بازگشت

في انه طويل العمر جدا


و فيه 363 حديثا

641- [1] کمال الدين: حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني،قال: حدثنا ابوالفرج المفظر بن احمد،قال: حدثنا محمد بن جعفر الکوفي،قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمکي،قال: حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزاز،قال: سمعت الحسن بن علي العسکري عليهماالسلام يقول: ان ابني هو القائم من بعدي،و هو الذي تجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام بالتعمير و الغيبة،حتي تقسو القلوب لطول الامد،فلايثبت علي القول به الا من کتب الله عزوجل في قلبه الايمان،و ايده بروح منه. [2] .



[ صفحه 282]



642- [3] کمال الدين: علي بن احمد الدقاق،و محمد بن احمد الشيباني،قالا: حدثنا محمد بن ابي عبدالله الکوفي،عن موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن حمزة بن حمران،عن ابيه حمران بن اعين،عن سعيد بن جبير،قال: سمعت



[ صفحه 283]



سيد العابدين علي بن الحسين عليهم السلام يقول: في القائم سنة من نوح،و هو طول العمر.

643- [4] غيبة النعماني: عبدالواحد بن عبدالله بن يونس،عن احمد بن محمد بن رباح الزهري،عن احمد بن علي الحميري،عن الحسن بن ايوب،عن عبدالکريم بن عمرو،عن محمد بن الفضيل،عن حماد بن عبدالکريم الجلاب،قال: ذکر القائم عند ابي عبدالله عليه السلام فقال: اما انه لو قد قام لقال الناس اني يکون هذا؟ و قد بليت عظامه مذ کذا و کذا.

644- [5] الخرائج:عن الحسن العسکري عليه السلام انه قال لاحمد بن اسحاق - و قد اتاه ليساله عن الخلف بعده،فلما رآه قال مبتدئا -: مثله مثل الخضر،و مثله مثل ذي القرنين،ان الخضر شرب من ماء الحياة،فهو حي لا يموت حتي ينفخ في الصور،و انه ليحضر الموسم في کل سنة،ويقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المومن،و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته،و يصل به وحدته،فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الابصار.

اقول: شباهته بذي القرنين من جهة بلوغه المشرق و المغرب،و يحتمل ان تکون من جهة اخري غيرها؛ کالغيبة و طول العمر.



[ صفحه 284]



و يدل عليه بالمطابقة او الالتزام ايضا الروايات: 535،498،497 الي 551،549،547،539 الي 602،600،599،589،580،575،574،564،562،561،559،557 الي 607،605 الي 623،619،618،613،612،610 الي 645،632،626 الي 686،669،650،و لو اضيف الي هذه الاحاديث - بقرينة الروايات الواردة في ان الارض لا تخلو من الحجة و الامام،و الادلة العقلية القطعية المذکورة في الکتب الکلامية - جميع الروايات المذکورة في البابين الاول و الثاني،فانها دلت علي انحصار الائمة و الحجج بعد رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم في الاثني عشر،و ان اولهم علي عليه السلام و آخرهم المهدي عليه السلام و ان تاسعهم قائمهم و التاسع من ولد الحسين و انه ابن الامام الحسن العسکري عليه السلام يصير عدد هذه الطائفة من الاحاديث 363 حديثا لدلالة الجميع علي هذا علي بقائه و حياته منذ زمان ولادته الي الآن،و الله ما يشاء قدير و هو الحکيم العليم.



[ صفحه 285]




پاورقي

[1] کمال الدين: ج 2 ص 524 ب 46 ح 4،البحار: ج 51 ص 224 ب 13 ح 11.

