اتصال الوصية من لدن آدم وأن الارض لا تخلو من حجة لله علي خلق
1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن ـ الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل بن سليمان بن دوال ـ دوز، [1] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: أنا سيد النبيين ووصيي
[ صفحه 212]
سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الاوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي الله عزوجل إليه أني أکرمت الانبياء بالنبوة ثم اخترت خلفي فجعلت خيارهم الاوصياء، فقال آدم عليه السلام: يا رب فاجعل وصيي خير الاوصياء، فأوحي الله عزوجل إليه: يا آدم أوص إلي شيث وهو هبة الله بن آدم، فأوصي آدم إلي شيث وأوصي شيث إلي ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء [2] التي أنزلها الله عزوجل علي آدم من الجنة فزوجها شيثا، وأوصي شبان إلي ابنه مجلث، وأوصي مجلث إلي محوق، وأوصي محوق إلي غثميشا، وأوصي غثميشا إلي أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام، وأوصي إدريس إلي ناخور ودفعها ناخور إلي نوح عليه السلام، وأوصي نوح إلي سام، وأوصي سام إلي عثامر وأوصي عثامر إلي برعيثاشا، وأوصي برعيثاشا إلي يافث، وأوصي يافث إلي برة، وأوصي برة إلي جفيسة [3] وأوصي جفيسة، إلي عمران، ودفعها عمران إلي إبراهيم الخليل عليه السلام، وأوصي إبراهيم إلي ابنه إسماعيل، وأوصي إسماعيل إلي إسحاق، وأوصي إسحاق إلي يعقوب، وأوصي يعقوب إلي يوسف، وأوصي يوسف إلي بثرياء، وأوصي بثرياء إلي شعيب، وأوصي شعيب إلي موسي بن عمران، وأوصي موسي إلي يوشع بن نون وأوصي يوشع إلي داود [4] وأوصي داود إلي سليمان، وأوصي سليمان إلي آصف بن برخيا، وأوصي
[ صفحه 213]
آصف بن برخيا إلي زکريا، ودفعها زکريا إلي عيسي بن مريم عليه السلام وأوصي عيسي إلي شمعون ابن حمون الصفا، وأوصي شمعون إلي يحيي بن زکريا [5] وأوصي يحيي بن زکريا إلي منذر، وأوصي منذر إلي سليمة، وأوصي سليمة إلي بردة، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليک يا علي وأنت تدفعها إلي وصيک ويدفعها وصيک إلي أوصيائک من ولدک، واحدا بعد واحد حتي تدفع إلي خير أهل الارض بعدک، ولتکفرن بک الامة ولتختلفن عليک اختلافا شديدا، الثابت عليک کالمقيم معي والشاذ عنک في النار، والنار مثوي للکافرين.
2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال: عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: إن الله تبارک وتعالي عهد إلي آدم عليه السلام أن لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذي کان في علم الله تبارک وتعالي أن يأکل منها نسي فأکل منها، وهو قول الله تبارک وتعالي: «ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما» [6] فلما أکل آدم من الشجرة أهبط إلي الارض فولد له هابيل وأخته توأما، وولد له قابيل وأخته توأما، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا، وکان هابيل صاحب غنم، وکان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل کبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق، وکان کبش هابيل من أفضل غنمه وکان زرع قابيل غير منقي، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عزوجل: «واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر ـ الاية» [7] وکان القربان إذا قبل تأکله النار فعمد قابيل إلي النار فبني لها بيتا وهو أول من بني للنار البيوت، وقال: لاعبدن هذه النار حتي يتقبل قرباني، ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه قد تقبل قربان هابيل
[ صفحه 214]
ولم يتقبل قربانک فإن ترکته يکون له عقب يفتخرون علي عقبک، فقتله قابيل، فلما رجع إلي آدم عليه السلام قال له: يا قابيل أين هابيل؟ فقال: ما أدري وما بعثتني له راعيا فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال: لعنت من أرض کما قبلت دم هابيل، فبکي آدم علي هابيل أربعين ليلة، ثم إن آدم عليه السلام سأل: ربه عزوجل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لان الله عزوجل وهبه له فأحبه آدم حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم عليه السلام واستکملت أيامه أوحي الله تعالي إليه آن يا آدم إنه قد انقضت نبوتک واستکملت أيامک فاجعل العلم الذي عندک والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتک عند ابنک هبة الله فإني لن أقطع العلم والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتک إلي يوم القيامة ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويکون نحاة لمن يولد فيما بينک وبين نوح، وذکر آدم عليه السلام نوحا عليه السلام وقال: إن الله تعالي باعث نبيا اسمه نوح وإنه يدعو إلي الله عزوجل فيکذ بوه فيقتلهم الله بالطوفان، وکان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء کلهم أنبياء الله، وأوصي آدم إلي هبة الله: أن من أدرکه منکم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فإنه ينجو من الغرق.
ثم إن آدم عليه السلام لما مرض المرضة التي قبض فيها أرسل إلي هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائکة فأقرئه مني السلام وقل له: يا جبرئيل إن أبي يستهديک من ثمار الجنة، ففعل فقال له جبرئيل: يا هبة الله إن أباک قد قبض وما نزلت إلا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد أباه قد قبض، فأراه جبرئيل عليه السلام کيف يغسله، فغسله حتي إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله: يا جبرئيل تقدم فصل علي آدم فقال له جبرئيل عليه السلام: يا هبة الله إن الله أمرنا أن نسجد لابيک في الجنة فليس لنا أن نؤم أحدا من ولده، فتقدم هبة الله فصلي علي آدم وجبرئيل خلفه وحزب من الملائکة وکبر عليه ثلاثين تکبيرة بأمر جبرئيل فرفع من ذلک خمسا وعشرون تکبيرة والسنة فينا اليوم خمس تکبيرات، وقد کان صلي الله عليه وآله يکبر علي أهل بدر سبعا وتسعا.
ثم أن هبة الله لما دفن آدم أباه أتاه قابيل فقال له: يا هبة الله إني قد رأيت آدم أبي
[ صفحه 215]
خصک من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوک هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته لکيلا يکون له عقب فيفتخرون علي عقبي فيقولون: نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه فإنک إن أظهرت من العلم الذي اختصک به أبوک شيئا قتلتک کما قتلت أخاک هابيل.
فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتي بعث نوح وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا عليه السلام قد بشر به أبوهم آدم، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد کان آدم وصي هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس کل سنة فيکون يوم عيد لهم، فيتعاهدون بعث نوح عليه السلام في زمانه الذي بعث فيه، وکذلک جري في وصية کل نبي حتي بعث الله تبارک وتعالي محمدا صلي الله عليه وآله.
وإنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عزوجل «ولقد أرسلنا نوحا إلي قومه ـ الاية. [8] وکان ما بين آدم ونوح من الانبياء مستخفين ومستعلنين ولذلک خفي ذکرهم في القرآن فلم يسموا کما سمي من استعلن من الانبياء وهو قول الله عزوجل «ورسلا قد قصصناهم عليک من قبل ورسلا لم نقصصهم عليک» [9] يعني من لم يسمهم من المستخفين کما سمي المستعلنين من الانبياء، فمکث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشارکه في نبوته أحد ولکنه قدم علي قوم مکذبين للانبياء الذين کانوا بينه و بين آدم وذلک قوله تبارک وتعالي: «کذبت قوم نوح المرسلين» [10] يعني من کان بينه وبين آدم إلي آن ينتهي إلي قوله: «وإن ربک لهو العزيز الرحيم» ثم إن نوحا لما انقضت نبوته واستکملت أيامه أوحي الله عزوجل إليه يا نوح إنه قد انقضت نبوتک واستکملت أيامک فاجعل العلم الذي عندک والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتک عند سام فإني لن أقطعها من بيوتات الانبياء الذين بينک وبين آدم ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني، وتعرف به طاعتي ويکون نجاة لمن يولد فيما بين
[ صفحه 216]
قبض النبي إلي خروج النبي الاخر، وليس بعد سام إلا هود، فکان ما بين نوح وهود من الانبياء مستخفين ومستعلنين، وقال نوح: إن الله تبارک وتعالي باعث نبيا يقال له: هود وإنه يدعو قومه إلي الله عزوجل فيکذبونه، وإن الله عزوجل مهلکهم بالريح فمن أدرکه منکم فليؤمن به وليتبعه فإن الله تبارک وتعالي ينجيه من عذاب الريح وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس کل سنة، ويکون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه، فلما بعث الله تبارک وتعالي هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الاکبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشرهم به أبوهم نوح فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فنجوا من عذاب الريح، وهو قول الله عزوجل: «وإلي عاد أخاهم هودا» [11] وقوله «کذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون» [12] وقال عزوجل: «ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب» [13] وقوله: «ووهبنا له إسحق ويعقوب کلا هدينا (لنجعلها في أهل بيته) ونوحا هدينا من قبل» [14] لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرية الانبياء من کان من قبل إبراهيم لابراهيم عليه السلام، وکان بين هود وإبراهيم من الانبياء عشرة أنبياء وهو قوله عزوجل: «وما قوم لوط منکم ببعيد» [15] وقوله: «فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلي ربي )» [16] وقول إبراهيم «إني ذاهب إلي ربي) سيهدين» [17] وقوله عزوجل: «وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلکم خير لکم» [18] فجري بين کل نبي ونبي عشرة آباء وتسعة آباء وثمانية آباء کلهم أنبياء، وجري لکل نبي ما جري لنوح وکما جري لادم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم عليه السلام حتي انتهي إلي يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، ثم صارت بعد يوسف في الاسباط إخوته حتي انتهت إلي موسي بن عمران و کان بين يوسف وموسي عليهما السلام عشرة من الانبياء فأرسل الله عزوجل موسي وهارون
[ صفحه 217]
إلي فرعون وهامان وقارون، ثم أرسل الله عزوجل الرسل تتري «کلما جاء أمة رسولها کذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلنا هم أحاديث» [19] وکانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبيين وثلاثة وأربعة حتي أنه کان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا ويقوم سوق قتلهم في آخر النهار، فلما أنزلت التوراة علي موسي بن عمران عليه السلام تبشر بمحمد صلي الله عليه وآله.
وکان بين يوسف وموسي عليهما السلام من الانبياء عشرة، وکان وصي موسي بن عمران يوشع بن نون وهو فتاه الذي قال الله تبارک وتعالي في کتابه [20] فلم تزل الانبياء عليهم السلام تبشر بمحمد صلي الله عليه وآله وذلک قوله: «يجدونه» يعني اليهود والنصاري «مکتوبا» يعني صفة محمد واسمه «عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنکر» [21] وهو قول الله عز وجل يحکي عن عيسي بن مريم «ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد» [22] فبشر موسي وعيسي عليهما السلام بمحمد صلي الله عليه وآله کما بشرت الانبياء بعضهم بعضا حتي بلغت محمدا صلي الله عليه وآله، فلما قضي محمد صلي الله عليه وآله نبوته واستکملت أيامه أوحي الله عزوجل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتک واستکملت أيامک فاجعل العلم الذي عندک والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام فإني لن أقطع العلم والايمان والاسم الاکبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتک کما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين کانوا بينک وبين أبيک آدم، وذلک قوله عزوجل: «إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم» [23] فان الله تبارک وتعالي لم يجعل
[ صفحه 218]
العلم جهلا، ولم يکل أمره إلي ملک مقرب ولا نبي مرسل ولکنه أرسل رسولا من ملائکته إلي نبيه فقال له کذا وکذا، وأمره بما يحب، ونهاه عما ينکر، فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلک العلم أنبياءه وأصفياءه من الاباء والاخوان بالذرية التي بعضها من بعض، فذلک قوله عزوجل: «فقد آيتنا آل إبراهيم الکتاب والحکمة وآتيناهم ملکا عظيما» [24] فأما الکتاب فالنبوة وأما الحکمة فهم الحکماء من الانبياء والاصفياء من الصفوة، وکل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض الذين جعل الله عزوجل فيهم النبوة وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتي تنقضي الدنيا، فهم العلماء وولاة الامر وأهل استنباط العلم والهداة فهذا بيان الفضل في الرسل والانبياء والحکماء وأئمة الهدي والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله وأهل استنباط علم الله وأهل آثار علم الله عزوجل من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الانبياء من الال والاخوان والذرية من بيوتات الانبياء فمن عمل بعملهم وانتهي إلي أمرهم نجا بنصرهم، ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الانبياء فقد خالف أمر الله عزوجل وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتکلفين بغير هدي، وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فکذبوا علي الله [25] وزاغوا عن وصية الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارک وتعالي فضلوا وأضلوا أتباعهم فلا تکون [26] لهم يوم القيامة حجة إنما الحجة في آل إبراهيم لقول الله عزوجل: «فقد آتينا آل إبراهيم الکتاب والحکمة وآتيناهم ملکا عظيما» فالحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء حتي تقوم الساعة لان کتاب الله ينطق بذلک ووصية الله جرت بذلک في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارک وتعالي علي الناس فقال: «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذکر فيها اسمه» [27] وهي بيوتات الانبياء والرسل والحکماء وأئمة الهدي، فهذا بيان عروة الايمان التي بها نجا من نجا قبلکم وبها ينجو من اتبع الائمة، وقد قال الله
[ صفحه 219]
تبارک وتعالي في کتابه «ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب و يوسف وموسي وهرون وکذلک نجزي المحسنين، وزکريا ويحيي وعيسي وإلياس کل من الصالحين، وإسمعيل واليسع ويونس ولوطا وکلا فضلنا علي العالمين، ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلي صراط مستقيم (ذلک هدي الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشرکوا لحبط عنهم ما کانوا يعملون) أولئک الذين آتيناهم الکتاب والحکم والنبوة فإن يکفر بها هؤلاء فقد وکلنا بها قوما ليسوا بها بکافرين» [28] فإنه وکل بالفضل من أهل بيته من الاباء والاخوان و الذرية وهو قول الله عزوجل في کتابه: «فإن يکفر بها (أمتک) فقد ولکنا» أهل بيتک بالايمان الذي أرسلتک به فلا يکفرون بها أبدا ولا أضيع الايمان الذي أرسلتک به وجعلت أهل بيتک بعدک علما علي أمتک [29] وولاة من بعدک وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه کذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء، فهذا تبيان ما بينه الله عزوجل من أمر هذه الامة بعد نبيها صلي الله عليه وآله، إن الله تعالي طهر أهل بيت نبيه وجعل لهم أجر المودة و أجري لهم الولاية وجعلهم أوصياءه وأحباءه وأئمته بعده في أمته، [30] فاعتبروا أيها الناس فيما قلت وتفکروا حيث وضع الله عزوجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته، فإياه فتعلموا، وبه فاستمسکوا تنجوا، وتکون لکم به حجة يوم القيامة والفوز، فإنهم صلة ما بينکم وبين ربکم ولا تصل الولاية إلي الله عزوجل إلا بهم فمن فعل ذلک کان حقا علي الله عزوجل أن يکرمه ولا يعذبه، ومن يأت الله بغير ما أمره کان حقا علي الله أن يذله ويعذبه. [31] .
وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فإنه أرسل إلي من في الارض
[ صفحه 220]
بنبوة عامة ورسالة عامة، وأما هود فإنه أرسل إلي عاد بنبوة خاصة، وأما صالح فإنه أرسل إلي ثمود وهي قرية واحدة لا تکمل أربعين بيتا علي ساحل البحر صغيرة [32] وأما شعيب فإنه أرسل إلي مدين وهي لا تکمل أربعين بيتا، وأما إبراهيم نبوته بکوثي ربا وهي قرية من قري السواد فيها بدا أول أمره، ثم هاجر منها وليست بهجرة قتال، وذلک قوله عزوجل: «إني مهاجر إلي ربي سيهدين» [33] فکانت هجرة إبراهيم بغير قتال، وأما إسحاق فکانت نبوته بعد إبراهيم، وأما يعقوب فکانت نبوته بأرض کنعان ثم هبط إلي أرض مصر فتوفي بها، ثم حمل بعد ذلک جسده حتي دفن بأرض کنعان، والرؤيا التي رأي يوسف الاحد عشر کوکبا والشمس والقمر له ساجدين فکانت نبوته في أرض مصر بدؤها، ثم إن الله تبارک وتعالي أرسل الاسباط اثني عشر بعد يوسف، ثم موسي وهارون إلي فرعون وملائه إلي مصر وحدها، ثم إن الله تبارک وتعالي أرسل يوشع بن نون إلي بني إسرائيل من بعد موسي فنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل، ثم کانت أنبياء کثيرون منهم من قصه الله عزوجل علي محمد صلي الله عليه وآله ومنهم من لم يقصه علي محمد، ثم إن الله عزوجل أرسل عيسي عليه السلام إلي بني إسرائيل خاصة فکانت نبوته ببيت المقدس وکان من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستسر في بقية أهله منذ رفع الله عزوجل عيسي عليه السلام وأرسل الله عزوجل محمدا صلي الله عليه وآله إلي الجن والانس عامة وکان خاتم الانبياء، وکان من بعده الاثنا عشر الاوصياء، منهم من أدرکنا ومنهم من سبقنا، ومنهم من بقي، فهذا أمر النبوة و الرسالة، فکل نبي أرسل إلي بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة وکان الاوصياء الذين بعد النبي صلي الله عليه وآله علي سنة أوصياء عيسي عليه السلام، وکان أمير المؤمنين صلوات الله عليه علي سنة المسيح عليه السلام، فهذا تبيان السنة وأمثال الاوصياء بعد الانبياء عليهم السلام.
3 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله،
[ صفحه 221]
عن محمد بن عيسي، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الاول ـ يعني موسي بن جعفر عليهما السلام ـ قال: ما ترک الله عز وجل الارض بغير إمام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي به إلي الله عزوجل وهو الحجة علي العباد من ترکه ضل [34] ومن لزمه نجا حقا علي الله عزوجل.
4 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسي الساباطي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لم تخل الارض منذ کانت من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق، ثم تلي هذه الاية «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو کره الکافرون».
5 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.
6 ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحيمري، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن سليم مولي طربال، عن إسحاق ابن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الارض لم تخل إلا وفيها عالم کيما إن زاد المسلمون شيئا ردهم إلي الحق وإن نقصوا شيئا تممه لهم.
7 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي قال: حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام: أن النبي صلي الله عليه وآله قال: إن في کل خلف من أمتي عدلا من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وإن أئمتکم قادتکم إلي الله عزوجل فانظروا بمن تقتدون في دينکم وصلاتکم.
[ صفحه 222]
8 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منکم» قال: الائمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام إلي أن تقوم الساعة.
9 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: دخلت علي مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسکري عليهم السلام فقال: يا أحمد ما کان حالکم فيما کان فيه الناس من الشک و الارتياب؟ فقلت له: يا سيدي لما ورد الکتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال: احمد الله علي ذلک يا أحمد أما علمتم أن الارض لا تخلو من حجة وأنا ذلک الحجة ـ أو قال: أنا الحجة ـ.
10 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام إلي بعض رجاله في عرض کلام له: مامني أحد من آبائي عليهم السلام بما منيت به من شک هذه العصابة في، فإن کان هذا الامر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلي وقت ثم ينقطع فللشک موضع، وإن کان متصلا ما اتصلت أمور الله عزوجل فما معني هذا الشک؟!.
11 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن بکير، عن عمرو بن الاشعث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أترون الامر إلينا نضعه حيث نشاء؟! کلا والله إنه لعهد من رسول الله صلي الله عليه وآله إلي رجل فرجل حتي ينتهي إلي صاحبه.
12 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار؛ وسعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان؛ و [الحسن بن علي] الوشاء جميعا، عن الحسن بن
[ صفحه 223]
أبي حمزة الثمالي، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول: لن تخلو الارض إلا وفيها رجل منا يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال قد زادوا، وإذا نقصوا منه قال قد نقصوا، وإذا جاؤوا به صدقهم، ولو لم يکن ذلک کذلک لم يعرف الحق من الباطل. قال عبد الحميد بن عواض الطائي: بالله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من أبي جعفر عليه السلام، بالله الذي لاإله إلا هو لسمعته منه.
13 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن النضر بن سويد، عن عاصم ابن حميد؛ وفضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام عالم هذه الامة والعلم يتوارث وليس يهلک منا أحد إلا ترک من أهل بيته من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
14 ـ وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسي، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله وأبا جعفر عليهما السلام يقولان: إن العلم الذي [أ] هبط مع آدم لم يرفع، والعلم يتوارث وکل شيء من العلم وآثار الرسل والانبياء لم يکن من أهل هذا البيت فهو باطل، وإن عليا عليه السلام عالم هذه الامة وإنه لم يمت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
15 ـ وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الارض لا تترک إلا بعالم يعلم الحلال والحرام وما يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلي الناس، قلت: جعلت فداک علم ماذا؟ قال: وراثة من رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي عليه السلام.
16 ـ وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل تکون الارض إلا وفيها إمام؟ قال: لا تکون إلا وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه.
17 ـ وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: تکون
[ صفحه 224]
الارض بغير إمام قال: لا، قلت: أفيکون إمامان في وقت واحد؟ قال: لا إلا وأحدهما صامت، قلت: فالامام يعرف الامام الذي من بعده؟ قال: نعم، قال: قلت: القائم إمام قال: نعم إمام بن إمام قد أؤتم به قبل ذلک.
18 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالا: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن ـ عبد الرحمن، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لم يترک الله جل وعز الارض بغير عالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم بعلم الحلال والحرام قلت: جعلت فداک بماذا يعلم؟ قال: بوراثة من رسول الله، ومن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما.
19 ـ وبهذا الاسناد، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن العلم الذي أنزل مع آدم عليه السلام لم يرفع وما مات منا عالم إلا ورث علمه [من بعده] إن الارض لا تبقي بغير عالم.
