في معجزاته في الغيبة الکبري
وفيه 15 حديثا
882-881- [1] کشف الغمة: انا اذکر من ذلک قصتين قرب عهدهما من زماني،و حدثني بهما جماعة من ثقات اخواني.
کان في البلاد الحلية شخص يقال له اسماعيل بن الحسن الهرقلي،من قرية يقال لها: هرقل،مات في زماني و ما رايته،حکي لي ولده شمس الدين،قال: حکي لي والدي انه خرج فيه - و هو شاب - علي فخذه الايسر توثة مقدار قبضة الانسان و کانت في کل ربيع تشقق و يخرج منها دم و قيح،و يقطعه المها عن کثير من اشغاله،و کان مقيما بهرقل فحضر الحلة يوما و دخل الي مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاووس - رحمه الله - و شکا اليه ما يجده منها،و قال: اريد ان اداويها،فاحضر له اطباء الحلة و اراهم الموضع،فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الاکحل،و علاجها خطر،و متي قطعت خيف ان ينقطع العرق فيموت،
[ صفحه 526]
فقال له السعيد رضي الدين - قدس روحه -: انا متوجه الي بغداد،و ربما کان اطباؤها اعرف و احذق من هؤلاء فاصحبني،فاصعد معه و احضر الاطباء،فقالوا کما قال اولئک،فضاق صدره،فقال له السعيد: ان الشرع قد فسح لک في الصلاة في هذه الثياب،و عليک الاجتهاد في الاحتراس،و لا تغرر بنفسک فالله تعالي قد نهي عن ذلک و رسوله،فقال له والدي: اذ کان الامر علي ذلک و قد وصلت الي بغداد فاتوجه الي زيارة المشهد الشريف بسر من راي علي مشرفه السلام،ثم انحدر الي اهلي،فحسن له ذلک،فترک ثيابه و نفقته عند السعيد رضي الدين و توجه،قال: فلما دخلت المشهد و زرت الائمة عليهم السلام،نزلت السرداب و استغثت بالله تعالي و بالامام عليه السلام،و قضيت بعض اليل في السرداب،و بت في المشهد الي الخميس،ثم مضيت الي دجلة و اغتسلت و لبست ثوبا نظيفا،و ملات ابريقا کان معي،و صعدت اريد المشهد،فرايت اربعة فرسان خارجين من باب السور،و کان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون اغنامهم فحسبتهم منهم،فالتقينا فرايت شابين احدهما عبد مخلوط،و کل واحد منهم متقلد بسيف،و شيخا منقبا بيده رمح،و الآخر متقلد بسيف،و عليه فرجية ملونة فوق السيف و هو متحنک بعذبته،فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق و وضع کعب الرمح في الارض،و وقف الشابان عن يسار الطريق،و بقي صاحب الفرجية علي الطريق مقابل والدي،ثم سلموا عليه،فرد عليهم السلام،فقال له صاحب الفرجية: انت غدا تروح الي اهلک؟ فقال: نعم،فقال له: تقدم حتي ابصر ما يوجعک؟ قال: فکرهت ملامستهم،و قلت في نفسي: اهل البادية ما يکادون يحترزون من النجاسة و انا قد خرجت من
[ صفحه 527]
الماء و قميصي مبلول،ثم اني بعد ذلک تقدمت اليه فلزمني بيده و مدني اليه،و جعل يلمس جانبي من کتفي الي ان اصابت يده الثوبة فعصرها بيده،فاوجعني،ثم استوي في سرجه کما کان،فقال لي الشيخ: افلحت يا اسماعيل فعجبت من معرفته باسمي،فقلت: افلحنا و افلحتم ان شاء الله،قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الامام،قال: فتقدمت اليه فاحتضنته و قبلت فخذه.
ثم انه ساق و انا امشي معه محتضنه،فقال: ارجع،فقلت: لا ارفاقک ابدا،فقال: المصلحة رجوعک،فاعدت عليه مثل القول الاول،فقال الشيخ: يا اسماعيل! ما تستحيي؟ يقول لک الامام مرتين ارجع و تخالفه؟ فجبهني بهذا القول،فوقفت،فتقدم خطوات و التفت الي،و قال: اذا وصلت بغداد فلابد ان يطلبک ابوجعفر - يعني الخليفة المستنصر - رحمه الله - فاذا حضرت عنده و اعطاک شيئا فلا تاخذه،و قل لولدنا الرضي ليکتب لک الي علي بن عوض،فانني اوصيه يعطيک الذي تريد،ثم سار و اصحابه معه،فلم ازل قائما ابصرهم الي ان غابوا عني،و حصل عندي اسف لمفارقته،فقعدت الي الارض ساعة ثم مشيت الي المشهد،فاجتمع القوام حولي و قالوا: نري وجهک متغيرا او جعک شي ء؟ قلت: لا،قالوا: اخاصمک احد؟ قلت: لا،ليس عندي مما تقولون خبر،لکن اسالکم هل عرفتم الفرسان الذين کانوا عندکم؟ فقالوا: هم من الشرفاء ارباب الغنم،فقلت: لا،بل هو الامام عليه السلام،فقالوا: الامام هو الشيخ او صاحب الفرجية؟ فقلت: هو صاحب الفرجية،فقالوا: اريته المرض الذي فيک؟ فقلت: هو قبضه بيده و اوجعني ثم کشفت رجلي فلم ار لذلک المرض اثرا،فتداخلني الشک
[ صفحه 528]
من الدهش،فاخرجت رجلي الاخري فلم ار شيئا،فانطبق الناس علي و مزقوا قميصي،فادخلني القوام خزانة و منعوا الناس عني،و کان ناظر بين النهرين بالمشهد،فسمع الضجة و سال عن الخبر فعرفوه،فجاء الي الخزانة و سالني عن اسمي،و سالني منذ کم خرجت من بغداد،فعرفته اني خرجت في اول الاسبوع،فمشي عني و بت في المشهد و صليت الصبح و خرجت و خرج الناس معي الي ان بعدت عن المشهد،و رجعوا عني،و وصلت الي اوانا فبت بها،و بکرت منها اريد بغداد فرايت الناس مزدحمين علي القنطرة العتيقة،يسالون من ورد عليهم عن اسمه و نسبه و اين کان،فسالوني عن اسمي و من اين جئت،فعرفتهم فاجتمعوا علي و مزقوا ثيابي و لم يبق لي في روحي حکم،و کان ناظر بين النهرين کتب الي بغداد و عرفهم الحال،ثم حملوني الي بغداد،و ازدحم الناس علي و کادوا يقتلونني من کثرة الزحام،و کان الوزير القمي - رحمه الله تعالي - قد طلب السعيد رضي الدين رحمه الله،و تقدم ان يعرفه صحة هذا الخبر.
