في من فاز برؤيته في الغيبة الصغري
اعلم انه قد دلت الروايات الکثرة - کما قرات بعضها في الفصل السابع و العشرين من باب 3 - عيل ان له غيبتين؛ احداهما اطول من الاخري،و امتدت الغيبة الصغري الي سنة 329 ه،سنة موت ابي الحسن علي بن محمد السمري الذي ختم به النيابة الخاصة،و انقطعت بموته السفارة،فکانت مدتها 74 سنة،علي ان يکون اولها سنة ولادة الحجة عليه السلام،و 69 سنة علي يکون اولها سنة وفاة ابيه سنة ستين و مائتين،و في هذه المدة کان السفراء - رضوان الله عليهم - هم الوسائط بينه و بين شيعته،و يصل اليه وکلاؤه و بعض الخواص من الشيعة،و يصدر منه التوقيعات الي بعض الخواص،و يجي ء من ناحيته المقدسة بتوسط السفراء اجوبة المسائل و الاحکام الشرعية و غيرها،و الخواص من الشيعة يعرفون خطه الشريف.
و يمکن ان يکون السر في وقوع الغيبة الصغري عدم انس الشيعة باليبة التامة،فوقعت الغيبة الصغري قبل الغيبة الکبري لئلا يستوحشوا منها اذا وقعت،بل الناظر في التواريخ يري انهم عليهم السلام کانوا يعودون الشيعة باختفاء الامام عن نظر الرعية في الجملة من زمان الامام ابي الحسن علي بن محمد الهادي عليهماالسلام. ذکر ذلک المسعودي - المؤرخ الکبير - في اثبات الوصية،قال: «وروي ان اباالحسن صاحب العسکر احتجب عن کثير من الشيعة الا عن عدد يسير من خواصه فلما افضي الامر الي ابي محمد کان يکلم شيعته الخواص و يرهم من وراء الستر الا في الاوقات التي يرکب فيها الي دار السلطان،و ان ذلک انما کان منه و من ابيه قبله مقدمة لغيبة صاحب الزمان،لتالف اشيعة ذلک و لاتنکر الغيبة،و تجري العادة بالاحتجاب والاستتار،انتهي».
و بعد انقضاء الغيبة القصري وقعت الغيبة الطولي،فلا ظهور الي ان ياذن الله تعالي،ولايتفق درک خدمته الا لاوحدي من الناس،وانسدت فيها باب السفارة و النيابة الخاصة،و فوض الامر الي الفقهاء العالمين بالاحکام،و حملة الآثار و الخبار و علوم الائمة الطاهرين،فقد روي الصدوق في «کمال الدين» عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن اسحاق بن يعقوب،قال: سالت محمد بن عثمان العمري ان يوصل لي کتابا قد سالت فيه عن مسائل شکلت علي،فورد التويع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: «اما ما سالت عنه ارشدک الله و ثبتک... الي ان قال بعد ذکر اجوبة مسائلة: و اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الي رواة حديثنا،فانهم حجتي عليکم و انا حجة الله عليهم». و رواه الشيخ في کتاب «الغيبة» عن جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه و ابي غالب الزراري و غيرهما کلهم عن محمد بن يعقوب،و رواه في الاحتجاج عن محمد بن يعقوب عن اسحاق،و قال ابوعبدالله عليه السلام في الحديث المشهور الذي رواه الکليني بسنده عن عمر بن حنظلة،و الشيخ ايضا باسناده عنه (کما في الوسائل: ج 18 کتاب القضاء ب 11 من ابواب صفات القاضي ح 1): «من کان منکم ممن قد روي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احکامنا فليرضوا به حکما،فاني قد جعلته عليکم حاکما،فاذا حکم بحکمنا فلم يقبل منه فانما استخف بحکم الله و علينا رد،و الراد علينا کالراد علي الله،و هو علي حد الشرک بالله».
و روي في الاحتجاج عن الامام ابي محمد العسکري في حديث عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: «فاما من کان من الفقهاء صائنا لنفسه،حافظا لدينه،مخالفنا علي هواه،مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه»،و روي ايضا في الاحتجاج بسنده عن الامام ابي محمد الحسن عن ابيه علي بن محمد الهادي عليهم السلام قال: «لو لا من يبقي بعد غيبة قائمکم عليه السلام من العلماء الداعين اليه،و الدالين عليه،و الذابين عن دينه بحجج الله،و المنقذين لضعفاء عباد الله من شباک ابليس و مردته و فخاخ النواصب لما بقي احد الا ارتد عن دين الله،و لکنهم الذين يمسکون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة کما يمسک صاحب السفينة سکانها،اولئک هم الافضلون عندالله عزوجل» و روي الشهيد الثاني في «منية المريد» عن الامام الهادي عليه السلام نحوه،و تدل علي ذلک غير هذه الاحاديث روايات اخري ذکرها الاصحاب - رضوان الله عليهم - في کتبهم.
تنبيه فيه تاکيد:اعلم انه - کما اشرنا اليه - قد انقضي بانقضاء عصر الغيبة القصري الصغري و وقوع الغيبة التامة الطولي الکبري عصر السفارة و الوکالة،فليس لاحد بعد ذلک ان يدعي السفارة و البابية و النيابة و الوکالة الخاصة و الوساطة بين الامام و السائرين الي ان يظهر الله امر وليه و حجته عليه السلام،فمن ادعي مايفيد بعض هذه المعاني يکذب و يرد عليه،و هذامن ضروريات المذهب،واتفق عليه الاکابر و الاعلام خلفا عن سلف،و عليه اجماع الطائفة. و يدل عليه الاخبار الناصة علي غيبته الطولي و ابتلاء الناس فيها بالتمحيص و الابتلاء و الامتحان الشديد،و يکفيک في ذلک ما قاله الشيخ الاجل الاقدم ابوالقاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسي بن قولويه،المتوفي سنة (368 او 369 ه)،مؤلف کتاب «کامل الزيارات» رضوان الله تعالي عليه،قال: «عندنا ان کل من ادعي الامر بعد السمري - رحمه الله - فهو کافر منمس ضال مضل».
و فيه 27 حديثا
[ صفحه 441]
821- [1] کمال الدين: حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري،قال: سالت محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه - فقلت له: ارايت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم،و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول: اللهم انجز لي ما وعدتني.
822- [2] کمال الدين: حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري،قال: سمعت محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه - يقول: رايته صلوات الله عليه
[ صفحه 442]
متعلقا باستار الکعبة في المستجار،و هو يقول: اللهم انتقم لي من اعدائي.
823- [3] الکافي: اخرج عن علي بن محمد،و عن غير واحد من اصحابنا القميين،عن محمد بن محمد العامري،عن ابي سعيد غانم الهندي حديثا طويلا،ذکر فيه ابوسعيد کيفية اسلامه،و في آخره ذکر فوزه بلقاء الامام عليه السلام،و ما راي منه عليه السلام من المعجزات،و انه اعطاه صرة لنفقته. و الحديث کما قلنا طويل،فمن شاء فليقراها في الکافي او في کمال الدين.
824- [4] کمال الدين: و بهذا الاسناد،عن ابراهيم بن محمد العلوي،قال: حدثني طريف ابونصر،قال: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام،فقال: علي بالصندل الاحمر،فاتيته به،ثم قال:
[ صفحه 443]
اتعرفني؟ قلت: نعم،فقال: من انا؟ فقلت: انت سيدي و ابن سيدي،فقال: ليس عن هذا سالتک،قال طريف: فقلت: جعلني الله فداک،فبين لي،قال: انا خاتم الاوصياء،و بي يدفع الله عزوجل البلاء عن اهلي و شيعتي.
825- [5] کمال الدين: حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري،قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه -: اني اسالک سؤال ابراهيم ربه - جل جلاله - حين قال له: (رب ارني کيف تحيي الموتي قال اولم تؤمن قال بلي و لکن ليطمئن قلبي)،فاخبرني عن صاحب هذا الامر،هل رايته؟ قال: نعم،و له رقبة مثل ذي،و اشار بيده الي عنقه.
826- [6] کمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري - رضي الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود،عن ابيه،قال: حدثنا جعفر بن معروف،عن ابي عبدالله البلخي،عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الکبير،مولي الرضا عليه السلام،قال: خرج صاحب الزمان علي جعفر الکذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي ابي محمد عليه السلام،فقال له: يا جعفر! مالک تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر و بهت،ثم
[ صفحه 444]
غاب عنه،فطلبه جعفر بعد ذلک في الناس فلم يره،فلما ماتت الجدة ام الحسن امرت ان تدفن في الدار،فنازعهم و قال: هي داري لاتدفن فيها،فخرج عليه السلام فقال: يا جعفر،ادارک هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلک.
827- [7] کمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن احمد الکوفي،المعروف بابي القاسم الخديجي،قال: حدثنا سليمان بن ابراهيم الرقي،قال: حدثنا ابومحمد الحسن بن وجناء النصيبي،قال: کنت ساجدا تحت الميزاب في رابع اربع و خمسين حجة بعد العتمة،و انا اتضرع في الدعاء اذ حرکني محرک،فقال: قم يا حسن بن وجناء! قال: فقمت فاذا جارية صفراء نحيفة البدن،اقول: انها من ابناء اربعين فما فوقها،فمشت بين يدي و ان لااسالها عن شي ء حتي اتت بي الي دار خديجة عليهاالسلام،و فيها بيت بابه في وسط الحائط،و له درج ساج يرتقي،فصعدت الجارية،و جاءني النداء: اصعد يا حسن! فصعدت فوقفت بالباب،فقال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن! اتراک خفيت علي،والله ما من وقت في حجک الا و انا معک فيه،ثم جعل يعد علي اوقاتي،فوقعت [مغشيا] علي وجهي،فحسست بيد قد وقعت علي فقمت،فقال لي: يا حسن! الزم دار جعفر بن محمد عليهماالسلام،و لايهمنک طعامک و لا شرابک و لا ما يستر عورتک،ثم دفع الي دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه،فقال: بهذا فادع،وهکذا صل علي،و لاتعطه الا محقي اوليائي،
[ صفحه 445]
فان الله جل جلاله موفقک،فقلت: يا مولاي! لااراک بعدها؟ فقال: يا حسن اذا شاء الله،قال: فانصرفت من حجتي و لزمت دار جعفر بن محمد عليهماالسلام،فانا اخرج منها فلا اعود اليها الا لثلاث خصال: لتجديد وضوء او لنوم او لوقت الافطار،و ادخل بيتي وقت الافطار فاصيب رباعيا مملوءا ماء و رغيفا علي راسه و عليه ما تشتهي نفسي بالنهار،فآکل ذلک فهو کفاية لي،و کسوة الشتاء في وقت الشتاء،و کسوة الصيف في وقت الصيف،و اني لادخل الماء بالنهار فارش البيت و ادع الکوز فارغا،فاوتي بالطعام [واواني الطعام - خ] و لا حاجة لي اليه فاصدق به ليلا کيلا يعلم بي من معي.
828- [8] کمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا ابوالقاسم علي بن احمد الخديجي الکوفي،قال: حدثنا الازدي،قال: بينما انا في الطواف قد طفت ستا و انا اريد ان اطوف السابع فاذا انا بحلقة عن يمين الکعبة،و شاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب الي الناس يتکلم،فلم ار احسن من کلامه،و لااعذب من نطقه و حسن جلوسه،فذهبت اکلمه فزبرني الناس،فسالت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله،يظهر في کل سنة يوما لخواصه يحدثهم،فقلت: يا سيدي!
[ صفحه 446]
مسترشدا اتيتک فارشدني هداک الله،فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي،فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع اليک؟ فقلت: حصاة،و کشفت عنها فاذا انا بسبيکة ذهب فذهبت فاذا انا به عليه السلام قد لحقني،فقال لي: ثبتت عليک الحجة،و ظهر لک الحق،و ذهب عنک العمي،اتعرفني؟ فقلت: لا،فقال عليه السلام: انا المهدي،[و] انا قائم الزمان،انا الذي املاها عدلا کما ملئت جورا،ان الارض لاتخلو من حجة،و لايبقي الناس في فترة،و هذه امانة لاتحدث بها الا اخوانک من اهل الحق.
