في انه يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما
و فيه 148 حديثا
583- [1] الفتن: حدثنا الوليد،عن سعيد،عن قتادة،عن ابي نضرة عن ابي سعيد الخدري -رضي الله عنه -،عن النبي صلي الله عليه [وآله] و سلم قال: يحثي المال حثيا،لا يعده عدا،يملا الارض عدلا کما ملئت جورا و ظلما.
584- [2] الفتن: قال: قال الوليد عن ابي رافع اسماعيل بن رافع،عمن حدثه،عن ابي سعيد الخدري،عن النبي صلي الله عليه [وآله] و سلم قال: تاوي اليه امته کما تاوي النحلة يعسوبها،يملا الارض عدلا کما ملئت جورا،حتي يکون الناس علي مثل امرهم الاول،لا يوقظ نائما،و لا يهريق دما.
585- [3] الفتن: حدثنا ابن وهب،عن الحرث،عن منهال بن عمرو بن زياد،عن ابي نضرة عن ابي سعيد الخدري،عن النبي صلي
[ صفحه 223]
الله عليه [وآله] و سلم،قال: يملا الارض عدلا کما ملئت قبله ظلما و جورا،يملک سبع سنين.
586- [4] المسند: حدثنا عبدالله،حدثني ابي،حدثنا محمد بن جعفر،حدثنا عوف،عن ابي الصديق الناجي،عن ابي سعيد الخدري،قال: قال رسول الله صلي الله عليه [وآله] و سلم: لا تقوم الساعة حتي تمتلي الارض ظلما و عدوانا،ثم يخرج رجل من عترتي،او من اهل بيتي،يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و عدوانا.
587- [5] کنز العمال: عن علي قال: تملا الارض ظلما و جورا حتي يدخل کل بيت خوف و حزن،يسالون در همين و جريبين فلا يعطونه،فيکون قتال بقتال،و يساير بيسار،حتي يحيط الله لهم في مصره،ثم تملا الارض عدلا و قسطا.
588- [6] کمال الدين: حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني،قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي،قال: حدثنا احمد بن يحيي الاحول،قال: حدثنا خلاد المقري،عن قيس بن ابي حصين،عن يحيي بن وثاب،عن عبدالله بن عمر،قال: سمعت الحسين بن علي عليهماالسلام يقول: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلک اليوم حتي يخرج رجل من ولدي فيملاها عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما،کذلک سمعت رسول الله صلي الله
[ صفحه 224]
عليه و آله و سلم يقول.
589- [7] کمال الدين: حدثنا ابي،و محمد بن الحسن - رضي
[ صفحه 225]
الله عنهما - قالا: حدثنا سعد بن عبدالله،و عبدالله بن جعفر الحميري،
[ صفحه 226]
و محمد بن يحيي العطار،و احمد بن ادريس جميعا،عن محمد بن
[ صفحه 227]
الحسين بن ابي الخطاب،و احمد بن محمد بن عيسي،و احمد بن
[ صفحه 228]
محمد بن خالد البرقي و ابراهيم بن هاشم جميعا،عن الحسن بن علي بن
[ صفحه 229]
فضال،عن ثعلبة بن ميمون،عن مالک الجهني؛ و حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار،و سعد بن عبدالله،عن عبدالله بن محمد الطيالسي،عن منذر بن محمد بن قابوس،عن النصر بن ابي السري،عن ابي داود سليمان بن سفيان المسترق،عن ثعلبة بن ميمون،عن مالک الجهني،عن الحارث بن المغيرة النصري،عن الاصبغ بن نباتة،قال: اتيت اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فوجدته متفکرا ينکت في الارض،فقلت: يا اميرالمؤمنين،مالي اراک متفکرا تنکت في الارض،ارغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط،و لکن فکرت في مولود يکون من ظهري،الحاي عشر من ولدي،هو المهدي،يملاها عدلا کما ملئت جورا و ظلما،تکون له حيرة و غيبة،يضل فيها اقوام
[ صفحه 230]
و يهتدي فيها آخرون،فقلت: يا اميرالمؤمنين،و ان هذا لکائن؟ فقال: نعم،کما انه مخلوق،و اني لک بالعلم بهذا الامر يا اصبغ،اولئک خيار هذه الامة مع ابرار هذه العترة،قلت: و ما يکون بعد ذلک؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء،فان له ارادات و غايات و نهايات.
