بازگشت

ما ورد عن أميرالمؤمنين في ذلک


1- ک: الشيباني، عن الاسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: للقائم منا غيبة أمدها طويل کاني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعي فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم علي دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال عليه السلام: إن القائم منا إذا قام لم يکن لاحد في عنقه بيعة فلذلک



[ صفحه 110]



تخفي ولادته و يغيب شخصه.

2- ک: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن الرضا عليه السلام عن آبائه، عن أمير المؤمنين أنه قال للحسين عليه السلام: التاسع من ولدک يا حسين! هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل، قال الحسين عليه السلام: فقلت: يا أمير المؤمنين و إن ذلک لکائن؟ فقال عليه السلام: أي و الذي بعث محمدا بالنبوة و اصطفاه علي جميع البرية و لکن بعد غيبة و حيرة لا تثبت فيها علي دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا و کتب في قلوبهم الايمان و أيدهم بروح منه.

3- ک: أبي، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن سنان، عن زياد المکفوف عن عبد الله بن أبي عفيف الشاعر [1] قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: کاني بکم تجولون جولان الابل تبتغون المرعي فلا تجدونه يا معشر الشيعة.

ک: أبي و ابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود، عن عبد الله بن أبي عفيف مثله.

4- کتاب المقتضب لا بن العياش قال: حدثني الشيخ الثقة أبو الحسين بن عبد الصمد بن علي في سنة خمس و ثمانين و مأتين عند عبيد بن کثير، عن نوح بن دراج، عن يحيي، عن الاعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي جحيفة و الحارث بن عبد الله الهمداني و الحارث بن شرب کل حدثنا أنهم کانوا عند علي بن أبي طالب عليه السلام فکان إذا أقبل ابنه الحسن يقول: مرحبا يا ابن رسول الله و إذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت يا أبا ابن خيرة الاماء فقيل: يا أمير المؤمنين ما بالک؟ تقول هذا للحسن و هذا للحسين؟ و من ابن خيرة الاماء؟ فقال: ذاک الفقيد الطريد الشريد م ح م د بن



[ صفحه 111]



الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين هذا و وضع يده علي رأس الحسين عليه السلام.

5- غط: جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن الاصم عن ابن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية الاسدي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: کيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي و لا علم يري يبرأ بعضکم من بعض.

6- شا: روي مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول: خطب الناس أمير المؤمنين عليه السلام بالکوفة فحمد الله و أثني عليه ثم قال: أنا سيد الشيب و في سنة من أيوب و سيجمع الله لي أهلي کما جمع ليعقوب شمله و ذلک إذا استدار الفلک و قلتم ضل أو هلک ألا فاستشعروا قبلها بالصبر، و بوؤا إلي الله بالذنب فقد نبذتم قدسکم و أطفأتم مصابيحکم و قلدتم هدايتکم من لا يملک لنفسه و لا لکم سمعا و لا بصرا ضعف و الله الطالب و المطلوب هذا و لو لم تتواکلوا أمرکم و لم تتخاذلوا عن نصرة الحق بينکم، و لم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليکم من ليس مثلکم، و لم يقو من قوي عليکم، و علي هضم الطاعة و إزوائها عن أهلها فيکم، تهتم کما تاهت بنو إسرائيل علي عهد موسي و بحق أقول ليضعفن عليکم التيه من بعدي باضطهادکم ولدي ضعف ما تاهت بنو إسرائيل فلو قد استکملتم نهلا و امتلاتم عللا عن سلطان الشجرة الملعونة في القرآن لقد اجتمعتم علي ناعق ضلال و لاجبتم الباطل رکضا ثم لغادرتم داعي الحق و قطعتم الادني من أهل بدر و وصلتم الابعد من أبنا الحرب ألا و لو ذاب ما في أيديهم لقد دني التمحيص للجزاء و کشف الغطاء و انقضت المدة و أزف الوعد و بدا لکم النجم من قبل المشرق و أشرق لکم قمرکم کملء شهره و کليلة تم فإذا استبان ذلک فراجعوا التوبة و خالعوا الحوبة و اعلموا أنکم إن أطعتم طالع المشرق سلک بکم منهاج رسول الله صلي الله عليه و آله فتداريتم من الصمم و استشفيتم من البکم، و کفيتم مؤنة التعسف و الطلب، و نبذتم الثقل الفادح عن الاعناق، فلا يبعد الله إلا من أبي الرحمة و فارق العصمة و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.



[ صفحه 112]



بيان: الشيب بالکسر و بضمتين جمع الا شيب و هو من ابيض شعره و استدارة الفلک کناية عن طول مرور الازمان أو تغير أحوال الزمان و سيأتي خبر في باب أشراط الساعة يؤيد الثاني قوله هذا فصل بين الکلامين أي خذوا هذا و النهل محرکة أول الشرب و العلل محرکة الشربة الثانية و الشرب بعد الشرب تباعا قوله کملء شهره أي کما يملا في شهره في الليلة الرابع عشر فيکون ما بعده تأکيدا أو کما إذا فرض أنه يکون ناميا متزايدا إلي آخر الشهر و سيأتي تفسير بعض الفقرات في شرح الخطبة المنقولة من الکافي و هي کالشرح لهذه و يظهر منها ما وقع في هذا الموضع من التحريفات و الاختصارات المخلة بالمعني.

7- ني: ابن همام، عن جعفر بن محمد بن مالک، عن إسحاق بن سنان، عن عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن حراب بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: زاد الفرات علي عهد أمير المؤمنين فرکب هو و ابناه الحسن و الحسين عليهما السلام فمر بثقيف فقالوا: قد جاء علي يرد الماء فقال علي عليه السلام: أما و الله لاقتلن أنا و ابناي هذان و ليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا و ليغيبن عنهم تمييزا لاهل الضلالة حتي يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة.

8- ني: محمد بن همام و محمد بن الحسن بن (محمد بن) جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد بن جمهور [2] عن أبيه، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خبر تدريه خير من عشرة ترويه إن لکل حق حقيقة و لکل صواب نورا ثم قال: إنا و الله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتي يلحن له فيعرف اللحن إن أمير المؤمنين عليه السلام قال علي منبر الکوفة: و إن من ورائکم فتنا مظلمة عميآء منکسفة لا ينجو منها إلا النومة؟ قيل: يا أمير المؤمنين و ما النومة؟ قال:



[ صفحه 113]



الذي يعرف الناس و لا يعرفونه.

