بازگشت

في من رآه في الغيبة الکبري


و فيه 13 حديثا

891- [1] الانوار النعمانية: قال (بعد ذکر ورع المقدس الاردبيلي - قدس سره - و علو رتبته في الزهد و التقوي و بعض کراماته): حدثني اوثق مشايخي علما و عملا: ان لهذا الرجل - و هو المولي الاردبيلي - تلميذا من تفريش،اسمه مير علام [فيض الله - خ]،و قد کان بمکان من الفضل و الورع،قال ذلک التلميذ: انه قد کانت له حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة،فاتفق اني فرغت من مطالعتي و قد مضي جانب کثير من الليل،فخرجت من الحجرة انظر في حوش



[ صفحه 548]



الحضرة،و کانت اليلة شديدة الظلام،فرايت رجلا مقبلا علي الحضرة الشريفة،فقلت: لعل هذا سارق،جاء ليسرق شيئا من القناديل،فنزلت و اتيت الي قربه فرايته و هو لايراني،فمضي الي الباب و وقف،فرايت القفل قد سقط و فتح له الباب الثاني،و الثالث علي هذا الحال،فاشرفت علي القبر فسلم،و اتي من جانب القبر رد السلام،فعرفت صوته،فاذا هو يتکلم مع الامام عليه السلام في مسالة علمية،ثم خرج من البلد متوجها الي مسجد الکوفة،فخرجت خلفه و هو لايراني،فلما وصل الي محراب المسجد سمعته يتکلم مع رجل آخر بتلک المسالة،فرجع و رجعت خلفه،فلما بلغ الي باب البلد اضاء الصبح،فاعلنت نفسي له،و قلت له: يا مولانا کنت معک من الاول الي الآخر،فاعلمني من کان الرجل الاول الذي کلمته في القبة،و من الرجل الآخر الذي کلمک في مسجد الکوفة؟ فاخذ علي المواثيق اني لااخبر احدا بسره حتي يموت،فقال لي: يا ولدي! ان بعض المسائل تشتبه علي،فربما خرجت في بعض اليل الي قبر مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام و کلمته في المسالة و سمعت الجواب،و في هذه اليلة احالني علي مولانا صاحب الزمان،و قال لي: ان ولدنا المهدي هذه اليلة في مسجد الکوفة فامض اليه و سله عن هذه المسالة،و کان ذلک الرجل هو المهدي عليه السلام.

892- [2] بحارالانوار: و منها: ما اخبرني به جماعة من اهل الغري - علي مشرفه السلام - ان رجلا من اهل قاشان اتي الي الغري متوجها الي بيت الله الحرام،فاعتل علة شديدة حتي يبست رجلاه،و لم يقدر علي المشي،فخلفه رفقاؤه و ترکوه عند رجل من الصلحاء کان



[ صفحه 549]



يسکن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة و ذهبوا الي الحج،فکان هذا الرجل يغلق عليه الباب کل يوم و يذهب الي الصحاري للتنزه و لطلب الدراري التي تؤخذ منها،فقال له في بعض الايام: اني قد ضاق صدري و استوحشت من هذا المکان،فاذهب بي اليوم و اطرحني في مکان و اذهب حيث شئت،قال: فاجابني الي ذلک،و حملني و ذهب بي الي مقام القائم صلوات الله عليه خارج النجف،فاجلسني هناک و غسل قميصه في الحوض و طرحه علي شجرة کانت هناک و ذهب الي الصحراء،و بقيت وحدي مغموما افکر فيما يؤول اليه امري،فاذا بشاب صبيح الوجه،اسمر اللون،دخل الصحن و سلم علي و ذهب الي بيت المقام،و صلي عند المحراب رکعات بخضوع و خشوع لم ار مثله قط،فلما فرغ من الصلاة خرج و اتاني و سالني عن حالي،فقلت له: ابتليت ببلية ضقت بها،لايشفيني الله فالسم منها و لا يذهب بي فاستريح،فقال: لاتحزن سيعطيک الله کليهما،و ذهب،فما خرج رايت القميص وقع علي الارض،فقمت و اخذت القميص و غسلتها و طرحتها علي الشجرة،فتفکرت في امري،و قلت: انا کنت لااقدر علي القيام و الحرکة،فکيف صرت هکذا؟ فنظرت الي نفسي فلم اجد شيئا مما کان بي،فعلمت انه کان القائم صلوات الله عليه،فخرجت فنظرت في الصحراء فلم ار احدا،فندمت ندامة شديدة،فلما اتاني صاحب الحجرة سالني عن حالي و تحير في امري،فاخبرته بما جري،فتحسر علي ما فات منه و مني،و مشيت معه الي الحجرة.