590- [8] کفاية الاثر: اخبرنا ابوالمفضل،قال: [حدثنا] ابوعبدالله جعفر بن محمد العلوي،قال: حدثنا علي بن الحسين [الحسن - خ] بن علي بن عمر،عن ابيه علي بن الحيسن،قال: کان يقول صلوات الله عليه: ادعوا لي ابني الباقر،و قلت لابني الباقر - يعني محمدا - فقلت له: يا ابه،و لم [فلم - خ] سميته الباقر؟ قال: فتبسم،و ما رايته تبسم [يتبسم -خ] قبل ذلک،ثم سجد الله تعالي طويلا،فسمعته يقول في سجوده: اللهم لک الحمد سيدي علي ما انعمت به علينا اهل البيت،يعيد ذلک مرارا،ثم قال: يا بني،ان الامامة في ولده الي ان يقوم قائمنا عليه السلام فيملاها قسطا و عدلا،و انه الامام ابوالائمة،معدن الحلم،و موضع العلم،يبقره بقرا،والله لهو اشبه الناس برسول الله صلي الله عليه وآله و سلم،قلت [فقلت - خ]: فکم الائمة بعده؟ قال: سبعة،و منهم المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان.
591- [9] دلائل الامامة: و باسناده (اي ابوالحسين محمد بن هارون بن موسي،عن ابيه) عن ابي علي النهاوندي،قال: حدثنا ابوالقاسم بن ابي حية،قال: حدثنا اسحاق بن ابي اسرائيل،قال: حدثنا
[ صفحه 231]
ابوعبيدة الحداد،قال: حدثنا عبدالواحد بن واصل السدوسي،قال: حدثنا عوف،عن ابي الصديق الناجي،عن ابي سعيد الخدري،قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم: لاتقوم الساعة حتي تملا الارض ظلما و عدوانا،ثم يخرج رجل من عترتي،او قال: من اهل بيتي،يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و عدوانا.
592- [10] غيبة الشيخ: و بهذا الاسناد (اي ابراهيم بن سلمة،عن احمد بن مالک الفزاري،عن حيدر بن محمد الفرازي،عن عباد بن يعقوب،عن نصر بن مزاحم،عن محمد بن مروان،عن الکلبي،عن ابي صالح)،عن ابن عباس في قوله تعالي: (اعملوا ان الله يحيي الارض بعد موتها) يعني: يصلح الارض بقائم آل محمد بن (بعد موتها) يعني: من بعد جور اهل مملکتها،(قد بينا لکم الآيات) بقائم آل محمد (لعلکم تعقلون).
593- [11] دلائل الامامة: اخبرني ابوالحسين محمد بن هارون،عن ابيه،قال: حدثنا ابوعلي الحسن بن محمد النهاوندي،قال: حدثنا العباس بن مطر الهمداني،قال: حدثنا اسماعيل بن علي المقري،قال: حدثنا محمد بن سليمان،قال: حدثني ابوجعفر العرجي،عن محمد بن يزيد،عن سعيد بن عباية،عن سلمان الفارسي،قال: خطبنا اميرالمؤمنين بالمدينة،و قد ذکر الفتنة و قربها،ثم ذکر قيام القائم من ولده،و انه يملاها عدلا کما ملئت جورا... الحديث بطوله.
[ صفحه 232]
594- [12] الکافي: احمد بن ادريس،عن محمد بن احمد،عن جعفر بن القاسم،عن محمد بن الوليد الخزاز،عن الوليد بن عقبة،عن الحارث بن زياد،عن شعيب،عن ابي حمزة،قال: دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام فقلت له: انت صاحب هذا الامر؟ فقال: لا،فقلت: فولدک؟ فقال: لا،فقلت: فولد ولدک هو؟ قال: لا،فقلت: فولد ولد ولدک؟ فقال: لا،قلت: من هو؟ قال: الذي يملاها عدلا کما ملئت ظلما و جورا،علي فترة من لائمة،کما ان رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم بعث علي فترة من الرسل.