[2] اعلم انه استبعد طول عمره بعض من العامة حتي عاب الشيعة علي قولهم ببقائه عليه السلام،و قال بعض منهم: ان الوصية لاجهل الناس تصرف الي من ينتظر المهدي عليه السلام،و انت خيبر بان لاقيمة للاستبعاد في الامور العلمية،و المطالب الاعتقادية بعد ما قام عليها البرهان،و دلت عليها الادلة القطعية من العقل و النقل،فهذا نوع من سوء الظن بقدرة الله تعالي،و ليس مبني له الا عدم الانس،و قضاء العادة في الجملة علي خلافه،و الا فيتفق في اليوم و الليلة بل في کل ساعة و آن الوف من الحوادث و الوقائع العادية في عالم الکون،حتي في المخلوقات الصغيرة و ما لا يري الا باعانة المکربات مما امره اعجب و اعظم من طول عمر انسان سليم الاعضاء و القوي،العارف بقواعد حفظ الصحة،العامل بها،بل ليس مسألة طول عمره اغرب من خلقته و تکوينه و انتقاله من عالم الاصلاب الي عالم الارحام،و منه الي عالم الدنيا،و بهذا دفع الله استبعاد المنکرين للعماد في کتابه الکريم،قال الله تعالي: (يا ايها الناس ان کنتم في ريب من البعث فانا خلقناکم من تراب ثم من نطفة...) الآية،و قال: (اولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة...) الي آخر السورة،و قال عز من قائل: (و قالوا ائذا کنا عظاما ورفاتا...) الي آخر الآيات،هذا مع وقوع طول العمر في بعض الانبياء کالخضر و نوح و عيسي و غيرهم عليهم السلام،و کيف يکون الايمان بطول عمر المهدي عليه السلام امارة الجهل مع تصريح القرآن الکريم بامکان مثله في قوله تعالي: (فلولا انه کان من المسبحين للبث في بطنه الي يوم يبعثون)،و وقوعه بالنسبة الي نوح عليه السلام في قوله تعالي: (فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما)،و بالنسبة الي المسيح عليه السلام في قوله تعالي: (و ان اهل الکتاب الا ليؤمنن به قبل موته)،و قد اخبر ايضا بحياة ابليس،و انه من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم و لم ينکر ذلک احد من المسلمين و لم يستبعده،وروي مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني في باب ذکر ابن صياد،و الترمذي في سننه في الجزء الثاني،و ابوداود في صحيحه في باب خبر ابن صائد من کتاب الملاحم روايات متعددة في ابن صياد و ابن صائد،و ان النبي صلي الله عليه وآله احتمل ان يکون هو الدجال الذي يخرج في آخر الزمان،وروي ابن ماجة في صحيحه في الجزء الثاني في ابواب الفتن في باب فتنة الدجال و خروج عيسي،و ابوداود في الجزء الثاني من سننه من کتاب الملاحم في باب خير الجساسة،و مسلم في صحيحه في باب خروج الدجال و مکثه في الارض حديث تميم الداري،و هو صريح في ان الدجال کان حيا في عصر النبي صلي الله عليه وآله،و انه يخرج في آخر الزمان،فان کان القول بطول عمر شخص من الجهل فلم لم ينسب هولاء احد بالجهل مع اخراجهم هذه الاحاديث في کتبهم و صحاحهم؟ و کيف ينسب بالجهل من يعتقد طول عمر المهدي عليه السلام مع تجويز النبي صلي الله عليه وآله مثله في عدو الله الدجال؟!

والحاصل: ان بعد وقوع طول العمر لاموقع للتعجب منه،فضلا عن الاستبعاد و القول باستحالته. قال السيد ابن طاوس - رحمه الله - في الفصل 79 من کشف المحجة في مناظرته مع بعض العامة: «لو حضر رجل و قال: انا امشي علي الماء ببغداد،فانه يجتمع لمشاهدته لعل من يقدر علي ذلک منهم،فاذا مشي علي الماء و التعجب الناس فجاء آخر قبل ان يتفرقوا و قال ايضا: انا امشي علي الماء،فان التعجب منه يکون اقل من ذلک فمشي علي الماء،فان بعض الحاضرين ربما يتفرقون و يقل تعجبهم،فاذا جاء ثالث و قال: انا ايضا امشي علي الماء فربما لا يقف للنظر اليه الا قليل،فاذا مشي علي الماء سقط التعجب من ذلک،فان جاء رابع و ذکر انه يمشي ايضا علي الماء فربما لا يبقي احد ينظر اليه و لا يتعجب منه،و هذه حالة المهدي عليه السلام،لانکم رويتم ان ادريس حي موجود في السماء منذ زمانه الي الآن،و رويتم ان الخضر حي موجود مذ زمان موسي عليه السلام او قبله الي الآن،و رويتم ان عيسي حي موجود في السماء،و انه يرجع الي الارض مع المهدي عليه السلام،فهذه ثلاثة نفر من البشر قد طالت اعمارهم،و سقط التعجب بهم من طول اعمارهم،فهلا کان لحمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه و آله اسوة بواحد منهم ان يکون من عترته آية لله جل جلاله في امته بطول عمر واحد من ذريته،فقد ذکرتم و رويتم انه يملا الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا؟ و لم فکرتم لعرفتم ان تصديقکم و شهادتکم انه يملا الارض بالعدل شرقا وغربا و بعدا و قربا اعجب من طول بقائه،و اقرب الي ان يکون ملحوظا بکرامات الله جل جلاله لاوليائه،و قد شهدتم ايضا له ان عيسي بن مريم النبي المعظم عليهماالسلام يصلي خلفه،مقتديا به في صلاته،و تبعا له و منصورا به في حروبه و غزاوته،و هذا ايضا اعظم مقاما مما استبعدتموه من طول حياته،فوافقوا علي ذلک،انتهي».