قال: فخرج رضي الدين و معه جماعة فوافينا باب النوبي،فرد اصحابه الناس عني،فلما رآني قال: اعنک يقولون؟ قلت: نعم،فنزل عن دابته و کشف عن فخذي فلم ير شيئا،فغشي عليه ساعة و اخد بيدي و ادخلني علي الوزير و هو يبکي،و يقول: يا مولانا! هذا اخي،و اقرب الناس الي قلبي،فسالني الوزير عن القصة،فحکيت له،فاحضر الاطباء الذين اشرفوا عليها و امرهم بمداواتها،فقالوا: ما دواءهاا الا القطع بالحديد،ومتي قطعها مات،فقال لهم الوزير: فبتقدير ان تقطع و لا يموت في کم تبرا؟ فقالوا: في شهرين،و تبقي في مکانها حفيرة
[ صفحه 529]
بيضاء لاينبت فيها شعر،فسالهم الوزير: متي رايتموه؟ قالوا: منذ عشرة ايام،فکشف الوزير عن الفخذ الذي کان فيه الالم و هي مثل اختها ليس فيها اثر اصلا،فصاح احد الحکماء: هذا عمل المسيح،فقال الوزير: حيث لم يکن عملکم فنحن نعرف من عملها.
ثم انه احضر عند الخليفة المستنصر - رحمه الله تعالي - فساله عن القصة فعرفه بها کما جري،فتقدم له بالف دينار،فلما حضرت قال: خذ هذه فانفقها،فقال: ما اجسر آخذ منه حبة واحدة،فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا،قال: لاتاخذ من ابي جعفر شيئا،فبکي الخليفة و تکدر و خرج من عنده و لم ياخذ شيئا.
قال افقر عباد الله تعالي الي رحمته علي بن عيسي - عفا الله عنه -: کنت في بعض الايام احکي هذه القصة لجماعة عندي،و کان هذا الشمس الدين محمد ولده عندي،و انا لااعرفه،فلما انقضت الحکاية قال: انا ولده لصلبه،فعجبت من هذا الاتفاق،و قلت: هل رايت فخذه و هي مريضة؟ فقال: لالاني اصبو عن ذلک،و لکني رايتها بعدما صلحت و لااثر فيها،و قد نبت في موضعها شعر،و سالت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشر العلوي الموسوي،و نجم الدين حيدر بن الايسر - رحمهما الله تعالي - و کانا من اعيان الناس و سراتهم و ذوي الهيئات منهم،و کانا صديقين لي و عزيزين عندي،فاخبراني بصحة هذه القصة،و انهما راياها في حال مرضها و حال صحتها. و حکي لي ولده هذا انه کان بعد ذلک شديد الحزن لفراقه عليه السلام،حتي انه جاء الي بغداد و اقام بها في فصل الشتاء،و کان کل ايامه يزور سامراء و يعود الي بغداد فزارها في تلک السنة اربعين مرة طمعا ان يعود له الوقت الذي
[ صفحه 530]
مضي او يقضي له الحظ بما قضي،و من الذي اعطاه دهره الرضا،او ساعده بمطالبه صرف القضاء،فمات - رحمه الله - بحسرته،و انتقل الي الآخرة بغصته،و الله يتولاه و ايانا برحمته بمنه و کرامته.
و حکي لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسيني ان اباه عطوة کان به ادرة،و کان زيدي المذهب،و کان ينکر علي بنيه الميل الي مذهب الامامية،و يقول: لااصدقکم و لااقول بمذهبکم حتي يجي ء صاحبکم - يعني المهدي - فيبراني من هذا المرض،و تکرر هذا القول منه،فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة اذا ابونا يصيح و يستغيث بنا؛ فاتيناه سراعا،فقال: الحقوا صاحبکم،فالساعة خرج من عندي،فخرجنا فلم نر احدا،فعدنا اليه و سالناه،فقال: انه دخل الي شخص،و قال: يا عطوة! فقلت: من انت؟ فقال: انا صاحب بنيک،قد جئت لابرئک مما بک،ثم مد يده فعصر قروتي و مشي،و مددت يدي فلم ار لها اثرا،قال لي ولده: و بقي مثل الغزال ليس به قلبة،و اشتهرت هذه القصة،و سالت عنها غير ابنه فاخبر عنها فاقر بها.
