بازگشت

خبر زيد بن عمرو بن نفيل


وکان زيد بن عمرو بن نفيل [1] يطلب الدين الحنيف ويعرف أمر النبي صلي الله عليه وآله و



[ صفحه 199]



43 ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز النيسابوري قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بکير، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال: کان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع علي الخروج من مکة يضرب في الارض ويطلب الحنيفية ـ دين إبراهيم عليه السلام ـ وکانت امرأته صفيه بنت الحضرمي کلما أبصرته قد نهض إلي الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل [2] فخرج زيد إلي الشام يلتمس ويطلب في أهل الکتاب الاول دين إبراهيم عليه السلام ويسأل عنه، فلم يزل في ذلک فيما يزعمون حتي أتي الموصل و الجزيرة کلها، ثم أقبل حتي أتي الشام فجال فيها حتي أتي راهبا بميفعة من أرض البلقاء کان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام فقال له الراهب: إنک لتسأل عن دين ما أنت بواجد له الان من يحملک عليه اليوم، لقد درس علمه وذهب من کان يعرفه، ولکنه قد أظلک خروج نبي يبعث بأرضک التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية فعليک ببلادک فإنه مبعوث الان، هذا زمانه ولقد کان سئم اليهودية والنصرانية، فلم يرض شيئا منهما، فخرج مسرعا حين قال له الراهب ما قال يريد مکة حتي إذا کان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه.

فقال ورقة بن نوفل ـ وقد کان اتبع مثل أثر زيد ولم يفعل في ذلک ما فعل ـ فبکاه ورقة وقال فيه:



رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما

تجنبت تنــورا من النار حاميـا



بدينـک ربا ليــس رب کمثله

وترکک أوثان الطواغي کماهيا [3] .



ينتظر خروجه وخرج في طلبه فقتل في الطريق.



[ صفحه 200]



وقد تدرک الانسان رحمة ربه

ولو کان تحت الارض ستين واديا



44 ـ وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير [4] ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي: أن عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد قالا: يا رسول الله أنستغفر لزيد؟ قال: نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة امة وحده.

45 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن ـ يوسف قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بکير، عن المسعودي، عن نفيل بن هشام، عن أبيه أن جده سعيد بن زيد سأل رسول الله صلي الله عليه وآله عن أبيه زيد بن عمرو، فقال: يا رسول الله إن أبي زيد بن عمرو کان کما رأيت وکما بلغک فلو أدرکک کان آمن بک فأستغفر له؟ قال: نعم فاستغفر له، وقال: إنه يجئ يوم القيامة امة وحده، وکان فيما ذکروا أنه يطلب الدين فمات وهو في طلبه.

قال مصنف هذا الکتاب رحمه الله: حال النبي صلي الله عليه وآله قبل النبوة حال قائمنا وصاحب زماننا عليه السلام في وقتنا هذا وذلک أنه لم يعرف خبر النبي صلي الله عليه واله في ذلک الوقت إلا الاحبار والرهبان والذين قد انتهي إليهم العلم به فکان الاسلام غريبا فيهم وکان الواحد منهم إذا سأل الله تبارک وتعالي بتعجيل فرج نبيه وإظهار أمره سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا له: متي يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف و أن دعوته تبلغ المشرق والمغرب وأنه ينقاد له ملوک الارض کما يقول الجهال لنا في وقتنا هذا: متي يخرج هذا المهدي الذي تزعمون أنه لا بد من خروجه وظهوره و ينکره قوم ويقربه آخرون، وقد قال النبي صلي الله عليه وآله: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا



[ صفحه 201]



(کما بدء) فطوبي للغرباء، فقد عاد الاسلام کما قال عليه السلام غريبا في هذا الزمان کما بدء و سيقوي بظهور ولي الله وحجته کما قوي بظهور نبي الله ورسوله وتقر بذلک أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته کما قرت أعين المنتظرين لرسول الله والعارفين به بعد ظهوره، وإن الله عزوجل لينجز لاوليائه ما وعدهم ويعلي کلمته ويتم نوره ولو کره المشرکون.

46 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الکوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل ابن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا، فطوبي للغرباء.

47 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه ـ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمرکي ابن علي البوفکي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا کما بدء، فطوبي للغرباء.


پاورقي

[1] في المعارف لا بن قتيبة الدينوري: زيد بن عمرو بن نفيل هو أبو سعيد أحد العشرة المسمين للجنة، وکان رغب عن عبادة الاوثان وطلب الدين، فقتله النصاري بالشام. وقال النبي صلي الله عليه وآله: «يبعث أمة وحده».

[2] وکان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لامه وکان يعاتبه علي فراق دين قومه، وکان الخطاب قد وکل صفية به، وقال: إذا رأيته قدهم بأمر فآذنيني به. (قاله ابن هشام).

[3] في المعارف «وترکک جنان الجبال کماهيا» وجنان ـ بکسر الجيم وشد النون ـ جمع جان، ويريد بجنان الجبال: الذين يأمرون بالفساد من شياطين الانس.

[4] محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الاسدي المدني قال ابن سعد: کان عالما وقال الدار قطني ثقة مدني (تهذيب التهذيب)، وفي بعض النسخ «محمد بن جعفر بن الاثير» وهو تصحيف.