في ذکر بعض الآيات المبشرة بظهوره
او المؤولة ببعض ماهو من علائم ظهوره،و ما يقع قبل ذلک و حينه و بعده
و هذا اما بحسب الروايات المأثورة في التفسير،او اقول المفسرين جريا و تطبيقا عليه،فلا ينافي تطبيقها علي غيره من الموارد.
نعم بعض هذه الآيات بحسب ظاهرها او ما ورد في تفسيرها مختصة به،کما سيظهر لک فيما نذکر منها،و عدد ما نذکر في هذا الباب من الآيات،او نشير اليه مما ذکر تفسيره في سائر الابواب 28 آية،و من الروايات الواردة في تفسيرها کذلک 82 حديثا.
و لا يخفي عليک ان الآيات المؤولة بظهوره عليه السلام کثيرة جدا تتجاوز علي ما احصاه بعضهم عن المائة و الثلاثين،و الف بعضهم في ذلک کتابا مفردا،و نحن ذاکرون -ان شاء الله تعالي - نموذجا لا استقصاء،فنقول:
منها: قوله تعالي: (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلوة و مما رزقناهم ينفقون) [1] .
[ صفحه 21]
310- [2] - کمال الدين: حدثنا محمد بن موسي المتوکل -رضي
[ صفحه 22]
الله عنه - قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار،قال: حدثنا احمد
[ صفحه 23]
ابن محمدبن عيسي،عن عمر بن عبدالعزيز،عن غير واحد من
[ صفحه 24]
اصحابنا،عن داود بن کثير الرقي،عن ابي عبدالله عليه السلام في قول
[ صفحه 25]
الله عزوجل: (الذين يومنون بالغيب) يعني من [آمن] اقر بقيام القائم انه الحق.
و منها: قوله تعالي: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين) [3] .
311- [4] نهج البلاغة: قال عليه السلام: لتعطفن الدنيا علينا
[ صفحه 26]
بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها،وتلا عقيب ذلک قوله تعالي:
(و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين). قال ابن ابي الحديد في شرحه: ان اصحابنا يقولون: انه وعد بامام يملک الارض و يستولي علي الممالک.
و في شواهد التنزيل: اخبرنا عبدالرحمان بن الحسن،اخبرنا محمد بن ابراهيم بن سلمة،اخبرنا محمد بن عبدالله بن سليمان،اخبرنا يحيي بن عبدالحميد الحماني،اخبرنا شريک،عن عثمان،عن
[ صفحه 27]
ابي صادق،عن ربيعة بن ناجذ،قال: علي عليه السلام: لتعطفن علينا الدنيا عطف الضروس علي ولدها. ثم قرا (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض...) الآية. وروي نحوه اضا بسنده عن ربيعة.
312- [5] تفسير فرات: قال: حدثنا الحسين بن سعيد معنعنا،عن علي عليه السلام قال: من اراد ان يسال عن امرنا و امر القوم فانا و اشياعنا يوم خلق الله السماوات و الارض علي سنة موسي و اشياعه،و ان عدونا و اشياعه يوم خلق السماوات والارض علي سنة فرعون و اشياعه،فليقرا هؤلاء الآيات من اول السورة (يعني القصص)الي قوله: (يحذرون)،و اني اقسم بالله الذي فلق احبة و برا النسمة الذي انزل الکتاب علي محمد صلي الله عليه وآله و سلم صدقا وعدلا ليعطفن عليکم هولاء عطف الضروس علي ولدها.
313- [6] شواهد التنزيل: اخبرني ابوبکر المعمري،اخبرنا ابوجعفر القمي،اخبرنا محمد بن عمر الحافظ ببغداد،اخبرنا محمد بن الحسين،اخبرنا احمد بن عثم بن حکيم،اخبرنا شريح بن مسلمة،عن ابراهيم بن يوسف،عن عبدالجبار،عن الاعمش الثقفي،عن ابي صادق،قال: علي عليه السلام: هي لنا،او فينا هذه الآية: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نحعلهعم الوارثين).
[ صفحه 28]
314- [7] تفسير فرات: قال حدثنا فرات بن ابراهيم الکوفي معنعنا،عن ابي المغيرة،قال: قال علي عليه السلام: فبنا نرات هذه الآية: (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين).
315- [8] تفسير فرات: قال: حدثني علي بن محمد بن علي الزهري معنعا،عن ثوير بن ابي فاختة،قال: قال علي بن الحيسن عليهماالسلام: تقرا القرآن؟ قال:قلت: نعم،قال: فاقرا طسم سورة موسي و فرعون،قال: فقرات اربع آيات من اولها الي قوله: (و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين...) الاية،قال لي: مکانک حسبک،والذي بعث محمدا صلي الله عليه وآله و سلم بالحق بشرا و نذيرا،ان الابرار منا اهل البيت و شيعتهم بمنزله موسي و شيعته.
316- [9] تفسيرفرات الکوفي:قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا،عن زيد بن سلام الجعفي قال: دخلت علي ابي جعفر عليه السلام فقلت: اصلحک الله،ان خيثمة الجعفي حدثني عنک انه سالک عن قوله: (و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين)،و انک حديثه: انکم الائمة و انکم الوارثين،قال: صدق والله خميثة،لهکذا حدثيه.
317- [10] غيبة الشيخ: عنه (محمدبن علي)،عن الحسين بن
[ صفحه 29]
محمد القطعي،عن علي بن حاتم،عن محمد بن مروان،عن عبيد بن يحيي الثوري،عن محمد بن الحسين،عن ابيه،عن جده،عن علي عليه السلام في قوله تعالي: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين)،قال: هم آل محمد،يبعث الله مهديهم بعد جهدهم ليعزهم و يذل عدوهم.
318- [11] الانوار المضئة: باسناده عن محمد بن احمد الايادي،يرفعه الي اميرالمومنين عليه السلام قال: المستضعفون في الارض المذکورون في الکتاب الذين يجعلهم الله ائمة نحن اهل البيت،يبعث الله مهديهم فيعزهم و يذل عدوهم.
319- [12] الانوار المضيئة: روي انه تلي بحضرته (يعني: اباعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام): (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض...) فهملت عيناه،و قال: نحن والله المستضعفون.
منها: قوله تعالي: (و لقد کتبنا في الزبور من بعد الذکر ان الارض يرثها عبادي الصالحون). [13] .
320- [14] ما نزل من القرآن في اهل البيت عليه السلام: حدثنا احمد بن محمد،عن [ابن- خ] احمد بن الحسين،عن ابيه،عن حسين
[ صفحه 30]
ابن محمد بن عبدالله بن الحسن،عن ابيه،عن ابي جعفر عليه السلام قال: قوله عزوجل: (ان الارض يرثها عبادي الصالحون) هم اصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان.
321- [15] التبيان: عن ابي جعفر عليه السلام: ان ذلک وعد للمؤمنين انهم يرثون جميع الارض.
وفي مجمع البيان: قال ابوجعفر عليه السلام: هم اصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان. ويدل علي ذلک مارواه الخاص و العام عن النبي صلي الله عليه وآله و سلم انه قال: لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يبعث رجلا صالحا من اهل بيتي،يملا الارض عدلا و قسطا کما ملئت ظلما و جورا. [قال]: و قد اورد الامام ابوبکر احمد بن الحسين البيهقي في کتاب «البعث و النشور» ابخارا کثيرة في هذا المعني حدثنا بجميعها عنه حافده ابوالحسن عبيدالله بن محمد بن احمد في شهور سنة ثماني عشرة و خمسمائة... الي ان قال: و من جملتها ما حدثنا ابوالحسن حافده عنه قال: اخبرنا ابوعلي الرودباري،قال: اخبرنا ابوبکر بن داسة،قال: حدثنا ابوداود السجستاني في کتاب «السنن» عن طرق کثيرة ذکرها،ثم قال: کلهم عن عاصم المقري،عن زيد،عن عبدالله،عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يبعث فيه رجلا مني او من اهل بيتي،و في بعضها: يواطي اسمه اسمي،يملا الارض قسطا
[ صفحه 31]
و عدلا کما ملئت ظلما و جورا.
322- [16] تفسير القمي: قوله: (و لقد کتبنا في الزبور من بعد
[ صفحه 32]
الذکر) قال: الکتب کلها ذکرو (ان الارض يرثها عبادي الصالحون) قال
[ صفحه 33]
-يعني الباقر عليه السلام -: القائم عليه السلام و اصحابه،قال و «الزبور» فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء.
ومنها: قوله تعالي: (و انه لعلم للساعة) [17] .