829- [9] کمال الدين: حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني،قال: حدثنا ابوالقاسم جعفر بن احمد العلوي الرقي العريضي،قال:
[ صفحه 447]
حدثنا ابوالحسن علي بن احمد العقيقي،قال: حدثني ابونعيم الانصاري الزيدي،قال: کنت بمکة عند المستجار و جماعة من المقصرة وفيهم: المحمودي،و علان الکليني،و ابوالهيثم الديناري،و ابوجعفر الاحول الهمداني،و کانو زهاء ثلاثين رجلا،و لم يکن منهم مخلص علمته غير محمد بن القاسم العلوي العقيقي،فبينا نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث و تسعين و مائتين من الهجرة اذ خرج علينا شاب من الطواف عليه ازاران محرم [بهما]،و في يده نعلان،فلما رايناه قمنا جميعا هيبة له،فلم يبق منا احد الا قام و سلم عليه،ثم قعد و التفت يمينا و شمالا،ثم قال: اتدرون ما کان ابوعبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول: اللهم اني اسالک باسمک الذي به تقوم السماء،و به تقوم الارض و به تفرق بين الحق و الباطل،و به تجمع بين المتفرق،و به تفرق بين المجتمع،و به احصيت عدد الرمال وزنة الجبال وکيل البحار،ان تصلي علي محمد و آل محمد،و ان تجعل لي من امري فرجا و مخرجا؛ ثم نهض فدخل الطواف،فقمنا لقيامه حين انصرف،و انسينا ان نقول له: من هو؟
فلما کان من الغد في ذلک الوقت خرج علينا من الطواف،فقمنا کقيامنا الاول بالامس،ثم جلس في مجلسه متوسطا،ثم نظر يمينا و شمالا،قال: اتدرون ما کان اميرالمؤمنين عليه السلام يقول بعد صلاة الفريضة؟ قلنا: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول: الهم اليک رفعت الاصوات،[ودعيت الدعوات]،و لک عنت الوجوه،و لک خضعت الرقاب،و اليک التحاکم في الاعمال،يا خير مسؤول و خير من اعطي،يا صادق،يا باري،يا من لايخلف الميعاد،يا من امر بالدعاء و تکفل
[ صفحه 448]
بالاجابة،يا من قال: (ادعوني استجب لکم)،يا من قال: (و اذا سالک عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)،يا من قال: (يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)،ثم نظر يمينا و شمالا بعد هذا الدعاء فقال: اتدرون ما کان اميرالمؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشکر؟ قلنا: و ما کان يقول؟ قال: کان يقول: يا من لايزيده الحاح الملحين الا جودا و کرما،يا من له خزائن السماوات و الارض،يا من له خزائن مادق و جل،لا تمنعک اساءتي من احسانک الي،اني اسالک ان تفعل بي ما انت اهله،و انت اهل الجود والکرم و العفو،يا رباه! يا الله! افعل بي ما انت اهله،فانت قادر علي العقوبة و قد استحققتها،لاحجة لي و لاعذر لي عندک،ابوء اليک بذنوبي کلها،و اعترف بها کي تعفو عني و انت اعلم بها مني،بؤت اليک بکل ذنب اذنبته،و بکل خطيئة اخطاتها،و بکل سيئة عملتها،يا رب اغفر لي و ارحم،و تجاوز علما تعلم،انک انت الاعز الاکرم.
و قام فدخل الطواف،فقمنا لقيامه،و عاد من غد في ذلک الوقت،فقمنا لاستقباله کفعلنا فيما مضي،فجلس متوسطا و نظر يمينا و شمالا،فقال: کان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع - و اشار بيده الي الحجر نحو الميزات -: عبيدک بفنائک،مسکينک ببابک،اسالک ما لايقدر عليه سواک،ثم نظر يمينا و شمالا و نظر الي محمد بن القاسم العلوي،فقال: يا محمد بن القاسم! انت علي خير ان شاء الله،و قام فدخل الطواف،فما بقي احد منا الا و قد تعلم ما ذکر من الدعاء،و [ا] نسينا ان نتذاکر امره في آخر يوم،فقال
[ صفحه 449]
لنا المحمودي: يا قوم اتعرفون هذا؟ قلنا: لا،قال: هذا والله صاحب الزمان عليه السلام،فقلنا: و کيف ذاک يا اباعلي؟ فذکر انه مکث يدعو ربه عزوجل و يساله ان يريه صاحب الامر سبع سنين،قال: فبينا انا يوما في عشية عرفة فاذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء و عيته،فسالته ممن هو؟ فقال: من الناس،فقلت: من اي الناس،من عربها او مواليها؟ فقال: من عربها،فقلت: من اي عربها؟ فقال: من اشرفها و اشمخها،فقلت: و من هم؟ فقال: بنو هاشم،فقلت من اي بني هاشم؟ فقال: من اعلاها ذروة و اسناها رفعة،فقلت: و ممن هم؟ فقال: ممن فلق الهام،و اطعم الطعام،و صلي بالليل و الناس نيام،فقلت: انه علوي،فاحببته علي العلوية،ثم افتقدته من بين يدي،فلم ادر کيف مضي في السماء ام في الارض،فسالت القوم الذين کانوا حوله،اتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم،يحج معنا کل سنة ماشيا،فقلت: سبحان الله! والله ما اري به اثر مشي ء،ثم انصرفت الي المزدلفة کئيبا حزينا علي فراقه،و با في ليلتي تلک فاذا انا برسول الله صلي الله عليه وآله،فقال: يا محمد،رايت طلبتک؟ فقلت: و من ذاک يا سيدي؟ فقال: الذي رايته في عشيتک فهو صاحب زمانکم. فلما سمعنا ذلک منه عاتبناه علي الا يکون اعلمنا ذلک،فذکر انه کان ناسيا امره الي وقت ما حدثنا.
و حدثنا بهذا الحديث عمار بن الحسين بن اسحاق الاسروشني - رضي الله عنه - بجبل بوتک من ارض فرغانة،قال: حدثني ابوالعباس احمد بن الخضر،،قال: حدثني ابوالحسين محمد بن عبدالله الاسکافي،قال: حدثني سليم،عن ابي نعيم الانصاري،قال: کنت بالمستجار بمکة انا و جماعة من المقصرة،فيهم: المحمودي،و علان الکليني... و ذکر الحديث مثله سواء.
[ صفحه 450]
و حدثنا ابوبکر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم،قال: حدثنا ابوالحسين عبيدالله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي،قال: حدثني ابومحمد علي بن محمد بن احمد بن الحسين الماذرائي،قال: حدثنا ابوجعفر محمد بن علي المنقذي الحسني بمکة،قال: کنت جالسا بالمستجار و جماعة من المقصرة و فيهم: المحمودي،و ابوالهيثم الديناري،و ابوجعفر الاحول،و علان الکليني،و الحسن بن وجناء و کانوا زهاء ثلاثين رجلا... و ذکر الحديث مثله سواء.
830- [10] کمال الدين: و حدث ابوالاديان،قال: کنت اخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام،و احمل کتبه الي الامصار،فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فکتب معي کتبا،و قال: امض بها الي المدائن،فانک ستغيب خمسة عشر يوما و تدخل الي سر من راي يوم الخامس عشر،و تسمع الواعية في داري،و تجدني علي المغتسل. قال ابوالاديان: فقلت: يا سيدي! فاذا کان ذلک فمن؟ قال: من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم من بعدي،فقلت: زدني،فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي،فقلت: زدني،فقال: من اخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي،ثم منعتني هيبته ان اساله عما في الهميان.
و خرجت بالکتب الي المدائن،و اخذت جواباتها و دخلت سر من
[ صفحه 451]
راي يوم الخامس عشر کما ذکر لي عليه السلام،فاذا انا بالواعية في داره،و اذا به علي المغتسل،و اذا انا بجعفر بن علي اخيه بباب الدار و الشيعة من حوله يعزونه و يهنونه،فقلت في نفسي: ان يکن هذا الامام فقد بطلت الامامة،لاني کنت اعرفه يشرب النبيذ و يقامر في الجوسق و يلعب بالطنبور،فتقدمت فعزيت و هنيت،فلم يسالني عن شي ء،ثم خرج عقيد،فقال: يا سيدي! قد کفن اخوک فقم وصل عليه،فدخل جعفر بن علي و الشيعة من حوله يقدمهم السمان و الحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة،فلما صرنا في الدار اذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه علي نعشه مکفنا،فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي اخيه،فلما هم بالتکبير خرج صبي بوجهه سمرة،بشعره قطط،باسنانه تلفيج،فجبذ برداء جعفر بن علي،و قال: تاخر يا عم! فانا احق بالصلاة علي ابي،فتاخر جعفر،و قد اربد وجهه و اصفر،فتقدم الصبي و صلي عليه،و دفن الي جانب قبر ابيه عليهماالسلام،ثم قال: يا بصري! هات جوابات الکتب التي معک،فدفعتها اليه،فقلت في نفسي: هذه بينتان،بقي الهميان،ثم خرجت الي جعفر بن علي و هو يزفر،فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي! من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رايته قط و لااعرفه فنحن جلوس اذ قدم نفر من قم فاسلوا عن الحسن بن علي عليهماالسلام،فعرفوا موته فقالوا: فمن [نعزي]؟ فاشار الناس الي جعفر بن علي،فسلموا عليه و عزوه و هنوه،و قالوا: ان معنا کتبا و مالا،فتقول ممن الکتب؟ و کم المال؟ فقام ينفض اثوابه و يقول: تريدون منا ان نعلم الغيب؟ قال: فخرج الخادم فقال: معکم کتب فلان و فلان [و فلان] و هميان فيه الف دينار و عشرة دنانير منها مطلية،فدفعوا اليه الکتب و المال،و قالوا: الذي وجه بک لاخذ ذلک هو الامام،فدخل جعفر بن
[ صفحه 452]
علي علي المعتمد و کشف له ذلک،فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا علي صقيل الجارية،فطالبوها بالصبي،فانکرته و ادعت حبلا بها لتغطي حال الصبي،فسلمت الي ابن ابي الشوارب القاضي،و بغتهم موت عبيدالله بن يحيي بن خاقان فجاة،و خروج صاحب الزنج بالبصرة،فشغلوا بذلک عن الجارية،فخرجت عن ايديهم،و الحمد الله رب العالمين.
831- [11] الکافي: علي،عن ابي علي احمد بن ابراهيم بن ادريس،عن ابيه انه قال: رايته عليه السلام بعد مضي ابي محمد حين ايفع،و قبلت يديه و راسه.
832- [12] کمال الدين: حدثنا ابوالعباس احمد بن الحسين بن
[ صفحه 453]
عبدالله بن محمد بن مهران الآبي العروضي - رضي الله عنه - بمرو،قال: حدثنا [ابو] الحسين [بن] زيد بن عبدالله البغدادي،قال: حدثنا ابوالحسن علي بن سنان الموصلي،قال: حدثني ابي،قال: لما قبض سيدنا ابومحمد الحسن بن علي العسکري صلوات الله عليها وفد من قم و الجبال و فود بالاموال التي کانت تحمل علي الرسم و العادة و لم يکن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام،فلما ان وصلوا الي سر من راي سالوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهماالسلام،فقيل لهم: انه قد فقد،فقالوا: و من وارثه؟ قالوا: اخوه جعفر بن علي،فسالوا عنه،فقيل لهم: انه قد خرج متنزها،و رکب زورقا في دجلة يشرب و معه المغنون،قال: فتشاور القوم،فقالوا: هذه ليست من صفة الامام،و قال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتي نرد هذه الاموال علي اصحابها،فقال ابوالعباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتي ينصرف الرجل و نختبر امره بالصحة.
قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه،و قالوا: يا سيدنا! نحن من اهل قم و معنا جماعة من الشيعة و غيرها،و کنا نحمل الي سيدنا ابي محمد الحسن بن علي الاموال،فقال: و اين هي؟ قالوا: معنا،قال: احملوها الي،قالوا: لا،ان لهذه الاموال خبرا طريفا،فقال: و ما هو؟ قالوا: ان هذه الاموال تجمع و يکون فيها من عامة الشيعة الدينار و الديناران،ثم يجعلونها في کيس و يختمون عليه،و کنا اذا وردنا بالمال علي سيدنا ابي محمد عليه السلام يقول: جملة المال کذا و کذا دينارا،من عند فلان کذا،و من عند فلان کذا،حتي ياتي علي اسماء الناس کلهم،و يقول ما علي الخواتيم من نقش،فقال جعفر: کذبتم،
[ صفحه 454]
تقولون علي اخي مالا يفعله،هذا علم الغيب و لايعمله الا الله،قال: فلما سمع القوم کلام جعفر جعل بعضهم يظنر الي بعض،فقال لهم: احملوا هذا المال الي،قالوا: انا قوم مستاجرون،وکلاء لارباب المال،و لانسلم المال الا بالعلامات التي کنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهماالسلام،فان کنت الامام فبرهن لنا والا رددناها الي اصحابها،يرون فيها رايهم.