و الخبار عنه عليه السلام في هذا الباب کثيرة،و انه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز و غيرها فخلصهم،و اوصلهم الي حيث ارادوا،و لو لا التطويل لذکرت منها جملة،و لکن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني کاف.
883- [2] جنة الماوي: الحکاية الثانية و الثلاثون: في شهر جمادي الاولي من سنة الف و مائتين و تسعة و تسعين،ورد الکاظمين عليهماالسلام رجل اسمه آقا محمد مهدي،و کان قاطني بندر ملومين
[ صفحه 531]
و من بنادر ماجين و ممالک برمه،و هو الآن في تصرف الانجريز،و من بلدة کلکتة قاعدة سلطنة ممالک الهند،اليه مسافة ستة ايام من البحر مع المراکب الدخانية،و کان ابوه من اهل شيراز و لکنه ولد و تعيش في البندر المذکور،و ابتلي قبل التاريخ المذکور بثلاث سنين بمرض شديد،فلما عوفي منه بقي اصم اخرس،فتوسل لشفاء مرضه بزيارة ائمة العراق عليهم السلام،و کان له اقارب في بلدة الکاظمين عليهماالسلام من التجار المعروفين،فنزل عليهم و بقي عندهم عشرين يوما،فصادف وقت حرکة مرکب الدخان الي سر من راي لطغيان الماء،فاتوا به الي المرکب و سلموه الي راکبيه،و هم من اهل بغداد و کربلاء،و سالوهم المراقبة في حاله و النظر في حوائجه،لعدم قدرته علي ابرازها،و کتبوا الي بعض المجاورين من اهل سامراء للتوجه في اموره.
فلما ورد تلک الارض المشرفة و الناحية المقدسة،اتي الي السرداب المنور بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادي الآخرة من السنة المذکورة،و کان فيه جماعة من الثقات و المقدسين،الي ان اتي الي الصفة المبارکة فبکي و تضرع فيها زمانا طويلا،و کان يکتب قبيله حاله علي الجدار،و يسال من الناظرين الدعاء و الشفاعة،فما تم بکاؤه و تضرعه الا و قد فتح الله تعالي لسانه،و خرج باعجاز الحجة عليه السلام من ذلک المقام المنيف مع لسان ذلق،و کلام فصيح،و احضر في يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء و شيخ العلماء رئيس الشيعة،و تاج الشريعة،المنتهية اليه رئاسة الامامية،سيدنا الافخم و استاذنا الاعظم الحاج الاميرزا محمد حسن الشيرازي متع الله المسلمين بطول بقائه،و قرا عنده متبرکا السورة المبارکة الفاتحة بنحو اذعن الحاضرون بحصته و حسن قراءته،
[ صفحه 532]
و صار يوما مشهودا و مقاما محمودا.
و في ليلة الاحد و الاثنين اجتمع العلماء و الفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين،و اضاءوا فضاءه من المصابيح و القناديل،و نظموا القصة و نشروها في البلاد،و کان معه في المرکب مادح اهل البيت عليهم السلام الفاضل البيت الحاج ملا عباس الصفار الزنوزي البغدادي،فقال و هو من قصيدة طويلة،و رآه مريضا و صحيحا:
و في عامها جئت و الزائرين
الي بلدة سر من قد رآها
رايت من الصين فيها فتي
و کان سمي امام هداها
يشير اذا ما اراد الکلام
و للنفس منه... [3] براها
و قد قيد السقم منه الکلام
و اطلق من مقلتيه دماها
فوافا الي باب سرداب من
به الناس طرا ينال مناها
يروم بغير لسان يزور
و للنفس منه دهت بعناها
و قد صار يکتب فوق الجدار
ما فيه للروح منه شفاها
اروم الزيارة بعد الدعاء
ممن راي اسطري و تلاها
لعل لساني يعود الفصيح
و علي ازور و ادعو الالها
اذا هو في رجل مقبل
تراه وري البعض من اتقياها
تابط خير کتاب له
و قد جاء من حيث غاب ابن طه
فاومي اليه ادع ما قد کتب
و جاء فلما تلاه دعاها
و اوصي به سيدا جالسا
ان ادعوا له بالشفاء شفاها
فقام و ادخله غيبة الا
مام المغيب من اوصياها
و جاء الي حفرة الصفة
التي هي للعين نور ضياها
[ صفحه 533]
و اسرج آخر فيها السراج
و ادناه من فمه ليراها
هناک دعا الله مستغفرا
و عيناه مشغولة ببکاها
و مذ عاد منها يريد الصلاة
قد عاود النفس منه شفاها
و قد اطلق الله منه اللسان
و تلک الصلاة اتم اداها
و لما بلغ الخبر الي خريت صناعة الشعر،السيد المؤيد،الاديب اللبيب،فخر الطالبين،و ناموس العلويين،السيد حيدر بن السيد سليمان الحلي - ايده الله تعالي - بعث الي سر من راي کتابا صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم،لما هبت من الناحية المقدسة نسمات کرم الامامة فنشرت نفحات عبير هاتيک الکرامة،فاطلقت لسان زائرها من اعتقاله عندما قام عندها في تضرعه و ابتهاله،احببت ان انتظم في سلک من خدم تلک الحضرة،في نظم قصيدة تتضمن بيان هذا المعجز العظيم و نشره،و ان اهني ء علامة الزمن و غرة وجهه الحسن،فرع الاراکة المحمدية،و منار الملة الاحمدية،علم الشريعة،و امام الشيعة،لا جمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين،فنظمت هذه القصيدة الغراء،و اهديتها الي دار اقامته و هي سامراء،راجيا ان تقع موقع القبول،فقلت و من الله بلوع المامول:
کذا يظهر المعجز الباهر
و يشهده البر و الفاجر
و تروي الکرامة ماثورة
يبلغها الغائب الحاضر
يقر لقوم بها ناظر
و يقذي لقوم بها ناظر
فقلب لها ترحا واقع
و قلب بها فرحا طائر
اجل طرف فکرک يا مستدل
و انجد بطرفک يا غائر
تصفح مآثر آل الرسول
و حسبک ما نشر الناشر
[ صفحه 534]
و دونکه نبا صادقا
لقلب العدو هو الباقر
فمن صاحب الامر امس استبان
لنا معجز امره باهر
بموضع غيبته مذ الم
اخو علة داؤها ظاهر
رمي فمه باعتقال اللسان
رام هو الزمن الغادر
فاقبل ملتمسا للشفاء
لدي من هو الغائب الحاضر
و لقنه القول مستاجر
عن القصد في امره جائر
فبيناه في تعصب ناصب
و من ضجر فکره حائر
اذ انحل من ذلک الاعتقال
و بارحه ذلک الضائر
فراح لمولاه في الحامدين
و هو لآلائه ذاکر
لعمري لقد مسحت داءه
يد کل خلق لها شاکر
يد لم تزل رحمة للعباد
لذلک انشاها الفاطر
تحدر و ان کرهت انفس
يضيق شجي صدرها الواغر
و قل ان قائم آل النبي
له النهي و هو هو الآمر
ايمنع زائره الاعتقال
مما به ينطق الزائر
و يدعوه صدقا الي حله
و يقضي علي انه القادر
و يکبو مرجيه دون الغياث
و هو يقال به العاثر
فحاشاه بل هو نعم المغيث
اذا نضنض الحارث الفاغر
فهذي الکرامة لا ما غدا
يلفقه الفاسق الفاجر
ام ذکرها يا لسان الزمان
و في نشرها فمک العاطر
و هن بها سر من را و من
به ربعها آهل عامر
هو السيد الحسن المجتبي
خضم الندي غيثه الهامر
و قل يا تقدست من بقعة
بها يهب الزلة الغافر
[ صفحه 535]
کلا اسميک في الناس باد له
باوجههم اثر ظاهر
فانت لبعضهم سر من
راي و هو نعت لهم ظاهر
فانت لبعضهم ساء من
راي و به يوصف الخاسر
لقد اطلق الحسن المکرمات
محياک فهو بهي سافر
فانت حديقة زهو به
و اخلافه روضک الناضر
عليم تربي بحجر الهدي
و نسج التقي برده الطاهر
... الي ان قال - سلمه الله تعالي -:
کذا فلتکن عترة المرسلين
والا فما الفخر يا فاخر
884- [4] تنبيه الخواطر (المعروف بمجموعة ورام): حدثني السيد الاجل الشريف ابوالحسن علي بن ابراهيم العريضي العلوي الحسيني،قال: حدثني علي بن نما،قال: حدثني ابومحمد الحسن بن علي بن حمزة الاقساني في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدايني العلوي،قال: کان بالکوفة شيخ قصار،و کان موسوما بالزهد،منخرطا في سلک السياحة،متبتلا للعبادة،مقتفيا للآثار الصالحة،فاتفق يوما انني کنت بمجلس والدي و کان هذا الشيخ يحدثه و هو مقبل عليه،قال: کنت ذات ليلة بمسجد جعفي،و هو مسجد قديم،و قد انتصف الليل و انا بمفردي فيه للخلوة و العبادة،فاذا اقبل علي ثلاثة اشخاص فدخلوا المسجد،فلما توسطوا صرحته جلس احدهم ثم مسح الارض بيده يمنة و يسرة،فحصحص الماء و نبع،فاسبغ الوضوء منه ثم اشار الي الشخصين الآخرين باسباغ الوضوء فتوضئا،ثم تقدم فصلي بهما اماما،فصليت معهم مؤتما به،فلما سلم و قضي صلاته بهرني حاله،و استعظمت فعله
[ صفحه 536]
من انباع الماء،فسالت الشخص الذي کان منهما الي يميني عن الرجل،فقلت له: من هذا؟ فقال لي: هذا صاحب الامر ولد الحسن عليه السلام،فدنوت منه و قبلت يديه،و قلت له: يا ابن رسول الله صلي الله عليه وآله! ما تقول في الشريف عمر بن حمزة،هل هو علي الحق؟ فقال: لا،و ربما اهتدي،الا انه ما يموت حتي يراني،فاستطرفنا هذا الحديث،فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر و لم يشع انه لقيمه،فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية اذکرته بالحکاية التي کان ذکرها،و قلت له مثل الراد عليه: اليس کنت ذکرت ان هذا الشريف عمر لا يموت حتي يري صاحب الامر الذي اشرت اليه،فقال لي: و من اين لک انه لم يره؟ ثم انني اجتمعت فيما بعد بالشريف ابي المناقب ولد الشريف عمربن حمزة و تفاوضنا احاديث والده،فقال: انا کنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي و هو في مرضه الذي مات فيه،و قد سقطت قوته و خفت صوته و الابواب مغلقة علينا اذ دخل علينا شخص هبناه و استطرفنا دخوله و ذهلنا عن سؤاله،فجلس الي جنب والدي و جعل يحدثه مليا و والدي يبکي،ثم نهض،فلما غاب عن اعيننا تحامل والدي و قال: اجلسوني،فاجلسناه و فتح عينيه و قال: اين الشخص الذي کان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث اتي،فقال: اطلبوه،فذهبنا في اثره فوجدنا الابواب مغلقة و لم نجد له اثرا،فعدنا اليه فاخبرناه بحاله و انا لم نجده،ثم انا سالناه عنه،فقال: هذا صاحب الامر،ثم عاد الي ثقله في المرض و اغمي عليه،تم الحديث.