و اعلموا أن الارض لا تخلو من حجة لله و لکن الله سيعمي خلقه منها بظلمهم و جورهم و إسرافهم علي أنفسهم و لو خلت الارض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها و لکن الحجة يعرف الناس و لا يعرفونه کما کان يوسف يعرف الناس و هم له منکرون ثم تلا يا حسرة علي العباد ما يأتيهم من رسول إلا کانوا به يستهزؤن.

بيان: قوله عليه السلام حتي يلحن له أي يتکلم معه بالرمز و الايماء و التعريض علي جهة التقية و المصلحة فيفهم المراد قال الجزري: يقال لحنت فلانا إذا قلت له قولا يفهمه و يخفي علي غيره لانک تميله بالتورية عن الواضح المفهوم و قال: في حديث علي و ذکر آخر الزمان و الفتن ثم قال خير أهل ذلک الزمان کل مؤمن نومة.

النومة بوزن الهمزة الخامل الذکر الذي لا يؤبه له و قيل: الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر و أهله و قيل النومة بالتحريک الکثير النوم فأما الخامل الذي لا يؤبه له فهو بالتسکين و من الاول حديث ابن عباس أنه قال لعلي عليه السلام: ما النومة؟ قال الذي يسکت في الفتنة فلا يبدو منه شيء.

9- نهج: في حديثه عليه السلام: فإذا کان ذلک ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه کما يجتمع قزع الخريف قال السيد رضي الله عنه: يعسوب الدين: السيد العظيم المالک لامور الناس يومئذ.

و القزع قطع الغيم التي لا ماء فيها.

بيان: قالوا: هذا الکلام في خبر الملاحم الذي يذکر فيه المهدي عليه السلام و قال في النهاية: أي فارق أهل الفتنة و ضرب في الارض ذاهبا في أهل دينه و أتباعه الذين يتبعونه علي رأيه و هم الاذناب.

و قال الزمخشري: الضرب بالذنب ههنا مثل للاقامة و الثبات يعني أنه يثبت هو و من يتبعه علي الدين.

10- نهج: قال عليه السلام في بعض خطبه: قد لبس للحکمة جنتها و أخذها بجميع أدبها من الاقبال عليها و المعرفة بها و التفرغ لها و هي عند نفسه ضالته التي يطلبها و حاجته التي يسأل عنها فهو مغترب إذا اغترب الاسلام، و ضرب بعسيب ذنبه و ألصق الارض بجرانه، بقية من بقايا حجته، خليفة من خلائف أنبيائه.



[ صفحه 114]



بيان: قال ابن أبي الحديد: قالت الامامية: إن المراد به القائم عليه السلام المنتظر، و الصوفية يزعمون أنه ولي الله و عندهم أن الدنيا لا يخلو عن الابدال و هم أربعون و عن الاوتاد و هم سبعة و عن القطب و هو واحد.

و الفلاسفة يزعمون أن المراد به العارف و عند أهل السنة هو المهدي الذي سيخلق، و قد وقع اتفاق الفرق بين المسلمين علي أن الدنيا و التکليف لا ينقضي إلا علي المهدي.

قوله عليه السلام: فهو مغترب أي هذا الشخص يخفي نفسه إذا ظهر الفسق و الفجور، و اغترب الاسلام باغتراب العدل و الصلاح، و هذا يدل علي ما ذهبت إليه الامامية و العسيب عظم الذنب أو منبت الشعر منه و إلصاق الارض بجرانه کناية عن ضعفه و قلة نفعه فان البعير أقل ما يکون نفعه حال بروکه).

11- ني: علي بن الحسين، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الکوفي، عن عيسي بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: صاحب هذا الامر من ولدي هو الذي يقال مات هلک لا بل في أي واد سلک.

12- ني: علي بن الحسين، عن محمد العطار، عن محمد بن الحسن الرازي، عن محمد بن علي الکوفي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن مزاحم العبدي عن عکرمة بن صعصعة، عن أبيه قال کان علي عليه السلام يقول: لا تنفک هذه الشيعة حتي تکون بمنزلة المعز لا يدري الخابس علي أيها يضع يده فليس لهم شرف يشرفونه و لا سناد يستندون إليه في أمورهم.

إيضاح: خبس الشيء بکفه أخذه و فلانا حقه ظلمه أي يکون کلهم مشترکين في العجز حتي لا يدري الظالم أيهم يظلم لاشتراکهم في احتمال ذلک کقصاب يتعرض لقطيع من المعز لا يدري أيهم يأخذ للذبح.

13- ني: بهذا الاسناد، عن أبي الجارود، عن عبد الله الشاعر يعني ابن أبي عقب قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: کاني بکم تجولون جولان الابل تبتغون مرعي و لا تجدونها معشر الشيعة.



[ صفحه 115]



14- ني: علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي، عن موسي بن هارون بن عيسي العبدي، عن عبد الله بن مسلم بن قعنب، عن سليمان بن هلال قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديکم هذا؟ فقال: إذا درج الدارجون، و قل المؤمنون، و ذهب المجلبون، فهناک، فقال: يا أمير المؤمنين عليک السلام ممن الرجل؟ فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب و بحر مغيضها إذا وردت، و مجفو أهلها إذا أتت، و معدن صوفتها إذا اکتدرت لا يجبن إذا المنايا هلعت، و لا يحور إذا المؤمنون اکتنفت و لا ينکل إذا الکماة اصطرعت مشمر مغلولب طفر ضرغامة حصد مخدش ذکر سيف من سيوف الله رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد، و غارز مجده في أکرم المحتد، فلا يصرفنک عن تبعته صارف عارض ينوص إلي الفتنة کل مناص إن قال فشر قائل و إن سکت فذو دعاير.

ثم رجع إلي صفة المهدي عليه السلام فقال: أوسعکم کهفا، و أکثرکم علما و أوصلکم رحما أللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة و اجمع به شمل الامة فأني جاز لک [3] فاعزم و لا تنثن عنه إن وفقت له و لا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه و أومأ بيده إلي صدره شوقا إلي رؤيته.