قال: فدخل جعفر علي الخليفة - و کان بسر من راي - فاستعدي عليهم،فلما احضروا،قال الخليفة: احملوا هذا المال الي جعفر،قالوا: اصلح الله اميرالمؤمنين،انا قوم مستاجرون،وکلاء لارباب هذه الاموال،و هي وداعة لجماعة،و امرونا بان لانسلمها الا بعلامة و دلالة،و قد جرت بهذه العادة مع ابي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام،فقال الخليفة: فما کانت العلامة التي کانت مع ابي محمد؟ قال القوم: کان يصف لنا الدنانير،و اصحابها،و الاموال،و کم هي،فاذا فعل ذلک سلمناها اليه،و قد وفدنا اليه مرارا فکانت هذه علامتنا معه و دلالتنا،و قد مات،فان يکن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما کان يقيمه لنا اخوه،و الا رددناها الي اصحابها،فقال جعفر: يا اميرالمؤمنين! ان هؤلاء قوم کذابون،يکذبون علي اخي،و هذا علم الغيب،فقال الخليفة: القوم رسل،و ما علي الرسول الا البلاغ المبين،قال: فبهت جعفر و لم يرد جوابا،فقال القوم: يتطول اميرالمؤمنين باخراج امره الي من يبدرقنا حتي نخرج من هذه البلدة،قال: فامر لهم بنقيب فاخرجهم منها،فلما ان خرجوا من البلد خرج اليهم غلام احسن الناس وجها،کانه خادم،فنادي يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان اجيبوا مولاکم،
[ صفحه 455]
قال: فقالوا: انت مولانا؟ قال: معاذ الله: انا عبد مولاکم فسيروا اليه،قالوا: فسرنا [اليه] معه حتي دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهماالسلام،فاذا ولده القائم سيدنا عليه السلام قاعد علي سرير کانه فلقة قمر،عليه ثياب خضر،فسلمنا عليه،فرد علينا السلام،ثم قال: جملة المال کذا و کذا دينارا،حمل فلان کذا،[و حمل] فلان کذا،و لم يزل يصف حتي وصف الجميع،قم وصف ثيابنا و رحالنا،و ما کان معنا من الدواب،فخررنا سجدا لله عزوجل شکرا لما عرفنا،و قبلنا الارض بين يديه،و سالناه عما اردنا فاجاب،فحملنا اليه الاموال،و امرنا القائم عليه السلام ان لانحمل الي سر من راي بعدها شيئا من المال،فانه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل اليه الاموال،و يخرج من عنده التوقيعات،قالوا: فانصرفنا من عنده و دفع الي ابي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط و الکفن،فقال له: اعظم الله اجرک في نفسک،قال: فما بلغ ابوالعباس عقبة همدان حتي توفي رحمه الله.
و کان بعد ذلک نحمل الاموال الي بغداد،الي النواب المنصوبين بها،و يخرج من عندهم التوقيعات.
833- [13] غيبةالشيخ: وحدث عن رشيق صاحب المادراي،
[ صفحه 456]
قال: بعث الينا المعتضد و نحن ثلاثة نفر،فامرنا ان يرکب کل واحد منا
[ صفحه 457]
فرسا و نجنب آخر و نخرج مخفين،لايکون معنا قليل و لاکثير الا علي السرج مصلي،و قال [لنا]: الحقوا بسامرة،و وصف لنا محلة و دارا،و قال: اذا اتيتموها تجدون علي الباب خدما اسود،فاکسبوا الدار و من رايتم فيها فاتوني براسه،فوافينا سامرة فوجدنا الامر کما وصفه،وفي الدهليز خادم اسود و في يده تکة ينسجها،فسالناه عن الدار و من فيها،
[ صفحه 458]
فقال: صاحبها،فوالله ما التفت الينا،و قل اکتراثه بنا،فکبسنا الدار کما امرنا فوجدنا دار سرية،و مقابل الدار ستر ما نظرت قط الي انبل منه،کان الايدي رفعت عنه في ذلک الوقت،و لم يکن في الدار احد،فرفعنا الستر فاذا بيت کبير کان بحرا فيه ماء،و في اقصي البيت حصير قد علمنا انه علي الماء،و فوقه رجل من احسن الناس هيئة قائم يصلي،فلم يلتفت الينا و لا الي شي ء من اسبابنا،فسبق احمد بن عبدالله ليتخطي البيت فغرق في الماء،و ما زال يضطرب حتي مددت يدي اليه فخلصته و اخرجته و غشي عليه و بقي ساعة،و عاد صاحبي الثاني الي فعل ذلک الفعل فناله مثل ذلک،و بقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت: المعذرة الي الله واليک،فوالله ما علمت کيف الخبر و لا الي من اجي ء و انا تائب الي الله،فما التفت الي شي ء مما قلنا،و ما انفتل عما کان فيه،فهالنا ذلک و انصرفنا عنه،و قد کان المعتضد ينتظرنا و قد تقدم الي الحجاب اذا و افيناه ان ندخل عليه في اي وقت کان،فوافيناه في بعض اليل فادخلنا عليه فسالنا عن الخبر فحکينا له ما راينا،فقال: و يحکم،لقيکم احد قبلي و جري منکم الي احد سبب او قول؟ قلنا: لا،فقال: انا نفي من جدي،و حلف باشد ايمان له انه رجل ان بلغه هذا الخبر ليضربن اعناقنا،فما جسرنا ان نحدث به الا بعد موته.
834- [14] الکافي: علي بن محمد،عن محمد بن علي بن ابراهيم،عن ابي عبدالله بن صالح انه رآه عند الحجر الاسود و الناس
[ صفحه 459]
يتجاذبون عليه و هو يقول: ما بهذا امروا.
835- [15] غيبةالشيخ: و اخبرنا جماعة عن التلعکبري،عن احمد بن علي الرازي،عن علي بن الحسين،عن رجل - ذکر انه من اهل قزوين لم يذکر اسمه - عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني،قال: دخلت الي علي بن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي،فسالته عن آل ابي محمد عليه السلام،فقال: يا اخي! لقد سالت عن امر عظيم،حججت عشرين حجة،کلا اطلب به عيان الامام فلم اجد الي ذلک سبيلا،فبينا انا ليلة نائم في مرقدي اذ رايت قائلا يقول: يا علي بن ابراهيم! قد اذن الله لي في الحج،فلم اعقل ليلتي حتي اصبحت،فانا مفکر في امري ارقب الموسم ليلي و نهاري،فلما کان وقت الموسم اصلحت امري،و خرجت متوجها نحو المدينة،فما زلت کذلک حتي دخلت يثرب،فسالت عن آل ابي محمد عليه السلام فلم اجد له اثرا و لاسمعت له خبرا،فاقمت مفکرا في امري حتي خرجت من المدينة اريد مکة،فدخلت الجحفة و اقمت بها يوما،و خرجت متوجها نحو الغدير و هو علي أربعة اميال من الجحفة،فلما ان دخلت المسجد صليت و عفرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت الي الله لهم،و خرجت اريد عسفان،فما زلت کذلک حتي دخلت مکة فاقمت بها اياما اطوف البيت و اعتکفت،فبينا انا ليلة في الطواف اذا انا بفتي حسن الوجه،طيب الرائحة،يتبختر في مشيته،طائف حول البيت،فحس قلبي به فقمت نحوه فحککته،فقال لي: من اين الرجل؟ فقلت: من
[ صفحه 460]
اهل العراق؟ [فقال لي: من اي العراق؟] قلت: من الاهواز،فقال لي: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه الله،دعي فاجاب،فقال: رحمه الله،فما کان اطول ليلة و اکثر تبتله و اغزر دمعته! افتعرف علي بن مهزيار؟ فقلت: انا علي بن ابراهيم،فقال: حياک الله اباالحسن! ما فعلت بالعلامة التي بينک و بين ابي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام؟ فقلت: معي،قال: اخرجها،فادخلت يدي في جيبي فاستخرجتها،فلما ان رآها لم يتمالک ان تغرغرت عيناه بالدموع،و بکي منتحبا حتي بل اطماره،ثم قال: اذن لک الآن يا ابن مهزيار! صر الي رحلک،و کن علي اهبة [16] من امرک،حتي اذا لبس الليل جلبابه،و غمر الناس ظلامه،سر الي شعب بني عامر فانک ستلقاني هناک،فسرت الي منزلي،فلما ان احسست بالوقت اصلحت رحلي و قدمت راحلتي و عکمته شديدا،و حملت و صرت في متنه و اقبلت مجدا في السير،حتي وردت الشعب فاذا انا بالفتي قائم ينادي: يا اباالحسن! الي،فما زلت نحوه،فلما قربت بداني بالسلام و قال لي: سربنا يا اخ! فما زال يحدثني و احدثه حتي تخرقنا [17] جبال عرفات،و سرنا الي جبال مني،و انفجر الفجر الاول و نحن قد توسطنا جبال الطائف،فلما ان کان هناک امرني بالنزول،و قال لي: انزل فصل صلاة الليل فصليت،و امرني بالوتر فاوترت،و کانت فائدة منه،ثم امرني بالسجود و التعقيب،ثم فرغ من صلاته و رکب،و امرني بالرکوب،و سار وسرت معه حتي علا ذروة الطائف،فقال: هل تري شيئا؟ قلت: نعم،اري کثيب رمل عليه بيت شعر،يتوقد البيت نورا،فلما ان رايته طالب نفسي فقال لي: هناک
[ صفحه 461]
الامل و الرجاء،ثم قال: سربنا يا اخ! فسار و سرت بمسيره الي ان انحدر من الذروة و سار في اسفله،فقال: انزل،فهاهنا يذل کل صعب،و يخضع کل جبار،ثم قال: خل عن زمام الناقة،قلت: فعلي من اخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام لايدخله الا مؤمن و لايخرج منه الا مؤمن،فخليت من زمام راحلتي،و سار و سرت معه الي ان دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول،و ارمني ان اقف حتي يخرج الي،ثم قال لي: ادخل هناک السلامة،فدخلت فاذا انا به جالس قد اتشح ببردة و اتزر باخري،و قد کسر بردته علي عاتقه،و هو کاقحوانة [18] ارجوان قد تکاثف عليها الندي،و اصابها الم الهوي،و اذا هو کغصن بان او قضيب ريحان،سمح سخي،تقي نقي،ليس بالطويل الشامخ،و لابالقصير اللازق،بل مربوع القامة،مدور الهامة،صلت الجبين،ازج الحاجبين،اقني الانف،سهل الخدين،علي خده الايمن خال کانه فتات مسک علي رضراضة عنبر،فلما ان رايته بدرته بالسلام،فرد علي احسن ما سلمت عليه،و شافهني و سالني عن اهل العراق،فقلت: يا سيدي قد البسوا جلبات الذلة،و هم بين القوم اذلاء،فقال لي: يا ابن المازيار لتملکونهم
[ صفحه 462]
کما ملکوکم و هم يومئذ اذلاء،فقلت: سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب،فقال: يا ابن المازيار ابي ابومحمد عهد الي ان لااجاور قوما غضب الله عليهم و لعنهم و لهم الخزي في الدنيا والآخرة و لهم عذاب اليم،و امرني ان لااسکن من الجبال الا وعرها،و من البلاد الا عفرها،والله مولاکم اظهر التقية فوکلها بي،فانا في التقية الي يوم يؤذن لي فاخرج،فقلت: يا سيدي متي يکون هذا الامر؟ فقال: اذ حيل بينکم و بين سبيل الکعبة،و اجتمع الشمس و القمر،و استدار بهما الکواکب و النجوم،فقلت: متي يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة کذا و کذا تخرج دابة الارض من بين الصفا و المروة،و معه عصا موسي خاتم سليمان،يسوق الناس الي المحشر.
