بازگشت

خبر يوسف اليهودي بالنبي و بصفاته و علاماته


41 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده قال: لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب زوجه عبد ـ المطلب آمنة بنت وهب الزهري فلما تزوج بها حملت برسول الله صلي الله عليه وآله فروي عنها أنها قالت: لما حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي کان آت أتاني فقال لي: قد حملت بخير الانام، فلما حان وقت الولادة خف علي ذلک حتي وضعته، وهو يتقي الارض بيده ورکبتيه، وسمعت قائلا يقول: وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شر کل باغ وحاسد.

«فولد رسول الله صلي الله عليه وآله عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت [1] من ربيع الاول يوم الاثنين».

فقالت آمنة: لما سقط إلي الارض اتقي الارض بيديه ورکبتيه ورفع رأسه إلي السماء، وخرج مني نور أضاء ما بين السماء والارض، ورميت الشياطين بالنجوم و حجبوا عن السماء، ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء، ففزعوا لذلک، و قالوا: هذا قيام الساعة، فاجتمعوا إلي الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلک، وکان شيخا کبيرا مجربا، فقال: انظروا إلي هذه النجوم التي تهتدوا بها في البر والبحر، فإن



[ صفحه 197]



کانت قد زالت فهو قيام الساعة وإن کانت هذه ثابته فهو لامر قد حدث.

وأبصرت الشياطين ذلک فاجتمعوا إلي إبليس فأخبروه أنهم قد منعوا من السماء ورموا بالشهب، فقال: اطلبوا فإن أمرا قد حدث، فجالوا في الدنيا ورجعوا وقالوا: لم نر شيئا، فقال: أنا لهذا، فخرق ما بين المشرق والمغرب فلما انتهي إلي الحرم وجد الحرم محفوفا بالملائکة، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل عليه السلام فقال: اخسأ يا ملعون، فجاء من قبل حراء فصار مثل الصرد قال: يا جبرئيل ما هذا؟ قال: هذا نبي قد ولد وهو خير الانبياء، قال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: بلي، قال: قد رضيت.

قال: وکان بمکة يهودي يقال له: يوسف فلما رأي النجوم يقذف بها وتتحرک قال: هذا نبي قد ولد في هذه الليلة وهو الذي نجده في کتبنا أنه إذا ولد ـ وهو آخر الانبياء ـ رجمت الشياطين وحجبوا عن السماء، فلما أصبح جاء إلي نادي قريش فقال: يا معشر قريش هل ولد فيکم الليلة مولود؟ قالوا: لا قال: أخطأتم والتوراة ولد إذا بفلسطين وهو آخر الانبياء وأفضلهم، فتفرق القوم فلما رجعوا إلي منازلهم أخبر کل رجل منهم أهله بما قال اليهودي فقالوا: لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة، فأخبروا بذلک يوسف اليهودي فقال لهم: قبل أن أسألکم أو بعده؟ قالوا: قبل ذلک، قال: فاعرضوه علي، فمشوا إلي باب آمنة فقالوا: اخرجي ابنک ينظر إليه هذا اليهودي، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه، وکشف عن کتفيه فرأي شامة سوداء بين کتفيه وعليها شعرات، فلما نظر إليه وقع علي الارض مغشيا عليه، فتعجب منه قريش وضحکوا منه فقال: أتضحکون يا معشر قريش، هذا نبي السيف ليبيرنکم [2] وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلي آخر الابد، وتفرق الناس ويتحدثون بخبر اليهودي ونشأ رسول الله صلي الله عليه وآله في اليوم کما ينشأ غيره في الجمعة وينشأ في الجمعة کما ينشأ غيره في الشهر.



[ صفحه 198]




پاورقي

[1] کذا. ولعله يکون «بقيت» فصحف وهذا من کلام المصنف.

[2] أي ليهلکنکم. وفي بعض النسخ «ليتبرنکم».