توضيح: قال الفيروزآبادي: درج دروجا و درجانا مشي و القوم انقرضوا و فلان لم يخلف نسلا أو مضي لسبيله انتهي و الغرض انقراض قرون کثيرة قوله عليه السلام و ذهب المجلبون أي المجتمعون علي الحق و المعينون للدين أو الاعم قال الجزري: يقال: أجلبوا عليه إذا اتجمعوا و تألبوا و أجلبه أي أعانه و أجلب عليه إذا صاح به و استحثه و الطود بالفتح الجبل العظيم و في بعض النسخ بالراء و هو بالضم أيضا الجبل و الاول أصوب و المغيض الموضع الذي يدخل فيه الماء فيغيب و لعل المعني أنه بحر العلوم و الخيرات فهي کامنة فيه أو شبهه ببحر في أطرافه مغايض فان شيعتهم مغايض علومهم قوله عليه السلام و مجفو أهلها أي إذا أتاه أهله يجفونه و لا يطيعونه



[ صفحه 116]



قوله عليه السلام هلعت أي صارت حريصة علي إهلاک الناس قوله عليه السلام و لا يحور في بعض النسخ و لا يخور إذا المنون اکسفت و الخور الجبن و المنون الموت و الکماة بالضم جمع الکمي و هو الشجاع أو لابس السلاح و يقال ظفر بعدوه فهو ظفر و الضرغامة بالکسر الاسد.

قوله عليه السلام: حصد أي يحصد الناس بالقتل.

قوله: مخدش أي يخدش الکفار و يجرحهم و الذکر من الرجال بالکسر القوي الشجاع الابي ذکره الفيروزآبادي و قال: الرأس أعلا کل شيء و سيد القوم و القثم کزفر الکثير العطاء و قال الجزري: رجل نشق إذا کان يدخل في امور لا يکاد يخلص منها و في بعض النسخ باللام و الباء يقال رجل لبق ککتف أي حاذق بما عمل و في بعضها شق رأسه أي جانبه و الباذخ العالي المرتفع.

قوله عليه السلام: و غارز مجده أي مجده الغارز الثابت من غرز الشيء في الشيء أي أدخله وأثبته و المحتد بکسر التاء الاصل و قوله ينوص صفة للصارف.

و قال الفيروزآبادي: المناص الملجأ و ناص مناصا تحرک و عنه تنحي و إليه نهض قوله فذو دعاير من الدعارة و هو الخبث و الفساد و لا يبعد أن يکون تصحيف الدغايل جمع الدغيلة و هي الدغل و الحقد أو بالمهملة من الدعل بمعني الختل قوله عليه السلام فان جاز لک أي تيسر لک مجازا و يقال انثني أي انعطف قوله عليه السلام: و لا تجيزن عنه أي إن أدرکته في زمان غيبته، و في بعض النسخ و لا تحيزن بالحاء المهملة و الزاء المعجمة أي لا تتحيزن من التحيز عن الشيء بمعني التنحي عنه و کانت النسخ مصحفة محرفة في أکثر ألفاظها.

15- يف: في الجمع بين الصحاح الستة، عن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام و نظر إلي ابنه الحسين و قال: إن ابني هذا سيد کما سماه رسول الله صلي الله عليه و آله و سيخرج من صلبه رجل بإسم نبيکم يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق يملا الارض عدلا.

16- نهج: و أخذوا يمينا و شمالا طعنا في مسالک ألغي و ترکا لمذاهب الرشد



[ صفحه 117]



فلا تستعجلوا ما هو کائن مرصد و لا تستبطؤا ما يجيء به الغد، فکم من مستعجل بما إن أدرکه ود أنه لم يدرکه و ما أقرب اليوم من تباشير غد يا قوم هذا إبان ورود کل موعود و دنو من طلعة ما لا تعرفون ألا و إن من أدرکها منا يسري فيها بسراج منير، و يحذو ا فيها علي مثال الصالحين ليحل فيها ربقا و تعتق رقا و يصدع شعبا و يشعب صدعا في سترة عن الناس لا يبصر القائف أثره و لو تابع نظره ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل تجلي بالتنزيل أبصارهم و يرمي بالتفسير في مسامعهم و يغبقون کأس الحکمة بعد الصبوح.

بيان: مرصد أي مترقب ما يجيء به الغد من الفتن و الوقايع من تباشير غد أي أوائله أو من البشري به و الابان الوقت و الزمان يسري من السري السير بالليل و الربق الخيط و القائف الذي يتتبع الآثار و لو تابع نظره أي و لو استقصي في الطلب و تابع النظر و التأمل و شحذت السکين حددته أي ليحرضن في هذه الملاحم قوم علي الحرب و يشحذ عزائمهم في قتل أهل الضلال کما يشحذ الحداد النصل کالسيف و غيره قوله عليه السلام يجلي بالتنزيل أي يکشف الرين و الغطاء عن قلوبهم بتلاوة القرآن و إلهامهم تفسيره و معرفة أسراره و الغبوق الشرب بالعشي مقابل الصبوح.

17- ما: علي بن أحمد المعروف بإبن الحمامي عن محمد بن جعفر القاري عن محمد بن إسماعيل بن يوسف، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر بن کثير عن موسي بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عليه السلام أنه قال: لتملان الارض ظلما وجورا حتي لا يقول أحد: الله إلا مستخفيا ثم يأتي الله بقوم صالحين يملاونها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا.

18- ک: أبي و ابن الوليد معا، عن سعد و الحميري و محمد العطار و أحمد بن إدريس جميعا، عن ابن أبي الخطاب و ابن عيسي و البرقي و ابن هاشم جميعا عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن مالک الجهني، و حدثنا ابن الوليد عن الصفار و سعد معا، عن الطيالسي عن زيد بن محمد بن قابوس، عن النضر بن أبي السري، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة



[ صفحه 118]



عن مالک الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن ابن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته مفکرا ينکت في الارض فقلت يا أمير المؤمنين مالي أراک مفکرا تنکت في الارض أ رغبة فيها؟ قال: لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لکني فکرت في مولود يکون من ظهري الحاري عشر من ولدي هو المهدي يملاها عدلا کما ملئت ظلما وجورا تکون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت: يا أمير المؤمنين و إن هذا لکائن فقال: نعم، کما إنه مخلوق وأني لک بالعلم بهذا الامر يا أصبغ أولئک خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة قلت: و ما يکون بعد ذلک؟ قال ثم يفعل الله ما يشاء فان له إرادات و غايات و نهايات.

غط: سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن ثعلبة مثله.

غط: عبد الله بن محمد بن خالد، عن منذر بن محمد بن قابوس، عن نضر (عن ا) بن السندي، عن أبي داود، عن ثعلبة مثله.

ني: الکليني، عن علي بن محمد، عن البرقي، عن نضر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي، عن أبي داود مثله.

ختص: ابن قولويه، عن سعد، عن الطيالسي، عن المنذر بن محمد، عن النضر بن أبي السري مثله.

(أقول: في هذه الروايات کلها سوي رواية الصدوق بعد قوله و يهتدي فيها آخرون: قلت: يا مولاي فکم تکون الحيرة و الغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: و إن هذا الکائن إلي آخر الخبر.

و في الکافي أيضا کذلک. [4] .

