بازگشت

حول الاخبار المأثورة في الدجال


اعلم ان الاخبار المخرجة في جوامع حديث العامة و صحاحهم و مسانيدهم في الدجال کثيرة جداً، اخرجوها عن اکثر من اربعين صحابياً و صحابية، مثل: ابي سعيد، و جابر بن عبدالله، و ابن عمرو، و ابي بکر، و حذيفة، و ابن مسعود، و عبدالله بن مغنم، و معاذ بن جبل، و اسامة، و سمرة بن جندب و ابي بکرة و ابي اماة، و النواس بن سمعان، و ابي بن کعب، و ابي عبيدة و سلمة بن الاکوع، و عمرو بن عوف، و عبدالله بن بشير، و فاطمة بنت قيس، و ابي هريرة، و عبادة بن الصامت، و عمران بن حصين، و امغيرة بن شعبة، و عائشة، و ابن عباس و سعدة، و ابي الدرداء، و ام سلمة، و اسماء بنت يزيد، و هشام بن عامر، و مجمع بن جارية و غيرهم و قد ادعوا تواترها، و قال بعضهم: ان اخباره تحتمل مجلداً، کما افردها بالتاليف غير واحد منهم؛ کابي عمرو الداني.

والظاهر من ارباب الجوامع و ائمتهم في الحديث الاعتماد علي هذه الاخبار، و الاحتجاج بها، و شدة الانکار علي من ينکرها، مع ما في اسناد اکثرها من العلل، و الذي ينبغي ان يقال: ان هذه الاخبار من حيث المتن علي طائفين:



[ صفحه 276]



احداهما: ما ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل و النقل، و يود بعضه بعضاً، فشان هذه الطائفة و شان سائل اخبار الملاحم سواء، فان ثبت الاخبار بها عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم يجب قبولها و الايمان بها، کرواية خروج شخص في آخر الزمان لقب في لسان هذه الاخبار بالدجال، يدعي الالوهية، و يدعو الناس الي نفسه، و يصدر منه بعض التمويهات، و تغطية الباطل بالحق، يهلک باضلاله جماعات من الناس، يومنون به طمعاً او خوفاً، اکثر اتباعه العثمانيون و اليهود و النساء....

و هذه مثل: رواية الفتن و السند و غيرهما عن هشام بن عامر، و حديث مسلم عن ام شريک، و حديث ابي داود عن عمران بن حصين فيمن سمع بالدجال، و حديث مسلم عن المغيرة: هو اهون علي الله من ذلک (يعني: من ان يکون معه جبال من خبز و لحم، و نهر من ماء)، و حديث انس و ابي هريرة و عائشة و ابن عباس و سعد و عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده و غيره: اللهم انا نعوذ بک من عذاب جهنم... و من فتنة آيات...، و حديث مسلم عن نافع بن عينية: تغزون جزيرةالعرب... ثم يغزون الدجال فيفتحه الله تعالي، و حديث احمد عن معاذ بن جبل:... عمران بيت المقدس و خراب يثرب و الملحمة و فتح القسطنطينية و خروج الدجال في سبعة اشهر، و حديث مسلم عن حذيفة، و الفتن عن حذيفة بن اليمان، و حديثه الآخر عن انس، و حديث ميزان الاعتدال عن زيد بن وهب عن حذيفة، و حديث المسند عن ابي وائل عن حذيفة، و حديث المسند عن ابي ذر، و حديث ابي ظبيان عن علي عليه السلام، و خبر





[ صفحه 277]



احمد عنه عليه السلام: غير ذلک اخوف لي عليکم، و خبر احمد عن جابر الذي فيه: و اکثر من يخرج اليه من النساء و فيه: و يکون معه سبعون الفاً من اليهود، و خبر احمد عن هشام بن عامر: ان راس الدجال من ورائه حبک حبک فمن قال: انت ربي افتتن، و من قال: کذبت ربي الله عليه توکلت فلايضر، او قال: فلا فتنة عليه، و خبره عن ابن عمر فيه: اکثر من يخرج اليه النساء، و خبره عن عثمان بن ابي العاص فيه: اکثر من معه اليهود و النساء، [1] و في هذا الخبر اشارة الي ظهور المهدي عليه السلام اذا فيه: فبينما هم کذلک (اي المسلمون في المجاعة الشديدة و غيرها) اذ نادي مناد من السحر: يا ايها الناس اتاکم الغوث (ثلاثاً). و هناک من الاحاديث اکثر مما ذکرناه، فلانطيل الکلام بنقل اکثر من ذلک.

و هذه الطائفة من حيث المضمون يکون احتمال وقوع مضمونها مقبولاً لا يري في وقوعه مانع من العقل او الشرع، و لا يجوز رد احتمال وقوعه بمجرد الاستبعاد و الاستغراب بعد ما جاء اغرب منه في الملاحم التي اخبر عنها في کتاب و السنة الصحيحة.

نعم في اسناد کثير منها علل توجب ضعفها و ترکها، و عدم الوثوق بصدورها و من حدث بها، و مع ذلک لا يکون هذا مجوزاً لحمل هذه الاخبار علي خلاف ظاهرها و الاخذبها، بل يعامل معها بقاعدة الامکان.

لا يقال: ربما تکون هذه الاخبار العليلة من الکثرة بحيث توجب



[ صفحه 278]



اليقين بالتواتر الاجمالي او المعنوي، و بعبارة اخري: توجب کثرتها اليقين بصدور بعضها و لو واحد منها، او اليقين بصدور مضمون ما اتفق عليه الکل الذي نعبر عنه بالتواتر المعنوي، فانه يقال: لا باس بذلک، الا ان هذا ايضاً لايوجب حمل ماتواترت عليه الاخبار بالاجمال او بالمعني علي خلاف الظاهر، و تاويله بمجرد الاستغراب، و لا حمل سائر ما تضمنته هذه الاخبار المحققة للتواتر علي خلاف الظاهر، کما سياتي بيان ذلک.

و اما الطائفة الثانية: و هي التي لايصلح حملها علي ظاهرها عقلاً او شرعاً، ويترک ظاهرها مطلقاً و ان وجد فيها (ولا يوجد) مالا باس بسنده، فهي ايضاً من طرق اهل السنة کثيرة جداً، فيها من الاعاجيب و الاقاصيص امور لا تقبلها النفوس السليمة، و العقول المستقيمة المومنة بالدعوة المحمدية البيضاء، و الرسالة التي هي احکم الرسالات و اتمها، المنزهة عن المجنون و الخرافات.