20 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل القرشي، عمن حدثه، عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إن جبرئيل عليه السلام نزل علي بکتاب فيه خبر الملوک ـ ملوک الارض ـ قبلي وخبر من بعث قبلي من الانبياء والرسل ـ وهو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه [35] ـ قال: لما ملک أشج بن أشجان [36] وکان يسمي
[ صفحه 225]
الکيس و [کان قد] ملک مائتين وستا وستين سنة، ففي سنة إحدي وخمسين من ملکه بعث الله عزوجل عيسي بن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحکمة وجميع علوم الانبياء قبله وزاده الانجيل وبعثه إلي بيت المقدس إلي بني إسرائيل يدعوهم إلي کتابه وحکمته وإلي الايمان بالله ورسوله فأبي أکثرهم إلا طغيانا وکفرا، فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا، لم يزدهم ذلک إلا طغيانا وکفرا، فأتي بيت المقدس فمکث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثا وثلاثين سنة حتي طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الارض حيا وادعي بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه، وما کان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وإنما شبه لهم وما قدروا علي عذابه ودفنه ولا علي قتله وصلبه لقوله عزوجل: «إني متوفيک ورافعک إليّ ومطهرک من الذين کفروا» [37] فلم يقدروا علي قتله وصلبه لانهم لو قدروا علي ذلک کان تکذيبا لقوله تعالي: «ولکن رفعه الله إليه» [38] بعد أن توفاه عليه السلام فلما أراد أن يرفعه أوحي إليه أن يستودع نور الله وحکمته وعلم کتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته علي المؤمنين ففعل ذلک فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عزوجل ويحتذي بجميع مقال عيسي عليه السلام في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الکفار، فمن أطاعه وآمن به وبما جاء به کان مؤمنا ومن جحده وعصاه کان کافرا حتي استخلص ربنا تبارک وتعالي وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيي بن زکريا [39] ثم قبض شمعون وملک عند ذلک أردشير بن بابکان أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وفي ثماني سنين من ملکه قتلت اليهود يحيي بن زکريا عليهما السلام فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه أوحي إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسي بالقيام معه، ففعل ذلک وعندها ملک سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتي قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حکمته في ذرية يعقوب بن شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسي عليه السلام وعند ذلک ملک بختنصر مائة سنة وسبعا و
[ صفحه 226]
ثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل علي دم يحيي بن زکريا [40] وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان، وفي سبع وأربعين سنة من ملکه بعث الله عزوجل العزير نبيا إلي أهل القري التي أمات الله عزوجل أهلها ثم بعثهم له، وکانوا من قري شتي فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير، وکانوا مؤمنين وکان عزير يختلف إليهم ويسمع کلامهم وإيمانهم وأحبهم علي ذلک وواخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا، ثم أتاهم فوجدهم صرعي موتي فحزن عليهم وقال: «أني يحيي هذه الله بعد موتها» [41] تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد فأماته الله عزوجل عند ذلک مائة عام فلبث مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وکانوا مائة ألف مقاتل، ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد علي يدي بختنصر، وملک بعده مهرقيه بن بختنصر ست عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلک دانيال وحفر له جبا في الارض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين فألقي عليهم النيران فلما رأي أن النار ليست تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الاسد والسباع وعذبهم بکل لون من العذاب حتي خلصهم الله عزوجل منه وهم الذين ذکرهم الله في کتابه العزيز فقال عزوجل: «قتل أصحاب الاخدود، النار ذات الوقود» [42] فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحکمته مکيخا بن دانيال ففعل، وعند ذلک ملک هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام وملک بعده بهرام ستا وعشرين سنة، وولي أمر الله مکيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلک الزمان ولا أن ينطقوا به وعند ذلک ملک بهرام ابن بهرام سبع سنين وفي زمانه انقطعت الرسل فکانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مکيخا ابن دانيال وأصحابه المؤمنون، فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه أوحي إليه في منامه أن يستودع نور الله وحکمته ابنه أنشو بن مکيخا وکانت الفترة بين عيسي وبين محمد صلي الله عليه وآله
[ صفحه 227]
عليهما أربعمائة وثمانين سنة وأولياء الله يومئذ في الارض ذرية أنشو بن مکيخا يرث ذلک منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عزوجل فعند ذلک ملک سابور بن هرمز اثنين وسبعين سنة وهو أول من عقد التاج ولبسه، وولي أمر الله عزوجل يومئذ أنشو بن مکيخا، وملک بعد ذلک أردشير أخو سابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الکهف والرقيم، وولي أمر الله يومئذ في الارض دسيخا بن أنشو بن ـ مکيخا وعند ذلک ملک سابور بن أردشير خمسين سنة، وولي أمر الله يومئذ دسيخا بن أنشو بن مکيخا، وملک بعده يزدجرد بن سابور إحدي وعشرين سنة وخمسة أشهر و تسعة عشر يوما، وولي أمر الله يومئذ في الارض دسيخا عليه السلام، فلما أراد الله عزوجل أن يقبض دسيخا أوحي إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وتفصيل حکمته نسطورس ابن دسيخا ففعل فعند ذلک ملک بهرام جور ستا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما، وولي أمر الله يومئذ في الارض نسطورس بن دسيخا وعند ذلک ملک يزدجرد بن ـ بهرام ثماني وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما، وولي أمر الله يومئذ في الارض نسطورس بن دسيخا، وعند ذلک ملک فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا وعشرين سنة، وولي أمر الله يومئذ نسطورس بن دسيخا وأصحابه المؤمنون فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه إليه أوحي إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وحکمته وکتبه مر عيدا وعند ذلک ملک بلاش ابن فيروز أربع سنين، وولي أمر الله عزوجل مر عيدا، وملک بعده قباد بن فيروز ثلاثا وأربعين سنة وملک بعده جاماسف أخو قباد ستا وأربعين سنة، وولي أمر الله يومئذ في الارض مر عيدا، وعند ذلک ملک کسري بن قباد ستا وأربعين سنة وثمانية أشهر، وولي أمر الله يومئذ مر عيدا عليه السلام وأصحابه وشيعته المؤمنون، فلما أراد الله عزوجل أن يقبض مر عيدا أوحي إليه في منامه أن يستودع نور الله وحکمته بحيري الراهب ففعل فعند ذلک ملک هرمز بن کسري ثماني وثلاثين سنة وولي أمر الله يومئذ بحيري و أصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون وعند ذلک ملک کسري بن هرمز ابرويز، وولي أمر الله يومئذ في الارض بحيري حتي إذا طالت المدة وانقطعت الوحي واستخف بالنعم واستوجب الغير ودرس الدين وترکت الصلاة واقتربت الساعة وکثرت الفرق
[ صفحه 228]
وصار الناس في حيرة وظلمة وأديان مختلفة وأمور متشتة وسبل ملتبسة ومضت تلک القرون کلها فمضي صدر منها علي منهاج نبيها عليه السلام وبدل آخرون نعمة الله کفرا، وطاعته عدوانا فعند ذلک استخلص الله عزوجل لنبوته ورسالته من الشجرة المشرفة الطيبة والجرثومة المثمرة [43] التي اصطفاها الله عزوجل في سابق علمه ونافذ قوله قبل ابتداء خلقه، وجعلها منتهي خيرته، وغاية صفوته ومعدن خاصته محمد صلي الله عليه وآله [44] اختصه بالنبوة واصطفاه بالرسالة وأظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء، ويعطي في الحق جزيل العطاء، ويحارب أعداء رب الارض والسماء، وجمع عند ذلک ربنا تبارک و تعالي لمحمد صلي الله عليه وآله علم الماضين وزاده من عنده القرآن الحکيم بلسان عربي مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حکيم حميد، فيه خبر الماضين وعلم الباقين.
21 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا أبا حمزة إن الارض لن تخلو إلا وفيها منا عالم إن زاد الناس قال قد زادوا، وإن نقصوا قال قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلک العالم حتي يري في ولده من يعلم مثله علمه.
22 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله الغفاري، [45] عن جعفر بن إبراهيم، والحسين بن زيد جميعا، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يزال في ولدي مأمون مأمول.
23 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب يزيد، عن صفوان بن يحيي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول:
[ صفحه 229]
إن الارض لا تخلو من أن يکون فيها إمام منا.
24 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمد بن المسلي، عن عبد الله بن سليمان العامري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما زالت الارض إلا ولله تعالي ذکره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلي سبيل الله عزوجل، ولا ينقطع الحجة من الارض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة، فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولن ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئک شرار (من) خلق الله، وهم الذين تقوم عليهم القيامة.
25 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبن نصر، عن عقبة بن جعفر قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: قد بلغت ما بلغت وليس لک ولد، فقال: يا عقبة ابن جعفر إن صاحب هذا الامر لا يموت حتي يري ولده من بعده.
26 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أجل وأعظم من أن يترک الارض بغير إمام عدل.
27 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن ـ الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداک إن سالم بن أبي حفصة يلقاني ويقول لي: ألستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موته جاهلية؟ فأقول له: بلي، فيقول لي: قد مضي أبو جعفر فمن إمامکم اليوم؟ فأکره جعلت فداک أن أقول له: جعفر فأقول له: أئمتي آل محمد، فيقول لي: ما أراک صنعت شيئا، فقال عليه السلام: ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله وهل يدري سالم ما منزلة الامام، إن منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس
[ صفحه 230]
أجمعون، وإنه لن يهلک منا إمام قط إلا ترک من بعده من يعلم مثل علمه، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلي مثل الذي دعا إليه، وإنه لم يمنع الله عزوجل ما أعطي داود أن أعطي سليمان أفضل منه.
28 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر (قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر)، [46] عن عثمان بن أسلم، عن ذريح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: والله ما ترک الله عزوجل الارض قط منذ قبض آدم إلا و فيها إمام يهتدي به إلي الله عزوجل وهو حجة الله علي العباد، من ترکه هلک ومن لزمه نجا، حقا علي الله (عزوجل).
حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسي، عن جعفر بن بشير، وصفوان بن يحيي جميعا، عن ذريح، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله سواء.
29 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، [47] عن ابن محبوب، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تبقي الارض يوما واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الامة.
