بازگشت

احوال السفراء الذين کانوا في زمان الغيبة الصغري وسائط بين ال


1 غط: قد روي (في) بعض الاخبار أنهم قالوا خدامنا و قوامنا شرار خلق الله و هذا ليس علي عمومه، و إنما قالوا لان فيهم من و بدل و خان علي ما سنذکره.

و قد روي محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال: کتبت إلي صاحب الزمان عليه السلام أن أهل بيتي يؤذوني و يقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائک عليهم السلام أنهم قالوا: خدامنا و قوامنا شرار خلق الله فکتب عليه السلام: ويحکم ما تقرؤن ما قال الله تعالي: و جعلنا بينهم و بين القري التي بارکنا فيها قري ظاهرة [1] فنحن و الله القري التي بارک الله فيها و أنتم القري الظاهرة.

ک: أبي، و ابن الوليد معا، عن الحميري، عن محمد بن صالح الهمداني مثله.

ثم قال: قال عبد الله بن جعفر: و حدثني بهذا الحديث علي بن محمد الکليني عن محمد بن صالح، عن صاحب الزمان عليه السلام.



[ صفحه 344]



أقول: ثم ذکر الشيخ بعض أصحاب الائمة صلوات الله عليهم الممدوحين ثم قال: فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأولهم من نصبه أبو الحسن علي ابن محمد العسکري و أبو محمد الحسن بن علي بن محمد ابنه عليهم السلام و هو الشيخ الموثوق به أبو عمر و عثمان بن سعيد العمري و کان أسديا و إنما سمي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الکاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله قال أبا محمد الحسن بن علي قال لا يجمع علي إمرء ابن عثمان، و أبو عمرو، و أمر بکسر کنيته فقيل العمري و يقال له: العسکري أيضا لانه کان من عسکر سر من رأي و يقال له: السمان لانه کان يتجر في السمن تغطية علي الامر.

و کان الشيعة إذا حملوا إلي أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلي أبي عمرو فيجعله في جراب السمن و زقاقه و يحمله إلي أبي محمد عليه السلام تقية و خوفا.

فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي، عن أبي علي محمد بن همام الاسکافي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن سعد القمي قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا أغيب و أشهد، و لا يتهيأ لي الوصول إليک إذا شهدت في کل وقت فقول من نقبل؟ و أمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الامين ما قاله الحکم فعني يقوله، و ما أداه إليکم فعني يؤديه.

فلما مضي أبو الحسن عليه السلام وصلت إلي أبي محمد ابنه الحسن صاحب العسکر عليه السلام ذات يوم، فقلت له: مثل قولي لابيه فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الامين ثقة الماضي و ثقتي في الحياة و الممات، فما قاله لکم فعني يقوله، و ما أدي إليکم فعني يؤديه.

قال أبو محمد هارون: قال أبو علي: قال أبو العباس الحميري: فکنا کثيرا ما



[ صفحه 345]



نتذاکر هذا القول و نتواصف جلالة محل أبي عمرو.

و أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد عليه السلام فدخلت علي أحمد بن إسحاق بمدينه السلام فرأيت أبا عمرو عنده فقلت: إن هذا الشيخ و أشرت إلي أحمد بن إسحاق و هو عندنا الثقة المرضي حدثنا فيک بکيت و کيت، و اقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذکرناه عنه من فضل أبي عمرو و محله و قلت: أنت الآن من لا يشک في قوله و صدقه فأسألک بحق الله و بحق الامامين اللذين وثقاک، هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان، فبکي ثم قال: علي أن لا تخبر بذلک أحدا و أنا حي؟ قلت: نعم، قال: قد رأيته عليه السلام و عنقه هکذا يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا و تماما، قلت: فالإِسم، قال: قد نهيتم عن هذا.

و روي أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الله بن محمد بن أحمد المعروف بإبن برينة الکاتب قال: حدثنا بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث قال: حدثني أبو محمد العباس بن أحمد الصائغ قال حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال: حدثني محمد بن إسماعيل و علي بن عبد الله الحسينان قالا: دخلنا علي أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأي و بين يديه جماعة من أوليائه و شيعته، حتي دخل عليه بدر خادمه، فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلي أن ينتهي إلي أن قال الحسن عليه السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتي دخل عثمان، فقال له سيدنا أبو محمد عليه السلام: أمض يا عثمان فانک الوکيل و الثقة المأمون علي مال الله، و اقبض من هؤلاء اليمنيين ما حملوه من المال.

ثم ساق الحديث إلي أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا و الله إن عثمان لمن خيار شيعتک و لقد زدتنا علما بموضعه من خدمتک و أنه وکيلک و ثقتک علي مال الله، قال: نعم، و اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وکيلي و أن ابنه



[ صفحه 346]



محمدا وکيل ابني مهديکم.

عنه، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الکاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه و أرضاه عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي عليه السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه و أرضاه و تولي جميع أمره في تکفينه و تحنيطه و تقبيره مأمورا بذلک للظاهر من الحال التي لا يمکن جحدها و لادفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها.

و کانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج علي يدي عثمان بن سعيد و ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلي شيعته و خواص أبيه أبي محمد عليه السلام بالامر و النهي و الاجوبة عما تسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلي السوأل فيه بالخط الذي کان يخرج في حياة الحسن عليه السلام، فلم تزل الشيعة مقيمة علي عدالتهما إلي أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله و غسله ابنه أبو جعفر و تولي القيام به و حصل الامر کله مردودا إليه و الشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته و أمانته، لما تقدم له من النص عليه بالامانة و العدالة، و الامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام، و بعد موته في حياة أبيه عثمان رحمه الله.