و قال العلامة سبط ابن الجوزي في «تذکرة الخواص» ص 377: «و عامة الامامية علي ان الخلف الحجة موجود،و انه يرزق و يحتجون علي حياته بادلة؛ منها: ان جماعة طالت اعمارهم: کالخضر،والياس،فانه لايدري کم لهما من السنين،و انهما يجتمعان کل سنة فياخذ هذا من شعر هذا،و في التوراة: ان ذا القرنين عاش ثلاثة الاف سنة،و المسلمون يقولون: الفا و خمسمائة،و نقل عن محمد بن اسحاق اسماء جماعة کثيرة رزقوا طول العمر،و قد اسرد الکلام في جواز بقائه عليه السلام مذ غيبته الي الآن،و انه لاامتناع في بقائه،انتهي».

واستدل الحافظ الکنجي الشافعي في کتاب «البيان»: ب 25 علي ذلک ببقاء عيسي والخضر والياس،و بقاء الدجال و ابليس،و ذکر دليلا علي بقاء الدجل مارواه مسلم في حديث طويل في الجساسة،انتهي.

وقد تضمنت التوارة من المعمرين اسماء جماعة کثيرة و ذکر احوالهم،ففي سفر التکوين الاصحاح الخامس الآية 5 علي ما في ترجمتها من اللغة العبرانية و الکلدانية و اليونانية الي اللغة العربية ط بيروت سنة (1870 م): «فکانت کل ايام آدم التي عاشها تسعمائة و ثلاثين سنة و مات»،و في الاية 8 قال: «فکانت کل ايام شيث تسعائة و اثنتي عشرة سنة و مات»،و في الآية 11: «فکانت کل ايام انوش تسعمائة و خمس سنين و مات»،و في الآية 14: «فکانت کل ايام قينان تسعمائة و عسر سنين و مات»،و في الآية 17: «فکانت کل ايام ممهللئيل ثمانمائة خمسا و تسعين سنة و مات»،وفي الآية 20: «فکانت کل ايام يارد تسعمائة و اثنتين و ستين سنة و مات»،و في الآية 23: «فکانت کل ايام اخنوع ثلثمائة و خمسا و ستين سنة»،وفي الآية 27: «فکانت کل ايام متوشالح تسعمائة و تسعا و ستين سنة و مات»،و في الآية 31: «فکانت کل ايام لامک سبعمائة و سبعا و سبعين سنة و مات»،و في الاصحاح التاسع في الآية 29: «فکانت کل ايام نوح تسعمائة و خمسين سنة و مات»،وفي الاصحاح الحادي عشر في الآية 10 الي 10: 17- هذه مواليد سام لما کان سام ابن مائة سنة ولد ارفکشاد بعد الطوفان بسنتين،11- و عاش سام بعدما ولد ارفکشاد خمسمائة سنة و ولد بنين و بنات،12- و عاش ارفکشاد خمسا و ثلاثين سنة و ولد شالح،13- و عاش ارفکشاد بعدما ولد شالح اربعمائة و ثلاث سنين و ولد بنين و بنات،14- وعاش شالح ثلاثين سنة و ولد عابر،15- و عاش شالح بعدما ولد عابر اربعمائة و ثلاث سنين و ولد بنين و بنات،16- و عاش عابر اربعا و ثلاثين سنة و لد فالج،17- و عاش عابر بعدما ولد فالج اربعمائة و ثلاثين سنة و ولد بنين و بنات»،و ذکر في هذا الاصحاح جماعة غير هؤلاء من المعمرين نقتصر بذکر اسمائهم،و هم: فالح،ورعو،و سروج و ناحور،و تارح. و في الاصحاح الخامس و العشرين في الآية 7 ذکر ان ابراهيم عاش مائة و خمسا و سبعين سنة،و في الآية 17 ذکر ان اسماعيل عاش 137 سنة،هذا بعض ما في التوراة من اسماء المعمرين،و هو حجة علي اليهود و النصاري.

و قال العلامة الکراجکي في «کنز الفوائد» في الکتاب الموسوم بالبرهان علي صحة طول عمر الامام صاحب الزمان: ان اهل الملل کلهم متفقون علي جواز امتداد الاعمار و طولها،و قال بعد ذکر ما في التوراة: و قد تضمنت نظيره شريعة الاسلام،و لم نجد احدا من علماء المسلمين يخالفه او يعتقد فيه البطلان،بل اجمعوا من جواز طول الاعمار علي ما ذکرناه،انتهي.