قالوا: فکان هکذا سليما حتي اتي الحاج و رفقاؤه،فلما رآهم و کان معهم قليلا مرض و مات و دفن في الصحن،فظهر صحة ما اخبره



[ صفحه 550]



عليه السلام من وقوع الامرين معا.

893- [3] جنة الماوي: الحکاية التاسعة ما حدثني به العالم العامل،و العارف الکامل،غواص غمرات الخوف و الرجاء،و سياح فيافي الزهد و التقي،صاحبنا المفيد،و صديقنا السديد،الآغا علي رضا ابن العالم الجليل الحاج المولي محمد النائيني - رحمهما الله تعالي - عن العالم البدل الورع التقي صاحب الکرامات،و المقامات العاليات،المولي زين العابدين ابن العالم الجليل المولي محمد السلماسي - رحمه الله - تلميذ آية الله السيد السند،و العالم المسدد،فخر الشيعة،وزينة الشريعة،العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي المدعو ببحر العلوم - اعلي الله درجته - و کان المولي المزبور من خاصته في السر و العلانية.

قال: کنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي اذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب «القوانين» في السنة التي رجع من العجم الي العراق زائرا لقبور الائمة عليهم السلام،و حاجا لبيت الله الحرام،فتفرق من کان في المجلس و حضر للاستفادة منه،و کانوا ازيد من مائة،و بقي ثلاثة من اصحابه ارباب الورع و السداد البالغين الي رتبة الاجتهاد،فتوجه المحقق الايد الي جناب السيد و قال: انکم فزتم و حزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية،و قرب المکان الظاهري و الباطني،فتصدقوا علينا بذکر مائدة من موائد تلک الخوان،و ثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان،کي تنشرح به الصدور،و تطمئن به القلوب،فاجاب السيد من غير تامل،و قال: اني کنت في اليلة الماضية قبل ليلتين



[ صفحه 551]



او اقل - و الترديد من الراوي - في المسجد الاعظم بالکوفة،لاداء نافلة الليل،عازما علي الرجوع الي النجف في اول الصبح،لئلا يتعطل امر البحث و المذاکرة - و هکذا کان دابه في سنين عديدة- فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق الي مسجد السهلة،فصرفت خيالي عنه،خوفا من عدم الوصول الي البلد قبل الصبح فيفوت البحث في اليوم،و لکن کان الشوق يزيد في کل آن،و يميل القلب الي ذلک المکان،فبينا اقدم رجلا و اوخر اخري،اذا بريح فيها غبار کثير،فهات بي و امالتني عن الطريق،فکانها التوفيق الذي هو خير رفيق،الي ان القتني الي باب المسجد،فدخلت فاذا به خاليا عن العباد و الزوار،الا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار،بکلمات ترق القلوب القاسية،و تسح الدموع من العيون الجامدة،فطار بالي،و تغير حالي،و رجفت رکبتي،و هملت دمعتي من استماع تلک الکلمات التي لم تسمعها اذني،و لم ترها عيني،مما وصلت اليه من الادعية الماثورة،و عرفت ان الناجي ينشئها في الحال،لا انه ينشد ما اودعه في البال،فوقفت في مکاني مستمعا متلذذا الي ان فرغ من مناجاته،فالتفت الي وصاح بلسان العجم: «مهدي بيا» اي: هلم يا مهدي! فقدمت اليه بخطوات فوقفت،فامرني بالتقديم،فمشيت قليلا ثم وقفت،فامرني بالتقديم،و قال: ان الادب في المتثال،فتقدمت اليه بحيث تصل يدي اليه،و يده الشريفة الي،و تکلم بکلمة.

قال المولي السلماسي - رحمه الله -: و لما بلغ کلام السيد السند الي هنا اضرب عنه صفحا،و طوي عنه کشحا،و شرح في الجواب عما ساله المحقق المذکور قبل ذلک،عن سر قلة تصانيفه،مع طول باعه في العلوم،



[ صفحه 552]



فذکر له وجوها،فعاد المحقق القمي فسال عن هذا الکلام الخفي،فاشار بيده شبه المنکر بان هذا سر لا يذکر.