قال: و قال جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال، و أحمد بن بلال، و محمد بن معاوية بن حکيم، و الحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا: اجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده، و في مجلسه أربعون رجلا فقام إليه عثمان بن سعيد ابن عمرو العمري فقال له: يا ابن رسول الله أريد أن أسألک عن أمر أنت أعلم به مني، فقال له: اجلس يا عثمان فقام مغضبا ليخرج، فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلي کان بعد ساعة فصاح عليه السلام بعثمان فقام علي قدميه فقال: أخبرکم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا ابن رسول الله قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي قالوا: نعم، فإذا غلام کأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال: هذا إمامکم من بعدي و خليفتي عليکم أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في



[ صفحه 347]



أديانکم ألا و إنکم لا ترونه من بعد يومکم هذا حتي يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله و انتهوا إلي أمره، و أقبلوا قوله، فهو خليفة إمامکم و الامر إليه.

في حديث قال أبو نصر هبة الله بن محمد: و قبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف، في الدرب المعروف بدرب حبلة في مسجد الذرب يمنة الداخل إليه و القبر في نفس قبلة المسجد.

ثم قال الشيخ رحمه الله رأيت قبره في الموضع الذي ذکره و کان بني في وجهه حائط و به محراب المسجد و إلي جنبه باب يدخل إلي موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فکنا ندخل إليه و نزوره مشاهرة، و کذلک من وقت دخولي إلي بغداد و هي سنة ثمان و أربعمأة إلي سنة نيف و ثلاثين و أربعمأة ثم نقض ذلک الحائط الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج و أبرز القبر إلي بر او عمل عليه صندوقا، و هو تحت سقف يدخل إليه من أراده و يزوره، و يتبرک جيران المحلة بزيارته و يقولون هو رجل صالح و ربما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه السلام و لا يعرفون حقيقة الحال فيه و هو إلي يومنا هذا، و ذلک سنة سبع و أربعين و أربعمأة علي ما هو عليه.

ذکر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري و القول فيه: فلما مضي أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد عليه السلام و نص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليه السلام فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي، و ابن قولويه، عن سعد بن عبد الله قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله و ذکر الحديث الذي قدمنا ذکره.

و أخبرني جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعکبري، کلهم عن محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن عبد الله، و محمد بن يحيي، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري القمي فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف.



[ صفحه 348]



فقلت له: يا با عمرو إني أريد أن أسألک و ما أنا بشاک فيما أريد أن أسألک عنه فان اعتقادي و ديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا کان قبل القيامة بأربعين يوما فإذا کان ذلک رفعت الحجة و غلق باب التوبة، فلم يکن ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا، فاولئک أشرار من خلق الله عز و جل، و هم الذين تقوم عليهم القيامة.

و لکن أحببت أن أزداد يقينا فان إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يريه کيفي يحيي الموتي، فقال: أو لم تؤمن؟ قال: بلي و لکن ليطمئن قلبي، و قد أخبرني أحمد بن إسحاق أبو علي، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته فقلت له: من أعامل؟ و عمن آخذ؟ و قول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدي إليک فعني يؤدي و ما قال لک فعني يقول: فاسمع له و أطع فانه الثقة المأمون.

قال: و أخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلک فقال له: العمري و ابنه ثقتان فما أديا إليک فعني يؤديان و ما قالا لک فعني يقولان فاسمع.

لهما و أطعهما فانهما الثقتان المأمونان.

فهذا قول إمامين قد مضيا فيک قال: فخر أبو عمرو ساجدا و بکي ثم قال: سل.

فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام فقال: أي و الله و رقبته مثل ذا و أومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات، قلت: فالإِسم قال: محرم عليکم أن تسألوا عن ذلک و لا أقول هذا من عندي و ليس لي أن أحلل و أحرم و لکن عنه عليه السلام فان الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له.

و صبر علي ذلک، و هو ذا عياله يجولون و ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا، و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله و أمسکوا عن ذلک.

قال الکليني: و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحاق، عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا.

و أخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن



[ صفحه 349]



أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبد الله بن جعفر قال: خرج التوقيع إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه في التعزية بأبيه رضي الله عنه، و في فصل من الکتاب: إنا لله و إنا إليه راجعون تسليما لامره و رضي بقضائه عاش أبوک سعيدا و مات حميدا فرحمه الله و ألحقه بأوليائه و مواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقربه إلي الله عز و جل وإليهم، نضر الله وجهه و أقاله عثرته و في فصل آخر: أجزل الله لک الثواب و أحسن لک العزاء رزئت و رزئنا و أوحشک فراقه و أوحشنا فسره الله في منقلبه، و کان من کمال سعادته أن رزقه الله ولدا مثلک يخلفه من بعده و يقوم مقامه بأمره و يترحم عليه، و أقول الحمد لله فان الانفس طيبة بمکانک، و ما جعله الله عز و جل فيک و عندک، أعانک الله و قواک و عضدک و وفقک و کان لک وليا و حافظا و راعيا.

ج: الحميري قال: خرج التوقيع إلي آخر الخبر.

ک: أحمد بن هارون مثله.