و نکت الارض بالقضيب هو أن يؤثر بطرفه فعلي (هذا) المفکر: المهموم، و ضمير فيها راجع إلي الارض، أي اهتمامک و تفکرک لرغبة في الارض و أن تصير مالکا لها نافذ الحکم فيها، أو هو راجع إلي الخلافة و ربما يحمل الکلام علي المطاية.



[ صفحه 119]



و لعل المراد بالحيرة التحير في المساکن و أن يکون في کل زمان في بلدة و ناحية، و قيل المراد حيرة الناس فيه و هو بعيد.

قوله عليه السلام: ستة أيام الخ لعله مبني علي وقوع البداء فيه، و لذا ردد عليه السلام بين امور، و أشار إليه في آخر الخبر و يمکن أن يقال: إن السائل سأل عن الغيبة و الحيرة معا فأجاب عليه السلام بأن زمان مجموعهما أحد الازمنة المذکورة و بعد ذلک ترفع الحيرة و تبقي الغيبة، فالترديد باعتبار اختلاف مراتب الحيرة إلي أن استقر أمره عليه السلام في الغيبة، و قيل: المراد أن آحاد زمان الغيبة هذا المقدار.

کما أنه أي المهدي عليه السلام مخلوق أي کما أن وجوده محتوم فکذا غيبته محتوم، فان له إرادات في سائر الروايات فان له بداءات و إرادات أي يظهر من الله سبحانه فيه عليه السلام امور بدائية في امتداد غيبته و زمان ظهوره و إرادات في الاظهار و الاخفاء و الغيبة و الظهور، و غايات أي منافع و مصالح فيها، و نهايات مختلفة لغيبته و ظهوره بحسب ما يظهر للخلق من ذلک بسبب البداء.

19- ک: ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن جعفر بن محمد الفزاري عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف [5] ، عن ابن طريف عن ابن نباته، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه ذکر القائم عليه السلام فقال: أما ليغيبن حتي يقول الجاهل: ما لله في آل محمد حاجة.

ک: الوراق، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسحاق بن محمد (عن أبي هاشم) عن فرات بن أحنف، عن ابن نباته مثله.

20- ک: ابن إدريس، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالک، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن محمد، عن أبي الجارود، عن يزيد الضخم قال: سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: کاني بکم تجولون جولان النعم تطلبون المرعي فلا تجدونه.



[ صفحه 120]



21 ک: ابن موسي، عن الاسدي، عن سعد، عن محمد بن عبد الحميد و عبد الصمد بن محمد معا، عن حنان بن سدير، عن علي بن حزور، عن ابن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: صاحب هذا الامر الشريد الطريد الفريد الوحيد.

22 غط: جماعة، عن التلعکبري، عن أحمد بن علي، عن أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة، عن الفضل، عن إبراهيم بن الحکم، عن إسماعيل بن عياش، عن الاعمش، عن أبي وائل قال: نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلي ابنه الحسين فقال: إن ابني هذا سيد کما سماه (رسول) الله سيدا و سيخرج الله من صلبه رجلا بإسم نبيکم فيشبهه في الخلق و الخلق يخرج علي حين غفلة من الناس و إماتة من الحق و إظهار من الجور و الله لو لم يخرج لضرب عنقه يفرح لخروجه أهل السماء و سکانها يملا الارض عدلا کما ملئت جورا و ظلما تمام الخبر.

23 نهج: في بعض خطبه عليه السلام: فلبثتم بعده يعني نفسه عليه السلام ما شاء الله حتي يطلع الله لکم من يجمعکم، و يضم نشرکم.

إلي آخر ما مر في کتاب الفتن.

و قال ابن ميثم رحمه الله: قد جاء في بعض خطبه عليه السلام ما يجري مجري الشرح لهذا الوعد قال عليه السلام: اعلموا علما يقينا أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتکم و ذلک أن الامة کلها يومئذ جاهلية إلا من رحم الله فلا تعجلوا فيعجل الخوف بکم، و اعلموا أن الرفق بمن و الاناة راحة و بقاء، و الامام أعلم بما ينکر و يعرف لينزعن عنکم قضاة السوء، و ليقبضن عنکم المراضين، و ليعز لن عنکم امراء الجور و ليطهرن الارض من کل غاش، و ليعملن بالعدل، و ليقومن فيکم بالقسطاس المستقيم، و ليتمنين أحياؤکم رجعة الکرة عما قليل فتعيشوا إذن، فان ذلک کائن.

الله أنتم بأحلامکم، کفوا ألسنتکم، و کونوا من وراء معايشکم، فان الحرمان سيصل إليکم، و إن صبرتم و احتسبتم و استيقنتم أنه طالب وترکم و مدرک آثارکم و آخذ بحقکم، و أقسم بالله قسما حقا إن الله مع الذين اتقوا و الذينهم محسنون.



[ صفحه 121]



أقول: و قال ابن أبي الحديد في شرح خطبة أوردها السيد الرضي في نهج البلاغة و هي مشتملة علي ذکر بني أمية: هذه الخطبة ذکرها جماعة من أصحاب السير و هي متداولة منقولة مستفيضة و فيها ألفاظ لم يوردها الرضي.

ثم قال: و منها فانظروا أهل بيت نبيکم فان لبدوا فالبدوا و إن استنصروکم فانصروهم ليفرجن الله برجل منا أهل البيت بأبي ابن خيرة الاماء لا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا موضوعا علي عاتقه ثمانية حتي تقول قريش لو کان هذا من ولد فاطمة لرحمنا فيغريه الله ببني أمية حتي يجعلهم حطاما و رفاتا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا.

ثم قال ابن أبي الحديد: فان قيل من هذا الرجل الموعود؟ قيل أما الامامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجش و أما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لام ولد و ليس بموجود الآن.

فان قيل: فمن يکون من بني أمية في ذلک الوقت موجودا حتي يقول عليه السلام في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم؟ قيل أما الامامية فيقولون بالرجعة و يزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني أمية و غيرهم إذا ظهر إمامهم المنتظر و أنه يقطع أيدي أقوام و أرجلهم و يسمل عيون بعضهم و يصلب قوما آخرين و ينتقم من أعداء آل محمد عليهم السلام المتقدمين و المتأخرين.