و هذه مثل: خبر الجساسة و الدجال الذي رووه عن فاطمة بنت قيس، و ما رووه في ابن صياد، و خبر مسلم عن جابر الذي فيه: ان له حماراً يرکبه عرض مابين اذنيه اربعون ذراعاً، و ان معه جبالاً من خبز، و ان معه نهرين، و خبره عن النواس بن سمعان، و خبره ايضاً عن ابي الوداک عن ابي سعيد، و خبر احمد ايضاً عن ابي الوداک عنه و خبر احمد عن اسماء بنت يزيد، و خبر احمد ايضاً عن ابي الوداک عنه و خبر احمد عن اسماء بنت يزيد، و خبر ابن ماجة عن ابي امامة، و خبر احمد عن سفينة، و خبر الطبراني عن مجاهد عن ابن عمرو، وخبر احمد عن الحسن البصري عن عائشة، و مرسل محسن البصري الذي رواه الذهبي عنه، و خبر الطبراني عن سلمة بن الاکوع، و الخبر الذي رواه ابن المنادي



[ صفحه 279]



عن اميرالمومنين علي عليه السلام، و خبر حذيفة الذي فيه: يخرج الدجال عدو الله و معه جنود من اليهود و اصناف من الناس، و معه جنته و ناره، و رجال يقتلهم ثم يحييهم، و معه جبل من ثريد، و نهر من ماء...، و فيه: يبعث الله اليه الشياطين من مشارق الارض و مغاربها، فيقولون له: استعن بنا علي ماشئت، فيقول: نعم انطلقوا فاخبروا الناس اني ربهم، و اني قد جئتهم بجنتي و ناري، فتنطلق الشياطين فيدخل الرجل اکثر من مائة شيطان، فيتمثلون له بصورة والده و اخوته و مواليه و رفيقه، فيقولون: يا فلان اتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم هذا ابي و هذه امي و هذه اختي و هذا اخي، و فيه: تکذيب الرجل اياهم، فيقول الرجل: کذبتم ما انتم الا شياطين و هو الکذاب...، و خبر نعيم في الفتن عن ابن مسعود الذي فيه: بين اذني حمار الدجال اربعون ذراعاً، و خطوة حماره مسيرة ثلاثة ايام، و انه يحبس الشمس حتي يجعل اليوم کالشهر، [2] و خبر ابي هريرة: يخرج الدجال علي حمار احمر ما بين اذنيه سبعون ذراعا، [3] و غير هذه من الاخبار المعارضة للعقل او الشرع التي يکذبها مضمونها، الواردة من طرق اهل السنة، و المخرجة من جوامعهم المعتبره، و اصح کتبهم في الحديث.

هذا و قد حکم اخيراً بعدم صحة هذه الاخبار، و کونها مکذوبة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و استنکرها استنکاراً شديداً بعد ان کان السلف من عظماء محدثيهم و غيرهم معتمدين عليها، مصرين بحفظها، کان الايمان بمضامينها من ارکان الاسلام، جمع من



[ صفحه 280]



کتابهم في مصر و غيرها، فخرجوا علي اسلافهم، و علي صحاحهم و جوامعهم، و اليک بعض کلمات کاتب من هولاء:

قال في خبر الفتن عن ابي مسعود الذي في امور وقوعها يناقض حکمة الله تعالي و عدله: «کان الرسول عليه السلام يتکلم بکلام لو اراد العاد ان يعده لعده، و کان حديثه لباب الحکمة و مصاصها، فاين هنا القصص الخيالي من ذلک النور المثالي؟ و اين التوجيه الرشيد و القول السديد من هذا الخلط المسرف علي الحق؟ تنزه الرسول صلوات الله عليه و سلامه عن ان يقول هذا القول او بعضاً منه. هذا من حيث المعني، و اما من حيث البني فان هذا الکلام بعيد عن بلاغة النبي بعد الظلام عن النور». [4] .

و قال في خبر الداري من روية الجساسة و الدجال الذي رواه مسلم: «هذا الحديث عليه طابع الخيال، وسمعة الوضع، الامر الذي يجعلنا ننفي صدوره عن الرسول عليه [و آله] السلام الذي لا يقول الا الحق، و لا ينطق عن الهوي...». [5] .

و قال ايضاً في هذا الحديث الذي رواه احمد و غيره ايضاً: «الغرابة بکل غيومها تحيط بهذا الحديث الذي يرفض القلب و العقل معاً التصديق بصدوره عن الرسول العظيم صلي الله عليه [وآله] و سلم. [6] .

و قال في خبر احمد و غيره عن ابن صياد: «اين العهد لهذا الدجال المدعي للنبوة و الرسالة في مواجهة خاتم الانبياء و المرسلين عليه و عليهم ازکي صلوات الله، ان هذا المقطع من الحديث يقطع لاول و هلة بعدم



[ صفحه 281]



صحته، و کيف يمکن التسليم بصحة هذه القصة مع ان مضامينها و خطواتها تنفي بنفسها حتي وقوعها؟». [7] .

و قال فيه ايضاً: «کيف يشفق الرسول من طفل معجون بالاکاذيب علي افتراض انه وجد حقيقة؟» و قال:«هل الطفل مکلف؟ و هل يبلغ اهتمام الرسول بهذا المزعوم ان يقف اليه و يساله هذا السوال؟ و هل من المعقول ان ينتظر حتي يتلقي جوابه؟ و هل من المقبول ان يسمح له بهذا الجواب الکافر المدعي للنبوة و الرسالة؟ و هل من المقبول ان يسمح له بهذا الجواب الکافر المدعي للنبوة و الرسالة؟ و هل يبعث الله اطفالاً؟ اسئلة نسوقها الي اولئک الذين يشلون عقولهم عن التفکير السديد الرشيد (يعني: نقلة هذه الاخبار من ارباب الصحاح و الجوامع الي التعابعين و الصحابة)، لينفضوا عنها غباراً يغطي عنها کثيراً من الحقائق التي قد لا تکون من الدقائق. ان ابن صياد خرافة جازت علي بعض العقول، فعاشت قصتها في بعض الکتب منسوبة الي الرسول صلوات الله عليه الذي لا يصدر عنه من القول و الفعل الا ما هو لباب الحق و مصاصه...». [8] .

و قال في خبر احمد عن جابر في قوله: و له حمال...: «هذا الکلام لا يقوله رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، و ليس للمسلمين ان يصدقوا صحة نسبته اليه...». [9] .

و قال مستنکراً علي عبدالرحمان المحاربي الذي قال في خبر ابن ماجة عن ابي امامة: ينبغي ان يدفع هذا الحديث الي المودب حتي يعلمه الصبيان في الکتاب: «کيف يعلم صبيان المسلمين مثل هذا القول الذي



[ صفحه 282]



لا يمکن تصديقه، و هو منسوب زوراً الي الرسول عليه السلام؟». [10] .

هذا و لا يخفي عليک ان ماذکره في رد هذه الطائفة من الاخبار، و تخطئة مخرجيها المعتمدين عليها، و المومين بما فيها، صحيح لاخفاء فيه، لتضمنها اموراً يستحيل وقوع بعضها، او يکون مخالفاً للاغراض المنطقية للنبوات و حکمة الله تعالي في ارسال الرسل و انزال الکتب و هداية الخلق و امتحانهم، و منافياً للطفه بعباده، حتي لا يکون للناس عليه حجة و يهلک من هلک عن بينة و يحيي من حي عن بينة.

مضافاً الي ذلک يجب ترک هذه الاخبار و ان کانت مخرجة في اصح کتبهم و اشهرها؛ کالبخاري و مسلم و المسند، بضعف اسناد جلها لولا الکل عندنا و امثال هذه الروايات مما يرده العقل في صحاحهم و مسانيدهم و غيرها کثيرة جداً، ينفي صدورها عن الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم الذي ارسله الله تعالي بالدين الواضح، والطريق الائح، الدين الحنيف الذي وصفه الله سبحانه فقال: (فطرت الله التي فطر الناس عليها)، [11] و قال: (قل هذه سبيلي ادعوا الي الله علي بصيرة انا و من اتبعني) [12] .