595- [13] فرائد السمطين: حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري،[قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري،قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري]،عن محمد بن اسماعيل بن بزيع،عن صالح بن عقبة،عن ابيه،عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر،عن ابيه سيد العابدين علي بن الحسين،عن ابيه سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب،عن ابيه سيد الاوصياء امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضوان الله عليهم اجمعين،قال: قال
[ صفحه 233]
رسول الله صلي الله عليه [وآله] و سلم: المهدي من ولدي،تکون له غيبة و حيرة تضل فيها الامم،ياتي بذخيرة الانبياء عليهم السلام،فيملاها عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما.
596- [14] تفسير فرات الکوفي: قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا،عن ابي جعفر عليه السلام: قال: قال الحارث الاعور للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم جعلت فداک،اخبرني عن قول الله في کتابه: (والشمس و ضحيها) قال: ويحک يا حارث،ذلک محمد رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم،قلت: جعلت فداک،قوله: (والقمر اذا تليها) قال: ذلک امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يتلو محمدا صلي الله عليه وآله قال: قلت: (والنهار اذا جليها) قال: ذلک القائم من آل محمد صلي الله عليه وآله و سلم،يملا الارض قسطا و عدلا.
597- [15] النکت الاعتقادية: عن النبي صلي الله عليه وآله: لو لم يبق من الدنيا الا ساعة واحدة لطول الله تلک الساعة حتي يخرج رجل من ذريتي،اسمه کاسمي،و کنيه ککنيتي،يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما،يجب علي کل مخلوق متابعته.
598- [16] المحکم و المتشابه: في قوله تعالي: (الله نور السماوات
[ صفحه 234]
والارض...) الآية،عن تفسير النعماني،بسنده عن الصادق عليه السلام،عن اميرالمؤمنين عليه السلام: فالمشکاة رسول الله صلي الله عليه وآله،و المصباح الوصي و الاوصياء عليهم السلام،و الزجاجة فاطمة عليهاالسلام،و الشجرة المبارکة رسول الله صلي الله عليه وآله،و الکوکب الدري القائم المنتظر الذي يملا الارض عدلا.
ويدل عليه ايضا الاحاديث 227،226،225،221،219،217،216،205،194،181،165،161،160،153،149،95،91،80،72) و فيه: يملا الله عزوجل به الارض نورا بعد ظلمتها وعدلا بعد جورها و علما بعد جهلها)،371،370،367،366،365،360،353،346،339،321،295،291،281،280،275،272،263،259،257،254،253،249،247،246،241،235 (و فيه: ظلما و جورا و عدوانا)،492،485،484،463،461،460،458،454،453،451،431،429،428،406،404،400،396،390،382،378،375،374 (و فيه: يملا الارض عدلا کما ملئت جورا)،983،950،910،859،828،810،807،806،796،791،775،764،748،726،701،670،653،612،581،570،567،564،563،557،556،555،551،548،547،544،543،541،535،532،528،527،524،513،511،508،507،505،502،،500،498،497،494
[ صفحه 235]
(و فيه: يملا الارض حقا و عدلا)،1155،1136،1130،1129،1113،1101،1097،1095،1094،1028 الي 1195،1160 (وفيه: قسطا و عدلا و نورا و برهانا)،1204،1198.
[ صفحه 236]
پاورقي
[1] الفتن: ج 5 ص 192 ب سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه.
[2] الفتن: ج 5 ص 192 و 193 ب سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه.
[3] الفتن: ج 5 ص 193 ب سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه،کشف الغمة: ج 2 ص 468 مختصرا.
[4] المسند: ج 3 ص 36،کنز العمال: ج 14 ص 271 ح 38691،عقدالدرر: ص 16 ب 1 و ص 36 و 37 ب 3،دلائل الامامة: ب معرفة وجوب القائم ص 249 ح 40،البحار: ج 51 ص 82 ب 1 ح 22 مما جمعه الحافظ ابونعيم.