و أما أصحابنا فيزعمون أنه سيخلق الله تعالي في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة عليها السلام ليس موجودا الآن و ينتقم (به) و أنه يملا الارض عدلا کما ملئت جورا و ظلما من الظالمين و ينکل بهم أشد النکال و أنه لام ولد کما قد ورد في هذا الاثر و في غيره من الآثار و أن اسمه کاسم رسول الله صلي الله عليه و آله و أنه يظهر بعد أن يستولي علي کثير من الاسلام ملک من أعقاب بني أمية و هو السفياني الموعود به في الصحيح من ولد أبي سفيان بن حرب بن أمية و أن الامام الفاطمي يقتله و أشياعه من بني أمية و غيرهم و حينئذ ينزل المسيح عليه السلام من السماء و تبدو أشراط الساعة و تظهر دابة الارض و يبطل التکليف و يتحقق قيام الاجساد عند نفخ الصور کما



[ صفحه 122]



نطق به الکتاب العزيز.

24 کا: أحمد بن محمد الکوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي روح فرج بن قرة، عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله و أثني عليه وصلي علي النبي و آله ثم قال: أما بعد فان الله تبارک و تعالي لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل و رخاء و لم يجبر کسر عظم (من) الامم إلا بعد أزل و بلاء أيها الناس في دون ما استقبلتم من عطب و استدبرتم من خطب معتبر و ما کل ذي قلب بلبيب، و لا کل ذي سمع بسميع و لا کل ذي ناظر عين ببصير عباد الله أحسنوا فيما يعنيکم النظر فيه ثم أنظروا إلي عرصات من قد أقاده الله بعلمه کانوا علي سنة من آل فرعون أهل جنات و عيون، و زروع و مقام کريم ثم أنظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة و السرور و الامر و النهي و لمن صبر منکم العاقبة في الجنان و الله مخلدون و لله عاقبة الامور.

فيا عجبا و مالي لا أعجب من خطاء هذه الفرق علي اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبي و لا يعتدون بعمل وصي و لا يؤمنون بغيب و لا يعفون عن عيب المعروف فيهم ما عرفوا، و المنکر عندهم ما أنکروا، و کل إمرء منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يري بعري وثيقات و أسباب محکمات فلا يزالون بجور و لن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا و لن يزدادوا إلا بعدا من الله عز و جل انس بعضهم ببعض و تصديق بعضهم لبعض کل ذلک وحشة مما ورث النبي صلي الله عليه و آله و نفورا مما أدي إليهم من أخبار فاطر السموات و الارض.

أهل حسرات، و کهوف شبهات، و أهل عشوات، و ضلالة و ريبة، من وکله الله إلي نفسه و رأيه فهو مأمون عند من يجهله المتهم عند من لا يعرفه فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها.

و وا أسفا من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم کيف يستذل بعدي بعضها بعضا و کيف يقتل بعضها بعضا؟ المتشتة غدا عن الاصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من جهته کل حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه مع



[ صفحه 123]



أن الله و له الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية کما يجمع قزع الخريف يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم رکاما کرکام السحاب ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم کسيل الجنتين سيل العرم حيث نقب عليه فارة فلم تثبت عليه أکمة و لم يرد سننه رص طود، يذعذهم الله في بطون أودية ثم يسلکهم ينايبع في الارض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم و يمکن بهم قوما في ديار قوم تشريدا لبني أمية و لکي لا يغتصبوا ما غصبوا يضعضع الله بهم رکنا و ينقض بهم طي الجنادل من إرم و يملا منهم بطنان الزيتون.

فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليکونن ذلک و کأني أسمع صهيل خيلهم و طمطمة رجالهم و أيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو و التمکين في البلاد کما تذوب الالية علي النار، من مات منهم مات ضالا و إلي الله عز و جل يفضي منهم من درج و يتوب الله عز و جل علي من تاب و لعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء و ليس لاحد علي الله عز ذکره الخيرة، بل لله الخيرة و الامر جميعا.

أيها الناس إن المنتحلين للامامة من أهلها کثير و لو لم تتخاذلوا عن مر الحق، و لم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليکم من ليس مثلکم و لم يقو من قوي عليکم، و علي هضم الطاعة و إزوائها عن أهلها، لکن تهتم کما تاهت بنو إسرائيل علي عهد موسي عليه السلام.

و لعمري ليضاعفن عليکم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل و لعمري أن لو قد استکملتم من بعدي مدة سلطان بني أمية لقد اجتمعتم علي سلطان الداعي إلي الضلالة وأحييتم الباطل و أخلفتم الحق وراء ظهورکم، و قطعتم الادني من أهل بدر و وصلتم الابعد من أبناء الحرب لرسول الله صلي الله عليه و آله و لعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء و قرب الوعد و انقضت المدة و بدا لکم النجم ذو الذنب من قبل المشرق و لاح لکم القمر المنير فإذا کان ذلک فراجعوا التوبة و اعلموا أنکم إن اتبعتم طالع المشرق سلک بکم منهاج رسول الله صلي الله عليه و آله فتداويتم من العمي و الصمم و البکم و کفيتم مؤنة الطلب و التعسف، و نبذتم الثقل الفادح



[ صفحه 124]



عن الاعناق و لا يبعد الله إلا من أبي و ظلم و اعتسف، و أخذ ما ليس له و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. [6] .

بيان: الازل الضيق و الشدة.

و الخطب الشأن و الامر و يحتمل أن يکون المراد بما استدبروه ما وقع في زمن الرسول صلي الله عليه و آله من استيلاء الکفرة أولا و غلبة الحق و أهله ثانيا و بما استقبلوه ما ورد عليهم بعد الرسول صلي الله عليه و آله من أشباهها و نظائرها من استيلاء المنافقين علي أمير المؤمنين عليه السلام ثم رجوع الدولة إليه بعد ذلک فان الحالتين متطابقتان و يحتمل أن يکون المراد بهما شيئا واحدا و إنما يستقبل قبل وروده و يستدبر بعد مضيه و المقصود التفکر في انقلاب أحوال الدنيا و سرعة زوالها و کثرة الفتن فيها فتدعو إلي ترکها و الزهد فيها و يحتمل علي بعد أن يکون المراد بما يستقبلونه ما هو أمامهم من أحوال البرزخ و أهوال القيامة و عذاب الآخرة و بما استدبروه ما مضي من أيام عمرهم و ما ظهر لهم مما هو محل للعبرة فيها.

بلبيب أي عاقل بسميع أي يفهم الحق و يؤثر فيه ببصير أي يبصر الحق و يعتبر بما يري و ينتفع بما يشاهد فيما يعنيکم أي يهمکم و ينفعکم و في بعض النسخ يغنيکم (و النظر فيه) الظاهر أنه بدل اشتمال لقوله فيما يعنيکم و يحتمل أن يکون فاعلا لقوله يعنيکم بتقدير النظر قبل الظرف أيضا.