323- [18] قال ابن حجر في الصواعق في الفصل الذي عقده في
[ صفحه 34]
الآيات الوردة فيهم (يعني: في اهل البيت عليهم السلام): الآية الثانية عشرة: قوله تعالي: (وانه لعلم للساعة) قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسرين: ان هذه الآية نزلت في المهدي،و ستاتي الاحاديث المصرحة بانه من اهل بيت النبوي،و حينئذ ففي الآية دلالة علي البرکة في نسل فاطمة و علي رضي الله عنهما،و ان الله ليخرج منهما کثيرا طيبا،و ان يجعل نسلهما مفاتيح الحکمة و معادن الرحمة... الي آخره. و في اسعاف الراغبين: قال مقاتل بن سليمان و تبعه من المفسرين في قوله تعالي: (وانه لعلم للساعة) [19] : انها نزلت في المهدي. و في نور الابصار: عن مقاتل و من تبعه من المفسرين في تفسير الاية المذکورة: هو المهدي يکون في آخر الزمان،و بعد خروجه تکون امارات الساعة و قيامها.
ومنها: قوله تعالي: (هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون) [20] .
324- [21] التبيان: قال ابوجعفر عليه السلام: ان ذلک يکون عند
[ صفحه 35]
خروج القائم. و في مجمع البيان: قال ابوجعفر عليه السلام: ان ذلک يکون عند خروج المهدي من آل محمد،لا يبقي احد الا اقر بحمد صلي الله عليه وآله و سلم.
325- [22] - البيان: قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عزوجل: (ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون) قال: هو المهدي من عترة فاطمة عليهاالسلام.
326- [23] علي بن محمد،عن بعض اصحابنا،عن ابن محبوب،عن محمد بن الفضيل،عن ابي الحسن الماضي عليه السلام (في حديث قال:) قلت: (ليظهر علي الدين کله)،قال: يظهره علي جميع الاديان عند قيام القائم،قال: يقول الله: (والله متم نوره) ولاية القائم... الحديث.
327- [24] کتاب فضل بن شاذان: حدثنا صفوان بن يحيي - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن حمران،قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: ان القائم منا منصور بالرعب،مويد بالنصر،تطوي
[ صفحه 36]
له الارض،و تظهر له الکنوز کلها،و يظهر الله تعالي به دينه علي الدين کله ولو کره المشرکون،و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب،فلا يبقي في الارض خراب الا عمر،و ينزل روح الله عيسي بن مريم عليهماالسلام فيصلي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول الله،متي يخرج قائمکم؟ قال: اذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال،و اکتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء و رکب ذات الفروج السروج،و قبلت شهادة الزور،و ردت شهادة العدول،و استخف الناس بالدماء،و ارتکاب الزنا،واکل الربا و الرشا،و استيلاء االاشرار علي الابرار،و خروج السفياني من الشام،و اليماني من اليمن،و الخسف بالبيداء،و قتل غلام من آل محمد صلي الله عليه وآله وسلم بين الرکن و المقام اسمه محمد بن محمد،و لقبه النفس الزکية،و جاءت صيحة من السماء بان الفائزين علي و شيعته،فعند ذلک خروج قائمنا،فاذا خرج اسند ظهره الي الکعبة،واجتمع عنده ثلاثمائة و ثلالة عشر رجلا،و اول ما ينطق به هذه الآية: (بقية الله خيرلکم ان کنتم مؤمنين)، [25] ،ثم يقول: انا بقية الله و حجته و خليفته عليکم،فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليک يا بقية الله في ارضه،فاذا اجتمع العقد و هو عشرة آلاف خرج من مکة،فلا يبقي في الارض معبود دون الله عزوجل من صنم و وثن و غيره الا وقعت فيه نار فاحترق،و ذلک غيبة طويلة.
328- [26] تفسير فرات الکوفي: قال: حدثنا جعفر بن احمد
[ صفحه 37]
معنعنا،عن ابي عبدالله عليه السلام: (هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله ولو کره المشرکون) قال: اذا خرج القائم لم يبق مشرک بالله العظيم و لا کافر الا کره خروجه،حتي لو کان في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن في مشرک فاکسرني و اقتله.
329- [27] مشارق انوار اليقين: و عن الصادق عليه السلام (في حديث قال:) ان هذا الامر يصير الي من تلوي اليه اعنة الخيل من الافاق،و هو المظهر علي الدين کله،و هو المهدي.
330- [28] مجمع البيان:روي العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم،عن عباية: انه سمع اميرالمؤمنين عليه السلام يقول: (هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله) اظهر بعد ذلک؟ قالوا: نعم،قال: کلا،فوالذي نفسي بيده حتي لا تبقي قرية الا و ينادي
[ صفحه 38]
فيها بشادة ان لا اله الا الله بکرة و عشيا.
331- [29] تفسير العياشي: عن سماعة،عن ابي عبدالله عليه السلام (هو الذي ارسل... و لو کره المشرکون)،قال: اذا خرج القائم عليه السلام لم يبق مشرک بالله العظيم و لا کافر الا کره خروجه.
332- [30] مفاتيح الغيب (التفسير الکبير): قال في تفسير قوله تعالي: (هو الذي ارسل رسوله...) الاية،قال السدي: ذلک عند خروج المهدي.
وقال في السراج المنير في تفسير الاية ايضا: قال السدي: ذلک عند خروج المهدي. و في تفسير ابي الفتوح [31] ايضا عن السدي: ان ذلک عند خروج المهدي عليه السلام.
و منها: قوله تعالي: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا و من کفر بعد ذلک فاولئک هم الفاسقون). [32] .
333- [33] شواهد التنزيل: فرات بن ابراهيم،قال: حدثني
[ صفحه 39]
جعفر بن محمد بن شيرويه القطان،قال حدثنا حريث بن محمد،حدثنا ابراهيم بن حکم بن ابان،عن ابيه،عن السدي،عن ابن عباس في قوله: (وعدالله الذين آمنوا...) الي آخر الاية،قال: نزلت في آل محمد صلي الله عليه وآله و سلم.
334- [34] شواهد التنزيل: فرات،عن احمد بن موسي،عن مخول،عن عبدالرحمان،عن القاسم بن عوف،قال: سمعت عبدالله بن محمد يقول: (وعدالله الذين آمنوا منکم و عموالصالحات...) الآية قال: هي لنا اهل البيت.
335- [35] الدر المنثور: اخرج احمد و ابن مردويه (واللفظ له)
[ صفحه 40]
والبيهقي في الدلائل،عن ابي بن کعب،قال: لما نزلت علي النبي صلي
[ صفحه 41]
الله عليه [و آله] و سلم (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات...) الآية،قال: بشر هذه الامة بالنساء و الرفعة و الدين و النصر و التمکين في الارض،فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يکن له في الآخرة من نصيب.
336- [36] تفسير القمي: قال: قوله: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملو الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا) نزلت في القائم من آل محمد عليه و علي آبائه السلام.
[ صفحه 42]
337- [37] الاحتجاج: في حديث طويل عن أميرالمومنين عليه السلام يقول فيه بعد ذکره معائب بعض أعداء أهل البيت،و المتغلبين علي الحکم،و امهال الله اياهم: کل ذلک لتتم النظرة التي اوحاها الله تبارک و تعالي لعدوه ابليس،الي ان يبلغ الکتاب اجله،و يحق القول علي الکافرين،و يقترب الوعد الحق الذي بينه الله في کتابه بقوله: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم)،و ذلک اذا لم يبق من الاسلام الا اسمه،و من القرآن الا رسمه،و غاب صاحب الامر بايضاح العذر له في ذلک؛ لاشتمال الفتنة علي القلوب حتي يکون اقرب الناس اليه اشد عداوة له،و عند ذلک يويده الله بجنود له تروها،و يظهر دين نبيه صلي الله عليه وآله و سلم يديه علي الدين کله و لو کره المشرکون.
338- [38] مصباح الشيخ: في زيارة الحسين عليه السلام،رواها عن ابي عبدالله عليه السلام: اللهم و ضاعف صلواتک و رحمتک و برکاتک علي عترة نبيک،العترة الضائعة الخائفة المستذلة،بقية الشجرة الطيبة الزاکية المبارکة،واعل اللهم کلمتهم،وافلج حجتهم،واکشف البلاء و اللاواء و حنادس الاباطيل [39] و الغم عنهم،و ثبت قلوب شيعتهم و حزبک علي طاعتهم و ولايتعم و نصرتهم و موالاتهم،واعنهم وامنحهم الصبر علي الاذي فيک،واجعل لهم اياما مشهودة و اوقاتا محمودة
[ صفحه 43]
مسعودة توشک فيها فرجهم،و توجب فيها تمکينهم و نصرتهم کما ضمنت لاوليائک في کتابک المنزل،فانک قلت و قولک الحق: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا).
339- [40] مجمع البيان و قال: و المروي عن اهل البيت عليهم السلام انها في المهدي من آل محمد صلي الله عليه وآله و سلم. وروي العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه قرا الاية و قال: هم والله شيعتنا اهل البيت،يفعل الله ذلک بهم علي يدي رجل منا و هو مهدي هذه الامة،و هو الذي قال رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم: لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملا الارض عدلا و قسطا کما ملئت ظلماو جورا،(قال:) وروي مثل ذلک عن ابي جعفر و ابي عبدالله عليهماالسلام،(ثم قال:) فعلي هذا يکون المراد ب (الذين آمنوا و عملوا الصالحات) النبي و اهل بيته صلوات الرحمان عليهم،و تضمنت الاية البشارة لهم بالاستخلاف و التمکن في البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي عليه السلام منهم.