885- [5] السلطان المفرج عن اهل الايمان: و من ذلک بتاريخ صفر لسنة سبعمائة و تسع و خمسين حکي لي المولي الاجل الامجد،
[ صفحه 537]
العالم الفاضل،القدوة الکامل،المحقق المدقق،مجمع الفضائل،و مرجع الافاضل،افتخار العلماء في العالمين،کمال الملة والدين،عبدالرحمان بن العماني،و کتب بخطه الکريم،عندي ما صورته:
قال العبد الفقير الي رحمة الله تعالي عبدالرحمان بن ابراهيم القبائقي: اني کنت اسمع في الحلة السيفية - حماها الله تعالي - ان المولي الکبير المعظم جمال الدين بن الشيخ الاجل الاوحد الفقيه القاري ء نجم الدين جعفر بن الزهدري کان به فالج،فعالجته جدته لابيه بعد موت ابيه بکل علاج للفالج،فلم يبرا،فاشار عليها بعض الاطباء ببغداد فاحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرا،و قيل لها: الا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام،لعل الله تعالي يعافيه و يبرئه،ففعلت و بيتته تحتها،و ان صاحب الزمان عليه السلام اقامه و ازال عنه الفالج.
ثم بعد ذلک حصل بيني و بينه صحبة حتي کنا لم نکد نفترق،و کان له دار المعشرة،يجتمع فيها وجوه اهل الحلة و شبابهم و اولاد الاماثل منهم،فاستحکيته عن هذه الحکاية،فقال لي: اني کنت مفلوجا و عجز الاطباء عني،و حکي لي ما کنت اسمعه مستفاضا في الحلة من قضيته،و ان الحجة صاحب الزمان عليه السلام قال لي و قد اباتتني جدتي تحت القبة: قم،فقلت: يا سيدي لااقدر علي القيام منذ سنتي،فقال: قم باذن الله تعالي،و اعانني علي القيام،فقمت و زال عني الفالج،و انطبق علي الناس حتي کادوا يقتلونني،و اخذوا ما کان علي من الثياب تقطيعا و تنتيفا يتبرکون فيها،و کساني الناس من ثيابهم،و رحت الي البيت،
[ صفحه 538]
و ليس بي اثر الفالج،و بعثت الي الناس ثيابهم،و کنت اسمعه يحکي ذلک الناس و لمن يستحکيه مرارا حتي مات رحمه الله.
886- [6] السلطان المفرج عن اهل الايمان: و من ذلک ما اخبرني من اثق به،و هو خبر مشهور عند اکثر اهل المشهد الشريف الغروري - سلم الله تعالي علي مشرفه - ما صورته: ان الدار التي هي الآن - سنة سبعمائة و تسع و ثمانين - انا ساکنها کانت لرجل من اهل الخير و الصلاح يدعي حسين المدلل،و به يعرف ساباط المدلل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة،و هو مشهور بالمشهد الشريف الغروري عليه السلام،و کان الرجل له عيال و اطفال،فاصا به فالج فمکث مدة لا يقدر علي القيام و انما يعرفه عياله عند حاجته و ضروراته،و مکث علي ذلک مدة مديدة،فدخل علي عياله و اهله بذلک شدة شديدة،و احتاجوا الي الناس و اشتد عليهم الناس،فلما کان سنة عشرين و سبعمائة هجرية في ليلة من لياليها بعد ربع الليل انبه عياله فانتبهوا في الدار،فاذا الدار و السطح قد امتلا نورا ياخذ بالابصار،فقالوا: ما الخبر؟ فقال: ان الامام عليه السلام جاءني و قال لي: قم يا حسين! فقلت: يا سيدي،اتراني اقدر علي القيام؟ فاخذ بيدي و اقامني فذهب ما بي،و ها انا صحيح علي اتم ما ينبغي،و قال لي: هذا الساباط در بي الي زيارة جدي عليه السلام فاغلقه في کل ليلة،فقلت: سمعا و طاعة لله و لک با مولاي،فقام الرجل و خرج الي الحضرة الشريفة الغروية،و زار عليه السلام،و حمد الله تعالي علي ما حصل له من الانعام،و صار هذا الساباط المذکور الي الآن ينذر له عند الضرورات،
[ صفحه 539]
فلا يکاد يخيب نادره من المراد ببرکات الامام القائم عليه السلام.
