم العلوي الشعراني عالم صالح شاهد الامام صاحب الامر، و يروي عنه أحاديث، عليه و علي آبائه السلام.

و قال: أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني ثقة عين و هو من سفراء الامام صاحب الزمان عليه السلام أدرک الشيخ المفيد و جلس مجلس درس السيد المرتضي و الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس الله أرواحهم).



[ صفحه 78]




پاورقي

[1] أقول: هو أبو العباس أحمد بن علي الرازي الخضيب الايادي، عنونه النجاشي (ص 76) و قال: قال أصحابنا لم يکن بذاک و قيل: فيه غلو و ترفع و له کتاب الشفاء و الجلاء في الغيبة، و عنونه الشيخ في الفهرست و قال: لم يکن بذاک الثقة في الحديث و يتهم بالغو، و له کتاب الشفاء و الجلاء في الغيبة حسن.

و عنونه ابن الغضائري و قال: کان ضعيفا و حدثني أبي رحمه الله أنه کان في مذهبه ارتفاع و حديثه يعرف تارة و ينکر اخري.

راجع قاموس الرجال ج 1 ص 342، نقد الرجال ص 25.

[2] راجع المصدر: ص 63.

[3] أقول: عنونه النجاشي (ص 202) و قال: رجل من أهل کوفة کان يقول أنه من آل أبي طالب، و غلا في آخر أمره و فسد مذهبه و صنف کتبا کثيرة أکثرها علي الفساد ثم قال: و هذا الرجل تدعي له الغلاة منازل عظيمة.

و عنونه الفهرست و قال: کان مستقيم الطريقة و صنف کتبا کثيرة سديدة ثم خلط و أظهر مذهب المخمسة و صنف کتبا في الغلو و التخليط و له مقالة تنسب اليه، و قال ابن الغضائري: المدعي العلوية کذاب غال صاحب بدعة و مقالة رأيت له کتبا کثيرة لا يلتفت اليه.

و قال في نقد الرجال ص 226: و المخمسة طائفة من الغلاة يقولون: ان سلمان و المقداد و عمار و أبا ذر و عمرو بن أمية الضمري، هم الموکلون بمصالح العالم، تعالي عن ذلک علوا کبيرا.

أقول: قد مر في ج 51 من طبعتنا الحديثة ص 379 أن المخمسة طائفة يقولون بربوبية أصحاب الکساء الخمسة، فراجع.

[4] في المصدر ج 2 ص 119: و لا تحدث بها الا اخوانک من أهل الحق.

[5] يعني أثر السجود راجع المصدر: ص 65.

[6] بل الصحيح أنه عليه السلام کان عشاري السن - اي کأن له عشر سنين من حيث إنه عليه السلام کان جسيما إسرائيلي القد و أما أنه عشاري القد: له عشرة أشبار، فغير صحيح لان الغلام إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل فکيف بعشرة أشبار؟ قال الفيروز آبادي: غلام خماسي: طوله خمسة أشبار و لا يقال: سداسي و لا سباعي لانه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل.

[7] راجع المصدر ص 67 و في نسخة کمال الدين هناک سقط و هکذا في سائر فقرات الدعاء اختلاف راجع ج 2 ص 146.

[8] ينبئ کلامه هذا أن مهزيار اصله مأزيار.

فتحرر.

[9] يقال: تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع.

[10] قال الفيروز آبادي في مادة - أزر - و ائتزر به و تأزر به، و لا تقل: اتزر، و قد جاء في بعض الاحاديث و لعله من تحريف الرواة.

[11] البان: شجر سبط القوام لين ورقه: کورق الصفصاف، و يشبه به القد لطوله.

[12] قال الجوهري: الجلواز: الشرطي، و الجمع: الجلاوزة.

[13] رواه الکليني في الکافي ج 1 ص 331 و فيه سيما بدل نسيم في الموضعين فقيل ان سيماء من عبيد جعفر الکذاب و قيل انه واحد من معتمدي السلطان.