2 غط: و أخبرني جماعة، عن هارون بن موسي، عن محمد بن همام قال: قال لي عبد الله جعفر الحميري: لما مضي أبو عمرو رضي الله عنه أتتنا الکتب بالخط الذي کنا نکاتب به بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه.

و بهذا الاسناد عن محمد بن همام قال: حدثني محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين و مائتين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: و الا بن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الاب رضي الله عنه و أرضاه و نضر وجهه، يجري عندنا مجراه، و يسد مسده و عن أمرنا يأمر الابن، و به يعمل تولاه الله فانته إلي قوله، و عرف معاملتنا ذلک.

و أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعکبري کلهم، عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي کتاب قد سألت فيه عن مسائل أشکلت علي



[ صفحه 350]



فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار: و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فانه ثقتي و کتابه کتابي.

ج: الکليني مثله.

3 غط: أبو العباس: و أخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت ام کلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه، عن شيوخه قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة علي عدالة عثمان بن سعيد رحمه الله و غسله ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان و تولي القيام به و جعل الامر کله مردودا إليه، و الشيعة مجمعة علي عدالته وثقته و أمانته، لما تقدم له من النص عليه بالامانة و العدالة، و الامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام و بعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد، لا يختلف في عدالته، و لا يرتاب بأمانته، و التوقيعات يخرج علي يده إلي الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي کانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الامر غيره، و لا يرجع إلي أحد سواه، و قد نقلت عنه دلائل کثيرة، و معجزات الامام (التي) ظهرت علي يده، و أمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الامر بصيرة، و هي مشهورة عند الشيعة و قد قدمنا طرفا منها فلا نطول بإعادتها فان ذلک کفاية للمنصف إن شاء الله.

قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت (ام) کلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: کان لابي جعفر محمد بن عثمان العمري کتب مصنفة في الفقة مما سمعها من أبي محمد الحسن عليه السلام و من الصاحب عليه السلام و من أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد و عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام فيها کتب ترجمتها کتب الاشربة ذکرت الکبيرة ام کلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلي أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه، و کانت في يده، قال أبو نصر: و أظنها قالت: وصلت بعد ذلک إلي أبي الحسن السمري رضي الله عنه و أرضاه.

قال أبو جعفر بن بابويه: روي محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه أنه قال: و الله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم کل سنة يري الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه.



[ صفحه 351]



و أخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسي بن المتوکل، عن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم، و آخر عهدي به عند بينت الله الحرام و هو يقول: أللهم أنجز لي ما وعدتني.

قال محمد بن عثمان رضي الله عنه: و رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الکعبة في المستجار و هو يقول: أللهم انتقم بي من أعدائک.

و بهذا الاسناد عن محمد بن علي، عن أبيه قال: حدثنا علي بن سليمان الزراري عن علي بن صدقة القمي قال: خرج إلي محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ابتداء من مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم: إما السکوت و الجنة و إما الکلام.

و النار فانهم إن وقفوا علي الاسم أذاعوه و إن وقفوا علي المکان دلوا عليه.

قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني أبو علي بن أبي جيد القمي قال: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال: دخلت علي أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لاسلم عليه، فوجدته و بين يديه ساجة و نقاش ينقش عليها و يکتب آيا من القرآن و أسماء الائمة عليهم السلام علي حواشيها فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تکون فيه أوضع عليها أو قال: اسند إليها و قد عزفت منه، و أنا في کل يوم أنزل فيه فأقرء جزءا من القرآن فأصعد و أظنه قال: فأخذ بيدي و أرانيه فإذا کان يوم کذا و کذا من شهر کذا و کذا من سنة کذا و کذا صرت إلي الله عز و جل و دفنت فيه و هذه الساجة معي، فلما خرجت من عنده أثبت ما ذکره و لم أزل مترقبا به ذلک فما تأخر الامر حتي اعتل أبو جعفر فمات في اليوم الذي ذکره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذکرها و دفن فيه.

قال أبو نصر هبة الله: و قد سمعت هذا الحديث من أبي علي و حدثتني به أيضا ام کلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها و أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن الاسود القمي أن أبا جعفر



[ صفحه 352]



العمري قدس الله روحه حفر لنفسه قبرا و سواه بالساج فسألته عن ذلک فقال للناس أسباب ثم سألته عن ذلک فقال: قد أمرت أن أجمع أمري، فمات بعد ذلک بشهرين رضي الله عنه و أرضاه.

ک: محمد بن علي مثله.

4 غط: و قال أبو نصر هبة الله: وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله و غفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الاولي سنة خمس و ثلاث مائة و ذکر أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع و ثلاث مائة و أنه کان يتولي هذا الامر نحوا من خمسين سنة فيحمل الناس إليه أموالهم، و يخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي کان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين و الدنيا و فيما يسألونه من المسائل بالاجوبة العجيبة رضي الله عنه و أرضاه.

قال أبو نصر هبة الله: إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الکوفة في الموضع الذي کانت دوره و منازله و هو الآن في وسط الصحراء قدس الله روحه.

(ذکر اقامة أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري أبا القاسم الحسين) (ابن روح رضي الله عنهما مقامه بعده بأمر الامام صلوات الله عليه) أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن علي بن نوح قال: أخبرني أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد المدائني المعروف بإبن قزدا في مقابر قريش قال: کان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه أن أقول له ما لم يکن أحد يستقبله بمثله: هذا المال و مبلغه کذا و کذا للامام عليه السلام فيقول لي: نعم دعه، فاراجعه فأقول له تقول لي: إنه للامام فيقول: نعم للامام عليه السلام، فيقبضه.