887- [7] قبس المصباح: اخبرنا الشيخ الصدوق ابوالحسن احمد بن علي بن احمد النجاشي الصيرفي،المعروف بابن الکوفي ببغداد في آخر شهر ربيع الاول سنة اثنين و اربعين و اربعمائة،و کان شيخا بهيا ثقة،صدوق اللسان عند الموافق و المخالف،رضي الله عنه،قال: اخبرني الحسن بن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه،قال: حکي لي ابوالوفاء الشيرازي و کان صديقا،انه قبض علي ابوعلي الياس صاحب کرمان فقيدني،و کان الموکلون بي يقولون: انه قد هم فيک بمکروه،فقلت من ذلک و جعلت اناجي الله تعالي بالنبي و الائمة عليهم السلام،و لما کانت ليلة الجمعة فرغت من صلواتي و نمت،فرايت النبي صلي الله عليه وآله في نومي و هو يقول: لا تتوسل بي و لا بابنتي و لا ابني لشي ء من اغراض الدنيا الا لما تبتغيه من طاعة الله تعالي و رضوانه،فاما ابوالحسن اخي فانه ينتقم لک ممن ظلمک،قال: فقلت: يا رسول الله! کيف ينتقم ممن ظلمني و قد لبب في حبل فلم ينتقم،و غصب علي حقه فلم يتکلم؟ قال: فنظر الي عليه السلام کالمتعجب و قال: ذلک عهد عهدته اليه،و امر امرته به،فلما يجز له الا القيام به،و قد ادي الحق فيه،الا ان الويل لمن تعرض لولي الله،و اما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين و نفث الشياطين،و اما محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهماالسلام فللآخرة
[ صفحه 540]
و ما تبتغيه من طاعة الله عزوجل،و اما موسي بن جعفر عليهماالسلام فالتمس به العافية من الله عزوجل،و اما علي بن موسي عليهماالسلام فاطلب به السلام في البراري و البحار،و اما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالي،و اما علي بن محمد عليهماالسلام فللنوافل و بر الاخوان و ما تبتغيه من طاعة الله تعالي،و اما الحسن بن علي عليهماالسلام فللآخرة،و اما صاحب الزمان فاذا بلغ منک السيف،و وضع يده علي حلقه،فاستعن به فانه يعينک،فناديت في نومي: يا صاحب الزمان ادرکني فقد بلغ مجهودي،قال ابوالوفاء،انتبهت من نومي و الموکلون ياخذون قيودي.
888- [8] کشف الاستار:... قد ظهر في هذه الايام کرامة باهرة من المهدي عليه السلام في متعلقات اجزاء الدولة العلية العثمانية المقيمين في المشهد الشريف الغروي،و صارت في الظهور و الشيوع کالشمس في رابعة النهار،و نحن نتبرک بذکرها بالسند الصحيح العالي: حدث جناب الفاضل الرشيد السيد محمد سعيد افندي الخطيب فيما کتبه بخطه: کرامة لآل الرسول عليه و عليهم الصلاة و السلام ينبغي بيانها لاخواننا اهل الاسلام،و هي: ان امراة اسمها ملکة بنت عبدالرحمان،زوجة ملا امين المعاون لنا في المکتب الحميدي الکائن في النجف الاشرف،ففي الللية الثانية من شهر ربيع الاول من هذه السنة - اي سنة 1317 ه ليلة الثلاثاء،صار معها صداع شديد،فلما اصبح الصباح فقدت ضياء عينيها،فلم تر شيئا قط،فاخبروني بذلک،فقلت لزوجها المذکور:
[ صفحه 541]
اذهب بها ليلا الي روضة حضرة المرتضي - عليه من الله تعالي الرضا - لتستشفع به و تجعله واسطة بينها و بين الله،لعل الله سبحانه و تعالي ان يشفيها،فلم تذهب في تلک الليلة - يعني ليلة الاربعاء - لا نزعاجها مما هي فيه،فنامت بعض تلک الليلة فرات في منامها ان زوجها المذکور و امراة اسمها زينب کانهما مضيا معها لزيارة اميرالمؤمنين عليه السلام،فکانهم راوا في طريقهم مسجدا عظيما مشحونا من الجماعة،فدخلوا فيه لينظروه،فسمعت المصابة رجلا يقول من بين الجماعة: لا تخافي ايتها المراة التي فقدت عينيها،ان شاء الله تشفيان،فقال: من انت بارک الله فيک؟ فاجابها: انا المهدي؛ فاستيقظت فرحانة،فلما صار الصباح - يعني يوم الاربعاء - ذهبت و معها نساء کثيرات الي مقام سيدنا المهدي خارج البلد،فدخلت وحدها و اخذت بالبکاء و العويل و التضرع،فغشي عليها من ذلک،فرات في غشيتها رجلين جليلين،الاکبر منها متقدم و الآخر شاب خلفه،فخاطبها الاکبر بان لاتخافي،فقال له: من انت؟ قال: انا علي بن ابي طالب،و هذا الذي خلفي ولدي المهدي - رضي الله تعالي عنهما - ثم امر الاکبر - المشار اليه - امراة هناک و قال: قومي يا خديجة و امسحي علي عيني هذه المسکينة،فجاءت و مسحت عليهما فانتبهت و انا اري وانظر احسن من الاول،و النساء يهلهلن فوق راسي،فجاءت النساء بها بالصلوات و الفرح،و ذهبن بها الي زيارة حضرة المرتضي - کرم الله تعالي وجهه - و عيناها الآن الله الحمد احسن من الاول.
و ما ذکرناه لمن اشرنا اليهما قليل،اذ يقع اکبر منه لخدامهما من الصالحين باذن المولي الجليل،فکيف باعيان آل سيد المرسلين - عليه
[ صفحه 542]
و عليهم الصلاة و السلام الي يوم الدين - اماتنا الله علي حبهم،آمين آمين.
هذا ما اطلع عليه الحقير الخطيب و المدرس في النجف الاشرف السيد محمد سعيد،انتهي.