894- [4] جنة الماوي: الحکاية الحادية عشرة: و بهذا السند عن المولي المذکور قال: صلينا مع جنابه في داخل حرم العسکريين عليهماالسلام،فلما اراد النهوض من التشهد الي الرکعة الثالثة،عرضته حالة فوقف هنيئة ثم قام،و لما فرغنا تعجبنا کلنا،و لم نفهم ما کان وجهه،و لم يجتري ء احد منا علي السؤال عنه الي ان اتينا المنزل،و احضرت المائدة،فاشار الي بعض السادة من اصحابنا ان اسال منه،فقلت: لا،و انت اقرب منا،فالتفت - رحمه الله - الي و قال: فيم تقاولون؟ قلت - و کنت اجسر الناس عليه -: انهم يريدون الکشف عما عرض لکم في حال الصلاة،فقال: ان الحجة عجل الله تعالي فرجه،دخل الروضة للسلام علي ابيه عليه السلام فعرضني ما رايتم من مشاهدة جماله الانوار الي ان خرج منها.

895- [5] الخرائج و الجرائح: و منها: ما روي عن ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه،قال: لما وصلت بغداد سنة تسع [سبع - خ] و ثلاثين [ثلاثمائة] اردت الحج،و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر الي مکانه من البيت،کان اکبر همي الظفر بمن ينصب الحجر،



[ صفحه 553]



لانه بمضي في اثناء الکتب قصة اخذه،و انه ينصبه في مکانه الحجة في الزمان،کما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مکانه فاستقر،فاعتللت علة صعبة خفت منها علي نفسي،و لم يتهيا لي ما قصدت له،فاستنبت المعروف بابن هشام،و اعطيته رقعة مختومة،اسال فيها عن مدة عمري،و هل تکون المنية في هذه العلة ام لا؟ و قلت: همي ايصال هذه الرقعة الي واضح الحجر في مکانه و اخذ جوابه،و اني اندبک لهذا،قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمکة و عزم علي اعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمکنت معها من الکون بحيث اري واضح الحجر في مکانه،و اقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس،فکلما عمد انسان لوضعه اضطرب و لم يستقم،فاقبل غلام اسمر اللون،حسن الوجه،فتناوله و وضعه في مکانه فاستقام،کانه لم يزل عنه،و علت لذلک الاصوات،و انصرف خارجا من الباب،فنهضت من مکاني اتبعه و ادفع الناس عني يمينا و شمالا،حتي ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي،و عيني لا تفارقه،حتي انقطع عن الناس،فکنت اسرع السير خلفه،و هو يمشي علي تؤدة و لا ادرکه،فلما حصل بحيث لا احد يراه غيري،وقف و التفت الي فقال: هات ما معک،فناولته الرقعة،فقال من غير ان ينظر فيها: قل له: لاخوف عليک في هذه العلة،و يکون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة،قال: فوقع علي الزمع حتي لم اطق حراکا،و ترکني و انصرف.

قال ابوالقاسم: فاعلمني بهذه الجملة،فلما کانت سنة تسع و ستين اعتل ابوالقاسم،فاخذ ينظر في امره،و تحصيل جهازه الي قبره،و کتب وصيته،و استعمل الجد في ذلک،فقيل له: ما هذا الخوف و نرجو ان



[ صفحه 554]



يتفضل الله تعالي بالسلامة؟! فما عليک مخافة،فقال: هذه السنة التي خوفت فيها،فمات في علته.

896- [6] مهج الدعوات: [قال:] و کنت انا بسر من راي فسمعت سحرا دعاءه عليه السلام،فحفظت منه عليه السلام من الدعاء لمن ذکره من الاحياء و الاموات: وابقهم - او قال: واحيهم - في عزنا ملکنا و سلطاننا و دولتنا. و کان ذلک في ليلة الاربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة.