[5] کنز العمال: ج 14 ص 586 ح 39659.
[6] کمال الدين: ج 1 ص 317 و 318 ب 30 ح 4،البحار: ج 51 ص 133 ب 3 ح 5 اعلام الوري: ص 401 و 402 ف 2 ب 1.
[7] کمال الدين: ج 1 ص 288 و 289 ب 26 ح 1.
اقول: و لايخفي وضوح المراد من قوله عليه السلام: «الحادي عشر من ولدي»،و ان المراد منه الامام الحادي عشر من ولده عليه السلام،و هو المهدي - روحي لمقدمه الفداء - و سنده الاول صحيح جدا.
غيبة النعماني: ص 60 و 61 ب 4 ح 4 نحوه،و فيه: «و لکن فکري في مولود يکون من ظهري،هو المهدي الذي يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا،تکون له حيرة و غيبة يضل فيها اقوام و يهتدي فيها آخرون،فقلت: يا اميرالمؤمنين،فکم تکون تلک الحيرة و الغيبة؟ فقال: سبت من الدهر... الحديث». و ليس فيه «الحادي عشر من ولدي». نعم،نقل عن بعض النسخ: «من ظهر الحادي عشر من ولدي» و لم يعلم انه من اختلاف نسخ الکتاب او اختلاف متون الکتب. و کيف کان فالنسخة التي جعلها الاصل الفاضل الخبير القمي لطبعته الاولي،و صححها و طابقها مع النسخ المتعددة القديمة ليست فيها هذه الزيادة،لا باللفظ الاول و لا باللفظ الثاني.
هذا و لا يخفي عليک ان مايستفاد من البحار من موافقة متن «غيبة النعماني» لمتن «الکافي» في الجواب عن سؤال مدة الحيرة و الغيبة لا يوافق النسخ الموجودة عندنا من «غيبة النعماني»؛ لانه قال: «فقال: سبت من الدهر»،و مافي الکافي غير ذلک،و سياتي متنه بلفظ. و السبت من الدهر: برهة منه،يجوز ان تکون طويلة او قصيرة.
و کذا لايطابق متن «الاختصاص» حسب نسخته المطبوعة من النسخ المخطوطة القديمة لمتن الکافي ايضا،و ليس فيه السؤال عن مدة الحيرة و الغيبة.
الاختصاص: ص 209 ف اثبات الائمة الاثني عشر عليهم السلام نحوه،الا انه قال: «و لکني فکرت في مولود يکون من ظهر الحادي عشر من ولدي،هو المهدي الذي...». و هذا المتن بظاهره غير مستقيم،فان الامام الحسن العسکري والد مولانا المهدي عليهماالسلام هو التاسع من ولد امير المؤمنين عليه السلام،و لذا قال العلامة المجلسي -قدس سره - في «مرآة العقول»: فالمعني من ظهر الامام الحادي عشر و «من ولدي» نعت مولود... الخ.
دلائل الامامة: ص 289 ف معرفة ماورد من الاخبار في وجوب الغيبة نحو ما في الاختصاص،الا انه قال في آخره: «فقلت: يا اميرالمؤمنين،فکم تکون تلک الحيرة،و تلک الغيبة؟ قال عليه السلام: و اني بذلک؟ فکيف لک العلم بهذا الامر يا اصبغ،اولئک خيار هذه الامة مع ابرابر هذه العترة».
کفاية الاثر: ح 2 ب 29 ص 219 و 220 نحوه،و فيه: «و لکني فکرت في مولود يکون من ظهري الحادي عشر من ولدي،هو المهدي،يملاها عدلا کما ملئت جورا و ظلما،و يکون له حيرة و غيبة،يضل فيها اقوام و يهتدي فيها آخرون... الحديث بتمامه» فلم يذکر تمام الحديث.
