بازگشت

ما أخبر به الحسن بن علي بن أبي طالب من وقوع الغيبة بالقائم و


1 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه، وأمير المؤمنين عليه السلام متکئ علي يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم علي أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألک عن ثلاث



[ صفحه 314]



مسائل إن أخبرتني بهن [1] علمت أن القوم رکبوا من أمرک ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تکن الاخري علمت أنک وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لک؟ فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل کيف يذکر وينسي؟ وعن الرجل کيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلي أبي محمد الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء [2] إلي وقت ما يتحرک صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عزوجل برد تلک الروح إلي صاحبها [3] جذبت تلک الروح الريح، وجذبت تلک الريح الهواء، فرجعت الروح فأسکنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عزوجل برد تلک الروح إلي صاحبها [4] جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلي صاحبها إلي وقت ما يبعث.

وأما ما ذکرت من أمر الذکر والنسيان: فإن قلب الرجل في حق، وعلي الحق طبق فإن صلي الرجل عند ذلک علي محمد وآل محمد صلاة تامة انکشف ذلک الطبق عن ذلک الحق فأضاء القلب [5] وذکر الرجل ما کان نسيه، وإن هو لم يصل علي محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلک الطبق علي ذلک الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما کان ذکر.

وأما ما ذکرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فان الرجل إذا أتي أهله فجامعها بقلب ساکن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسکنت تلک النطفة في جوف الرحم [6] خرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غير ساکن و



[ صفحه 315]



عروق غير هادئة و بدن مضطرب، اضطربت تلک النطفة فوقعت في حال اضطرابها [7] علي بعض العروق فإن وقعت علي عرق من عروق الاعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت علي عرق من عروق الاخوال أشبه الرجل أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنک وصيه والقائم بحجته (بعده) ـ وأشار (بيده) إلي أمير المؤمنين عليه السلام ـ ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنک وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلي الحسن عليه السلام ـ وأشهد أن الحسين ابن علي وصي أبيک والقائم بحجته بعدک، وأشهد علي علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد علي جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد علي موسي بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد علي علي بن موسي أنه القائم بأمر موسي بن جعفر، و أشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسي، وأشهد علي علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد علي الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد علي رجل من ولد الحسن بن علي لا يکني ولا يسمي حتي يظهر أمره فيملأ الارض [8] عدلا کما ملئت جورا، والسلام عليک يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبرکاته، ثم قام فمضي.

فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره قال: فما کان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله [9] فرجعت إلي أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت: الله ورسوله و أمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام.

2 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسي



[ صفحه 316]



ابن جعفر البغدادي قال: حدثني الحسن بن محمد الصيرفي، عن حنان بن سدرير، عن أبيه سدير بن حکيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصا قال: لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس، فلامه بعضهم علي بيعته، فقال عليه السلام: ويحکم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنني إمامکم مفترض الطاعة عليکم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلي الله عليه وآله علي؟ قالوا: بلي، قال: أما علمتم أن الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام کان ذلک سخطا لموسي بن عمران إذ خفي عليه وجه الحکمة في ذلک، وکان ذلک عند الله تعالي ذکره حکمة وصوابا، أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسي بن مريم عليه السلام خلفه، فإن الله عزوجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه لئلا يکون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلک التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلک ليعلم أن الله علي کل شيء قدير.


پاورقي

[1] في بعض النسخ «ان أجبتني فيهن».

[2] في بعض النسخ «معلقة في الهواء».

[3] في بعض النسخ «علي صاحبها».

[4] في بعض النسخ «علي صاحبها».

[5] في بعض النسخ «مما يلي القلب» مکان «فأضاء القلب».

[6] في بعض النسخ «وانسکبت تلک النطفة فوقعت في جوف الرحم».

[7] في بعض النسخ «في وقت اضطرابها».

[8] في بعض النسخ «فيملأها».

[9] في بعض النسخ «من الارض».