بازگشت

من سنن الانبياء و الاستدلال بغيباتهم علي غيبته


1 ک: ابن الوليد، عن الصفار، عن صعد و الحميري معا، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن عميرة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا و کان يوم غاب عنهم کهلا مبدح البطن، حسن الجسم، وافر اللحية، خميص البطن، خفيف العارضين، مجتمعا ربعة من الرجال، فلما رجع إلي قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم و هم علي



[ صفحه 216]



ثلاث طبقات: طبقة جاحدة لا ترجع أبدا و اخري شاکة فيه و اخري علي يقين فبدأ عليه السلام حيث رجع بطبقة الشکاک، فقال لهم: أنا صالح فکذبوه و شتموه و زجروه، و قالوا بري الله منک إن صالحا کان في صورتک، قال: فأتي الجحاد فلم يسمعوا منه القول و نفروا منه أشد النفور ثم انطلق إلي الطبقة الثالثة و هم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشک فيک معه أنک صالح فانا لا نمتري أن الله تبارک و تعالي الخالق ينقل و يحول في أي الصور شاء و قد اخبرنا و تدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، و إنما صح عندنا إذا أتي الخبر من السماء فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتکم بالناقة فقالوا صدقت و هي التي نتدارس فما علاماتها فقال: لها شرب و لکم شرب يوم معلوم قالوا: آمنا بالله و بما جئتنا به فعند ذلک قال الله تبارک و تعالي: إن صالحا مرسل من ربه، قال أهل اليقين: إنا بما أرسل به مؤمنون و قال الذين استکبروا و هم الشکاک و الجحاد إنا بالذي آمنتم به کافرون.

قلت: هل کان فيهم ذلک اليوم عالم؟ قال: الله تعالي أعدل من أن يترک الارض بغير عالم يدل علي الله تبارک و تعالي و لقد مکث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام علي فترة لا يعرفون إماما أنهم علي ما في أيديهم من دين الله عز و جل کلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه، و إنما مثل (علي و) القائم مثل صالح عليه السلام.

2 ک: أبي، عن سعد، عن المعلي بن محمد، عن محمد بن جمهور و غيره، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في القائم سنة من موسي بن عمران عليه السلام فقلت: و ما سنة موسي بن عمران؟ قال: خفاء مولده و غيبته عن قومه، فقلت: و کم غاب موسي عن أهله و قومه؟ قال: ثماني و عشرين سنة.

3 ک: أبي و ابن الوليد معا، عن الحميري، عن محمد بن عيسي، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب هذا



[ صفحه 217]



الامر أربع سنين من أربعة أنبياء: سنة من موسي و سنة من عيسي و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم فأما من موسي فخائف يترقب و أما من يوسف فالسجن و أما من عيسي فيقال: إنه مات و لم يمت، و أما من محمد صلي الله عليه و آله فالسيف.

غط: محمد الحميري، عن أبيه مثله.

کتاب الامامة و التبصرة لعلي بن بابويه، عن عبد الله بن جعفر الحميري مثله.

4 ک: علي بن موسي بن أحمد العلوي، عن محمد بن همام، عن أحمد ابن محمد النوفلي، عن أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسي، عن خالد بن نجيح عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول في القائم منا سنن من سنن الانبياء عليهم السلام سنة من آدم و سنة من نوح و سنة من إبراهيم و سنة من موسي و سنة من عيسي و سنة من أيوب و سنة من محمد صلي الله عليه و آله فأما من آدم و من نوح فطول العمر، و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس و أما من موسي فالخوف و الغيبة و أما من عيسي فاختلاف الناس فيه و أما من أيوب فالفرج بعد البلوي، و أما من محمد صلي الله عليه و آله فالخروج بالسيف.

5 ک: ابن بشار، عن المظفر بن أحمد، عن الاسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول: في القائم سنة من نوح و هو طول العمر.

ک: الدقاق و الشيباني معا، عن الاسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن حمزة بن حمران مثله.

6 ک: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، و حدثنا ابن عصام، عن الکليني، عن القاسم بن العلا، عن إسماعيل بن علي، عن علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلي الله عليه و آله فقال لي مبتدئا: يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلي الله عليه و آله شبها من خمسة



[ صفحه 218]



من الرسل: يونس بن متي، و يوسف بن يعقوب، و موسي، و عيسي، و محمد صلوات الله عليهم، فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته و هو شاب بعد کبر السن و أما شبهه من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصته و عامته، و اختفاؤه من إخوته و إشکال أمره علي أبيه يعقوب عليه السلام مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته، و أما شبهه من موسي فدوام خوفه و طول غيبته و خفاء ولادته و تعب شيعته من بعده بما لقوا من الاذي و الهوان إلي أن أذن الله عز و جل في ظهوره و نصره و أيده علي عدوه و أما شبهه من عيسي فاختلاف من اختلف فيه حتي قالت طائفة منهم ما ولد و قالت طائفة مات و قالت طائفة قتل و صلب.