الکافي: ج 1 ص 338 ح 7 نحوه،الا انه قال: «فقلت: يا اميرالمومنين،و کم تکون الحيرة و الغيبة؟ قال: ستة ايام،او ستة اشهر،او ست سنين»،و قال في آخره: «فان له بداءات و ارادات و غايات و نهايات». و اختلف النسخ في قوله: «من ظهر الحادي عشر من ولدي»،ففي النسخة المطبوعة الجديدة من «مرآة العقول» ذکره «من ظهري»،و لکن يعلم من شرح العلامة المجلسي - قدس سره - ان ما جعله الاصل لشرحه کان: «من ظهر»،و لکن صرح بان في بعض نسخ الکتاب: «من ظهري»،و في النسخة المطبوعة الجديدة من الکافي ذکره: «من ظهر»،و في البحار عن الکافي ذکره: «من ظهري».
غيبة الشيخ: ص 103 و 104 نحو الکافي،اثبات الوصية ايضا نحو الکافي،و فيه: «من ظهري»،ورواه عن الکافي في اثبات الهداة: ج 6 ص 357 و 358 ب النصوص علي امامة صاحب الزمان ح 20 مقطعا،و فيه: «من ظهري»،و اسقط السؤال و الجواب عن مدة الحيرة و الغيبة،کما اسقط ذيل الحديث،و لعله صنع هکذا لانه لم ير الاعتماد بما اسقط لمخالفته مع سائر متون الحديث و غيره من الاحاديث.
و لا يخفي عليک ان ما في الکافي من الجواب عن مدة الحيرة بظاهره لا يستقيم مع ما يدل عليه قوله عليه السلام: «تکون له غيبة و حيرة يضل فيها اقوام و يهتدي فيها آخرون» من تعظيم امر الغيبة،و امتحان الناس بها،و استقرار من يضل علي الضلالة و من يهتدي علي الهداية،و الغيبة و الحيرة في ستة ايام لا توجب الحيرة و ضلالة الاقوام،و کذا ستة اشهر و ست سنين،و ترتفع بانقضاء هذه المدة،دون ما اذا امتدت مدتها و طالت،فانه يضل فيها اقوام و يستمر ضلالتهم.
وخلاصة الکلام ان متن الحديث في الکافي مضطرب جدا،و لا حاجة الي تاويله بالتکلف بعد ضعف سنده،و بعد ما روي بسند صحيح،و بلفظ مستقيم خال عن الاضطراب،موافق لسائر الروايات،و هو ما اخرجه الصدوق - قدس سره - في کمال الدين في احد سنديه لهذا الحديث: عن ابيه و محمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا سعد بن عبدالله... الي آخر ما ذکرنا عنه في المتن،و هذا الطريق صحيح،فالاعتماد عليه و لااعتماد علي غيره بعد ما فيه من الاضطراب،و اختلاف النسخ،و ضعف السند،لعلة جهالة بعض رجاله.
نعم،يجوز الاعتماد بلفظ مثل غيبة النعماني و کفاية الاثر،لعدم اضطراب متنهما،و جبر ضعف سند هما بموافقة متنهما لسائر الروايات.
ان قلت: ان الشيخ روي الحديث في غيبته بسند صحيح،و فيه السؤال عن مدة الحيرة و الغيبة،و الجواب عنه کما في الکافي.
قلت: بعدما اخرج في «الکافي» بسند فيه بعض المجاهيل،و اخرج الشيخ الحديث بلفظ «الکافي» بسندين،احدهما: سند الکافي الضعيف،و الثاني: غيره و هو الصحيح،و الظاهر انه اختصار سند الصدوق في «کمال الدين»،و هو الذي اعتمدنا عليه،يعرف الحاذق في الرواية ان لفظ الحديث في غيبة الشيخ لفظ الحديث في غيبة الشيخ لفظ سند الکافي،و لو تنزلنا عن ذلک فلا اقل لايثبت به رواية هذا المتن المضطرب المعلوم اخراجه باطريق الضعيف من الطرايق الصحيح ايضا.
هذا تمام کلمنا في سند الحديث في «الکافي» و متنه،و يضاف علي کل ذلک استقامة متن «غيبة النعماني» الذي کان کاتب شيخنا الکليني - قدس سرهما - و انما اطنبنا الکلام في الحديث لا لمسيس الحاجة في اثبات امر الغيبة و ما يرتبط الهيا به - لغنائنا عنه بفضل الاحاديث الکثيرة المتواترة - بل للاشارة الي عدم لزوم ارتکاب بعض التکلفات و التاويلات الذي لا يقع موقع القبول،و ربما يصير سببا لاثارة بعض الشبهات في بعض النفوس،والله هو الهادي الي الصواب.