340- [41] مجازات الآثار النبوية: عنه صلي الله عليه وآله و سلم انه قال لفاطمة عليهاالسلام و قد رأت قميصه مخروقا،و بطنه خميصا، [42] ،فبکت عند ذلک،فقال صلي الله عليه وآله و سلم: اما يرضيک يا فاطمة
[ صفحه 44]
الا يبقي علي ظهر الارض بيت مدر و لا وبر الا دخله عز او ذل بابيک؟
341- [43] مجازات الآثار النبوية: عنه صلي الله عليه وآله و سلم: ليدخلن هذا الدين علي ما دخل عليه الليل.
اقول: ليس في مثل هذا الحديث و الذي قبله تصريح بالمهدي عليه السلام،و انه هو الذي يقع ذلک علي يده،الا ان الاخبار کما تفسر القرآن يفسر بعضها بعضا،فمن تأمل فيما ذکرناه من الآيات و الاحاديث و في مثل هذه الاحاديث - يعرف ان مرمي الجميع واحد،و هو البشارة بظهوره دين الاسلام علي جميع الاديان،و استخلاف المؤمنين في الارض في خلافة خليفة الله المهدي عليه السلام،الذي يفتح الله علي يديه مشارق الارض و مغاربها.
342- [44] ما نزل من القرآن في اهل البيت عليهم السلام: حدثنا علي بن عبدالله،عن ابراهيم بن محمد الثقفي،عن الحسن بن الحسين،عن سفيان بن ابراهيم،عن عمرو بن هاشم،عن اسحاق بن عبدالله،عن علي بن الحسين عليهماالسلام في قول الله عزوجل: (فو رب السماء و الارض انه لحق مثل ما انکم تنطقون)،قال: قوله: (انه لحق): هو قيام القائم،و فيه نزلت: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن
[ صفحه 45]
لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا).
343- [45] غيبة النعماني: حدثنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة،قال: حدثنا احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ابوالحسن من کتابه،قال: حدثنا اسماعيل بن مهران،قال: حدثنا الحسن بن علي بن ابي حمزة،عن ابيه،و وهيب،عن ابي بصير،عن ابي عبدالله عليه السلام في معني قوله عزوجل: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليسخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا)،قال: نزلت في القائم و اصحابه.
منها: قوله تعالي: (الذين ان مکناهم في الارض اقاموا الصلاة و آتوا الزکاة وامروا بالمعروف و نهوا عن المنکر ولله عاقبة الامور) [46] .
344- [47] شواهد التنزيل: فرات،قال: حدثني احمد بن القاسم بن عبيد،[حدثنا] جعفر بن محمد الجمال،[حدثنا] يحيي بن هاشم،[حدثنا] ابومنصور،عم ابي خليفة،قال: دخلت انا و ابوعبيدة الحذاء علي ابي جعفر عليه السلام فقال: يا جارية هلمي بمرفقة،قلت: بل نجلس،قال: يا اباخليفة لا ترد الکرامة،ان الکرامة لا يردها الا حمار،فقلت: کيف لنا بصاحب الامر حتي نعرفه؟ فقال: قول الله تعالي: (الذين ان مکناهم في الارض اقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و امروا بالمعروف و نهوا عن المنکر) اذا رايت هذا الرجل منا فاتبعه فانه هو
[ صفحه 46]
صاحبه.
345- [48] شواهد التنزيل: فرات،قال: حدثني الحسين بن علي ابن زريع،و اسماعيل بن ابان،عن فضيل بن الزبير،عن زيد بن علي،قال: اذا قام القائم من آل محمد يقول: يا ايها الناس نحن الذين وعدکم الله في کتابه: (الذين ان مکناهم في الارض....) الآية.
346- [49] کتاب ما نزل من القرآن في اهل البيت عليه السلام: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد،عن جعفر بن عبدالله،عن کثير بن عياش،عن ابي الجارود،عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (الذين ان مکناهم في الارض اقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و امروا بالمعروف و نهوا عن المنکر ولله عاقبة الامور) قال: هذه لآل محمد،و المهدي و اصحابه يملکهم الله تعالي مشارق الارض و مغاربها،و يظهر الدين،و يميت الله عزوجل به و باصحابه البدع و الباطل کما امات السفهة الحق حتي لا يري اثر من الظلم،و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنکر ولله عاقبة الامور.
[ صفحه 47]
منها: قوله تعالي: (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير). [50] .
347- [51] غيبة النعماني: اخبرنا علي بن الحسين المسعودي،قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار القمي،قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي،قال: حدثنا محمد بن علي الکوفي،قال: حدثنا عبدالرحمان ابن ابي نجران،عن القاسم،عن ابي بصير،عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير) هي في القائم عليه السلام و اصحابه.
348- [52] ما نزل القرآن في اهل البيت عليهم السلام: حدثنا الحسين بن احمد المالکي،عن محمد بن عيسي،عن يونس،عن المثني الحناط،عن عبدالله بن عجلان،عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير)،قال: هي في القائم عليه السلام و اصحابه.
ومنها: قوله تعالي: (اينما تکونوا يات بکم الله جميعا) [53] .
349- [54] مجمع البيان: روي في اخبار البيت عليهم السلام
[ صفحه 48]
ان المراد به اصحاب المهدي في آخر الزمان،قال الرضا عليه السلام:
و ذلک والله ان لوقام قائمنا يجمع الله اليه شيعتنا من جميع البلدان.
و في تفسير العياشي: عن ابي سمينة،عن مولي لابي الحسن عليه السلام،قال: سالت اباالحسن عليه السلام عن قوله تعالي: (اينما تکونوا يات بکم الله جميعا)،قال: و ذلک والله ان لو قد قام قائمنا يجمع الله شيعتنا من جميع البلدان.
350- [55] تفسير العياشي (في حديث طويل عن ابي جعفر الباقر عليه السلام... ساق الکلام الي ان قال): فيقوم القائم بين الرکن و المقام،فيصلي،و ينصرف و معه وزيره،فيقول: يا ايها الناس انا نستنصر الله علي من ظلمنا و سلب حقنا،من يحاجنا في الله فانا اولي بالله،و من يحاجنا في آدم فانا اولي الناس بآدم،و من يحاجنا في نوح فانا اولي الناس بنوح،و من حاجنا في ابراهيم فانا اولي الناس بابراهيم،و من حاجنا بحمد صلي الله عليه وآله و سلم فانا اولي الناس بمحمد صلي الله عليه وآله و سلم،و من حاجنا في النبيين فنحن اولي الناس بالنبيين،و من حاجنا في کتاب الله فنحن اولي الناس بکتاب الله،انا نشهد وکل مسلم اليوم انا قد ظلمنا و طردنا و بغي علينا و اخرجنا من ديارنا و اموالنا و اهالينا و قهرنا،الا انا نستنصر الله اليوم و کل مسلم،و يجي ء والله ثلاثمائة و بعضة عشر رجلا فيهم خمسون امراة،يجتمعون بمکة علي غير ميعاد قزعا کقزع الخريف، [56] ،يتبع بعضهم بعضا،و هي
[ صفحه 49]
الآية التي قال الله: (اينما تکونوا يات بکم الله جميعا ان الله علي کل شي ء قدير).
351- [57] غيبة النعماني: حدثنا احمد بن محمد بن سعيد،قال: حدثنا احمد بن يوسف،قال: حدثنا اسماعيل بن مهران،عن الحسن بن علي،عن ابيه و وهيب،عن ابي بصير،عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالي: (فاستبقوا الخيرات اينما تکونوا يات بکم الله جميعا)،قال: نزلت في القائم و اصحابه يجتمعون علي غير ميعاد.
ومنها: قوله تعالي: (و في السماء رزقکم و ما توعدون،فورب السماء و الارض انه لحق مثل ما انکم تنطقون) [58] .
352- [59] غيبة الشيخ: اخبرنا الشريف ابومحمد المحمدي رحمه الله،عن محمد بن علي بن تمام،عن الحسين بن محمد القطعي،عن علي بن احمد بن حاتم البزار،عن محمد بن مروان،عن الکلبي،عن ابي صالح،عن عبدالله بن العباس في قول الله تعالي: (و في السماء رزقکم و ما توعدون،فورب السماء و الارض انه لحق مثل ما انکم تنطقون) قال: قيام القائم،و مثله: (اينما تکونوا يات بکم الله جميعا) قال: اصحاب القائم يجمعهم الله في يوم واحد.
اقول: في الباب روايات کثيرة في تفسير هذه الآية،اخرج اربعة عشر منها في تفسير البرهان عن الکتب المعتبرة المعتمدة.
[ صفحه 50]
ويدل عليه تفسيرا للايات الکريمة الاحاديث 1175 - 1157 - 1158 - 1141 - 1142 - 1143 - 1144 - 1146 - 1147 - 1148 - 1149 - 1151 - 1152 - 1156 - 1004 - 1014 - 1040 - 1121 - 1122 - 1123 - 1124 - 1125 - 1126 - 906 - 907 - 936 - 962 - 991 - 992 - 993 - 994 - 574 -596 - 692 - 695 - 696 - 903 - 904 - 905،واليک الآيات:
قوله تعالي: (واسبغ عليکم نعمه ظاهرة و باطنة) ح 574.