[14] تراه في الکافي ج 1 ص 331 و فيه فجاء عليه السلام و هو الاظهر.

[15] خطاب للجارية التي سألت من خلف الباب: من هذا؟.

[16] لفظ العشاء مصحف و الصحيح المغرب و ذلک لان وقته المسنون يبتدئ من سقوط الحمرة إلي سقوط الشفق المساوق لاشتباک النجوم فمن اخر صلاة المغرب عن اشتباک النجوم خالف السنة کما أن وقت صلاة الصبح المسنون يبتدئ من الغلس إلي ظهور الشفق المساوق لا تقضاء النجوم فمن أخرها إلي انقضاء النجوم قد خالف السنة.

[17] يقال: حاشنه: أي شاتمه و سابه.

و في المصدر المطبوع (ص 78) خاشنه، و هو ضد لا ينه.

و الملاحاة: المنازعة و المعاداة.

[18] و في المصدر: ادحر.

و کلاهما بمعني الطرد و الابعاد.

[19] بنوره خ ل.

[20] بل هو بمعني الامتحان و لذلک کان يتلطف العجوز ليقف علي خبر الرجل راجع ص 18 س 9.

[21] الدعار جمع داعر و هو الخبيث الشرير، أو بالمعجمة جمع داغر و هو الخبيث المفسد.

[22] عرضناه علي المصدر ج 2 ص 57 و أصلحنا بعض ألفاظها فراجع.

[23] في المصدر ج 2 ص 110: عن علي بن الحسن بن هارون عن جعفر.

.

عن يعقوب بن منقوش.

[24] في النسخة المطبوعة: علي بن الحسين بن الفرج، و هو سهو راجع کمال الدين ج 2 ص 108 و هکذا ص 106 في حديث آخر.

[25] في النسخة المطبوعة: عن محمد بن معاوية بن حکيم و هو سهو و تخليط ففي المصدر (ج 2 ص 109) عن جعفر بن محمد بن مالک الفزاري عن معاوية بن حکيم فراجع.

[26] البقرة: 263.

[27] يعني علي بن إبراهيم بن موسي بن جعفر عليه السلام.

[28] تراه في غيبة الشيخ ص 150 و في الکافي ج 1 ص 514.

[29] و رواه الکليني في الکافي ج 1 ص 515 بغير هذا اللفظ و المعني يشبهه فراجع.

[30] في الکافي: داود بن العباس بن أبي أسود.

[31] الصراة، نهر بالعراق.

و في الکافي: بدل الصراة: العباسية.

[32] إلي هنا انتهي الخبر في الکافي.

[33] و هو الموافق لما نقله الکليني قال: حتي سرت إلي العباسية أ تهيأ للصلاة.

[34] في المصدر المطبوع ج 2 ص 116: الشامي.

[35] نيبخت کنوبخت، و نيروز کنوروز کلمات فارسية دخلت في المحاورة العربية فإذا کسرت أول الکلمة بالامالة، قلت نيبخت و نيروز و إذا فتحتها علي المعروف قلت: نوبخت و نوروز.

[36] في المصدر المطبوع ج 2 ص 119 و أواني الطعام و هو تصحيف ظاهر.

[37] راجع المصدر ج 2 ص 121 و قد عرضنا الحديث علي المصدر و بينهما اختلافات يسيرة نشأت من تصحيف القراءة و إعجام الحروف و إهمالها فتحرر، و لا يخفي أن الحديث شاذ جدا تشبه ألفاظه مخائل المصنفين القصاصين و مقامات الحريري و أضرابه.

[38] أي بأبي فديت يد أبي محمد عليه السلام.

طالما جلت أيها الخاتم فيها.

و قد أشکلت الحروف بالاعراب و البناء في النسخة المشهورة بکمباني طبق ما قرأه المصنف هذه الجملة فسطره الکاتب هکذا: ثم قال بأبي يدا طال ما جلت (أجبت خ ل) فيها وترا خابنا فنون الاحاديث - الخ.