و ينبغي هنا بيان تنبيهات:

الاول: الظاهر انه - کما اشرنا اليه - قد اتفق کلمات السلف من العامة الا الشاذ منهم علي ان الدجال شخص بعينه، يخرج في آخر الزمان.

قال الکرماني (شارح صحيح البخاري): «هو شخص بعينه، ابتلي الله به عباده، و اقدره علي اشياء من مقدورات الله تعالي، من احياء



[ صفحه 283]



الميت، و اتباع کنوز الارض، و امطار السماء، و انبات الارض بامره، ثم يعجزه تعالي بعد ذلک فلا يقدر علي شي ء منها، و هو يکون مدعياً للالهية، و هو في نفس دعواه مکذب بصورة دعواه و حاله، بانتقاصه بالعور و عجزه عن ازالته، و عن ازالة الشاهد بکفره المکتوب بين عينيه.

فان قلت: اظهار المعجز علي يد الکذاب ليس بممکن.

قلت: انه يدعي الالهية، و استحالته ظاهر، فلامحذور فيه، بخلاف مدعي النبوة فانها ممکنة، فلو اتي الکاذب فيها بمعجزة لا لتبس النبي بالمتنبي ء.

فان قلت: ما فائدة تمکينه من هذه الخوارق؟ قلت: امتحان العباد». [13] .

و قال ابن الاثير في النهاية: «قد تکرر ذکر الدجال في الحديث، و هو الذي يظهر في آخر الزمان، يدعي الالوهية، و فعال من ابنية المبالغة، اي يکثر منه الکذب و التلبيس». [14] .

و في لسان العرب: «والداجل المموه الکذاب، و به سمي الدجال، و الدجال، هو المسيح الکذاب، و انما دجله لسحره و کذبه. ابن سيدة: المسيح الدجال رجل من يهود، يخرج في آخر هذه الامة، سمي بذلک لانه يدجل الحق بالباطل، و قيل: بل لانه يغطي الارض بکثرة جموعه، و قيل: لانه يغطي علي الناس بکفره، و قيل: لانه يدعي الربوبية، سمي بذلک لکذبه، و کل هذا المعاني متقارب، قال ابن خالويه: ليس احد



[ صفحه 284]



فسر الدجال احسن من تفسير ابي عمرو، قال: الدجال اموه، يقال: دجلت السيف موهته و طليته بماء الذهب،... الي ان قال: و قد تکرر ذکر الدجال في الحديث، و هو الذي يظهر في آخر الزمان يدعي الالهية، و فعال من ابنية المبالغة، اي يکثر من الکذب و التلبيس. الازهري: کل کذاب فهو دجال، و جمعه دجالون، و قيل: سمي بذلک لانه يستر الحق بکذبه». [15] .

و قال النووي في شرح مسلم (باب ذکر الدجال): هذه الاحاديث التي ذکرها مسلم و غيره في قصة الدجال حجة لمذهب اهل الحق في صحة وجوده، و انه شخص بعينه، ابتلي الله به عباده، و اقدره علي اشياء من مقدورات الله تعالي، من احياء الميت الذي يقتله، و من ظهور زهرة الدنيا و الخصب معه، و جنته، و ناره، و نهرية و اتباع کنوز الارض له، و امره السماء ان تمطر فتمطر، و الارض ان تنبت فتنبت، فيقع کل ذلک بقدرة الله تعالي و مشيئته، ثم يعجزه الله بعد ذلک، فلا يقدر علي قتل ذلک الرجل و لا غيره، و يبطل امره، و يقتله عيسي بن مريم عليه السلام، و يثبت الله الذين آمنوا. هذا مذهب اهل السنة، و جميع المحدثين و الفقهاء و النظار، خلافاً لمن انکره و ابطل امره من الخوارج و الجهمية و بعض المعتزلة، و خلافاً للبخاري المعتزلي و موافقيه من الجهمية و غيرهم، في انه صحيح الوجود، و لکن الذي يدعي مخارف و خيالات لا حقائق لها، و زعموا انه: لو کان حقاً لم يوثق بمعجزات الانبياء صلوات الله عليهم، و هذا غلط من جميعهم؛ لانه لم يدع النبوة، فيکون مامعه کالتصديق له، و انما يدعي الالوهية، و هو في نفس دعواه مکذب لها



[ صفحه 285]



بصورة حاله، و وجود دلائل الحدوث فيه،و نقص صورته، و عجزه عن ازالة العور الذي في عينه، و من ازالة الشاهد بکفره المکتوب بين عينيه، و لهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به الا رعاع من الناس تقية و خوفاً من اذاه، او رغبة من سد الزمن؛ لان فتنته عظيمة جداً، تدهش العقول، و تحير الالباب، مع سرعة مروره في الامر، فلا يمکث بحيث يتامل الضعفاء حله، و دلائل الحدوث فيه و النقص، فيصدقه من صدقه في هذه الحالة، و لهذا حذرت الانبياء صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين من فتنته، و نبهوا علي نقصه و دلائل ابطاله، و اما اهل التوفيق فلا يغترون به، و لا يخدعون لما معه، لما ذکرناه من الدلائل المکذبة له، مع ماسبق لهم من العلم بحاله، و لهذا يقول الذي يقتله ثم يحييه: ما ازددت فيک الا بصيرة. قال النووي: هذا آخر کلام القاضي. [16] .

و قال ابن حجر: و قال الخطابي: فان قيل: کيف يجوز ان يجري الله الاية علي يد الکافر، فان احياء الموتي آية عظيمة من آيات الانبياء، فيکف ينالها الدجال و هو کذاب مفتر يدعي الربوبية؟!

فالجواب: انه علي سبيل الفتنة للعباد، اذ کان عندهم ما يدل علي انه مبطل غير محق في دعواه، و هو انه اعور، مکتوب علي جبهته: کافر، يقراه کل مسلم، فدعواه داحضة مع و سم الکفر، و نقص الذات و القدر، و اذ لو کان الهاً لازال ذلک من وجهه، و آيات الانبياء سالمة من المعارضة فلا يشتبهان.

ثم قال ابن حجر بعد کلام الطبري: و في الدجال - مع ذلک - دلالة بينة - لمن عقل - علي کذبه؛ لانه ذو اجزاء مولفة، و تاثير الصنعة



[ صفحه 286]



فيه ظاهر مع ظهور الآفة به من عور عينيه، فاذا دعا الناس الي انه ربهم فاسوا حال من يراه من ذوي العقول ان يعلم انه لم يکن ليسوي خلق غيره و يعدله و يحسنه، و لا يدفع النقص عن نفسه، فاقل ما يجب ان يقول: يا من يزعم انه خالق السماء و الارض! صور نفسک و عدلها، و ازل عنها العاهة، فان زعمت ان الرب لا يحدث في نفسه شيئاً فازل ماهو مکتوب بين عينک.

ثم قال ابن حجر: و قال القاضي عياض: في هذه الاحاديث حجة لاهل السنة في صحة وجود الدجال، و انه شخص معين يبتلي الله به العباد، و يقدره علي اشياء؛ کاحياء الميت الذي يقتله، و ظهور الخصب و الانهار، و الجنة و النار، و اتباع کنوز الارض له، و امره السماء فتمطر، و الارض فتنبت، و کل ذلک بمشيئة الله تعالي، ثم يعجزه الله فلا يقدر علي قتل ذلک الرجل و لا غيره.... [17] .