وقوله تعالي: (والنهار اذا جلاها) ح 596.
و قوله عز من قائل: (امن يجيب المضطر اذا دعاه و يکشف السوء) الاحاديث 903 الي 907.
و قوله سبحانه و تعالي: (و لئن اخرنا عنهم العذاب الي امة معدودة) الاحاديث 1149،1147،1142،903.
و قوله تعالي: (و لو تري اذ فزعوا فلا فوت و اخدوا من مکان قريب....) الاحاديث 1175،903.
وقوله تعالي: (بقية الله خير لکم ان کنتم مومنين) الاحاديث 1105،936.
و قوله تعالي: (و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة...) ح 962.
و قوله تعالي: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) الاحاديث 1040،1014،1004،993،992،991.
و قوله سبحانه: (و استمع يوم ينادي المناد من مکان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق) ح 994.
[ صفحه 51]
و قوله تعالي شانه: (قل يوم الفتح لا ينفع الذين کفروا ايمانهم و لا هم ينظرون) ح 1122.
و قوله تعالي: (و له اسلم من في السموات و الارض طوعا و کرها) الاحاديث 1124،1123.
و قوله تعالي: (الملک يومئذ الحق للرحمن) ح 1125.
وقوله تعالي:(و قل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل کان زهوقا) ح 1126.
و قوله تعالي: (فقد وکلنا بها قوما ليسوا بها بکافرين) ح 1146.
و قوله تعالي: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه اذلة علي المؤمنين اعزة علي الکافرين) ح 1146.
و قوله تعالي: (اعملوا ان الله يحيي الارض بعد موتها) الاحاديث 1158،1157،1156.
و قوله تعالي: (يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا ايمانها لهم تکن آمنت من قبل) ح 692.
و قوله تعالي: (و لنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاکبر) ح 695.
هذه 28 آية من الآيات الکريمة المفسرة به عليه السلام،و من يطلب سائر الآيات فعليه بالکتب المفردة المولفة في هذا الموضوع،مثل کتاب «المحجة فيما نزل في القائم الحجة» عليه السلام.
[ صفحه 52]
پاورقي
[1] البقرة: 3.
[2] کمال الدين: ج 2 ص 340 ب 33 ح 19.
قال في التبيان: و يدخل فيه (في الغيب) مارواه اصحابنا من زمان الغيبة و وقت خروج المهدي عليه السلام،و مثله قال الطبرسي في مجمع البيان. بحارالانوار: ج 51 ص 52 ب 5 ح 28،الحجة فيما نزل في القائم الحجة: ص 16،نورالثقلين: ج 1 ص 26،البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 53.
قال النيشابوري في غرائب القران،في تفسير قوله تعالي: (الذين يؤمنون بالغيب): و قال بعض الشيعة: المراد بالغيب المهدي المنتظر الذي وعد الله به في القرآن و ورد في الخبر (وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض)،«لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يخرج رجل من امتي يواطي اسمه اسمي و کنيته کنيتي،يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما».
و ذکر الفخر الرازي في التفسير ايضا: ان بعض الشيعة قال: المراد بالغيب المهدي المنتظر الذي وعد الله تعالي به في القرآن و الخبر،ثم ذکر الآية و الخبر،ثم قال: و اعلم ان تخصيص المطلق من غير دليل باطل.
اقول: يظهر من کلامهما موافقتهما مع الشيعة في شمول اطلاق الغيب للمهدي المنتظر عليه السلام؛ لعدم مجال المناقشة في مثل ذلک بين اهل العلم،و يظهر من عدم انکارهما علي الشيعة في ان الله وعد بالمهدي المنتظر في القرآن ايضا موافقتهما مع الشيعة،و ما جاء من طرقهم في تفسير الآية.
ولما انجر الکلام الي ذلک لاباس باسراده في معني الغيب،و ان الآية هل فسرت بالمهدي عليه السلام من باب الجري و التطبيق او الاختصاص و بيان تمام المراد،فنقول:
(بحث تفسيري)
کل ماغاب عن الشخص و لا يدرک بواحدة من حواسه الظاهره فهو غيب عنه،و ما غاب کذلک عن الجميع فهو غيب بالنسبة الي الجميع،سواء کان ذلک الغيب مما تهتدي اليه العقول و يدرک بالدلائل و الآثار و الآيات - کوجود الله تعالي شانه،و صفاته العليا،و اسمائه الکبري - او کان الاهتداء اليه باخبار الانبياء و الاولياء الذين کان اخبارهم عن هذه الامور من خوارق العادات - کاشراط الساعة،و عذاب القبر،و الصراط،و الميزان،و الجنة،والنار،والانباء بافعال الناس في الخلوات و اقوالهم - ام لا يهتدي اليه مطلقا لا بالعقول و لا بغيرها - کحقيقة ذات الله المقدسة - و سواء کان عدم ادراک ذلک الغيب بالحواس لانه لم يکن من المبصرات و المسموعات و غيرها من المحسوسات،او کان من ذلک و لکن کان الاطلاع عليه لم يحصل عادة الا للاوحدي من الناس علي سبيل خرق العادات - کانباء الناس بما ياکلون و يدخرون في بيوتهم و سواء کان هذا الغيب موجودا في حال الايمان به،او وجد في الماضي و طرا عليه الانصرام و الانعدام،او کان مما يوجد في المستقبل.
فکل ذلک من الغيب اذا کان مما يمتنع ادراکه،او لا يدرک الا بالعقول و الافهام،او لا يدرک بالحواس في بعض الاحوال للجميع او للبعض الا بالاعجاز و خرق العادات،فالله تعالي الازلي الابدي السرمدي غيب؛ لانه لا يهتدي اليه الا بالعقول و الدلائل العقلية و يمتنع ادراکه بالحواس،و غيب؛ لا متناع معرفة کنهه و حقيقته بالعقول والافهام،و اشراط الساعة،و نزول عيسي و ظهور المهدي عليهماالسلام،و سوال منکر و نکير،و عذاب القبر،و الصراط و الميزان،والجنة و النار،و کيفية بدء الخلق،و خلق آدم و المسيح،و کيفية الجزاء و العقاب،و الملائکة و اصنافها،و الوحي النازل علي الانبياء،و احوال الانبياء و الامم الماضية،و الحوادث الآتية،و کذا معجزات الانبياء المنصرفة: کقلب العصا بالثعبان،و ناقة صالح،و فلق البحر،و ابراء الاکمه والابرص،مما جاع في القرآن و الاحاديث المعتبرة،و غير ذلک مما لا طريق لمعرفته عادة الا باخبار النبي او الولي کلها غيب؛ لانه لا طريق من العقول اليها،و ليس لمعرفتها طريق الا اخبار من يخبر عن الغيب بالعناية الربانية.
هذا،و ربما يقال بظهور «الغيب» في غير الامور المعلومة بالدلائل العقلية و الآثار و الآيات الظاهرة کوجود الله تعالي و صفاته و اسمائه،و غيرما هو المعلوم علي الجميع و ماثبت وجوده بالتواتر مثل: البلاد النائية،و وجود الشخصيات المشهورة في التاريخ،و وجود الاجداد و الجدات،و بناة الابنية،و ما علي الارض من آثار الاقدمين. و لذلک فسر بعضهم «الغيب» في هذه الاية بکل ما لا تهتدي اليه العقول من: اشراط الساعة،و عذاب القبر،و الحشر والنشر،و الصراط،و الميزان،و الجنة،والنار. قال الراغب في المفردات: الغيب مصدر غابت الشمس و غيرها اذا استترت عين العين،يقال: غاب عني کذا،قال تعالي: (ام کان من الغائبين)،و استعمل في کل غائب عن الحاسة،و عما يغيب عن علم الانسان بمعني الغائب،قال: (وما من غائبة في السماء و الارض الا في کتاب مبين)،و يقال للشي ء: غيب و غائب باعتباره بالناس لا بالله تعالي،فانه لا يغيب عنه شي ء کما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و الارض،و قوله: (عالم الغيب و الشهادة) اي ما يغيب عنکم و ما تشهدونه،و الغيب في قوله: (يومنون بالغيب) ما لا يقع تحت الحواس و لا تقتضيه بداية العقول و انما يعلم بخبر الانبياء عليهم السلام،و بدفعه يقع علي الانسان اسم الالحاد،و من قال: الغيب هو القرآن،و من قال: هو القدر،فاشارة منهم الي بعض ما يقتضيه لفظه،و قال بعضهم: معناه يومنون اذا غابوا عنکم،و ليسوا کالمنافقين الذين قيل فيهم: (واذا خلوا الي شياطينهم قالو انا معکم انما نحن مستهزؤن).