897- [7] دارالسلام (المشتمل علي ذکر من فاز بسلام الامام عليه السلام): اخرج في الحکاية التاسعة عشرة ما ترجمته بالعربية: نقل الفاضل المعاصر ميرزا محمد التنکابني في «قصص العلماء» عن الفاضل اللاهيجي المولي صفر علي،عن السيد السند صاحب «المفاتيح» السيد محمد ابن صاحب «الرياض»،نقلا عن خط آية الله العلامة في حاشية بعض کتبه انه خرج ذات ليلة لزيارة قبر مولانا ابي عبدالله الحسين عليه السلام و هو علي حمار له و بيده سوط يسوق به دابته،فعرض له في اثناء الطريق رجل في زي الاعراب،فتصاحبا و هو يمشي بين يديه فافتتح باب المکالمة و المساءلة،فعلم العلامة من کلامه انه عالم خبير،قليل المثل و النظير،فاختبره بالمسائل المشکلة فرآه حل المشکلات و المعضلات،و مفتاح المغلقات،فساله عن المسائل التي استصعب عليه علمها فکشف الحجاب عن وجه جميعا،الي ان انتهي الکلام الي مسالة افتي فيها بخلاف ما عليه العلامة فانکره عليه قائلا: ان هذه



[ صفحه 555]



الفتوي خلاف الاصل و القاعدة،و لابد لنا في خلافهما من دليل وارد عليهما،فقال العربي: الدليل عليه حديث ذکره الشيخ الطوسي في تهذيبه،فقال العلامة: اني لم اعهد بهذا الحديث في التهذيب،و لم يذکره الشيخ و غيره،فقال: ارجع الي نسخة التهذيب التي عندک الآن وعد منها اوراقا کذا و سطورا کذا تجده،فلما سمع منه العلامة ذلک،و راي ان هذا اخبار عن المغيبات تحير في امره تحيرا شديدا،و اندهش من معرفته،و قال في نفسه،لعل هذا الرجل الذي يمشي بين يدي منذ کذا و انا في رکوبي هو الذي بوجوده تدور رحي الموجودات،فبينما هو کذلک اذ وقع السوط من يده من شدة التفکير و التحير،و في حال سقط من يده السوط صار في مقام الاستفهام و الاستخبار،فاستخبر منه ان في زمان الغيبة الکبري هل يمکن التشرف بلقاء سيدنا و مولانا صاحب الزمان عليه السلام؟ فهوي الرجل و اخذ السوط من الارض و وضعه في کف العلامة،و قال: لم لا يمکن و کفه في کفک،فطرح العلامة نفسه علي قدميه و اغمي عليه،فلما افاق لم يجد احدا،فاهتم بذلک و تکدر،و رجع الي اهله و تصفح عن نسخة تهذيبه،فوجد الحديث کما اخبره الامام عليه السلام في حاشية تلک النسخة فکتب بخطه الشريف في ذلک الموضع: هذا الحديث اخبرني به سيدي و مولاي في ورق کذا و سطر کذا.

و نقل الفاضل التنکابني عن المولي صفرعلي عن السيد المذکور - رحمه الله - انه قد راي تلک النسخة بخط العلامة في حاشيته.

898- [8] دلائل الامامة: حدثني ابوالحسين محمد بن هارون بن



[ صفحه 556]



موسي التلعکبري،قال: حدثني ابوالحسين بن ابي البغل الکاتب،قال: تقلدت عملا من ابي منصور بن الصالحان،و جري بيني و بينه ما اوجب استتاري،فطلبني و اخافني،فمکثت مستترا خائفا،ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة و اعتمدت علي المبيت هناک للدعاء و المسالة،و کان ليلة ريح و مطر،فسالت ابن جعفر القيم ان يغلق الابواب،و ان يجتهد في خلوة الموضع لا خلو بما اريده من الدعاء و المسالة،و آمن من دخول انسان مما لم آمنه و خفت من لقائي له،ففعل و قفل الابواب و انتصف اليل،و ورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع،و مکثت ادعو



[ صفحه 557]