30 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله ابن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو لم يبق في الارض إلا اثنان لکان أحدهما الحجة أو کان الثاني الحجة.
31 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن ـ جعفر الحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن عبد الرحمن بن سليمان عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، عن الحارث بن نوفل قال: قال علي عليه السلام لرسول الله صلي الله عليه وآله: يا رسول الله أمنا الهداة أم من غيرنا؟ قال: بل منا الهداة (إلي الله) إلي يوم
[ صفحه 231]
القيامة، بنا استنقذهم الله عزوجل من ضلالة الشرک، وبنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة، وبنا يصحبون إخوانا بعد ضلالة الفتنة کما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرک وبنا يختم الله کما بنا فتح الله.
32 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، وصفوان بن يحيي جميعا، عن المعلي بن عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل: کان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ کان نوح عليه السلام؟ قال: لم يزل کذلک ولکن أکثرهم لا يؤمنون.
33 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس عن جليس له، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت في قول الله عزوجل: «کل شيء هالک إلا وجهه» [48] قال: يا فلان فيهلک کل شئ ويبقي وجه الله عزوجل؟ والله اعظم من أن يوصف ولکن معناها کل شئ هالک إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتي الله منه، ولن يزال في عباد الله ما کانت له فيهم روبة، قلت: وما الروبة؟ قال: الحاجة، فإذا لم يکن له فيهم روبة رفعنا الله فصنع ما أحب.
34 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن عمر بن أبان، عن ضريس الکناسي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: «کل شئ هالک إلا وجهه» قال: نحن الوجه الذي يؤتي الله عزوجل منه.
35 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، جميعا قالوا: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد قال: حدثنا أبو القاسم الهاشمي قال: حدثني عبيد بن نفيس الانصاري قال:
[ صفحه 232]
أخبرنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه وآله بصحيفة من السماء لم ينزل الله تبارک وتعالي من السماء کتابا مثلها قط قبلها ولا بعدها، مختوما فيه خواتيم من ذهب فقال له: يا محمد هذه وصيتک إلي النجيب من أهلک، قال: يا جبرئيل ومن النجيب من أهلي؟ قال: علي بن أبي طالب مره إذا توفيت أن يفک خاتما منها ويعمل بما فيه، فلما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله فک علي عليه السلام خاتما، ثم عمل بما فيه ما تعداه، ثم دفع الصحيفة إلي الحسن بن علي عليهما السلام ففک خاتما وعمل بما فيه ما تعداه، ثم دفعها إلي الحسين بن علي عليهما السلام ففک خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلي الشهادة لا شهادة لهم إلا معک واشر نفسک لله عزوجل فعمل بما فيه ما تعداه، ثم دفعها إلي رجل بعده ففک خاتما فوجد فيه أطرق واصمت وألزم منزلک واعبد ربک حتي يأتيک اليقين، ثم دفعها إلي رجل بعده ففک خاتما فوجد فيه أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائک ولا تخافن أحدا إلا الله فإنک في حرز الله وضمانه [49] وأمر بدفعها فدفعها إلي من بعده ويدفعها من بعده إلي من بعده إلي يوم القيامة.
36 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا الحسن بن علي الزيتوني، عن ابن هلال، عن خلف بن حماد، عن ابن مسکان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.
37 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا محمد ابن الحسين، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن هارون بن حمزة الغنوي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل کان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ کان نوح عليه السلام؟ قال: لم يزالوا کذلک ولکن أکثرهم لا يؤمنون.
38 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله
[ صفحه 233]
ابن جعفر جميعا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو لم يکن في الارض إلا اثنان لکان أحدهما الحجة ولو ذهب أحدهما بقي الحجة.
39 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن ـ جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الکناسي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ليس تبقي الارض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله علي الناس، ولم تبق منذ خلق الله عزوجل آدم عليه السلام وأسکنه الارض.
40 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله ابن جعفر الحميري جميعا، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن خداش البصري، [50] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل فقال: تخلو الارض ساعة لا يکون فيها إمام؟ قال: لا تخلوا الارض من الحق.
41 ـ حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام هل تترک الارض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فيکون إمامان؟ قال: لا إلا وأحدهما صامت.
42 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن ـ عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن إبراهيم بن مهزيار، عن
[ صفحه 234]
أخيه علي بن مهزيار، عن الحسن بن بشار الواسطي قال: قال الحسين بن خالد للرضا عليه السلام، وأنا حاضر: أتخلو الارض من إمام؟ فقال: لا.
43 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أجل وأعظم من أن يترک الارض بغير إمام عدل.
44 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا العباس بن الفضل المقري قال: حدثنا محمد بن علي بن منصور [51] قال: حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا خالد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحي، [52] عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي (أهل بيتي) فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
45 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال: حدثنا العباس بن الفضل عن أبي رزعة، عن کثير بن يحيي أبي مالک، عن أبي عوانة، عن الاعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلي الله عليه وآله من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن، ثم قال: کأني قد دعيت فأجبت إني ترکت فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الاخر: کتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا کيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولي کل مؤمن ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال:
[ صفحه 235]
من کنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فقلت لزيد بن أرقم: أنت سمعت من رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقال: ما کان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه وسمعه باذنيه.
46 ـ حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال: حدثنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز إملاء قال: حدثنا بشر بن الوليد قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن الاعمش عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه وآله قال: إني أوشک أن أدعي فأجيب وإني تارک فيکم الثقلين کتاب الله عزوجل وعترتي، کتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما.
47 ـ حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا صالح بن موسي قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني قد خلفت فيکم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما: کتاب الله وسنتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. [53] .
48 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا القاسم بن عباد قال: حدثنا سويد قال: حدثنا عمرو بن صالح، عن زکريا، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا کتاب الله عزوجل حبل ممدود، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
49 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا الحسين بن حميد، قال: حدثني أخي الحسن بن حميد قال: حدثني علي بن ثابت الدهان قال: حدثني سعاد وهو ابن سليمان، عن أبي إسحاق
[ صفحه 236]
عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني امرء مقبوض وأوشک أن أدعي فأجيب، وقد ترکت فيکم الثقلين أحدهما أفضل من الاخر کتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
50 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا القشيري، عن المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن داود، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم أمرين أحدهما أطول من الآخر، کتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الارض طرف بيد الله وعترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض. فقلت لابي سعيد: من عترته؟ قال: أهل بيته عليهم السلام.
51 ـ حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال: سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثعلب يقول: سمعت أبا العباس ثعلب سئل عن معني قوله صلي الله عليه وآله «إني تارک فيکم الثقلين» لم سميا الثقلين؟ قال: لان التمسک بهما ثقيل.
52 ـ حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال: حدثنا عيسي ابن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال: حدثنا عبيد الله ابن موسي، عن شريک، عن رکين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم الثقلين کتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
53 ـ حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال: حدثنا عيسي ابن محمد العلوي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الحيري [54] بالکوفة قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني [55] عن عمرو بن جميع، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جعفر
[ صفحه 237]
ابن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال. أتيت جابر بن عبد الله فقلت: أخبرنا عن حجة الوداع فذکر حديثا طويلا، ثم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدي کتاب الله وعترتي أهل بيتي، ثم قال: اللهم اشهد ـ ثلاثا ـ.
54 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثنا عبد الغفار ابن محمد بن کثير الکلابي الکوفي، عن جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحي، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا: کتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
[56] حدثنا الحسن بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا الحسين بن حميد قال: حدثني أخي الحسن بن حميد قال: حدثنا علي بن ثابت الدهان قال: حدثنا سعاد وهو ابن سليمان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني امرء مقبوض وأوشک أن ادعي فأجيب، وقد ترکت فيکم الثقلين، أحدهما أفضل من الاخر: کتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
[57] حدثنا الحسن بن عبد الله قال: حدثنا القشيري قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن داود، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم أمرين أحدهما أطول من الاخر کتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الارض طرف بيد الله وعترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فقلت لابي سعيد: من عترته؟ فقال: أهل بيته عليهم السلام.