و قال شيخنا الطوسي (تفسير التبيان: سورة البقره،ضمن قوله تعالي: الذين يومنون بالغيب...: و قال جماعة من الصحابة - کابن مسعود و غيره -: ان الغيب ماغاب عن العباد علمه من امر الجنة و النار و الارزاق و الاعمال و غير ذلک،و هو الاولي؛ لانه عام،و يدخل فيه مارواه اصحابنا من زمان الغيبة ووقت خروج المهدي عليه السلام.
و يمکن ان يوجه ذلک التفسير بان معني «الغيب» و ان کان عاما يشمل الامور المعلومة التي لا تدرک الا بالعقول الا ان من الممکن ان يکون الالف و اللام هنا للعهد و اريد به ماروي عن ابن مسعود و غيره لا الجنس،الا انه يمکن ان يستظهر من طائفة من الاحاديث التي اخرجها المفسرون في تفسير الآية کون معناه عاما يشمل ما غاب عن العباد رؤيته وان لم يغب عنهم علمه (راجع الدر المنثور: ج 1 ص 26 و 27)،والله اعلم.
ثم لا يخفي عليک ان بعضهم (انظر مجمع البيان: ج 1 ص 38 من سورة البقره آية 3،و تفسير الکشاف: ج 1 ص 38 منشورات دار الکتاب العربي بيروت) فسر الغيب و قال: يجوز ان يکون «بالغيب» في موضع الحال و لا يکون صلة ليؤمنون،اي يؤمنون غائبين عن مراي الناس. و هذا التفسير مضافا الي انه هنا خلاف الظاهر ترده الروايات المعتبرة و اقوال الصحابة.
نعم لعله هو الظاهر من مثل قوله تعالي: (و خشي الرحمن بالغيب) (يس:11)و قوله تعالي: (والذين يخشون ربهم بالغيب) (الانبياء: 49).
و لا يخفي عليک ان لهم في تفسير الآية و الفرق بين الغيب و الغائب کلمات و اقوالا غيرما اشرنا اليه،من ارادها فليرجع الي التفاسير الکبيرة.
ثم انه لا ريب - علي جميع التفاسير المؤيدة بالاحاديث و اقوال اصحابة و مشاهير المفسرين - ان المراد بالغيب ليس کل ما غاب عن الحواس؛ لانه لا ريب في عدم وجوب الايمان بکل ماکان کذلک،و ليس في الايمان به و معرفته غرض و مصلحة ترجع الي کمال الانسان و اهداف النبوات،فلا يجبب الايمان بالکائنات الغائبة عن الحاسة،او الوقائع الماضية و الآتية التي لا شان لمعرفتها في الدين،فالغيب کل ما کان کذلک مما يجبب الاعتقاد به شرعا او عقلا،او لا يجوز انکاره و الشک فيه بعد اخبار النبي و الولي عنه،و يجبب التصديق به ان لم يکن مما وجب الاعتقاد به،و الفرق يظهر بالتامل (راجع في ذلک کتابنا «مع الخطيب»،فصل: غلط الخطيب).
کما لا ريب في ان الايمان بعالم الغيب و عالم الباطن و غير المحسوس في مقابل عالم الشهادة و الظاهر و المحسوس واجب،سواء کان الغيب في هذه الآية يشمله او لا يشمله،فالاعتقاد بان دار التحقيق و الوجود لا يقصر علي عالم الشهادة و المحسوس هو اصل دعوة الانبياء،و دعوتهم اقيمت علي الدعوة بالغيب المسيطر علي هذا العالم،و الايمان بجنوده الغيبة کجنوده المشهودة المحسوسة،و علي أن هذا العالم آية عالم الغيب،و ان عالم الشهادة متاخرة عن عالم الغيب کتاخر الاثر عن المؤثر،و المصنوع عن الصانع،و المکتوب عن الکاتب،والکلام عن المتکلم،بل الحق الثابت والذي لاينفد و لاينقضي و لا يفني و لا يبيد هو عالم الغيب،و عالم الشهادة بالسنبة اليه کالظل،و هو بجميع مظاهره جلوات عالم الغيب و آياته.
اللهم ارزقنا الايمان و بکل ما غاب عنا من قدرتک و جلالک،و اذقنا حلاوة الايمان حتي لا نحب تأخير ما قدمت،و لا تعجيل ما اخرت.
هذا و قد ظهر لک مما تلونا عليک في هذا البحث الطويل - الذي کان للبحث عنه مجال غير هذا الکتاب - ان الايمان بالمهدي - الذي بشر به الرسل و بشر به خاتمهم و سيدهم صلي الله عليه وآله و سلم و ثبت ذلک عند الفريقين بالتواتر القطعي و اتفق المسلمون عليه - داخل في الغيب الذي وصف الله بالايمان به المتقين،و الروايات الواردة في ذلک عن اهل البيت عليهم السلام فسرت الاية به علي سبيل الجري و التطبيق الاجل التنبيه علي دخول ذلک فيه،ولو لم ترد تلک الروايات ايضا في تفسير الآية لکنا نقول بدخوله و دخول غيره في الغيب مما ثبت من الشرع و جاء في القرآن المجيد او اخبر به النبي صلي الله عليه وآله و لم،کنزول المسيح،و دابةالارض،و انشقاق السماء،و انفطار الارض،و غير ذلک؛ کخلافة الائمة الاثني عشر،و ظهور الاسلام علي جميع الاديان.
والشاهد علي ان ذلک من باب التطبيق و ذکر افراد المعني الکلي مارواه علي بن ابراهيم بسنده عن ابي عبدالله عليه السلام في تفسير (الذين يومنون بالغيب) قال: يصدقون بالبعث و النشور و الوعد والوعيد. فمن العجب ان الالوسي اخذ علي الشيعة و يقول في تفسيره: «واختلف الناس في المراد به هنا علي اقوال شتي،حتي زعمت الشيعة انه القائم،و قعدوا عن اقامة الحجة علي ذلک» فکانه لم يفهم مراد الشيعة،او حرف کلامهم ويري ان الشيعة تقول: ان المراد بالغيب هو القائم عليه السلام دون سائر ما اخبر به النبي صلي الله عليه وآله و سلم من الغيوب،ثم يقول: و قعدوا عن اقامة الحجة علي ذلک حتي يوقع قارءه في الخلط و الاشبتاه،و هذا داب امثاله لما يرون صحة مختار الشيعة ينقلونه علي غير وجهه. و هنا ايضا لما يري ان دخول زمان الغيبة و ظهور المهدي عليه السلام الذي ثبت بالاخبار المتواترة في الغيب لامحل لانکاره،حمل کلام الشيعة علي انهم يفسرون الايمان بالغيب بخصوص الايمان بالقائم عليه السلام. سلمنا ذلک،و نحمل الروايات الواردة عن العترة الطاهرة في حصر المراد بالغيب هنا بالمهدي عليه السلام (کما هو ظاهر خبر يحيي بن ابي القاسم عن الصادق عليه السلام و ان کان في منع ظهوره ايضا مجال) علي التعظيم لامره،لان به يختم الدين و يظهر الاسلام علي الدين کله و يملا الارض قسطا و عدلا و يفتح حصون الضلالة،فاية حجة اقوي من تفسير اهل البيت احد الثقلين اللذين جعل التمسک بهما امانا من الضلالة. و العجب ممن ياخذ دينه عن النواصب واعداء اهل البيت و الجبابرة و المعروفين بالفسق و الکذب و انواع الجنايات و الخيانات و يحتج باقوالهم،ثم يقول في شان من ياخذ باقوال اميرالمومنين علي عليه السلام،و المتمسکين باهل البيت عندهم علم الکتاب: انهم قعدوا عن اقامة الحجة. فانا لله وانا اليه راجعون. (راجع في ذلک کتابنا «امان الامة من الضلال و الاختلاف»).
[3] القصص: 5.
[4] نهج البلاغه: ج 3 ص 199 و 200 ک 209،شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد: ج 19 ص 29 ک 205.
قال الشيخ محمد بعده في شرحه (ج 3 ص 200): الشماس -بالکسر - امتناع ظهر الفرس من الرکوب،و الضروس - بفتح فضم - الناقة السيئة الخلق تعض حالبها. اي ان الدنيا ستنقاد لنا بعد جموحها،وتلين بعد خشونتها،کما تعطف الناقة علي ولدها وان ابت علي الحالب.
شواهد التنزيل: ج 1 ص 431 ح 590 و ص 432 ح 595،قال: و له طرق عن شريک... الخ.
وقال في مجمع البيان (ج 7 ص 239): صحت الرواية عن اميرالمومنين عليه السلام انه قال: و الذي فلق الحبة و برا النسمة لتعطفن الدنيا بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها،وتلا عقيب ذلک قوله تعالي: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض...)الآية.
تفسير نور الثقلين: ج 4 ص 109 ح 10،تاويل الايات الظاهرة: نحوه ص 407-406 ح 1و 3،البحار: ج 51 ص 64 ب 5 ح 66.