فصرت إليه آخر عهدي به قدس الله روحه و معي أربعمائة دينار فقلت له علي رسمي فقال لي: أمض بها إلي الحسين بن روح فتوقفت فقلت: تقبضها أنت



[ صفحه 353]



مني علي الرسم، فرد علي کالمنکر لقولي قال: قم عافاک الله فادفعها إلي الحسين ابن روح.

فلما رأيت في وجهه غضبا خرجت و رکبت دابتي فلما بلغت بعض الطريق رجعت کالشاک فدققت الباب فخرج إلي الخادم فقال: من هذا؟ فقلت: أنا فلان فاستأذن لي.

فراجعني و هو منکر لقولي و رجوعي فقلت له: ادخل فاستأذن لي فانه لابد من لقائه فدخل فعرفه خبر رجوعي و کان قد دخل إلي دار النساء فخرج و جلس علي سرير و رجلاه في الارض و فيهما نعلان نصف حسنهما و حسن رجليه فقال لي: ما الذي جرأک علي الرجوع و لم لم تمتثل ما قلته لک؟ فقلت: لم أجسر علي مارسمته لي، فقال لي و هو مغضب: قم عافاک الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي و نصبته منصبي فقلت: بأمر الامام؟ فقال: قم عافاک الله کما أقول لک فلم يکن عندي المبادرة.

فصرت إلي أبي القاسم بن روح و هو في دار ضيقة فعرفته ما جري فسر به و شکر الله عز و جل و دفعت إليه الدنانير، و ما زلت أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلک.

و سمعت أبا الحسن علي بن بلال بن معاوية المهلبي يقول في حياة جعفر بن محمد ابن قولويه: سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي يقول: سمعت جعفر بن أحمد ابن متيل القمي يقول: کان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس و أبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم، و کلهم کان أخص به من أبي القاسم بن روح رضي الله عنه حتي أنه کان إذا احتاج إلي حاجة أو إلي سبب ينجزه علي يد غيره لما لم يکن له تلک الخصوصية، فلما کان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه، وقع الاختيار عليه و کانت الوصية إليه.

قال: و قال مشايخنا: کنا لا نشک أنه إن کان کائنة من أبي جعفر لا يقوم مقامه إلا جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأينا من الخصوصية به، و کثرة کينونته في منزله حتي بلغ أنه کان في آخر عمره لا يأکل طعاما إلا ما اصلح



[ صفحه 354]



في منزل جعفر بن أحمد بن متيل و أبيه بسبب وقع له، و کان طعامه الذي يأکله في منزل جعفر و أبيه.

و کان أصحابنا لا يشکون إن کانت حادثة لم تکن الوصية إلا إليه من الخصوصية فلما کان عند ذلک (و) وقع الاختيار علي أبي القاسم سلموا و لم ينکروا و کانوا معه و بين يديه کما کانوا مع أبي جعفر رضي الله عنه، و لم يزل جعفر بن أحمد ابن متيل في جملة أبي القاسم رضي الله عنه و بين يديه کتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري إلي أن مات رضي الله عنه فکل من طعن علي أبي القاسم فقد طعن علي أبي جعفر و طعن علي الحجة صلوات الله عليه.

و أخبرنا جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الاسود رحمه الله قال: کنت أحمل الاموال التي تحصل في باب الوقف إلي أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الاموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلي أبي القاسم الروحي رضي الله عنه فکنت أطالبه بالقبوض فشکي ذلک إلي أبي جعفر رضي الله عنه فأمرني أن لا أطالبه بالقبوض و قال: کل ما وصل إلي أبي القاسم فقد وصل إلي فکنت أحمل بعد ذلک الاموال إليه و لا أطالبه بالقبوض.

ک: أبو جعفر محمد بن علي الاسود مثله.

5 غط: و بهذا الاسناد، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا علي ابن محمد بن متيل، عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل قال: لما حضرت أبا جعفر محمد ابن عثمان العمري الوفاة کنت جالسا عند رأسه أسائله و احدثه و أبو القاسم بن روح عند رجليه فالتفت إلي ثم قال: أمرت أن أوصي إلي أبي القاسم الحسين بن روح قال: فقمت من عند رأسه و أخذت بيد أبي القاسم و أجلسته في مکاني و تحولت إلي عند رجليه.

ک: محمد بن علي بن متيل مثله.

6 غط: قال ابن نوح: و حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه قدم



[ صفحه 355]



علينا البصرة في شهر ربيع الاول سنة ثمان و سبعين و ثلاث مائة قال: سمعت علوية الصفار و الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنهما يذکران هذا الحديث و ذکرا أنهما حضرا بغداد في ذلک الوقت و شاهدا ذلک.

و أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي قال: أخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه و أرضاه أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته و کنا وجوه الشيعة و شيوخها، فقال لنا: إن حدث علي حدث الموت، فالأَمر إلي أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه و عولوا في أمورکم عليه.

و أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن ابن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني خالي أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي قال: قال لي أبي أحمد ابن إبراهيم و عمي أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم و جماعة من أهلنا يعني بني نوبخت أن أبا جعفر العمري لما اشتدت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي ابن همام و أبو عبد الله ابن محمد الکاتب و أبو عبد الله الباقطاني و أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي و أبو عبد الله ابن الوجناء و غيرهم من الوجوه و الاکابر فدخلوا علي أبي جعفر رضي الله عنه فقالوا له: إن حدث أمر فمن يکون مکانک؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي و السفير بينکم و بين صاحب الامر و الوکيل له و الثقة الامين فارجعوا إليه في أمورکم و عولوا عليه في مهماتکم فبذلک أمرت و قد بلغت.