889- [9] اثبات الهداة: و منها: انا کنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرا في يوم عيد و نحن جماعة من طلبة العلم و الصلحاء،فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يکون من هؤلاء الجماعة حيا،و من يکون قد مات؟ فقال لي رجل کان اسمه الشيخ محمد و کان شريکنا في الدرس: انا اعلم اني اکون في عيد آخر حيا،و في عيد آخر وعيد آخر الي ست و عشرين سنة،و ظهر منه انه جازم بذلک من غير مزاح،فقلت له: انت تعلم الغيب؟ فقال: لا،و لکني رايت المهدي عليه السلام في النوم و انا مريض شديد المرض،فقلت له: انا مريض،و اخاف ان اموت و ليس لي عمل صالح القي الله به،فقال: لاتخف،فان الله يشفيک من هذا المرض و لاتموت فيه،بل تعيش ستا وعشرين سنة،ثم ناولني کاسا کان في يده فشربت منه و زال عني المرض و حصل لي الشفاء،و جلست و انا علم ان هذا ليس من الشيطان،فلما سمعت کلام الرجل کتبت التاريخ و کان سنة (1049 ه)،و مضت لذلک مدة طويلة و انتقلت الي المشهد المقدس سنة (1072 ه)،فلما کانت السنة الاخيرة وقع في قلبي ان المدة انقضت،فرجعت الي ذلک التاريخ و سنته فرايت قد مضي منه
[ صفحه 543]
ست و عشرون سنة،فقلت: ينبغي ان يکون الرجل مات،فما مضت الا مدة نحو شهر او شهرين حتي جاءتني کتابة من اخي و کان في البلاد يخبرني ان الرجل المذکور مات.
890- [10] الامامة و المهدوية: حکاية شفاء الصالحة زوجة العالم الجليل الفاضل الشيخ محمد المتقي الهمداني،و هو من فضلاء الحوزة العلمية بقم،معروف بطهارة النفس و التقوي،اعرفه منذ سنين بالدين و الاخلاق الحميدة،و هذه عين ترجمة ماکتبه شرحا لهذه الواقعة:
رايت من المناسب ان اذکر توسلي بالامام بقية الله في الارضين الحجة بن الحسن العسکري و توجهه عليه السلام الي،لکون موضوع هذا الکتاب هو في اثبات وجود حضرته من طريق معجزات و خرق العادات:
يوم الاثنين في الثامن عشر من شهر صفر من سنة الف و ثلاثمائة و سبعة و تسعين عرض لنا امر مهم اقلقنا و مئات اشخاص آخرين،و ذلک لان زوجة هذا العبد - محمد متقي همداني - و علي اثر الهم و الغم و البکاء و العويل - و لمدة سنتين - بسبب موث اثنين من اولادها في عنفوان
[ صفحه 544]
شبابهما و في لحظة واحدة في جبال شميران،في هذا اليوم اصيبت بنوبة ناقصة،و مع کل ما بذله الاطباء في علاجها الا انه لم ينفع معها شي ء،و بقيت علي هذا الحال الي ليلة الجمعة في الثاني و العشرين من صفر يعني بعد اربعة ايام من وقوع حادثة النوبة و ذلک عند الساعة الحادية عشر تقريبا،و قد ذهبت الي غرفتي للاستراحة،و بعد تلاوة بعض الآيات من کلام الله و قراءة دعاء و جيز من ادعية ليالي الجمعة،و بعدها ابتهلت الي الباري تعالي في ان ياذن لسيدي و مولاي صاحب الزمان الحجة بن الحسن صلوات الله عليه و علي آبائه المعصومين ليجي ء لاغاثتنا،و کان سبب توسلي بهذا المولي العظيم و اني لم اطلب حاجتي من الباري تبارک و تعالي مباشرة،هو انني قبل شهر تقريبا من يوم الحادثة کانت ابنتي الصغيرة فاطمة قد طلبت مني ان اسرد لها قصص و حکايات الاشخاص الذين صاروا موردا لالطاف حضرة بقية الله - روحي و ارواح العالمين له الفداء - و مشمولين لحنان و احسان هذا المولي،و کنت قد لبيت طلبها و قرات لها کتاب «النجم الثاقب» للحاج النوري،و لذا خطر في ذهني انه: لم لا اکون کبقية المئات من هؤلاء الافراد،و اتوسل بالحجة المنتظر الامام الثاني عشر من الائمة العصمومين عليهم السلام الله الملک الاکبر؟ و لذا - و کما ذکرت قبل قليل - و في حدود الساعة الحادية عشرة من الليل توسلت بهذا المولي العظيم،و بقلب ملاه الحزن،و عين تفيض بالدمع،فاخذني النوم،و عند الساعة الرابعة بعد منتصف اليل و علي المعتاد استيقظت و فجاة احسست بصوت و همهمة تصلني من الغرقة السفلي التي کانت مريضتنا راقدة فيها،ثم ازداد هذا الصوت و الهمهمة،ثم سکت کل شي ء و هدا،و في الساعة الخامسة و النصف - التي کانت تلک الايام وقت اذان الصبح - نزلت الي الاسفل لاتوضا و فجاة رايت ابنتي
[ صفحه 545]