[ صفحه 238]
55 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني عبد الله بن سليمان ابن الاشعث قال: حدثنا أحمد بن معلي الادمي قال: حدثنا يحيي بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن الاعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيد ابن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلي الله عليه وآله من حجة الوداع نزل غدير خم فأمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال، کأني قد دعيت فاجبت إني قد ترکت فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الاخر کتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا کيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض قال: ثم قال: إن الله عزوجل مولاي وأنا مولي کل مؤمن و مؤمنة، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: من کنت وليه فعلي وليه، فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعته من رسول الله صلي الله عليه وآله قال: ما کان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينه وسمعه باذنه.
56 ـ حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال: حدثنا محمد بن طريف قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الاعمش، عن عطية، عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله کأني قد دعيت فأجبت وإني تارک فيکم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر: کتاب الله عزوجل حبل ممدود من السماء إلي الارض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يزالا جميعا حتي يردا علي الحوض فانظروا کيف تخلفوني فيهما.
57 ـ حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص، عن عباد بن يعقوب، عن أبي مالک عمرو بن هاشم الجنبي [58] عن عبد الملک، عن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلک إلي النبي صلي الله عليه وآله قال: أيها الناس إني قد ترکت فيکم ما إن أخذتم به لن تضلوا (من) بعدي: الثقلين، أحدهما أکبر من الاخر کتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلي الارض، وعترتي أهل بيتي ألا وأنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
[ صفحه 239]
58 ـ حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسي بن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي صلوات الله عليهم قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
59 ـ حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال: حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: حدثنا عبيد الله بن موسي [59] قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حنش بن المعتمر [60] قال: رأيت أبا ذر الغفاري ـ رحمه الله ـ آخذا بحلقة باب الکعبة وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السکن، سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: إني خلفت فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض ألا وإن مثلهما فيکم کسفينة نوح من رکب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق.
60 ـ حدثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زئارة [61] ابن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثنا الفضل بن شاذان
[ صفحه 240]
النيسابوري عن عبيد الله بن موسي قال: حدثنا شريک، عن رکين بن الربيع، عن القاسم ابن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم خليفتين [62] کتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
61 ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عيسي بن يونس قال: حدثنا زکريا بن أبي زائدة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الاخر: کتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الارض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
62 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحي، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلي الله عليه وآله قال: إني تارک فيکم کتاب الله وأهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.
63 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن الله تبارک وتعالي طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء علي خلقه وحججا في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا.
64 ـ حدثنا محمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ـ إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه، عن معني قول رسول الله صلي الله عليه وآله: إني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي من العترة فقال: أنا والحسن والحسين والائمة
[ صفحه 241]
التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون کتاب الله ولا يفارقهم حتي يردوا علي رسول الله صلي الله عليه وآله حوضه.
65 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن غياث بن أبراهيم، عن ثابت ابن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا مدينة الحکمة [63] وأنت بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، فکذب من زعم أنه يحبني ويبغضک لانک مني وأنا منک، لحمک من لحمي، ودمک من دمي، وروحک من روحي، وسريرتک من سريرتي، وعلانيتک من علانيتي، وأنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعک، وشقي من عصاک، وربح من تولاک، وخسر من عاداک، وفاز من لزمک، و هلک من فارقک، مثلک ومثل الائمة من ولدک (بعدي) مثل سفينة نوح من رکبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلکم کمثل النجوم کلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة.
[معني العترة والال والاهل والذرية والسلالة]
قال مصنف هذا الکتاب ـ رحمه الله ـ: إن سأل سائل عن قول النبي صلي الله عليه وآله «إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدي کتاب الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» فقال: ما تنکرون أن يکون أبو بکر من العترة وکل بني أمية من العترة أو لا يکون العترة إلا لولد الحسن الحسين فلا يکون علي بن أبي طالب من العترة فقيل له: أنکرت ذلک لما جاءت به اللغة ودل عليه قوله صلي الله عليه وآله فأما دلالة قوله عليه السلام فإنه قال: عترتي أهل بيتي «والاهل مأخوذ من أهالة البيت وهم الذين يعمرونه فقيل لکل من عمر البيت أهل، کما قيل عمر البيت أهله، ولذلک قيل لقريش: آل الله لانهم عمار بيته، والال: الاهل، قال الله عزوجل في قصة لوط:» فأسر بأهلک بقطع
[ صفحه 242]
من الليل» [64] وقال: «إلا آل لوط نجيناهم بسحر» [65] فسمي الال أهلا، والال في اللغة الاهل. وإنما أصله أن العرب إذا ما أرادت أن تصغر الاهل قالت: أهيل، ثم استثقلت الهاء فقالت: آل، وأسقطت الهاء فصار معني الال کل من رجع إلي الرجل من أهله بنسبه.
ثم استعير ذلک في الامة فقيل: لمن رجع إلي النبي صلي الله عليه وآله بدينه آل، قال الله عزوجل: «أدخلوا آل فرعون أشد العذاب» وإنما صح أن الال في قصة فرعون متبعوه لان الله عزوجل إنما عذبه علي الکفر ولم يعذبه علي النسب فلم يجز أن يکون قوله «أدخلوا آل فرعون» أهل بيت فرعون، فمتي قال قائل: آل الرجل فانما يرجع بهذا القول إلي أهله إلا أن يدل عليه بدلالة الاستعارة کما جعل الله عزوجل بقوله «أدخلوا آل فرعون» وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: «ما عني إلا ابنيه».
وأما الاهل فهم الذرية من ولد الرجل وولد أبيه وجده ودنيه علي ما تعورف ولا يقال لولد الجد الا بعد: أهل، ألا تري أن العرب لا تقول للعجم: أهلنا، وإن کان إبراهيم عليه السلام جدهما ولا تقول من العرب مضر لاياد: أهلنا، ولا لربيعة، ولا تقول قريش لسائر ولد مضر: أهلنا، ولو جاز أن يکون سائر قريش أهل الرسول عليه السلام بالنسب لکان ولد مضر وسائر العرب أهله، فالاهل أهل بيت الرجل ودنيه، فأهل رسول الله صلي الله عليه وآله بنو هاشم دون سائر البطون، فإذا ثبت أن قوله صلي الله عليه وآله: «إني مخلف فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا کتاب الله وعترتي أهل بيتي» فسأل سائل ما العترة فقد فسرها هو عليه السلام بقوله «أهل بيتي» وهکذا في اللغة أن العترة شجرة تنبت علي باب جحر الضب قال الهذلي:
فما کنت أخشي أن أقيم خلافهم.
لستة أبيات کما ينبت العتر [66] .
[ صفحه 243]
قال أبو عبيد [67] في کتاب الامثال ـ حکاه عن أبي عبيدة ـ: [68] العتر والعطر: أصل للانسان ومنه قولهم: «عادت لعترها لميس» [69] أي عادت إلي خلق کانت فارقته.
فالعترة في أصل اللغة أهل الرجل وکذا قال رسول الله صلي الله عليه وآله «عترتي أهل بيتي» فتبين أن العترة الاهل الولد وغيرهم، ولو لم تکن العترة الاهل وکانوا الولد دون سائر أهله لکان قوله عليه السلام: «إني مخلف فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا کتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» لم يدخل علي ابن أبي طالب عليه السلام في هذه الشريطة لانه لم يدخل في العترة فلا يکون علي عليه السلام ممن لا يفارقه الکتاب ولا ممن إن تمسکنا به لن نضل ولا يکون من دخل في هذا القول فيکون کلام النبي صلي الله عليه وآله خاصا دون عام، فان صلح أن يکون خاصا في الولد صلح أن يکون في بعض الولد لانه ليس في الکلام ما يدل علي خصوصية في جنس دون جنس.