من قد أقاده الله يقال: أقاده خيلا أي أعطاه ليقودها و لعل المعني من مکنه الله من الملک بأن خلي بينه و بين اختياره و لم يمسک يده عما أراده بعلمه أي بما يقتضيه علمه و حکمته من عدم إجبارهم علي الطاعات و يحتمل أن يکون من القود و القصاص و يؤيده أن في بعض النسخ بعمله فالضمير راجع إلي الموصول علي سنة أي طريقة و حالة مشبهة و مأخوذة من آل فرعون من الظلم و الکفر و الطغيان أو من الرفاهية و النعمة کما قال أهل جنات فعلي الاول حال و علي الثاني بدل من قوله علي سنة أو عطف بيان له بما ختم الله الباء بمعني في أو إلي أو زائدة و النضرة الحسن و الرونق.



[ صفحه 125]



و قوله عليه السلام: مخلدون خبر لمبتدأ محذوف و الجملة مبينة و مؤکدة للسابقة أي هم و الله مخلدون في الجنان و لله عاقبة الامور أي مرجعها إلي حکمه کما قيل أو عاقبة الملک و الدولة و العز لله و لمن طلب رضاه کما هو الانسب بالمقام فيا عجبا بغير تنوين و أصله يا عجبي ثم قلبوا الياء ألفا فان وقفت قلت: يا عجباه أي يا عجبي أقبل هذا أوانک أو بالتنوين أي يا قوم اعجبوا عجبا أو أعجب عجبا و الاول أشهر و أظهر في دينها الظرف متعلق بالاختلاف أو بالخطاء أو بهما علي التنازع بغيب أي بأمر غائب عن الحس مما أخبر به النبي صلي الله عليه و آله من الجنة و النار و غيرهما و لا يعفون بکسر العين و تشديد الفآء من العفة و الکف أو بسکون العين و تخفيف الفآء من العفو أي عن عيوب الناس.

المعروف الخ أي المعروف و الخير عندهم ما يعدونه معروفا و يستحسنونه بعقولهم الناقصة و إن کان منکرا في نفس الامر أو المعني أن المعروف و المنکر تابعان لارادتهم و ميول طبائعهم و شهواتهم فما اشتهته أنفسهم و إن أنکرته الشريعة فهو المعروف عندهم بعري وثيقات أي يظنون أنهم تمسکوا بدلائل و براهين فيما يدعون من الامور الباطلة.

و أسباب محکمات أي يزعمون أنهم تعلقوا بوسائل محکمة فيمن يتوسلون بهم من أئمة الجور انس بعضهم علي الفعل أو المصدر و الثاني أظهر وحشة أي يفعلون کل ذلک لوحشتهم و نفورهم عن العلوم التي ورثها النبي صلي الله عليه و آله أهل بيته أهل حسرات بعد الموت و في القيامة و في النار و کهوف شبهات أي تأوي إليهم الشبهات لانهم يقبلون إليها و يفتتنون بها و في بعض النسخ و کفر و شبهات فيکونان معطوفين علي حسرات.

و قال الجوهري: العشوة أن يرکب أمرا علي بيان و يقال أخذت عليهم بالعشوة أي بالسواد من الليل فهو مأمون خبر للموصول و المعني أن حسن ظن الناس و العوام بهم إنما هو لجهلهم بضلالتهم و جهالتهم و يحتمل أن يکون المراد بالموصول أئمة من قد ذمهم سابقا لا أنفسهم من فعلات شيعتي أي من يتبعني اليوم



[ صفحه 126]



ظاهرا و اليوم ظرف للقرب المتشتة أي هم الذين يتفرقون عن أئمة الحق و لا ينصرونهم و يتعلقون بالفروع التي لا ينفع التعلق بها بدون التشبث بالاصل کاتباعهم المختار و أبا مسلم و زيدا و أضرابهم بعد تفرقهم عن الائمة عليهم السلام من جهته أي من الجهة التي يرجي منها الفتح أو من الجهة التي امروا بالاستفتاح منها فان خروجهم بغير أذان الامام کان معصية.

لشر يوم إشارة إلي اجتماعهم علي أبي مسلم لدفع بني أمية و قد فعلوا لکن سلطوا علي أئمة الحق من هو شر منهم و قال الجزري و في حديث علي: فيجتمعون إليه کما يجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخريف لانه أول الشتاء و السحاب يکون فيه متفرقا متراکم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلي بعض بعد ذلک و قال: الرکام، السحاب المتراکم بعضه فوق بعض.

أقول: نسبة الجمع إليه تعالي مجاز لعدم منعهم عنه و تمکينهم من أسبابه و ترکهم و اختيارهم ثم يفتح لهم فتح الابواب کناية عما هيئ لهم من أسبابهم و إصابة تدبيراتهم و اجتماعهم و عدم تخاذلهم.

و المستثار موضع ثورانهم و هيجانهم ثم شبه عليه السلام تسليط هذا الجيش عليهم بسوء أعمالهم بما سلط الله علي أهل سبأ بعد إتمام النعمة عليهم لکفر انهم و إنما سمي ذلک بسيل العرم لصعوبته أي سيل الامر العرم أي الصعب أو المراد بالعرم المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليه لانه نقب عليهم سدا ضربت لهم بلقيس و قيل اسم لذلک السد و قد مرت القصة في کتاب النبوة.

و الضمير في عليه إما راجع إلي السيل فعلي تعليلية أو إلي العرم إذا فسر بالسد.

و في بعض النسخ بعث و في بعضها نقب بالنون و القاف و الباء الموحدة فقوله فارة مرفوع بالفاعلية و في النهج کسيل الجنتين حيث لم تسلم عليه قارة و لم تثبت له أکمة و القارة الجبل الصغير و الاکمة هي الموضع الذي يکون أشد ارتفاعا مما حوله و هو غليظ لا يبلغ أن يکون حجرا و الحاصل بيان شدة السيل المشبه به بأنه أحاط بالجبال و ذهب بالتلال و لم يمنعه شيء.

و السنن الطريق



[ صفحه 127]



و الرص التصاق الاجزاء بعضها ببعض و الطود الجبل أي لم يرد طريقه طود مرصوص.