و قد نقل مثل ذلک عن المجوس و البراهمة و البودائية وغيرهم. و من يريد الاطلاع علي احوال المعمرين فليطلبها من «البحار»،و کتاب «المعمرين» لابي حاتم السجستاني،و کتاب «کمال الدين»،و «کنز الفوائد» في الرسالة الموسومة بالبرهان علي صحة طول عمر الامام صاحب الزمان،فقد ذکر في هذه الرسالة جماعة من المعمرين،و اشبع الکلام في بيان الادلة الدالة علي جواز طول الاعمار.

هذا کله مع ما ثبت في علم الحياة،و علم منافع الاعضاء،و علم الطب من امکان طول عمر الانسان اذا واظب علي رعاية قواعد حفظ الصحة،و ان موت الانسان ليس سببه انه عمر تسعين او ثمانين او غيرهما،بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة،و قد تمکن بعض العلماء کما تري فيما نذکره عن «الهلال» من اطالة عمر بعض الحيوانات 900 ضعف عمره الطبيعي،فاذا اعتبرنا ذلک في الانسان و قدرنا عمره الطبيعي (80 سنة) يمکن اطالة عمره (72000 سنة). و اليک مقطع من بعض المقالة التي نشرتها مجلة «الهلال» في الجزء الخامس من السنة الثامنة و الثلاثين ص 607 مارس 1930:

کم يعيش الانسان؟

من قلم: طبيب انجليزي

يعتقد العامة و بعض الخاصة حتي من الاطباء ان مدي عمر الانسان سبعون سنة علي المتوسط کما جاء في التوراة،و قل ان يجاوز ذلک،و قد وقف رئيس مدرسة طبيبة ذات يوم خطيبا في تلاميذه،فقال: ان الادلة الباثو لوجية تدل دلالة مقنعة علي ان انسجة الجسم تبلي بعد مرور زمان ما،و ان هنالک حدا محدودا لعمر الانسان. فاذا صح قول هذا المدير فان الاسباب الکثيرة التي تنشا منها دورة العمر هي ثابتة غير متغيرة دون متناول العلم. و لنفرض ان منطقة قنال بناما المشهورة بامراضها الکثيرة قطعت عن سائر العالم. و کنا نحن فيها نجهل احوال الحياة والموت في العالم الذي وراءها،لوحدث ذلک لکنا نقول: ان کثرة الوفيات في هذه المنطقة و قصر العمر امور معينة بحکم الطبيعة،و ان التحکم فيها دون متناول العلم. الفرق بين الامرين هو في الدرجة لا في النوع،فان جهلنا لاسباب بعض الامراض هو الذي يحول دون تقليل الوفيات و اطالة الاعمار في العالم،و دورة العمر کما نسميها متغيرة،قابلة لتاثير العلم فيها،والذي يعارضني في ذلک اساله: اي دورة من ادوار العمر هي الثابتة؟ دورة العمر في الهند ام في نيوزيلند ام في اميرکا ام في منطقة القنال؟ و اي الحرف التي نحترفها نقول عنها: ان دورة العمر فيها ثابتة و طبيعية،احرفة الفلکي التي الوفيات فيها 15 الي 20 في المائة تحت المتوسط،ام المحاماة التي الوفيات فيها 5 الي 15 فوق المتوسط،ام تنظيف الشبابيک التي الوفيات فيها 40 الي 60 في المائة فوق المتوسط؟ هذه امثلة علي عظم الفرق في متوسط الوفيات بين بعض الحرف علي ما في احصاءات بعض شرکات التامين.

و هناک ادلة علي ان ادوار الحياة بين الاحياء - و منها الانسان - تغيرت تغيرا عظيما بالوسائل الصناعية،و ان ادوار الحياء في بعض الاحياء تزيد کثيرا عما قدر للانسان،فلماذا تعيش السلحفاة 200 سنة،و الانسان 70 سنة؟ و لم تعيش الخلايا الداخلية في بعض الاشجار 400 سنة،و في الانسان اقل من 100 سنة؟ و قد يقال جوابا عن هذا: ان الانسان يدفع بذلک ثمن عيشته الحضرية الراقية،و ترکيبه الراقي،فالشجرة المشار اليها تمکث في بقعة واحدة فتظهر فيها جميلة،و لکن اليس بين الرجال و النساء من لا يصنع اکثر مما تصنع الشجرة و ينال اجرا علي ذلک؟

