بازگشت

بشارة عيسي بن مريم بالنبي محمد المصطفي


18ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي بن أحمد بن عيسي الجلودي البصري بالبصرة قال: حدثنا محمد بن عطية الشامي قال: حدثنا عبد الله بن عمر وبن سعيد البصري قال: حدثنا هشام بن ـ جعفر، عن حماد بن عبد الله بن سليمان [1] وکان قارئا للکتب قال: قرأت في الانجيل: يا عيسي جد في أمري ولا تهزل، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البکر البتول أنت من غير فحل، أنا خلقتک آية للعالمين فإياي فاعبد، وعلي فتوکل، خذ الکتاب بقوة، فسر لاهل سوريا بالسريانية، بلغ من بين يديک إني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي الامي صاحب الجمل والمدرعة والتاج ـ وهي العمامة ـ والنعلين والهراوة ـ وهي القضيب ـ، الانجل العينين، الصلت الجبين، الواضح الخدين، الاقني الانف [2] مفلج الثنايا، کأن عنقه إبريق فضة، کأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلي سرته، ليس علي بطنه ولا علي صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة [3] .



[ صفحه 160]



شثن الکف والقدم [4] إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشي فکأنما يتقلع من الصخر، وينحدر من صبب [5] وإذا جاء مع القوم بذهم، [6] عرقه في وجهه کاللؤلؤ، وريح المسک تنفح منه، لم ير قبله مثله ولا بعده، طيب الريح، نکاح للنساء، ذو النسل القليل إنما نسله من مبارکة [7] لها بيت في الجنة، لا ضحب فيه ولا نصب، [8] يکفلها في آخر الزمان کما کفل زکريا امک، لها فرخان مستشهدان، کلامه القرآن، ودينه الاسلام، وأنا السلام. فطوبي لمن أدرک زمانه، وشهد أيامه، وسمع کلامه.

قال عيسي: يا رب وما طوبي؟ قال: شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم [9] برده برد کافور، وطعمه طعم الزنجبيل من شرب من تلک العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا.

فقال عيسي عليه السلام: اللهم اسقني منها، قال: حرام يا عيسي علي البشر أن تشربوا منها حتي يشرب ذلک النبي، وحرام علي الامم أن يشربوا منها حتي تشرب منها أمة ذلک النبي، يا عيسي أرفعک إلي ثم أهبطک في آخر الزمان لتري من أمة ذلک النبي العجائب ولتعينهم علي اللعين الدجال أهبطک في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم أمة مرحومة.

وکانت للمسيح عليه السلام [10] غيبات يسيح فيها في الارض، فلا يعرف قومه وشيعته خبره، ثم ظهر فأوصي إلي شمعون بن حمون عليه السلام فلما مضي شمعون غابت الحجج بعده



[ صفحه 161]



واشتدت الطلب، وعظمت البلوي، ودرس الدين، وضيعت الحقوق، وأميتت الفروض والسنن، وذهب الناس يمينا وشمالا لا يعرفون أيا من أي، فکانت الغيبة مائتين و خمسين سنة.

19 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله جميعا، عن أيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، عن سعد بن أبي خلف، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: بقي الناس بعد عيسي بن مريم عليه السلام خمسين ومائتي سنة بلا حجة ظاهرة.

20 ـ حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: کان بين عيسي وبين محمد عليهما السلام خمسمائة عام منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت: فما کانوا؟ قال: کانوا متمسکين بدين عيسي عليه السلام، قلت: فما کانوا؟ قال: کانوا مؤمنين، ثم قال عليه السلام: ولا يکون الارض إلا وفيها عالم.

وکان ممن ضرب في الارض لطلب الحجة سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ فلم يزل ينتقل من عالم إلي عالم، ومن فقيه إلي فقيه، ويبحث عن الاسرار ويستدل بالاخبار منتظرا لقيام القائم سيد الاولين والآخرين محمد صلي الله عليه وآله أربعمائة سنة حتي بشر بولادته، فلما أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي.


پاورقي

[1] کذا والصواب «حدثنا هشام بن سنبر أبو عبد الله، عن حماد بن أبي سليمان».

[2] المدرعة ـ کمکنسة ـ: ثوب کالدراعة ولا تکون الا من صوف. والهراوة: العصا. وفي القاموس النجل ـ بالتحريک ـ: سعة العين فهو أنجل. والصلت الجبين أي واسعة وأقني الانف: محدبه أي ارتفع وسط قصبة أنفه وضاق منخراه.

[3] مفلج الثنايا أي منفرجها. وقوله «کأن الذهب يجري في تراقيه» التراقي جمع الترقوه وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ولعله کناية عن حمرة ترقوته. والمسربة بضم الراء: ما دق من شعر الصدر سائلا إلي الجوف.

[4] شثن الکفين أي أنهما يميلان إلي الغلظ والقصر. وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر يمدح في الرجال لانه أشد لقبضهم ويذم في النساء. (النهاية).

[5] أي يرفع رجليه من الارض رفعا بينا بقوة دون احتشام، لا کمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه لان ذلک من مشي النساء والصبب ما انحدر من الارض أو الطريق.

[6] في النهاية في الحديث «بذ العالمين» أي سبقهم وغلبهم.

[7] يعني الزهراء سلام الله عليها.

[8] الصخب ـ بالتحريک ـ: الضجة والصياح والجلبة. والنصب: التعب والداء.

[9] اسم عين في الجنة ويقال: هو أرفع شراب أهلها. تسنمهم من فوقهم.

[10] من کلام المصنف.