و قال ابن کثير: استدل بعضهم علي ان الخارق قد يکون علي يد غير الولي، بل قد يکون علي يد الفاجر و الکافر ايضاً، بما ثبت عن ابن صياد انه قال: هو الدخ حين خبا له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم (فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين)، و بما کان يصدر عنه انه کان يملا الطريق اذا غضب حتي ضربه عبدالله بن عمر، و بما ثبتت به الاحاديث عن الدجال بما يکون علي يديه من الخوارق الکثيرة، من انه يامر السماء ان تمطر فتمطر، و الارض ان تنبت فتنبت، و تتبعه کنوز الارض مثل اليعاسيب، و ان يقتل ذلک الشاب ثم يحييه، الي غير ذلک



[ صفحه 287]



من الامور المهولة. و قد قال يونس بن عبدالاعلي الصدفي: قلت للشافعي: کان الليث بن سعد يقول: اذا رايتم الرجل يمشي علي الماء، و يطير في الهواء، فلا تغتروا به حتي تعرضوا امره علي الکتاب و السنة، فقال الشافعي: قصر الليث رحمه الله، بل اذا رايتم الرجل يمشي علي الماء، و يطير في الهواء، فلا تغتروا به حتي تعرضوا امره علي الکتاب و السنة. [18] .

هذه کلمات بعض اکابر محدثي اهل السنة، و يظهر منها اجماعهم علي خروج الدجال في آخر الزمان، و فتنة الناس به، و انه شخص بعينه، بل يظهر منها اتفاهم علي وقوع جميع التفاصيل المذکورة في اخبارهم، و قد عرفت مما سبق ان ما يصح دعوي تواتر الاحاديث فيه، و هو: خروج شخص ملقب بالدجال في آخر الزمان، يکثر منه الکذب و التلبيس، و تغطية الحق بالباطل، و الافساد في الارض.

و اما التاصيل المذکورة في هذه الاحاديث، سيما الطائفة الثانية منها، فلا تبلغ حد التواتر؛ لتفرد رواتها بها، فحکمها حکم اخبار الآحاد، فانها لا توجب علماً و اعتقاداً بمضمونها؛ لکونها غير قطعي الصدور و الدلالة و لا عملاً؛ لعدم ارتباطها بالفروع و الاحکام العملية، و النظامات العبادية و المدنية، حتي تجب العمل بها، و الاحتجاج بها في الفقه، و ان لم يحصل العلم بصدورها او بدلالتها کما هو مبين في اصول الفقه، و دعوي القطع بصدور کل واحد من هذه الروايا عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم؛ لانها مخرجة في السنن او الصحيحين



[ صفحه 288]



او نحو ذلک مجازفه جداً، لا تصدر الا من البسطاء و سواذج الناس الذين لا تبين لهم في الاخبار، و لا تحقيق لهم في مضامينها، و لا معرفة لهم بحالات الصحابة و الرواة، و الا فيکف يقتنع من کان من اهل التفکير و التعقل و التحقيق جواز وقوع امور لا يجوزها العقل، و تنافي ما استقرت عليه حکمة النبوات و رسالات السماء، و امتحان الله تعالي لعباده جيلاً بعد جيل.

و ما تکلفوا في الجواب عن ذلک - بانه اذا کان فيه ما يکذب دعواه، و انه مبطل غير محق، و انه عاجز لا يقدر علي رفع النقص عن نفسه، و محو کتابة الکفر عن جبهته، فاظهار الخارق علي يديه لامتحان العباد جائز لا يخالف حکمة الله تعالي و لطفه - غير سديد؛ لانه لا وجه لهذا الامتحان الشديد الذي لا مثيل له في ما امتحن الله به عباده، و هل هذا الا اعانة المضل علي اضلاله؟

و ان کنت في ريب من ذلک فتدبر في قوله تعالي: (الم تر الي الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الملک اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي و يميت قال انا احيي و اميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي کفر)، [19] فتري في هذه القصة ان ابراهيم و هو رسول الله لهداية عباده لم يحتج علي من حاجه، بانک ذو اجزاء و اعضاء و جسمک يکذب دعوي الوهيتک، و انک لم تحي الموتي باخراجک شخيص من السجن، و امرک بقتل احدهما و اطلاق الآخر، بل غير احتجاجه فقال: (فان الله....) و هذه سنة رسالات السماء في هداية، فما راي ابراهيم ان الذي حاجه عارضه احتجاجه الاول



[ صفحه 289]



بشبهة ربما تقع في نفوس بعض الضعفاء غير احتجاجه.

و اين هذا من اعطاء الله مدعي الالوهية - الدجال - هذه الخوارق العظيمة المدهشة، فهل تجوز علي حکمة الله تعالي اقدار الذي حاج ابراهيم باحياء الموتي و اتيان الشمس من المغرب، او تستوحش من ذلک و تقول: لا يمکن ذلک، و لا يجوز في حکمة الله تعالي اقدار المدعي للالوهية علي الخارق و ان کان هنا علي بطلان دعواه الف دليل؟

اذن فيکف يجوز صدور مثل ذکل منه تعالي للدجال حتي انه يحبس الشمس فيجعل اليوم کالشهر؟!

هذا و قد عرفت ان الشواهد علي عدم صحة هذه الاخبار ليست منحصرة بعدم جواز اقدار الله تعالي الکافر علي الخارق حتي يفصل بين مدعي الالوهية و النبوة.

و اما کلام الليث بن سعد و الشافعي فليس فيه ما يدل علي ان الله تعالي يظهر الخارق بيد الکاذب و الفاجر و الکافر، بل يمکن ان يکون مرادهما التاکيد علي ان المعتبر في معرفة حال کل شخص عرض ما هو عليه من الاعتقاد علي الکتاب و السنة، سيما اذا کان ذا طريقة خاصة متفرداً ببعض الاعمال و الآراء مثل: الصوفية، و المتسمين بالعرفاء، و الفلاسفة، و غيرهم من الذين يسلکون في المعارف الالهية و الاخلاق و الرياضات و الدعاء و الاوراد و الاذکار مسالک ربما لا تنطبق علي الشرع او لم توخذ من الشرع، و لهم اصطلاحات غير اصطلاحات اهل الشرع المذکورة في کتاب و السنة، فهم و ان بلغوا ما بلغوا اذا لم يتکلموا بالاصطلاحات الشرعية و تکلموا بغيرها من الاصطلاحات المختصة يجب ان يعرض ما هم عليه علي الکتاب و السنة و لا يجوز تفسير الشرع بهذه



[ صفحه 290]



الاصطلاحات کما بني علي ذلک امره بعض الفلاسفة العرفاء، فلا يقبل من احد فيما يتعلق بالشرع الا ما کان ماخوذاً من الشرع و مفهوماً منه عند من لا يعرف هذه الاصطلاحات، فاللازم عرض هذه الاصطلاحات علي الشرع لا عرض الشرع عليها و تفسيره بها، و الحاصل انه لا يقبل من احد امر و لا يوخذ باي طريقة و مسلک اعتقادي او عبادي الا اذ کان مستفاداً من الشرع و من الکتاب و السنة و الا يجب ترکه و الاعراض عنه و ان اتي صاحبه بالف خارق فلا يکون ما ينقل من المرتاضين و ارباب الرياضات الباطلة من صدور بعض الخوارق عنهم علي فرض تسليم صحة نقل ذلک دليلاً علي صحة مذهبم او دعواهم بعد ما کان مذهبهم مخالفاً للکتاب و السنة و کذا غير هم من العرفاء الصوفية المنتحلين الي الاسلام، و اياک ان تغتر باصطلاحاتهم و بعض حالاتهم الذوقية و الشوقية او بعباداتهم و قيامهم بالليل و مداومتهم بالاذکار و صدور الخارق منهم و عليک بعرض امرهم و آرائهم علي الکتاب و السنة.