و أما شبهه من جده المصطفي صلي الله عليه و آله فخروجه بالسيف و قتله أعداء الله و أعداء رسوله صلي الله عليه و آله و الجبارين و الطواغيت و أنه ينصر بالسيف و الرعب و أنه لا ترد له رأية و أن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي باسمه و اسم أبيه.

7 ک: علي بن موسي، عن الاسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب الامر سنة من موسي و سنة من عيسي و سنة من يوسف و سنة من محمد صلي الله عليه و آله فأما من موسي فخائف يترقب، و أما من عيسي فيقال فيه ما قيل في عيسي، و أما من يوسف فالسجن و التقية، و أما من محمد صلي الله عليه و آله فالقيام بسيرته و تبيين آثاره ثم يضع سيفه علي عاتقه ثمانية أشهر و لا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله قلت: و کيف يعلم أن الله عز و جل قد رضي قال: يلقي الله عز و جل في قلبه الرحمة.

8 ک: عبد الواحد بن محمد، عن أبي عمير الليثي، عن محمد بن مسعود، عن محمد بن علي القمي، عن محمد بن يحيي، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الازدي، عن ضريس الکناسي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن صاحب هذا الامر فيه سنة من يوسف: ابن أمة سوداء يصلح الله أمره في ليلة واحدة.



[ صفحه 219]



ني: ابن عقدة، عن محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسن جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن الکناسي مثله.

بيان: قوله عليه السلام: ابن أمة سوداء [1] يخالف کثيرا من الاخبار التي وردت في وصف امه عليه السلام ظاهرا إلا أن يحمل علي الام بالواسطة أو المربية.

9 ک: محمد بن علي بن حاتم، عن أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي، عن أحمد بن طاهر، عن محمد بن يحيي بن سهل، عن علي بن الحارث، عن سعد بن منصور الجواشني، عن أحمد بن علي البديلي، عن أبيه، عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب، علي مولانا أبي عبد الله جعفر ابن محمد عليه السلام فرأيناه جالسا علي التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الکمين [2] و هو يبکي بکاء الواله الثکلي، ذات الکبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلي الدموع محجريه، و هو يقول: سيدي! غيبتک نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و أسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتک أوصلت مصابي بفجائع الابد و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد، فما احس بدمعة ترقي من عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عواير أعظمها و أفظعها و تراقي أشدها و أنکرها و نوايب مخلوطة بغضبک، و نوازل معجونة بسخطک.

قال سدير: فاستطارت عقولنا و لها و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلک الخطب الهائل و الحادث الغائل، و ظننا أنه سمة لمکروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبکي الله يا ابن خير الوري عينيک، من أي حادثة تستنزف دمعتک، و تستمطر عبرتک، و آية حالة حتمت عليک هذا المآتم.

قال: فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، و اشتد منها خوفه، و قال:



[ صفحه 220]



ويکم إني نظرت في کتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الکتاب المشتمل علي علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما کان و ما يکون إلي يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الائمة من بعده عليه و عليهم السلام، و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاؤه و طول عمره و بلوي المؤمنين (به من بعده) في ذلک الزمان و تولد الشکوک في قلوبهم من طول غيبته، و ارتداد أکثرهم عن دينهم، و خلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذکره: و کل إنسان ألزمناه طائره في عنقه يعني الولاية، فأخذتني الرقة، و استولت علي الاحزان.

فقلنا: يا ابن رسول الله کرمنا و شرفنا باشراکک إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم قال: إن الله تبارک و تعالي أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسي عليه السلام، و قدر غيبته غيبة عيسي عليه السلام، و قدر إبطاؤه تقدير إبطاء نوح عليه السلام و جعل من بعد ذلک عمر العبد الصالح أعني الخضر دليلا علي عمره فقلت: اکشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.

قال: أما مولد موسي فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملکه علي يده أمر بإحضار الکهنة، فدلوه علي نسبه و أنه يکون من بني إسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من (النساء) بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلي قتل موسي لحفظ الله تبارک و تعالي إياه.

کذلک بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا علي أن زوال ملکهم و الامراء و الجبابرة منهم علي يد القائم منا، ناصبونا العداوة، و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلي قتل القائم عليه السلام و يأبي الله أن يکشف أمره لواحد من الظلمة إلي أن يتم نوره و لو کره المشرکون.