و ازور و اصلي،فبينما انا کذلک اذ سمعت و طاة عند مولانا موسي عليه السلام،و اذا رجل يزور،فسلم علي آدم و اولي العزم،ثم الائمة واحدا واحدا الي ان انتهي الي صاحب الزمان،فعجبت من ذلک،و قلت: لعله نسي او لم يعرف او هذا مذهب لهذا الرجل،فلما فرغ من زيارته صلي رکعتين،و اقبل الي مولانا ابي جعفر فزار مثل تلک الزيارة و ذلک السلام و صلي رکعتين،و انا خائف منه اذ لم اعرفه،و رايته شابا تاما من الرجال،عليه ثياب بيض و عمامة محنک بها ذؤابة ردي علي کتفه مسبل،فقال لي: يا أباالحسين بن ابي البغل! اين انت عن دعاء الفرج؟ فقلت: ما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي رکعتين و تقول: «يا من اظهر الجميع و ستر القبيح،يا من لم يؤاخذ بالجريرة،و لم يهتک الستر،يا عظيم المن،يا کريم الصفح،يا مبتدي ء النعم قبل استحقاقها،يا حسن التجاوز،يا واسع المغفرة،يا باسط اليدين بالرحمة،يا منتهي کل نجوي،و يا غاية کل شکوي،يا عون کل مستعين،يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها،يا رباه - عشر مرات -،يا سيداه - عشر مرات،يا مولاه - عشر مرات) يا غايتاه - عشر مرات -،يا منتهي رغبتاه - عشر مرات - اسالک بحق هذه الاسماء،و بحق محمد و آله الطاهرين الا ما کشفت کربي،و نفست همي،و فرجت غمي،و اصلحت حالي»،و تدعو بعد ذلک بما شئت و تسال حاجتک،ثم تضع خدک الايمن علي الارض و تقول مائة مرة في سجودک: يا محمد يا علي،يا علي يا محمد،اکفياني و انصراني فانکما ناصراي،و لتضع خدک الايسر علي الارض و تقول مائة مرة: ادرکني،و تکررها کثيرا و تقول: الغوث الغوث حتي ينقطع نفسک،و ترفع راسک،فان الله بکرمه يقضي حاجتک ان شاء الله تعالي،فلما اشتغلت



[ صفحه 558]



بالصلاة و الدعاء خرج،فلما فرغت خرجت لابن جعفر لاساله عن الرجل و کيف قد دخل،فرايت الابواب علي حالها مغلقة مقفلة،فعجبت من ذلک،و قلت: لعله باب هنا و لم اعلم،فانبهت ابن جعفر فخرج الي من بيت الزيت،فسالته عن الرجل و دخوله،فقال: الابواب مقفلة کما تري ما فتحتها،فحدثته بالحديث،فقال: هذا مولانا صاحب الزمان و قد شاهدته مرارا في مثل هذه اليلية عند خلوها من الناس،فتاسفت علي ما فاتني منه،و خرجت عند قرب الفجر و قصدت الکرخ الي الموضع الذي کنت مستترا فيه،فما اضحي النهار الا و اصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي و يسالون عني اصدقائي،و معهم امان من الوزير و رقعة بخطه فيها کل جميل،فحضرت مع ثقة من اصدقائي عنده،فقام و التزمني و عاملني بما لم اعهده منه،و قال: انتهت بک الحال الي ان تشکوني الي صاحب الزمان،فقلت: قد کان مني دعاء و مسألة،فقال: ويحک،رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم - يعني ليلة الجمعة - و هو يامرني بکل جميل،و يجفو علي في ذلک جفوة خفتها،فقلت: لا اله الا الله،اشهد انهم الحق،و منتهي الصدق،رايت البارحة مولانا في اليقظة،و قال لي: کذا و کذا،و شرحت ما رايته في المشهد،فعجب من ذلک،و جرت منه امور عظام حسان في هذا المعني،و بلغت منه غاية مالم اظنه ببرکة مولانا صاحب الزمان.

899- [9] الامامة و المهدوية: بسم الله الرحمن الرحيم،ان سماحة الشيخ محمد الکوفي کان معروفا بالزهد و التقوي و الصلاح عند



[ صفحه 559]