فهولاء الذين يدعون لانفسهم القطبية و المرشدية و الشوون التي يعتقدها اهل السلاسل الکثيرة من الصوفية و العرفاء کل سلسلة لقطبهم و لم شدهم و ان ادعوا لهم بعض الخوارق يعرض امرهم علي الکتاب و السنة الثابة الصحيحة التي دلت علي ان هذه السلاسل و المسالک ليست من الاسلام و اربابهما ضالون مضلون.

التنبيه الثاني: لا يجوز حمل الفاظ الحديث علي خلاف ما يدل عليه ظاهره، و تاويله بمجرد غرابة مضمونه اذا لم يکن هناک دافع عقلي او شرعي منه.

فاذا کان الخبر متواتراً يحصل الاطمئنان و الاعتقاد بمضمونه، و في



[ صفحه 291]



اخبار الآحاد اذا لم يکن الخبر في الفروع و الاحکام و لم يکن محفوفاً بالقرائن التي توجب العلم بصدوره لا يحصل الايمان بمضمونه؛ لان الخبر اذا کان غير قطعي الصدور لايتاتي منه الايمان و الاعتقاد، لاحتمال عدم صدوره، او وقوع اشتباه في نقل متنه.

و اما حمله علي خلاف ظاهره، فان کان علي سبيل الجزم فهو قول بغير علم، و ان کان علي سبيل الاحتمال فلا اعتناء به قبال ظهوره في معناه الذي لو کان الخبر مقطوع الصدور يوجب الايمان و الاعتقاد به، و لا يترتب علي ابداء هذا الاحتمال فائده اذاً.

فلا فائدة في التکلف بحمل اخبار الآحاد الدالة علي تفصيلات امر الدجال علي خلاف ظاهره، بعد العلم بانها لا توجب العلم و العقيدة و لا العمل، مثل حمل ما فيه انه مکتوب بين عينيه انه کافر بان الکتابة هنا ليس علي الحقيقة، بل کناية عن الامارات الدالة علي صاحبها، و القراءة معناها ان تلهم النفس المومنة باشرقها مايبصرها الحقيقة دون امتراء، حتي لکان الدجال صفحة مکتوبة بينة الکلمات لا يخفي فهما علي احد، انتهي. [20] .

اقول: هذا لعب بالحديث و استخفاف به، و ليت شعري من اين و باي قرينة علم ان الکتابة هنا ليس علي الحقيقة بل هي الکناية عما ذکره؟

و ما هو الشاهد علي ترجيح هذا علي ما هو معني اللفظ بحسب ظاهره العرفي؟ و لم لا يجوز ان يکون ذلک مکتوباً بين عينيه؟

فان هو زعم ان غرابة المعني قرينة علي عدم ارادة المعني الحقيقي



[ صفحه 292]



ففي القرآن و السنة الثابتة کثيراً ما يوجد اغرب من ذلک، فالاولي بل الواجب ترک التاويل و الحمل علي خلاف الظاهر بمجرد الغرابة، فانه خلاف التسليم و التصديق بما اخبر عنه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم من الامور الغيبة، مثل معجزات الانبياء التي يستغربها، بل يحکم بامتناع وقوع ها اصحاب المادة، المومنون بالعلل المادية، مثل قلب العصا بالثعبان، و ابراء الاکمه و الابرص، و غيرها من الخوارق التي لا يمکن ان يستند وقوع ها الي اي سبب مادي.

ان قلت: ليس مثل هذا الحمل من التاويل بشي ء، بل هو استظهار المعني المجازي من اللفظ بقرينة غرابة المعني الحقيقي، و لا ريب ان ما ذکرنا اقرب المعاني المجازية اليه، فناخذ بقاعدة: اذا تعذرت الحقيقة فاقرب المجازات اليها يتعين.

قلت: لم تتعذر الحقيقة هنا حتي يکون اقرب المجازات هو المراد، و مجرد غرابة المضمون - سيما في مثل هذه الاخبار - ليست قرينة علي ارادة المعني المجازي، خصوصاً مع عدم غرابت ها من حيث النوع، فالآيات القرآنية و الاحاديث الغريبة في باب الملاحم، و اشراط الساعة، و مشاهد القيامة اکثر من ان تحصي، و القول بجواز تاويلها و حملها علي غير معانيها الظاهرة فيها يجعل الدين معرضاً للتحريف و التغيير.

و الذي ينبغي ان يعامل مع هذه الاحاديث المتضمنة لبعض التفاصيل بالنسبة الي تفصيل لم يبلغ الاحاديث الواردة فيه حد التواتر اولاً: النظر في سند الحديث، فان کان فيه علة توجب سقوطه عن درجه الاعتبار فلا اعتناء به، و الا فان لم يکن محفوفاً بما يوجب العلم بصدوره فشانه شان سائل اخبار الآحاد، لا يجوب العلم لعدم العلم بصدوره،



[ صفحه 293]



و لا يوجب عملاً لعدم تضمنه حکماً من الاحکام الشرعية حتي تشمله ادلة وجوب العمل بالخبر المبينة في اصول الفقه، و ان کان هنا قرائن تفيد العلم بصدوره لا يجوز انکار مدلوله، و يجب قبوله و الايمان و الاقرار به.

التنبيه الثالث: اعلم ان ما جاء في مولفات اعلام الشيعة و جوامعهم في الحديث من طرقهم عن ائمة اهل البيت عليهم السلام، ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل او الشرع، و شانه و شان اکثر احاديث العامة من الطائفة الاولي التي اشرنا اليها سواء.

مضافاً الي ان اخبارنا في هذا الموضوع قليلة جداً، لا تبلغ في الکثرة حد اخبارهم، و غاية ما يمکن اثباته بالروايات المخرجة في جوامعنا بادعاء التواتر الاجمالي او المعنوي، او بدعوي اتفاق المحدثين و غيرهم من العلماء علي خروج الدجال، و عدم نقل انکاره من احد من الشيعة و ائمتهم عليهم السلام: ان الدجال شخص يظهر في آخر الزمان قبيل ظهور المهدي عليه السلام، يدجل الحق بالباطل، يفتتن بکذبه و اغرائه و ستره الحق جماعة من الناس.

نعم يوجد في کتب الخاصة ايضاً نزر قليل من الاخبار المشابهة او الموافقة، متناً او مضموناً، مع الطائفة الثانية من اخبار العامة، الا انها - سوي الخبر الذي رواه الفضل بن شاذان، عن محمد بن ابي عمير، عن المفضل، عن ابي عبدالله الصادق عليه السلام- غير مروية من طرقنا المنتهية الي الائمة الطاهرين عليهم السلام، مخرجة باسانيد عامية، و عن المجاهيل و الضعفاء، مثل الخبر الذي اخرجه الصدوق في «کمال الدين» [21] بسنده عن النزال بن سبرة عن اميرالمومنين عليه السلام.



