نص الله علي القائم و أنه الثاني عشر من الائمة
1 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي قال: حدثنا محمد بن آدم الشيباني [1] عن أبيه أدم بن أبي إياس قال: حدثنا المبارک بن فضالة، عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لما عرج بي إلي ربي جل جلاله أتاني النداء: يا محمد! قلت: لبيک رب العظمة لبيک، فأوحي الله تعالي إلي يا محمد فيم اختصم الملا الاعلي؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال: يا محمد هلا اتخذت من الادمين وزيرا وأخا ووصيا من بعدک؟ فقلت: إلهي ومن أتخذ؟ تخير لي أنت يا إلهي، فأوحي الله إلي: يا محمد قد اخترت لک من الادميين علي بن أبي طالب، فقلت: إلهي ابن عمي؟ فأوحي الله إلي يا محمد إن عليا وارثک ووارث العلم من بعدک وصاحب لوائک لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضک، يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتک، ثم أوحي الله عزوجل إلي: يا محمد إني قد أقسمت علي نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلک الحوض مبغض لک ولاهل بيتک وذريتک الطيبين الطاهرين، حقا أقول: يا محمد لادخلن جميع أمتک الجنة إلا من أبي من خلقي، فقلت: إلهي (هل) واحد يأبي من دخول الجنة؟ فأوحي الله عزوجل إلي: بلي، فقلت: وکيف يأبي؟ فأوحي
[ صفحه 251]
الله إلي: يا محمد اخترتک من خلقي، واخترت لک وصيا من بعدک، وجعلته منک بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدک، وألقيت محبته في قلبک وجعلته أبا لولدک فحقه بعدک علي امتک کحقک عليهم في حياتک، فمن جحد حقه فقد جحد حقک، ومن أبي أن يواليه فقد أبي أن يواليک، ومن أبي أن يواليک فقد أبي أن يدخل الجنة، فخررت لله عزوجل ساجدا شکرا لما أنعم علي، فإذا مناديا ينادي ارفع يا محمد رأسک، وسلني أعطک، فقلت: إلهي اجمع أمتي من بعدي علي ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا علي حوضي يوم القيامة؟ فأوحي الله تعالي إلي يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماض فيهم، لاهلک به من أشاء وأهدي به من أشاء. وقد آتيته علمک من بعدک وجعلته وزيرک وخليفتک من بعدک علي أهلک وأمتک، عزيمة مني (لادخل الجنة من أحبه و) لا ادخل الجنة من أبغضه و عاداه وأنکر ولايته بعدک، فمن أبغضه أبغضک، ومن أبغضک أبغضني، ومن عاداه فقد عاداک، ومن عاداک فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبک، ومن أحبک فقد أحبني، وقد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتک أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا کلهم من ذريتک من البکر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسي بن مريم، يملا الارض عدلا کما ملئت منهم ظلما وجورا، انجي به من الهلکة، وأهدي به من الضلالة، وابرئ به من العمي، وأشفي به المريض، فقلت: إلهي وسيدي متي يکون ذلک؟ فأوحي الله عزوجل: يکون ذلک إذا رفع العلم، وظهر الجهل، وکثر القراء، وقل العمل، وکثر القتل، وقل الفقهاء الهادون، وکثر فقهاء الضلالة والخونة، وکثر الشعراء، واتخذ أمتک قبورهم مساجد، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد وکثر الجور والفساد، وظهر المنکر وأمر أمتک به ونهوا عن المعروف، واکتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الامراء کفرة، وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة، وذوي الرأي منهم فسقة، وعند ذلک ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة علي يد رجل من ذريتک يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي وظهور الدجال
[ صفحه 252]
يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: إلهي ومتي يکون بعدي من الفتن؟ فأوحي الله إلي وأخبرني ببلاء بني امية وفتنة ولد عمي، وما يکون وما هو کائن إلي يوم القيامة، فأوصيت بذلک ابن عمي حين هبطت إلي الارض وأديت الرسالة، ولله الحمد علي ذلک کما حمده النبيون وکما حمده کل شئ قبلي وما هو خالقه إلي يوم القيامة.
2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ [2] قال حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير [3] عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لما اسري بي إلي السماء أوحي إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد إني أطلعت علي الارض إطلاعة فاخترتک منها فجعلتک نبيا و شققت لک من اسمي إسما، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم أطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيک وخليفتک وزوج ابنتک وأبا ذريتک، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الاعلي وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نورکما، ثم عرضت ولايتهم علي الملائکة، فمن قبلها کان عندي من المقربين، يا محمد لو أن عبدا عبدني حتي ينقطع ويصير کالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسکنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فقال عزوجل: ارفع رأسک فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي وعلي بن محمد؟ والحسن بن علي، و «م ح م د» بن الحسن القائم في وسطهم کأنه کوکب دري
[ صفحه 253]
قلت: يا رب ومن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لاوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتک من الظالمين والجاحدين والکافرين، فيخرج اللات والعزي طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري.
3 ـ حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالک الفرازي قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث قال: حدثني المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: لما أنزل الله عزوجل علي نبيه محمد صلي الله عليه وآله «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منکم» قلت «يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتک؟ فقال عليه السلام: هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين (من) بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، و ستدرکه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسي ابن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وکنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاک الذي يفتح الله تعالي ذکره علي يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاک الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته کانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مکنون سر الله، ومخزون علمه، فاکتمه إلا عن أهله.
قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد الله الانصاري علي علي بن الحسين عليهما السلام فبينما هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليهما السلام من عند نسائه وعلي رأسه ذؤابة وهو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه، وقامت کل شعرة علي بدنه ونظر
[ صفحه 254]
إليه مليا، ثم قال له: يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله صلي الله عليه وآله ورب الکعبة، ثم قام فدنا منه، فقال له: ما اسمک يا غلام؟ فقال: محمد قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين، قال: يا بني فدتک نفسي فأنت إذا الباقر؟ فقال: نعم، ثم قال: فأبلغني ما حملک رسول الله صلي الله عليه وآله، فقال جابر: يا مولاي إن رسول الله صلي الله عليه وآله بشرني بالبقاء إلي أن ألقاک وقال لي: إذا لقيته فأقرئه مني السلام، فرسول الله يا مولاي يقرء عليک السلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر علي رسول الله السلام ما قامت السماوات والارض، وعليک يا جابر کما بلغت السلام، فکان جابر بعد ذلک يختلف إليه ويتعلم منه فسأله محمد بن علي عليهما السلام عن شئ فقال له جابر: والله ما دخلت في نهي رسول الله صلي الله عليه وآله فقد أخبرني أنکم أئمة الهداة من أهل بيته من بعده أحلم الناس صغارا، وأعلم الناس کبارا، وقال: لا تعلموهم فهم أعلم منکم فقال أبو جعفر عليه السلام: صدق جدي رسول الله صلي الله عليه وآله، إني لاعلم منک بما سألتک عنه ولقد أوتيت الحکم صبيا کل ذلک بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت.
4 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الکوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بکر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي ابن موسي الرضا عليه السلام، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن ـ أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أکرم عليه مني، قال: علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام: يا عليه مني، قال: علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام: يا علي إن الله تبارک وتعالي فضل أنبياءه المرسلين علي ملائکته المقربين، وفضلني علي جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لک يا علي وللائمة من بعدک فإن الملائکة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا، ولا
[ صفحه 255]
الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الارض، وکيف لا يکون أفضل من الملائکة وقد سبقناهم إلي التوحيد ومعرفة ربنا عزوجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لان أول ما خلق الله عزوجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده، ثم خلق الملائکة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا امورنا فسبحنا لتعلم الملائکة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائکة لستبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائکة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلا الله، فلما شاهدوا کبر محلنا کبرنا الله لتعلم الملائکة أن الله أکبر من أن ينال وأنه عظيم المحل، فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من العزة والقوة، قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لتعلم الملائکة أن حول ولا قوة إلا بالله، فقالت الملائکة: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائکة ما يحق الله تعالي ذکره علينا من الحمد علي نعمه، فقالت الملائکة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلي معرفة (توحيد) الله تعالي وتسبيحه وتهليله وتحميده، ثم إن الله تعالي خلق آدم عليه السلام وأودعنا صلبه وأمر الملائکة بالسجود له تعظيما لنا وإکراما وکان سجودهم لله عزوجل عبودية ولادم إکراما وطاعة لکوننا في صلبه فکيف لا نکون أفضل من الملائکة وقد سجدوا لادم کلهم أجمعون.
وإنه لما عرج بي إلي السماء أذن جبرئيل مثني مثني، وأقام مثني مثني، ثم قال: تقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليک؟ فقال: نعم لان الله تبارک وتعالي اسمه فضل أنبياءه علي ملائکته أجمعين وفضلک خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر، فلما انتهينا إلي حجب النور قال لي جبرئيل عليه السلام: تقدم يا محمد وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عزوجل لي في هذا المکان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله، فزخ بي زخة في النور حتي انتهيت إلي حيث ما شاء الله عزوجل من ملکوته، فنوديت يا محمد، فقلت: لبيک ربي وسعديک تبارکت وتعاليت، فنوديت يا محمد أنت عبدي و
[ صفحه 256]
أنا ربک فاياي فاعبد، وعلي فتوکل فإنک نوري في عبادي ورسولي إلي خلقي وحجتي في بريتي، لمن تبعک خلقت جنتي، ولمن خالفک خلقت ناري، ولاوصيائک أوجبت کرامتي، ولشيعتک أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد (إن) أوصياءک المکتوبون علي ساق العرش، فنظرت ـ وأنا بين يدي ربي ـ إلي ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا، في کل نور سطر أخضر مکتوب عليه اسم کل وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي امتي، فقلت: يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدک علي بريتي وهم أوصياؤک وخلفاؤک وخير خلقي بعدک. وعزتي وجلالي لاظهرن بهم ديني، ولاعلين بهم کلمتي، ولاطهرن الارض بآخرهم من أعدائي، ولا ملکنه مشارق الارض ومغاربها، ولاسخرن له الرياح، ولاذللن له الرقاب الصعاب ولا رقينه في الاسباب، ولانصرنه بجندي، ولامدنه بملائکتي حتي يعلن دعوتي ويجمع الخلق علي توحيدي، ثم لاديمن ملکه ولاداولن الايام بين أوليائي إلي يوم القيامة. والحمد لله رب العالمين، والصلاة علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.
پاورقي
[1] کذا وآدم بن أبي أياس ثقة وهو العسقلاني لا الشيباني کما في التقريب. ومحمد ابن آدم ابنه عامي مهمل. ومبارک بن فضالة أيضا عامي مختلف فيه.
[2] في المحکي عن ايضاح الرجال ـ في هامش بعض المخطوطة «ما بنذاذ بالميم قبل الالف والباء المضمومة المنقطة تحتها نقطة بعد الالف ثم النون. ثم الذال المعجمة المفتوحة بعد الالف وقبلها». ولم أقف علي حاله.
[3] احمد بن هلال العبرتائي متهم في دينه غال. ورواية ابن أبي عمير عن المفضل بدون الواسطة بعيد.