ومما يدل أن عليا عليه السلام داخل في العترة قوله عليه السلام: «إنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» وقد أجمعت الامة إلا من شذ ممن لا يعد في ذلک بخلاف أن عليا عليه السلام لم يفارق حکم کتاب الله وأن رسول الله صلي الله عليه وآله لم يخلف في وقت مضيه أحدا أعلم بکتاب الله منه، وقد کان الحسن والحسين عليهما السلام ممن خلفهما فهل في الامة من يقول: إنهما کانا أعلم بکتاب اللسه منه وهل کانا إلا آخذين عنه ومقتدين به، ولا يخلو قوله صلي الله عليه وآله: «إني مخلف فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا» لکل عصر أراد، أو لعصر دون
[ صفحه 244]
عصر، فإن کان لکل عصر فالعصر الذي کان علي عليه السلام قائما فيه من کان مخلفا فينا؟ هل کان الحسن والحسين هما المرادين بهذا القول أو علي عليه السلام؟ فإن قال قائل: إنه الحسن والحسين عليهما السلام أوجب أنهما کانا في وقت مضي النبي صلي الله عليه وآله أعلم من أبيهما عليهم السلام وخرج من لسان الامة، [70] وإن قال: إن النبي صلي الله عليه وآله أراد بهذا وقتا دون وقت أجاز علي نفسه أن يکون أراد بعض العترة دون البعض لانه ليس الوقت الذي يدعيه خصمنا أحق بما ندعيه فيه من قول غيره ولا بد من أن يکون النبي صلي الله عليه وآله عم بقوله التخليف لکل الاعصار والدهور أو خص، فإن کان عم فالعصر الذي قام فيه علي بن أبي طالب عليه السلام قد أوجب أن يکون من عترته، اللهم إلا أن يقال: إنه ظلم إذ کان بحضرته من ولده من هو أعلم منه، وهذا لا يقول به مسلم ولا يجيزه علي رسول الله صلي الله عليه وآله مؤمن، وکان مرادنا بإيراد قول النبي صلي الله عليه وآله: «إنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض»س في هذا الباب إثبات اتصال أمر حجج الله عليهم السلام إلي يوم القيامة وأن القرآن لا يخلو من حجة مقترن إليه من الائمة الذين هم العترة عليهم السلام يعلم حکمه إلي يوم القيامة لقوله صلي الله عليه وآله: «لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» وهکذا قوله صلي الله عليه وآله: «إن مثلهم کمثل النجوم کلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» تصديق لقولنا «إن الارض لا تخلو من حجة الله علي خلقه ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله عزوجل وبيناته، وقد بين النبي صلي الله عليه وآله من العترة المقرونة إلي کتاب الله عزوجل في الخبر الذي:
حدثنا به أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السکري، عن محمد بن زکريا الجوهري، عن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض کهاتين
[ صفحه 245]
ـ وضم بين سبابتيه ـ فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري وقال: يا رسول الله من عترتک؟ قال: علي والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين إلي يوم القيامة.
وحکي محمد بن بحر الشيباني، عن محمد بن عبد الجبار صاحب أبي العباس ثعلب في کتابه الذي سماه کتاب الياقوتة، قال: حدثني أبو العباس ثعلب [71] قال: حدثني ابن الاعرابي قال: العترة: قطاع المسک الکبار في النافجة وتصغيرها عتيرة. و العترة الريقة العذبة وتصغيرها عتيرة. والعترة شجر تنبت علي باب وجار الضب ـ وأحسبه أراد وجار الضبع لان الذي يکون هو للضب مکن [72] وللضبع وجار ـ ثم قال: و إذا خرجت الضب من وجارها تمرغت علي تلک الشجرة فهي لذلک لا تنمو ولا تکبر، والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فتقول: أذل من عترة الضب قال: وتصغيرها عتيرة والعترة ولد الرجل وذريته من صلبه ولذلک سميت ذرية محمد صلي الله عليه وآله من علي وفاطمة عليهما السلام عترة محمد صلي الله عليه وآله. قال ثعلب: فقلت لابن الاعرابي: فما معني قول أبي بکر في السقيفة «نحن عترة رسول الله صلي الله عليه وآله» قال: أراد بلدته وبيضته. وعترة محمد صلي الله عليه وآله لا محالة ولد فاطمة عليها السلام والدليل علي ذلک رد أبي بکر وإنفاد علي عليه السلام بسورة براءة، و قوله صلي الله عليه وآله «أمرت أن لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني» فأخذها منه ودفعها إلي من کان منه دونه. فلو کان أبو بکر من العترة نسبا ـ دون تفسير ابن الاعرابي أنه أراد البلدة ـ لکان محالا أخذ سورة براءة منه ودفعها إلي علي عليه السلام.
وقد قيل: إن العترة الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه وهذا لقلة هدايته، وقد قيل: إن العترة أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من اصولها و عروقها، والعترة في (غير) هذا المعني قول النبي صلي الله عليه وآله «لا فرعة ولا عتيرة» [73] وقال
[ صفحه 246]
الاصمعي: کان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا علي شائه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته وعتائره، فکان الرجل ربما بخل بشائه فيصيد الظباء ويذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره، وأنشد الحارث بن حلزة اليشکري بيتا:
عنتا باطلا وظلما کما تعتر عن حجرة الربيض الظباء. [74] .
يعني يأخذونها بذنب غيرها کما تذبح أولئک الظباء عن غنمهم، وقال الاصمعي: والعترة الريح، والعترة أيضا شجرة کثيرة اللبن صغيرة تکون نحو تهامة [75] ويقال: العتر الذکر، عتر يعتر عترا إذا نعظ، وقال الرياشي: سألت الاصمعي، [76] عن العترة فقال: هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا.
قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الکتاب: والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلي الله عليه وآله (وهم) الذين نص الله تبارک وتعالي عليهم بالامامة علي لسان نبيه صلي الله عليه وآله وهم اثنا عشر: أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم علي جميع ما ذهبت إليه العرب في معني العترة: وذلک أن الائمة عليهم السلام من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب کقطاع المسک الکبار في النافجة، وعلومهم العذبة عند أهل الحکمة والعقل. وهم الشجرة التي رسول الله صلي الله عليه وآله أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والائمة من ولده أغصانها، وشيعتهم ورقها، وعلومهم ثمرها. وهم عليهم السلام اصول الاسلام علي معني البلدة والبيضة.
[ صفحه 247]
وهم عليهم السلام الهداة علي معني الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا فيأوي إليه لقلة هدايته، وهو أصل الشجرة المقطوعة لانهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يواصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم، لا يضرهم قطع من قطعهم، ولا إدبار من أدبر عنهم، إذ کانوا من قبل الله منصوصا عليهم علي لسان نبي الله صلي الله عليه وآله.
ومن معني العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجترموه ولم يذنبوه و منافعهم کثيرة. وهم عليهم السلام ينابيع العلم علي معني الشجرة الکثيرة اللبن. وهم عليهم السلام ذکرانا غير إناث علي معني قول من قال: إن العترة هو الذکر. وهم عليهم السلام جند الله عز وجل وحزبه علي معني قول الاصمعي: «إن العترة الريح» قال النبي صلي الله عليه وآله «الريح جند الله الاکبر» في حديث مشهور عنه، والريح عذاب علي قوم ورحمة لاخرين، وهم عليهم السلام کذلک کالقرآن المقرون إليهم بقول النبي صلي الله عليه واله: «إني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي» قال الله عزوجل «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا» [77] وقال عزوجل: «وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيکم زادته هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلي رجسهم وماتوا وهم کافرون» [78] وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة والبيوت النازحة [79] علي معني الذي ذهب إليه من قال: إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا، وبرکاتهم عليهم السلام منبثة في المشرق والمغرب.
وأما الذرية فقد قال أبو عبيدة: تأويل الذريات عندنا إذا کانت بالالف [80] .