[ صفحه 294]



و قد ذکر بعض هذه الاحاديث في مولفات الشيعة احتجاجاً علي العامة، کما تري - ايضاً - في کمال الدين، فانه احتج عليهم بعد ما اخرج عنهم خبر نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

و اما رواية المفضل، فمن الغض عن اختلاف علماء الرجال فيه، و تضعيف بعضهم اياه، و ان مضمونها موافق لاخبار العامة، لايوافق اصول مذهبنا، لا يعتد بها، لعدم صحة الاحتجاج بخبر الواحد في غير فروع الدين و الاحکام، فمقتضي عرضها علي العقل و الشرع، نفيها او ردها الي اهلها.

و الحاصل: لعلک لا تجد في احاديث الخاصة المروية بطرقهم في الدجال غير خبر المفضل الروي من طرق الآحاد، ما يرده ضرورة العقل او الشرع، و هذه المزية لم تتحقق لهم في هذا الا بفضل تمسکهم بالثقلين؛ الکتاب و العترة، و اخذهم العلم عن اهل البيت عليهم السلام، و اما غيرهم فمضافاً الي انهم خالفوا وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فلم يتمسکوا باهل البيت عليهم السلام، و ترکوا الرجوع اليهم، ورجعوا الي امثال، ابي هريرة، و النصاب، و الخوارج، و الطواغيت، وکعب الاحبار، اخرجوا في کثير من ابواب العلم، سيما الالهيات و الاعتقاديات، مثل: خبر ابن الصائد، و بنت قيس لکثيراً، فضلوا و اضلوا.

و ينبغي ان يعد هذا من الشواهد علي ان مالم يخرج من هذا البيت، و تفرد بروايته غير اهل البيت لا يجوز الاعتماد عليه، کما قال مولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام: «شرقا و غربا لن تجدا علماً



[ صفحه 295]



صحيحاً الا شيئاً يخرج من عندنا اهل البيت»، [22] و هذا الذي نطق به الامام هو المستفاد هو المستفاد من حيدث الثقلين الدال علي عدم افتراق الکتاب و العترة، و عدم خلو الزمان من عالم من اهل البيت عليهم السلام، معصوم عن الخطا.

التنبيه الرابع: لا يخفي عليک ان کثيراً من اصحاب النهضة الحديثة التي وقع ارباب ها تحت نفوذ المدينة الربية برقائها المادي والصناعي، سعوا في تطبيق الدعوة الاسلامية الموسسة علي الايمان بالله و تاثير عالم الغيب في عالم الشهادة علي المدنيات الغربية التي تاسست علي قواعد مادية لم يومن مومنوها بما وراء المحسوسات و ما لا يدرک بحواسنا المادية، بتاويل الآيات و الاحاديث التي لا توافق مضامينها الاوضاع المادية و الظواهر الطبيعية، ففسروها بما لايقع مورد استنکار الناشئة الجديدة المومنين بالعلل و المعلولات المادية، الذين لا يعرفون من عالم الغيب شيئاً، و اصمت المادة اسماعهم، و اعمت ابصارهم، و قد کان عليهم ان يقتبسوا من کتاب الله تعالي، و يجعلوه امامهم يهتدوا بهداه، حيث لم يعتن باستبعاد الکفار و استغرابهم حشر الاجساد، فلم يتنازل عما جاء به، بل قرره و اثبته و حققه، فقال عز من قائل، حکاية عن استنکارهم و استغرابهم: (و قالوا ائذا کنا عظاماً ورفاتاً ائنا لمبعوثون خلقاً جديداً) [23] ثم رد عليهم بقوله تعالي: (قل کونوا حجارة او حديداً او خلقاً مما يکبر في صدورکم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطرکم اول مرة)، [24] و قال تعالي شانه:(و ضرب لا مثلاً و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي



[ صفحه 296]



رميم قل يحييها الذي انشاها اول مرة و هو بکل خلق عليهم) [25] .

فمن لم يومن بالله و قدرته و بملائکته و قضائه و قدره، و انه ليس امر ما في عالم المادة الا وهو واقع تحت سيطرة عالم الغيب، و لا يجري الا بقضائه و قدره، يستغرب - لامحالة - الحقائق الغائبة عن حواسه المادية من الوحي، و ما اخبر به الانبياء مما لا يدرک بالحواس و معجزاتهم، فليس عنده تفسير لهذه الامور، بل ربما يستهزي بها ويرمي قائلها بالجنون.

اما المومن بالله تعالي فيصدق جميع ذلک ويدين به، و لا يجوز له ان يوول هذه الحقائق التي لا طريق الي معرفتها الا اخبار الصادق المصدق، النبي و اوصيائه عليهم السلام حتي لايستنکرها و لا يستهزي ء بها من لا يومن برسالات السماء، فلا يجوز للمومن - مثلاً - تفسير الوحي بالوحي النفسي، او تاويل المعجزات المادية، مثل: قلب العصا بالثعبان، و ابراء الاکمه و الابرص، و تکلم الصبي في المهد و غيرها، و کذلک وجود الملائکة و الجن، و هذا باب لو قيل بجوازه في النبوات يجعل جميعها في معرض التاويل و التغيير من کل احد في کل زمان، فلا يبقي امر منها بحاله، وليس بين هذه الطيقة و انکار النبوات بالصراحة فرق علي التحقيق.

فان قلت فکيف انتم تاولتم بعض الآيات مثل: (يد الله فوق ايديهم)، [26] و قوله تعالي: (و قالت اليهود يدالله مغلولة غلت ايديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان)، [27] و قوله تعالي



[ صفحه 297]



(و السموات مطويات بيمينه) [28] و غيرها مما يدل علي ان لله تعالي الاعضاء و الجوارح، علي ان ذلک مثل لقدرة الله تعالي في التصرف في الکائنات.

قلت: حيث ظاهر هذه الآيات و الاحاديث مخالف لضرورة العقل، لاستحالة ذلک علي الله تعالي؛ لتنزهه تعالي عن الجسمية و الترکيب من الاعضاء کاليد و الوجه و العين و غيرها، کما برهن عليه في علم الکلام، يکون ذلک قرينة عقلية علي عدم ارادة المعني الحقيقي، و ارادة معناه المجازي المتعارف استعمال هذه الالفاظ فيه في کلام العرب، فيراد من: يدي معک، او انت يدي او عيني، المعني المجازي؛ فهذه الکلمات ظاهرة في المعاني المجازية حتي و لو لم تکن معانيها الحقيقة مخالفة لضرورة العقل. و اين هذا من تاويل الآيات و الاحاديث لمجرد استغراب مضمونه عن بعض من لا يومن بعالم الغيب، او غرابة مضمونه في الاحاديث؟!

هذا مضافاً الي انا نقول: اذا انتم تابون عن تاويل مثل «يدالله» و «يداه مبسوطتان»، و تصرون علي حفظ ظاهرهما، و تثبتون ان لله - والعياذ به - اليد و الرجل مع مخالفة ذلک لضرورة العقل و استحالته، فکيف تاولون الاحاديث علي خلاف ما يدل عليه ظاهرها لاستغرابکم معناه؟!

هذا و من جملة ما حملته هذه الفئة الثقافية علي غير ظاهره و مدلوله اللفظي و العرفي هو وجود الدجال و خروجه مع اعترافهم بعدم مقبولية رد کل الاحاديث الواردة فيه. فقال محقق کتاب «نهاية البداية و النهاية»:



[ صفحه 298]



رد کل الاحاديث الواردة في الدجال امر غير مقبول؛ لتوافرها و تعدد طرق روايت ها، و انما المقبول المعقول رد ما جاء في بعضها مما لا يلتئم و طبيعة الحياة، و لا يتفق و مصلحة البشر.

