ذکر ما حکاه خالد بن اسيد بن أبي العيص، و طليق بن سفيان بن ام
38 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زکريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهيثم بن عمرو المزني، [1] عن عمه، عن يعلي النسابة قال: خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص، وطليق بن سفيان بن امية تجارا إلي الشام سنة خرج رسول الله صلي الله عليه وآله فيها فکانا معه، وکان يحکيان أنهما رأيا في مسيره ورکوبه مما يصنع الوحش والطير، فلما توسطنا سوق بصري إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغير الالوان کأن علي
[ صفحه 189]
وجوههم الزعفران تري منهم الرعدة فقالوا: نحب أن تأتوا کبيرنا فإنه ههنا قريب في الکنيسة العظمي، فقلنا: ما لنا ولکم؟ فقالوا: ليس يضرکم من هذا شئ ولعلنا نکرمکم، وظنوا أن واحد منا محمد فذهبنا معهم حتي دخلنا معهم الکنيسة العظيمة البينان فإذا کبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته، وقد نشر کتابا في يديه، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الکتاب مرة فقال لاصحابه: ما صنعتم شيئا لم تأتوني بالذي اريد، وهو الان ههنا.
ثم قال لنا: من أنتم؟ فقلنا: رهط من قريش، فقال: من أي قريش؟ فقلنا من بني عبد شمس، فقال لنا: معکم غيرکم؟ فقلنا: نعم شاب من بني هاشم نسميه يتيم بني عبد المطلب، فو الله لقد نخر نخره [2] کاد أن يغشي عليه، ثم وثب فقال: أوه أوه هلکت النصرانية والمسيح، ثم قام واتکأ علي صليب من صلبانه وهو مفکر وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة، فقال لنا: فيخف عليکم أن ترونيه؟ فقلنا له: نعم فجاء معنا فإذا نحن بمحمد صلي الله عليه وآله قائم في سوق بصري، والله لکأنا لم نر وجهه إلا يومئذ کأن هلالا يتلالا من وجهه، وقد ربح الکثير واشتري الکثير، فأردنا أن نقول للقس هو هذا؟ فإذا هو قد سبقنا فقال: هو هو، قد عرفته والمسيح، فدنا منه وقبل رأسه وقال له: أنت المقدس، ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته، فأخذ النبي صلي الله عليه وآله يخبره فسمعناه يقول: لئن أدرکت زمانک لاعطين السيف حقه، ثم قال لنا: أتعلمون ما معه؟ معه الحياة والموت، من تعلق به حيي طويلا، ومن زاغ عنه مات موتا لا يحيي بعده أبدا، هو هذا الذي معه الذبح الاعظم، [3] ثم قبل رأسه ورجع راجعا.
[ صفحه 190]
پاورقي
[1] تقدم الکلام فيه ص 182.
[2] نخر الانسان: مد الصوت والنفس في خياشيمه.
[3] في بعض النسخ «الربح الاعظم».