اقول: ويؤيد هذا الحديث ماوراه في شواهد التنزيل: ج 1 ص 430 ح 589 بسنده عن المفضل بن عمر،عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: ان رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم نظر الي علي و الحسن و الحسين عليهم السلام فبکي و قال انتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت لله: ما معني ذلک يا ابن رسول الله؟ فال: معناه: انکم الائمة بعدي،ان الله تعالي يقول: (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين)،فهذه الآية فينا جارية الي يوم القيامة.
ورواه في معاني الاخبار: ص 79،و نور الثقلين: ج 4 ص 110 ح 14،و بمعناه ما اخرجه في الکافي: ج 1 کتاب الحجة ص 306 ص 306 ب 128 ح 1،مجمع البيان: ج 7 ص 239 عن العياشي بالاسناد عن ابي الصباح الکناني عن ابي جعفر الباقر عليه السلام.
[5] تفسير فرات ص 116،شواهد التنزيل: ج 1 ص 431 ح 591 باسناده عن حنش عن علي عليه السلام،البحار: ج 24 ص 171 ب 49 ح 9.
[6] شواهد التنزيل: ج 1 ص 432 ح 593،نور الثقلين: ج 4 ص 111 ح 15،امالي الصدوق: المجلس 72 ص 387 ح 26،اثبات الهداة: ج 1 ص 532 ح 309 ف 8 ب 9.
[7] تفسير فرات: ص 116،نور الثقلين: ج 4 ص 109 ح 9،البحار: ج 24،ص 167 و 168 شواهد التنزيل: ج 1 ص 432،ح 594.
[8] تفسير فرات: ص 116،مجمع البيان: ج 7 ص 239 وزاد: (و ان عدونا و اشياعهم بمنزلة فرعون و اشياعه)،البحار: ج 24 ص 171 ب 49 ح 8.
[9] تفسير فرات: ص 117.
[10] غيبة الشيخ: ص 184 ح 143،نور الثقلين: ج 4 ص 110 ح 11،البحار: ج 51 ص 54 ب 5 ح 35،اثبات الهداة: ج 7 ص 10 ب 32 ف 12 ح 299.
[11] بحارالانوار: ج 51 ص 63 ب 5 ح 65،منتخب الانوار المضيئة: ص 17.
[12] بحارالانوار: ج 51 ص 64 ب 5 ح 65.
[13] الانبياء: 105.
[14] تاويل الايات الظاهرة: في تفسير الاية 105 من سورة الانبياء،ص 326 و 327،البرهان: ج 3 ص 75 ح 5،البحار: ج 24 ص 358 ب 67 ح 78،المحجة: ص 141 في تفسير الآية،الزام الناصب: ج 1 ص 75 الآية: 56،اثبات الهداة: ج 7 ص 50 ب 32 ف 21 ح 419.
[15] التبيان: ج 7 ص 284،مجمع البيان: ج 7 ص 66 و 67،جوامع الجامع: ص 296،نورالثقلين: ج 3 ص 464،الزام الناصب: ص 75 و 76 الآية 56،الآيات الباهره في فضل العترة الطاهرة: في تأويل الآية 105 من سورة الانبياء،اثبات الهداة: ج 3 ص 563 ب 32 ف 9 ح 639.
[16] تفسير القمي: ج 2 ص 77 تفسير الاية،المحجة: ص 141 الآية: 51،الزام الناصب: ج 1 ص 75 الآية: 56 عن الصادق عليه السلام و ظاهر تفسير القمي بقرينة روايته السابقة علي هذه الرواية ان المروي عنه هو الباقر عليه السلام،ينابيع المودة: ص 425 ب 71،البحار: ج 51 ص 47 ب 5 ح 6.
اقول: لايخفي عليک انه و ان اختلفوا في تفسير الارض في هذه الآية - ففسرها بعضهم بالارض التي تجتمع اليها ارواح المومنين،و بعضهم بارض الشام - و لکن لايعتمد علي تفسير المفسرين اذا اختلفوا في تفسير اية آية من الايات الا اذا کان معتمدا علي دليل عقلي يقيني يکون کالقرينة لارادة واحد من المعاني،او علي آية اخري ظاهرة في تفسيرها،او علي سنة صحيحة. فترجيح احتمال او قول علي احتمال آخر و القول به اذا لکم يکن معتمدا علي احد هذه الشواهد غاية ما يتحصل منه الظن المنهي عن اتباعه،فلا يؤخذ التفسير و سائر العلوم الشرعية،و لا يحتج بقول احد من الامة الا من کان قوله حجة و مصونا عن الخطا بنص الشارع،و ليس في الامة من يکون له هذا الشان الا الائمة من اهل البيت و عتره النبي صلي الله عليه وآله و سلم،الذين ثبت بالاحاديث المتواترة وجوب التمسک بهم و الرجوع اليهم،و نص علي عصمتهم بالنص علي ان التمسک بهم امان من الضلال،و انهم و الکتاب لن يتفرقا و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض،و انهم سفينة النجاة،و هذا امر يويده العقل؛ لانه حاکم بانه يجب ان يکون في الامة من يکون قوله حجة ليکون مرجعهم فيما اختلفوا فيه من المسائل الشرعية،و کان الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام اذا تلا قوله تعالي: (يا ايها الذين آمنوا اتقو الله و کونوا مع الصادقين) (التوبة: 119)يقول في دعاء طويل يشتمل علي طلب اللحوق بدرجة الصادقين و الدرجات العلية،و علي وصف المحن و ما انتحلته المتدعة المفارقون الائمة الدين و الشجرة النوية ثم يقول: و ذهب آخرون الي التقصير في امرنا،و احتجوا بمتشابه القرآن فتاولوا بآرائهم و اتهموا ماثور الخبر... الي ان قال: فالي من يفزع خلف هذه الامة و قد درست اعلام هذه الملة،و دانت الامة بالفرقة و الاختلاف،يکفر بعضهم بعضا والله تعالي يقول: (ولا تکونوا کالذين تفرقوا و اختلفوا من بعدما جاءهم البينات) (آل عمران: 105)،فمن الموثوق به علي ابلاغ الحجة و تاويل الحکم الا اهل الکتاب،و اننا ائمة الهدي و مصابيح الدجي الذين احتج الله بهم علي عباده و لم يدع الخلق سدي من غير حجة؟ هل تعرفونهم او تجدونهم الا من فروع الشجرة المبارکة،و بقايا الصفوة الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و براهم من الافات،وافترض مودتهم في الکتاب؟ (جواهر العقدين: القسم الثاني،الذکر الرابع،الصواعق المحرقة: ص 150 في الباب الحادي عشر الفصل الاول في الآيات الواردة فيهم في تفسير الاية الخامسة).
و علي هذا فلايجوز الاعتماد و الاحتجاج فيما وقعت الامة فيه من الاختلاف في تفسير الکتاب او سائر مايؤخذ من الدين اذا لم يکن هناک قاطع البرهان او نص الواضح من الکتاب او السنة،الا علي ما خرج من هذا البيت الشريف النبوي صلي الله عليه وآله و سلم و صدر من العترة الطاهرة عليهم السلام لا يجوز العدول عنهم الي غيرهم کائنا من کان. اذن فالمتبع في تفسير الآية هي الروايات الصادرة عنهم عليهم السلام.
هذا مضافا الي ان تفسير الارض بارض الشام خلاف سياق الاية و ظاهرها،فان المناسبة تقتضي ان يکون الصالحون وارثين للارض في کل البقاع و البلاد،و لا وجه للاختصاص کما ان کون المراد منها الارض التي تجتمع فيها الارواح ايضا لا يناسب سياق الآية و ظاهرها،بل الظاهر ان ذلک اخبار و بشارة بامر سيقع في المستقبل و في آخر الزمان،و ينتهي اليه مسير هذا العالم و هذه الکرة التي ملکها الفجار و الکفار و الجبارة الظلمة و الطواغيت في اکثر الاحيان و اغلب الازمان،فبشر الله تعالي عباده الصالحين بدورة صالحة لهذه الارض يرثها عباده الصالحون.
قال الآلوسي (تفسير روح المعاني: في تفسير الآية 105 من سورة الانبياء): ان المراد بها ارض الدنيا يرثها المومنون و يستولون عليها،و قال: و ان قلنا بان جميع ذلک يکون في حوزة المؤمنين ايام المهدي - رضي الله تعالي عنه - و نزول عيسي عليه فلا حاجة الي ماذکر. فکانه ارتضي ان المراد بالاية الوعد بحصول جميع الارض في حوزة الاسلام و المؤمنين ايام المهدي عليه السلام و دولته العالمية.
و في روح البيان في تفسير الآية 105 من سوره انبياء): (ان الارض يرثها عبادي الصالحون) اي عامة المؤمنين بعد اجلاء الکفار،کما قال: (وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم) و هذا وعد باظهار الدين و اعزاز اهله،انتهي.
فلا ريب ان الآية بشارة لما سيحقق لهذه الامة من النصر و الاستيلاء علي الارض کلها.
