بازگشت

و ثلاثة احاديث اخر


و من الاحاديث التي ذکرها في عداد الاحاديث الموضوعة في الفصل الاول من الباب الثاني من کتابه (ص 121) احاديث محمد بن زيد بن مروان، قال: و منها احاديث محمد بن زيد بن مروان، احد مشايخ الزيدية علي ما نقل الشيخ في غيبته (في باب توقيعاته عليه السلام



[ صفحه 409]



ص 299 ح 255 (عن ابي غالب، عنه و هي ثلاثة:

الاول: عنه، عن ابي عيسي محمد بن علي الجعفري و ابي الحسين محمد بن رقام، عن ابي سورة (احد مشايخ الزيدية)، قال: خرجت الي قبر ابي عبدالله عليه السلام، اريد يوم عرفة، فعرفت يوم عرفة، فلما کان وقت عشاء الآخرة صليت و قمت فابتدات اقرا من الحمد، و اذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي (مسيفي خ ل)، فابتدا ايضاً من الحمد و ختم قبلي او ختمت قبله، فلما کان الغداة خرجنا جميعاً من باب الحائر، فلما صرنا علي شاطي ء الفرات قال لي الشاب: انت تريد الکوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، واخذ الشاب طريق البر، ثم اسفت علي فراقه، فاتبعته، فقال لي: تعال: فجئنا جميعاً الي حصن المسناة، فنمنا جميعاً و انتبهنا فاذا نحن علي العوفي علي جبل الخندق، فقال لي: انت مضيق و عليک عيال، فامض الي ابي طاهر الزراري فسيخرج اليک من منزله، و في يده الدم من الاضحية، فقل له: شاب من صفته کذا يقول لک: صرة فيها عشرون ديناراً جاءک بها بعض اخوانک فخذها منه، فصرت الي ابي طاهر کما قال الشاب ووصفته له، فقال: الحمدلله، ورايته فدخل واخرج الي صرة الدنانير فدفعها الي وانصرفت.

الثاني: عنه، قال: حدث بحديثه المتقدم اباالحسين محمد بن عبيدالله العلوي، و نحن نزول بارض الهر، فقال: هذا حق، جاءني رجل شاب فتوسمت في وجهه سمة، فصرفت الناس کلهم، و قلت له: من انت؟ فقال: انا رسول الخلف الي بعض اخوانه ببغداد، فقلت له: معک راحلة؟ فقال: نعم، في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئني بها،



[ صفحه 410]



و وجهت معه غلاماً، فاحضر راحلته، و اقام عندي يومه ذلک، و اکل من طعامي، و حدثني بکثير من سري و ضميري، فقلت له: علي اي طريق تاخذ؟ قال: انزل الي هذه النجفة، ثم آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط فارکب الي الخلف الي المغرب، فلما کان من الغد، رکب راحلته و رکبت معه حتي صرنا الي دار صالح، فعبر الخندق وحده و انا اراه، حتي نزل النجف و غاب عن عيني.

الثالث: عنه، قال: حدث ابابکر محمد بن ابي دارم اليمامي (احد مشايخ الحشوية) بحديثيه المتقدمين، فقال: هذا حق، جاءني منذ سنيات ابن اخت ابي بکر بن البجالي العطار - و هو صوفي يصحب الصوفية - فقلت: من انت؟ و اين انت؟ فقال: انا مسافر منذ سبع عشرة سنة، فقلت له: فاي شي ء اعجب مارايت؟ فقال: نزلت بالاسکندرية في خان ينزله الغرباء، و کان في وسط الخان مسجد يصلي فيه اهل الخان و له امام، و کان شاب يخرج من بيت له غرفة فيصلي خلف الامام و يرجع من وقته الي بيته، ولايلبث مع الجماعة فقلت - لما طال ذلک علي، ورايت منظره شاب نظيف عليه عباء -: انا والله احب خدمتک والتشرف بين يديک، فقال: شانک، فلم ازل اخدمه حتي انس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم: من انت اعزک الله؟ قال: انا صاحب الحق، فقلت له: ياسيدي متي تظهر؟ فقال: ليس هذا اوان ظهوري و قد بقي مدة من الزمان، فلم ازل علي خدمته تلک و هو علي حالته من صلاة الجماعة و ترک الخوض في مالا يعنيه - الي ان قال -: احتاج الي السفر، فقلت له: انا معک، ثم قلت له: يا سيدي متي يظهر امرک؟ قال: علامة ظهور امري کثرة الهرج والمرج و الفتن، و آتي مکة فاکون في المسجد



[ صفحه 411]



الحرام، فيقال: انصبوا لنا اماًما، و يکثر الکلام حتي يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي، ثم يقول: يا معشر الناس، هذا المهدي انظروا اليه، فياخذون بيدي، وينصبوني بين الرکن و المقام، فيبايع الناس عند اياسهم عني.

وسرنا الي البحر، فعزم علي رکوب البحر، فقلت له: يا سيدي انا افرق من البحر، قال: ويحک تخاف و انا معک؟ فقلت: لا ولکن اجبن، فرکب البحر و انصرفت عنه.

ثم انه استشهد لوضعها مضافاً الي کون رواتها من الحشوية والزيدية انه عليه السلام لايحضر عند خواص شيعته معرفاً بنفسه، فکيف يحضر عند مخالفيه مع التعريف؟ و کيف يصلي خلف ائمة العامة من يصي خلفه عيسي بن مريم؟... الخ.

اقول: ان الحديث الثالث لاشتماله علي انه يصلي خلف غيره و ياتم به ساقط عن الاعتبار فلايحتج به، و لا ينبغي نقله الا لمقصد اثبات اجماع الکل علي ظهور المهدي و وجوده عليه السلام، و ان کنا بحمدالله تعالي بفضل سائر الاحاديث و اقوال من يعتد بقوله من الامة اغنياء عن مثله.

و اما الخبر الاول، فليس فيه مايدل صريحاً علي ان الشاب المذکور فيه هو مولانا المهدي عليه السلام، و انما يذکر اطراداً، و ان هذا الشاب لايکون الا المهدي عليه السلام، او من خواصه و حاشيته الذين يقومون باوامره وانفاذ احکامه، و الحکم بوضعه و جعله لايصدر الا ممن يعلم الغيوب.

و اما الثاني، ففيه ما يدل علي ذلک، و ليس فيه ايضاً ما يدل علي وضعه، والاستدلال بما يرويه المخالفون من الزيدية والعامة قوي جداً، لم



[ صفحه 412]



ار في العلماء و في الطائفة من تکلف اثبات ضعفه، بل بناؤهم علي الاستدلال بروايات المخالفين فيما هم مخالفون لنا في الفضائل و المناقب والامامة، فيستدلون لاثبات احاديث الثقلين و احاديث الولاية و غدير خم والائمة الاثني عشر عليه السلام و غيرها باحاديثهم، و لم يقل احد: ان اسانيدهم في ذلک ضعيفة ساقطة عن الاعتبار، بل عندهم انها في غاية الاعتبار و ان کان الراوي ناصبياً او خارجياً.

نعم، اذا وجد يه مالا يناسب مقام الائمة عليهم السلام الرفيع، و يخالف المذهب، يرد ذلک اليهم برد تمام الخبر، او خصوص مافيه من المخالفة حسب ماتقتضيه المقامات و الموارد، ويعتمدون في ذلک کله علي الاصول العقلائية المقبولة.