بازگشت

اعتراض آخر


قالت الزيدية: بأي شيء تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتکم علي الاسماعيلية القائلين بامامته؟

قلنا لهم: ندفع إمامته بما ذکرنا من الاخبار وبالاخبار الواردة بالنص علي الائمة الاثني عشر عليهم السلام وبموته في حياة أبيه.

فأما الاخبار الواردة بالنص علي الائمة الاثني عشر فقد ذکرناها في هذا الکتاب.

وأما الاخبار الواردة بموته في حياة الصادق عليه السلام ما حدثنا به أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، والحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن ـ عبد الله الاعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجي أن يکشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرت به فغطي، ثم قلت: اکشفوا عنه فقبلت أيضا جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد کفن فقلت: اکشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره و عوذته، ثم قلت: درجوه. فقلت: بأي شيء عوذته؟ قال: بالقرآن.

قال مصنف هذا الکتاب: في هذا الحديث فوائد أحدها الرخصة بتقبيل جبهة الميت وذقنه ونحره قبل الغسل وبعده إلا أنه من مس ميتا قبل الغسل بحرارته فلا غسل عليه، فان مسه بعدما يبرد فعليه الغسل، وإن مسه بعد الغسل فلا غسل عليه، فلو ورد في الخبر أن الصادق عليه السلام اغتسل بعد ذلک أو لم يغتسل لعلمنا بذلک أنه مسه قبل الغسل بحرارته أو بعدما برد.

وللخبر فائدة أخري وهي أنه قال: أمرت به فغسل ولم يقل غسلته وفي هذا الحديث أيضا ما يبطل إمامة إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره. [1] .



[ صفحه 72]



حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، ويعقوب يزيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن شعيب، عن أبي کهمس قال: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه السلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغطاء بالملحفة ثم أمر بتهيئته، فلما فرغ من أمره دعا بکفنه وکتب في حاشية الکفن «إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله».

حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم ابن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي حمزة، عن مرة مولي محمد بن ـ خالد قال: لما مات إسماعيل فانتهي أبو عبد الله عليه السلام إلي القبر أرسل نفسه فقعد علي جانب القبر لم ينزل في القبر، ثم قال: هکذا صنع رسول الله صلي الله عليه وآله بابراهيم ولده.

حدثنا محمد بن الحسن ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن الحسين بن عمر، عن رجل من بني هاشم قال: لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام فتقدم السرير بلا حذاء ولارداء.

حدثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسي، عن جرير، عن إسماعيل بن جابر و الارقط ابن عم أبي عبد الله ـ قال: کان أبو عبد الله عليه السلام عند إسماعيل حين قبض فلما رأي الارقط جزعه قال: يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلي الله عليه وآله، قال: فارتدع ثم قال: صدقت أنا لک اليوم أشکر.

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الثقفي،



[ صفحه 73]



عن أبي کهمس قال: حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام: فرأيت أبا عبد الله عليه السلام وقد سجد سجدة فأطال السجود، ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا ونظر إلي وجهه (قال:) ثم سجد سجدة اخري أطول من الاولي، ثم رفع رأسه وقد حضره الموت فغمضه وربط لحييه وغطي عليه ملحفة، ثم قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شيء الله أعلم به، قال: ثم قام فدخل منزله فمکث ساعة، ثم خرج علينا مدهنا مکتحلا عليه ثياب غير الثياب التي کانت عليه ووجهه غير الذي دخل به فأمر ونهي في أمره [2] حتي إذا فرغ منه دعا بکفنه فکتب في حاشية الکفن «إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله».

حدثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن ـ عيسي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن ظريف بن ناصح، عن الحسن ابن زيد قال: ماتت ابنة لابي عبد الله عليه السلام فناح عليها سنة، ثم مات له ولد آخر فناح عليه سنة، ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا فقطع النوح، قال: فقيل لابي عبد الله عليه السلام: أصلحک الله أيناح في دارک؟ فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال لما مات حمزة: ليبکين حمزة لا بواکي له. [3] .

حدثنا محمد بن الحسن ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن عبد الله الکوفي قال: لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا قال: فلما غمضه دعا بقميص غسيل أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهي قال: فقال له بعض أصحابه: جعلت فداک لقد ظننا أن لا ينتفع بک زمانا لما رأينا من جزعک، قال: إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا.

حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمکي قال: حدثنا الحسين بن الهيثم قال:



[ صفحه 74]



حدثنا عباد بن يعقوب الاسدي قال: حدثنا عنبسة بن بجاد العابد قال: لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وجلسنا حوله وهو مطرق، ثم رفع رأسه فقال: أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء [4] لا دار استواء علي أن فراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا ترد [5] وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفکر فمن لم يثکل أخاه ثکله أخوه، ومن لم يقدم ولدا کان هو المقدم دون الولد، ثم تمثل عليه السلام بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه.



ولا تحسبي أني تناسيت عهده

ولکن صبري يا إمام جميل [6] .



