بازگشت

ما أخبر به سيد العابدين علي بن الحسين من وقوع الغيبة بالقائم


1 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن الحسن، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن الله تبارک وتعالي خلق محمدا وعليا والائمة



[ صفحه 319]



الاحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبحون الله عزوجل ويقدسونه، وهم الائمة الهادية من آل محمد عليهم السلام.

قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذکرته.

2 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، عن عبد الله [1] بن موسي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه قال: حدثني صفوان ابن يحيي، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الکابلي قال: دخلت علي سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرض الله عزوجل طاعتهم ومودتهم، وأوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقال لي: يا کنکر [2] إن أولي الامر الذين جعلهم الله عزو جل أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الحسن، ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب، ثم انتهي الامر إلينا. ثم سکت.

فقلت له: يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين (علي) عليه السلام أن الارض لا تخلو من حجة لله عزوجل علي عباده، فمن الحجة والامام بعدک؟ قال: ابني جعفر، وإسمه في التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام بعدي، ومن بعد محمد ابنه جعفر، واسمه عند أهل السماء الصادق، فقلت له: يا سيدي فکيف صار اسمه الصادق وکلکم صادقون، قال: حدثني أبي، عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسموه الصادق، فإن للخامس من ولده ولدا اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء علي الله وکذبا عليه فهو عند الله جعفر الکذاب المفتري علي الله عزوجل، والمدعي لما ليس له بأهل، المخالف علي أبيه والحاسد لاخيه، ذلک الذي يروم کشف ستر الله عند غيبة ولي الله عزوجل، ثم



[ صفحه 320]



بکي علي بن الحسين عليهما السلام بکاء شديدا، ثم قال: کأني بجعفر الکذاب وقد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي الله، والمغيب في حفظ الله والتوکيل بحرم أبيه جهلا منه بولادته، وحرصا منه علي قتله إن ظفر به، (و) طمعا في ميراثه حتي يأخذه بغير حقه.

قال أبو خالد: فقلت له: يا ابن رسول الله وإن ذلک لکائن، فقال: إي وربي إن ذلک لمکتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذکر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلي الله عليه وآله. قال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله ثم يکون ماذا، قال: ثم تمتد الغيبة [3] بولي الله عزوجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلي الله عليه واله والائمة بعده.

يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل کل زمان، لان الله تبارک وتعالي أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلک الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله بالسيف، اولئک المخلصون حقا وشيعتنا صدقا، والدعاة إلي دين الله عزوجل سرا وجهرا. وقال علي بن الحسين عليهما السلام: إنتظار الفرج من أعظم الفرج.

وحدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن موسي. ومحمد بن أحمد الشيباني [4] وعلي بن عبد الله الوراق، عن محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه، عن صفوان، عن إبراهيم أبي زياد عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الکابلي، عن علي بن الحسين عليهما السلام.

قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: ذکر زين العابدين عليه السلام (ل‍) جعفر الکذاب دلالة في إخباره بما يقع منه.

وقد روي مثل ذلک عن أبي الحسن علي بن محمد العسکري عليهما السلام أنه لم يسر به لما ولد وأنه أخبرنا بأنه سيضل خلقا کثيرا کل ذلک دلالة له عليه السلام أيضا لانه لا دلالة علي الامامة أعظم من الاخبار بما يکون قبل أن يکون کما کان، مثل ذلک



[ صفحه 321]



دلالة لعيسي بن مريم عليه السلام علي نبوته إذ أنبأ الناس بما يأکلون وما يدخرون في بيوتهم، وکما کان النبي صلي الله عليه وآله حين قال أبو سفيان في نفسه: من فعل مثل ما فعلت جئت فدفعت يدي في يده ألا کنت أجمع عليه الجموع من الاحابيش وکنانة فکنت ألقاه بهم [5] فلعلي کنت أدفعه. فناداه النبي صلي الله عليه وآله من خيمته فقال: إذا کان الله يجزيک يا أبا سفيان. وذلک دلالة له عليه السلام کدلالة عيسي بن مريم عليه السلام. وکل من أخبر من الائمة عليهم السلام بمثل ذلک فهي دلالة تدل الناس علي أنه إمام مفترض الطاعة من الله تبارک وتعالي.

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن الفرات قال: أخبرنا صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زياد، عن أمه فاطمة بنت محمد بن الهيثم المعروف بابن سيابة [6] قالت: کنت في دار أبي الحسن علي بن محمد العسکري عليهما السلام في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدار قد سروا به، فصرت إلي أبي الحسن عليه السلام فلم أره مسرورا بذلک، فقلت له: يا سيدي ما لي أراک غير مسرور بهذا المولود؟ فقال عليه السلام: يهون عليک أمره فإنه سيضل خلقا کثيرا. [7] .