قال: فاقمت عنده اياما،و اذن بالخروج بعد ان استقصيت لنفسي و خرجت نحو منزلي،والله لقد سرت من مکة الي الکوفة و معي غلام يخدمني،فلم ار الا خيرا،صلي الله عليه وآله وسلم تسليما.
836- [19] کمال الدين: حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري،عن ابراهيم بن مهزيار،قال: قدمت مدينة الرسول صلي الله عليه وآله،فبحثت عن اخبار آل ابي محمد الحسن بن علي الاخير عليهماالسلام فلم اقع علي
[ صفحه 463]
شي ء منها،فرحلت منها الي مکة مستبحثا عن ذلک،فبينما انا في الطواف اذا تراءي لي فتي اسمر اللون،رائع الحسن،جميل المخيلة،يطيل التوسم في،فعدت اليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له،فلما قربت منه سلمت،فاحسن الاجابة،ثم قال: من اي البلاد انت؟ قلت: رجل من اهل العراق،قال: من اي العراق؟ قلت: من الاهواز،فقال: مرحبا بلقائک،هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني،قلت: دعي فاجاب،قال: رحمة الله عليه ما کان اطول ليله و اجزل نيله! فهل تعرف ابراهيم بن مهزيار،قلت: انا ابراهيم بن مهزيار،فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بک يا ابااسحاق،ما فعلت بالعلامة التي و شجت بينک و بين ابي محمد عليه السلام؟ فقلت: لعلک تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب ابي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام؟ فقال: ما اردت سواه،فاخرجته اليه،فلما نظر اليه استعبر و قبله،ثم قرا کتابته فکانت «يا الله يا محمد يا علي»،ثم قال: بابي يدا [کذا] طالما جلت فيها،و تراخي بنا فنون الاحاديث... الي ان قال لي: يا ابااسحاق! اخبرني عن عظيم ما توخيت بعدا الحج؟ قلت: و ابک ما توخيت الا ما ساستعلمک مکنونه،قال: سل عما شئت فاني شارح لک ان شاءالله؟ قلت: هل تعرف من اخبار آل ابي محمد الحسن عليهماالسلام شيئا؟ قال لي: وايم الله اني لاعرف الضوء بجبين محمد و موسي ابني الحسن بن علي عليهم السلام،ثم اني لرسولهما اليک قاصدا لانبائک امرهما،فان احببت لقاءهما و الاکتحال بالتبرک بهما فارتحل معي الي الطائف و ليکن ذلک في خفية من رجالک و اکتتام.
قال ابراهيم: فشخصت معه الي الطائف اتخلل رملة فرملة حتي
[ صفحه 464]
اخذ في بعض مخارج الفلاة،فبدت لنا خمية شعر قد اشرفت علي اکمة رمل،تتلالا تلک البقاع منها تلالوا،فبدرني الي الاذن،و دخل مسلما عليهما و اعلمهما بمکاني،فخرج علي احدهما و هو الاکبر سنا «م ح م د» بن الحسن عليهماالسلام،و هو غلام امرد ناصع اللون،واضح الجبين،ابلج الحاجب،مسنون الخدين،اقني الانف،اشم،اروع کانه غصن بان،و کان صفحة غرته کوکب دري،بخده الايمن خال کانه فتات مسک علي بياض الفضة،و اذا براسه و فرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه،له سمت ما رات العيون اقصد منه و لااعرف حسنا و سکينة و حياء،فلما مثل لي اسرعت الي تلقيه،فاکببت عليه الثم کل جارحة منه،فقال لي: مرحبا بک يا ابااسحاق! لقد کانت الايام تعدني و شک لقائک،و المعاتب بيني و بينک علي تشاحط الدار و تراخي المزار،تتخيل لي صورتک حتي کانا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة،و خيال المشاهدة،و انا احمد الله ربي و لي الحمد علي ما قيض من التلاقي ورفه من کربة التنازع،والاستشراف عن احوالها متقدمها و متاخرها،فقلت: بابي انت و امي،ما زلت افحص عن امرک بلدا فبلدا منذ استاثر الله بسيدي ابي محمد عليه السلام،فاستغلق علي ذلک حتي من الله علي بمن ارشدني اليک و دلني عليک،و الشکر لله علي ما اوزعني فيک من کريم اليد و الطول؛ ثم نسب نفسه و اخاه موسي و اعتزل بي ناحية،ثم قال: ان ابي عليه السلام عهد الي ان لا اوطن من الارض الا اخفاها و اقصاها اسرارا لامري،و تحصينا لمحلي لمکائد اهل الضلال،و المردة من احداث الامم الضوال،فنبذني الي عالية الرمال،و جبت صرائم الارض،ينظرني الغاية التي عندها يحل الامر،و ينجلي الهلع،و کان عليه السلام
[ صفحه 465]
انبط لي من خزائن الحکم،و کوامن العلوم ما ان اشعت اليک منه جزءا اغناک عن الجميلة.
[و اعلم] يا ابااسحاق انه قال عليه السلام: يا بني! ان الله جل ثناؤه لم يکن ليخلي اطباق ارضه و اهل الجد في طاعته و عبادته بلا حجة يستعلي بها،و امام يؤتم به،و يقتدي بسبيل سنته و منهاج قصده،و ارجو يا بني ان تکون احد من اعده الله لنشر الحق،ووطء الباطل،و اعلاء الدين،و اطفاء الضلال،فعليک يا بني بلزوم خوافي الارض،و تتبع اقاصيها،فان لکل ولي لاولياء الله عزوجل عدوا مقارعا،و ضدا منازعا،افتراضا لمجاهدة اهل النفاق،و خلاعة اولي الالحاد و العناد،فلا يوحشنک ذلک.
و اعلم ان قلوب اهل الطاعة و الاخلاص نزع اليک مثل الطير الي اوکارها،و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستکانة،و هم عندالله بررة اعزاء،يبرزون بانفس مختلة محتاجة،و هم القناعة و الاعتصام،استنبطوا الدين فوازوه علي مجاهدة الاضداد،خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار،و جبلهم علي خلائق الصبر لتکون لهم العاقبة الحسني،و کرامة حسن العقبي،فاقتبس يا بني نور الصبر علي موارد امورک تفز بدرک الصنع في مصادرها،و استشعر العز فيما ينوبک تحظ بما تحمد غبه ان شاء الله،و کانک يا بني بتاييد نصر الله [و] قد آن،و تيسير الفلج و علو الکعب [و] قد حان،و کانک بالرايات الصفر و الاعلام البيض تخفق علي اثناء اعطافک ما بين الحطيم و زمزم،و کانک بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليک تناظم الدر في مثاني العقود،و تصافق الاکف علي جنبات
[ صفحه 466]
الحجر الاسود،تلوذ بفنانئک من ملا براهم الله من طهارة الولادة و نفاسة التربة،مقدسة قلوبهم من دنس النفاق،مهذبة افئدتهم من رجس الشقاق،لينة عرائکهم للدين،خشنة ضرائبهم عن العدوان،واضحة بالقبول اوجههم،نضرة بالفضل عيدانهم،يدينون بدين الحق و اهله،فاذا اشتدت ارکانهم،و تقومت اعمادهم فدت بمکانفتهم طبقات الامم الي امام،اذ تبعتک في ظلال شجرة دوحة تشعبت افنان غصونها علي حافات بحيرة الطبرية،فعندها يتلالا صبح الحق،و بنجلي ظلام الباطل،و يقصم الله بک الطغيان،و يعيد معالم الايمان،يظهر بک استقامة الآفاق،و سلام الرفاق،يود الطفل في المهد لو استطاع اليک نهوضا و نواشط الوحش لو تجد نحوک مجازا،تهتز بک اطراف الدنيا بهجة،و تنشر عليک اغصان العز نضرة،و تستقر بواني الحق في قرارها،و تؤوب شوارد الدين الي اوکارها،تتهاطل عليک سحائب الظفر،فتخنق کل عدو و تنصر کل ولي،فلا يبقي علي وجه الارض جبار قاسط،و لا جاحد غامط،و لا شاني ء مبغض،و لا معاند کاشح،و من يتوکل علي الله فهو حسبه،ان الله بالغ امره قد جعل الله لکل شي ء قدرا.
ثم قال: يا ابااسحاق! ليکن مجلسي هذا عندک مکتوما الا عن اهل التصديق،والاخوة الصادقة في الدين،اذا بدت لک امارات الظهور و التمکن فلا تبطي ء باخوانک عنا،و باهر [باهل] المسارعة الي منار اليقين و ضياء مصابيح الدين تلق رشدا ان شاء الله.
قال ابراهيم بن مهزيار: فمکثت عنده حينا اقتبس ما اؤدي اليهم من موضحات الاعلام،و نيرات الاحکام،و اروي نبات الصدور من نضارة ما ادخره الله في طبائعه من لطائف الحکم،و طرائف فواضل
[ صفحه 467]
القسم،حتي خفت اضاعة مخلفي بالاهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستاذنته بالقفول،و اعلمته عظيم ما اصدر به عنه من التوحش لفرقته،و التجرع للظعن عن محاله،فاذن و اردفني من صالح دعائه ما يکون ذخرا عند الله و لعقبي و قرابتي ان شاء الله،فلما ازف ارتحالي،و تهيا اعتزام نفسي،غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد،و عرضت عليه مالا کان معي يزيد علي خمسين الف درهم،و سالته ان يتفضل بالامر بقبوله مني،فابتسم و قال: يا ابااسحاق! استعن به علي منصرفک،فان الشقة قذفة،و فلوات الارض امامک جمة،و لاتحزن لاعراضنا عنه،فانا قد احدثنا لک شکره و نشره،و ربضناه عندنا بالتذکرة و قبول المنة،فبارک الله فيما خولک،و ادام لک ما نولک و کتب لک احسن ثواب المحسنين،و اکرم آثار الطائعين،فان الفضل له و منه،و اسال الله ان يردک الي اصحابک باوفر الحظ من سلامة الاوبة و اکناف الغبطة بلين المنصرف،ولااوعث الله لک سبيلا،و لاحير لک دليلا،و استودعه نفسک وديعة لاتضيع و لاتزول بمنه و لطفه ان شاء الله.
يا ابااسحاق! قنعنا بعوائد احسانه و فوائد امتنانه،و صان انفسنا عن معاونة الاولياء لنا عن الاخلاص في النية،و امحاض النصيحة و المحافظة علي ما هو انفي و اتقي و ارفع ذکرا.
قال: فاقفلت عنه حامدا لله عزوجل علي ما هداني و ارشدني،عالما بان الله لم يکن ليعطل ارضه،و لا يخليها من حجة واضحة،و امام قائم،و القيت هذا الخبر الماثور و النسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر اهل اليقين،و تعريفا لهم من الله عزوجل به من انشاء الذرية الطيبة و التربة الزکية،و قصدت اداء الامانة و التسليم لما استبان،ليضاعف الله
[ صفحه 468]
عزوجل الملة الهادية،و الطريقة المستقيمة المرضية قوة عزم،و تاييد نية،و شدة ازر،و اعتقاد عصمة والله يهدي من يشاء.