و سيجيء بيانه من المصنف قدس سره.

لکنه تصحيف غريب.

و أما في نسخة المصدر المطبوعة (ط - اسلامية) طال ما جليت فيها وتر اخا الخ فهو من الجلاء لا من الجولان.

فراجع.

[39] يقال في الامر تراخ اي فسحة و امتداد (التاج) فقوله تراخي بنا اي امتدبنا و تمادينا في فنون الاحاديث إلي أن قال لي.

[40] في المصدر فدنت بمکانفتهم طبقات الامم إلي امام اذ بيعثک و أما أعماد فهو جمع عمود من قياس.

[41] قاله الفيروز آبادي في معاني الخال.

نعم يعرف من قوله الحسن المخيلة معني جميل المخيلة فتدبر.

[42] لما قرء قوله و تراخي بنا وترا خابنا احتاج إلي أن يشرح معني خبن فتامل.

[43] و في المصدر المطبوع: يبعثک.

[44] في المصدر المطبوع: و استقامة أهل الافاق.

[45] کما في المصدر المطبوع ج 2 ص 129.

[46] في المصدر المطبوع ج 2 ص 140 (ط - اسلامية) سند الحديث هکذا:..

عن أبي جعفر محمد بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي إبراهيم ابن مهزيار يقول: کنت نائما الخ.

و هکذا فيما يأتي في کل المواضع بدل علي بن مهزيار إبراهيم بن مهزيار، و هذا مع أنه يطابق ما مر عن کمال الدين بعينه تحت الرقم 28 يناسب لفظ السند بقوله سمعت أبي...

يقول: سمعت جدي...

يقول فيرتفع الخدشة و الاشکال الذي ذکره المصنف رحمه الله في بيان الخبر.

لکن يبقي اشکال آخر، و هو أن النسختين متفقتان في تکنية الرجل بأبي الحسن في کل المواضع و هو کنية علي بن مهزيار و أما کنية إبراهيم بن مهزيار فهو أبو إسحاق کما يذکر في الحديث السابق المذکور تحت الرقم 28.

فقد يختلج بالبال أن نساخ کتاب کمال الدين فيما بعد المجلسي - رحمه الله - صححوا ألفاظ الحديث سندا و متنا!! بحيث يطابق الاعتبار، و لکن غفلوا عن تصحيح الکني و تبديل أبي الحسن بأبي إسحاق.

[47] في المصدر المطبوع ج 2 ص 141: متزر و هو الاظهر.

[48] و في المصدر ج 2 ص 142: الصريحين.

[49] يونس: 24.

[50] يعني القصة المذکورة في هذا الحديث، و الذي مر تحت الرقم 28 حيث ان الذي تشرف بخدمة الامام في هذا الحديث هو علي بن مهزيار، و فيما سبق إبراهيم بن مهزيار.

[51] أقول و لعله لم يعتمد علي تلک الرواية حيث ان ألفاظها مصنوعة، و معانيها غريبة شاذة، و اسنادها منکر، و رجالها مجاهيل.

[52] راجع المصدر ج 2 ص 148.

[53] روي الکليني في الکافي ج 1 ص 505 حديث أحمد بن عبيد الله بن خاقان يصف فيه أبا محمد الحسن العسکري أنه قال: - في حديث - فجاء جعفر بعد ذلک إلي أبي - و هو وزير المعتمد علي الله أحمد بن المتوکل - فقال: اجعل لي مرتبة أخي، و اوصل إليک في کل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي و أسمعه و قال له: يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا ان اباک و أخاک أئمة ليردهم عن ذلک، فلم يتهيأ له ذلک، فان کنت عند شيعة أبيک و أخيک اماما فلا حاجة بک إلي السلطان أن يرتبک مراتبهما و لا السلطان، و ان لم تکن عندهم بهذه المنزلة، لم تنلها بنا.