3 ـ حدثنا الشريف أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن ـ



[ صفحه 322]



عبد الله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسي الکلابي، عن خالد بن نجيح، عن حمزة بن حمران، عن أبيه (حمران بن أعين)، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: في القائم منا سنن من الانبياء [8] (سنة من أبينا آدم عليه السلام، و) سنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسي، وسنة من عيسي، وسنة من أيوب، وسنة من محمد صلوات الله عليهم، فأما (من آدم و) نوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأما من موسي، فالخوف والغيبة وأما من عيسي فاختلاف الناس فيه، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوي، وأما من محمد صلي الله عليه وآله فالخروج بالسيف.

4ـ حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني قال: حدثنا أبو الفرج المظفر ابن أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر الکوفي الاسدي قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: في القائم سنة من نوح وهو طول العمر.

5 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين ابن يزيد، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: في القائم سنة من نوح وهو طول العمر.

6 ـ وبهذا الاسناد قال: قال علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام: القائم منا



[ صفحه 323]



تخفي ولادته علي الناس حتي يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعة.

7 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بسطام بن مرة، عن عمرو بن ثابت قال: قال علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام: من ثبت علي موالاتنا [9] في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد.

8 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الکليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن قيس، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الاية: «وأولوا الارحام بعضهم أولي ببعض في کتاب الله» [10] وفينا نزلت هذه الاية: «وجعلها کلمة باقية في عقبه» [11] والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام إلي يوم القيامة. وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الاخري، أما الاولي فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ستة سنين. [12] وأما الاخري فيطول أمدها حتي يرجع



[ صفحه 324]



عن هذا الامر أکثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت.

9 ـ وبهذا الاسناد قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: إن دين الله عزوجل [13] لا يصاب بالعقول الناقصة والاراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، ومن اقتدي بنا هدي، ومن کان يعمل بالقياس والرأي هلک، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا کفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم.


پاورقي

[1] في بعض النسخ «عبيد الله» وهو الروياني الذي تقدم ص 312.

[2] کنکر لقب لابي خالد.

[3] في بعض النسخ «تشتد الغيبة».

[4] کذا والظاهر هو السناني.

[5] في بعض النسخ «الا کنت أجمع عليه الاحاببش برکابه فکنت ألقاه بهم» والمراد بالاحابيش قريش لانهم تحالفوا بالله انهم ليد علي غيرهم ما سجا ليل ووضح نهار وما رسا حبشي. وحبشي بضم الحاء وسکون الباء وتشديد الياء التحتية جبل بأسفل مکة علي سنة أميال منها، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل. وقال ابن اسحاق: ان الاحابيش هم بنو الهون بن خزيمة وبنو الحارث بن عبد مناة من کنانة وبنو المصطلق من خزاعة، فلما سميت تلک الاحياء بالاحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الکلام: التجميع. وفي بعض النسخ «الزنج» مکان «الجموع».

[6] في بعض النسخ «ابن سبانة» وفي بعضها «ابن النسابة».

[7] ذکر المصنف هذا الحديث مؤيدا لکلامه ولا ربط له بالعنوان.

[8] في بعض النسخ «في القائم منا سنن من ستة أنبياء» وفي بعضها «سنن من سبعة انبياء». وما بين القوسين ليس في بعض النسخ.

[9] في بعض النسخ «علي ولايتنا».

[10] الاحزاب: 6.

[11] الزخرف: 47.

[12] قال العلامة المجلسي ـ ره ـ: قوله عليه السلام: «فستة أيام» لعله اشارة إلي اختلاف أحواله عليه السلام في غيبته، فستة أيام لم يطلع علي ولادته الا خاص الخاص من أهاليه عليه السلام، ثم بعد ستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص، ثم بعد ست سنين عند وفاة والده عليه السلام ظهر أمره لکثير من الخلق. أو اشارة إلي أنه بعد امامته لم يطلع علي خبره إلي ستة أيام أحد، ثم بعد ستة أشهر انتشر أمره، وبعد ست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء.

والاظهر أنه اشارة إلي بعض الازمان المختلفة التي قدرت لغيبته وأنه قابل للبداء. ويؤبده ما رواه الکليني باسناده عن الاصبغ في حديث طويل قد مر بعضه في باب أخبار أمير المؤمنين عليه السلام «ثم قال: قلت: يا أمير المؤمنين وکم تکون الحيرة والغيبة؟ فقال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وان هذا لکائن؟ فقال: نعم کما أنه مخلوق، وأني لک بهذا الامر يا أصبغ اولئک خيار هذه الامة مع خيار أبرار هذه العترة، فقلت: ثم ما يکون بعد ذلک؟ فقال: ثم يفعل الله ما يشاء، فان له بداءات وارادات وغايات ونهايات» فانه يدل علي أن هذا الامر قابل للبداء والترديد قرينة ذلک والله يعلم ـ انتهي.

[13] يعني أحکامه وشريعته وفرائضه وسننه لا الامور الاعتقادية التي لا يعرف الا بالعقول وبارشادهم عليهم السلام.