خواص علماء و فضلاء النجف الاشرف،و کان مداوما علي الذهاب في ليالي و ايام الجمع الي النجف الاشرف،و کنت قد سمعت من بعض العلماء تشرفه بلقاء مولانا و سيدنا صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه،و في احد ايام الجمع،و في مدرسة الصدر في النجف الاشرف،و في حجرة احد الاصدقاء الافاضل تشرفت بخدمته و الحضور عنده،فاستدعيته لان يسرد لي قصة تشرفه بلقاء الامام عجل الله فرجه لاسمعها من لسانه،و انا بدوري اذکر الآن ما يحضرني مما قاله لي،قال: ذهبت مع والدي الي مکة المکرمة،و لم يکن في حوزتنا غير ناقة واحدة فقط،و کان والدي راکبا عليها و انا امشي علي قدمي،و کنت مواظبا علي خدمته،و عند عودتنا وصلنا الي السماوة،فاکترينا بغلا من رجل سني کان في جملة افراد يمتهنون نقل الجنائز بين السماوة و النجف،لان الجمل کان يبطي ء في السير،و کثيرا ما کان يبرک و لايتحرک،و بعد مشقة نقيمه،فرکب والدي علي البغل و انا رکبت الجمل،و تحرکنا من السماوة،و في اثناء الطريق کان الجمل يتاخر کثيرا في السير لان الطريق کان مليئا بالاوحال و المستنقعات في اغلب مناطقه،و کنت قد ابتليت بسوء خلق هذا الرجل السني المکاري،و بقي الحال هکذا حتي وصلنا الذي بقعة کثيرة الوحل،فبرک الجمل و امتنع عن النهوض،و کلما حاولنا حراکه لم يفد معه شيئا،و لاجل محاولاتنا العديدة غير المجدية في انهاضه تلطخت ثيابنا بالوحل،فعندها اضطر المکاري للتوقف کيما نغسل ثيابنا بالماء الموجود في المنطقة،اما انا فقد ابتعدت عنهم قليلا لاخلع ثيابي و اغسلها،و کنت قلقا للغاية،و في حيرة شديدة من انه الي ما سيؤول امرنا و تنتهي عاقبتنا اليه،ثم ان هذا الوادي کان محفوفا بالمخاطر بسبب قطاع الطريق،فاضطررت الي التوسل بولي



[ صفحه 560]



العصر ارواحنا فداه و لکن لامن شي ء،فالصحراء خالية و علي مد البصر،و فجاة و علي حين غرة رايت الي قربي شابا فيه شبه من السيد مهدي بن السيد حسين الکربلائي [و لااستحضر بالي انه قال: کانا شخصين ام فقط هذا الشخص،و ايضا لا اتخطر انه من الذي بدا بالسلام منهما علي الآخر]، [10] فقلت: شي اسمک (اي: ما اسمک)؟ قال: سيد مهدي،قلت: ابن السيد حسين؟ قال: لا،ابن السيد حسن،قلت: من اين اقبلت؟ قال: من الخضير [و کان في هذه الصحراء مقام معروف بمقام الخضر عليه السلام،لذا تصورت انه يعني جاء من ذلک المقام] ثم قال لي: لماذا توقفت في هذا المکان؟ فذکرت له تفاصيل القضية من بروک الجمل،و شکوت اليه سوء حالي،فتوجه الي صوب الجمل،فما ان وضع يده علي راس الجمل الا و نهض علي رجليه،و رايته عليه السلام يکلم الجمل و يشير له بسبابته يمينا و يسارا،و يرشده الي الطريق،و بعد ذلک اقبل الي و قال: هل عندک حاجة اخري؟ قلت: عندي حوائج،و لکني لا استطيع في وضعي هذا و اضطرابي و شدة قلقي من ذکرها،فعين لي موضعا آتيک فيه و انا حاضر البال فاسالک عنها،فقال: مسجد السهلة،و فجاة غاب عن ناظري،فجئت الي قرب والدي،فقلت له: من اي جهة ذهب هذا الشخص الذي تکلم معي؟ (کنت اريد ان اعرف انه اهل رآه عليه السلام ام لا؟) قال: لم يجي ء احد الي هنا،و لم انظر و علي مد بصري في هذه البادية احدا،قلت: ارکبوا لنذهب،قال: ماذا تفعل مع الجمل؟ قلت: اترک امره لي،فرکبوا و انا ايضا رکبت الجمل،فنهض و جعل يسير بسرعة و تقدم عليهم مسافة،فناداني المکاري: انا لانستطيع ان نحلق بک مع هذه السرعة،و المقصود



[ صفحه 561]