و بهذا الاسناد عن هبة الله بن محمد ابن بنت ام کلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثتني ام کلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها قالت: کان أبو القاسم الحسين ابن روح قدس سره، وکيلا لابي جعفر رحمه الله سنين کثيرة ينظر له في أملاکه و يلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة، و کان خصيصا به حتي أنه کان يحدثه بما يجري بينه و بين جواريه لقربه منه و انسه.

قالت: و کان يدفع إليه في کل شهر ثلاثين دينارا رزقا له ما يصل إليه



[ صفحه 356]



من الوزراء و الرؤساء من الشيعة، مثل آل الفرات و غيرهم لجاهه و لموضعه و جلالة محله عندهم، فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه و توثيقه عندهم، و نشر فضله و دينه و ما کان يحتمله من هذا الامر، فتمهدت له الحال في طول حياة أبي إلي أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه، فلم يختلف في أمره و لم يشک فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي أولا مع ما لست أعلم أن أحدا من الشيعة شک فيه و قد سمعت بهذا من واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسين ابن کبرياء و غيره.

و أخبرني جماعة عن أبي العباس بن نوح قال: وجدت بخط محمد بن نفيس فيما کتبه بالاهواز: أول کتاب ورد من أبي القاسم رضي الله عنه: نعرفه عرفه الله الخير کله و رضوانه و أسعده بالتوفيق، وقفنا علي کتابه و (هو) ثقتنا بما هو عليه و أنه عندنا بالمنزلة و المحل اللذين يسرانه، زاد الله في إحسانه إليه إنه ولي قدير و الحمد لله لا شريک له وصلي الله عليه رسوله محمد و آله و سلم تسليما کثيرا، وردت هذه الرقعة يوم الاحد لست ليال خلون من شوال سنة خمس و ثلاثمأة.

أقول: ذکر الشيخ بعد ذلک التوقيعات التي خرجت إلي الحميري علي ما نقلناه في باب التوقيعات ثم قال: و کان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف و الموافق و يستعمل التقية فروي أبو نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله بن غالب و أبو الحسن ابن أبي الطيب قالا: ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح و لعهدي به يوما في دار ابن يسار، و کان له محل عند السيد و المقتدر عظيم، و کانت العامة أيضا تعظمه، و کان أبو القاسم يحضر تقية و خوفا.

فعهدي به و قد تناظر اثنان فزعم واحد أن أبا بکر أفضل الناس بعد رسول الله صلي الله عليه و آله ثم عمر ثم علي و قال الآخر: بل علي أفضل من عمر، فزاد الکلام بينهما فقال أبو القاسم رضي الله عنه: الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم علي الوصي، و أصحاب الحديث



[ صفحه 357]



علي ذلک، و هو الصحيح عندنا، فبقي من حضر المجلس متعجبا من هذا القول و کانت العامة الحضور يرفعونه علي رؤوسهم و کثر الدعاء له و الطعن علي من يرميه بالرفض.

فوقع علي الضحک فلم أزل أ تصبر و أمنع نفسي وأدرس کمي في فمي فخشيت أن أفتضح، فوثبت عن المجلس و نظر إلي فتفطن لي فلما حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق فخرجت مبادرا فإذا بأبي القاسم بن روح راکبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلي داره فقال لي: يا عبد الله أيدک الله لم ضحکت و أردت أن تهتف بي کأن الذي قلته عندک ليس بحق؟ فقلت له: کذاک هو عندي، فقال لي: اتق الله أيها الشيخ فاني لا أجعلک في حل تستعظم هذا القول مني فقلت: يا سيدي رجل يري بأنه صاحب الامام و وکيله يقول ذلک القول لا يتعجب منه؟ و (لا) يضحک من قوله هذا؟ فقال لي: و حياتک لئن عدت لاهجرنک و ودعني و انصرف.

قال أبو نصر هبة الله بن محمد: حدثنا أبو الحسن بن کبريا النوبختي قال: بلغ الشيخ أبو القاسم رضي الله عنه أن بوابا کان له علي الباب الاول قد لعن معاوية و شتمه، فأمر بطرده و صرفه عن خدمته، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره فلا و الله مارده إلي خدمته و أخذه بعض الآهلة فشغله معه کل ذلک للتقية.

قال أبو نصر هبة الله: و حدثني أبو أحمد بن درانويه الابرص الذي کانت داره في در القراطيس قال: قال لي: إني کنت أنا و إخواتي ندخل إلي أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه نعامله، قال: و کانوا باعة، و نحن مثلا عشرة تسعة نلعنه و واحد يشکک، فنحرج من عنده بعد ما دخلنا إليه تسعة نتقرب إلي الله بمحبته و واحد واقف لانه کان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه و ما لم نروه، فنکتبه عنه لحسنه رضي الله عنه.

و أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الکاتب ابن بنت ام کلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه أن قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي کانت فيه دار



[ صفحه 358]



علي بن أحمد البوبختي النافذ إلي التل و إلي الدرب الآخر و إلي قنطرة الشوک رضي الله عنه قال: و قال لي أبو نصر: مات أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست و عشرين و ثلاثمأة و قد رويت عنه إخبارا کثيرة.