837- [20] کمال الدين: حدثنا ابوالحسن علي بن موسي بن احمد بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابي طالب عليهم السلام،قال: وجدت في کتاب ابي - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن احمد الطوال،عن ابيه،عن الحسن بن علي الطبري،عن ابي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن مهزيار،قال: سمعت ابي يقول: سمعت جدي
[ صفحه 469]
علي بن ابراهيم بن مهزيار يقول: کنت نائما في مرقدي اذ رايت في ما يري النائم قائلا يقول لي: حج فانک تلقي صاحب زمانک،قال علي بن ابراهيم: فانتبهت و انا فرح مسرور،فما زلت في الصلاة حتي انفجر عمود الصبح،و فرغت من صلاتي و خرجت اسال عن الحاج،فوجدت فرقة تريد الخروج،فبادرت مع اول من خرج،فما زلت کذلک حتي خرجوا و خرجت بخروجهم اريد الکوفة،فلما وافيتها نزلت عن راحلتي و سلمت متاعي الي ثقات و خرجت اسال عن الخبر واقفو الاثر،فلا خبرا سمعت،و لا اثرا وجدت،فلم ازل کذلک الي ان نفر الناس الي مکة،و خرجت مع من خرج،حتي وافيت مکة،و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت اسال عن آل ابي محمد عليه السلام،فلم اسمع خبرا،و لاوجدت اثرا،فمازلت بين الاياس و الرجاء متفکرا في امري و عائبا علي نفسي و قد جن الليل،فقلت: ارقب الي ان يخلوا لي وجه الکعبة لاطوف بها و اسال الله عزوجل ان يعرفني املي فيها،فبينما انا کذلک و قد خلا لي وجه الکعبة اذ قمت الي الطواف،فاذا انا بفتي مليح الوجه،طيب الرائحة،متزر ببردة،متشح باخري،و قد عطف برادئه علي عاتقه،فرعته،فالتفت الي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من الاهواز،فقال: اتعرف بها ابن الخصيب؟ فقلت: رحمه الله،دعي فاجاب،فقال: رحمه الله،لقد کان بالنهار صائما،و بالليل قائما،و للقرآن تاليا،ولنا مواليا،فقال: اتعرف بها علي بن ابراهيم بن مهزيار؟
[ صفحه 470]
فقلت: انا علي،فقال: اهلا و سهلا بک يا اباالحسن! اتعرف الصريحين؟ قلت: نعم،قال: و من هما؟ قلت: محمد و موسي،ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينک و بين ابي محمد عليه السلام،فقلت: معي،فقال: اخرجها الي،فاخرجتها اليه خاتما حسنا علي فصه «محمد و علي»،فلما راي ذلک بکي [مليا ورن شجيا،فاقبل يبکي بکاء] طويلا،و هو يقول: رحمک الله يا ابامحمد! فلقد کنت اماما عادلا،ابن ائمة و اباامام،اسکنک الله الفردوس الاعلي مع آبائک عليهم السلام،ثم قال: يا اباالحسن! صر الي رحلک،و کن علي اهبة من کفايتک،حتي اذا ذهب الثلث من اليل و بقي الثلثان فالحق بنا،فانک تري مناک [ان شاء الله].
قال ابن مهزيار: فصرت الي رحلي اطيل التفکر حتي اذا هجم الوقت،فقمت الي رحلي و اصلحته،و قد مت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتي لحقت الشعب،فاذا انا بالفتي هناک يقول،اهلا و سهلا بک يا اباالحسن! طوئبي لک،فقد اذن لک،فسار و سرت بسيره حتي جاز بي عرفات و مني،و صرت في اسفل ذروة جبل الطائف،فقال لي: يا اباالحسن! انزل و خذ في اهبة الصلاة،فنزل و نزلت حتي فرغ و فرغت،ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر و اوجز،فاوجزت فيها و سلم و عفر وجهه في التراب،ثم رکب و امرني بالرکوب فرکبت،ثم سار و سرت بسيره حتي علا الذروة،فقال: المح،هل تري شئا؟ فلمحت فرايت بقعة نزهة کثيرة العشب و الکلاء،فقلت: يا سيدي اري بقعة نزهة کثيرة العشب والکلاء،فقال لي: هل تري في اعلاها شيئا؟ فلمحت فاذا انا بکثيب من رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا،فقال لي: هل رايت
[ صفحه 471]
شيئا؟ فقلت: اري کذا و کذا،فقال لي: يا ابن مهزيار! طب نفسا،و قر عينا،فان هناک امل کل مؤمل،ثم قال لي: انطلق بنا،فسار و سرت حتي صار في اسفل الذروة،ثم قال: انزل،فهاهنا يذل لک کل صعب،فنزل و نزلت حتي قال لي: يا ابن مهزيار،خل عن زمام الراحلة،فقلت: عن من اخلفها و ليس هاهنا احد؟ فقال: ان هذا حرم لايدخله الا ولي،و لايخرج منه الا ولي،فخليت عن الراحلة،فسار و سرت،فلما دنا من الخباء سبقني و قال لي: قف هناک الي ان يؤذن لک،فما کان الا هنيئة فخرج الي و هو يقول: طوبي لک قد اعطيت سؤلک،قال: فدخلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس علي نمط عليه نطع اديم احر،متکي ء علي مسورة اديم،فسلمت عليه ورد علي السلام،و لمحته فرايت وجهه مثل فلقة قمر،لا بالخرق و لابالبزق،و لا بالطويل الشامخ،و لابالقصير اللاصق،ممدود القامة،صلت الجبين،ازج الحاجبين،ادعج العينين،اقني الانف،سهل الخدين،علي خده الايمن خال فلما ان بصرت به حار عقلي في نعته وصفته،فقال لي: يا ابن مهزيار! کيف خلفت اخوانک في العراق! قلت: في ضنک عيش و هناة،قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان،فقال: قاتلهم الله اني يؤفکون،کاني بالقوم قد قتلوا في ديارهم،و اخذهم امر ربهم ليلا و نهارا،فقلت: متي يکون ذلک يا ابن رسول الله؟ قال: اذا حيل بينکم و بين سبيل الکعبة باقوام لاخلاق لهم والله و رسوله منهم براء،و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا،فيها اعمدة کاعمدة اللجين تتلالا نورا،و يخرج السروسي من ارمنية و اذربيجان يريد وراء الري الجبل الاسود المتلاحم بالجبل الاحمر،لزيق جبل طالقان،فيکون بينه و بين المروزي وقعة
[ صفحه 472]
صيلمانية،يشيب فيها الصغير،و يهرم منها الکبير،و يظهر القتل بينهما،فعندها توقعوا خروجه الي الزوراء،فلا يلبث بها حتي يوافي باهات،ثم يوافي واسط العراق،فيقيم بها سنة او دونها،ثم يخرج الي کوفان فيکون بينهم وقعة من النجف الي الحيرة الي الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول،فعندها يکون بوار الفئتين،و علي الله حصاد الباقين،ثم تلا قوله تعالي: (بسم الله الرحمن الرحيم اتاها امرنا ليلا او نهارا فجلناها حصيدا کان لم تغن بالامس)،فقلت: سيدي يا ابن رسول الله! ما الامر؟ قال: نحن امر الله و جنوده،قلت: سيدي يا ابن رسول الله! حان الوقت؟ قال: و اقتربت الساعة و انشق القمر.
838- [21] غيبةالشيخ: اخبرني احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر،عن ابي الحسن محمد بن علي الشجاعي الکتاب،عن ابي عبدالله محمد بن ابراهيم النعماني،عن يوسف بن احمد [محمد خ ل] الجعفري،قال: حججت سنة ست و ثلاثمائة،و جاورت بمکة تلک السنة و ما بعدها الي سنة تسع و ثلاثمائة،ثم خرجت عنها منصرفا الي الشام،فبينا انا في بعض الطريق و قد فاتتني صلاة الفجر،فنزلت من المحمل و تهيات للصلاة،فرايت اربعة نفر في المحمل،فوقفت اعجب منهم،فقال احدهم: مم تعجب؟ ترکت صلاتک،و خالفت مذهبک؛ فقلت للذي يخاطبني: و ما علمک بمذهبي؟ فقال: تحب ان تري صاحب زمانک؟ فقلت: نعم،فاوما الي احد الاربعة،فقلت له: ان له دلائل و علامات،فقال: ايما احب اليک،ان تري الجمل و ما عليه صاعدا الي
[ صفحه 473]
السماء،او تري المحمل صاعدا الي السماء؟ فقلت: ايهما کان فهي دلالة،فرايت الجمل و ما عليه يرتفع الي السماء،و کان الرجل اوما الي رجل به سمرة،و کان لونه الذهب،بين عينيه سجادة.
839- [22] غيبة الشيخ: احمد بن علي الرازي،عن ابي ذر احمد بن ابي سورة و هو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي،و کان زيديا قال: سمعت هذه الحکاية عن جماعة يروونها عن ابي - رحمه الله - انه خرج الي الحير،قال: فلما صرت الي الحير اذ شاب حسن الوجه يصلي،انه ودع و ودعت و خرجنا فجئنا الي المشرعة،فقال لي: يا باسورة! اين تريد؟ فقلت: الکوفة،فقال لي: مع من؟ قلت: مع الناس،قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي،قلت: و من معنا؟ فقال: ليس نريد معنا احدا،قال: فمشينا ليلتنا،فاذا نحن علي مقابر مسجد السهلة،فقال لي: هو ذا منزلک،فان شئت فامض،ثم قال لي،تمر الي ابن الزراري علي بن يحيي فتقول له: يعطيک المال الذي عنده،فقلت له: لا يدفعه الي،فقال لي: قل له: بعلامة انه کذا و کذا دينارا،و کذا و کذا درهما،و هو في موضع کذا و کذا،و عليه کذا و کذا مغطي،فقلت له: و من انت؟ قال: انا محمد بن الحسن،قلت: فان لم يقبل مني و طولبت بالدلالة؟ فقال: انا وراک،قال: فجئت الي ابن الزراري فقلت له،فدفعني،فقلت له: قد قال لي: انا وراک،فقال: ليس بعد هذا شي ء،وقال: لم يعلم بهذا الا الله تعالي و دفع الي المال.
[ صفحه 474]
840- [23] الهداية: قال و عنه (يعني الحسين بن حمدان)،عن ابي محمد عيسي بن مهدي الجوهري،قال: خرجت في سنة ثمان و ستين الي الحج،و کان قصدي المدينة حيث صح عندنا ان صاحب الزمان قد ظهر،فاعتللت و قد خرجنا من فيد [24] و قد تعلقت نفسي بشهوة السمک [والتمر]،فلما وردت المدينة و لقيت بها اخواننا،بشروني بظهوره عليه السلام بصاديا،فصرت الي صاديا،فلما اشرفت علي الوادي رايت عنيزات عجافا،فدخلت القصر فوقفت ارتقب الامر،الي ان صليت العشاءين و انا ادعو و اتضرع و اسال،فاذا انا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسي بن مهدي الجوهري ادخل،فکبرت وهللت،و اکثرت من حمد الله عزوجل و الثناء عليه،فلما صرت في صحن القصر رايت مائدة منصوبة،فمر بي الخادم اليها فاجلسني عليها،و قال لي: امرک مولاک ان تاکل ما اشتهيت في علتک و انت خارج من فيد،فقلت في نفسي: حسبي هذا برهانا،فکيف آکل و لم ار سيدي و مولاي؟ فصاح بي: يا عيسي کل من طعامک فانک تراني،فجلست علي المائدة فنظرت فاذا عليها سمک حار يفور و تمر الي جانبه اشبه التمور بتمورنا،و بجانب التمر لبن،فقلت في نفسي: انا عليل و سمک و تمر و لبن،فصاح بي: يا عيسي! اتشک في امرنا؟ افانت اعلم بما ينفعک و ما يضرک؟ فبکيت واستغفرت الله و اکلت من الجميع،و کلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه،فوجدته اطيب ما ذقته في الدنيا،فاکلت منه کثيرا
[ صفحه 475]
حتي استحييت،فصاح بي: لا تستحي يا عيسي! فانه من طعامه الجنة لم تصنعه يد مخلوق،فاکلت،فرايت نفسي لا تنتهي عنه من اکله،فقلت: يا مولاي حسبي،فصاح بي: اقبل الي،فقلت في نفسي: آتي مولاي و لم اغسل يدي،فصاح بي: يا عيسي،و هل لما اکلت غمرة؟ فشممت يدي فاذا هي اعطر من المسک و الکافور،فدونوت منه عليه السلام فبدا لي نور غشي بصري،و رهبت حتي ظننت ان عقلي قد اختلط،فقال لي: يا عيسي! ما کان لک ان تراني لو لا المکذبون القائلون اين هو؟ و متي کان؟ و اين ولده؟ و من رآه؟ و ما الذي خرج اليکم منه؟ و باي شي ء نباکم؟ و اي معجز اتاکم؟ اما والله لقد دفعوا اميرالمؤمنين مع ما رووه و قدموا عليه،و کادوه و قتلوه،و کذلک فعلوا بآبائي عليهم السلام و لم يصدقوهم،و نسبوهم الي السحرة و الکهنة وخدمة الجن الي ما تبين... الي ان قال: يا عيسي فخبر اولياء نا ما رايت،و اياک ان تخبر عدونا فتسلبه (فتسليه خ) فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات،فقال لي: و لو لم يثبتک الله ما رايتني،فامض بحاجتک راشدا،فخرجت و انا اکثر حمد الله و شکرا.