و لما بين عليه السلام شدة المشبه به أخذ في بيان شدة المشبه فقال: يذعذعهم الله أي يفرقهم في السبل متوجهين إلي البلاد ثم يسلکهم ينابيع في الارض من ألفاظ القرآن أي کما أن الله تعالي ينزل الماء من السماء فيسکن في أعماق الارض ثم يظهره ينابيع إلي ظاهرها کذلک هؤلاء يفرقهم الله في بطون الاودية و غوامض الاغوار ثم يظهرهم بعد الاختفاء کذا ذکره ابن أبي الحديد، و الاظهر عندي أنه بيان لاستيلائهم علي البلاد، و تفرقهم فيها، و تيسر أعوانهم من سائر الفرق، فکما أن مياه الانهار و وفورها توجب وفور مياه العيون و الآبار، فکذلک يظهر أثر هؤلاء في کل البلاد، و تکثر أعوانهم في جميع الاقطار، و کل ذلک ترشيح لما سبق من التشبيه يأخذهم من قوم أي بني أمية حقوق قوم أي أهل بيت عليهم السلام للانتقام من أعدائهم و إن لم يصل الحق إليهم و يمکن من قوم أي بني العباس لديار قوم أي بني أمية و في بعض النسخ و يمکن بهم قوما في ديار قوم و في النهج و يمکن لقوم في ديار قوم و المال في الکل واحد تشريدا لبني أمية التشريد التفريق و الطرد، و الاغتصاب الغصب و لعل المعني أن الغرض من استيلاء هؤلاء ليس إلا تفريق بني أمية و دفع ظلمهم.

و قال الفيروزآبادي: ضعضعه هدمه حتي الارض و الجنادل جمع جندل و هو ما يقله الرجل من الحجارة أي يهدم الله بهم رکنا وثيقا هو أساس دولة بني أمية و ينقض بهم الابنية التي طويت و بنيت بالجنادل و الاحجار من بلاد إرم و هي دمشق و الشام إذ کان مستقر ملکهم في أکثر زمانهم تلک البلاد لا سيما في زمانه صلوات الله عليه.

و قال الجزري: فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه و قيل من أصله و قيل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الارض يريد من دواخل العرش.

و قال الفيروزآبادي: الزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام و بلد بالصين



[ صفحه 128]



و المعني أن الله يملا منهم وسط مسجد دمشق أو دواخل جبال الشام و الغرض بيان استيلاء هؤلاء القوم علي بني أمية في وسط ديارهم و الظفر عليهم في محل استقرارهم و أنه لا ينفعهم بناء و لا حصن في التحرز عنهم.

و طمطمة رجالهم الطمطمة اللغة العجمية و رجل طمطمي في لسانه عجمة و أشار عليه السلام بذلک إلي أن أکثر عسکرهم من العجم لان عسکر أبي مسلم کان من خراسان و أيم الله ليذوبن الظاهر أن هذا أيضا من تتمة بيان انقراض ملک بني أمية و سرعة زواله و يحتمل أن يکون إشارة إلي انقراض هؤلاء الغالبين من بني العباس و إلي الله عز و جل يقضي من القضاء بمعني المحاکمة أو الانهاء و الايصال کما في قوله تعالي و قضينا إليه ذلک الامر و في بعض النسخ يفضي بالفاء أي يوصل و درج الرجل أي مشي و درج أيضا بمعني مات و يقال درج القوم أي انقرضوا و الظاهر أن المراد به هنا الموت أي من مات مات ضالا و أمره إلي الله يعذبه کيف يشاء و يحتمل أن يکون بمعني المشي أي من بقي منهم فعاقبته الفناء و الله يقضي فيه بعلمه و لعل الله يجمع إشارة إلي زمن القائم عليه السلام.

و ليس لاحد علي الله عز ذکره الخيرة أي ليس لاحد من الخلق أن يشير بأمر علي الله أن هذا خير ينبغي أن تفعله بل له أن يختار من الامور ما يشاء بعلمه و له الامر بما يشاء في جميع الاشياء عن مر الحق أي الحق الذي هو مر أو خالص الحق فانه مر و اتباعه صعب و في النهج عن نصر الحق و الهضم الکسر و روي الشيء ء عنه أي صرفه و نحاه و لم إطلع علي الازواء فيما عندي من کتب اللغة و کفي بالخطبة شاهدا علي أنه ورد بهذا المعني.

کما تاهت بنو إسرائيل أي خارج المصر أربعين سنة ليس لهم مخرج بسبب عصيانهم و ترکهم الجهاد فکذا أصحابه صلوات الله عليه تحيروا في أديانهم و أعمالهم لما لم ينصروه و لم يعينوه علي عدوه کما روي عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: لترکبن سنن من کان قبلکم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.



[ صفحه 129]



أضعاف ما تاهت يحتمل أن يکون المراد بالمشبه به هنا تحير قوم موسي بعده في دينهم و يحتمل أن يکون المراد التحير السابق و علي التقديرين إما المراد المضاعفة بحسب الشدة و کثرة الحيرة أو بحسب الزمان فان حيرتهم کان إلي أربعين سنة و هذه الامة إلي الآن متحيرون تائهون في أديانهم و أحکامهم الداعي إلي الضلالة أي الداعي إلي بني العباس و قطعتم الادني من أهل بدر أي الادنين إلي النبي صلي الله عليه و آله نسبا الناصرين له في غزوة بدر و هي أعز غزوات الاسلام يعني نفسه و أولاده صلوات الله عليهم و وصلتم الابعد أي أولاد العباس فانهم کانوا أبعد نسبا من أهل البيت عليهم السلام و کان جدهم عباس ممن حارب الرسول صلي الله عليه و آله في غزوة بدر حتي اسر ما في أيديهم أي ملک بني العباس لدنا التمحيص للجزاء أي قرب قيام القائم و التمحيص الابتلاء و الاختبار أي يبتلي الناس و يمتحنون بقيامه عليه السلام ليخزي الکافرين و يعذبهم في الدنيا قبل نزول عذاب الآخرة بهم و يمکن أن يکون المراد تمحيص جميع الخلق لجزائهم في الآخرة إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا و قرب الوعد أي وعد الفرج و انقضت المدة أي قرب انقضاء دولة أهل الباطل.

و بدا لکم النجم هذا من علامات ظهور القائم عليه السلام کما سيأتي و قيل إنه إشارة إلي ما ظهر في سنة تسع و ثلاثين و ثمانمأة هجرية و الشمس في أوائل الميزان بقرب الاکليل الشمالي کانت تطلع و تغيب معه لا تفارقه ثم بعد مدة ظهر أن لها حرکة خاصة بطيئة فيما بين المغرب و الشمال و کان يصغر جرمها و يضعف ضوؤها بالتدريج حتي انمحت بعد ثمانية أشهر تقريبا و قد بعدت عن الاکليل في الجهة المذکورة قدر رمح لکن قوله عليه السلام من قبل المشرق يأبي عنه إلا بتکلف و قد ظهر في زماننا في سنة خمس و سبعين و ألف ذو ذؤابة ما بين القبلة و المشرق و کان له طلوع و غروب و کانت له حرکة خاصة سريعة عجيبة علي التوالي لکن لا علي نسق و نظام معلوم ثم غاب بعد شهرين تقريبا کان يظهر أول الليل من جانب المشرق و قد ضعف حتي انمحي بعد شهر تقريبا و تطبيقه علي هذا يحتاج إلي تکلفين کما



[ صفحه 130]



لا يخفي و لاح لکم القمر المنير الظاهر أنه استعارة للقائم عليه السلام و يؤيده ما مر بسند آخر و أشرق لکم قمرکم و يحتمل أن يکون من علامات قيامه عليه السلام ظهور قمر آخر أو شيء شبيه بالقمر.