[ صفحه 248]
الاعقاب والنسل، وأما الذي في القرآن «والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين» [81] قرأها علي عليه السلام وحده [82] بهذا المعني، والاية التي في يس «وآية لهم أنا حملنا ذريتهم» وقوله عز وجل: «کما أنشأکم من ذرية قوم آخرين» [83] فيه لغتان ذرية وذرية، مثل علية وعلية وکانت قراءته بالضم وقرأها أبو عمرو، وهي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ «ذرية من حملنا مع نوح» [84] بالکسر، وقال مجاهد في قوله: «إلا ذرية من قومه» إنهم أولاد الذين ارسل إليهم موسي ومات آباؤهم، فقال الفراء: إنما سموا ذرية لان آباءهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل، قال: وذلک کما قيل لاولاد أهل فارس الذين سقطوا إلي اليمن: الابناء، لان أمهاتهم من غير جنس آبائهم، قال أبو عبيدة: يريد الفراء أنهم يسمون ذرية، وهم رجال مذکورون لهذا المعني، وذرية الرجل کأنهم النشء الذين خرجوا منه، وهو من «ذروت» أو «ذريت» وليس بمهموز، وقال أبو عبيدة: وأصله مهموز ولکن العرب ترکت الهمزة فيه وهو في مذهبه من ذرأ الله الخلق کما قال الله جل ثناؤه: «ولقد ذرأنا لجهنم کثيرا من الجن والانس» [85] وذرأهم أي أنشأهم وخلقهم، وقوله عزوجل «يذرؤکم» [86] أي يخلقکم. فکان ذرية الرجل هم خلق الله عزوجل منه ومن نسله ومن إنشاء الله عزوجل من صلبه.
ومعني السلالة الصفوة من کل شيء، يقال: سلالة وسليل، وفي الحديث
[ صفحه 249]
قال النبي صلي الله عليه وآله: «اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة» [87] ويقال: السليل هو صافي شرابها، وإنما قيل له «سليل» لانه سل حتي خلص، وهو فعيل بمعني المفعول، قالوا في تفسير قول الله عزوجل: «ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين» [88] يعني أنه من صفوة طين الارض، والسلالة النتاج، سل من أمه أي نتج، وقالت هند بنت أسماء [89] وکانت تحت الحجاج بن يوسف الثقفي:
وهل هند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تجللها بغل [90] .
فإن نتجت مهرا کريما فبا الحري
وإن يک أقرافا فما فعل الفحل [91] .
وروي فما جني الفحل. والسليل المنتوج، والسليلة المنتوجة کأنه يريد النتاج الخالص الصافي.
وقيل للحسن والحسين والائمة (من) بعدهما صلوات الله عليهم أجمعين: سلالة
[ صفحه 250]
رسول الله صلي الله عليه وآله لانهم الصفوة من ولده عليهم السلام. وهذا معني العترة والذرية والسلالة في لغة العرب، ونسأل الله التوفيق للصواب في جميع الامور برحمته.
پاورقي
[1] مقاتل بن سليمان الازدي الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو، يقال له: ابن دوال دوز عامي بتري اختلفوا في شأنه فبعضهم رفعوه فوق مقامه وبجلوه وقالوا: «ما علم مقاتل بن سليمان في علم الناس الا کالبحر الاخضر في سائر البحور»، وبعضهم کذبوه وهجروه ورموه بالتجسيم ففي تهذيب التهذيب عن أحمد بن سيار المروزي قال: «مقاتل متهم متروک الحديث مهجور القول، سمعت اسحاق ابراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس فقال: حدثنا أبو النضر ـ يعني الکلبي ـ قال: فمررت عليه مع الکلبي فقال الکلبي: والله ما حدثته قط بهذا، ثم دنا منه فقال له: يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتک بهذا قط، فقال مقاتل: اسکت يا أبا النضر فان تزيين الحديث لنا انما هو بالرجال».
وفيه قال أبو اليمان: قام مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش حتي أخبرکم به، فقال له يوسف السمتي: من حلق رأس آدم اول ما حج؟ قال: لا أدري.
وفيه أيضا عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه قال: سألت مقاتل عن أشياء فکان يحدثني بأحاديث کل واحد ينقض الاخر، فقلت: بأيها آخذ؟ قال: بأيها شئت، وقال ابن معين: انه (يعني مقاتل) ليس بثقة وقال عمرو بن علي: متروک الحديث کذاب. وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينکرونه. وقال النسائي: کذاب. وفي موضع آخر، الکذابون المعروفون بوضع الحديث علي رسول الله صلي الله عليه وآله أربعة وعد منهم مقاتل بن سليمان راجع تهذيب التهذيب ج 10 ص 279.
وعنونه العلامة ـ قدس سره ـ في قسم الضعفاء وقال: مقاتل بن سليمان من أصحاب الباقر عليه السلام بتري قاله الشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ والکشي. وقال البرقي. انه عامي.
[2] في بعض النسخ «هو ابن له من الحوراء».
[3] في بعض النسخ والفقيه «جفسية».
[4] مضطرب لان بين يوشع بن نون وداود عليهما السلام ازيد من ثلاثمائة عام فان خروج بني إسرائيل من مصر في عام 1500 قبل الميلاد، وکان داود عليه السلام في 1000 قبل الميلاد فکيف يوصي يوشع إلي داود. والبلاء من مقاتل بن سليمان العامي البتري.
[5] وهذا أيضا خلاف ما وقع وانما قتل يحيي في أيام عيسي عليه السلام علي التحقيق.
[6] طه: 115
[7] المائدة: 27.
[8] هود: 25، المؤمنون: 230.
[9] النساء: 164.
[10] الشعراء: 105.
[11] الاعراف: 65.
[12] الشعراء: 123.
[13] البقرة: 127.
[14] الانعام: 84.
[15] هود: 89.
[16] العنکبوت: 26.
[17] الصافات: 98.
[18] العنکبوت: 16.
[19] المؤمنون: 44.
[20] في سورة الکهف: 60 «إذ قال موسي لفتيه لا أبرح حتي أبلغ مجمع البحرين».
[21] الاعراف: 157.
[22] الصف: 6.
[23] آل عمران: 33.
[24] النساء: 54.
[25] الزيغ: الميل عن الحق. وفي بعض النسخ «فقد کذبوا..».
[26] «في بعض النسخ «ولم تکن».
[27] النور: 36
[28] الانعام 84 إلي 90.
[29] في بعض النسخ «بعدک علماء امتک» وفي بعضها «بعدک علماء عنک وولاة ـ الخ».
[30] في بعض النسخ «وحججه ثابتة بعده في امته».
[31] هنا تمام الخبر کما في روضة الکافي تحت رقم 92، والظاهر أن الباقي من کلام المؤلف أخذه من الاخبار.
[32] أي بيوتا صغيرة.
[33] سهو من المؤلف أو الراوي وفي المصحف «اني ذاهب» أو بدون «سيهدين».
[34] في بعض النسخ «هلک».
[35] السند مشتمل علي مجاهيل سوي ما فيه من الارسال. والمتن کما تري متضمن علي ما هو خلاف الاعتبار، ولم يضمن المؤلف في هذا الکتاب صحة جميع ما يرويه کما ضمن في الفقيه فقال فيه: «ولم أقصد قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه بل قصدت إلي ايراد ما أفتي به وأحکم بصحته». ويفهم منه أنه ـ رحمه الله ـ قصد في غير الفقيه ايراد جميع ما رووه صح عنده أو لم يصح، ولم يحتج الا بالصحاح منها.
[36] معرب «أشک بن أشکان».
[37] آل عمران: 49.
[38] کذا في جميع النسخ. وفي المصحف «بل رفعه الله إليه» النساء: 156.
[39] في أکثر التواريخ وبعض الروايات کان قتل يحيي قبل عروج عيسي (ع).
[40] استيلاء بختنصر علي بيت المقدس کان في سنة 576 قبل الميلاد وملک اردشير بابکان في المائة الثالثة بعد الميلاد. فتأمل.
[41] البقرة: 259.
[42] البروج: 4 و 5.
[43] في بعض النسخ «الجرثومة المتخيرة».
[44] الخبر مروي عن النبي صلي الله عليه وآله وصدور هذه الجمل عنه صلي الله عليه وآله في حق نفسه بعيد جدا.
[45] هو عبد الله بن ابراهيم الغفاري راوي جعفر بن ابراهيم الجعفري الهاشمي.
[46] ما بين القوسين کان في بعض النسخ دون بعض، وفي نسخة جعله بدل «عبد الله بن جعفر».
[47] في بعض النسخ «عن عبد الله بن محمد بن عيسي».