و يشبه متن «الکافي» لهذا الحديث متن حديث اخرجه الصدوق في «کمال الدين»: ج 1 ص 323 و 324 ح 8 ب 31،بسند فيه ايضا بعض من لم نظفر به في کتب الرجال عن مولانا زين العابدين عليه السلام،و هذا المتن ايضا مشتمل علي بيان مدة الغيبة القصري،فقال: «ان للقائم منا غيبتين،احداهما اطول من الاخري،اما الاولي فستة ايام او ستة اشهر او ست سنين،و اما الاخري فيطول امدها،حتي يرجع عن هذا الامر اکثر من يقول به،فلا يثبت عليه الا من قوي يقينه،و صحت معرفته،و لم يجد في نفسه حرجا مما قضينا،و سلم لنا اهل البيت»،و الکلام فيه ايضا يظهر مما ذکرنا في حديث الکافي،و نضيف اليه: ان الغيبة بالمعني الذي يراد منها في مثل هذه المقامات لا يصحح اطلاقها علي ستة ايام او ستة اشهر،و ان هذا الخبر بظاهره معارض لما في الکافي،و لا يصح الجمع بينهما بالاطلاق و التقييد،فلا يؤيد هذا الخبر بحديث الاصبغ کما صنع شيخنا العلامة المجلسي - قدس سره -،کما لا يؤيد حديث الاصبغ ايضا به،و الاولي رد علم مثل هذه الاحاديث الي اهله.
ثم لا يخفي عليک انه لا يصح توجيه ما في هذه الرواية مع سندها الضعيف و متنها المضطرب من تحديد مدة الغيبة بستة ايام او ستة اشهر أو ست سنين،بالقول بالبداء الذي هو من اهم ما ابتني عليه تحقق مصالح النبوات و فوائد بعث الرسل و انزال الکتب،بل نظام الدين و الدنيا و التشريع والتکوين،لانا انما نقول به في الموارد التي ثبت بالعقل و الشرع جواز وقوعه فيها،کالآجال و الامراض و الارزاق و المنايا و البلايا بالدعاء و الصدقة و صلة الرحم،بل بالعلاج بالادوية،و کل عمل يوثر فعله او ترکه في تقديم الاجل او تاخيره،و في دفع البلاء و تغيير النعم و زوالها و زيادتها،کما حققناه في محله،قال الله تعالي: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الکتاب)،قال: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم)،و قال: (و لو ان اهل القري آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم برکات من السماء و الارض و لکن کذبوا فاخذناهم بما کانو يکسبون)،و قال (لئن شکرتم لا زيدنکم و لئن کفرتم ان عذابي لشديد)،و في الحديث: «سوسوا ايمانکم بالصدقة،و حصنوا اموالکم بالزکاة،و ادفعوا امواج البلاء بالدعاء»،وروي: «صلة الرحم تزيد في العمر،و تدفع ميتة السوء،و تنفي الفقر».