و أما غيبة عيسي عليه السلام فان اليهود و النصاري اتفقت علي أنه قتل و کذبهم الله عز و جل بقوله: و ما قتلوه و ما صلبوه و لکن شبه لهم کذلک غيبة القائم عليه السلام فان الامة تنکرها (لطولها) فمن قائل بغير هدي بأنه لم يولد و قائل يقول:



[ صفحه 221]



إنه ولد و مات و قائل يکفر بقوله إن حادي عشرنا کان عقيما و قائل يمرق بقوله إنه يتعدي إلي ثالث عشر فصاعدا و قائل يعصي الله عز و جل بقوله: إن روح القائم عليه السلام ينطق في هيکل غيره.

و أما إبطاء نوح عليه السلام فانه لما استنزل العقوبة علي قومه من السماء بعث الله عز و جل جبرئيل الروح الامين بسبعة نويات فقال: يا نبي الله إن الله تبارک و تعالي يقول لک: إن هؤلاء خلائقي و عبادي ئلست ابيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأکيد الدعوة و إلزام الحجة، فعاود اجتهادک في الدعوة لقومک فاني مثيبک عليه و اغرس هذه النوي فان لک في نباتها و بلوغها و إدراکها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلک من تبعک من المؤمنين.

فلما نبتت الاشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زهي الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه و تعالي العدة فأمره الله تبارک و تعالي أن يغرس من نوي تلک الاشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد، و يؤکد الحجة علي قومه فأخبر بذلک الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل و قالوا: لو کان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.

ثم إن الله تبارک و تعال لم يزل يأمره عند کل مرة أن يغرسها تارة بعد اخري إلي أن غرسها سبع مرات فما زالت تلک الطوائف من المؤمنين و الفور منهم طائفة إلي أن عاد إلي نيف و سبعين رجلا فأوحي الله عز و جل عند ذلک إليه و قال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينک حين صرح الحق عن محضه وصفي (الامر للايمان) من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة.

فلو أني أهلکت الکفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي کانت آمنت بک لما کنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومک، و اعتصموا بحبل نبوتک بأن أستخلفهم في الارض و أمکن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالامن لکي تخلص العبادة لي بذهاب الشک من قلوبهم.

و کيف يکون الاستخلاف و التمکين و بدل الخوف بالامن مني لهم مع ما



[ صفحه 222]



کنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم، و سوء سرائرهم التي کانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة، فلو أنهم تسنموا (مني) من الملک الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلکت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحکمت سرائر نفاقهم و تأبد حبال ضلالة قلوبهم و کاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم علي طلب الرئاسة و التفرد بالامر و النهي و کيف يکون التمکين في الدين و انتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب کلا فاصنع الفلک بأعيننا و وحينا.

قال الصادق عليه السلام و کذلک القائم عليه السلام تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه، و يصفو الايمان من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمکين و الامن المنتشر في عهد القائم عليه السلام.

قال المفضل: فقلت: يا ابن رسول الله إن النواصب تزعم أن هذه الآية نزلت في أبي بکر و عمر و عثمان و علي قال: لا يهد الله قلوب الناصبة متي کان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمکنا بانتشار الامن في الامة و ذهاب الخوف من قلوبها، و ارتفاع الشک من صدورها في عهد أحد من هؤلاء و في عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين و الفتن التي کانت تثور في أيامهم و الحروب التي کانت تنشب بين الکفار و بينهم ثم تلا الصادق عليه السلام حتي إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد کذبوا جاءهم نصرنا.

و أما العبد الصالح الخضر عليه السلام فان الله تبارک و تعالي ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لکتاب ينزله عليه، و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من کان قبلها من الانبياء، و لا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها، و لا لطاعة يفرضها له، بلي إن الله تبارک و تعالي لما کان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته ما يقدر و علم ما يکون من إنکاره عباده بمقدار ذلک العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من سبب أوجب ذلک إلا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم عليه السلام، و ليقطع بذلک



[ صفحه 223]



حجة المعاندين لئلا يکون للناس علي الله حجة.

غط: جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن بحر الشيباني، عن علي بن الحارث مثله.

بيان: قال الفيروزآبادي: المحجر کمجلس و منبر من العين و ما دار بها و بدا من البرقع قوله عليه السلام: و فقد لعله معطوف علي الفجائع أو علي الابد أي أو صلت مصابي بما أصابني قبل ذلک من فقد واحد بعد واحد بسبب فناء الجمع و العدد.

و في بعض النسخ يغني فالجملة معترضة أو حالية.