و هذا الکتاب بعد هذا الاعتراف يقول: ثم انه ليس ما يمنع من ان يفهم الدجال علي انه اشارة نبوية صادقه الي ما سيکون من ظهور دعاة للشر، يکذبون علي الله، و يموهون الحقائق، و يستعينون علي تحقيق ما يريدون بما يتوفر لهم من القوة و وسايل البطش، و مغريات الحياة التي لا يستطيع مقاومت ها من حرم الحظ من قوة الايمان و ثبات العقيدة فتستهويه بانوارها لتحرقه بنارها، و ما اکثر الفراش بين بني الانسان و ليس ما ياخذ بحجز البشر عن النار الا ما يستقر في قلوبهم من الايمان القوي المتين الذي يشمخ عن مجاري تيارات الرغبة و الرهبة في دنيا الناس. [29] .

اقول: اي مانع اقوي من ظهور اللفظ في ان الدجال شخص بعينه، و الا فيقال: ليس مايمنع من ان يفهم عن الصلاة او الصلاة او الصوم انه اشارة الي رياضات جسمية تحفظ صحة البدن، او ان عصا موسي هي الحجة العقلية التي تعلمها موسي عليه السلام من الله تعالي. و الحاصل: انه يمنع من هذا العلم ظهور الالفاظ في معاني ها التي يتبادر منها، و مداليلها العرفية و اللغوية.

ثم ان هذا الکاتب بالغ في تاويلاته حتي قال في عيسي عليه السلام: هل بقي عيسي عليه السلام: هل بقي عيسي عليه السلام حتي الان حياً؟ و سينزل الي الارض ليجدد الدعودة الي دين الله بنفسه؟ ام ان المراد بنزول عيسي هو انتصار دين الحق، و انتشاره من جديد علي ايد مخلصة تتجه الي الله،



[ صفحه 299]



و تعمل علي تخليص المجتمع الانساني من الشرور و الاثام؟ رايان، ذهب الي کل منهما فريق من العلماء، و هذا هو ما يقال بالنسبة الي الدجال، هل هو شخص من لحم و دم ينشر الفساد و يهدد العباد، و ميلک وسائل الترغيب و الترهيب و الافساد دون رادع من دين او وازع من خلق حتي يقيض له عيسي عليه السلام فيقتله، ام انه رمز لانتشار الشر، و شيوع الفتنة و ضعف نوازع الفضيلة تهب عليه ريح الخير المرموز اليها بعيسي عليه السلام فتذهبه و تقضي عليه، و تاخذ بيد الناس الي مجة الخير؟. [30] .

اقول: انما لم يذکر اسماء بعض العلماء القائلين ببقاء عيسي عليه السلام، و ان الدجال شخص من لحم و دم، لعدم الحاجة الي ذلک، فقد عرفت اتفاق جميع المحدثين من اهل السنة علي هذا القول، ولکن کان عليه ان يذکر اسماء عدة من الفريق الثاني، و لعله طوي الکلام من ذلک لانه لم يجد من اکابر علمائهم بل احداً من السلف الي القرن الرابع عشر من کان هذا رايه، و من هذا القرن ايضاً لم يجد من المحدثين و العلماء و المتمسکين بالنصوص من کان هذا رايه، الا فئة محدودة متسمية بالثقافة و التنور، من اصحاب مدرسة الشيخ محمد عبده و رشيد رضا الذين آية ثقافتهم و تنورهم صرف نصوص الکتاب و السنة مما لايلائم آراء الماديين عن ظاهرها، و عدم الاتزام بها، و حملها علي الرمز. و انت تري انه لافرق بين عملهم الذي يشبه تاويلات الصوفية الباطلة الفسدة، ورد اصلي الاحاديث.

هذا وقد سبق هذا الکتاب في التوسع في تاويل بعض الايات



[ صفحه 300]



و الآخبار التي يستغرب مضمونها من لم يومن بعالم الغيب، او ضعف ايمانه به غيره؛ کمولف تفسير «المنار» و الطنطاوي من المولفين المثقفين، من بعض شيوخ الازهر و غيرهم. فهذا الشيخ محمد عبده يقول کما في تفسير «المنار» [31] بعدما يذکر تاويل نزول عيسي و حکمه في الارض - خلاقاً باعترافه للجمهور - بغلبة روحه و سر رسالته علي الناس، يقول في جواب السوال عن المسيح الدجال ايضاً، و قتل عيسي المسيح له: ان الدجال رمز للخرافات و الدجل و القبائح التي تزول بتقرير الشريعة علي وجهها، و الاخذ باسرارها و حکمها. [32] .

هذا و قد سلک هذا المسلک ايضاً بالتوسيع بعض الاجلة من الشيعة، و لعله اقتفي اثرهم، قال: و قد اعطينا في التاريخ السابق اطروحتنا لفهم الدجال؛ احداهما: تقليديه تقول: ان الدجال شخص معين، طويل العمر، يظهر في آخر الزمان من اجل ضلال الناس و فتنتهم عن دينهم، و يدل عليه قليل من الاخبار، والاخري: ان الدجال عبارة عن مستوي حضاري ايديولوجي معين معاد للاسلام و الاخلاص الايماني ککل. و قد سبق هنا ان ناقشنا الاطروحة الاولي، ورفضناها بالبرهان، ولابد من طرح مادل عليها من قليل الاخبار، و دعمنا الاطروحة الثانية، و هي التي ستکون منطلق کلامنا الان. [33] .

اقول: قد يظن غير الخبير بالاخبار من کلامه ان مادل من الاخبار



[ صفحه 301]



علي ما سماه بالاطروحة الاولي النزر القليل، و مادل علي الاطروحة الثانية الاخبار الکثيرة، مع انه ليس في الاخبار حتي خبر واحد يدل عليها، و ليت شعري باي دليل دعم بزعمه الاطروحة الثانية، و رفض هذه الاخبار الکثيرة الدالة علي ان الدجال شخص بعينه.

نعم لو اريد بالدجال الشخص الموصوف بتمام الصفات المذکورة في الاخبار فلا يدل عليه الا القليل من الاخبار، لاناخذ بظاهرها في هذه الصفات المفصلة؛ لضعف اسناد اکثرها اولاً، و لعدم حجية خبر الواحد في غير الفروغ ثانياً، ولمخالفة بعض ها مع ضرورة العقل او الشرع ثالثاً. اما لو اريد منها شخص بعينه يظهر في آخر الزمان، يضل جماعة من الناس، و يغطي باطله بالحق، فدعوي تواتر هذه الاخبار المخرجة من طرق الفريقين علي ذلک بالتواتر الاجمالي او المعنوي في محله لاينکرها البصير بالاحاديث.

هذا مع انا لم نقف علي انکار خروج الدجال من احد من اصحاب الائمة عليهم السلام، و رواة احاديثهم، و سائر اعلام الشيعة، و مع ذلک لماذا و باي دليل نرفض ما اتفق عليه ظاهر جميع هذه الروايات، و نسمي ما اتفق عليه کلمات الکل من علمائنا الابرار و حفظة الآثار بالاطروحة، و کاننا واجهنا هذا الموضوع لاول مرة؟!