و اما في غير هذه الموارد مما دل الدليل العقلي او النقلي علي عدم وقوع البداء فيه،کاخبار الانبياء بنبوة نبينا صلي الله عليه وآله،و اخبار کل واحد منهم بنبوة من ياتي بعده،و اخبار النبي صلي الله عليه وآله بامامة اميرالمؤمنين عليه السلام و مواضعه و ما يقع بينه و بين المنافين و الناکثين و القاسطين،و اخباره بامامة الائمة من ولده الي الامام الثاني عشر عليهم السلام،و اخبار کل امام بامامة من يلي بعده وبصفاتهم و علائمهم،و اخبار الله تعالي بظهور هذا الدين علي الدين کله،و خروج دابة الارض،و غير ذلک مما جاء في الکتاب،او ثبت الاخبار به بالسنة من البشارات و الانذارات و ما يعد من امارات النبوة و الامامة،و الاخبار بالملاحم و الفتن و احوال البرزخ و القيامة فلا يقع البداء فيها؛ لاستلزامه نقض الغرض الکامن في النبوات و قاعدة اللطف،و تکذيب الرسل و الاولياء،الا تري انه لا يصح دعوي وقوع البداء بل و ابداء احتمال ذلک في اخبار الانبياء السالفة و تنصيصاتهم برسالة رسول الله صلي الله عليه وآله و بسماته و صفاته،و ان مولده مکة المکرمة و مهجره المدينة المنورة،فکما لايقبل من احد لم يکن مولده مکة و مهجره مدينة دعوي النبوة بدعوي وقوع البداء في ذلک،کذلک لا يسمع من احد انکار نبوة منتحقق له ذلک بوقوع البداء في ذلک او احتمال وقوعه فيه؛ فالضرورة قاضية علي عدم جواز وقوع وقوع البداء في هذه الامور،و الا لبطلت النصوص،و لم يصح الاحتجاج بها بمثل قوله تعالي: (الذين آتيناهم الکتاب يعرفونه کما يعرفون ابناءهم)،و الدلائل و العلائم المذکورة في الاحاديث لمولانا المهدي - بابي هو و امي - التي عرف عليه السلام بها حکمها حکم النصوص التي تلوناها عليک،و من ذلک الاخبار بغيبته القصري و الطولي،و ان علم مدتها کعلم الساعة عند الله تعالي،و علي هذا لا يجوز تصحيح ماجاء في بعض الفاظ خبر واحد عرفت حاله سندا ومتنا بان مدة الغيبة و الحيرة في راس ست سنين لم تنقض لوقوع البداء في ذلک فامتدت الي وقت لا يعلمه لا الله تعالي،فلو کان هذا الخبر بهذا اللفظ علي ظاهره صحيح السند و مستقيم المتن لکان عدم انقضاء مدة الغيبة في تلک المدة اقوي شاهد علي عدم اعتباره و وقوع سهو او اشتباه فيه لعدم جواز وقوع البداء فيه،فضلا عما فيه ضعف السند و المتن،و مخالفته لمتنه المستقيم المروي بالسند الصحيح،و کونه معارضا للاخبار المتواترة.
و قد ظهر لک مما تلونا عليک ان اوصاف مولانا المهدي - بابي هو و امي - و خصائصه و علائم ظهوره - کامتلاء الارض جورا و ظلما و امتلائها به قسطا وعدلا،و حکمومته العالمية،و فتح مشارق الارض و مغاربها علي يده،و ظهور الاسلام به علي جميع الاديان،و غير ذلک مما هو مصرح في الکتاب او السنة - لا يجوز ان يقع فيها البداء،اللهم الا ما صرح في الاحاديث الصحيحة بعدم حتميتها. نعم يجوز وقوع البداء في وقت ظهوره الذي لم نعلم وقته المعلوم،و لذا ندعو الله لتعجيل الفرج کما امرنا به،فالله تعالي ان شاء يعجل ذلک و يهيي اسبابه،فانه علي ما يشاء قدير.
فان قلت: اذا کان وقته معلوما عندالله تعالي فما فائدة الدعاء لتعجيل فرجه،و کيف يؤثر الدعاء فيه؟
قلت: هذا الاشکال هو الاشکال علي تاثير الدعاء في قضاء الحوائج،و علي طلب المطالب من الله تعالي،و استجابته للدعاء و کفاية مهمات عباده،و علي تأثير الصدقة وصلة الرحم في تاخير الاجل،و تاثير قطع الرحم في تقديمه،و تاثير الاعمال الصالحة و الشکر في بقاء النعم و تزييدها من الله تعالي،مع ان کل ذلک معلوم له تعالي،و هو عالم بجميع الاشياء من الازل قبل وجودها،لا يتغير علمه و لا يزيد في علمه شي ء و لا يزاد في علمه،منزه عن کل ما فيه و صمة الجهل و النقص،و مقدس من ان يظهر له امر علي خلاف ما علم او بعد خفائه عنه. و قد اجبنا عن هذا الاشکال مفصلا في رسالتنا في البداء،و اجماله: ان هذه الشبهة و شبهة المجبرة ترتضعان من ثدي واحد،و جوابها: اولا: ان علمه تعالي قد تعلق بوقوع الفرج في الوقت المعلوم بتاثير دعاء المؤمنين لتعجيله فيه،فلو کان تعلقه به موجبا لعدم ثاثير الدعاء فيه لزم الخلف،و تخلف العلم عن المعلوم.