قوله عليه السلام: يفتر أي يخرج بضعف و فتور و في غط يفشأ علي البناء للمفعول أي ينتشر و دوارج الرزايا مواضيها.

و العواير المصائب الکثيرة التي تعور العين لکثرتها من قولهم عنده من المال عائرة عين أي يحار فيه البصر من کثرته أو من العائر و هو الرمد و القذي في العين و تعدية التمثيل بعن لتضمين معني الکشف و التراقي جمع الترقوة أي يمثل لي أشخاص مصائب أنظر إلي ترقوتها [3] و قوله: أعظمها علي صيغة أفعل التفضيل فيکون بدلا عن العوائر أو صيغة المتکلم أي أعدها عظيمة فيکون صفة و الاحتمالان جاريان في الثلاثة الاخر و حاصل الکلام أني کلما أنظر إلي دمعة أو أسمع مني أنينا للمصائب التي نزلت بنا في سالف الزمان أنظر بعين اليقين إلي مصائب جليلة مستقبلة أعدها عظيمة فظيعة.

و الغائل المهلک و الغوائل الدواهي قوله سمة أي علامة و قد سبق تفسير سائر أجزاء الخبر في کتاب النبوة.

10 ک: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن علي بن محمد بن



[ صفحه 224]



شجاع، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن في صاحب هذا الامر سننا من الانبياء: سنة من موسي ابن عمران، و سنة من عيسي، و سنة من يوسف، و سنة من محمد صلي الله عليه و عليهم.

فأما سنته من موسي فخائف يترقب.

و أما سنته من عيسي فيقال فيه ما قيل في عيسي.

و أما سنته من يوسف فالستر جعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه و أما سنته من محمد صلي الله عليه و آله فيهتدي بهداه و يسير بسيرته.

11 ک: محمد بن علي بن بشار، عن المظفر بن أحمد، عن الاسدي، عن البرمکي، عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي العسکري عليه السلام يقول: إن ابني هو القائم من بعدي و هو الذي يجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام بالتعمير و الغيبة حتي تقسو القلوب لطول الامد و لا يثبت علي القول به إلا من کتب الله عز و جل في قلبه الايمان و أيده بروح منه.

12 غط: روي أبو بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: في القائم شبه من يوسف قلت: و ما هو؟ قال: الحيرة و الغيبة.

13 غط: و أما ما روي من الاخبار التي تتضمن أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش نحو ما رواه الفضل بن شاذان، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن أبي سعيد الخراساني قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لاي شيء سمي القائم؟ قال: لانه يقوم بعد ما يموت إنه يقوم بأمر عظيم، يقوم بأمر الله.

و روي محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد عن علي بن الحکم، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: مثل أمرنا في کتاب الله تعالي مثل صاحب الحمار أماته الله مأة عام ثم بعثه.

و عنه، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الکوفي، عن إسحاق بن محمد، عن القاسم ابن الربيع، عن علي بن الخطاب، عن مؤذن مسجد الاحمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل في کتاب الله مثل للقائم؟ فقال: نعم، آية صاحب الحمار أماته الله



[ صفحه 225]



مائة عام ثم بعثه.

و روي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن حماد ابن عبد الکريم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القائم إذا قام قال الناس: أني يکون هذا و قد بليت عظامه منذ دهر طويل.

فالوجه في هذه الاخبار و ما شاکلها أن نقول: يموت ذکره و يعتقد أکثر الناس أنه بلي عظامه ثم يظهره الله کما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي و هذا وجه قريب في تأويل هذه الاخبار علي أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا يوجب علما عما دلت العقول عليه و ساق الاعتبار الصحيح إليه، و عضده الاخبار المتواترة التي قدمناها بل الواجب التوقف في هذه و التمسک بما هو معلوم و إنما تأولناها بعد تسليم صحتها علي ما يفعل في نظائرها و يعارض هذه الاخبار ما ينافيها.


پاورقي

[1] هذه الجملة موجودة في غيبة النعماني ص 84، ساقطة من کمال الدين راجع ج 1 ص 445.

[2] المسح بالکسر: الکساء من شعر کثوب الرهبان وکأن الراوي يصف جبة من شعر و کيف کان، الحديث منکر السند و المتن قد مر في کتاب النبوة ج 12 من طبعته الجديدة.

[3] و يحتمل أن يکون العوائر و التراقي، الغوابر بالغين المعجمة و الباء الموحدة من الغابر خلاف الماضي، و التراقي: البواقي، بالباء الموحدة و الواو، فالغواير و البواقي في المستثني بحذاء الدوارج و السوالف في المستثني منه، اذ الدوارج بمعني المواضي من درج أي مضي کما لا يخفي علي المتأمل فتأمل.

کذا قيل.