اعتراض آخر:

قالت الزيدية: لو کان خبر الائمة الاثني عشر صحيحا لما کان الناس يشکون بعد الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة حتي يقول طائفة من الشيعة بعبد الله وطائفة بإسماعيل وطائفة تتحير حتي أن الشيعة منهم من امتحن عبد الله بن الصادق عليه السلام فلما لم يجد عنده ما أراد خرج وهو يقول: إلي أين؟ إلي المرجئة أم إلي القدرية؟ أم إلي الحرورية وإن موسي بن جعفر سمعه يقول هذا فقال له: لا إلي المرجئة، ولا إلي القدرية، ولا إلي الحرورية ولکن إلي. فانظروا من کم وجه يبطل خبر الاثني عشر أحدها جلوس عبد الله للامامة، والثاني إقبال الشيعة إليه، والثالث حيرتهم عند امتحانه، والرابع أنهم لم يعرفوا أن إمامهم موسي بن جعفر عليهما السلام حتي دعاهم موسي إلي نفسه وفي هذه المدة مات فقيههم زرارة بن أعين وهو يقول والمصحف علي صدره: «اللهم إني أئتم بمن أثبت إمامته هذا المصحف».

فقلنا لهم: إن هذا کله غرور من القول وزخرف، وذلک أنا لم ندع أن



[ صفحه 75]



جميع الشيعة عرف في ذلک العصر الائمة الاثني عشر عليهم السلام بأسمائهم، وإنما قلنا: إن رسول الله صلي الله عليه وآله أخبر أن الائمة بعده الاثنا عشر، الذين هم خلفاؤه وأن علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ينکر أن يکون فيهم واحد أو اثنان أو أکثر لم يسمعوا بالحديث، فأما زرارة بن أعين فانه مات قبل انصراف من کان وفده ليعرف الخبر ولم يکن سمع بالنص علي موسي بن جعفر عليهما السلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن علي صدره، وقال: اللهم إني أئتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته، وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه إلا ما فعله زرارة، علي أنه قد قيل: إن زرارة قد کان عمل بأمر موسي بن جعفر عليهما السلام وبامامته وإنما بعث ابنه عبيدا ليتعرف من موسي بن جعفر عليهما السلام هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في کتمانه، وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته.

حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل کان يعرف حق أبيک عليه السلام؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلي من أوصي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام؟ فقال: إن زرارة کان يعرف أمر أبي عليه السلام ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي عليه السلام هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام فلم يحب أن يقدم علي ذلک دون أمره فرفع المصحف وقال: اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام.

والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه أن زرارة لم يعرف إمامة موسي بن ـ جعفر عليهما السلام وإنما فيه أنه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر.

حدثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد ابن يحيي بن عمران الاشعري، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال: لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلي المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله



[ صفحه 76]



عليه السلام فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال: من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي. وهذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف، علي أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال [7] وهو مجروح عند مشايخنا ـ رضي الله عنهم ـ.

حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت سعد بن عبد الله يقول: ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلي النصب إلا أحمد بن هلال، وکانوا يقولون: إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله، وقد علمنا أن النبي والائمة صلوات الله عليهم لا يشفعون إلا لمن ارتضي الله دينه. والشاک في الامام علي غير دين الله، وقد ذکر موسي جعفر عليهما السلام أنه سيستوهبه من ربه يوم القيامة.

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن أبي الصهبان، عن منصور بن العباس، عن مروک بن عبيد، عن درست ابن أبي منصور الواسطي، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام قال: ذکر بين يديه زرارة بن أعين فقال: والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي، ويحک إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله وأحب ولينا في الله.

حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ قالا: حدثنا أحمد بن إدريس، و محمد بن يحيي العطار جميعا، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملک، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا: بريد العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، والاحول [8] أحب الناس إلي أحياء وأمواتا.

فالصادق عليه السلام لا يجوز أن يقول لزرارة: إنه من أحب الناس إليه وهو لا يعرف إمامة موسي بن جعفر عليهما السلام.



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] فيه نظر لانه يمکن أن يقال الاخبار التي وردت بان الامام لا يغسله الا الامام مع ضعف سندها لا تدل علي وجوب المباشرة انما دلالته علي أن ولي الامام في التجهيز هو الامام الذي بعده سواء باشر ذلک بنفسه أو أمر من يفعل باذنه أو برضاه ان غاب، وفي التهذيب ج 1 ص 86 و الاستبصار ج 1 ص 207. باب کيفية غسل الميت بطريق صحيح أعلائي عن معاوية بن عمار قال: «أمرني أبو عبد الله عليه السلام أن أغمز بطنه، ثم أوضيه بالاشنان، ثم اغسل رأسه بالسدر و لحييه، ثم أفيض علي جسده منه، ثم أدلک به جسده، ثم أفيض عليه ثلاثا، ثم أغسله بالماء القراح، ثم أفيض عليه الماء بالکافور وبالماء القراح وأطرح فيه سبع ورقات سدر».

[2] يعني في تجهيز اسماعيل.

[3] في بعض النسخ «لکن حمزة لا بواکي له».

[4] التواء: الاعوجاج.

[5] اللوعة: حرقة الحزن.

[6] في بعض النسخ «يا أميم جميل» والاميم هو المضروب علي أم رأسه.

[7] هو أحمد بن هلال العبرتائي وردت فيه ذموم عن الامام العسکري عليه السلام کما في (کش).

[8] يعني محمد بن النعمان البجلي مؤمن الطاق.