و يويد ذلک التفسير البشارات الکثيرة الموجودة في العهد العتيق و الجديد بالائمة الاثني عشر من ولد اسماعيل،و بالامام الذي يستولي علي الارض،و بالصالحين الذين يرثونها،تجد ذلک في التوراة و کتاب مزامير،و کتاب اشعياء و کتاب دانيال،و کتاب هوشع،و کتاب يوئيل،و کتاب عاموس،و کتاب عوبديا،و کتاب ميخا،و کتاب ناحوم،و کتاب حيقوق،و کتاب صفنيا،و کتاب حجي،و کتاب زکريا،و کتاب ملافي،و انجيل لوقا،و انجيل متي،و مکاشفات يوحنا،و غيرها،بالفاظها السريانية،و في تراجمها بالعربية و الفارسية فراجعها،و راجع کتاب «من ذا؟»،و مؤلفات فخر الاسلام سيما کتابه القيم «انيس الاعلام»،و کتابنا «اصالت مهدويت» بالفارسية،و غيرها من الکتب المؤلفة حول ذلک لا يسعنا المجال لاحصائها.
[17] الزخرف: 61.
[18] الصواعق المحرقة: ص 162،اسعاف الراغبين: ص 141 ب 2،نورالابصار: ص 143 ب 2،ينابيع المودة: ص 301،البيان: ص 109 ب 25.
اقول: لا ريب في ان ظهور المهدي عليه السلام و نزول عيسي عليه السلام،بل وبعثه رسول اله النبي الخاتم صلي الله عليه و آله وسلم انه قال: بعثت انا و الساعة کهاتين (انظر سنن ابن ماجة: ج 2 کتاب الفتن ب 25 ح 4040 ص 1341). و لذا قال بعضهم: ان الضمير في «انه» يعود الي القرآن،کما قال بعضهم: انه يعود الي عيسي عليه السلام. (انظر: تفسير ابن کثير: ج 4 ص 132 منشورات دار احياء التراث بيروت،و تفسير الآلوسي: ج 25 ص 96،و تفسير التبيان: ج 9 ص 212 منشورات دار احياء التراث-بيروت)
و في تاويل الايات الظاهرة و جاء في تفسير اهل البيت عليهم السلام: ان الضمير في «انه» يعود الي علي عليه السلام،ثم ذکر حديثا في ذلک،و تعقبه بذکر وجه التوفيق بين التفاسير و عدم التنافي بينها.
و قال في آخر کلامه: و اذ کان القائم عليه السلام علما للساعة و هو ابن اميرالمومنين فصحح ان يکون ابوه علما للساعة،و هو المطلوب،انتهي کلامه.
و علي کل،اني لم اجد فيما تصفحت فيه من کتب احاديث اصحابنا الامامية في احاديث اهل البيت عليهم السلام مايدل بالخصوص علي هذا التفسير،و لعله کان و لم يصل الينا او لم اعثر عليه،و الله اعلم.
[19] الزخرف: 61.
[20] التوبة: 33،الصف: 9.
[21] التبيان: ج 5 ص 244،مجمع البيان: ج 5 ص 25،و قال: قول السدي،و قال الکلبي: لا يبقي دين الا ظهر عليه الاسلام،و لم يکن بعد،و لا تقوم الساعة حتي يکون ذلک. قال المقداد بن الاسود: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم يقول: لا يبقي علي ظهر الارض بيت مدر و لا وبر الا ادخله الله کلمة الاسلام اما بعز عزيز و اما بذل ذليل،اما يعزهم فيجعلهم الله من اهله فيعزوا به و اما يذلهم فيدينون له.
مسند احمد: ج 6 ص 4،الجامع لاحکام القرآن: ج 12 ص 300،جوامع الجامع: ص 318،المستدرک اللحاکم: ک الفتن و الملاحم ج 4 ص 430.
[22] البيان: ص 109 ب 35،نورالابصار: ص 153 ب 2.
أقول: الظاهر أن التفسير عن سعيد بن جبير،و لکن عند المحدثين حکم مثله مما لايعلم من قبل الرأي حکم الحديث المرفوع.
[23] الکافي: کتاب الحجة،في باب نتف و نکت من التنزيل في الولاية ج 1 ص 432 ح 91.
[24] کفاية المهتدي (الاربعين): ذيل الحديث 39،اثبات الهداة: ج 140 7 ب 32 ف 44 ح 686،کشف الحق (الاربعين): ح 30،وياتي نحوه في الفصل السادس و الثلاثين تحت الرقم 669 عن محمدبن مسلم عن الامام ابي جعفر محمد البار عليه السلام،و فيه: «اسمه محمد بن الحسن النفس الزکية».
[25] هود: 86.
[26] تفسير فرات الکوفي: ص 184،کمال الدين: ج 2 ص 670 ب 58 ح 16،بسنده عن محمد بن موسي بن المتوکل،عن علي بن الحسين السعدآبادي،عن احمد بن ابي عبدالله البرقي،عن ابيه،عن محمد بن ابي عمير،عن علي بن ابي حمزة،عن ابي بصير قال: قال ابوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (هو الذي... و لو کره المشرکون) فقال: والله ما نزل تأويلها بعد و لا ينزل تأويلها حتي يخرج القائم،فاذا خرج القائم عليه السلام،لم يبق کافر بالله العظيم و لا مشرک بالامام الا کره خروجه،حتي ان لو کان کافر او مشرک في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني کافر فاکسرني و اقتله.
ينابيع المودة: ص 423 ب 71 نحوه عن ابي بصير و سماعة،و اخرجه محمد بن العباس في کتابه ما نزل من القرآن في اهل البيت عليهم السلام علي ما في الآيات الباهرة: ص 663 تفسير الاية في سورة الصف،المحجة: ص 85 الآية 22،تفسير العياشي: ج 2 ص 87 ح 52،البحار: ج 51 ص 60 ب 5 ح 58.
[27] مشارق انوار اليقين: ص 172،اثبات الهداة: ج 7 ص 61 ف 25 ب 32 ح 453.
[28] مجمع البيان: ج 9 ص 280 سورة الصف،مانزل من القرآن في اهل البيت عليهم السلام علي ما اخرجه عنه في الآيات الباهرة ص 263،و فيه: «و ان محمدا رسول الله بکرد و عشيا»،جوامع الجامع: ص 492 مختصرا.
[29] تفسير العياشي: ج 2 ص 87 ح 52،الحجة: ص 85 الآية: 22.
[30] مفاتيح الغيب: ج 16 ص 40 في تفسير الاية 33 من سورة التوبة،السراج المنير: ج 1 ص 606 في تفسير الايه 33 من سوره التوبة،روض الجنان و روح الجنان: ج 10 ص 233.
[31] تفسير ابوالفتوح الرازي: ج 6 ص 16 في تفسير الاية 33 من سورة التوبة.
[32] النور: 55.
[33] شواهد التنزيل: ج 1 ص 413 ح 572.
ولايخفي عليک ان مثل هذا الحديث و ان لکم فيه التصريح بالمهدي عليه السلام الا ان المراد منه: ان الاية وعد لال محمد صلي الله عليه وآله و سلم بالاستخلاف في الارض الذي يتحقق بدولة المهدي عليه السلام في آخر الزمان،بقرينة سائر الروايات المصرحة بذلک،و ياتي لذلک مزيد توضيح ان شاء الله تعالي،فالحديث معدود في الاحاديث المبشرة بظوره عليه السلام.
[34] شواهد التنزيل: ج 1 ص 413 ح 572.
[35] الدر المنثور: ج 5 ص 55.
و قال القرطبي في الجامع لاحکام القرآن (ج 12 ص 298): و قال قوم: هذا وعد لجميع الامة في ملک الارض کلها تحت کلمة الاسلام کما قال عليه الصلاة و السلام زويت لي الارض فرأيت مشارقها و مغاربها،و سيبلغ ملک امتي مازوي لي منها. و اختار هذا القول ابن عطية في تفسيره حيث قال: و الصحيح في الاية انها في استخلاف الجمهور،و استخلافهم هو ان يملکهم البلاد و يجعلهم اهلها کالذي جري في الشام والعراق و خراسان و المغرب.
(بحث تفسيري)
لا يخفي ان ظاهر الآية يقتضي کون مخاطبها جميع الامة کما يقتضي اختصاص وعد الله بما ذکر في الآية بالذين آمنوا و عملوا الصالحات،سواء في ذلک الموجودون في حال الخطاب و غيرهم؛ لان الخطاب يشمل الطائفتين کما برهن عليه في اصول الفقه. و الظاهر ان المراد بالارض جميعها،لا ارض مکة و المدينة و ما ملکه المسلمون في عصر النبي صلي الله عليه وآله و سلم او في عصر الصحابة،و علي هذا يکون المستفاد من الاية ان المؤمنين و الامة المومنة و عدوا بذلک طائفتهم و جماعتهم،ففي اي زمان تحقق الوعد بالسنبة الي هذه الامة عامة تحقق وعد الله تعالي.