صار الامر علي العکس،فقال المکاري متعجبا: ماذا حصل؟ فالجمل نفس ذلک الجمل،و الطريق نفس الطريق؟! قلت: هناک سر في الامر،و علي حين غرة ظهر نهر کبير علي رأس الطريق،و بقيت متحيرا مرة ثانية انه ماذا نفعل مع هذا الماء؟ و بينا انا في حيرتي هذه و اذا بالجمل يتقدم الي داخل الماء،و صار يسير يمينا تارة و يسارا اخري،فلما وصل والدي و الرجل المکاري الي النهر فنادياني: الي اين تذهب؟ ستغرق،فانه لايمکن عبور هذا النهر،و لما شاهدوني اسير بالجمل مسرعا و لا يصيبني مکروه فتجرءا علي العبور،فقلت لهما: تعالا يمنة و يسرة في نفس الطريق الذي يسير فيه الجمل،فعبرا کذلک و وصلنا باجمعنا سالمين،فعندها ذکرت تلک الحرکات التي اشار بها الامام عليه السلام بسبابته الشريفة يمينا و شمالا،و انها کانت اشارة الي هذا الماء.

و علي کل حال،فاخذنا نسير حتي وصلنا ليلا الي عدة من البدو الرحالة فنزلنا عندهم،فکانوا باجمعهم يسالونا متعجبين: من اين اقبلتم؟ قلنا: من السماوة،فقالوا: لقد انکسر الجسر و ليس من طريق آخر الا العبور لهذا النهر بالواسطة الطرادة،و کان اکثرهم حيرة الرجل المکاري،فقال: اخبرني اي سر کان في هذا الامر؟ فقلت له: لما برک الجمل في ذلک المکان توسلت بامام الشيعة الثاني عشر،فحضر عليه السلام عندي و حل هذه المشاکل [و لا اتخطر انه قال: فاستبصر هو مع تلک الجماعة ام لا]، [11] ثم اقبلنا علي حالنا الي عدة فراسخ من النجف الاشرف،و عندها برک الجمل مرة اخري،فطاطات براسي الي قرب اذنه،فقلت له: انت مامور بايصالنا الي الکوفة،فما ان اتممت کلامي حتي قام من مکانه و اکمل الطريق،و عند باب بيتنا في الکوفة



[ صفحه 562]



لوي رکبتيه و برک علي الارض،و انا لم ابعه و لم اذبحه حتي مات،و کان في النهار يذهب الي اطراف الکوفة للرعي و عند المساء يرجع الي البيت فينام.

بعد ذلک قلت له: هل تشرفت برؤيته ذلک المولي العظيم في مسجد السهلة؟ فقال: بلي،و لکني غير مجاز في ذکر تفاصيل الکلام.

«الاقل آقا امام سدهي»

ويدل عليه من هذا الباب الاحاديث: 886،884،882،881.

و اعلم ان ما ذکرناه في هذا الفصل ليس الا قليلا من الحکايات و الآثار المذکورة في الکتب المعتبرة،و الاکتفاء به لعدم اتساع هذا الکتاب لازيد منه،مضافا الي ان هذه الآثار و الحکايات بلغت من الکثيرة حدا يمتنع احصاؤها،و قد ملا العلماء کتبهم عنها،فراجع «البحار»،و «النجم الثاقب»،و «جنة الماوي» و «دار السلام» المشتمل علي ذکر من فاز بسلام الامام،و «العبقري الحسان»،و غيرها،حتي تعرف مبلغا من کثرتها،و من تصفح الکتب المدونة فيها هذه الحکايات التي لاريب في صحة کثير منها - لقوة اسنادها،و کون ناقليها من الخواص و الرجال المعروفين بالصداقة و الامانة و العلم و التقوي - يحصل له العلم القطعي الضروري بوجوده عليه السلام،و نسال الله ان يوفقنا لافراد کتاب کبير في ذلک،انه خير موفق و معين.


پاورقي

[1] الانوار النعمانية: ج 2 ص 303؛ البحار: ج 52 ص 175-174 ب 24.