و استقله أبي عند ذلک و استضعفه و أمر أن يحجب عنه فلم يأذن له في الدخول عليه حتي مات أبي، و خرجنا و هو علي تلک الحال، و السلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي.

[54] کمال الدين ج 2 ص 152 - 156.

[55] عرضناه علي المصدر ص 160.

[56] کذا في المصدر المطبوع ص 161 و معني نفي من جدي اي منفي من جدي العباس، و في الاصل المطبوع لغي يقال: فلان لغية، و هو نقيض قولک: لرشدة.

قاله الجوهري.

[57] سامرا بلدة شرقي دجلة من ساحلها، و قد يقال سامره و أصلها لغة أعجمية و نظيرها تأمرا إسم طسوج من سواد بغداد و اسم لا عالي نهر ديالي نهر واسع کان يحمل السفن في أيام المدود.

و هذا وزن ليس في أوزان العرب له مثال و قد لعبت بها ادباء العرب و صرفوها فقالوا: سر من رأي أي سرور لمن رأي، و سر من رأي علي أنه فعل ماض، و سر من رأي علي أنه مصدر مجرد.

و قال الشرتوني في أقرب الموارد: و أصله ساء من رأي -! - و النسبة إليها سر مري، و سري، و سامري، و سامري.

فتحرر.

[58] في الاصل المطبوع: اتقن.

[59] في الاصل المطبوع أمر الجماعة و هو سهو ظاهر و الظاهر الصحيح: امر الناحية کما سيجئ في الحديث بعد أسطر، و أخرجه کذلک في کشف الغمة کذلک في کشف الغمة ج 3 ص 409 فراجع.

[60] قال الفيروز آبادي: الطرز الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجيدة و محلة بمرو، و باصفهان و بلد قرب اسبيجاب و تفتح.

[61] اي لم يقل لي: أيها الامير، و لا، يا أبا عبد الله! تعظيما لي و توقيرا.

بل سماني باسمي و قال يا حسين تحقيرا.

[62] أخرجه في کشف الغمة ج 3 ص 411.

[63] ما بين العلامتين ساقط عن النسخة المطبوعة، و قد صححناه علي نسخة الکافي.

[64] راجع إرشاد المفيد ص 329 - 330 و الکافي ج 1 ص 331 - 332.

[65] التوثة و هکذا التوتة لحمة متدلية کالتوت أعني الفرصاد قد تکون حمراء و قد تصير سوداء و أغلب ما تخرج في الخد و الوجنة، صعب العلاج حتي ألان، و يظهر من الجوهري أن الصحيح التوتة لا التوثة.

[66] أواني کسکاري بلدة ببغداد.

[67] آدر کآزر: من به الادرة و هو انفتاق الصفاق بحيث يقع القصب في الصفن و يکون الخصية منتفخا بذلک.

[68] في المصدر ج 1 ص 331 من احب البقاع.

[69] سند الحديث هکذا: و وجدت مثبتا في بعض الکتب المصنفة في التواريخ، و لم أسمعه...

قال أبو الحسن بن علي بن محمد بن خشاب قال: حدثنا أبو الأَديان، راجع کمال الدين ج 2 ص 149 و 150.

[70] في المصدر: بطلت.

[71] اي ممحوة نقشها.

[72] فيد: قلعة قرب مکة.

[73] المسلة: الابرة العظيمة التي تخاط بها العدول و نحوها يقال لها بالفارسية جوالدوز.

[74] باشباع الکسرة حتي يتولد الياء و هي لغة عامية، و الاصل: و ان تشيعت و توليت و تبرأت.

[75] بلد بفلسطين بها مات هاشم بن عبد مناف، و رملة ببلاد بني سعد.

[76] المنسفة کمکنسة: الغربال.

[77] زعق مثل صعق أي صاح صيحة شديدة.