و تجارب المختبراب البيولوجية ذات مغزي کبير،فقد استطاع بعض العلماء استنبات افخاذ الدعا ميص (صغار الضفادع) من اجسادها قبل اوان خروجها بتغيير مقدار الاکسجين في الوسط الموجودة فيه،و هذا بمثابة تغيير جوهري في دورة حياة الدعاميص. و کذلک تمکن آخرون من اطالة عمر ذبابة الاثمار 900 ضعف عمرها الطبيعي بحمايتها من السم و العدوي و تخفيض حرارة الوسط الذي تعيش فيه. و تمکن کارل بتجاربه من ابقاء الخلايا في قلب جنين دجاجة حيا مدة سبع عشرة سنة بصيانته من بعض العوامل في المحيط الذي وضع فيه.

و اذا نظرنا الي العوامل المتسلطة علي دور حياة الانسان وجدنا انه اخذنا شيئا من المادة المعروفة باسم «کراتن» و المستخرجة من غدة درقية عليلة امکننا اعادتها الي حالتها الطبيعية بحقنها بخلاصة غدة صحيحة،و کثيرا ما انقذ الشخص المشرف علي الموت بحقنه بخلاصة الکبد علي اثر اشتداد اصابته بالاينميا الخبيثة،و موته بها لا يختلف في مبدئه عن الموت علي اثر الشيخوخة،و يعاد المصاب بالکسر الي حالته الطبيعية بحقنه بخلاصة البنکرياس.

و امتدت ايدي العلماء الي اصل الجرثومة و قد کان يظن انه لا يمکن العبث بها،فتمکنوا من تغيير جنس الضغادع و الطيور من الذکور و الاناث،و العکس،و لم يجرب ذلک بعد في الانسان،و لکن مادام هذا المبدا قد تايد في الحيوان فلا يمنع تاييده في الانسان الا جهلنا لاشياء لابد ان تبدو لنا في المستقبل،انتهي.

و ذکر الشيخ طنطاوي جوهري في الجزء 17 من تفسيره الذي سماه بالجوهر ص 224 في تفسير قوله تعالي: (و من نعمره ننکسه في الخلق) مقالة نشرتها مجلة «کل شي ء»،تحکي عن امکان اطالة العمر،و تجديد قوي الشيوخ،و ان الاستاذ او الدکتور فورونوف الذي طار اسمه في کل ناحية لا کطبيب بل کمبشر بامکان اطالة الاعمار الي مافوق المائة،و بامکان عود الشباب،تجارب ذلک في الحيوانات،قال: قد عملت الي الآن (600)عملية ناجحة،و اقول الآن عن اقتناع: انه لاينصرم القرن العشرون حتي يمکن تجديد قوي الشيوخ،و ازالة غبار السنين عن وجوههم کثيرة الغضون و الاسارير،و اجسامهم المحدوبة الهزيلة،و يمکن ايضا تاخير الشيخوخة،و مضاعفة العمر لذي هو الآن 70 سنة علي الغالب،و سيبقي الدماغ و القلب صحيحين الي الآخر،و قد يمکن تغير الصفات و الشخصيات و العادات بهذه الطريقة،فتقل الجرائم،و تخلق العبقريات،و تفرغ الشخصيات في قوالب علي حسب الطلب.

و ذکر ايضا عن المجلة المذکورة مقالة اخري ص 226 و هي هذه: «کم يجب ان نعيش؟ و فوائد اخري» يقول هوفلند احد العلماء الذين صرفوا عنايتهم الي درس الحياة في کتاب وضعه و جعل عنوانه (فن اطالة العمر): ان المرء يولد مستعدا للحياة قرنين من حيث ترکيب بنيته و نظام قواه قياسا علي مانراه في الحيانات،اليس الانسان حيوانا مثلها؟ علي ان هوفلند لم ينفرد في هذا الراي،فکل الذين يدرسون طبائع المخلوقات يرون رايه،و يرون طلائع النور من ابحاثهم بامکان اطالة العمر... الي ان قال: و يدعم هذا الراي ما نراه من حياة بعض الناس الذين عاشوا اعمارا طويلة: ان هنري جنسکس الانجليزي الذي ولد في ولاية يورک بانکترا عاش (169 سنة) و لما بلغ سن 112 کان يحارب في معرکة فلورفيلد،و جون بافن البولندي عاش (175 سنة)،و رواي بعينه ثلاثة من اولاده يتجاوزون المائة من اعمارهم،و يوحنا سور تنغتون النرويجي الذي توفي سنة (1797 م) عاش (160 سنة)،و کان بين اولاده من هو في المائة و خمس سنوات،و طوز مابار عاش (152 سنة)،و کورتوال (144 سنة)،علي ان اکثر من عاش بين البشر حديثا علي ما يعرف هو زنجي بلغ (200 سنة)،والاحصاءات تدل علي ان اعمار الناس اطول في اسوج،و النرويج،وانکلترا،منها في فرنسا،و ايطاليا،و کل جنوب اوربا،کما ان الذين عاشوا هذه الاعمار الطويلة انما عاشوها ببساطة،و کانت حياتهم حياة جد و عمل.