841- [25] الکافي: علي بن محمد،عن محمد بن شاذان بن
[ صفحه 476]
نعيم،عن خادم لابراهيم بن عبدة [عبيدة خ ل] النيسابوري انها قالت: کنت واقفة مع ابراهيم علي الصفاء فجاء عليه السلام حتي وقف علي ابراهيم و قبض علي کتاب مناسکه و حدثه باشياء.
842- [26] مهج الدعوات: وجدت في مجلد عتيق من کتب بعض اصحابنا،و تاريخ کتابته شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة ما هذا لفظه: دعاء علمه سيدنا المؤمل صلوات الله عليه رجلا من شيعته و اهله في المنام،و کان مظلوما ففرج الله عنه،و قتل عدوه: حدثني ابوعلي احمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي بحران قال: حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني،و کان يسکن بمصر،قال: دهمني امر عظيم،و هم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته علي نفسي،و کان قد سعي بي الي احمد بن طولون،فخرجت من مصر حاجا،و صرت من الحجاز الي العراق فقصدت مشهد مولاي ابي عبدالله الحسين بن علي صلوات الله عليهما عائذا به،و لائذا بقبره،و مستجيرا به من سطوة من کنت اخافه،فاقمت بالحائر خمسة عشر يوما ادعو و اتضرع ليلي و نهاري،فتراءي لي قيم الزمان،و ولي الرحمان و انا
[ صفحه 477]
بين النائم و اليقظان،فقال لي: يقول لک الحسين عليه السلام يا بني! خفت فلانا؟ فقلت: نعم،اراد هلاکي،فلجات الي سيدي عليه السلام،و اشکو اليه عظيم ما اراد بي،فقال: هلا دعوت الله ربک عزوجل و رب آبائک بالادعية التي دعا بها ما سلف من الانبياء عليهم السلام؟ فقد کانوا في شدة فکشف الله عنهم ذلک،قلت: و ماذا دعوه؟ فقال: اذا کان ليلة الجمعة فاغتسل،وصل صلاة الليل،فاذا سجدت سجدة الشکر دعوت بهذا الدعاء و انت بارک علي رکبتيک،فذکر لي دعاء،قال: و رايته في مثل ذلک الوقت ياتيني و انا بين النائم و اليقظان قال: و کان ياتيني خمس ليال متواليات يکرر علي هذا القول و الدعاء حتي حفظته،و انقطع عني مجيئه اليلة الجمعة،فاغتسلت،و غيرت ثيابي و تطيبت،و صليت صلاة الليل،و سجدت سجدة الشکر،و جثوت علي رکبتي و دعوت الله جل و تعالي بهذا الدعاء،فاتاني عليه السلام ليلة السبت فقال لي: قد اجيبت دعوتک يا محمد،و قتل عدوک عند فراغک من الدعاء عند من وشي بک اليه،قال: فلما اصبحت و دعت سيدي و خرجت متوجها الي مصر،فلما بلغت الاردن و انا متوجه الي مصر رايت رجلا من جيراني بمصر و کان مؤمنا،فحدثني ان خصمک قبض عليه احمد بن طولون فامر به فاصبح مذبوحا من قفاه،قال: و ذلک في ليلة الجمعة،و امر به فطرح في النيل،و کان ذلک فيما اخبرني جماعة من اهلنا،و اخواننا الشيعة ان ذلک کان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء کما اخبرني مولاي صلوات الله عليه.
843- [27] کمال الدين: حدثنا محمد بن محمد الخزاعي - رضي
[ صفحه 478]
الله عنه - قال: حدثنا ابوعلي الاسدي،عن ابيه،عن محمد بن ابي عبدالله الکوفي انه ذکر عدد من انتهي اليه ممن وقف علي معجزات صاحب الزمان عليه السلام،و رآه من الوکلاء ببغداد: العمري (1)،وابنه (2)،و حاجز (3)،و البلالي (4)،و العطار (5). و من الکوفة: العاصمي (6). و من اهل الاهواز: محمد بن ابراهيم بن مهزيار (7). و من اهل قم: احمد بن اسحاق (8). و من اهل همدان: محمد بن صالح (9). و من اهل الري: البسامي (10)،و الاسدي (11)- يعني نفسه -. و من اهل آذربيجان: القاسم بن العلاء (12). و من اهل نيسابور: محمد بن شاذان (13).
و من غير الوکلاء من اهل بغداد: ابوالقاسم بن ابي حليس (14)،و ابوعبدالله الکندي (15)،و ابوعبدالله الجنيدي (16)،و هارون القزاز (17)و النيلي (18)،و ابوالقاسم بن دبيس (19)،و ابوعبدالله بن فروخ (20)،و مسرور الطباخ مولي ابي الحسن عليه السلام (21)،و احمد (22)و محمد (23)ابنا الحسن،و اسحاق الکاتب (24)من بني نيبخت،و صاحب النواء (25)،و صاحب الصرة المختومة (26).
و من همدان: محمد بن کشمرد (27)،و جعفر بن حمدان (28)،و محمد بن هارون بن عمران (29). و من الدينور: حسن بن هارون (30)،و احمد بن اخية (31)،و ابوالحسن (32). و من اصفهان: ابن باذشالة (33). و من الصيمرة: زيدان (34). و من قم: الحسن بن النضر (35)،و محمد بن محمد (36)،و علي بن محمد بن اسحاق (37)،و ابوه (38)،و الحسن بن يعقوب (39). و من اهل الري: القاسم بن موسي (40)،و ابنه (41)،و ابومحمد بن هارون (42)،و صاحب الحصاة (43)،و علي بن محمد (44)،
[ صفحه 479]
و محمد بن محمد الکليني (45)،و ابوجعفر الرفاء (46). و من قزوين: مرداس (47)،و علي بن احمد (48)،و من فاقتر رجلان (49 و 50). و من شهرزور: ابن الخال (51). و من فارس: المحروج (52). و من مرو: صاحب الالف دينار (53)،و صاحب المال (54)،و الرقعة البيضاء (55)،و ابوثابت (56)،و من نيسابور: محمد بن شعيب بن صالح (57). و من اليمن: الفضل بن يزيد (58)،و الحسن ابنه (59)،والجعفري (60)،و ابن الاعجمي (61)،و الشمشاطي (62). و من مصر: صاحب المولودين (63)،و صاحب المال بمکة (64)،و ابورجاء (65). و من نصيبين: ابومحمد بن الوجناء (66). و من الاهواز: الحصيني (67).
اقول: ذکر المحدث النوري - رحمه الله - في ابتداء الباب السابع من النجم الثاقب - بعد ذکر ترجمة هذا الخبر بالفارسية - اسماء جماعة اخري ممن اطلع علي معجزات صاحب الامر عليه السلام و تشرف بحضوره و فاز برؤيته لاباس بذکرها،و علي من يريد الاطلاع علي احوالهم و تفاصيل اخبارهم الرجوع الي تصنيفات اصحابنا في الغيبة و کتب الرجال،و اليک اسماؤهم کما في الکتاب المذکور: الشيخ ابوالقاسم حسين بن روح (68)،ابوالحسن علي بن محمد السمري (69)،حکيمة بنت الامام محمد التقي عليه السلام (70)،نسيم خادم ابي محمد عليه السلام (71)،ابونصر الطريف الخادم (72)،کامل بن ابراهيم المدني (73)،البدر الخادم (74)،العجوز المربية لاحمد بن بلال بن داود الکاتب (75)،مارية الخادمة (76)،جارية ابي علي الخيزراني (77)،ابوغانم الخادم (78)،و جماعة من الاصحاب (79)،ابوهارون (80)،معاوية بن
[ صفحه 480]
حکيم (81)،محمد بن ايوب بن نوح (82)،عمر الاهوازي (83)،رجل من اهل فارس (84)،محمد بن اسماعيل بن موسي بن جعفر عليهماالسلام (85)،ابوعلي بن المطهر (86)،ابراهيم بن عبدة النيسابوري (87)،خادمته (88)،رشيق (89)،مصاحباه (91-90)،ابوعبدالله بن الصالح،ابوعلي احمد بن ابراهيم بن ادريس (92)،جعفر بن علي الهادي عليه السلام (93)،رجل من الجلاوزة (94)،ابوالحسين محمد بن محمد بن خلف (95)،يعقوب بن منفوس (96)،ابوسعيد الغانم الهندي (97)،محمد بن شاذان الکابلي (98)،عبدالله السوري (99)،الحاج الهمداني (100)،سعد بن عبدالله القمي الاشعري (101)،ابراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري (102)،علي بن ابراهيم بن مهزيار (103)،ابونعيم الانصاري الزيدي (104)،ابوعلي محمد بن احمد المحمودي (105)،علان الکليني (107)ابوالهيثم الانباري [الديناري - خ] (108)،سليمان بن ابي نعيم و ابوجعفر الاحوال الهمداني (109 الي 139)،محمد بن ابي القاسم العلوي العقيقي مع جماعة زهاء ثلاثين رجلا (140)،جد ابي الحسن بن وجناء (141)ابوالاديان (142)،ابوالحسين محمد بن جعفر الحميري و جماعة من اهل قم (143)،ابراهيم بن محمد بن احمد الانصاري (144)،محمد بن عبدالله القمي (145)،يوسف بن احمد الجعفري (146)،احمد بن عبدالله الهاشمي العباسي (147 الي 186)،ابراهيم بن محمد التبريزي مع تسعة و ثلاثين نفر (187)،الحسن بن عبدالله التميمي الزيدي (188)،الزهري (189)،ابوسهل اسماعيل بن علي النوبختي (190)،العقيد النوبي الخادم (191)،مربية الامام ابي محمد الحسن العسکري عليه السلام (192)،يعقوب بن يوسف الضراب الغساني او الاصفهاني
[ صفحه 481]
الراوي للصلوات الکبيرة (193)،العجوز الخادمة للامام العسکري عليه السلام التي کان منزلها في مکة المکرمة (194)،محمد بن عبدالله الحميد (195)،عبد احمد بن الحسن المادراني (196)،ابوالحسن العمري (197)،عبدالله السيفاني (198)،ابوالحسن الحسني (199)،محمد بن عباس القصري (200)،ابوالحسن علي بن الحسن اليماني (201)،رجلان من اهل مصر (202)،العابد المتهجد الاهوازي (203)،ام کلثوم بنت ابي جعفر محمد بن عثمان العمري (204)،الرسول القمي (205)،سنان الموصلي (206)،احمد بن حسن بن احمد الکاتب (207)،حسين بن علي بن محمد المعروف بابن البغدادي (208)،محمد بن الحسن الصيرفي (209)،البزاز القمي (210)،جعفر بن احمد (211)،الحسن بن وطاة الصيدلاني وکيل الوقف في الواسط (212)،احمد بن ابي روح (213)،ابوالحسن خضر بن محمد (214)،ابوجعفر محمد بن احمد (215)،المراة الدينورية (216)،الحسن بن الحسين الاسباب آبادي (217)،رجل من اهل استرآباد (218)،محمد بن الحصين الکاتب المروي (219 و 220)،رجلان من اهل مدائن (221)،علي بن حسين بن موسي بن بابويه القمي والد الصدوق (222)،ابومحمد الدعلجي (223)،ابوغالب احمد بن محمد بن سليمان الزراري (224)،حسين بن حمدان ناصر الدولة (225)،احمد أبي سورة (226)،محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي (227)،ابوطاهر علي بن يحيي الزراري [الرازي - خ] (228)،احمد بن ابراهيم بن مخلد (229)،محمد بن علي الاسود الداودي (230)،العفيف (231)،ابومحمد الثمالي (232)،محمد بن احمد (233)،رجل وصل اليه التوقيع في عکبرا (234)،عليان (235)،الحسن بن جعفر القزويني (236)،الرجل
[ صفحه 482]
الفاينمي (237)،ابوالقاسم الجليسي (238)،نصر بن صباح (239)،احمد بن محمد السراج الدينوري (240)،ابوالعباس (241)،محمد بن احمد بن جعفر القطان الوکيل (242)،حسين بن محمد الاشعري (243)محمد بن جعفر الوکيل (244)،رجل من اهل آبة (245)،ابوطالب خادم رجل من اهل مصر (246)،مرداس بن علي (247)،رجل من أهل ربض حميد (248)،ابوالحسن بن کثير النوبختي (249)،محمد بن علي الشلمغاني (250)،مصاحب ابي غالب الزراري (251)،ابن الرئيس (252)،هارون بن موسي بن الفرات (253)،محمد بن يزداد (254)،ابوعلي النيلي (255)،جعفر بن عمرو (256)،ابراهيم بن محمد بن الفرج الزحجي (257)،ابومحمد السروري (258)،جارية موسي بن عيسي الهاشمي (259)،صاحبة الحقة (260)،ابوالحسن احمد بن محمد بن جابر البلاذري صاحب تاريخ الاشراف (261)،ابوالطيب احمد بن محمد بن بطة (262)،احمد بن الحسن بن ابي صالح الخجندي (263)،ابن اخت ابي بکر العطار الصوفي (264)،الي (302)،محمد بن عثمان العمري کما في تاريخ قم،عن محمد بن علي ماجيلويه بسند صحيح عنه قال: عرض علينا ابومحمد الحسن بن علي عليهماالسلام في يوم من الايام ابنه م ح م د المهدي عليه السلام و نحن في منزله و کنا اربعين رجلا... الحديث.
