بازگشت

في انه يرد الناس الي الهدي و القرآن و السنة و فيه اخبار کثير


682- [1] نهج البلاغة: و من خطبة له عليه السلام في ذکر



[ صفحه 307]



الملاحم: يعطف الهوي علي الهدي اذا عطفوا الهدي علي الهوي،و يعطف الراي علي القرآن اذا عطفوا القرآن علي الراي،(ومنها:) حتي تقوم الحرب بکم علي ساق،باديا نواجذها،مملوءة اخلافها،حلوا رضاعها،علقما عاقبتها،الا وفي غد،و سياتي غد بما لاتعرفون،ياخذ الوالي من غيرها عمالها علي مساوي اعمالها،و تخرج له الارض من افاليذ کبدها،و تلقي اليه سلما مقاليدها،فيريکم کيف عدل السيرة،و يحيي ميت الکتاب و السنة.

و يدل عليه اخبار کثيرة جدا،و ذلک لان رد الناس الي الکتاب و السنة من اعظم اعمال المهدي عليه السلام و من صفاته البارزة،قلما يوجد حديث لايدل عليه بالالتزام او المطابقة،فلا يکون المهدي،الا من يکون کذلک،و لا يقوم الا لاقامة الحق،و لايقام الناس برد الناس الي الکتاب و السنة و لايملا الارض من العدل و القسط الا به،و لايعلن امر الله و لايظهر الاسلام علي الاديان الا برد الناس الي الکتاب و السنة،فکل اعماله الاصلاحية لاتتحقق الا به،فهو لايظهر و لايقوم و لايخرج الا لاقامة الشرع والعمل بالکتاب و السنة.



[ صفحه 308]




پاورقي

[1] نهج البلاغة: ط مصر مطبعة الاستقامة ج 2 خ 134،ينابيع المودة: ص 437 ب 74 و فيه: «المهدي يعطف...».

و قال الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية سابقا في شرح قوله: «يعطف...»: خبر عن قائم ينادي بالقرآن،و يطالب الناس باتباعه،ورد کل راي اليه. و قال في شرح قوله عليه السلام: «ياخذ الوالي...»: اذا انتهت الحرب حاسب الوالي القائم کل عامل من عمال السوء علي مساوي اعمالهم،و انما کان الوالي من غيرها،لانه بري ء من جرمها. و قال في شرح قوله عليه السلام: «افاليذ کبدها»: افاليذ: جمع افلاذ،وافلاذ جمع فلذة،و هي القطعة من الذهب و الفضة،و هذا کناية عما يظهر لمن يقوم بالامر من کنوز الارض،و قد جاء ذلک في خبر مرفوع في لفظه: «و قاءت له الارض افلاذ کبدها»،و من الناس من يفسر قوله تعالي: «و اخرجت الارض اثقالها» بذلک،قاله ابن ابي الحديد،انتهي.

و اما ابن ابي الحديد فقال في شرحه: هذا اشارة الي امام يخلقة الله تعالي في آخر الزمان،و هو الموعود به في الاخبار و الآثار،و معني «يعطف الهوي» يقهره و يثنيه عن جانب الايثار والارادة،عاملا عمل الهدي،فيجعل الهدي قاهرا له و ظاهرا عليه،و کذلک قوله: «و يعطف الراي علي القرآن» اي يقهر حکم الراي و القياس و العمل بغلبة الظن عاملا علي القرآن،و قوله: «اذا عطفوا الهدي» و «اذا عطفوا القرآن» اشارة الي الفرق المخالفين لهذا الامام،المشاقين له،الذين لايعملون بالهدي بل بالهوي،و لايحکمون بالقرآن بل بالراي...،و قال في قوله: «سياتي غد بما لا تعرفون»: و المراد تعظيم شان الغد الموعود بمجيئه،و مثل ذلک في القرآن کثير... الي ان قال: والافاليذ جمع افلاذ،و افلاذ جمع فلذ،و هي القطعة من الکبد،و هذا کناية عن الکنوز التي تظهر للقائم بالامر،و قد جاء ذکر ذلک في خبر مرفوع في لفظة: «وقاءت له الارض افلاذ کبدها» و قد فسر قوله تعالي: «و اخرجت الارض اثقالها» بذلک في بعض التفاسير. شرح ابن ابي الحديد: ج 9 ص 46-40.