ثم ان کاتبنا هذا لم يقتصر علي تاويل الدجال، و فهم مفهومه بما سماه بالفهم المتکامل، بل اول بفهمه المتکامل غير الدجال من علائم الظهور، مثل: السفياني، و جاء باصطلاحه باطروحات يجب طرح ها بعد عدم مخالفة ظاهر الحديث و مضمونه المتبادر منه العرفي مع ضرورة العقل او الشرع، و لا تقنع النفوس المومنة بها، و تجعل سائل ماورد من



[ صفحه 302]



الشرع معرض مثل هذه التاويلات لعدم الفرق بين هذا و کثير من غيره، مثل: نزول عيسي عليه السلام من السماء، و اقتدائه بمولانا المهدي عليه السلام، والنداء و الصيحة، و غيرها من التي يستغربها البعض، و اخبر عنها الکتاب او السنة الصحيحة، مثل: معجزات الانبياء و غيرها.

و اننا قد کررنا الاشارة الي خطر هذا التفکير التاويلي علي الدين و القيم الاسلامية؛ حرصاً علي سد باب تاويل النصوص و حمله علي الرموز من غير موجب عقلي و لا شرعي، و تاکيداً علي التمسک بها، و لا حول و لا قوة الا بالله.

التنبيه الخامس: لايخفي عليک انه و ان و جب الايمان بکل ما اخبر به النبي صلي الله عليه و آله و سلم، الا انه لا يحب الايمان به ولا الاقرار به تفصيلاً ان لم يکن من اصول الدين، و ما يکون الاقرار به من شرائط الاسلام، فلا يجب معرفة کل ما في الکتاب و السنة بالتفصيل، الا في الفروع و ما يرتبط بعمل المکلف و تکاليفه العملية، فانه يجب علي الفقهاء و المجتهدين علي تفصيل مذکور في مبحث الاجتهاد و التقليد و الاحتياط.

فمن لم يعرف من تفاصيل معجزات الانبياء شيئاً، و لم يعلم معني دابة الارض، و تفاصيل عالم الآخرة والجنة والنار، او غزوات النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و ما حدث بينه و بين المشرکين، و لم يعرف عدد زوجات النبي او اولاده صلي الله عليه و آله و سلم، و امثال ذلک مما يطول الکلام بذکره، لايضر باسمه اذا کان مومناً مصدقاً بکل ما اخبر عنه النبي صلي الله عليه و آله.



[ صفحه 303]



نعم، اذا کان امر من هذه الامور التي لاتکون لمعرفتها دخل في الاسلام و الايمان من الضروريات الاسلامية، فانکاره علي ما ذکر في الفقه - موضوعاً و حکماً - موجب للحکم بالکفر و لو ظاهراً. کما ان بعد معرفة کل واحد من هذه الامور، و ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم اخبر عنه، يجب الايمان به، و لا يجوز انکاره و احتمال خلافه؛ لانه مستلزم لانکار الرسول صلي الله عليه و آله وسلم.

و من هذه الامور: خروج الدجال، و السفياني، فليس الايمان بذلک شرطاً في الاسلام و الايمان، فمن لم يعرف من امرهما شيئاً و لم يقربهما، لايخرج بذلک من الاسلام و الايمان. نعم بعدما ثبت عنده اخبار النبي صلي الله عليه و آله و سلم عنهما لايجوز له الانکار و يخرج به من دائرة الاسلام.

و هل يکون خروج الدجال من الضروريات بين المسلمين حتي يکون انکاره موجباً للحکم بالارتداد و لو ظاهراً و ان احتمل عدم علم منکره به؟ الظاهر انه ليس من الضروريات، سيما بعد ما عرفت انکاره من جماعة من المسلمين.

التنبيه السادس: هل يجب معرفة علائم الظهور التي من جملتها خروج الدجال، ليعلم به عند وقوعه، و يعرف الحق من البطل، و يمييز بين الخبيث و الطيب؟ الظاهر هو وجوبها؛ حذراً عن الوقوع في الضلالة، و دفعاً للضرر المحتمل، و يمکن ان يقال: ان الفائدة من بيان هذه العلامات ان يتعلمها من يريد الامان من الضلالة، و لا يکون للناس علي الله حجة، و ذلک يقتضي وجوب تعلم العلامات، و عدم معذورية الشخص في الجهل به.



[ صفحه 304]



نعم، الظاهر ان هذا الوجوب ليس نفسياً، بل هو وجوب طريقي، بمعني: ان المکلف الجاهل بالعلامات اذا وقع بسبب جهله بها في الضلالة ليس معذورا، و اذا لم يقع فيها لا يکون معاقباً لترکه التعلم.

هذا ما وفقني الله تعالي للبحث حول «الدجال»، و قد تضمن المباحث الکلية التي يحتاج الباحث اليها في کثير من المباحث، و الله تعالي هو الموفق، و منه نستمد و نستعين، و صلواته علي سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.



[ صفحه 305]




پاورقي

[1] قال محقق (نهاية البداية و النهاية): «اکثر من معه اليهود و النساء» اشارة الي ان الدجال يستعين في بث سمومه باليهود اهل الغدر، و بالجنس حبالة الشيطان، اليهود منذ کانوا يتخذون من الجنس وسيلة للوصول الي اغراضهم الخبيثة، و مقاصدهم السيئة.

[2] الفتن لنعيم بن حماد: ج 7 ص 299.

[3] المصدر نفسه.

[4] نهاية البداية و النهاية:ج 1، ص 161.

[5] المصدر نفسه: ج 1 ص 96.

[6] المصدر نفسه: ج 1، ص 101.

[7] نهاية البداية و النهاية: ج 1 و ص 103.

[8] المصدر نفسه: ج 1 ص 104.

[9] المصدر نفسه: ص 105.

[10] نهاية البداية و النهاية: ج 1 و ص 115.

[11] الروم: 30.

[12] يوسف: 108.

[13] شرح الکرماني: ج 24 ص 185.

[14] النهاية: ج 2 ص 102 مادة «دجل».

[15] لسان العرب: ج 11 ص 237-236 مادة «دجل».

[16] صحيح مسلم بشرح النووي: ج 18 ص 58.

[17] فتح الباري (شرح صحيح البخاري): ج 16 ص 220 - 218 (باب لا يدخل الدجال المدينة).

[18] تفسير القرآن العظيم لابن کثير: ج 1 ص 78 منشورات دار المعرفة - بيروت. و في هامشه مالفظه: «هکذا بالاصل، و هو کما تري لا فرق بين عبارتي الليث و الشافعي، فتامل».

[19] البقرة: 258.

[20] نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 91.

[21] کمال الدين: ج 2 ب 47 ص 525 ح 1.

[22] بصائرالدرجات: ج 1 ص 10 ح 4؛ البحار: ج 2 ص 92 ح 20.

[23] الاسراء: 49.

[24] الاسراء: 50.

[25] يس: 78 و 79.

[26] الفتح: 10.

[27] المائدة: 64.

[28] الزمر: 67.

[29] نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 148.

[30] نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 71.

[31] تفسير المنار: ج 3 ص 317.

[32] و ان شئت مزيداً من الاطلاع علي تاويلات هذه الفئة عن نصوص الکتاب و السنة بما يوافق آراء الغربيين الذين لايومنون بما وراء المادة و الطبيعة، راجع کتاب «موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين».

[33] تاريخ ما بعد الظهور: ص 203 - 192.