و نقل بعض المعاصرين عن کتاب بغية الطالب اسماء جماعة ممن رآه و وقف علي معجزاته في الغيبة الصغري،و ذکر بعض احوالهم،و بعض هؤلاء من المذکورين في النجم الثاقب،و بعضهم من غيرهم.
و ذکر في تذکرة الطالب فيمن راي الامام الغائب ايضا اسماء ثلاثمائة منهم.
[ صفحه 483]
و افرد السيد هاشم البحراني ايضا کتابا في ذلک سماه تبصرة الولي فيمن راي القائم المهدي،و ذکر فيه جماعة کثيرة ممن فاز برؤيته في حياة ابيه عليهماالسلام و في الغيبة الصغري.
و يدل عليه من هذا الباب،ح 859 (و من المحتمل وقوعه في الغيبة الکبري فراجع) و الاحاديث 867،864،862.
[ صفحه 484]
پاورقي
[1] کمال الدين: ج 2 ص 440 ب 43 ذکر من شاهد القائم عليه السلام و رآه و کلمه ح 9؛ غيبةالشيخ: ص 251 ح 222؛ البحار: ج 51 ص 351 و ج 52 ص 30 ب 18 ح 23؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 452 ب 32 ح 69؛ تبصرةالولي: ص 71 ح 37؛ حليةالابرار: ج 2 ص 607.
[2] کمال الدين: ج 2 ص 440 ب 43 ذکر من شاهد القائم عليه السلام و رآه و کلمه ح 10؛ غيبةالشيخ: ص 251 ح 222 و لفظه: «اللهم انتقم لي من اعدائک»؛ ينابيع المودة: ص 463 ب 83؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 453 ب 32 ح 70؛ تبصرةالولي: ص 71 ح 38؛ حليةالابرار: ج 2 ص 607.
[3] الکافي: ج 1 ب مولد الصاحب عليه السلام ص 517 - 515 ح 3؛ کمال الدين: رواه من طرق ثلاثة ب 43 ذکر من شاهد القائم و رآه و کلمه ص 440-437 ح 6؛ ينابيع المودة: ص 463 ب 83.
[4] کمال الدين: ج 2 ص 43 ذکر من شاهد القائم ورآه و کلمه ص 441 ح 12،و مراده من الاسناد ما ذکره للحديث الحادي عشر من هذا الباب هکذا: «حدثنا ابوطالب المظفر بن جعفر بن المظفر بن جعفر بن محمد عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه السلام،قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود،قال: حدثنا ابوالنضر محمد بن مسعود،قال: حدثنا آدم بن محمد البلخي،قال: حدثنا علي بن الحسن [الحسين] الدقاق،قال: حدثني ابراهيم بن محمد العلوي».
غيبة الشيخ 6 ص 246 ح 215 و فيه «عن ظريف»؛ الخرائج: ب العلامات الدالة علي صاحب الزمان عليه السلام؛ اثبات الوصية ص 222-221؛ ينابيع المودة: ص 463 ب 83 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 30 ب 18 ح 25؛ کشف الغمة: ج 2 ص 499؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 508 ب 32 ح 319 مختصرا؛ حلية الابرار: ج 2 ص 545-544؛ تبصرة الولي: ص 72 ح 39.
[5] کمال الدين: ج 2 ص 435 ب 43 ح 3،ورواه باختلاف و زيادة في آخره تدل علي عدم جواز التسمية في الجملة «عن ابيه و محمد بن الحسن رضي الله عنهما،عن عبدالله بن جعفر الحميري»: ج 2 ص 441 و 442 ب 43 ح 14؛ البحار: ج 52 ص 26 ب 18 ح 20؛ تبصرة الولي: ص 17 50-49؛ حليةالابرار: ج 2 ص 581 ب 20.
[6] کمال الدين: ج 2 ص 442 ب 43 ح 15؛ ينابيع المودة: ص 461 ب 82 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 42 ب 18 ح 31؛ احقاق الحق: ج 19 ص 642.
[7] کمال الدين: ج 2 ص 444-443 ب 43 ح 17؛ ينابيع المودة: ص 464 ب 83 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 32-31 ب 18 ح 27؛ تبصرة الولي: ص 78-76 ح 44؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 671 ب 33 ح 38.
[8] کمال الدين: ج 2 ص 444 و 445 ب 43 ح 18؛ غيبة الشيخ ص 254-253 ح 223 بسنده عن الاودي؛ ينابيع المودة: ص 464 ب 83 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 1 و 2 ب 18 ح 1؛ اعلام الوري: الرکن الرابع ق 2 ب 3 ف 2؛ تبصرة الولي: ص 79-78 ح 45؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 671-670 ب 33 ح 39؛ حليةالابرار: ج 2 ص 573؛ الثاقب: ص 614-613 ح 7:559؛ الخرائج: ص 785-784 ب 15.
اقول: الازدي او الاودي هو احمد بن الحسين (او الحسن) بن عبدالملک الاودي او الازدي،کوفي،ثقة،مرجوع اليه. راجع جامع الرواة و غيره.
[9] کمال الدين: ج 2 ص 473-470 ب 43 ح 24،و حکي عن بعض النسخ المصححة بدل «ابوالقاسم جعفر بن احمد العلوي»: «ابوالقاسم جعفر بن محمد العلوي»؛ غيبةالشيخ: اخرج بطريقين نحوه؛ احدهما: «عن احمد بن علي الرازي،عن علي بن عائذ الرازي،عن الحسن بن وجناء النصيبي،عن ابي نعيم محمد بن احمد الانصاري»،و ثانيهما قال: «و اخبرنا جماعة،عن ابي محمد هارون بن موسي التلعکبري،عن ابي علي محمد بن همام،عن جعفر بن محمد بن مالک الکوفي،عن محمد بن جعفر بن عبدالله،عن ابي نعيم محمد بن احمد الانصاري - و ساق الحديث بطوله»: ص 263-259 ح 227؛ دلائل الامامة: «اخرني ابوالحسين محمد بن هارون،عن ابيه،قال: حدثنا ابوعلي محمد بن همام،قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک الفزاري الکوفي،قال حدثنا محمد بن جعفر بن عبدالله،قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن احمد الانصاري،قال: کنت حاضرا عند المستجار... الحديث»: ص 300-298 ب معرفة من شاهد صاحب الزمان عليه السلام ح 3؛ ينابيع المودة: ص 465 و 466 ب 83؛ تبصرة الولي: ص 122-115 ح 50؛ البحار: ج 52 ص 9-6 ب 18 ح 5 و ج 61 ص 190-187 ب 35 ح 2،وج 62 ص 157،و ج 83 ص 28-27؛ مستدرک الوسائل: ج 5 ص 72 - 70 ح 3:5382 و 4:5383؛ فلاح السائل: 182-179؛ نزهة الناظر: ص 151-147 ب لمع من کلام الامام الحجة بن الحسن بن علي عليهم السلام.
[10] کمال الدين: ج 2 ص 43 من شاهد القائم عليه السلام ص 475 و 476؛ البحار: ج 50 ص 333 - 332 ب 5 ح 4،و ج 52 ص 68-67 ب 18 ح 53؛ تبصرة الولي: ص 130 - 127 ح 41؛ ينابيع المودة: ص 461 ب 82 عن ابي الاديان نحوه؛ حليةالابرار: ج 2 ص 549 - 547؛ الثاقب في المناقب: ص 608 - 607 ح 2:554؛ الخرائج: ب العلامات الدالة علي صاحب الزمان عليه السلام.
[11] الکافي: ج 1 کتاب الحجة ب في تسمية من رآه عليه السلام ص 331 ح 8؛ غيبةالشيخ: فصل الاخبار المتضمنة لمن رآه عليه السلام ص 268 ح 232 باسناده عن ابراهيم بن ادريس؛البحار: ج 52 ص 14 ب 18 ح 10؛ الارشاد: ب ذکر من راي الامام الثاني عشر عليه السلام؛ تبصرة الولي: ص 61 و 274 ح 18 و 107؛ کشف الغمة: ج 2 ص 450؛ ينابيع المودة: «عن کتاب الغيبة عن ابراهيم بن ادريس قال: رايت المهدي بعد ان مضي ابومحمد غلاما حين ايفع،و قبلت يده و راسه الشريف،ص 461 ب 82.
قال ابن الاثير في النهاية: «خرج عبدالمطلب و معه رسول الله صلي الله عليه [وآله] و سلم و قد ايفع او کرب،ايفع الغلام فهو يافع اذا شارف الاحتلام و لما يحتلم».
[12] کمال الدين: ج 2 ص 479-476 ب 43 من شاهد القائم و رآه و کلمه ح 26؛ الخرائج بسنده عن الموصلي: ج 3 ص 1104 ب العلامات السارة الدالة علي صاحب الزمان حجة الرحمان عليه السلام ح 24 نحوه؛ تبصرة الولي: ص 136-130 ح 55؛ ينابيع المودة مختصرا: ص 462 ب 82؛ البحار: ج 52 ص 50-47 ب 18 ح 34،و في ج 73 ص 64-63 ب 108 ح 4 قطعة منه؛ اثبات الهداة: ج 7 ص 301 ب 33 ح 43؛ الخرائج: ب العلامات الدالة علي صاحب الزمان عليه السلام؛ الثاقب: ص 611 - 608 ح 3:555.
[13] غيبةالشيخ: ص 250-248 ح 218 في فصل ولادة صاحب الزمان عليه السلام؛ الخرائج: ج 1 ص 460 ب 13 ح 5؛ ينابيع المودة: ص 458 ب 81 (في خوارق المهدي و کراماته التي ظهرت للناس) نحوه؛ فرج المهموم: ص 248؛ تبصرة الولي: ص 58-56 ح 25؛ البحار: ج 52 ص 52-51 ب 18 ملحق ح 36؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 683 ب 33 ح 92.
قوله: «اکبسوا الدار» اي ادخلوها بالاقتحام و بغير اذن و فجاة،و قوله: «نفي من جدي» اي منفي من جده،يريد به العباس عبدالمطلب،اي لست من بني العباس لو لم اضرب اعناقکم ان بلغني عنکم هذا الخبر،و في البحار: «انا لغي من جدي» اي لزنية منفي عن جدي،و الرشيق مولي المعتضد؛ فراجع الکامل: ج 7 ص 365.
ثم اعلم ان من مخاريق بعض العامة و افتراءتهم نسبتهم الي الشيعة اعتقاد ان القائم عليه السلام غاب في السرداب،و انه بعد غيبته باق فيه،و لم يخرج منه الي الآن،و لم يره احد،و انه يخرج منه و الشيعة ينتظرون خروجه منه،حتي قال ابن حجر في الصواعق: «و لقد احسن القائل: ما آن للسرداب ان يلد الذي... الخ».