لا مشاحة في ان العمل و العادات و الاعتدال من العوامل الرئيسة لاطالة العمر،فالافراط في کل امر مع الانحراف عن النظام الطبيعي هو سبب تقصير اعمارنا... الخ. و الغرض من ذلک کله ان مسالة طول العمر ليست من المسائل التي وقعت موقع انکار العلماء و ارباب المذاهب و الاديان،بل قرره کل واحد منهم من طريق فنه و عمله،او من طريق دينه و مذهبه،فکلما کان الانسان بقواعد حفظ صحة البدن اعرف يکون عمره اطول،و کلما کان اسباب تقصير العمر اکثر يکون نصيبه من حياته اقل و عمره اقصر،قال بعض الاطباء: «الموت ينشا عن المرض لا عن الشيخوخة»،والامراض تنشا من اسباب کثيرة،ليس بعضها تحت اختيار الانسان نفسه کجهل آبائه و امهاته بقواعد حفظ الصحة و عدم رعايتهم لها،فان لسلامة مزاج الوالدين دخلا عظيما في اعتدال مزاج طفلهما،و هکذا رعايتهما لآداب النکاح و قواعده،و هکذا حسن تربيتهما له،و کسوء البيئة و فساد المحيط وغيرها،و بعضها تحت اختياره،فهو متمکن عن ازالته،و ذلک مثل الافراط في الاکل و الشرب،و عدم الترتيب و النظم الصحيح في الافعال و اعمال الغرائز و القوي مما يوجب الاختلال في المزاج،و مثل الاخلاق الرذيلة و الصفات السيئة و المعتقدات الباطلة،فانها تورث الاضطرابات الروحية،و الابتلاء بالوساوس الخبيثة التي لا تدع نفس الانسان في طمانينة و سکون،فلو ان انسانا سد هذه الابواب،و تسلط علي جميع ذلک مما يدخل النقص في بدنه و عمره،و اعتدل في ماکله و مشربه و ملبسه و مسکنه وغيرها،لما کان لعمره و حياته حد،و لا يمتنع بحسب القواعد العلمية بقاؤه ابدا. نعم ثبت باخبار لاانبياء ان لابد لکل نفس ان تذوق الموت،و ان کل شي ء فان،و اينما تکونوا يدرککم الموت،و لکن هذا لا ينفي تعمير الانسان الوفا من السنين وازيد.

و نختم الکلام في هذا الموضوع بذکر مقالة نقلت في (المهدي) و غيره عن مجلة «المقتطف» في الجزء الثالث من السنة التاسعة و الخمسين في ذيل عنوان: (هل يخلد الانسان في الدنيا؟).