و ثانيا: ان العلم بالشي ء لايکون علة لوجوب وجوده؛ لان المعلوم مع غض النظر عن تعلق العلم به ان کان وجب وجوده بواسطة وجود علته،و لذا صار وجوده متعلقا للعلم،فلا معني لتاثير العلم في وجوب وجوده،و ان لم يجب وجوده بحيث کان تعلق العلم به علة لوجوده او من اجزاء علته يلزم الدور المحال؛ لتوقف العلم به علي وجوده في ظرفه،و توقف وجوده علي وجوبه تحقق علته،و تحقق علته متوقف علي العلم به.
و تمام الکلام يطلب من رسالتنا،و من کتب الاصحاب في البداء.
اعلام الوري: ر 4 ق 2 ب 2 ف 2،و جاء فيه «يکون عن ظهري الحادي عشر من ولدي».
[8] کفاية الاثر: 238-237 ب 32 ح 2،البحار: ج 36 ص 389-388 ب 44 ح 3 عن الکفاية،و في سنده: «علي بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسين،عن حسين بن زيد،عن عمه عمر بن علي،عن ابيه».
[9] دلائل الامامة: ص 249 ح 40.
[10] غيبة الشيخ: ص 175 ح 131،البحار: ج 51 ص 53 ب 5 ح 32،اثبات الهداة: ج 3 ص 501 ب 32 ف 12 ح 287 و ص 581 ف 59 ح 762،منتخب الانوار المضيئة: ص 18،المحجة: ص 221 و 222.
[11] دلائل الامامة: ص 253.
[12] الکافي: ج 1 ص 341-340 ب 138 ح 21،غيبة النعماني: 187-186 ب 10 ح 38،مرآة العقول: ج 4 ص 54 ح 21،قال المجلسي - قدس سره -: «الفترة بين الرسولين هي الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة،و اختفي فيه الاوصياء،و المراد بفترة من الائمة خفاؤهم و عدم ظهورهم في مدة طويلة،او عدم امام قادر قاهر،فتشمل ازمنة سائر الائمة سوي اميرالمؤمنين،و الاول اظهر».
[13] فرائد السمطين: ج 2 ص 335 ح 587،ينابيع المودة: ص 448 ب 94،کمال الدين: ج 1 ص 287 ب 25 ح 5،اعلام الوري: ر 4 ق 2 ب 2 ف 2،البحار: ج 51 ص 72 ب 1 من ابواب النصوص ح 17،غاية المرام: ص 695 ب 141 ح 30 و ص 695 ب 142 ح 23،اثبات الهداة: ج 3 ص 461 ب 32 ف 5 ح 105.
[14] تفسير فرات الکوفي: ص 212،راجع في ذلک «تاويل الآيات الظاهرة» تجد فيه احاديث اخري،عن الحلبي،و عن الفضل ابي العباس،و عن سليمان الديلمي في کلها تاول قوله تعالي: (والنهار اذا جليها) بالقائم عليه السلام و قيامه.
[15] النکت الاعتقادية: ص 35.
[16] المحکم المتشابه: ص 27،اثبات الهداة: ج 2 ص 506 ب 9 ف 26 ح 468.
و مما يناسب ذکره هنا ما في الکني و الالقاب في الجزء الثالث ص 68 و 69 في «قفطان» عن اعيان الشيعة: ان الشيخ محمد طه نجف روي عن الشيخ احمد بن الشيخ حسن بن الشيخ علي النجفي الفاضل الاديب الشاعر المتوفي (1293 ه) انه راي الامام المنتظر عليه السلام فيما يري النائم و عاتبه،فاجابه بهذين البيتين:
لنا ابوبة من بعد غيبتنا العظمي
فنملاها عدلا کما ملئت ظلما
سينجز و عدي قل لمن يکفرون لي
لقد کان ذا حقا علي ربنا حتما.