و أخبرني أبو محمد المحمدي رضي الله عنه، عن أبي السين محمد بن الفضل بن تمام قال: سمعت سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الزکوزکي و قد ذکرنا کتاب التکليف و کان عندنا أنه لا يکون إلا مع غال، و ذلک أنه أول ما کتبنا الحديث، فسمعناه يقول: و أيش کان لا بن أبي العزاقر في کتاب التکليف إنما کان يصلح الباب و يدخله إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه فيعرضه عليه و يحکه فإذا صح الباب خرج فنقله و أمرنا بنسخه، يعني أن الذي أمرهم به الحسين ابن روح رضي الله عنه.

قال أبو جعفر: فکتبته في الادراج بخطي ببغداد، قال ابن تمام فقلت له: فتفضل يا سيدي فادفعه حتي أکتبه من خطک، فقال لي: قد خرج عن يدي قال ابن تمام: فخرجت و أخذت من غيره و کتبت يعد ما سمعت هذه الحکاية.

و قال أبو الحسين بن تمام: حدثني عبد الله الکوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه قال: سئل الشيخ يعني أبا القاسم رضي الله عنه عن کتب ابن أبي العزاقر بعد ما ذم و خرجت فيه اللعنة فقيل له فکيف نعمل بکتبه و بيوتنا منها ملاي؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و قد سئل عن کتب بني فضال فقالوا کيف نعمل بکتبهم و بيوتنا منها ملاي؟ فقال صلوات الله عليه: خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا.

و سأل أبو الحسن الايادي رحمه الله أبا القاسم الحسين بن روح: لم کره المتعة بالبکر؟ فقال: قال النبي صلي الله عليه و آله: الحياء من الايمان، و الشروط بينک و بينها فإذا حملتها علي أن تنعم [2] فقد خرجت عن الحياء و زال الايمان فقال له: فإن فعل فهو زان؟ قال: لا.

و أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي



[ صفحه 359]



قال: حدثني سلامة بن محمد قال: أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه کتاب التأديب إلي قم و کتب إلي جماعة الفقهاء بها و قال لهم: أنظروا في هذا الکتاب و انظروا فيه شيء يخالفکم فکتبوا إليه أنه کله صحيح و ما فيه شيء يخالف إلا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام و الطعام عندنا مثل الشعير من کل واحد صاع.

قال ابن نوح: و سمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذکرون أن أبا سهل النوبختي سئل فقيل له: کيف صار هذا الامر إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونک فقال: هم أعمل و ما اختاروه، و لکن أنا رجل ألقي الخصوم و اناظرهم و لو علمت بمکانه کما علم أبو القاسم و ضغطتني الحجة لعلي کنت أدل علي مکانه، و أبو القاسم فلو کانت الحجة تحت ذيله و قرض بالمقاريض ما کشف الذيل عنه أو کما قال: و ذکر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني في أول کتاب الغيبة الذي صنفه: و أما ما بيني و بين الرجل المذکور زاد الله في توفيقه فلا مدخل لي في ذلک إلا لمن أدخله فيه لان الجناية علي فاني أنا وليها.

و قال في فصل آخر: و من عظمت منة الله عليه، تضاعفت الحجة عليه و لزمه الصدق فيما ساءه و سره و ليس ينبغي فيما بيني و بين الله إلا الصدق عن أمره مع عظم جنايته و هذا الرجل منصوب لامر من الامور لا يسع العصابة العدول عنه فيه، و حکم الاسلام مع ذلک جار عليه، کجريه علي غيره من المؤمنين و ذکره.

و ذکر أبو محمد هارون بن موسي قال: قال لي أبو علي بن الجنيد: قال لي أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني: ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح في هذا الامر إلا و نحن نعلم فيما دخلنا فيه، لقد کنا نتهارش علي هذا الامر کما تتهارش الکلاب علي الجيف.

قال أبو محمد: فلم يلتفت الشيعة إلي هذا القول و أقامت علي لعنه و البراءة منه.

(ذکر أمر أبي الحسين علي بن محمد السمري بعد الشيخ أبي القاسم) (الحسين بن روح و انقطاع الاعلام به و هم الابواب) أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه



[ صفحه 360]



قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسن بن علي بن زکريا بمدينه السلام قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قال: حدثني أبي عن جده عتاب من ولد عتاب بن أسيد قال: ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه يوم الجمعة و امه ريحانة و يقال لها: نرجس، و يقال لها: صقيل، و يقال لها: سوسن، إلا أنه قيل بسبب الحمل صقيل و کان مولده لثان خلون من شعبان سنة ست و خمسين و مأتين و وکيله عثمان بن سعيد فلما مات عثمان بن سعيد أوصي إلي أبي جعفر محمد بن عثمان و أوصي أبو جعفر إلي أبي القاسم الحسين بن روح و أوصي أبو القاسم إلي أبي الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فلما حضرت السمري رضي الله عنه الوفاة سئل أن يوصي فقال: لله أمر هو بالغة.

فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري قدس سره.

و أخبرني محمد بن محمد بن النعمان و الحسين بن عبيد الله، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الصفواني قال: أوصي الشيخ أبو القاسم إلي أبي الحسن علي بن محمد السمري فقام بما کان إلي أبي القاسم فلما حضرته الوفاة، حضرت الشيعة عنده و سألته عن الموکل بعده و لمن يقوم مقامه، فلم يظهر شيئا من ذلک و ذکر أنه لم يؤمر بأن يوصي إلي أحد بعده في هذا الشأن.

و أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الطالقاني رحمه الله في ذي القعدة سنة تسع و ثلاثين و ثلاث مائة قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال: حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه: رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي قال: فکتب المشايخ تأريخ ذلک اليوم فورد الخبر أنه توفي في ذلک اليوم و مضي أبو الحسن السمري بعد ذلک في النصف من شعبان سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة.

ک: صالح بن شعيب مثله.

7 غط: و أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه



[ صفحه 361]



قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المکتب قال: کنت بمدينه السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلي الناس توقيعا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانک فيک: فانک ميت ما بينک و بين ستة أيام فاجمع أمرک و لا توص إلي أحد فيقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالي ذکره و ذلک بعد طول الامد و قسوة القلب و امتلاء الارض جورا و سيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو کذاب مفتر، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال: فنسخنا هذا التوقيع و خرجنا من عنده فلما کان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيک من بعدک؟ فقال: لله أمر هو بالغة و قضي فهذا آخر کلام سمع منه رضي الله عنه و أرضاه.

ک: الحسن بن أحمد المکتب مثله.

8 غط: و أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه قال: حدثني جماعة من أهل قم منهم علي بن بابويه قال: حدثني جماعة من أهل قم منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار و قريبه علوية الصفار و الحسين بن أحمد بن إدريس رحمهم الله قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي رضي الله عنه علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، و کان أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه يسألنا کل قريب عن خبر علي بن الحسين رحمه الله فنقول قد ورد الکتاب باستقلاله حتي کان اليوم الذي قبض فيه، فسألنا عنه فذکرنا له مثل ذلک فقال لنا: آجرکم الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة، قالوا فأثبتنا تأريخ الساعة و اليوم و الشهر، فلما کان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنه قبض في تلک الساعة التي ذکرها الشيخ أبو الحسن قدس الله روحه.

و أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن



[ صفحه 362]



محمد الکاتب أن قبر أبي الحسن السمري رضي الله عنه في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريب من شاطئ نهر أبي عتاب و ذکر أنه مات في سنة تسع و عشرين و ثلاثمأة.

9 ج: أما الابواب المرضيون و السفراء الممدوحون في زمن الغيبة فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري نصبه أولا أبو الحسن علي بن محمد العسکري ثم ابنه أبو محمد الحسن بن علي عليهم السلام فتولي القيام بامورهما حال حياتهما، ثم بعد ذلک قام بأمر صاحب الزمان عليه السلام و کانت توقيعاته و جوابات المسائل تخرج علي يديه.

فلما مضي لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه و ناب منابه في جميع ذلک فلما مضي قام بذلک أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت فلما مضي قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري و لم يقم أحد منهم بذلک إلا بنص عليه من قبل صاحب الزمان عليه السلام و نصب صاحبه الذي تقدم عليه فلم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر علي يد کل واحد منهم من قبل صاحب الامر عليه السلام تدل علي صدق مقالتهم و صحة نيابتهم.

فلما حال رحيل أبي الحسن السمري عن الدنيا و قرب أجله قيل له: إلي من توصي؟ أخرج توقيعا إليهم نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري إلي آخر ما نقلنا عن الشيخ رحمه الله.

10 غط: قد کان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن صالح بن أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين و مأتين قبض شيء فامتنعت من ذلک و کتبت أستطلع الرأي فأتاني الجواب: بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا.



[ صفحه 363]



و روي محمد بن يعقوب الکليني، عن أحمد بن يوسف الشاشي قال: قال لي محمد بن الحسن الکاتب المروزي وجهت إلي حاجز الوشاء مائتي دينار و کتبت إلي الغريم بذلک فخرج الوصول و ذکر أنه کان قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه مائتي دينار و قال: إن أردت أن تعامل أحدا فعليک بأبي الحسين الاسدي بالري.

فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه بعد يومين أو ثلاثة فأعلمته بموته فاغتم فقلت له: لا تغتم فان لک في التوقيع إليک دلالتين: احداهما إعلامه إياک أن المال ألف دينار، و الثانية أمره إياک بمعامة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز.

و بهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال: عزمت علي الحج و تأهبت فورد علي: نحن لذلک کارهون.

فضاق صدري و اغتممت و کتبت أنا مقيم بالسمع و الطاعة أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع: لا يضيقن صدرک، فانک تحج من قابل، فلما کان من قابل استأذنت فورد الجواب فکتبت: أني عادلت محمد ابن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الجواب: الاسدي نعم العديل فان قدم فلا تختره عليه قال: فقدم الاسدي فعادلته.

محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان النيشابوري قال: اجتمع عندي خمسمأة درهم ينقص عشرون درهما فلم احب أن تنقص هذا المقدار فوزنت من عندي عشرين درهما، و دفعتها إلي الاسدي و لم أکتب بخبر نقصانها وأني أتممتها من مالي، فورد الجواب: قد وصلت الخمسمائة التي لک فيها عشرون.

و مات الاسدي علي ظاهر العدالة لم يتغير و لم يطعن عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة و ثلاث مائة.

و منهم أحمد بن إسحاق و جماعة خرج التوقيع في مدحهم: روي أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي محمد الرازي قال: کنت و أحمد بن أبي عبد الله بالعسکر فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال: أحمد بن إسحاق الاشعري و إبراهيم ابن محمد الهمداني و أحمد بن حمزة بن اليسع ثقات.