الکبيرة - و التي تکون عادة و في مثل هذا الوقت نائمة - مستيقظة و في نشاط و سرور کبير،فما ان راتني حتي قالت: ابة... البشارة... البشارة...! قلت: ما الخبر؟ و ظننت ان اخي او اختي قد جاء احدهما من همدان،قالت: بشارة،لقد عوفيت والدتي،قلت: من شفاها؟ قالت: ان والدتي في الساعة الرابعة بعد منتصف اليل ايقظتنا بصوت عال و فزع و اضطراب،و لما کانت ابنتها و اخوها الحاج مهدي و ابن اختها المهندس غفاري اللذان قد اقبلا اخيرا من طهران لاخذ المريضة الي طهران للمعالجة و قد کانوا في الغرفة لمراقبة المريضة،و اذا بهم فجاة سمعوا صياح و نداء المريضة و هي تقول: انهضوا و شيعوا المولي... انهضوا و شيعوا المولي...،و کانت تري ان انتظرت الي ان يستيقظوا من نومهم کان الامام قد ذهب،و لاجل هذا قد طفرت من مقامها مع انها کانت غير قادرة علي الحرکة منذ اربعة ايام و شايعت الامام الي باب الدار،و کانت ابنتها التي کانت تمرض والدتها قد استيقظت علي اثر صياح امها «شيعوا المولي» و ذهبت وراء والدتها الي باب الدار لتراها اين تذهب،و اما المريضة فانها التفتت الي نفسها لکنها لم تکن مصدقة انها قد جاءت الي هذا المکان بنفسها،فسالت من ابنتها زهراء: يا زهراء! هل اري حلما ام انا في يقظة؟ اجابت ابنتها: اماه لقد شفيت... اين هو المولي الذي کنت تقولين: «شيعوا المولي»،فاننا لم نشاهد احدا؟ فقالت الام: لقد کان سيدا عظيما في زي اهل العلم و جليل القدر،و لم يکن شابا و لا شيخا کبيرا،جاء و وقف عند راسي،و قال: انهضي فقد شفاک الله،قلت: لااستطيع النهوض،فقال بلحن اشد: انهضي فقد شفيت،فنهضت لمهابة هذا العظيم،فقال: لقد شفيت فلا تتناولي الدواء بعد و لاتبکي،و لانه اراد الخروج من الغرفة فانني ايقظتکم کيما تشيعونه،
[ صفحه 546]
و لکني رايتکم قد ابطاتم فقمت من مکاني لاشيع المولي بنفسي،و بحمد الله تعالي و بعد هذه العناية التي شملتها فقد تحسنت حالتها فورا،و عينها اليمني التي کانت لا تبصر بها الاشياء بوضوح علي اثر السکتة قد تحسنت بعد تلک الايام الاربعة التي لم يکن لها فيها رغبة الي الطعام،و في تلک اللحظة قالت: اني جائعة،آتوني بطعام،فاعطيناها قدحا من حليب کان في الدار،فتناولته بکل شهية،و عاد لون وجهها الي طبيعته،و علي اثر قول الامام لها: لا تبکي،ارتفع غمها و حزنها من قلبها،علما بانها کانت مبتلاة بمرض الرماتزم قبل خمس سنوات و قد شفيت بلطفه عليه السلام،مع ان الاطباء عجزوا عن معالجتها.
و من تمام القول ان نذکر انه في الايام الموسومة بالايام الفاطمية کنا عقدنا مجلسا لاجل شکر هذه النعمة العظمي،ثم اني قد شرحت قضية شفائها لجناب السيد الطبيب دانشور،و الذي کان من الاطباء المعالجين لهذه السيدة،فقال الطيب: ان هذا المرض الذي رايته کان سکتة لايکمن علاجها بالطرق العادية،اللهم الا عن طريق الخوارق و المعاجز،و الحمد الله رب العالمين،و صلي الله علي محمد و آله المعصومين،لاسيما امام العصر،و ناموس الدهر،قطب دائرة الامکان،امام و مولي الانس و الجان،مالک الارض و الزمان،و من بيده رقاب العالمين،الحجة بن الحسن العسکري صلوات الله عليه و علي آبائه المعصومين الي قيام يوم الدين.
ويدل عليه من هذا الباب الاحاديث 899،898،897،895،892.
[ صفحه 547]
پاورقي
[1] کشف الغمة ج 2 ص 497-493؛ البحار: ج 52 ص 66-61 ب 18 ح 51؛ الانوار النعمانية: ج 2 ص 46-44.
[2] جنةالماوي المطبوع مع المجلد 53 من البحار: ص 269-265.
[3] کذا في المصدر.
[4] تنبيه الخواطر: ج 2 ص 305-303؛ البحار: ج 52 ص 55 و 56 ب 18 ح 39؛ اثبات الهداة: ج 7 ص 365 ف 15 ب 364 ح 151.
[5] البحار: ج 52 ص 73 ب 18 ضمن ح 55 عن الکتاب المذکور.
[6] البحار: ج 52 ص 73 و 74 ب 18 ضمن ح 55 عن الکتاب المذکور.
[7] الکلم الطيب: ص 66-63 عن قبس المصباح للشيخ الصهرشتي.
اقول: ذکر السيد الاجل السيد علي خان - قدس سره - في الکلم الطيب عن الصهرشتي دعاء للتوسل بالنبي و الائمة عليهم السلام،و بعده دعاء ايضا للتوسل بهم عليهم السلام.
[8] کشف الاستار: ص 206-206.
[9] اثبات الهداة: ج 3 ص 712 ب 33 ح 170؛ البحار: ج 53 ص 274-273؛ جنة الماوي: الحکاية 37.
[10] الامامة و المهدوية (امامت و مهدويت) لمؤلف هذا الکتاب: ج 2 ص 174-171.
اقول: قد ذکر في البحار حکايات کثيرة جدا في ذلک،و المحدث جليل الشيخ الحر في اثبات الهداة: ج 7،و هکذا ذکر المحدث النوري في دار السلام و جنة الماوي و النجم الثاقب،و الفاضل الميثمي العراقي في دار السلام،و غيرهم من المحدثين و العلماء معجزات کثيرة تتجاوز عن حد التواتر قطعا،و اسناد کثير منها في غاية الصحة و المتانة،رواها الزهاد و الاتقياء من العلماء،هذا مع ما نري في کل يوم و ليلة من برکات وجوده و ثمرات التوسل و الستشفاع به مما جربناه مرارا،جعلنا الله تعالي من انصاره و شيعته،و المجاهدين بين يديه،بحق محمد و آله الطاهرين،صلوات الله عليهم اجمعين.