و قالت: ما هي الحياة و ما هو الموت،و هل قدر الموت علي کل حي؟

کل حبة حنطة جسم حي،و قد کانت في سنبلة،و السنبلة تنبت من حبة اخري،و هذه من سنبلة،وهلم جرا بالتسلسل،و يسهل استقصاء تاريخ ستة آلاف سنة او اکثر،فقد وجدت حبوبه بين الآثار المصرية و الآشورية القديمة،دلالة علي ان المصريين و الآشوريين والاقدمين کانوا يزرعونه،و يستغلونه،و يصنعون خبزهم من دقيقه،و القمح الموجود الآن لم يخلق من لا شي ء،بل هو متسلسل من ذلک القمح القديم فهو جزء حي من جزء حي،وهلم جرا الي ستة آلاف سنة او سبعة،بل الي مئات الالوف من السنين و حبوب القمح التي نراها ناشفة لا تتحرک و لاتنمو،هي في الحقيقة حية مثل کل حي،و لا ينقصها لظهور دلائل الحياة الا قليل من الماء،فحياة القمح متصلة منذ الوف من السنين الي الآن،و هذا الحکم يطلق علي کل انواع النبات ذوات البذور و ذوات الاثمار،و ما الحيوان بخارج عن هذه القاعدة،فان کل واحد من الحشرات و الاسماک و الطيور و الوحوش و الدبابات حتي الانسان سيد المخلوقات کان جزاءا صغيرا من والديه فنما کما نميا و صار مثلهما،و هما من والديهما وهلم جرا،و الانسان الذي يخلف نسلا يکون نسله جزءا حيا منه کما ان البذرة جزء من الشجرة و هذا الجزء الحي تکون فيه جراثيم صغيرة جدا مثل الجراثيم التي کونت اعضاء والديه،فتکون اعضاؤه بالغذاء الذي تتناوله و تمثله فتصير نواة التمر نخلة ذات جذع و سعوف و عروق و ثمر،و بذرة الزيتون شجرة ذا ساق و اغصان وورق و ثمر،وقس علي ذلک سائر انواع النبات،و کذا بيوض الحشرات و الاسماک و الطيور والوحوش و الدبابات حتي الانسان. و هذا کله من الامور المعروفة التي لا يختلف فيها اثنان،و لکن الشجرة نفسها قد تعمر الف سنة او الفي سنة،والانسان لايعمر اکثر من سبعين او ثمانين سنة،و في النادر يبلغ مائة سنة،فالجراثيم المعدة لا خلاف النسل تبقي حية و تنمو کما تقدم،و لکن سائر اجزاء الجسم تموت کان الموت مقدور عليه،و قد مرت القرون و الناس يحاولون التخلص من الموت او اطالة الاجل،و لا سيما في هذا العصر،عصر مقاومة الامراض و الآفات بالدواء والوقاية،و لم يثبت علي التحقيق ان احدا عاش فيه (120 سنة). (اقول: الثابت علي التحقيق خلاف ذلک،فان في عصرنا عاشوا جماعة اکثر من 120 سنة،و کثيرا مانقرا في الصحف و المجلات ان فلانا عاش 170 سنة،او اکثر،او اقل،منهم الشيخ محمد سمحان علي ما هو المذکور في مجلة فارسية (صبا) العدد 29 من السنة الثالثة سنة (1324 ش ه) فقد عاش الي السنة المذکورة (170 سنة)،و نقل ذلک عن مجلة الاثنين المطبوعة في القاهرة،و منهم السيد ميرزا القاساني ساکن محلة محتشم علي ما في جريدة (برجم اسلام) العدد الثالث من السنة الثانية،فانه قد بلغ عمره (154 سنة)،و المعمرون البالغون في العمر (120 سنة) کثيرون جدا،قد راينا بعضهم،و لا حاجة لاثبات ذلک الي نقل ما في الجرائد و المجلات و الاحصائيات.)

لکن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: ان کل الانسجة الرئسية من جسم الحيوان تقبل البقاء الي ما لا نهاية له،و انه في الامکان ان يبقي الانسان حيا الوفاء من السنين اذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته،و قولهم هذا ليس مجرد ظن،بل هو نتيجة عملية مؤيدة بالامتحان.

فقد تمکن احد الجراحين من قطع جزء من حيوان و ابقائه حيا اکثر من السنين التي يحياها ذلک الحيوان عادة،اي صارت حياة ذلک الجزء مرتبطة بالغذاء الذي يقدم له بعد السنين التي يحياها،فصار في الامکان ان يعيش الي الابد مادام الغذاء الازم موفورا له.

و هذا الجراح هو الدکتور الکسي کارل،من المشتغلين في معهد (رکفلر) بنيويورک،و قد امتحن ذلک في قطعة من جنين الدجاج،فبقيت تلک القطعة حية نامية اکثر من ثماني سنوات،و هو و غيره امتحنا قطعا من اعضاء جسم الانسان من اعضائه و عضلاته و قلبه و جلده وکليتيه،فکانت تبقي حية نامية مادام الغذاء اللازم موفورا لها،حتي قال الاستاذ ديمند و برل من اساتذة جامعة جونس هبکنس: ان کل الاجزاء الخلوية الرئيسية من جسم الانسان قد ثبت اما ان خلودها بالقوة صار امرا مثبتا بالامتحان،او مرجحا ترجيحا تاما لطول ما عاشته حتي الآن،و هذا القول غاية في الصراحة و الاهمية علي ما فيه من التحرس العلمي،و الظاهر ان اول من امتحن ذلک في اجزاء من جسم الحيوان هو الدکتور جاک لوب،و هو من المشتغلين في معهد (رکفلر) ايضا،فانه کان يمتحن توليد الضفادع من بيضها اذا کان غير ملقح،فراي ان بعض البيض يعيش زمانا طويلا و بعضها يموت سريعا،فقاده ذلک الي امتحان اجزاء من جسم الضفدع،فتمکن من ابقاء هذه الاجزاء حية زمانا طويلا،ثم اثبت الدکتور ورن لويس و زوجته انه يمکن وضع اجزاء خلوية من جسم جنين الطائر في سائل ملحي فتبقي حية،و اذا اضيفت اليه قليل من بعض المواد الآلية جعلت تلک الاجزاء تنمو و تتکاثر،و توالت التجارب فظهر ان الاجزاء الخلوية من اي حيوان کان يمکن ان تعيش و تنمو في سائل فيه ما يغذيها،و لکن لم يثبت ماينفي موتها اذا شاخت،فقام الدکتور کارل و جرب التجارب المشار اليها آنفا،فاثبت منها ان هذه الاجزاء لا تشيخ الحيوان الذي اخذت منه،بل تعيش اکثر مما يعيش هو عادة،و قد شرع في التجارب المذکورة في شهر يناير سنة 1912،و لقي عقبات کثيرة في سبيله،فتغلب عليه هو و مساعدوه،و ثبت له:

اولا: ان هذه الاجزاء الخلوية تبقي حية مالم يعرض لها عارض يميتها،اما من قلة الغذاء،او من دخول بعض الميکروبات.

و ثانيا: انها لا تکتفي بالبقاء،حية،بل تنمو خلاياها و تتکاثر کما لو کانت باقية في جسم الحيوان.

و ثالثا: انه يمکن قياس نموها و تکاثرها،و معرفة ارتباطها بالغذاء الذي يقدم لها.

و رابعا: ان لا تاثير للزمن،اي انها لا تشيخ و تضعف بمرور الزمن،بل لا يبدو عليها اقل اثر للشيخوخة،بل تنمو و تتکاثر هذه السنة کما کانت تنمو و تتکاثر في السنة الماضية و ما قبلها من السنين،و تدل الظواهر کلها علي انها ستبقي حية نامية مادام الباحثون صابرين علي مراقبتها و تقديم الغذاء الکافي لها،فشيخوخة الاحياء ليست سببا بل هي نتيجة.

و لکن لماذا يموت الانسان؟ و لماذا نري سنيه محدودة لا تتجاوز المائة الا نادرا جدا،و غايتها العادية سبعون او ثمانون؟

و الجواب: ان اعضاء جسم الحيوان کثيرة مختلفة،و هي مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا محکما،حتي ان حياة بعضها تتوقف علي حياة البعض الآخر،فاذا ضعف بعضها و مات لسبب من الاسباب مات بموتته سائر الاعضاء،ناهيک بفتک الامراض الميکروبية المختلفة،و هذا مما يجعل متوسط العمر اقل جدا من السبعين و الثمانين،لا سيما و ان کثيرين يموتون اطفالا. و غاية ما ثبت الآن من التجارب المذکورة ان الانسان لا يموت لانه عمر کذا من السنين،سبعين او ثمانين او مائة او اکثر،بل لان العوارض تنتاب بعض اعضائه فتتلفها،و لارتباط اعضائه بعضها ببعض تموت کلها،فاذا استطاع العلم ان يزيل هذه العوارض،او يمنع فعلها،لم يبق مانع يمنع استمرار الحياء مئات من السنين،کما يحيي بعض انوا الاشجار،و قلما ينتظر ان تبلغ العلوم الطيبة و الوسائل الصحيحة هذه الغاية القصوي،و لکن لا يعبد ان تدانيها فيتضاعف متوسط العمر،او يزيد ضعفين او ثلاثة انتهي.

وان شئت زيادة توضيح علي ذلک فراجع کتابنا «الامامة و المهدوية».

[3] کمال الدين: ج 1 ص 322 ب 31 ح 5؛ البحار: ج 51 ص 217 ب 13 ح 5؛ الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 965؛ اثبات الهداة ج 6 ص 399 ب32 ح 25.

[4] غيبة النعماني: ص 155 ب 10 ح 14؛ البحار: ج 51 ص 225 ب 13 ذيل ح 13 مع اختلاف يسير؛ اثبات الهداة: ج 7 ص 66 و 67 ب 32 ف 27 ح 467.

[5] الخرائج: الخرائج و الجرادح: ج 3 ص 1174؛ کمال الدين: ج 2 ص 390 ب 38 ح 4 رواه عن الامام الرضا عليه السلام مع اختلاف في الراوي،و هناک اختلاف يسير في الحديث؛ البحار: ج 52 ص 152 ب 23 ح 3 رواه عن الامام الرضا عليه السلام،و ج 13 ص 299 ب 10 ح 17 کذلک رواه عن الامام الرضا عليه السلام؛ منتخب الانوار المضيئة: ص 40 رواه عن الامام الحسن العسکري عليه السلام.