اقول: قال الله تعالي: (انما يفتري الکذب الذين لايؤمنون بآيات الله و اولئک هم الکاذبون) ايها العلماء،ايها القراء،يا اهل الانصاف،هذه کتب علماء الامامية من عصر الغيبة،بل قبلها الي زماننا بين اظهرکم و ايديکم،فانظروا فيها حتي تقفوا علي شدة التعصب و العناد،و انظروا فيها حتي تعرفوا قيمة هذه الافتراءات،و انظروا فيها حتي تعلموا انه ليس لهذا البهتان اثر في کتاب واحد من اصاغر علماء الشيعة فضلا عن اکابرهم و اعيانهم؛ کالکليني،و الصدوق و النعماني،و المفيد،والشيخ،و السيدين المرتضي و الرضي،و العلامة،و غيرهم،انظروا فيها حتي تقفوا علي ما هو السبب الوحيد لافتراق کلمة هذه الامة،و المانع الفذ من تقريبهم و توحيد کلمتهم،و لعمر الحق ان لمثل هذا البهتان تقشعر الجلود،و تندهش العقول،رجال يعدون انفسهم من العلماء و من اهل التثبت و التحقيق و من المسلمين ثم ياتون باکذوبة و بهتان علي طائفة عظيمة من المسلمين،فيهم في کل عصر و جيل الوف من العلماء،والحکماء،و الادباء والشعراء،و المتکلمين،و اهل التصنيف و التاليف،و اکابر کل فن من فنون العلم،و يکتبونها في کتبهم التي يقراها المسلمون واهل العلم و الاطلاع جيلا بعد جيل،فيعرفون منها ميزان علمهم،و مبلغ همهم،نعوذ بالله مما تزل به الاقلام و الالباب.
نعم لو جعلنا کتب الامامية - قديما و حديثا - تجاه نظرنا لوجدناها مشحونة بروايات و احاديث و حکايات کلها يکذب هذه المخاريق و المجعولات،و قد ذکرنا طائفة کثيرة من هذه الروايات في هذا الکتاب،قال المحدث النوري - رحمه الله - في طي کلماته في؛ «کشف الاستار»: «نحن کلما راجعنا،و تفحصنا،لم نجد لما ذکروه اثرا،بل ليس فيها ذکر للسرداب اصلا سوي قضية المعتضد التي نقلها نور الدين عبدالرحمان الجامي في «شواهد النبوة»،و هي موجودة في کتبهم باسانيدهم،و لکنهم ساقوا المتن هکذا عن رشيق صاحب المادراي (ثم ذکر ما نقلناه في المتن عن غيبة الشيخ عن رشيق،و قال:) و ليس فيه ذکر للسرداب اصلا،الا ان القطب الراوندي ذکر في الخرائج هذا الخبر،ثم قال في موضوع آخر علي ما نقله عنه بعض اصحابنا،(و ان لم نجده ايضا فيما عندي من نسخه): «ثم بعثوا عسکرا اکثر،فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن،فاجتعموا علي بابه و حفظوه حتي لايصعد و لايخرج و اميرهم قائم حتي يصل العسکر کلهم،فخرج من السکة التي علي باب السرداب و مر عليهم،فلما غاب قال الامير: انزلوا عليه،فقالوا: اليس هو قد مر عليک؟ فقال: ما رايت،قال: و لم ترکتموه؟ قالوا: انا حسبنا انک تراه» و الظاهر ان هذا الخبر هو الوجه في تسمية السرداب بسرداب الغيبة في لسان بعض العلماء في خوص کتب المزار» انتهي ما في «کشف الاستار»،و ليس فيما نقل عن الخرائج (و ان لم اجده ايضا في النسخة الموجودة منه عندي) دلالة او اشارة الي ما نسب الي الشيعة،بل دليل علي فساد هذه السنبة،لتضمنه خروجه من السرداب.
هذا مع ان هذه القصة انما وقعت بعد وقوع الغيبة بسنوات،فان غيبته عليه السلام وقعت في سنة (260 ه)،و المعتضد ملک الخلافة في رجب سنة (279 ه)،و ان شئت مزيد توضيح لذلک فعليک بکتاب «کشف الاستار» فانه قد ادي حق المقام؛ و اما يشاهد من السنة الجارية بين الشيعة،و هي زيارة مولانا المهدي عليه السلام في هذا الموضع الشريف فليس لاعتقاد انه غاب في السرداب و يجب ان ينتظر خروجه منه،بل لان الموضع المعروف بالسرداب و حرم العسکريين عليهماالسلام و محل دورهم و بيوتهم الشريفة التي اذن الله ان ترفع و يذکر فيها اسمه،و محل ولادة القائم عليه السلام،و محل بروز بعض معجزاته و خوارق عاداته،و ليس لها خصوصية الا ما ذکر،و لکن هذه الخصوصية تدعو شيعته و محبيه الي زيارته فيها،و الاشتغال فيها بتلاوة القرآن و الدعاء لفرجه،و تعجيل ظهوره،و الصلوات عليه و علي ابيه و جده و امه عليه السلام،و للشيعة في غير هذا الموضع مقامات اخري يزورونه عليه السلام فيها،لما ثبت عندهم من مقامه عليه السلام فيها في وقت من الاوقات.
[14] الکافي: ج 1 ص 331 کتاب الحجة ب في تسمية من رآه عليه السلام ح 7؛ الارشاد: ب ذکر من راي الامام عليه السلام ص 377؛ ينابيع المودة: ص 463؛ تبصرةالولي: ص 61 ح 27 عن محمد بن يعقوب بسنده عن ابي عبدالله بن صالح؛ کشف الغمة: ج 2 ص 450.
[15] غيبةالشيخ: ص 267-263 ح 228 باب رآه عليه السلام؛ دلائل الامامة: ص 269 و 297 باب معرفة من شاهد صاحب الزمان عليه السلام في حال الغيبة و عرفه من اصحابنا ح 2 نحوه؛ البحار: ج 12-9،52 ب 18 ح 6؛ تبصرةالولي: ص 147-143 ح 60 و 161-156 ح 65.
[16] الاهبة - بضم الهمزة و بسکون الهاء -: العدة.
[17] اي قطعناها و مررنا فيها عرضا علي غير طريق.
[18] قال في البحار: «بيان: قال الفيروز آبادي: الاقحوان - بالضم - البابونج،والارجوان - بالضم - الاحمر،و لعل المعني،ان في اللطافة کان مثل الاقحوان،و في اللون کالارجوان،فان الاقحوان ابيض،و لايبعد ان يکون في الاصل «کاقحوانة و ارجوان» و «عليهما» و «اصابهما»،او يکون «الارجوان» بدل «الاقحوان» فجمعهما النساخ،و اصابة الندي تشبيه لما اصابه عليه السلام من العرق،و اصابة الم الهواء لانکسار لون الحمرة و عدم اشتدادها،او لبيان کون البياض او الحمرة مخلوطة بالسمرة،فراعي في بيان سمرته عليه السلام غاية الادب،و قال الجزري: في صفة النبي صلي الله عليه وآله کتم صلت الجبين،اي واسعه،و قيل: الصلت: الاملس،و قيل: البارز. قال: في صفته صلي الله عليه وآله ازج الحواجب،الزجج: تقويس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده. و قال الفيروز آبادي: رجل سهل الوجه،قليل لحمه».
[19] کمال الدين: ج 2 ص 452-445 ب 43 ح 19.
اقول: الظاهر ان ما اخرجه في ينابيع المودة ص 466 ب 83،عن کتاب الغيبة عن ابراهيم بن مهزيار هو مختصر هذا الحديث.
البحار: ج 52 ص 37-32 ب 18 ح 28؛ تبصرة الولي: ص 90 - 80 ح 46؛ الخرائج: ب العلامات الدالة علي صاحب الزمان عليه السلام ج 3 ص 1101-1099.
[20] کمال الدين: ج 2 ص 470-465 ب 43 ح 23.
اقول: لايخفي عليک ان احتمال اتحاد هذه الاحاديث الثلاثة الاخيرة و حديث دلائل الامامة الذي اشرنا اليه قوي جدا،و اختلاف الفاظها و اشتمال بعضها علي ما ليس في البعض الآخر و علي ما ليس معروفا بين الشيعة،و کون الراوي في الحديث (15)الذي اخرجناه عن الغيبة و في هذا الحديث (17)علي بن ابراهيم بن مهزيار،وفي الحديث (16)الذي اخرجناه عن کمال الدين بسنده الصحيح عن ابراهيم بن مهزيار،لا يوجب ضعف اصل الحديث ودلالته علي تشرف ابراهيم بن مهزيار،او علي بن ابراهيم بن مهزيار و ان لک يکن مذکورا في کتب الرجال،فان مثل هذا يقع عند نقل الاحاديث بالمضمون و وقوع الاشتباه في نقل الاعلام و الاسماء،لانس الذهن ببعض الاسماء،و لغير ذلک،و قد اشبعنا الکلام في ذلک في رسالة مفردة اسميناها بالنقود الطيفة و ستاتي في المجلد الثالث ان شاء الله تعالي.
هذا مضافا الي ان وجود بعض العلل انما يضر بالاعتماد علي الحديث اذ کان الاعتماد عليه بالخصوص و احتجاجا باخبار الآحاد،و اما اذا کان اخراجه لاثبات التواتر المعنوي بل و الاجمالي فلا يضر وجود بعض العلل التي تسقط الحديث عن الاعتماد عليه بالخصوص فيه،سيما اذا کان من قبيل غرابة بعض المضامين و التفرد،و الانصاف ان دعوي حصول الاطمئنان بصحة مضمون الاحاديث المذکورة بالاجمال مقبولة جدا،خصوصا مع اعتماد مثل الصدوق و الشيخ - رضوان الله تعالي عليهما - عليها،و احتجاجها بها.
البحار: ج 52 ص 46-42 ب 18 ح 32؛ تبصرة الولي: ص 115-109 ح 49.
[21] غبية الشيخ: ص 258-257 ح 225 فصل من رآه عليه السلام و هو لا يعرفه او عرفه بعدها؛ الخرائج: ج 1 ص 467-466 ب 13 ح 13 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 5 ب 18 ح 3؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 684 ب 33 ح 93؛ الثاقب: ص 615-614 ح 562.
[22] غيبة الشيخ: ص 270-269 ح 234 فصل من رآه عليه السلام؛ البحار: ج 52 ص 14 ب 18 ح 12؛ تبصرة الولي: ص 162-161 ح 66؛ اثبات الهداة: ج 3 ص 685-684 ب 33 ح 94.
[23] الهداية «مخطوط»: بابا الامام الثاني عشر صلوات الله عليه و علي آبائه،البحار: ج 52 ص 70-68 ب 18 ح 54،عن بعض تاليفات اصحابنا علي الحسين بن حمدان عن ابي محمد عيسي بن مهدي الجوهري،تبصرة الولي: 198-195 ح 83.
[24] فيد: قلعة قرب مکة.
[25] الکافي: ج 1 ص 331 ب 135 ح 6؛ اعلام الوري: الرکن الرابع ق 2 ب 1 ف 3،في ذکر من رآه «بسنده عن خادمة لابراهيم بن عبدة و کانت من الصالحات قالت: کنت واقفة مع ابراهيم علي الصفا فجاء صاحب الامر عليه السلام حتي وقف معه... الخ» الوافي: ج 1 ص 172 س 17 ب تسمية من رآه؛ البحار: ج 52 ص 13 و 14 ب 18 ح 9؛ الارشاد: ص 350 ب ذکر من راي الامام الثاني عشر عليه السلام؛ غيبة الشيخ: ص 268 ح 231 ب من رآه عليه السلام و فيه: «ابراهيم بن عبدة»؛ تبصرة الولي ص 56-55 ح 24 و ص 274 ح 105؛ کشف الغمة: ج 2 ص 450.
اقول: لم اجد ترجمة لهذه الخادمة الصالحة في ما کان عندي من کتب الرجال مع انها وقعت في اسناد الکليني قدس سره،و اما ابراهيم بن عبدة فقد روي الکشي في رجاله توقيعات في حقه،و في تنقيح المقال: انه فوق مرتبة العدالة و الثقة.
[26] مهج الدعوات: ص 279-278.
اقول: روي في مهج الدعوات ايضا (ص 280)،في شرح هذا الدعاء عن ابي الحسن علي بن حماد المصري،عن الحسين بن محمدالعلوي،عن محمد بن علي العلوي الحسيني المصري... نحوه. و الدعاء طويل من اراده فليطلبه من کتاب مهج الدعوات و غيره من کتب الادعية.
البحار: ج 51 ص 307 و 308 ح 23 ب 15،و ج 92 ص 279-266 ب 107 ح 34؛ تبصرة الولي: ص 210 ب 233 ح 90 و 91.
[27] کمال الدين: ج 2 ص 443-442 ب 43 ح 16؛ البحار: ج 52 ص 31-30 ب 18 ح 26؛ تبصرةالولي: ص 76 - 74 ح 43 و ص 271-269 ح 99.