ولا يجوز ان يکون المراد استخلاف کل الامة في الارض من الموجودين في حال الخطاب و من ياتي بعدهم الي يوم القيامة؛ لعدم امکان ذلک؛ لان ذلک لم يتحقق حتي بالنسبة الي الموجودين في حال الخطاب،و بالنسبة الي عصر النبي صلي الله عليه وآله و سلم و عصر الصحابة حين استولي الاسلام علي ارض المملکة العربية؛ لان بعضهم مات او استشهد قبل ذلک،و ليس معني ذلک ان ظاهر الآية عام و المراد منه خاص،بل معني ذلک ان المنساق و المتبادر من هذا السياق ذلک،و لما ذکر لا يجوز حمل الاية علي ما تحقق للمسلمين من الفتوح في عصر الصحابة؛ لعدم استخلافهم في جميع الارض،و لعدم حصول التمکين المطلق للدين.
وسياق الاية آب من ان يکون الموعود بما وعد بها افرادا محصورين في المؤمنين الذين بقوا الي عصر الصحابة دون کل الموجودين في زمان نزولها و بعده.
اما وعد الامة المومنة بذلک و تحققه في عصر المهدي عليه السلام الذي يستولي علي الدنيا کلها و يملا الارض قسطا وعدلا و امنا فهو الوجه الذي تنطبق عليه الاية دون غيره کما فسرت به في الروايات،ولو کان الخطاب متوجها الي اهل البيت و الائمة الاثني عشر عليهم السلام،و قلنا بان کلمه «من» للبيان لا للتبعيض - کما في بعض التفاسير - يوجه ذلک ايضا بان الخطاب يکون متوجها الي جماعتهم،و تحقق ذلک علي يد احدهم تحقق للجميع.
فقد ظهر لک بما تلوناه عليک عدم صحة تفسير الآية بما حصل للمسلمين في عصر الصحابة؛ لاقتضاء ذلک صرف عموم الاية الي الخصوص،و ارادة الخاص من لفظ «الارض» الظاهر في العام،و لعدم الوجه في ارادة خصوص الخاص بعد صحة المعني العام،والاخبار عنه في طائفة من الايات،و في الاخبار الکثيرة المتواترة بل اخبار الانبياء السالفة.
و اما بعض الاحاديث المروية في شان نزولها فهو مضافا الي ما في سندها من الضعف لا يصلح لان يکون سببا لتخصيص عموم الاية،سيما مع اقتضاء واقع الامر عمومها. والعجب مع ذلک ممن تمسک لصحة تولي الثلاثة امر المسلمين بهذه الآية و لم يلتفت الي ان ذلک يحتاج الي اثبات مقدمات دون اثبات واحد منها خرط القتاد،منها: اختصاص وعد الله تعالي بالمؤمنين الموجودين في زمان نزول الاية الذين بقوا احياء الي عصر الصحابة دون غيرهم من المؤمنين الذين ماتوا قبل ذلک و جاء وا بعد ذلک و سجي ء الله بهم في المستقبل.
ومنها: ان المراد من الارض هي الارض التي استولي المسلمون عليها في عصر الصحابة دون ما استولي عليها النبي صلي الله عليه وآله و سلم،و دون جميعها التي يستولي عليها المهدي عليه السلام في آخر الزمان.
ومنها: انه من التسمک بالعام في الشبهات المصداقية،فلا يجوز التمسک بالاية في اثبات کون شخص من الذين عملوا الصالحات اذا شک فيه،فالله وعد الذين آمنوا و عموا الصالحات،فمن تحقق انه من الذين آمنوا و عملوا الصالحات يشمله الوعد،و من لم يتحقق ذلک له يکون شمول الوعد له فرع اثبات ذلک له.
ومنها: اثبات امر التمکين المطلق للدين و تبديل خوفهم بالامن کذلک،فان ذلک لم يحصل في عهدهم للمؤمنين بقول مطلق.
ومنها: اثبات ان مامکن لهم من التمکين تمکين للدين،فانه اذا کان امر الحکومة خارجا عما قرره الدين او کان مشکوکا فيه لا يتم القول بتمکين الدين و ان کان سائر الامور بظاهرها موافقة للدين،و لا يجوز التمسک بالاية لاثبات ان ذلک التمکين کان من التمکين للدين،فانه من التمسک بعموم العام في الشبهات المصداقية.
ومنها غير ذلک.
[36] تفسير علي بن ابراهيم: ج 1 ص 14،نور الثقلين: ج 3 ص 619 ح 22 نقلا عنه،تفسير الصافي: ج 2 ص 178،المحجة: ص 148.
[37] الاحتجاج: ج 1 ص 382،نور الثقلين: ج 3 ص 619 ح 231.
[38] مصباح الشيخ: ص 727 في زيارة ثانية في يوم عاشوراء،نور الثقلين:ج 3 ص 619 ح 223.
[39] اللاواء: الشدة المعيشة و المشقة،و قيل: القحط. و الحنادس: الظلمة او الشديد الظلام (لسان العرب: مادة «لوي» و «حندس»).
[40] مجمع البيان: ج 7 ص 152،تفسير العياشي: في تفسير سورة النور،الآية 55.
[41] المجازات الآثار النبوية: ص 420 ضمن ح 337.
[42] الخميص: الضامر البطن (مجمع البحرين: مادة «خمص»).
[43] المجازات النوية: ص 419 ح 337.
[44] تاويل الايات الظاهرة: ص 596 تفسير سورة الذاريات،غيبة الشيخ. ص 176 و 177 ح 33 و فيه «بسنده عن اسحاق بن عبدالله بن علي بن الحسين» بدل «اسحاق بن عبدالله بن الحسين عليهماالسلام»،البحار: ج 51 ص 53 و 54 ب 5 ح 34،المحجة: ص 149 الاية 57 ح 3،اثبات الهداة: ج 3 ص 501 و 502 ب 32 ح 289،البرهان: ج 4 ص 232،ينابيع المودة: ص 426 و 427 ب 71،الزام الناصب: ج 1 ص 94 و 95 الآية 101.
[45] غيبة النعماني: ص 240 ب 13 ح 35،ينابيع المودة: ينابيع المودة: ص 426 ب 71.
[46] الحج: 43.
[47] شواهد التنزيل: ج 1 ص 400 و 401 ح 555،تفسير فرات الکوفي: ص 99 الا ان فيه: «حتي يعرف»،و «قال:اذا رايت هذا في رجل منا فاتبعه فانه صاحبه».
[48] شواهد التنزيل: ج 1 ص 401 ح 556،تفسير فرات الکوفي: ص 100 الا ان فيه: قال الحسين بن علي بن بزيع.
اقول: النسخة المطبوعة التي بايدينا اصلها النسخة التي عمد ناسخها باسقاط اسانيدها رعاية للاختصار،فتراه يقول في هذا الحديث: حدثني الحسين بن علي بن بزيع معنعنا عن زيد بن علي عليه السلام،و يظهر من شواهد التنزيل ان النسخة الکاملة کانت موجودة عند الحاکم فروي ماروي عن تفسير فرات باسناده.
[49] تأويل الآيات الظاهرة: ص 339،القمي في تفسيره: ج 2 ص 87 عن ابي الجارود،البحار: ج 51 ص 47 و 48 ب 5 ح 9،المحجة: ص 143،الآية 53،نور الثقلين: ج 3 ص 506 ح 1611،مجمع البيان: ج 7 ص 88 عن ابي جعفر عليه السلام قال: «نحن هم والله»،الزام الناصب: ص 76 الاية 58،البرهان: ج 3 ص 95.
[50] الحج: 39.
[51] غيبة النعماني: ص 241،ب 13،ح 38،والظاهر وقوع التصحيف في اسم الراوي عن ابي بصير و هو عاصم بن حميد دون القاسم و هو الذي يروي عنه عبدالرحمان بن ابي نجران،و اما ابوبصير فيجوز ان يکون ليث بن البختري او يحيي بن القاسم،فان عاصم بن حميد يروي عن کليهما،والله اعلم،المحجة: ص 142 نحوه.
[52] تأويل الآيات الظاهرة: ص 334،المحجة: ص 142 الآية 52.
[53] البقرة: 142.
[54] مجمع البيان: ج 1 ص 231،تفسير العياشي: ج 1 ص 66 ح 117.
اقول: الظاهر کون رقم الحديث: 118؛ لان رقم الحديث السابق عليه: 117. البحار: ج 52 ص 291 ب 26 ح 37.
[55] تفسير العياشي: ج 1 ص 64 ح 117.
[56] قال في النهاية: و منه حديث علي عليه السلام: (فيجتمعون اليه کما يجتمع قزع الخريف) اي قطع السحاب المتفرقة،و انما خص الخريف لانه اول الشتاء،والسحاب يکون فيه متفرقا غير متراکم و لا مطبق،ثم يجتمع بعضه الي بعض بعد ذلک،ج 4 باب القاف مع الزاي ص 59،ماده «قزع».
[57] غيبة النعماني: ص 241 ب 13 ح 37،البحار: ج 51 ص 58 ب 5 ح 52.
[58] الذاريات: 23-22.
[59] غيبة الشيخ: ص 175 و 176 ح 132،البحار: ج 51 ص 53 ب 5 ح 33 و ص 63 ح 65،البرهان: ج 4 ص 232،اثبات الهداة ج 3 ص 501 ب 32 ف 12 ح 286،الحجة: ص 210 و 211،الآية: 91.