11 ک: محمد بن الحسين بن شاذويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن محمد بن جعفر



[ صفحه 364]



عن أحمد بن إبراهيم قال: دخلت علي حکيمة بنت محمد بن علي الرضا اخت أبي الحسن صاحب العسکر عليهم السلام في سنة اثنتين و ستين و مأتين فکلمتها من وراء حجاب و سألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم ثم قالت: و الحجة ابن الحسن بن علي فسمته فقلت لها: جعلني الله فداک معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمد کتب به إلي امه فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستورة، فقلت: إلي من تفزع الشيعة؟ فقالت: إلي الجدة ام أبي محمد عليه السلام فقلت لها: اقتدي بمن (في) وصيته إلي إمرأة؟ فقالت: اقتداء بالحسين بن علي عليه السلام و الحسين بن علي أوصي إلي أخته زينب بنت علي في الظاهر و کان ما يخرج عن علي بن الحسين عليه السلام من علم ينسب إلي زينب سترا علي علي بن الحسين عليه السلام ثم قالت: إنکم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام يقسم ميراثه و هو في الحياة.

ک: علي بن أحمد بن مهزيار، عن محمد بن جعفر الاسدي مثله.

غط: الکليني، عن محمد بن جعفر مثله.

12 يج: روي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شککت عند وفاة أبي محمد عليه السلام و کان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله فرکب السفينة و خرجت معه مشيعا له فوعک فقال: ردني فهو الموت، و اتق الله في هذا المال و أوصي إلي و مات و قلت لا يوصي أبي بشيء صحيح أحمل هذا المال إلي العراق و لا أخبر أحدا فان وضح لي شيء أنفذته و إلا أنفقته فاکتريت دارا علي الشط و بقيت أياما فإذا أنا برسول معه رقعة فيها: يا محمد معک کذا و کذا حتي قص علي جميع ما معي فسلمت المال إلي الرسول و بقيت أياما لا يرفع بي رأس، فاغتممت فخرج إلي: (قد) أقمناک مقام أبيک فأحمد الله.

13 عم: مما يدل علي صحة إمامته عليه السلام النص عليه بذکر غيبته، و صفتها التي يختصها و وقوعها علي الحد المذکور من اختلاف حتي لم يحرم منه شيئا و ليس يجوز في العادات أن تولد جماعة کثيرة کذبا يکون خبرا عن کائن فيتفق ذلک علي حسب ما وصفوه.



[ صفحه 365]



و إذا کانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة عليه السلام بل زمان أبيه وجده حتي تعلقت الکيسانية و الناووسية و الممطورة بها و أثبتها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر و الصادق عليهما السلام و أثروها عن النبي و الائمة عليهم السلام واحد بعد واحد صح بذلک القول في إمامة صاحب الزمان بوجود هذه الصفة له و الغيبة المذکورة، في دلائله و أعلام إمامته، و ليس يمکن أحدا دفع ذلک.

و من جملة ثقات المحدثين و المصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد و قد صنف کتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من کتاب المزني و أمثاله قبل زمان الغيبة بأکر من مائة سنة فذکر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق المخبر، و حصل کلما تضمنه الخبر بلا اختلاف.

و من جملة ذلک ما رواه عن إبراهيم الحارثي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له کان أبو جعفر عليه السلام يقول: لآل محمد غيبتان واحدة طويلة و الاخري قصيرة قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير احداهما أطول من الاخري ثم لا يکون ذلک يعني ظهوره عليه السلام حتي يختلف ولد فلان و تضيق الحلقة و تظهر السفياني و استقبلت البلاء و يشمل الناس موت و قتل، و يلجؤون منه إلي حرم الله تعالي و حرم رسوله صلي الله عليه و آله.

فانظر کيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الامر عليه السلام علي حسب ما تضمنه الاخبار السابقة لوجوده عن آبائه و جدوده عليهم السلام أما غيبته القصري منهما فهي التي کانت سفراؤه فيها موجودين و أبوابه معروفين، لا تختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي فيهم.

فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري و محمد بن علي بن بلال و أبو عمرو بن عثمان بن سعيد السمان و ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهما و عمر الاهوازي، و أحمد بن إسحاق و أبو محمد الوجنائي و إبراهيم بن مهزيار و محمد بن إبراهيم في جماعة اخر ربما يأتي ذکرهم عند الحاجة.



[ صفحه 366]



و کانت مدة هذه الغيبة أربعا و سبعين سنة.

أقول: ثم ذکر أحوال السفراء الاربعة نحوا مما مر.

بيان: الظاهر أن مدة زمان الغيبة من ابتداء إمامته عليه السلام إلي وفاة السمري و هي أقل من سبعين سنة لان ابتداء إمامته عليه السلام علي المشهور لثمان خلون من ربيع الاول سنة ستين و مائتين، و وفاة السمري في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين و ثلاثمأة: و علي ما ذکره في وفاة السمري تنقص سنة أيضا حيث قال توفي في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين و ثلاثمأة و لعله جعل ابتداء الغيبة ولادته عليه السلام و ذکر الولادة في سنة خمس و خمسين و مائتين فيستقيم علي ما ذکره الشيخ من وفاة السمري و علي ما ذکره ينقص سنة أيضا و لعل ما ذکره من تأريخ السمري سهو من قلمه).



[ صفحه 367]




پاورقي

[1] سبا: 17.

[2] اي تقول: نعم.