اقول: المير فيض الله هو السيد الماجد امير فيض الله بن عبدالقاهر الحسيني التفرشي،قال في امل الآمل: «کان فاضلا محدثا جليلا،له کتب،منها: شرح المختلف،و کتاب في الاصول،اخبرنا بهما خال والدي الشيخ علي بن محمود العاملي عنه،و کان قد قرا عليه في النجف و اجازه،و کان يصف فضله و علمه و صلاحه و عبادته،و قد ذکره السيد المصطفي التفرشي في رجاله فقال عند ذکره: سيدنا الطاهر،کثير العلم،عظيم الحلم،متکلم،فقيه،ثقة،عين،کان مولده في تفرش،و تحصيله في مشهد الرضا،و اليوم من سکان قبة جده بالمشهد المقدس الغروري - علي مشرفه السلام - حسن الخلق،سهل الخليقة،لين العريکة،کل صفات الصلحاء و العلماء و الاتقياء مجتمعة فيه،له کتب منها: حاشية علي المختلف،و شرح الاثني عشرية،و روي عن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني العاملي» انتهي ما في امل الآمل. و ذکر في الروضات انه کان من خواص تلامذة المقدس الاردبيلي،و المطلعين علي اسارير امره.

[2] البحار: ج 52 ص 177-176 ب 24؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 709-708 ب 33 ح 163.

[3] جنة الماوي (المطبوع مع البحار): ج 53 ص 236-234.

[4] جنة الماوي (المطبوع مع البحار): ج 53 ص 237.

[5] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 478-475 ح 18 في معجزات صاحب الزمان عليه السلام؛ البحار: ج 52 ص 59-58 ب 18 ح 41؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 695-694 ب 33 ح 119؛ فرج المهموم: ص 254 و 255 مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ و فيه: «الدمع» بدل «الزمع» و فيه ايضا: «فلما کانت سنة سبع و ستين»؛ کشف الغمة: ج 2 ص 502 في معجزات صاحب الزمان عليه السلام و فيه: «فلما کانت سنة سبع و ستين...».

[6] مهج الدعوات: ص 296.

[7] دارالسلام: الحکاية 15؛ قصص العلماء للتنکابني: ص 359.

[8] دلائل الامامة: ص 306-304 ب معرفة من شاهد صاحب الزمان عليه السلام في حال الغيبة و عرفه من اصحابنا ح 5؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 702 ب 33 ح 145؛ البحار: ج 51 ص 306-304 ب 15 عجز الحديث 19 و ليس فيه: «يا مبتدءا بالنعم قبل استحقاقها» بعد قوله: «يا کريم الصفح» و فيه: «ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة»،و فيه: «و سالت اباجعفر القيم»،و فيه «الي ان انتهي الي صاحب الزمان فلم يذکره»،و فيه: «ذوابة ورداء» و «يا منتهي غاية رغبتاه» و «اکفياني فانکما کافياي» بعد قوله: «يا محمد يا علي،يا علي يا محمد» و «خرجت الي ابي جعفر» و «فتاسفت علي مافاتني».

فرج المهموم: 247-245 و لم يذکر مثل البحار: «يا مبتدءا...» بعد قوله: «يا کريم الصفح»،و ذکر: «يا غاية کل شکوي»،و ذکر: «يا رباه عشر مرات،يا منتهي غاية رغبتاه عشر مرات»،و لم يذکر: «يا سيداه يا مولاه يا غايتاه»،و ذکر: «اکفياني فانکما کافياي»،و قال: «و تضع خدک الايسر و تقول: ادرکني يا صاحب الزمان».

اقول: ابومنصور بن الصالحان کان من وزراء آل بويه،يوجد بعض ترجمته في الکامل: ج 9،و استوزره شرف الدولة في سند 374 ه،و اقره علي وزارته بهاء الدولة في سنة 379 ه،و قبض عليه في سنة 380 ه،ثم استوزره و ابانصر بن سابور سنة 382 ه،و استعفي في سنة 383 ه. و علي هذا لاريب في وقوع هذه القصة في الغيبة الکبري،و يؤيد ذلک ان هارون بن موسي التلعکبري يکون في الطبقات من الطبقة العاشرة،فابنه محمد بن هارون يکون من الطبقة الحادية عشرة،و من معاصري المفيد - عليه الرحمة - المتوفي سنة 413 ه.

[9] امامت و مهدويت (الامامة و المهدوية): ج 2 ص 171-168. الراوي لهذه الحکاية هو العالم الجليل الصالح الورع الحجة السيد آغا امام السدهي - رحمة الله عليه - کتب الحکاية اجابة لطلبي منه،و هو موجود عندي بخطه الشريف بالفارسية.

[10] ما بين المعقوفتين من کلام الراوي للقصة عن الشيخ محمد الکوفي.

[11] ما بين المعقوفتين من کلام الراوي للقصة من الشيخ محمد الکوفي.