إن اتبعتم طالع المشرق أي القائم عليه السلام و ذکر المشرق إما لترشيح الاستعارة السابقة أو لان ظهوره عليه السلام من مکة و هي شرقية بالنسبة (إلي المدينة) أو لان اجتماع العساکر عليه و توجهه عليه السلام إلي فتح البلاد إنما يکون من الکوفة و هي شرقية بالنسبة إلي الحرمين و کونه إشارة إلي السلطان إسماعيل أنار الله برهانه بعيد و التعسف أي لا تحتاجون في زمانه عليه السلام إلي طلب الرزق و الظلم علي الناس لاخذ أموالهم و نبذتهم الثقل الفادح أي الديون المثقلة و مظالم العباد أو إطاعة أهل الجور و ظلمهم و لا يبعد الله أي في ذلک الزمان أو مطلقا إلا من أبي (أي) عن طاعته عليه السلام أو طاعة الله و ظلم أي نفسه أو الناس و اعتسف أي مال عن طريق الحق أو ظلم غيره.

25 نهج: من خطبة له صلوات الله عليه (في ذکر الملاحم: يعطف الهوي علي الهدي إذا عطفوا الهدي علي الهوي و يعطف الرأي علي القرآن إذا عطفوا القرآن علي الرأي.

منها: حتي تقوم الحرب بکم علي ساق باديا نواجذها مملوءة أخلافها حلوا رضاعها علقما عاقبتها).

ألا و في غد و سيأتي غد بما لا تعرفون يأخذ الوالي من غيرها عمالها علي مساوي أعمالها و تخرج له الارض أفاليذ کبدها، و تلقي إليه سلما مقاليدها، فيريکم کيف عدل السيرة و يحيي ميت الکتاب و السنة.

(بيان: الساق الشدة أو بالمعني المشهور کناية عن استوائها.

و بدو النواجذ کناية عن بلوغ الحرب غايتها کما أن غاية الضحک أن تبدو النواجذ و يمکن أن يکون کناية عن الضحک علي التهکم).

إيضاح: قال ابن أبي الحديد: ألا و في غد تمامه قوله عليه السلام يأخذ الوالي و بين الکلام جملة اعتراضية و هي قوله عليه السلام و سيأتي غد بما لا تعرفون و المراد تعظيم



[ صفحه 131]



شأن الغد الموعود و مثله کثير في القرآن ثم قال: قد کان تقدم ذکر طائفة من الناس ذات ملک و إمرة فذکر عليه السلام أن الوالي يعني القائم عليه السلام يأخذ عمال هذه الطائفة علي سوء أعمالهم و علي ههنا متعلقة بيأخذ و هي بمعني يؤاخذ و قال: الافاليذ جمع أفلاذ و الافلاذ جمع فلذة و هي القطعة من الکبد کناية عن الکنوز التي تظهر للقائم عليه السلام و قد فسر قوله تعالي و أخرجت الارض أثقالها بذلک في بعض التفاسير.

أقول: و قال ابن أبي الحديد في شرح بعض خطبه صلوات الله عليه: قال شيخنا أبو عثمان و قال أبو عبيدة: و زاد فيها في رواية جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام ألا إن أبرار عترتي و أطائب ارومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس کبارا ألا و إنا أهل بيت من علم الله علمنا و بحکم الله حکمنا و من قول صادق سمعنا فان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا و إن لم تفعلوا يهلککم الله بأيدينا معنا رأية الحق من تبعها لحق و من تأخر عنها غرق ألا و بنا يدرک ترة کل مؤمن، و بنا تخلع ربقة الذل عن أعناقکم، و بنا فتح لا بکم، و بنا يختم لا بکم.

ثم قال ابن أبي الحديد: و بنا يختم لا بکم إشارة إلي المهدي الذي يظهر في آخر الزمان و أکثر المحدثين علي أنه من ولد فاطمة عليها السلام و أصحابنا المعتزلة لا ينکرونه و قد صرحوا بذکره في کتبهم و أعترف به شيوخهم إلا أنه عندنا لم يخلق بعد و سيخلق و إلي هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا.

روي قاضي القضاة عن کافي الکفاة إسماعيل بن عباد ره باسناد متصل بعلي عليه السلام أنه ذکر المهدي و قال إنه من ولد الحسين عليه السلام و ذکر حليته فقال: رجل أجلي الجبين أقني الانف ضخم البطن أزيل الفخذين أبلج الثنايا بفخذه اليمني شامة و ذکر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في کتاب غريب الحديث انتهي.

أقول: في ديوان أمير المؤمنين صلوات الله عليه المنسوب إليه:



بني إذا ما جاشت الترک فانتظر

ولاية مهدي يقوم فيعدل



و ذل ملوک الارض من آل هاشم

و بويع منهم من يلذ و يهزل



صبي من الصبيان لا رأي عنده

و لا عنده جد و لا هو يعقل





[ صفحه 132]





فثم يقوم القائم الحق منکم

و بالحق يأتيکم و بالحق يعمل



سمي نبي الله نفسي فداؤه

فلا تخذلوه يا بني و عجلوا




پاورقي

[1] کذا في النسخة المطبوعة و سيجيء في الحديث 14 عن غيبة النعماني ابن أبي عقب و في نسخة کمال الدين و تمام النعمة أعني المصدر في الباب السابع و العشرين ج 1 ص 422 ابن أبي عقبة.

[2] في النسخة المطبوعة: محمد بن همام و محمد بن الحسين بن جمهور جميعا عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن أبيه.

و الصحيح ما أثبتناه راجع المصدر ص 70 و مستدرک النوري ج 3 ص 526.

[3] في المصدر: فان خار الله لک.

راجع ص 114.

[4] الکافي ج 1 ص 338 غيبة النعماني ص 29.

[5] في المطبوعة: ضرار بن احنف و الصحيح ما أثبتناه راجع المصدر ج 1 ص 419.

[6] راجع روضة الکافي (ج 8) ص 63.